رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع والثلاثون
أين ذهب الجحود الذي كان بقلبها، تبكى، يالها من سخريه، على ماذا تبكى، منذ ولادته لم تهتم به كوليدها، هكذا عقل وائل يتحدث، يشعر هو الآخر، بذنب إتجاه هذا الملاك الصغير الذي ترك آلما بصدره، هو الآخر يحمل ذنب، كان عليه الضغط على غدير، حتى تهتم بوليدهما، الذي كان يحتاج لرعايه خاصه منذ ولادته لم يجد منهما سوا بعض الأهتمام القليل، ها هو رحل مبرأ من كل الذنوب، هو لم يرى يوما أفضل من الآخر، منذ ولادته، تجاهلته غدير، كأنها لم تحمل به لتسع أشهر، يتكون بأحشائها، سريعا حملت مره أخرى بعده.
بينما غدير تبكى دموعها ليست كاذبه وليست صادقه، هل حقا حزن قلبها عليه، هكذا تظهر، للعلن، ربما قلبها حزين، لكن ليس بدرجة أم فقدت وليدها بعد بضع أشهر
رفعت نظرها، رأت دخول هيام، التي جلست جوار وائل، ووضعت يدها على فخده بمواساه، حقا تواسيه إم أنها آتت تشمت.
بالحقيقه هيام آتت تواسى لا تتشمت، فمن يتشمت بموت ملاك صغير، الاشيطان.
بمنزل زايد
كانت سهر تجلس برفقة حكمت التي تلاحظ سهر من حين لأخر تنظر لهاتفها.
تبسمت حكمت قائله: إطلبيه، وشوفيه هيرجع إمتى.
تعجبت سهر قائله: أطلب مين؟
ردت حكمت بتنمر: إطلبى عمار، مش كل شويه تبصى عالتليفون
تبسمت سهر، لكن قبل أن تتصل على عمار، وجدت هاتفها، يرن برقم والداتها
تعجبت سهر، وردت عليها.
تحدثت نوال: سهر عمار، رجع للبيت.
ردت سهر قائله: لأ لسه ومش عارفه إذا كان هيتأخر أو لأ.
تبسمت نوال، وكانت ستتحدث، لولا دخول منير عليها وجهه يبدوا حزين.
فقالت نوال: خليكى معايا دقيقه كده يا سهر.
سألت نوال منير: في أيه، وشك باين عليه الحزن خير.
رد منير: الولد إبن وائل إتوفى، من شويه، وعبد الحميد طلب منى ندفنه مع إمى في قبرها، أهو رحمه ليها معاها في القبر.
ردت نوال: لا حول الله، الدوام لله، ربنا يعوضهم.
تحدثت سهر قائله: خير ياماما في ايه، أنا سمعت طراطيش كلام من بابا مين الى توفى؟
ردت نوال: إبن وائل هو اللى إتوفى، ملاك مبرأ من الذنوب، ربنا يجعله رحمه لوالديه، يلا بقى إنت مع السلامه، وزى الدكتوره ماقالتلك تنفذى مطاوعيش نفسك على قلة الأكل، وتاخدى يتاميناتك بمواعيدها، وإبقى إتصلى عليا قوليلى عمار عمل أيه أما عرف إنك حامل.
رغم شعور سهر بالحزن، قالت: البقاء لله حاضر ياماما هعمل اللى قولتى عليه، بالسلامه وسلميلى على بابا.
أغلقت نوال الهاتف.
تحدث منير بخضه: هي سهر تعبانه عندها ايه؟
تبسمت نوال قائله: مبروك يا أبو علاء هتبقى جد بعد سبع شهور ونص.
فرح منير قائلا: ربنا يكملها وتقوم، بالسلامه، وربنا يعوض على وائل.
بينما بمنزل زايد
إرتجفت حكمت من قول سهر حين قالت البقاء لله، وحين أغلقت الهاتف قالت بأستفسار: خير، يا سهر، نوال قالتلك أيه قولتى ليها البقاء لله.
ردت سهر: ماما قالتلى إن إبن وائل توفى.
ردت حكمت قائله: الدوام لله، رايح لربه بدون ذنوب، ربنا رايده يكون من الأبرار.
ردت سهر: هو فعلا من الأبرار.
بعد وقت آتى عمار ومعه والده وعمه ودخلوا الى غرفة المعيشه، وجدوا سهر ومعها حكمت، يتحدثن بأنسجام، كأنهن أم وإبنتها، ليست ككنه وحماه، فرح عمار من أعماقه، سابقا كان يرى سهر تجلس مع نساء المنزل لكن كان يرى عدم إنسجامها معهم، ومعظم الوقت كانت تظل صامته، أو تتناقر مع زوجة عمه
تبسمت سهر، بسمه طفيفه، لعمار، بينما قالت فريال: جايين منين مع بعض كده.
رد مهدى، بعد دفنه إبن غدير، روحنا قعدنا عندها، شويه، وبعد المغرب، إتصلت على عمار، وقولتله، وكان يوسف هناك، قعدنا شويه وجينا.
ردت حكمت: ربنا يعوض عليهم، والله زعلت لما سهر قالتلى، بكره هاخد سهر ونروح نعزى غدير، وكمان إتصلت عالبنات يروحوا يعزو بنت عمهم، واجب، أهم يواسوها، ربنا يقومها بالسلامه ويعوض عليها.
نهضت سهر قائله: هروح أقول للشغاله تحضر العشا وكمان ميعاد علاج طنط فريال عاليه جت من الجامعه على هناك عند غدير، هروح أنا أديه لها.
أماء عمار براسه لها مع بسمه لم يلاحظها غيرها.
خرجت سهر تحدث سليمان قائلا: سهر بنت ناس طيبين، ربنا كرمك بها يا عمار، تبسم عمار
بعد قليل.
صعد عمار وسهر الى شقتهم
دخلوا مباشرة الى غرفة النوم.
جلس عمار على الفراش يتثائب قائلا: أخيرا رجعت لأوضتنا، كان يوم طويل، طول اليوم من مكان لمكان، وأخر اليوم روحت أعزى.
جلست سهر جوار عمار وتبسمت قائله: أيه عمار زايد عجز ولا أيه، لأ لسه بدرى على ما تعجز، أمال مين اللى هيربى اللى جاى في السكه ده.
للحظه لم ينتبه عمار، وكان سيتحدث، لكن صمت ونظر لسهر متفاجئ، يقول: قصدك أيه باللى جاى في السكه، قصدك!
تبسمت سهر بأماءه
نظر لها عمار قائلا: يعنى إتأكدتى.
تبسمت تقول: أيوا إتأكدت، والدكتوره قالتلى، قولى لجوزك عمار زايد
يحترم نفسه وممنوع اللمس أو الاقتراب لحوالى، سبع شهور ونص كده.
نهض عمار واقفا ثم جذبها، يقوم بحضنها بين يديه وقبل جانب عنقها قائلا: هتبقى أرق ماما، بس أنا بقول نغير الدكتوره دى من أولها، ونشوف دكتوره تقول نعم للمس والأقتراب، والعشق.
أنهى عمار قوله، يلثم شفاها بقبلات ممزوجه بعشقهم، ترك عمار شفاه سهر ونظر لوجهها قائلا: مين تانى عرف غيرى.
تبسمت قائله: ماما هي اللى شكت، وجابت الأختبار، وكمان خدتنى للدكتوره علشان نتأكد منها، وأكيد زمانها قالت ل بابا، وعلاء.
تبسم عمار يقول بمزح: يعنى انا آخر من يعلم بقى.
نظرت سهر لعمار، بدلال، قائله: الزوج آخر من يعلم.
تبسم عمار يقول بثقه: بس المفروض الزواج هو اول من يعلم، وده فعلا اللى حصل، لأنى كان عندى شك، وانا اللى قولت لمامتك عليه.
تبسمت سهر وضيقت عينياها قائله: أهاا، يعنى كنتوا بتتهامسوا على كده الصبح، وأنا اللى قولت هفاجئك، طلعت متواطئ مع ماما، شايفه العلاقه كده بينكم مع الوقت بتدخل، لمنعطف أصدقاء، بس بلاش تتفقوا عليا، أنا وليه حبله وغلبانه.
ضحك عمار قائلا: حبلى وغلبانه، إنتى، ناسيه غلبتينى قد أيه على ما رضيتى ترجعيلى، ولا ناسيه لما نطيت من شباك أوضتك زى الحراميه.
تبسمت سهر قائله: اللى يتعب ينول، يا عمارى وأهو في الاخر، سهر رجعتلك، وبعد ماكانت، كارهه تقرب منها، بقت عاشقه قربك، وكمان هتخلفلك ولى العهد، اللى كان نفسك فيه.
ضحك عمار قائلا: ولى العهد، ومنين جالك أنه ولد أنا عاوز بنوته، رقيقه زى مامتها، وأدلعها كده، وأما تكبر مش هجوزها، هخليها جنبى، حبيبة قلبى.
تبسمت سهر قائله: طب علشان كده بقى أنا نفسى في ولد، مش عاوزاك تدلع ولا تحب واحده غيرى.
تبسم عمار يقول: طب ما انا محبتش واحده غيرك، كنت في إنتظار نجمه تظهرلى، وأعشقها.
تبسمت سهر قائله: يعنى عاوز تفهمنى إنك إتجوزت تسع سنين من خديجه، مفكرتش مره تحول جوازكم الصورى ده، لجواز حقيقى وكامل.
رد عمار: تؤتؤ عمرى ما فكرت لا انا ولا خديجه، وحتى مكنتش بفكر أتجوز، أصلا، حتى قبل ما أتجوز من خديجه، مكنتش الفكره وارده في دماغى، لحد ما ظهرتى، في البدايه مكنتش عارف إنتى مين، لحد في مره شوفتك مشيت وراكى، لحد بيت جدتك يسريه، بس أول مره أعرف إنتى مين، يوم ما جيت أسأل على وائل، وبصراحه مقابلتك ليا يومها غاظتنى.
تبسمت سهر تقول: بصراحه انا اللى كنت متغاظه من طريقة، رنك لجرس البيت، دى تيتا آمنه الله يرحمها إتسرعت يومها.
تبسم عمار يقول: الله يرحمها: فاكر لما جيت مرتين لبيت باباكى في فتره الخطوبه، كانت بتستقبلنى بترحيب، أكتر من اللى كنت ببقى، رايح علشان أشوفها، وتنكر نفسها منى.
تبسمت سهر تقول: مين اللى قالك إنى كنت بنكر نفسى منك.
نظر عمار لعين سهر قائلا: أمال ليه مكنتيش بتستقبلينى، زى أى خطيب، بيزور خطيبته.
تبسمت سهر قائله: بصراحه، انا كنت بشوفك من وراء باب اوضتى، كنت بحس إنك مغرور ومنفوخ كده، وواخد مقلب في نفسك.
ضحك عمار قائلا: طب ما أنا كده فعلا، ليه بقى عشقتينى.
تبسمت سهر قائله: هتصدقنى لو قولتلك، العشق ده غريب ومش مفهوم، إزاى عشقتك معرفش، أنا مكنش في بالى إن أرتبط قبل ما أخلص دراستى وأشتغل كمان، يعنى مش قبل ما أكمل خمسه وعشرين سنه عالأقل، فجأه كل حياتى إتغيرت جذريا، لقيتنى بتجوز بواحد معرفوش، ولا هو يعرفنى، جوازه إتفرضت علينا إحنا الاتنين، وسببها إبن عمى، اللى عمرى ما حسيت من ناحيته بأى ألفه، كنا مفكرين إنك جاى علشان تخطب مياده، لكن إنت قلبت الترابيزه، وإختارتنى، علشان عصبتك، يوم ما جيت تسأل عالغبى وائل.
تبسم عمار يقول: مين اللى قال إنى إتفرض عليا أتجوزك، أنا فعلا أختارتك مش علشان عصبتينى، من قبلها وأنا كنت بسهر أفكر ونفسى أعرف إنتى مين، وكنت هاجى أتقدملك، بس للأسف القدر كان له رأى تانى، بطريقه تانيه، يمكن كانت غلط، بس أتعلمنا أحنا الأتنين من الغلط ده، إن اللى يحب مش لازم يكابر، الكبر عدو الحب الأول.
تبسمت سهر قائله: فعلا، الكبر عدو الحب، بس عاوز تفهمنى إن مفيش مره واحده حتى فكرت في خديجه، ولا هي محاولتش تعمل حركات الاغراء، إنها مثلا تشمر ديل العبايه، وتكشف سيقانها الناعمه.
ضحك عمار قائلا: لأ لا سيقان ناعمه ولا خشنه، انا حتى مشوفتش شعرها، أنا كنت ضيف معاها في الشقه، حتى ساعات كتير كنت ببات في أوضتى الخاصه قبل ما أتجوز منها، بأى حجه، كنت مستنى ظهور الملكه سهر، طب وأنتى مفيش مره فكرتى في وائل أو غيره؟
أستغربت سهر قائله: لا وائل ولا غيره!، دا لو كان الرجاله خلصوا، ومفضلش غير وائل، ده عمرى ما كنت أفكر فيه، ده عديم الشخصيه وإبن أمه، تربية ست، والنوعيه دى، دايما، يمشى وراء الست اللى تخطط له، أمه في الاول وبعدين مراته، زى غدير كده، قدرت تستحوذ عليه بسهوله جدا، أنا أحب الراجل يكون شخصيه قويه، وقوته تحسسنى معاه بالأمان، وائل سهل يحب على غدير في يوم من الأيام، لأنه سفيه، وتافه واخد الحياه بسطحيه، وكان يستاهل واحده بغباوة غدير، حتى مرات عمى كمان تستاهل، ياما، كنت بشوف الحزن في عيون تيتا بسببها، كنت بحس انها مش عاوزه عيالها يعرفونا ولا يختلطوا بينا، وفي نفس الوقت طماعه، عاوزه تاخد ومتديش، عكس ماما، وشوف سبحان الله، علاء ووائل نصيبهم إتنين أخوات فرق السما والأرض بينهم، زى ماما ومرات عمى، يعنى ماما كانت هي وبابا موظفين، عايشين بمرتابتهم، وهي كانت واخده ميراثها من أهلها كبير، بس كانت دايما، مش تحمد ربنا على اللى معاها، أنا لاحظت نظرات علاء، ل عاليه من بدرى وحظرته، كنت خايفه عليه وعاليه تبقى، زى غدير، بس عاليه، إنسانه طيبه وجواها حنيه، هي وأسماء، يعنى بعد إنفصالنا فوجئت بعاليه بتتصل عليا وتعتذر منى، على سوء الفهم، وكمان أسماء إتصلت عليا، حتى عمو سليمان يوم ما طنط حكمت كانت في العمليات، إعتذر منى، بس غدير، زى مامتها، تصور لما كانت تشوفنى، وهي شايله إبنها كانت تغطيه منى كأنى هحسده، سبحان من له الدوام، يوم ما أعرف إنى حامل، إبنها يموت، بتمنى، ربنا يصبر قلبها ويعوضها بأفضل منه.
ضم عمار سهر قائلا: خلينا في نفسنا بلاش نفكر في غيرنا، أنا بعشقك، يا سهري، وأسعد إنسان وأنا عارف إن جواكى نطفه منى، مع الوقت هتبقى طفل او طفله تقوى رباط العشق بينا.
مرت أيام ومعها أشهر، تبدلت المواسم، إقترب الصيف
بمنزل يوسف فجرا
علي صرخه متألمه، إستيقظت والدة يوسف أشعلت نور أباچوره.
ونظرت لتلك النائمه جوارها، وجدتها تتصبب عرقا، نهضت سريعا قائله: إهدى يا أسماء، ربنا يلطف بيكى، في نفس اللحظه دخل عليهن يوسف، مفزوعا يقول في أيه.
ردت والداته: خير إدعى لاسماء شكلها خلاص هتولد، يلا بسرعه روح غير هدومك وهات العربيه قدام باب البيت، على ما لبس أسماء إيسدال، ومتنساش تاخد معاك الشنطه الصغيره اللى جنب الباب دى، دى فيها هدوم نضيفه لأسماء وكمان هدوم للولد، يلا بسرعه، لتولد هنا وانا معرفش أولدها.
رغم خوف يوسف، لكن إمتثل لقول والداته سريعا.
بعد وقت بأحد المشافى.
كان يوسف ووالداته يفقان أمام باب غرفة الولاده، قال يوسف: إقعدى، يا ماما علشان رجعلك متوجعكيش من الوقفه.
ردت عليه: أقعد أيه هي الدكتوره غابت جوه كده ليه أنا خايفه على أسماء دى كانت بتتوجع قوى، وبالذات في أخر ايام الحمل وكمان الدكتوره كانت قايله لينا إنها إحتمال كبير تولد قيصرى.
نظر يوسف لساعة يده قائلا: دى لسه يا دوب داخله أوضة الولاده مبقلهاش غير تلت ساعه.
تعجبت أشجان قائله: تلت ساعه أيه دى بقالها جوه يجى خمس ساعات أنا هدخل أطمن على بنتى.
تبسم يوسف وضم والداته قائلا: إدعى لها يا ماما.
دعت أشجان بدموع تغرغر في عينيها قائله: ربنا يلطف بها.
بعد دقائق، خرجت الدكتوره مبتسمه تقول: الحمد لله إطمنوا يا جماعه كل شئ تمام أسماء ولدت وهي والولد بخير، بصراحه، دى ربنا وقف معاها آخر مره في الكشف الدورى، كان البيبى نازل في الحوض وكان مقلوب، وكنت خايفه جدا تولد قبل ميعادها وأهو الحمد لله ربنا قادر في آخر الوقت الجنين عدل وضعه، وبدل ما كنت متوقعه تولد قيصرى، ولدت طبيعي، بس هي مجهده، دلوقتي هتطلع على غرفة عاديه، ومبروك ما جالكم يتربى في عزكم.
بعد دقائق، بغرفه عاديه.
تبسم يوسف وهو يرى والداته تحمل طفله، وهو يجلس لجوار أسماء همس جوار أذنها قائلا: حمدالله على سلامتك.
تبسمت أسماء له دون رد هي مازالت مجهده، بينما لاحظت أشجان همس يوسف فقالت له: إنت لازق ليها كده ليه البنت والده ومش عاتق، أيه خلاص، يلا قوم من جنبها، وإنزل حاسب المستشفى.
ضحك عمار الذي دخل بعد طرق الباب قائلا: لأ خلاص حساب المستشفى إندفع، نقوط لعمار الصغير.
قال عمار هذا واتجه نحو أشجان، تبسم وهي تعطى له الطفل قائله: سمى ربنا وعقبال ما تشيل إبنك قريب يارب.
تبسم عمار وآمن على دعائها وسمى الله وأخذ منها الطفل.
تبسمت أسماء واشجان، بينما تحدث يوسف قائلا: ببساطة كده بتدى الواد لعمار، دا انا بقالى ساعه بتحايل عليكى بس ألمس آيديه تقوليلى صوابع الواد طريه وإنت إيدك ناشفه على فكره الواد ده إبنى، وليا فيه النص، ولو عاملتينى بالطريقة دى هتطر آسفا أخلف غيره، قبل من سنه.
تبسمت أشجان قائله: تبقى راجل بصحيح لو عملتها.
رد يوسف: طب بس إنتى سيبلى أسماء بعد الأربعين وهتشوفى، قبل السنه هجيللك كمان حفيدين ولد وبنت، شبه أسماء أموره زيها كده
تبسمت أسماء بحياء
بينما قال عمار: ربنا يزيدك ويرزقك بره، سهر كانت جانبى وإنت بتتصل عليا وكانت هتيجى، بس للأسف عندها إمتحان النهارده، أدعو لها، الحمل مع المذاكره تاعبها.
تبسمت أشجان قائله: ربنا ينجحها ويكملها وتقوم بالسلامه، كمان خديجه بتقول الحمل تاعبها شويه، خلاص إطمنت على أسماء، عقبال خديجه وكل الحبالى، ربنا يكملهم ويقوموا بالسلامه، بعيالهم في حجرهم.
بعد أسبوع
بمنزل يوسف
مظاهر السبوع تعم المكان.
كان سبوع لفرحه تأخرت سنوات سبقها أملا كان يموت بعد أيام من العلم به، لكن العوض آتى بهذا الصغير النائم بمهد صغير، تداعبه الملائكه يبتسم، كأنه يشعر بفرحة من حوله بقدومه، كان العوض الجميل
بحضور عائلى تلقى الصغير الهدايا والنقوط، وبعض الامانى السعيده
كانت سهر تجلس حين وضعت والدة يوسف الطفل على ساقها تبسمت سهر لذالك الملاك، لكن للحظه خشيت من حمله، فهى لم تحمل مولود قبل ذالك.
تبسمت أشجان قائله: متخافيش، حطى إيدك تحت ضهره، وأتعودى، كلها كم شهر وتشيلى إبن عمار.
قالت أشجان هذا ثم غمزت بعينها قائله: وبعدين خايفه من ايه ده عمار الصغير مش شقى، زى عمار الكبير.
تبسمت سهر بخجل من مغزى حديث أشحان.
بينما تلك الجحود، غدير، كانت تنظر لمشاعر الود بين الحضور بسخريه، بتلقائيه وضعت يدها على بطنها تتحسسها، همست لنفسها.
الحمد لله ربنا عوضنى الدكتوره في آخر متابعه، قالتلى إن كل شئ تمام، والبيبى ولد ومفهوش أى إعاقه.
بينما بداخل مطبخ شقة يوسف
تحجج علاء أنه ذاهب ليشرب، لكن في الحقيقه هو كان ذاهب خلف تلك العاليه الرقيقه.
تبسمت حين رفعت وجهها ورأت علاء يدخل المطبخ.
تبسم علاء يقول: حمدالله على سلامة أسماء، وكمان في تحسن في حالة مامتك.
تبسمت عاليه قائله: أنا كنت خايفه على اسماء قوى، بصراحه كانت بتتألم جامد في الايام الأخيره، وماما بتتحسن صحيح بس ببطئ شديد.
رد علاء: أنا كلها شهر وهتخرج من كلية الطب، وأكيد التكليف بتاعى، هيجى في مكان بعيد، بصراحه إتعودت خلاص، إنى أشوفك كل يوم.
تبسمت عاليه له قائله: ربنا يوفقك.
تبسم علاء: أنا بفكر بعد سنة التكليف دى نتجوز، وتكملى دراستك وأنتى في بيتي، أنا الحمدلله الدكتور محمد اللى بشتغل تحت إيده قالى مكانى محجوز بين أطباء المستشفى بعد سنة التكليف، وأنا عرضت على وائل إنى أخد شقته اللى في البيت، وهدفعله تمن تكاليفها، من مرتبى وبابا بيقولى، إنه خلاص هيساوى معاشه وهيقبض مكافأة نهاية الخدمه، مبلغ كويس، أقدر أدفعه مقدمه للعفش، والشبكه، بوعدك لما يتعدل حالى، ليكى عندى أغلى شبكه تطلبيها.
تبسمت عاليه قائله: شبكة أيه يا علاء، أنت شبكتى وأغلى حاجه عندى، وأنا موافقه بعد سنة التكليف نتجوز، وأكمل دراستى في بيتك، ومتأكده إنى هتفوق، لأنك هتساعدينى على التميز.
تبسم علاء لم يدرى بحاله وهو يضم عاليه بين يديه بحضنه، إستكانت عاليه بين يديه لبعض الوقت لكن فاق الأثنان على صوت نحنحة يوسف.
إبتعد الأثنين عن بعضهما.
خجلت عاليه وتلجلجت في الحديث، رآف يوسف بها قائلا: كنت بتسحب من وراء أم يوسف وداخل المطبخ علشان أشربلى كوباية موغات، بس ماليش حظ، شكله خلص.
تبسمت عاليه قائله لأ مش خلص، طنط أشجان خفياه قالت خليه على قد اسماء تتغذى بيه وكمان يساعدها في الرضاعه، شوفتها وهي واخداه لاوضتها.
تبسم يوسف يقول: أنا دلوقتي عرفت البت منى بنت أختى ليه خباصه، سبق وخديجه قالتلي إنها قريبه منك، وطول الوقت تقريبا معاكي.
نظرت له عاليه بغيظ قائله: غلطانه إنى قولتلك، هروح اشوف طنط أشحان وأقولها انك عرفت مكان الموغات.
غادرت عاليه المطبخ سريعا ولم تقف حين قال يوسف: بس هقولك مش قصدى.
تبسم علاء يقول: يعنى حظى هوقعنى في خباصه.
تبسم يوسف يقول: لأ يا عم بهزر حبيت أفك التنشنه، بس مش لاقى غير المطبخ إفرض كانت غدير اللى لمحتك، كانت عملتها قصه، كنت خدها وادخل أى اوضه مفقوله في الشقه، يا عم حاسس بيك، كاتب كتابك ولسه قدامك وقت على ما تكمل جوازك، وحتى لو كملت جوازك عندك انا أهو بقالى حوالى أربع شهور، زى الفازه في البيت مجرد ديكور، مفيش فينا متهنى غير عمار، سهر شكلها مدلعاه عالأخر.
تبسم عمار الذي دخل قائلا: تعالى شوف الدلع اللى أنا فيه، كل يوم بتتوحم على حاجه شكل أن مجبتهاش تعيط بدون سبب وتقولى بستخسر فيها، أنا وإبنى، وإن جبتها تقولى إتاخرت وخلاص مبقتش عاوزاها، ده غير هورمونات الحمل نفسها، تسمع فيلم رومانسى قديم ابيض وأسود تقولى إنت ليه
مش رومانسى زيهم.
طب دول ناس كان زمانهم كده، إحنا في زمن السرعه لأ والوحم الغريب بقى، ببتوحم على مانجه، إحنا فين وموسم المانجه فين، جبتلها مانجه، قالتلى لأ عاوزاه فريش مش تلاجات، اديني عقلك بقى، أنا بعد سهر ما تولد مش هخليها تخلف تانى قبل عشر سنين.
تبسم علاء على تذمرهم قائلا: بصراحه إنتم مثال جيد للزوج المسحول.
مرت عدة أيام
فى اليوم الأخير لامتحانات سهر
فوجئت بعمار بنتظرها بالسياره، أمام الجامعه.
نظرت لهاصفيه قائله: يا عينى عالحب، النهارده آخر يوم بقى وقال يستغله
تبسمت سهر، وقالت: تعالى معانا خلى عمار، يوصلك بدل بهدلة المواصلات يلا هشفق عليكى حامل بقى.
تبسمت صفيه قائله: ربنا يسترك أخدتيها من على لسانى، يلا، حتى علشان أبقى محرم.
تبسمت سهر ساخره: محرم، خلاص بلاش، دا حتى هورمونات الحمل جايه على عمار يا عينى وهو مستحمل.
تبسمت صفيه قائله: طب بلاش رغينا ده وخلينا، نروح نركب الجو حر أكيد العربيه فيها تكييف.
أثناء سير عمار بالسياره وهو يوصل صفيه
تحدثت قائله: الحمدلله لله بكده خلصنا الدراسه، فاضل بقى السنه التربوى، على ما تبدأ الدراسه أكون إتفجرت بقالى مده، لكن إنتى لسه مشوارك طويل، إنتى لسه يادوب حامل أربع شهور، يعنى مخلصتيش نص المده.
تبسمت سهر قائله: وفيها ايه، برضوا هاخد سنه تدريب، السنه دى مهمه، لأى خريج علشان يقدر يقدم على شغل في أى مدرسه خاصه تقبله.
نظرت صفيه لعمار قائله: أيه رأيك يا عمار، هتقبل سهر تاخد سنه التدريب دى، وهي في نهاية شهور حملها.
رد عمار: طبعا لأ، صحتها هي والبيبى أهم عندى، تتأجل السنه دى، أو بلاشها خالص، هي مش محتاجه لشغل.
تبسمت صفيه قائله: والله جوزى قالى نفس الكلام ده، وقالى إبنك ورعايته أهم، دلوقتى، وأنا بفكر فعلا آجل سنة التدريب دى.
تحدثت سهر قائله: بس أنا لأ مش هأجل السنه دى، وناويه كمان أشتغل بعدها في أى مدرسه.
ردت صفيه قائله: براحتك.
بينما صمت عمار، باقى الطريق الى أن نزلت، صفيه وخلفها سهر التي نزلت تودعها وقفن الاثنين يتحدثن لدقائق بمرح، ثم صعدت سهر الى السياره مره أخرة، وجلست جوار عمار.
لكن عين حازم رأت سهر بالصدفه، هو منذ أشهر من بعد فسخ خطبته هو ومياده لم يراها، تبدوا بوضوح سعيده، كما لاحظ إنتفاخ بطنها قليلا، كل أمل لديه إنتهى، لما يعلق نفسه بأمل واهى، سهر وجدت فارس أحلامها، أصبحت بعيده، لما رأها اليوم بشكل آخر ليس مثل سابق، لما رأى بوجهها مياده، هل يشتاق إليها، إم هو عذاب الضمير الذي يعيش به منذ فسخ خطبته من مياده، وذالك اليوم الذي رأى فيه إنهيار مياده، مياده ليست بالسوء الذي كان يظنه، فكر عقله لما لا تعطى لقلبك فرصه الأخرى ربما تصل الى أن تقول أن سهر لم تكن حب، بل كانت سراب الحب الأول.
بمنزل زايد
دخل عمار بالسياره، بعد أن إحتد الحديث بينه وبين سهر حول أنها تريد أن تعمل بعد التخرج، نفذ عمار من ذالك الموقف حين قال انه سابق لأوانه، وتقبلت سهر هذا مؤقتا لبعض الوقت، ولكل مقام مقال وقتها.
نزلت من السياره، ترسم بسمه، وإنتظرت عمار الذي ذهب إليها، وأمسك بيدها مبتسما
قبل دقائق بداخل المنزل.
شعرت غدير، بالغيظ وهي ترى أسماء تجلس مع حكمت وعاليه بغرفة المعيشه، وكانت معهن فريال التي تجلس على مقعد متحرك تستمع وتنظر لهن فقط، تشارك ببعض الكلمات المتقطعه.
كانت غديرتغتاظ من حمل أسماء لطفلها الذي يصدر بعض أصوات الغنچ الطفولى، حين تداعبه هي او عاليه، وكذالك حكمت، لما لم يرزقها الله بطفل معافى من اول مره، ما كانت شعرت بهذا الغيظ،
نهضت قائله: همشى انا بقى علشان وائل كان قالى متأخرش.
تبسمن لها.
خرجت للخارج لترى منظر آخر يزيد من غيظها، عمار يدخل الى المنزل، ومعه سهر التي نزلت من السياره ووقفت تنتظر إقترابه منها كى يدخلا للمنزل، يد، بيد
غلت الدماء في أوردتها، سارت بالقرب من الدرج المؤدى للنزول.
رفعت يدها كى تضعها على السياج الحديدى للسلم، لكن لم تنتبه أن يدها مازالت بالفضا، مالت على يدها، لكن للأسف، مالت الى الهاويه، حين إختل توازنها ولم تقدر على الثبات لتتعثر وتنزلق على درج السلم تتقلب عليه الى أن وصلت الى آخر درجات السلم.
رأت سهر هذا، تركت يد عمار، وتوجهت إليها بسرعه، وكذالك عمار
جلست سهر لجوارها قائله: غدير،.
وضعت غدير، يدها أسفلها ثم رفعتها بوجه سهر، قائله بإلم: إبعدى عنى إنتى عاوزه تموتى إبنى إنتى بتكرهينى.
ردت سهر: مش وقت كلامك ده، يا غدير إنتى بتنزفى.
صرخت غدير بوجه سهر، سمعن من بالداخل، صراخها.
جائت عاليه، وأسماء التي تركت طفلها مع حكمت
للحظه وقفن الأثنين مذهولتان، قبل ان ينزلن ويحاولن مساعدتها.
بينما عمار، تذكر نفس الموقف حدث مع خديجه، سابقا وكانت غدير السبب به.