رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن
بمنزل زايد، بشقة سليمان.
دخلت فريال الى غرفة غدير، بهوجاء، وعصفت خلفها الباب بقوه.
نهضت غدير فزعه والتي كانت تتكئ على الفراش، وبيدها الهاتف.
أخذت فريال الهاتف من يدها بتعسف قائله: كنتى بتكلمى مين عالتليفون، أكيد البأف الى كنتى هربانه، معاه، وجبرتينا، نطاطى، راسنا ونقبل بيه، غصب، هاتى التليفون ده ممنوعه منه، أكيد زمانه قالك أن باباكى وعمك ومعاهم عمار، راحوا لعند بيته، علشان يخطبوا، بنت من عندهم.
ردت غدير، بتأفف: ماما، من فضلك هاتى تليفونى، وكفايه الأهانه، الى حصلتى أمبارح بسببك، لما أخدتينى للدكتوره تكشف عليا، الأهانه دى أنا عمرى ما هنساها أبدا.
نظرت فريال لها بغيظ قائله: أهانه لما خدتك للدكتوره تكشف عليكى، ومكنتش إهانه لما بيتى مع واحد غريب عنك، في بيت، أنتى الى هينتى نفسك، ولسه هتشوفى إهانات أكتر، مفكره أن الصايع الى كنتى هربانه معاه هيعيشك في نغنغه زى الى عايشه فيها دلوقتي، غلطانه، بكره تقولى، أمى كان غرضها مصلحتى، عارفه، حرمتى نفسك من عز عيلة زايد، الى كان هيبقى كله تحت رجليكي، وهاتيجى بنت عيلة عطوه، تعيش وتمرع هي فيه، ويا سلام لما تخلف الولد، هيبقى كل العز ده تحت رجلها، وهتبقى هي ست الكل هنا، غبائك صورلك أننا كنا بنرخصك لعمار، وربنا سلط عليكى، عقلك الغبى، أنك ترفصى النعمه برجلك، بكره هتندمى، خير كل عيلة زايد في أيد عمار، لو كنتى طاوعتينى، كان هيبقى ليكى ولولادك منه، لكن مش عاوزه تبقى من حريم عمار، هو عمار عنده كم حرمه في حياته، قصدك على خديجه، كنتى تقدرى تنسيه حتى أسمها، لما تجيبى له الولد، الى يشيل أسمه وأسم العيله من بعده، لكن، أنا محبش يبقى ليا شريكه، في جوزى، أشبعى بقى من الفقر الى هتعيشيه مع حبيب القلب، وائل عطوه، عيشى معاه بالكام ملطوش الى بيقبضهم من مركز الصيانه، الى بيشتغل فيه، وتجى لهنا بنت عيلة عطوه، تنام طول، وتصحى عرض.
ردت غدير قائله: أنا قابله، وهتحمل نتيجة إختيارى يا ماما، ولما أجى، على باب عيلة زايد، جعانه متبقيش، تأكلينى.
نظرت فريال لها بحنق قائله: أنا مش عارفه سبب لغباء بناتى، الكبيره تحب، محامى كحيان، وشغاله عند أمه خدامه، والتانيه، تحب، واد صايع وتهرب معاه علشان تغصبنا نوافق عليه، والله أعلم التالته دى كمان بكره تعمل أيه هي كمان، لو ربنا كان رايد ليا الخير، مكنش أبنى البكرى مات وهو إبن تلاتشر سنه، ياريت هو الى كان عاش، وأنتم التلاته الى كنتم موتوا، كان هيبقى هو راجل العيله، ويسند ضهرى، ويعلى مقامى.
نظرت لها غدير، بذهول، كيف لأم تتمنى الموت لبناتها، من أن أجل تشعر بعلو مقامها.
بينما بمنزل، عائلة عطوه.
وضعت سهر تلك الصنيه التي كانت بيدها على طاوله بمنتصف الغرفه، ظنت للحظات أنها سمعت خطأ، هو لم يقول أسمها، لكن حين رفعت بصرها، ونظرت الى وجوه، كل من عمها، ووالداها، وجدتها، وأيضا، وائل، رأت وجوههم جميعا مشدوهه، وزاد على هذا، سماعها لسقوط، شئ معدنى على الأرض، نظرت، خلفها، لتعرف السبب، والذي كان بسبب سقوط الصنيه التي كانت تحملها مياده والتي تركت المكان مسرعه.
إذن لم تسمع خطأ، عادت ببصرها نحو عمار، رأت بوجهه، نظرة تعالى، بالنسبه لها، ولكنها كانت بالحقيقه نظرة ترقب منه، يريد معرفة ردها، والذى كان مفاجئا له حين
قالت: أنا مش موافقه، أنا مش بفكر أتجوز قبل ما أخلص دراستى.
كان هذا المختصر ما قالته، وغادرت الغرفه سريعا.
نهض سليمان ونظر، ل وائل بشر قائلا: أنت مش أتصلت على عمار قولت له أنكم وافقتوا عالبدل، ولا هو كلام عيال، كنت متأكد أنك معندكش كلمه، كويس، كده يبقى مفيش بدل.
تحدث والد سهر بأستغراب قائلا: أنا مش فاهم بدل، ده يعنى أيه؟
رد سليمان بعدم تصديق: مش فاهم، ولا بتستغبى، أبن أخوك غوى بنتى، وخطفها، وكان لازم أقتله وده الى هيحصل دلوقتي، وقدامكم.
قال سليمان هذا، وأخرج سلاحه، وقام بتعميره وصوبه بأتجاه وائل.
نهض جميع من بالغرفه عدا عمار، ولكن آمنه، حين حاولت النهوض، لم تستطيع الوقوف على ساقيها، وظلت جالسه، لكن بكت، برجفه.
لكن كلمه من عمار، جعلت عمه ينحى، سلاحه جانبا، حين قال: نزل سلاحك يا عمى، لسه كلامنا منتهاش، وياريت الكل يهدى، ومتأكد هنوصل لحل يرضى الجميع.
رد سليمان: حل أيه يا عمار، أنت سمعت رد البنت بنفسك، سيبنى أخلص عليه، لأ مش بس عليه لوحده، عالعيله دى كلها، همحيها، وملهمش عندى ديه.
تعصب عمار قائلا: عمى، أقعدى، وبلاش تهور.
جلس سليمان مره أخرى، وكذالك كل الواقفين عدا وائل.
نظر عمار ل وائل قائلا: أنت أتصلت عليا بعد الضهر، وقولت أنكم موافقين عالبدل الى قولت عليه، كنت بتكذب عليا.
رد وائل، بلجلجه: لأ لأن فعلا، إحنا وافقنا عالبدل، بس بالنسبه لأختى، مش لبنت عمى.
رد عمار: أنا لما حكمت قولت، جوازة بدل
يعنى أنت زى ما هتتجوز، بنت عمى، أنا هتجوز، بنت عمك، تمام.
تفاجئ والد سهر، الذي لا يفهم من حديث عمار، سوا أنه يريد الزواج من سهر، لا من مياده، لكن قال: الى أعرفه، أنكم جاين لطلب إيد مياده، مش سهر، حكاية البدل دى أنا معرفش عنها حاجه، وبنتى ملهاش دخل بموضوع البدل ده.
هنا عاد سليمان لعصبيته، ونهض يشهر سلاحه مره أخرى قائلا: قولتلك سيبنى من الأول، وأنا هخلص على الكلب ده، هو كداب، وبيلعب بينا.
رد والد وائل قائلا: الموضوع حصل فيه لبس، وأتفهم غلط، وائل لما أتصل على عمار، كان غرضه على أخته، مش سهر، أحنا أتفاجئنا بطلب عمار، ل سهر.
تحدث عمار قائلا: ليه هي مياده عندها كام سنه؟
رد وائل: بعد حوالى ست شهور هتكمل 18سنه.
رد عمار: ست شهور كتير، لأن الفرح هيتم قبل من شهر، وطبعا عارفين أن القانون، مش بيسمح بكتب كتاب أى بنت قبل ما تتم السن ده.
قال عمار هذا، ونهض واقفا، يقول بحسم: معاكم لحد بكره زى دلوقتي، تفكروا، لو أتوافق على طلبى، تقدروا تتفضلوا عندنا تطلبوا إيد غدير، بنت عمى، ويتم الأتفاق بينا على ميعاد الجواز، لأن معتقدش لها لازمه فترة الخطوبه، ودلوقتي نستأذن، ونسيكم تفكروا، براحتكم، يلا يا بابا، يلا يا عمى.
بينما حين خرجت سهر من غرفة الضيوف، رأت مياده تخرج من باب الشقه، وصفعت الباب خلفها، كانت ستذهب خلفها مباشرة، لكن أوقفتها زوجة عمها قائله: في أيه ايه الى حصل، خلى مياده، وقعت الصنيه من أيدها، وطلعت جرى على باب الشقه؟
ردت سهر: لأنهم طلبوا أيدى أنا مش إيد مياده، بس أنا خلاص، رفضت.
ذهلت هيام، وتصنمت للحظات ثم قالت: بتخرفى تقولى أيه؟
ردت سهر: حضرتك أنا مش بخرف، ده الى حصل، وتقدرى تتأكدى من الى جوه في أوضة الضيوف، خلينى أروح أقول لمياده، أنى ماليش دعوه، وأنى رفضت طلبه.
قالت سهر هذا وتوجهت تخرج من الشقه
بينما وقفت هيام تعيد قول سهر لها مذهوله، كيف حدث هذا، أليسوا هنا من أجل مياده، ما دخل سهر، بذالك الموضوع.
فاقت هيام، من ذهولها، على خروج وائل وخلفه عمار ووالده وعمه، نظرت هيام الى وجه وائل نظره خاطفه، وجهه، مسؤم، إذن قول سهر لم يكن تخاريف، توجهت هيام سريعا، الى داخل غرفة الضيوف، لتعرف، ماذا حدث بالضبط.
بينما سهر صعدت الى شقة عمها، وقفت على الباب ترن الجرس، أكثر من مره لم تفتح لها مياده.
رنت سهر الجرس وقالت: أفتحى لى يا مياده، خلينا نتكلم بعقل.
فتحت مياده الباب ووقف على السلم أمام سهر، وقالت بعصبيه: نتكلم بعقل أيه، عاوزه تقوليلى أيه، عمار كان جاى يتقدم ليا، وطبعا بحركاتك لفتى نظره، وبدل ما يطلب إيدى، طلب إيدك أنتى.
ذهلت سهر قائله: أكيد بتهزرى، وحركات أيه الى عملتها، قدام عمار ده، أنا مكنتش هدخل الأوضه أصلا، مرات عمى هي الى قالتلى، أدخل بالقهوه، قبلك، خافت لتوقعى القهوه، يبقى حركات أيه بقى الى عملتها، أعقلى كلامك شويه.
ردت مياده: حركات البراءه الى بترسميها، على كل الى في البيت بس أنا فهماها كويس، وأكيد عمار أتغش في برائتك لما شافك، وبدل ما يطلبنى، طلبك أنتى، بس أحب أقولك أن شخص زى عمار مش مغفل، وهيكتشف حقيقتك بسهوله، ووقتها هو الى هيندم، أنه صدق وش البراءه الى بترسميه، هي عادتك ولا هتشتريها.
قالت سهر بصدمه: عادة أيه دى كمان بقى!
ردت مياده: أنك تبقى عاوزه الشئ وتجرى وراه ولما توصلى له تقولى مكنتش عاوزاه، علشان تزودى أهتمام الى قدامك، بهنيكى، مبروك عليكى عمار، بس عمار مش زى عمى، ولا جدتى، وهيفضل مصدق وش البراءه بتاعك، هيكشفه بسهوله، ووقتها أنتى الى هتكونى خسرانه.
مازالت سهر مصدومه، من تفكير مياده وقالت لها: فعلا أنا الى خسرانه، أنى طلعت وراكى، أبرء نفسى قدامك، بس غلطت، مكنش لازم أعبرك، لان الموضوع بالنسبه ليا منتهى، أنى رفضت عمار خلاص.
قالت سهر هذا وتوجهت لنزول السلم مره أخرى.
لكن قالت مياده: وش البراءه ده ارسميه على حد غيرى يا سهر، أنا فهماكى، أنتى بتعززى نفسك، علشان عمار يتعلق بيكى، ومع شوية محايله هتوافقى عليه، بس سهر الدلوعه لازم الاول تدلل، وتلعب بمشاعر غيرها الأول.
لم ترد سهر عليها وأكملت نزول السلم
لتفاجئ، وهي بمنتصف السلم
بوقوف عمار، مع وائل الذي كان يودعه،
رفع عمار وجهه لينظر لسهر، بتوعد فهو سمع حديثها مع إبنه عمه، لتزيد لديه تلك الفكره عن سهر، وأنها تهوى التلاعب.
بينما نظرت سهر لعمار، بنفور، وأكملت نزول السلم ودخلت الى شقة والداها مره أخرى، وتوجهت الى غرفة الضيوف، والتي كان بها صوتا عاليا، وكان هذا الصوت لوالد سهر، الذى، يتحدث بقوه قائلا: أنا مش فاهم أزاى، واحد غبى، زى سليمان يرفع على فرد فينا السلاح في قلب بيتنا، وليه سكتت يا عبد الحميد، قولى أيه حكايه جوزاة البدل دى، وأيه سببها.
تحدثت هيام قائله: أهدى بس يا منير، كل شئ له حل.
دخلت سهر قائله: حل أيه بقى، أنا مش فاهمه حاجه: حضرتك الصبح جيتى قولتى ضيوف هيتقدموا، ل مياده، أدخل أسمع أنه بيتقدم ليا، ونظراته ليا كأننا تحت أمره وهنوافق على طلبه، وكمان أتهام مياده ليا بخطف عريسها.
دخلت عليهم في ذالك الوقت نوال قائله: في أيه، صوتكم عالى، أنا كنت في المطبخ وسمعت الصوت العالى، أيه الى حصل.
ردت سهر: الى حصل يا ماما، أن عمار ده بدل ما يطلب إيد مياده، طلب إيدى أنا، وكمان واضح أنه عنده ثقه أننا هنوافق على طلبه، بسبب المهندس وائل.
تفاجئت نوال قائله: وده سبب طلوع مياده من هنا وشكلها كانت بتعيط، هو أيه أصل الحكايه دى، حد يفهمنا!
أبتلع عبد الحميد ريقه، ثم قال، أنا هحكى لكم كل حاجه، حصلت.
سرد لهم عبد الحميد عن قصة خطف وائل ل غدير، وعثور أهلها عليهم بمنزل خاله، وطلب عمار منه زواج البدل، لكن هم ظنوا، أنه كان يتحدث عن مياده، وتفاجئوا به يطلب سهر، وأنهم أمام آمر واحد الآن هو موافقة سهر، على طلب عمار.
قالت سهر: طبعا مش موافقه، ووائل غلط من البدايه، وأنى ماليش دعوه، أنا مش هدفع تمن غلط غيرى، عندكم مياده، وموافقه عالجواز من عمار، أنما أنا مستحيل.
تحدث عبد الحميد: للآسف، هو قال، أن زى ما وائل هيتجوز من بنت عمه، هو كمان يتجوز من بنت عم وائل، وكمان، الى أسمه سليمان ده هددنا، بالسلاح.
تعجبت نوال وقالت: هددكم ليه، هي البلد مافيش فيها قانون، تقدروا تقدموا فيه بلاغ بعدم التعرض.
رد وائل: بس هما هيضغطوا على غدير تقدم، بلاغ أنى خطفتها، وبمساعدة علاء معايا.
ذهلت سهر، وقالت بخفوت: وعلاء ماله بالقصه هو كمان، ولا هي تماحيك، أنت الى غلطت يبقى تتحمل غلطك لوحدك، بعيد عنى أنا وأخويا، وده أخر كلام عندى، أنا برفض عمار زايد.
قالت سهر هذا وغادرت الغرفه
بينما صدم جميع من بالغرفه، بسقوط آمنه مغشيا عليها.
بمنزل يوسف
بغرفة المعيشه بشقة والداته.
كان يجلس مع
خديجه، ووالداتهم، ومعهم أبناء خديجه، وكذالك أسماء.
التى قالت بتعجب: يعنى عمار، وبابا وعمى دلوقتي، راحوا بيت عيلة عطوه، يطلبوا بنتهم لعمار، أبن عمى، مش كان المفروض يحصل العكس الأول، أنهم هما الى يجوا يطلبوا إيد غدير؟
رد يوسف: لأ كده الأفضل في رأيي، لأن كده، بيضمن رد عيلة عطوه قبل ما يروحوا هما يتقدموا، ل غدير، والى هيتم على ضوءه بعد كده سواء هيكون في قبول، من الطرفين أو لأ.
تعجبت أسماء قائله: مش عارفه غدير أختى زى ما تكون أتجننت، لما توافق تهرب مع واحد غريب عنها، وتحط العيله في المواجهه دى، ومش مقتنعه لسبب أقتراح عمار، بجواز البدل، لأن معظم الجوازات الى من النوع ده، بتفشل.
رد يوسف: وفي جوازات كتير من نفس النوع ونجحت، كل شئ نصيب، أتكلمى يا ماما ساكته ليه قولى لينا، عن رأيك.
ردت والدة يوسف، وهي تنظر لخديجه بآسى: هقول أيه، كل شئ فعلا نصيب، بس أنا خايفه، البنت الى تتجوز عمار، تأسيه على ولاد أختك، ومتنساش أنها كمان مراته، صحيح، كلنا عارفين زن حكمت على عمار أنه يتجوز، علشان يخلف له حتة عيل، وده حقه مفيش فيها كلام، بس أنا خايفه من الحته دى.
ردت خديجه: إطمنى يا ماما، انا متأكده من عمار، عمره ما يأسى على ولادى.
تنهدت والده يوسف قائله: منها لله الى كانت السبب أنك تستئصلى الرحم، لو مكنش كده، كان زمانك جيبتى له عيل ولا أتنين شالوا أسمه، و سكتوا حكمت.
توترت خديجه، وقالت: مالوش لازمه نفتح في القديم، يا ماما كل شئ قدر، والحمد لله، ربنا اكرمنى ببنت، وولد يبقى ليه أزعل، وأن كان على عمار، مش أول واحد يتجوز مره تانيه، في كتير مخلفين عيل واتنين، وبرضوا جوزها أتجوز أكتر من مره، وأنا راضيه بقدرى.
نظر يوسف لخديجه، يرسم بسمه، فهو الوحيد الذي يعرف حقيقة زواج خديجه، وعمار، وانه ليس زواجا، سوا، على ورق، بأتفاق بينهم، ليتحدث: فعلا يا ماما، خديجه عندها حق في الى قالته، وأنا كمان متأكد أن عمار عمره، ما هيغير معاملته، لولاد خديجه، أبدا، يبقى ليه نخاف، من جوازه، من واحده تانيه، حتى ده هيسكت أم عمار، وتبطل كل شويه، تضغط على خديجه، وتقولها، أنها تخلى عمار يتجوز علشان يخلف.
شعرت أسماء بغصه، بقلبها، هي حقا، حملت لأكثر من مره، لكن قبل نزول الروح بجنينها تجهض، بدون سبب، ربما هي إرادة الله، للحظه، خشى قلبها، أن يأتى عليها يوم كهذا، وتسمح بزواج، يوسف بأخرى من أجل إنجابه لطفل، تدمعت عيناها، ونهضت، قبل أن تنزل دموعها، قائله بتبرير كاذب، الجو ساقعه هروح أعمل شاى مره تانيه يدفينا.
ذهبت أسماء مسرعه، بأتجاه المطبخ، لاحظ، يوسف تلك الدمعه، بعين أسماء، لكن هو ليس بظروف مثل عمار، هو لديه شبه يقين عمار، يكن، لتلك الفتاه مشاعر، لكن يخفيها، هو كان مثله يوما، حين وقع بغرام أسماء، نهض يوسف قائلا: هروح أقول لأسماء تجيب لينا مع الشاى، كيك، او بسكوت، أصبر نفسى بهم على ما يجى وقت العشا.
تبسمت له كل من خديجه، ووالداته، التي فهمت هي الأخرى، ورأت الدموع بعين أسماء.
دخل يوسف الى المطبخ، ولف يديه حول خصر أسماء من الخلف، للحظه أنخضت أسماء، ثم تبسمت قائله: خضيتنى، وأبعد عنى لحد يشوفنا، ولا ولاد أختك يدخلوا علينا.
تبسم يوسف قائلا: على فكره أنا جعان.
تبسمت أسماء قائله: طب أبعد عنى، هعمل شاى أشربه دلوقتي، وفي هنا بسكوت خدلك بسكوتين تصبيره، على بعد صلاة العشا، نبقى نتعشى.
أدار يوسف وجه أسماء له، وقام بتقبيلها قبلتين، ثم وضع رأسها بين يديه، قائلا: دى التصبيره الى متشبعش.
ضحكت أسماء قائله: طب أطلع وأنا هجيب الشاى خلاص ميه الشاى خلاص هتغلي، بلاش تخليهم يقولوا بنعمل أيه في المطبخ.
تبسم يوسف قائلا: والله أنا الى بغلى مش مية الشاى، بس هاخد طبق البسكوت ده أصبر بيه نفسى، مع ان شفايفك، مسكره أكتر من البسكوت ده.
آخذ يوسف طبق البسكويت، وخرج، تنهدت أسماء، وتمنت أن يحقق لها الله قريبا تلك الأمنيه من ذالك الحنون.
بمنزل عمار
بعد قليل
بغرفة المكتب
وقف سليمان يقول بعتاب ل عمار
ليه مخلتيش أخلص على وائل ده، وكنا خلصنا، شايف البت بنت عمه، وقلة أدبها، لما قالت مش موافقه، بس هقول أيه كل ده بسبب بنتى الغبيه، لو كنت سيبتنى كنت خلصت عالاتنين، وتجنبت، الوضع الى إحنا فيه بسببها، في بنت في البلد دى ترفض عمار زايد.
نفث عمار، دخان سيجاره، قائلا: ليه لأ ما سبق بنت عمى، وأتمنت الموت، وهربت مع واحد تانى علشان متبقاش من حريمى، بس إطمن يا عمى، الى حصل ده كان مجرد دلال منها مش أكتر، وبكره هتسمع قرار عيلة عطوه، بالموافقه، بنفسك، ودلوقتي أنا محتاج أبقى لوحدى، خديجه، والولاد هيتعشوا عند يوسف، وهو هيجيبهم، بس أنا عندى، شوية حسابات ومحتاج أراجعهم، على ما يحضروا العشا، ياريت تسيبونى، أراجعهم.
قال سليمان: أنا هطلع أغير هدومى، ومش عاوز اتعشى نفسى أنسدت.
خرج سليمان، وترك مهدى الذي قال بلوم: كلام عمك صحيح، مكنش لازم من الاول تقول جوازة بدل، كنا وافقنا على جواز وائل وغدير، وخلاص، وتجنبنا الى حصل من شويه في بيت عطوه، وكمان بستغرب هدوئك، ويظهر هما كانوا مفكرين أنك رايح تخطب، أخت وائل، بس ليه أنت طلبت بنت عمه؟
رد عمار: زى ما قولت البدل، هو هيتجوز بنت عمى وانا هتجوز بنت عمه، وكمان البنت التانيه أنت سمعت، بنفسك أنها تحت السن القانونى للجواز، أيه هنرشى المأذون، يكتب الكتاب.
رد مهدى: وفيها أيه، وممكن كمان كنا نعمل فترة خطوبه و نأجل الجواز لحد ما تتم السن القانونى.
رد عمار بقطع: بابا، انا مش صغير، وهفرح بدبلتين، وكام خروجه، عالنيل، أنا هتمم الجوازه فورا، زى ما قولت، يمكن قبل من شهر، كمان.
بشقة سليمان.
كانت فريال تجلس على الفراش، تحتضن بين يديها صوره لطفل، بعمر الثالثه عشر، تبكى، بحرقه
حين دخل عليها سليمان، ونظر لها، وقال: هتفضلى طول عمرك حاضنه الصوره، دى، وناسيه بناتك.
ردت فريال: دى آخر صوره أتصورها، أبنى قبل ما يموت مغدور، وكلكم والستوا على الى قتله.
رد سليمان بعصبيه: بدل ما تبكى عالى راح، كنت فوقتى، لبناتك، وربيتهم كويس، مكنتش واحده منهم، هربت وجابت لنا الفضيحه، لكن أنتى عايشه في وهم، أنتى الى رسمتيه بنفسك، أنا خلاص مبقتش قادر أتحمل، طفح الكيل.
قالت فريال: هتفضل نار أبنى قايده في قلبى عمرى كله، مش هتبرد، وبناتك، ما هم تربية حكمت، كبيرة البيت العاقله، ولا نسيت تفضيل حمايا وحماتى لها عليا، ولما جت خديجه، كمان أتفضلت عليا، مع أن أنا كنت أم أول حفيد لهم، والى راح قدامى، وصورته، وهو بينزف، مبتفاريقش خيالى، بلاش تلومنى على تربية بناتك، أنا حاولت معاهم كتير، أن كان أسماء، الى أختارت يوسف، والتانيه، الى ذليت نفسى، وانا بطلب من حكمت أنها تاخدها لابنها، وفي الآخر هي معجبهاش، يبقى أتحمل معايا أنت كمان.
نظر سليمان لها يهز رأسه قائلا: بستغرب عقلى كان فين، لما زمان أتجوزتك، بس يا خساره مبقاش ينفع الندم.
بالعوده لمنزل عطوه.
إنخض الجميع، على آمنه، التي سقطت مغشيا عليها، لكن سرعان، ما أتصلت سهر على علاء، وأخبرته، بسقوط جدتهم مغشيا عليها، ليعود للمنزل برفقة أحد الأطباء.
خرج الطبيب من الغرفه، ومعه، علاء
أقترب منير بلهفه قائلا: خير، يا دكتور.
رد الطبيب: بصراحه، كده، أنا لو مش عارف كفاءة علاء، وأنه أحد تلاميذى كنت أمرت بتحويلها للمستشفى، فورا، بس أنا هكتب مجموعه أدويه، غير، شوية محاليل، لازم تتعلق للحجه، وكمان ياريت تبعد عن أى ضغط نفسى، بتمنى لها الشفا،
قال الطبيب هذا وغادر برفقة علاء الذي وقف مع الطبيب أمام المنزل، ليقوم الطبيب بأعطاء بعض التعليمات الخاصه لها ليفعلها لها.
بينما دخلت سهر الى غرفة جدتها، ووقفت تنظر لها باكيه، كذالك نوال، ثم منير، وخلفه عبد الحميد الذي وقف يوطى برأسه متألم من منظر والداته الفاقده للوعى.
أما هيام، ظلت بالخارج، عقلها شارد فذالك المأزق، الذي وضعهم به عمار، وأختياره لتلك الغبيه سهر، لو كان وافق على مياده، لكان الآمر أنتهى، لكن الآن لابد من وجود حل، والحل الوحيد هو موافقة تلك الغبيه، لكن عقلها قال لها: مهلا كيف توافق على هذا، سهر، تذهب للعيش بنعيم عائلة زايد، لا هي لا تستحق ذالك.
وهنالك صراع آخر برأسها، لو لم توافق سهر، سينفذ ذالك الأحمق سليمان تهدديه، وقد يقتل وائل، أو يتسبب بسجنه، بتهمة الخطف، لكن جاء الى عقلها قول وائل، حين ذكر، أنهم هددوه أن يضعوا أسم علاء معه، هو لم يذكر لها ذالك سابقا، ربما تكون نقطه رابحه، فنصف الخساره الآن أفضل من الخساره كلها، قالت هذا ودخلت الى غرفة آمنه تدعى الرياء أمام الواقفين، بالغرفه.
بعد قليل.
دخل علاء، بيده كيسا بلاستبكيا به بعض الأدويه، وأيضا، زجاجات محلول طبى.
توجه الى غرفة جدته، وقال: الزحمه في الاوضه مش كويسه علشان تيتا، ياريت الكل يطلع للصاله، وأطمنوا، أنشاء الله هتبقى كويسه، أنا ههتم بها، زى ما تكون في المستشفى بالضبط.
تحدثت سهر الباكيه تقول: لأ أنا هفضل معاك.
رد علاء: تمام أنا وسهر هنهتم بها والكل يقدر يرتاح.
شدت هيام كل من زوجها وكذالك وائل: قائله: فعلا بلاش زحمه في الاوضه، علشان النفس، خلينا نطلع لبره، وأنتى كمان يا نوال، يلا يا منير، سهر، وعلاء، هيفضلوا معاها، وأحنا مش هنبعد، دا يا دوب الباب بس، يلا بلاش الزحمه في الاوضه.
خرجت نوال، ومنير، وكذالك عبد الحميد على مضض.
ظلت سهر، واقفه مع علاء الذي بدأ، بغرس بعض الأبر، بيد جدته، ووضع بعض المحاليل لها، الى أن أنتهى، بعد وقت قصير. ، نظر علاء الى سهر التي مازالت تبكى، ثم أقترب منها وقال بهمس أطمنى تيتا هتبقى بخير
تعالى نقعد، وأحكى لى أيه الى جرالها فجأه أنها ماشى مع آدان المغرب كانت كويسه وبخير، حتى كانت مبسوطه، وقولت فرحانه ان البت مياده جالها عريس وهتغور من البيت وتريحنا من سماجتها.
جلس علاء و سهر، على أحد مقاعد الغرفه لتقول سهر: ما ده السبب في وقوع تيتا كده، الحكايه طلعت غير ما كنا مفكرين أنه عريس، ل مياده، لتسرد سهر له ما حدث، من وائل وخطفه ل غدير، وقول عمار أنه يريد الزواج منها هي لا من مياده.
تعجب علاء كثيرا يقول: طب وانتى مالك بغباوة وائل، عاوزين بدل ياخدوا مياده، وهي موافقه.
ردت سهر: قولت كده، حتى هي عملت فيها المظلومه، وجريت على شقة عمك، طلعت وراها، حاولت أفهمها لكن دماغها متركبه غلط، وأتهمتنى أنى رسمت البراءه قدام، عمار ده، خليته طلب إيدى أنا، وسيبتها قولت بكره تهدى، وتفهم، أنا عمار ده أصلا ميهمنيش، دى داخلته علينا فقر، أهو شوفت تيتا، تعبت.
تبسم علاء، يقول: عمار زايد داخلته فقر، أصلك هبله ومتعرفيش هو مين، بس تيتا، عيانه من زمان ومش أول مره اللأزمه دى تجى لها، يعنى مش دخلته، بس أيه، ما توافقى، علشان مرات عمك، والبت مياده يموتوا من القهر، وأهو، أرتاح منك.
نظرت سهر له قائله بقمص: بتهزر، وماله.
ضم علاء كتف سهر قائلا: بحاول أخليكى تفكى الحزن شويه، هروح أشوف ماما لو لسه صاحيه، تعملى عشا وأرجعلك، لو كنتى بتعرفى تعملى العشا، كنت أنا فضلت هنا، وانتى الى عملتيه، لكن نقول أيه، أنا بقول توافقى على طلب عمار ده عالاقل هتلاقى هناك خدامين، يخدموكى، ويجبولك الاكل لحد عندك في السرير.
نظرت له سهر بغضب، وقبل أن ترد.
ضحك علاء قائلا بمزح: مش وش نعمه هقول أيه، خلى بالك، لأن تيتا ممكن تفوق، في أى وقت خلى بالك منها، على ما أكل لقمه.
ذهب علاء الى الخارح، وترك سهر مع جدتهم
وجد علاء والداته، تجلس ومعه والده، بصالة الشقه، تحدث علاء قائلا: كويس أنك يا ماما لسه سهرانه، أنا جعان.
نهضت نوال قائله: هحضرلك كم سندوتش أنت ومنير، كمان متعشاش، كلنا أرتبكنا في تعب جدتك، ونسينا العشا.
نظر علاء لوالده قائلا: فين عمى، وصاحب المشكله، وائل بيه؟
رد منير: عمك، بالعافيه على ما طلع مع فريال هي ووائل، كان عاوز يفضل هنا، بس أنا طمنته، وهو طلع لشقته، أكيد سهر حكتلك الى حصل.
رد علاء: أيوا حكتلى، وطبعا أنا مع قرارها، بالرفض، دى حياتها، وسهر قالتلى قبل كده مش بتفكر في الجواز، أصلا، دلوقتى.
رد منير، قائلا: أنا عارف، مش جديده عليا، بس أحنا في مشكله كبيره، بسبب أبن عمك، حط العيله كلها في خطر، أنت مشوفتش وش الى أسمه سليمان ده، كان خلاص هيضربه بالنار، لو مش عمار، هو الى منعه بكلمه منه.
رد علاء: وائل طول عمره غبى، ومتسرع، كان لازم يفكر، في توابع عملته دى قبل ما يعملها.
رد منير: أنا كنت بفكر أنك ممكن تقنع سهر، توافق على طلب عمار ده.
أستغرب علاء قائلا: بتقول أيه يا بابا، أزاى أقنع سهر، بشئ أنا نفسى مش مقتنع، بيه، أيه هو جواز البدل ده، دى موضه، وقدمت خلاص.
رد منير: أنا مش عارف أفكر، وكمان وقوع جدتك، خلى دماغى وقفت عن التفكير، حيران، وكمان في حاجه وائل قالها: أن سليمان ممكن يقتلك أنت كمان، لأنه مفكر أنك ساعدته في خطف، بنته.
تعجب علاء قائلا: ده يبقى غباء رسمى منه، أنا ووائل مفيش بينا أى توافق، وحضرتك عارف كده، ولاد عمى، واخدين مننا موقف بسبب غباء مرات عمى، حتى مياده، سهر، بتتجنبها، وهي الى بترمى نفسها عليها، عمى ومراته مبيعرفوناش غير وقت مصلحتهم.
بداخل غرفة آمنه، بدأت تفيق، رويدا، أول ما نطقت به، هو أسم سهر، التي سمعت صوتها فهبت واقفه وأتجهت اليها، وجلست جوارها على الفراش، تقول بفرحه ومزح: حمدلله على سلامتك، يا تيتا كده تخضينا عليكى، وأنا الى كنت بقول تيتا، صبيه حلوه، وبفكر أشوفلك عريس.
تبسمت آمنه لها بوهن قائله: علشان خاطرى يا سهر، وافقى على طلب عمار.