قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ترويض ملوك العشق الجزء الأول للكاتبة لادو غنيم الفصل الرابع

رواية ترويض ملوك العشق الجزء الأول للكاتبة لادو غنيم الفصل الرابع

رواية ترويض ملوك العشق الجزء الأول للكاتبة لادو غنيم الفصل الرابع

كنتي كالرؤية في عيناي المشتعلة بلهيب
الشمس الحارقة خطواتي بأطراف بقدميكي
داخل قلبي تبحثين عن ملجئ يأويكي.
لكنك لم تدركي أنكي أقتحمتي منبع الجبران
المهلك لمن يخطية.

أرتعش جسدها حينما عادت من مخيلة عقلها الذي هيئه لها ماسيحدث إذا علم جبران بأمر عدم عذريتها. كل مامضي كان مجرد هلوسات هيئها عقلها الخائف. مالت بعيناها ونظرت إلى الانچيري الذي بين يداها بعين خائفة وقلب يرتجف حصره. ولم تمر سوا الثواني وسمعت مقبض الباب يتحرك مما جعلها تخفي الانچيري أسفل الغطاء. ووقفت على ساقيها محاولة أخفاء خوفها. اما هو فدلف إليها ونظرا لها بشك قائلا أثناء غلقة للباب.

بتعملي ايه هنا
طنط كريمان قالتلي أني من النهارده هتبقي ديه أوضتي يعني عشان أتجوزنا.
حدثتة بتوتر ملحوظ جعله ينظر لها بعدم أهتمام وتقدم وجلس على مقعده وامسك بالاب يكتب عليه بعض الأشياء اثناء قوله
وهو أنتي مسميه اللي حصل ده جواز.
بلعت لعابها بتوتر
تقصد ايه
أغلق شاشة الاب ورمقها بطرف عيناه
أقصد أن اللي حصل مجرد صفقة كنت عايز اكسبها. وأنتي كذالك مظنش أنك أتجوزتيني عشان عجبتك والا عشان خوفتي من أبوكي.

تنهدت بعمق وحاولت النظر إليه قائلة بصوت مرهق من البكاء
صفقة. طبعا مانت لزم تقول كده لأني رخصت نفسي لما عارضت بابا ووافقت على طلبك
شكلك ذكية وبتفهمي.
ردف ساخرا منها اما هي فبلعت الغصه من حلقها وأكملت
وأظن أنك أنت التاني ذكي وعايز تفهم أنا ليه عملت كدة ووافقت عليك
وقف أمامها وعقد ذراعيه أمام عضلات صدره العريض يرمقها بعين متعطشه لسماع الجواب.

بالظبط كده. ايه اللي يخلي معيدة بالجامعة أنسانة مثقة متربية أنها تعارض أبوها وتوافق أنها تتجوز واحد بالطريقة دية غير لو كان وراها سر بتحاول تدارية بجوازتها
تتنهدت ببعض الأرهاق وقالت ببحة متوتره
لو قولتلك الحقيقة هتفهمها وتقدر حكايتي
أدرك أنه على موعد لسماع جواب لم يكن يخطر له على بال. وأكتفي بكلمة واحده
الحكم بعد السماع.

شعرت أنها امام قاضيها الذي يود الأستماع إلى دفاع الأتهام ليعلن حكمه. تلك الحظة سقطط دمعتاها وذاد انين قلبها. وقالت بعين انزلتها ارضا من شدة خذلانها
كان خطيبي وفرحنه كان كمان خمس أيام. جالي الجامعه وصمم اني أروح معا شقتنا اللي هنتجوز فيها عشان أحط شوية تحف أشتراهم. مشيت معا رغم أني عارفه أن كده غلط. ولما طلعنا الشقة ق قر قرب مني.

و و و عاملني معاملة الزوج لزوجتة وبعد اللي حصل بنا ورجعني شقة بابا أمبارح لقيته بعتلي رساله وبيقولي فيها أنه مش هيقدر يتجوزني بعد ماسلمتله نفسي و.

. أرتجف قلبها بألم ذاد أضعاف حينما شعرت بنسيج ذراعيها أصبح عصارة بين أصابعة التي تشبة الخناجر. ولم تكن تستطيع النظر إليها فهي تعلم جيدا أنها مخطئه. أما هو فكانت الدماء تتدفق مثل الحمم البركانية داخل عروقة التي برزت بين تعاقيد وجهه بشراسة عكس صوته البارد مثل الثلج حينما قال.

طول مانا تحت بفكر في السبب اللي ورا موافقتك. بس متوقعتش أن السبب بالوساخة ديه. لاء وأمي بتقول عليكي متربية ومثقفة. أومال لو جاهلة ومش من عائلة كنتي عملتي ايه
رفعت عيناها بانكسار قابل شراسة عيناه وقالت.

لحظة الضعف اللي حصلتلي مبتفرقش بين مثقفة وجاهله والا لبنت متربية أو بنت عاصية. اللي حصلي كانت لحظة ضعف ممزوجة بالثقة ثقة بنت في شاب خطيبها وهيتجوزها كمان خمس أيام. مش هنكر أني غلطانة وأستاهل الموت كمان بس ربنا عالم أني مش كدة هو أعلي وأعلم بيا وعارف كويس أني مكنتش عايزه اعصية والا كنت مرتبة للمعصية دية
سؤال واحد أتجوزتيني ليه
عاود سؤالة باشد قسوة جعلتها تبلع لعابها وتجيبه بصوت مهزوز.

مفيش سبب معين. أنا خوفت أروح معا بابا لأني لو رحت معا كان هيحبسني في البيت ومش هيخرجني منه
حرر ذراعيها بحذفة للوراء وعلى وجهه تعتلي بسمة ساخرة مصطحبة بكلماته
لاء أقولك أنا بقي ليه أتجوزتيني. أنتي أتجوزتيني عشان تداري الغلطة اللي حصلت بينك وبين الواد اللي كنتي هتتجوزيه. وافقتي عليا عشان يبقي أسمك أتجوزتي وبكده محدش هيعرف أنك مش عذراء خدتيني ستارة تداري وراها جريمتك.

أنا مش مجرمة يا جبران. أنا بنت وثقة في حبيبها راجلها اللي المفروض كانت هتبقي مكتوبة على أسمة كمان أيام. أيوة غليط وغلط فظيع كمان هتحاسب عليه منكم ومن ربنا. بس أنا مأجرمتش لما وثقة المجرم الحقيقي هو اللي استغل الثقة دية وغدر بيا. وعشان متقولش عني بستغلك تقدر تطلقني حالا وكل واحد يروح لحالة
صق على أسنانة بغرازة وقال
هو أنتي لسه مستغلتنيش.
تقصد ايه.

أقصد أنك بجوازك مني أستغلتيني يا رؤية. ودلوقتي لو اطلقتي هترجعي تعيشي حياتك وعمر ماحد هياجي ويسالك أنتي ليه مش عذراء لان ساعتها رؤية هانم هتقولهم لأني كنت متجوزه بس أنفصلت عن المغفل اللي أتجوزتة
تنهدت بحزن قائلة
أسفة بس والله العظيم مكنت أقصد حاجة
بجوازي منك
أمسكها بقسوة مجددا من ذراعيها قائلا بضيق.

أنتي تعرفي أني أقدر دلوقتي أخدك على بيت أهلك وقولهم على حكايتك واطلقك قدام الكل ومحدش هيقدر أنه يلومني. بس أنا مش هعمل كده عارفه ليه لأني متعودتش أفضح بنت حتى لو كانت السكينة على رقبتي. مش أنا اللي أكشف سر ربنا ساتره. بس ده مش معناه أني هسامحك وأسيبك بسهولة كدة لاء أنتي متعرفنيش كويس عشان لو كنتي تعرفيني كويس مكنتيش لعبتي معايا العبة القذرة دية.

قال مالدية وحذفها بكامل قوته فوقعت فوق الفراش. تسند على ذراعيها باكية بشهقات مرتفعة مثل الصغار المتألمين اما هو فنظر لها بضيق وغادر الحجرة ليطفئ نيران غضبة بأي شئ خارجي
وبعد نصف ساعة تقريبا
دلفت رؤية بقلب ينفطر من البكاء إلي حجرة الملاكمة الخاصة بجبران بعدما سألت الخدم عن مكان تواجدة
وحينما نظرت إليه وجدتة مثل الذئب الجريح.

يصدد لكمات متتالية بقوة كادت تمزق الغطاء الخارجيه لعمود الملاكمة وتتطاير من فوق جبينه قطرات العرق المنصبة بغزارة فوق وجهه، أستجمعت رؤية بعضا من شجاعتها وتحركت إليه حتى وقفت بجواره تنظر بحزن أكثر إلى كفوفة المجروحة وبهي الدماء
من فضلك أسمعني لزم تسمع الحقيقة
تصلبة تعاقيد وجهه و صك على أسنانة بقسوة.

وكيلك الله لو مخرجتي هنسي أنك واحدة ست وهعملك معاملة رجالة. أنا اللي حايشني عنك. أني أنا اللي قررت الجواز منك لوله كده كان زماني ليا تصرف تاني معاكي
تحذيره كان يبرز كم الغضب المكنون داخله امام عيناها التي ذادت بكاء كان قلبها ينقبض بين الحين والأخر من شدة الأسي الذي يحاوط عالمها و حاولت التحدث رغم تحذيره.

عارفة أني غلطانه وأستاهل اللي يحصلي. بس أقسملك بربي أني مكنتش عايزه ادخلك في مشكلة ملكش ذنب فيها. كل الموضوع حصل بالصدفة. لو مكنتش وافقت عليك قدام بابا. كان هيخدني البيت ويضربني ويقعدني من شغلي. صدقني مكنش قصدي احطك في لعبة زي ديه. وأهو أنا ببرئك من كل حاجة لو عايز تطلقني معنديش مشكلة تقدر تطلقني حالا وأوعدك أني همشي من غير ماعملك أي مشكلة.

فور أن ردفت بتلك الكلمات. أستدار إليها وأمسكها بقوة من ذراعيها يخاطب عيناها بنظرات كالهيب الشمس في وسط النهار قائلا
أنتي بدأتي العبة أنما أنا اللي هقول أمتي تنزل كلمة النهاية. مش على أخر الزمن هبقي لعبة في أيد واحده. أنتي الحد دلوقتي متعرفيش مين هو جبران المغازي
أنت بتوجعني
أرتعشت بألم برز من عيناها لكن دموعها لم تشفع لها لدي صلابة قلبه الجش.

عارف أني بوجعك ولسه هوجعك أكتر. أنتي أختارتي تكوني مراتي يعني أسيرة عندي لباقي عمرك. وسلاسل أسرك مش هتتفك من حولين أيديكي غير بخروج روحي من جسمي.
والحد ما يحصل كدة هتكوني مراتي قدام الكل.
أنما بيني وبينك مش أكتر من واحدة بتقضيلي مصالحي. وتبسطني لما أكون مضايق يعني من الأخر كده أداة تسمع وتنفذ من غير نقاش.

حديثة الجاف جفف حلقها من المياة وجعله وجهها يصبح شاحبا. وجدته يحرر يداها من قبضاته. و ذهب إلى باب الحجرة وأغلقه بالمفتاح وأستدار إليها يطالعها من الأعلي للأسفل بنظرات هزت جبال صمودها خصيصا عندما قال بعين تشبة شراسة الذئاب
ودلوقتي بقي أنا مضايق وعايز أتبسط يا
رؤية هانم
نزع الهيكول الذي كان يرتدية وحذفة أرضا مما برز عضلات جزعة العلوي التي ذادتها رهبة وجعلتها تتراجع إلى الوارء.

أنت عايز ايه مني. لو قربتلي هصرخ
حذرته بوجة مهتز مثل صوتها. لكنه لم يبالي بقولها بل ذاده قولها أصراره ومد يده وجذبها من خصرها يحاوطها بين ذراعيه فحاولت الفلات منة بقوة وغضب هستيري فهي لن تقبل بأن تصبح أداة للمتعة لكن جميع محاولات تحريرها أنتهت بفشل زريع. رفعت عينيها وبراكين غضبها تتقاذف بحممها أمام عيناه التي أتسعت ببسمة ماكرة ويبدؤ أنها راقت له حينما تمردت
كده بقي أسمع صوت الصريخ بمزاج.

أنا غلط مرة ومش هغلط مرة تانية يا جبران
واللي بتفكر فية مش هيحصل سامع مش هيحصل
أستدار في تلك الحظة بهي وسندا ظهرها على الحائط من ثم رفع يداها الأثنين معا للأعلي مكبل يداها بمعصمه اليسار. أما أصابع يدة الأخري أستقرت على سحاب ثوبها الذي كان من الأمام أعلي نهديها. وقال بعين متجحظة بشراسة.

شكلك بتخلطي الأموار يا هانم. أنا مش غلطة وقربي منك حلال أنتي مراتي وكلك على بعضك بتاعتي من أول شعرك الحد ضفر رجلك ملكي
وأقدر بكل سهولة أخد منك اللي أنا عايزة برضاكي أو غصبن عنك
كانت عيناها ترتعش بمياة الخوف المختلطة بالحزن. فكل كلمة قالها كانت الحقيقة التي تحاول الفرار منها. لكنها لم تظل صامته أمامة وباحت بصوت مهتز بقدوم بحة البكاء.

عارفة أنك جوزي وليك حقوق عليا. ومش هقدر امنعك من أنك تاخد حقوقك. بس هسالك سؤال ياتره هتكون مبسوط وأنت بتاخد حقك من جسد من غير روح. هتبقي مبسوط وأنت بتجبرني على حاجة مش هقدر أكون فيها أنسانه لأني هكون فيها مجرد لعبة صامتة بتعمل فيها اللي أنت عايزة. ياتره ده هيرضي كبريائك ورجولتك. لو أحتياجك لجسمي هيخليك تحس أنك راجل. اتفضل خد حقوقك أنا خلاص مش ناوية أغضب ربنا أكتر من كدة. ربنا ابتلاني بيك عقابني بيك وأنا هكون قد الأبتلاء والعقاب وهصبر. بس مش هسمح أنك تهدمني كأنسانة يا جبران.

كانت تتطاير براكين الحمم من بؤبؤ عيناه البنية. قوة ردودها والثقة التي برزت من عيناها جعلته يصب غضبا عما سبق. خصيصا عندما وجدها تتحرر من يده. وأمسكت بسحاب ثوبها بجسد يرتعش من البكاء بقول.
ياله مستني ايه أنا أهو قدامك اتفضل كمل وخد حقوقك كلها
حديثها جعله يشعر أنه حيوان جائع يسعي لألتهام لحم فريسته. مما جعله يضرب الحائط جوار رأسها بقوة جعلتها ترتعش خوفا.

حقوقي هاخدها لما يجيلي مزاج يا رؤية ودلوقتي أختفي من قدام لأني مش طايق أشوف وشك وأنتي قولتيها أنا ابتلاء ربنا ليكي وربنا يسترها عليكي من بلائي.

اعطاها ظهره وعاود لكم عمود الملاكمة لكن تلك المرة بأشد غضبا. اما هي فأغلقت سحاب ثوبها وركضت من عنده إلي حجرتها ودلفت إلى المرحاض وتوضأت وخرجت وظلت تصلي لوقتا طويل حتى غفت فوق سجادة الصلاة. وبعد ساعتين تقريبا عاد جبران إلى حجرته. وفور أن فتح الباب وجدها أمامه غافيه فوق سجادة الصلاة. هيئتها البائسة لم تشفق لها لدية فقط أصدر تنهيدة محيرة. وأغلق الباب عليها ودلف إلى حجرة الضيوف ليقضي الليلة داخلها.

ومر الليل وفي تمام الساعة الثامنة صباحا كانت تجلس رؤية في جامع الأزهر فقد أستيقظت منذ ساعة وقررت القدوم إلى هنا لتستشيار أحد الشيوخ في أمرها
وكانت الأستشارة من نصيب شيخ شائب. يبلغ من الدهر السبعون. كانت تجلس أمامه مثل العصفورة الجريحة تبكي بدون صوت وهي تفصح عما حدث بينها هي وحازم في الشقة.

هو ده اللي حصل بس أقسملك بالله أني مكنتش مخططة لأني أعمل غلطة زي دية. دأنا مبفوتش فرض إلا لما بصلية وبصوم بأنتظام وبستغفر في اليوم ألف مرة. وحسة أن ربنا خلني أنا وهو نسيب بعض بسبب المعصية اللي عملناها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة