رواية ترويض ملوك العشق الجزء الأول للكاتبة لادو غنيم الفصل الحادي والثلاثون والأخير
تدللـه من فوق الدرج بجوار جبران مرتديه ثوباً أسود حريري يخفي منحنيات خصرها تنزل برفقته ممسكاً بيدها صارا بهي أمام أعين الجميع و ب الأخص عين حازم الذي يقف بجوار نجمة يطالعهما بغضباً أخفاه خلف وجهه المشرق ب بسمة بارده ظلا يتبعهما بعيناه حتى وقفت رؤيه بجوار السيدة كريمان و السيد رياض الذي لوح بيداه لجبران ليأتي إليه
بقولك يا جبران روح أستقبل بسيوني الشناوي الحرس بلغوني أنه وصل.
أومأه بطاعه وذهبي أما رؤيه فنظرة بقلقاً إلى حازم الذي أقتربا منهم و أصبح أمامهم يفصح بمكراً
مساء الخير يا رؤيه هانم
خفق قلبها بخوفاً من نظراته السامة ورفعت يدها
و وضعتها على كتف العم رياض تسند عليه برفقاً
مسأ النور
أومال فين الأستاذ جبران
أجابه السيد رياض عنها
راح يستقبل مسئول مهم أتفضل روح أنتَ ل خطيبتك متسبهاش و اقفه لوحدها و لما جبران ياجي هخلي يجيلك
ابتلع لعابه بحرجاً شديد و ذهب من أمامهم.
رؤيه خليكي جنب عمك رياض على ماروح أشوف ناهد منزلتش الحد دلوقتي لي
حاضر يا ماما
لبت طلبها ف تبسمت لها السيدة كريمان و همت ب الذهاب: اما رؤيه فكانت تحاول الهرب من نظراة حازم الذي لم يبطل بصره من عليها: و وسط حيرتها الخائفه شعرت بيد ترتب على يداها تعطيها الأمان ف مالة بعيناها ورأت السند بعين السيد رياض ف مرت بسمه عابره فوق شفاهها: وذاد الأمر أماناً حينما ردفا قائلاً
ريحي بالك أبوكي في ضهرك يابنت رياض.
أومأت بسلاماً داخلي فقد أعطاها الله أباً جديداً ليعوضها عن سنوات الحرمان التي عانة بها غاصت بعيناه وسافرت بذكرياتها لعصر البارحة
فلاش باك
بعدما عادو جميعاً من الخارج دلفت رؤيه لحجرة السيد رياض بعدما أذني لها ثم وقفت أمامه تفرك يدها حائره بخوفاً ينطق من عيناها
فقالها متسائلاً
خير رؤيه في ايه
تلبكت بتردد ونظرة له بحيرة.
مش عارفه أبدء الموضوع أزي بس حضرتك قبل كدا قولت لجبران آني زي بنتك و لو حد زعلني هتقف في ضهري وترد حقي
أومأه بتأكيد
و مازلت عند وعدي: ايه جبران مزعلك!؟
نفت سريعاً
لاء جبران مزعلنيش
أومال مين مزعلك!؟
تنهدة بشجاعة بعدما تأكدت من قرارها وهمت قائلة بقلقاً
حازم أنسان وحش بلاش تخلوة يخطب نجمة:
ليه بتقولي كدا؟
لأني اعرفه هو وحش و غدار ومبيحبش غير نفسه: صدقني لو خطب نجمة هيضيعها ويدمرها زي ما عمل معايا!؟
عمل معاكئ وضحي كلامك عشان أفهمك
تنهدت بحزناً خيم على عيناها وباحة بصوتاً مختنق ب البكاء.
حازم هو نفس الشاب اللي كنت مخطوبة لي قبل ماتجوز جبران أنسان غدار و حقود وكلمة راجل خساره فئ: سابني قبل الفرح ب أسبوع و بعد ما تجوزت جبران حاول يتواصل معايا بس أنا مدتوش فرصه وفكرة آني خلاص خلصت منه بس اتفاجئة بئ النهارده لما شوفته هنا وعرفة أنه نفس الشاب اللي هيخطب نجمة بكرا: صدقني حازم اسوأ راجل في الدنيا و هيكسر نجمة زي ما كسرني و أرجوك متسالنيش هو كسرني أزي لأن دا السؤال الوحيد اللي مش هقدر أجاوبك عليه!؟ أنا كل اللي طلباه أنك تحمي نجمة منؤه.
لمسة قلبه بصدق حروفها لكن فضوله جعله يلقي عليها سؤاله
مش هسألك عن السبب بس ليه مقولتيش ل جبران بدل ما تيجي تقوليلي؟
سبقة الدموع حديثها.
خوفة أقوله أول ما شوفة حازم جريت على جبران ومسكت أيده كنت رايحه عشان أقوله أن دا حازم اللي كان خطيبي بس معرفش مره واحده لساني أتعقد معرفتش أقول حاجة لأن الكل كان موجود ومفيش دقايق و فجائني بطلب جوازي منه ولما طلعنا الأوضة وبقينا لوحدينا كنت عايزا أقوله بس خوفة من رد فعله مكنتش عارفه اذا كان هيصدقني لو قولتله أني معرفش انه خطيب نجمة مكنتش عارفه لو كان هيصدق أن وجودنا معا بعض صدفة و الأهم أني خوفة عليه من حازم دا خبيث ونظراته ليا أنا وجبران بتقول أنه ه يعمل المستحيل عشان ياذينه.
أفادها قائلاً
بس جبران مش صغير والا مندفع ولو كنتِ حكتيله كان هيتصرف بحكمه
راوضها الندم فقالت
عارفه كدا كويس و متاكده أنه مش متهور وكأن هيفكر قبل ما يعمل حاجة ل حازم: بس خوفي عليه هو اللي سكتني جبران مبقاش بس جوزي لاء جبران هو الأمان الوحيد اللي في حياتي ف مش قادره أخطار بيه لأي سبب عشان كدا جأت لحضرتك عشان تحميني أنا و نجمة و جبران من شر ومكر حازم
ردا عليها بجدية
ماشي يا رؤيه سيبي الموضوع عليا.
بس ليا طلب عند حضرتك
طلب ايه
بلاش جبران يعرف أي حاجة عن الموضوع دا من فضلك خلي سر ما بنا أنا مصدقة أن حياتي معا جبران بدأت تتغير مش عايزا أرجع معا ل نقطة الصفر تاني أنا خلاص تعبت والله و مبقاش عندي طاقة لأي وجع تاني
رئه الحزن بعيناها فشعرا ب الشفقه عليها مما جعله يدعمها
أعتبري نفسك محكتليش حاجة اما ب النسبة ل حازم ف مش عايزك تخافي منه أنا هفضل طول الوقت جانبك
فلاش.
عادت من ذكريتها ظلت بجواره تسند بيدها عليه حتي آتي عمران وقاله
السيد بسيوني عايز يسلم عليك
أومأه برأسه
حرك المقعده المتحرك ب أداة التحكم وذهبي برفقة عمران تركأ رؤيه بمفردها حتى آتت إليها هلال و أصبحت بجوارها متحدثة بأستفهام
بدلتي ليه الدريس الأبيض
أجابة بهدوء
معجبش جبران قال عليه ضيق و مش حلو
تبسمت لها بمشاكسه
وااو دا جبران الغيرة بدأت معا بقي.
أعتمدت الصمت ذو البسمة الهادئه وبعد لحظات آتي إليها جبران فوجدها تقف بمفردها
مش واقفه معا أمي أو هلال ليه؟
طنط كريمان طلعت تشوف طنط ناهد و هلال راحت تجيب حاجة تشربها:
أومأه بتفهم من ثم شبك أصابعهما ببعضهما وذهبي بها إلى أحد الأركان المنعزله عن الحضور و حاصرها بذراعية ف تلبكت قائلة
هو في ايه!
لمس بعيناه ملامحها وشن عليها حروب كلماته
في أنك عجباني أوي حاسس أني لأول مره بشوفك
أكتست خجلاً ذاد من نبض قلبها.
جبران بالله عليكي كفاية كلام أنا قلبي مش متحمل أنه يسمع حاجة تاني خايفه لاكون بحلم الحد دلوقتي مش مستوعبه معاملتك اللي اتغيرت معايا من أمبارح
فك حصار أحد ذراعيه ولمس وجنتها.
لأن أمبارح أختارت أنك تكوني مراتي ب أرادتي: حياتنا القديمة عايزك تنسيها نهائي بس بشرط لو في أي حاجة لسه معرفهاش قولي هالي عشان الثقة اللي أديت هالك ما تتكسرش بعد كدا أنا مبديش غير فرصة واحده وبس و فرصتك لسه قدامك لو في سر في حياتك لسه معرفهوش قوليلي عليه دلوقتي عشان ما يجيش يوم و اعرفه لوحدي و ساعتها بقي متزعليش من اللي هعمله!
حاصرها الخوف من جديد خائفه من هول فقدانه ف كلماته تعني الدمار لكيانها إذا خبئة الأمر أكثر من ذلك مما جعلها تحذف الكلمات دفعه واحده دواً تردد لكن بحتها المحشرجة ب البكاء القادم ساعدتها كثيراً على ألقأء الحقيقة بشكلاً عززا موقفها.
حازم خطيب نجمة هو نفس الشاب اللي حكتلك عنه و اللي جالي الشقة التانية والله العظيم أنا معرفش هو أزي عرف نجمة والا ايه سبب خطوبته منها والله العظيم أول ما شوفته أمبارح كنت عاؤزه احكيلك بس خوفة لا متصدقش أن وجودنا في نفس البيت مجرد صدفة وحتي الصبح لما أتكلمت معايا كنت عاوزه أحكيلك بس بردوا خوفة من رد فعلك و قلقة عليك من حازم لأنه خبيث و غدار.
والله العظيم أنا مكنتش عاوزة أخبئ عليك حاجة أنا ماليش غيرك أصلاً أنتَ أماني و سندي الوحيد ف الدنيا عشان كدا مقدرتش أخاطر بيك
خرجت تنهيدا خفيه من شفتاه لم تشعرا بها فقد شعرا بحملاً ثقيلاً تلاشئ من عليه و قتربا منها قليلاً يداعب وجنتها ببحته الراسيه
متخفيش عليا اما ب النسبة للكلب اللي برا ف نسئ أنه موجود أنا عارف كويس هعمل في ايه و طول مأنا جانبك مش عايزك تقلقي أو تخافي من أي حد؟
ضيقة عيناها متسائله.
أنتَ كنت عارف أن دا حازم اللي كان خطيبي
أيوا
طب مقولتليش ليه
كنت مستنيك لما تجيلي وتعترفيلي لوحدك و الصبح حاولت أديكي الأمان عشان تحكيلي و ماتخفيش بس دارتي عني و دلوقتي سالتك تاني عشان أخليكي تتكلمي و تحكيلي
طب افرد أني مكنتش حكتلك حاجة و فضلت مخبيه عليك كنت هتعمل ايه؟
هطلقك
تجحظت عيناها بقلقاً
كنت هطلقني طب ليه
رد عليها بجدية.
لأني أديتك الثقة و لو كنتِ فضلتي مخبيه عني كنت هقول عليكي لسه قلبك بيحبه و ثقتي بيكي كانت هتتكسر و ساعتها مكنش هيبقالك مكان في حياتي
تنفست الصدمات من جوفها
ينهار أبيض للدرجادي كنت هبقي غبيه و هتسبب في خسارتك والله العظيم أنا مش بحب حازم والا عمري حبيته و مش فارقي أصلاً الحاجة الوحيدة اللي خلتني أخبي عليك هي خوفي من إني أخسرك
حدثها بهدوءاً
خلاص أهدي كل حاجة عدت
ردفت متسائله بحزناً.
بس كدا هو دا رد فعلك يعني مش هتتخانق
معايا و تزعقلي
أنكر بحركة رأسيه فذا الأمر فضولاً
والا حتى هتتناقش معايا في الموضوع
شهقة عالية خرجة منها حينما أحتوي خصرها بيدا يجذبها إليه لتلتصق به تسمعه يلقي عليها بسحر كلماته الفاتنه لجسدها
طبعاً هناقشك بس النقاش هيبقي في أوضتنه و عن موضوع تاني خالص أستعد يا فرس عشان بعد الحفلة ما تخلص عندنا حفلة هتولع الأوضة بتاعتنا.
وضعت يدها بعفوية على عيناها تحجب رؤيتها لوجهه الرجولي الذي يثير خجلها فزم شفاه ب بسمه هادئة و بتعدا عنها مردفاً بغزلاً أشد جرئه
بالليل مش هتلاقي أيديكي عشان تخبئ بيها عيونك منئ لأن أيدك الحلوة دي هتكون مربوطة عشان أخد راحتي معاك يا فرس جبران
فرت هاربة من أمامه بعدما كبلها بلجام كلماته التي ثارة بثورات أنوثتها تاركه أياه يلحقها بنظراته التي عبرت عن هدؤئه ب السكينه.
و بعد قليلاً من الوقت ب الخارج لدي الضيوف فكانئ يوجد السيد رياض ينظر إلى ساعة جواله حتي سمعي صوتاً تحفظه اذنيه جيداً
عدا زمن من ساعة ما خدت مني حب عمري و أتجوزتها وحرقة قلبي على فراقها ليا
أبصرت عيناه على سالم الواقف أمامه بكراهية لم تمحيها السنوات
لسه زي مأنت يا سالم عايش في الوهم الزمن مشالش من دماغك فكرة أن كريمان عمرها ما حبتك والا كانت ليك
أنكر حديثه بأصراراً كاره.
كداب كانت بتحبني الحد لما أنتَ رجعت من السفر و بدأت تشوفك عندي من يوميها لعبت عليها و خلتها تتغير من نحيتي و كانت النتيجة أنك أتجوزتها رغم معرفتك بأني بحبها يالي كنت صاحب طفولتي و شبابي
كنا أكتر من الأخوات ي سالم بس أنتَ اللي دمرة كل حاجة بنا لما حاولت تسجني عشان تبوظ فرحي منها الحقد ملئ قلبك و فكرتني سرقة حبيبتك
أيوة سرقتها خدت الحاجة الوحيدة اللي كنت عايش عشانها دمرت قلبي و كسرة وسطي ببعدها عني.
مهما قولت ي سالم هفضل أكدب ظنونك لأنها عمرها ما كانت ليك غرورك و أنانيتك هما اللي ضيعوا كل حاجة منك و خلونا بدل ما كنا أعز أصدقاء بقينا الد أعداء
تنفس سالم بشفقه مصطحبه بنظرة حاقده
اعداء ايه بقي و أنتَ قاعد مشلول لا حول ليك والا قوة فوق يا رياض د أنت ساند ضهرك على كرسي ومش قادر حتى تقف قدامي
لو أبويا قاعد على كرسي ف أبنه واقف على رجلية وصالبله طوله أوعي تكون مفكر ضهره مسنود.
ع الكرسي لاء ضهره مسنود عليا
هكذا صرح جبران بكلماتاً كانت ك الدواء لوالده الذي نظرا إليه بفخراً ورتب على يداه التي تسند على كتفه
مأنت أبنه لزم الغرور يمشئ في عروقك
عبرة بسمة ساخره على شفاه قائلاً
طبعاً لزم ابقي مغرور هذا الشبل من ذاك الأسد لمؤاخذه أحنا نسل الأسود مش من نسل القطط اللي كبيرها تخربش وتجري تستخبئ زي النسوان
زمجر قائلاً
عارف لوله أني محضرلكم مفاجئه حلوة كنت مشيت
ضيق عيناه بمكراً.
أوعدك أنها مش هتبقي أحلي من مفاجئتنه أتفضل خد ضيافتك و أستعد للعروض
تبادلي نظرات المكر ودخلا سالم اما رياض فنظرا إلى جبران متسائلاً
رؤيه لسه محكتلكش عن حازم
تنهدا برسميه
حكتلي كل حاجه من شوية قالتلي نفس الكلام اللي قالت هولك أنها خبت عليا عشان خافة تخسرني و مصدقهاش
أنا قولتلك كدا امبارح بس أنتَ اللي الشك كان ماليك
فلاش باك.
بعدما غادرت رؤيه حجرة رياض اتصلا على جبران وطلب رؤيته فلبئ طلب والده و آتي إليه فقص عليه رياض كل ما حدث و ما أخبرته به رؤيه فشعرا ببعض الراحة لأنه قالت الحقيقة لأحدهم لكن بذات الوقت مازلا الشك يراوضه مما جعله يقول
حتي لو حكتلك بس دا ما يمنعش أنها لزم تيجي و تحكيلي لزم أحس أنها قد الثقة اللي أديت هالها؟
أفاده الأب بعقلانيه.
البنت قلقانه لا متصدقهاش يا جبران خايفة لا تخسرك وبعدين بمجرد م أنها جات وحكتلي فدا معنا حؤسن نيتها و خوفها علينا كلنا من الزفت اللي عامل زي أبوه
أنا هديها فرصه عشان تحكيلي الحقيقه بس لو فضلت مخبيه عليا هيبقالي معاها تصرف تاني ياريت متخلنيش أعمله
فلاش
بما أنها قالتلك بنفسها فخلاص الشك يتمحي من عقلك و، رؤيه من النهارده بقت فرد من عائلتنا و مش مسموح لحد أنه يقرب منها والا يتعرض لها يجبران.
من غير ما تقول ي بويا اللي هيقرب منها هيواجهني قبل ما يواجه عزرائيل
باح بشراسة صوتيه و بصريه فقد أصبحت ملكية خاصه بتلك العائلة أو ب التحديد ملكية الحفيد الأشرس بينهم
وبعد دقائق معدوده تم خطبة نجمة ل حازم و أرتديا خواتم الخطبه و تلقوا المباركات من الجميع و بداؤ يتراقصواً على أنغام الموسيقي و بجوار السيد رياض فكانت تقف رؤيه كما طلبي منها أن تظل بجواره أثناء أنشغال جبران.
اما جبران فكان يقف على بؤعد خطواتاً خلفها يبصرا بها بشغفاً و كأنه يراها لأول مره كانت تستدير برأسها كثيراً تبحث عنه بين الضيوف اما هو فكانت عيناه لا ترا سواها حتى شعرا بيداً تجلس على كتفه و بصوتاً حنوناً يسأله
حبتها يا جبران
التفت يبصر بعين والدته التي القة علية سؤلاً جعله يتنهدا بأرهقاً.
القلب لسه محبش بس الروح تعبت من هواها فكرة أنها ممكن تبعد عني أو حد ياذيها بتحبس أنفاسي مش عارف أمتي أو أزي روحي أتعلقت بيها
تلقي المزيد من كلماتها الدافئه
يعني اقدر أقول أن روحك عشقت زي م كنت
دائماً بتقولي
عشقت ي أمي عشقت.
خرجت الكلمات ك المسك من شفتاه نيران دافئه حاصرة قلبه لينبض و لأول مره لها اما والدته فلم تكن تتمني غير ذلك مما جعلها ترتب على كتفه بحناناً من ثم ذهبت تاركه أياه يكمل النظر على من عشقتها الروح
و بعد قليلاً: وقف جبران أمام الجميع يحتضن كتف حازم قائلاً بعدما أغلق الموسيقي.
أهلاً و سهلاً بكل الضيوف اللي شرفنه في حفلة خطوبة نجمة المغازي طبعاً كلكم متعرفوش مين هو سعيد الحظ اللي هيبقي فرد من عائلة المغازي و يبقي زوج الأبنه الوحيدة للعائلة أعرفكم ب حازم الأبن السري لرجل الأعمال سالم الشداد
فجر قنبلته أمام الجميع الذين تبادله نظرات الدهشة و بدأت الهمسات ترتفع اما حازم فبتعدا بذهولاً عن جبران يناظرهم جميعاً برهبة فلم يكن يصدق أن أمره قد ظهرا لهم
بينما سالم فنهضي معترضاً0.
ايه التخاريف اللي بتقولها دي
قطب حاجبيه بمكراً
تخاريف ايه بس يا سالم باشا أنتَ شكل الفراغ قصر عليك شوية بقي في أب ينسي أبنه أومال لو مكنتش جات حفلة الخطوبة بنفسك و من غير ما ندعيك كمان كنت هتقول ايه
نعم جأت لوحدي أنتَ ناسي أنك جاتلي و دعتني على الخطوبة
تصنع التجاهل وقال.
أنا جاتلك و دعيتك كمان مش بقولك الفراغ اثر على عقلك يا سالم بئه أحنا مرحناش لحد كل الدعوات وصلت على الأيميل للمعزومين ف أشمعنا أنتَ اللي أروح الحد عنده و أدعيه
صق على أسنانه بقسوة
مفكرني هتجنن لاء مش أنا اللي تلاعبه يابن رياض
ردا عليه بكبريأ
يادي رياض اللي حارق دمك ما خلاص بقي يا سالم بئه د أحنا بقينا نسايب أبنك خطب بنتنا
و الا ايه يا حازم.
كأن أمام خيارياً لا ثالث لهم اما أن يدعي التجاهل و النفي و يخسر فرصته الوحيدة للبقاء ب القصر اما أن يؤكد الحديث و يقف بصفوفهم ليصبح فرداً منهم لم يأخذ وقتاً طويلاً ب التفكير وأجابه برسميه أمام الجميع
كلامك صح أنا أبن سالم الشداد الوريث الوحيد لي مش هنكر أني مش متسجل بأسمه بسبب مشاكلة معا أمي بس دا مش هيغير حقيقة أني أبنه و من صلبه
ضيق عيناه ك الذئب يناظره بمكراً جاف.
مجبتش حاجة من عندي أبنك معترف بكل حاجة أهو
يعترف زي ما يعترف المهم أنا عارف ايه حازم مش ولي عهدي و الا هيحمل أسمي مهما عمل اما بالنسبة للعرض دا ف برا?و عليك يا جبران لعبتها صح
رفع رأسه بكبريئاً
طبعاً دأنا تربية رياض المغازي يا ابو نسب
تمام كدا أنت قدمة عرضك بس أوعدك أن عروضي هيتفوقه على عرضك بس متزعلش مني بقي العبه ملهاش حدود.
قال مالديه و غادر القصر بأكملة بغضباً لم يشهده من قبل اما بالداخل فتقدمة نجمة من حازم تسأله بغرابه
أنتَ أزي تخبئ عني حاجة زي دي
أجابها بمكراً
قلقة لا تبعدي عني بعد ما تعلقة بيكي يا نجمة
قلبها كأن ك العود الأخضر ليس لديها خبره ب الحياة مما جعلها تصدق حديثه وقالت
مفيش حاجة هتبعدني عنك يا حازم أنا هفضل جانبك و هفضل ادعمك طول الوقت.
حاصرها بنظرة أطمئنان ماكر اما جبران فرتب على كتفه فنظرا له حازم و تلقي سؤلاً منه
كنت مفكر أننا مش هنعرف أنك أبن سالم و هندخلك بنا من غير ما نعرف حقيقتك وعشان الحقيقة تبقي كاملة وصلت لنا معلومات أنك كنت خاطب و سبت خطيبتك ياتره المعلومه دي حقيقية زي حقيقة أنك وريث سالم؟
تركّزت عيناه على رؤيه التي أنتابها القلق من تلك النظرات المشتاقه لها فكانت بصيرته لا ترا سواها بتلك الحظة حتي وجدا جبران ك العازل البشري يقف أمام بصيرته يعزل له الرؤيه عنها ويبدؤ عليه عدم الراحة فقد شاهد نظرات حازم لها مما جعلا مشاعر تملكه لها تسيطر عليه وقبض على كفته بقوه كأنه يفرغ غضبه بتلك القبضة
سألت مردتش ليه
تحمحم ببعض الثبات
فعلاً كنت خاطب بس نهيت الخطوبة بسبب أسباب خاصه مقدرش أقولها.
تدخلت نجمه تدعمه
و أنا مش عاؤزاك تقول حاجة كفاية أنكَ بتجاوبنه بصراحة؟
تحدث جبران بأخر كلماته قبل أن ينهي هذه المناقشة
من الحظة دي بقيت فرد مننا بس خلي في بالك اللي بيفكر يلعب بينا بنجيبه تحت رجلينا بلاش تخلينا في يوم نقولك أديني الأمان لناس ما تستهلش الحنان وطبعا الحنان دا باين أنك نجمة مشبعاك منؤه
تبسم برسميه
متقلقش مش هتقولها أبداً ياله عن اذنكم بقي هرقص معا نجمة شوية.
أوماه له ب الموافقه من ثم أستدار و تحدث إلى عمران قائلاً بعدما أشتدت أصوت الموسيقي
واضح أنه مسيطر على نجمة لزم نستمر بخطتنا عشان مضعش مننا
أجابه عمران بثقه
متقلقش كله تحت السيطره لو هو مفكر نفسه ناصح ف أحنا عدينا حدود النصاحة من زمان
تبدلة النظرات للأستفهام
بقولك ايه مشوفتش فين عامري
كان واقف هنا من شوية تلاقي راح يجيب حاجة يشربها.
اومأه بتفهم وصارا من جواره يبحث عن رؤيه لكنه لم يجدها فشعرا ب القلق حيالها وتذكر وعد سالم له بأنها ستكون أول من يحرق قلبه عليها مما جعله يبدأ ب البحث عنها
في احد ممرات القصر كانت تسير رؤيه تبحث عن السيدة كريمان كما طلبي منها السيد رياض و أثناء سيرها شعرت بيد احدهم تمسك بمعصمها وصوتاً يسألها
ممكن نتعرف.
نظرة لذلك الشاب الذي يعترض طريقها وسحبت يدها منه بضيقاً وجأت لتذهب لكنها وجدته يعيق طريقها مجدداً بسؤلاً أخر
الصاروخ زعلان لي ايه مش عجبك والا المكان
مش على هواكي
ردفة بضيقاً
من فضلك وسع كدا بلاش قلة أدب
غمزا لها برغبه
هو أحنا لسه عملنا قلة أدب عشان تقوليلي بلاش
رمقته بتقزز وهمت للذهاب من ممراً أخر لكنه لحق بها و أمسكها من يدها مجدداً.
مفيش مشي ليكي غير لما نتعرف بصراحه أنتِ عجباني و داخله مزاجي بصراحة كدا فضول مخليني عاوز أشوف الحلويات اللي متخبيه تحت الطرحة و الفستان
بتلك الحظة راوضها القلق من نظراته الشهوائيه و حاولت تحرير يدها وهي تنظر للضيوف بحرص فلم تكن تود افساد الحفل لكن جرئته جعلتها تصيح
بقولك سيب أيدي أنتَ ايه ما بتفهمش
مال برأسه يناظرها بشوقاً تضاعف
لاء و كمان صوت صريخك حلو داحنا هننبسط
معا بعض أوي.
أنبساطك دا خلي عليا أنا ياروحمك
هكذا صاح جبران بغضباً جامح قبل أن يلكمه بقوة أطاحت ب الشاب خطواتاً للوراء ولم يكتفي بذلك بل تقدم إليه و انهال عليه ب لكمات متتالية تسبب بكسر أنف الشاب وبصق الدماء من فمه
بتلك الحظة تجمعي الكثير حوله محاولين ابعاده عنه وأمسك عمران ب جبران يعزله عن الشاب الذي نهضي بتململ و دماء وجهه تشتد
ايه اللي عملته دا يا جبران.
هكذا صاح السيد بسيوني عليه ف ذاك الشاب اتضح أنه أبنه لكن جبران لم يكترث وباح بغضباً
ابنك غلط و كأن لزم يتربئ أحمد ربنا أني سايبه ساليم قسماً بالله لوله أنهم خدو من تحت أيدي لا كنت خرجت هولك على نقاله
تبادل معه الصياح
أنت واخد بالك من اللي بتقوله أنت ناسي أنا مين و أكبر منك بكام سنة
تلونة عيناه بضيقاً بارز و طفح الكبريا على ملامحه وصوته الجش.
لو أنتَ كبير ب سنك ف مقامي أعلي منك بقولك ايه أنتَ تاخد المحروس أبنك وتغور بيه ف ستين داهية قبل ما فقد أعصابي و دفنه قدامك و أنت ياننوس أبوك قبل ماترفع عينك في مراتي حضر كفنك عشان المره الجايه مش هسمي عليك
عاتب السيد بسيوني رياض
عحبك اللي أبنك بيعمله يا رياض
ردا بذات الكبريأ
أبنك أتعدا على حورمة بيتنا يا بسيوني و اللي عمله فيه جبران مجرد قرصة ودن و متكش عليها كمان.
بقي كدا ماشي يا رياض بس خليك فاكر أنك أنتَ و أبنك اللي بدئته العداوة ما بنا
العداوة دي تبلها وتشرب ميتها للننوس بتاعك عشان يبلع بيها العلقه اللي خدها في الحر دا
القي عليه جبران كلماته الساخره بوجهاً جاد فتنهدا الأخر بضيقاً و أمسك ب أبنه و ذهبي من القصر
اما جبران ف لتفت ليبحث عن رؤيه لكنه لم يجدها فنفخ الهواء بحنقاً وتحرك.
اما رؤيه فكانت تقف بالحديقة تشعر بخوفاً من غضب جبران الذي سيطر على الأجواء كانت تظن أنها ستلقي أيضا العتاب و أثناء و قوفها وجدت حازم آتي إليها يحادثها بغضباً
الواد عملك ايه انطقي ساكته ليه؟
زمجرت بضيقاً
و أنت مالك و مالي بتسأل ليه ملكش دعوة بيا و خليك في حالك
أنتِ حالي يا رؤيه أنا جأت القصر دا مخصوص عشان أبقي جانبك و رجعلك لحضني تاني
قطبت جبينها برفضاً.
دا في أحلامك أنا مستحيل أبقي ليك أنتَ مفكرني هسيب جبران عشانك أنا بحب جبران يا حازم و عمري ما عرفت الحب والا الأمان غير معا جبران هو الراجل الوحيد في عنيا و مستحيل أسيبه مهما حصل!؟
أذداد غضباً و أمسكها من خصرها بقوة
أنتِ بتاعتي أنا وبس و جبران ملوش أي حاجة فيكي و مهما عمل مش هيقدر ياخدك مني
صدمة صدره بيداها و بتعدت للوراء بضيقاً.
أنتَ مريض مش فاهمه ايه البجاحة دي أنتَ مفكر نفسك هتقدر تسيطر عليا لاء أنا مش رؤيه اللي، كنت تعرفها أنا واحده تانيه أتربة على أيد جبران المغازي اللي قدر في شهر يقويني ويصلب طولي عشان أقدر أواجهه أي حد
ضيق عيناه يتعجب من ذلك التغير قائلاً
و عاوزه بقي تواجهيني أنا يا رؤيه.
أيوه هواجهك ومش هسمحلك أنك تدمرني تاني؟ كفاية بقي اللي عملته معايا الحد كدا و خلي في بالك أنا مش هسمحلك أنك تدمر نجمه أو حتى تتجوزها و أوعدك أن محدش هينجدها منك غيري يا حازم
أعطته وعداً صريحاً فذاد حنقه وكاد ينطق لكنه لمح نجمة على بؤعد خطواتاً منهم تأتي من خلف رؤيه فتعمد الأيقاع برؤيه وتحدث بصوتاً منخفض قليلاً.
أنا مستعد أسيب نجمة لو طلبتي مني كدا أنا فعلاً بحبك و مستعد أتنازل عن أي حاجة عشان تبقي أنتِ سعيدة
لم تنتظر وقتاً للتفكير وردفة قائله بأمراً بعدما أصبحت نجمة تقف بجوار الشجرة التي تليها
روح أفسخ خطوبتك من نجمة حالاً أبعد عنها متتجوزهاش لو بتحبني ي حازم سيبها عشان خاطري أنا و أوعدك أن الأمور بيني أنا و أنت هتتصلح عشان خاطري ما تتجوزهاش أنا عارفه أنك ما بتحبهاش و بتحبني أنا.
شعرت بأن قدميها لا يحملاً جسدها فما سمعته حطم قلبها و ارسل الدموع لعيناها اما ذلك الماكر ف فور أن هتفت رؤيه بتلك الكلمات بدل نبرته للضيق وقال بصوتاً يصل ل نجمة
أنا بحب نجمة يا رؤيه و مش هسيبها مهما عملتي اللي بنا خلاص أنتها خطوبتي منك فسختها لأني مش عايزك في حياتي: أبعدي عني بقي و سبيني في حالي أبدء حياة جديدة و أتجوز البنت اللي فعلاً حبتها
شق التعجب وجهها لم تكن تدرك م الذي يقوله ف قالت بأنفعال.
و أنا مش هسمح للجوازه دي أنها تتم سامع يا حازم مش هخليك تتجوز نجمة مهما عملت
صاحت بتوعد وذهبت بضيقاً اما هو فتبسم بمكراً لأن مخططه قد تم بنجاح وبدأ ب السير أتجاه نجمة التي تبكي و وقف أمامها يدعي التفاجئ
نجمة أنتِ واقفه هنا من أمتي
أبصرت بعيناه حزناً
من ساعة ما رؤيه طلبت منك تسبني وتلغي
جوازنا يا حازم
حاصر وجنتيها بيداه يدعي الحب.
أنا مش هسيبك مهما عملت أنا بحبك أنتِ يا نجمة رؤيه خلاص بقت من الماضي أنا مكنتش حابب أقولك أن دي اللي كانت خطيبتي لأني فكرت علاقتي بيها صفحة و تقافلة خصوصاً أنها أتجوزت جبران مكنتش متخيل أنها لسه بتحبني و عاوزني أسيبك عشان أرجعلها
تدفق الغضب لعيناها وجففت دموعها
انا هروح أقول ل جبران ولكل العائلة اللي سمعته هعرفهم حقيقتها عشان جبران يرميها بره البيت
عارضها بمكراً.
لو عملتي كدا هتنكر وهتكدب اللي هتقوليه عشان كدا أحنا لزم نسكت و نبدأ نبعدها عن جبران واحده واحده و نحاول نكشف هالؤ أنا و أنتِ لزم نحط ايدينا في أيد بعض عشان نخلي جبران يطلقها لأن فعلاً وجودها هنا مش بس خطر عليا أنا و أنتِ لاء دا خطر على العائلة كلها
أجابته بتضامن
أنا معاك ومش هرتاح غير لما جبران يطلقها و يرميها بره حياتنا كلها.
تلونت عيناه ب بسمة الأنتصار فقد نال ما كان يريده و أصبح لدية شريكاً ل يساعده على تفكيك علاقتها بجبران و فض ذلك الزوج و خروجها من القصر دواً عوده
و بعد مرور عدة دقائق كان يقف عامري بجوار أخية بداخل يتبادلاً الحديث ولم تمر سوا الثواني و دلفئ أحد الظباط و معه بعض العساكر فوقف أمامه عمران مستفهماً
ايه سبب الزياره
ردف الضابط برسميه.
عندنا أمر بتفتيش أوضة عامري المغازي جالنا بلاغ مؤاكد بوجود كيلو من اله روين معا
اقتربا منهم عامري بضيقاً
أنتَ بتقول ايه هر وين ايه اللي معايا مين الكلب اللي قدم البلاغ دا!؟
معنديش أوامر بأني أديك معلومات عن اللي بلغ من فضلك ورينا أوضتك فين
عارضهم برفضاً
أوضة ايه اللي تطلعوها أنتَ أكيد في حاجه في عقلك أنتَ مش عارف أنتَ واقف فين
زمجر الضابط.
عارف بس بردا عارف أني ظابط وعندي أوامر واجب لها التنفيذ وبعدين أمر التفتيش خارج من النائب العام يعني مفهوش رجوع!؟
أتي إليه السيد رياض قائلاً
بلاش انفعال يا حضرة الظابط عشان معندناش
أكتر منؤه
تحدث برسميه
معا احترامي لساعتك يا رياض باشا بس دا شغلي و لزم أنفذه البلاغ اللي أتقدم بيأكد وجود الكمية اللي ذكرتها معا أبنك
رد عليه عمران بخشونه.
كمية ايه وقرف ايه من أمتي وحد فينا لي ف السكة الحرام أحنا ملناش علاقة ب البلاغ دا
أضاف عامري بجدية
وبعدين هو أي حد يقولكم حاجة تصدقوه كدا على طول قبل ما تتأكده من المعلومه؟
تنهدا الضابط بضيق
من فضلكم سبوني أقضي مهمتي التفتيش لزم يتم دا أمر من قيادات أعلي مأني!
بتلك الحظة تقدم جبران منه مردفاً بحده.
صوتك يوطي يا حضرة الظابط و لو ع البلاغ بتاعك ف انا هجيب اللي مقدمه اما بقي ب النسبه لأمر التفتيش ف أتفضل الأوضة تحت أمرك أطلع معا يا عامري و ريله أوضتك و خليه يفتشها كويس
مش أوضته بس دا أوض القصر كلها ه تتفتش مش يمكن مخبئ الهر وين في أي أوضة تانيه
زمجر عمران قائلاً
دا لو جين تقبضه على تجار كئف بقولك ايه عاؤز تفتش أتفضل برطع في القصر بس خلي في علمك دخلتك علينا هتدفع تمانها يا حضرة الظابط.
رغم قلقه من ذلك الوعد الا أنه لم يكن يملك سبيلاً أخر و ذهبي برجاله و بدؤ بتفتيش القصر وبعد نصف ساعة لم يجدو شئ و دلفي الضابط و رجاله إليهم قائلاً بجدية
بعتذر ع الأزعاج بس دا كان شغلي ولزم انفذه على العموم أحنا ملقناش حاجة البلاغ طلع كاذب عن أذنكم
ذهبي برفقة رجاله أما السيد رياض فقال للضيوف
بعتذر عن سؤ التفاهم اللي حصل ياريت نرجع نكمل حفلتنه
تعالت البسمات من جديد وصدرت أصوات الموسيقي.
اما عامري و عمران فنظرا لجبران الذي بدأ بتذكر شئ حدث منذ لحظات
فلاش باك.
عندما دلفئ الضابط و العساكر و بدؤ ب الحديث التفت جبران وصعدا دواً أن يراه أحداً لحجرة أخيه وبدأ ب التفتيش سريعاً عن ذلك الهر وين حتى وقف أمام حقيبة العمل فراوضه الفضول فكانت الحقيبة غير الحقيبة الأصليه التي يذهب بها أخيه يوماً للشركة فهي تحتوي على نفس الون الأسود لكنها تجهل علامة ال L تلك العلامة المحفوره على يد الحقيبه الأصليه مما جعله يفتحها ويفرغ منها المستندات فلم يجد شيئاً ورغم ذلك لم يقل ثقلها فذاد قلقه و شق قماشتها وتفاجئ بالكثير من أكياس الهر وين فحملهم سريعاً وركضي بهم للشرفه والقي بال?كياس ودلفي للخارج و تصلا على أحد الحراس قائلاً.
تحت شباك أوضة عامري بيه في أكياس هر وين تلمها حالاً وتفرغها في حمام الجنايني في اقل من خمس دقايق مش عايز يبقالها أثر في القصر ياله نفذ
أغلق الهاتف ونزلا من فوق الدرج وتقدم للضابط الذي يتحدث بصوتاً مرتفع
فلاش
شكلك بيقول أنك لقيت حاجة
نظرا لعمران مجيب عليه
لقيت بس متقلقش مبقاش ليها وجود
عارضهم عمران بنفي
أنتم بتقوله ايه أنا معرفش حاجة عنهم
هدئه جبران بجدية.
خلاص اهدا أنا واثق من برئتك خلي بس الحفله تخلص وبكرا نقعد ونفكر فمين اللي وصل الشنطة دي ليك
أحتل القلق جسد عامري ونفخ بضيقاً اما جبران فلمح رؤيه تتجة للحديقه من جديد فذهبي خلفها حتى وجدها تقف بجوار جدار القصر تنظر إلى السماء و تستنشق بعض الهواء
مفكره نفسك هتعرفي تهربي مني طول الليل!؟
نظرة له بقلقاً
والله العظيم أنا ماليش ذنب الولد هو اللي أعترض طريق
فرك مدمع عيناه بزمجره
خلاص خلصنا متجبيش سيرته تاني.
أومات بتفهم من ثم سألته مستفهما
أنتَ ضربته كتير ليه عشان أنا مراتك والا عشان كرامتك؟ ؛
قطب حاجبيه بغرابه
أنتِ ه تسطعبتي والا ايه أكيد ضربته عشان قرب منك أنتِ مراتي والا حضرتك مش واخده بالك من كدا
عبرة الفرحه وجهها فمالة تحجب سعادتها ف راقه له الأمر وقتربا منها قليلاً يداعبها بغزل كلماته وبحة صوته الرجولي الجش.
شكلك كدا مش متاكده أنك مراتي عشان كدا كلها ساعة و الحفله تخلص و نطلع الأوضة و أكدلك المعلومه قول و فعل
تحركة هاربه منه بسعادة تغمرها فقد تبسمت الحياة أخيراً لها لكن في لحظة عابره صدرا صوت طلقه نارية بجوارها جعلت جسدها يتشبث ب الأرض و أستدارت بوجهها للخلف لكنها تفاجئه به مسطح خلفها و دمائه تكسوا الأرض بعدما تلقي طلقة الغدر.