رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس والعشرون
انتشر هؤلاء المقنعين فى كل مكان بالفندق وبكثافة شديدة وكأن الحرب قد بدأت للتو، أطلقوا الطلقات النارية فى كل مكان مما جعل الجميع ينخفض والبعض الآخر يصرخ من الخوف فهتف قائدهم بصوت مرتفع وغاضب:
- لا أريد أن أسمع صوت أحد، ليصمت الجميع وإلا أطلقت الرصاص على الجميع، من يخالف تعليماتى سيكون الموت مصيره
ثم أشار إلى مساعده واردف:
- اريد السيطرة على كافة المداخل والمخارج الرئيسية للفندق وزرع القنابل بها حتى لا تستطيع المباحث الفيدرالية الدخول، أنشر كافة القوات بالفندق .. لا أريد خروج أحد من غرفته
أومأ برأسه وبدأ فى تنفيذ أوامره أما هو فبقى واخذ ينظر بعينيه فى كل مكان بحثاً عن شئ يريده ...
عاود إغلاق باب الغرفة بهدوء ثم إلتفت ليقول بصوت منخفض:
- المكان مليان وتقريباً استولوا على الفندق كله واحنا مش معانا سلاح !
تركهم غيث واتجه إلى سريره ورفع مرتبته وسحب من أسفلها حقيبة قماشية كبيرة والقاها أمامهم وهو يقول:
- السلاح جاهز.
انخفض رماح وبدأ يبحث فى الحقيبة عن السلاح وبالفعل اخذ رشاش ومسدس وبعض الطلقات النارية ثم اعتدل وهتف:
- تمام بما إنكم متدربين عل أعلى مستوى يبقى كلنا هنمسك سلاح ونفكر بالعقل كدا قبل ما نعمل أى حاجة لأن الاعداد مش قليلة ده غير إنهم استولوا على كل الفندق ففرصة إنهم يزرعوا متفجرات ويحولوا المبنى كله لقاعدة ليهم كبيرة جدا يعنى دلوقتى خروجنا من هنا هيبقى عن طريق تفكيرنا مش دراعنا ..تمام !
كانا يستقلان سيارة أجرة فى طريقهم إلى الفندق بعد رحلة سفر طويلة حتى لاحظ طيف شئ غريب فأوقف السائق وترجل من السيارة ورفع رأسه لأحد الشاشات الضخمة الموجودة بأحد الميادين بولاية "لوس أنجلوس" وكان المشهد كالأتى:
كانت هناك ناقلة إذاعية تقف وخلفها أعداد ضخمة من رجال الشرطة الأميركية والكثير من المدرعات وعربات التدخل السريع فأوقف أحد المارة وهتف متسائلا باللغة الإنجليزية:
- ما الذى يحدث ؟
أجابه هذا الرجل وهو ينظر إلى تلك الشاشة الضخمة:
- إستولى الإرهابيون على أحد الفنادق الشهيرة بالولاية ويحتجزون عدد كبير من الرهائن
نظر إلى الشاشة بتعجب وبدأ الشك يراوده فقرر العودة إلى السيارة مرة أخرى وأمر السائق بالتحرك إلى هذا الفندق مما أثار دهشة نيران التى هتفت متسائلة:
- مش ده الفندق اللى هنروحه !
هز رأسه بالايجاب قائلاً:
- عارف، الفندق ده فيه ناس استولت عليه دلوقتى والمكان كله متحاصر وحاجزين رهائن فيه.
عقدت ما بين حاجبيها بتعجب قائلة:
- واحنا مالنا ؟ إحنا جايين نخلص مهمتنا
- ياستى افهمى، بنسبة 90% غيث وليان فى الفندق ده والمافيا هم اللى استولوا عليه علشان يقتلوهم .. الخوف بقى يكون رماح وفاطمة معاهم هناك يبقى كملت
إرتفع حاجبيها وبدأت تفكر حتى نطقت:
- بس إحنا هنخش ازاى، اكيد المباحث الفيدرالية مقفلين المكان هناك خالص ومحاصرينه من كل إتجاه
نظر إلى الطريق بجواره وردد:
- نروح بس وساعتها نشوف طريقة للدخول.
بالفعل وصلا إلى مكان الفندق وكما توقع كان المكان ممتلئ عن آخره بعربات الشرطة ورجال المباحث الفيدرالية والجيش الأمريكى، كان الوضع حرج خاصاً بأن هناك إحدى الشخصيات الهامة بالفندق والتى اتضح أنها سفيرة لإحدى الدول مما زاد الوضع سوءاً ...
نظر إليها بعد ان مرر اصابعه بين خصلات شعره واردف:
- عندق حق هنخش ازاى دول حتى حاظرين المنطقة المحيطة بالفندق وكله واقف بعيد، اقطع كم القميص اللى لابسه ده إن ما كان كل ده علشان غيث وليان
جلست على مقدمة إحدى سيارات الشرطة واردفت:
- اممم الموضوع شكله جد
إرتفع إحدى حاجبيه قبل أن يجذبها بعيدا عن السيارة وهو يقول:
- قومى من على العربية ياما انتى مش فى رمسيس، وبعدين اكيد شكله جد انتى مقولتيش جديد يعنى.
عقدت ساعديها أمام صدرها وبدأت تفكر فى حل لتلك المعضلة حتى ابتسمت فنظر إليها بنصف عين قائلاً:
- انتى بضحكى ؟ هو فعلا الوضع يضحك ولا انا مش واخد بالى من الارجوز اللى بيرقص قدامك
ضربته بكتفه بقوة قبل ان تهتف بجدية:
- مش بضحك علشان كدا يا ذكى، انا لقيت طريقة ندخل بيها
دلك موضع ضربتها بتألم وهتف:
- اية انتى ايدك حديد ! براحة شوية وبعدين هنخش ازاى يا ست المخططة الخطيرة.
ابتسمت وبدأت سرد خطتها عليه:
- بص يا سيدى شايف المبنى ده !
رفع بصره فوجد مبنى عالى وضخم للغاية فخفض بصره مرة أخرى وردد:
- أوعى يكون اللى فى بالى !
إتسعت إبتسامتها وتابعت:
- هو اللى فى بالك، تقريباً لسة محدش دخله ولا سيطر على المنطقة كاملة، لو طلعنا واستعملنا حبال هنقدر نحدفها على الفندق ونخش من اى شباك من الازاز ده.
إتسعت حدقتيه برعب شديد وصاح معترضا:
- انتى مجنونة ! قولى انك مجنونة ايوة فعلا مجنونة .. واحدة كان نفسها تتسخط قطة وعايزة يطلعلها ديل اكيد مجنونة، بصى بصفتى الدكتور بتاعك فأنا بقولك انتى محتاجة لدكتور نفسى شاطر او روحى للمستشفى علطول
- اسمعنى بس
قاطعها بحدة:
- اسمع اية ياما ! احنا حتى لو نجينا من النطة احتمال ان جسمنا يتشوه ووشنا يبوظ من الازاز ده مليار فى المية ده لو عيشنا أصلا
رمقته بنظرة مجهولة قبل ان تردد بغضب:
- أدى اخرة اللى يروح مهمة خطر زى دى وميكونش كمل تدريبه، انا هنفذ اللى قولتلك عليه ده .. عايز تيجى معايا اهلا وسهلا تنور ولو القطة خايفة خليها هنا تتفرج على الاكشن من بعيد.
ثم رحلت وتركته فى حالة غليان مما قالته ...
بالفعل ذهبت لشراء كافة متطلباتها واتجهت إلى الاعلى بعدما تخفت من الجميع وقامت بربط الحبل بإحكام وأستعدت للقفز لكنها لاحظت حركة خلفها فأستدارت لتجده فأبتسمت رغماً عنها، نظر إلى الحبل الذى بيدها ثم نظر من فوق المبنى على ذلك الفندق وهتف:
- انا معاكى بس قوليلى هنعمل اية بالظبط.
إلتفتت ورددت بجدية:
- بص إحنا هننزل عن طريق الحبل ده، هنتعلق وننزل بيه واثناء نزولك تكون رافع رجلك قدام وشك وتكون فى مقدمة جسمك علشان رجلك هى اللى تكسر الازاز ده وبكدا مش هتتأذى ولا هيحصلك حاجة .. فهمت !
رمق المبنى مرة أخرى وابتلع غصة مريرة فى حلقه وهتف بتردد:
- فهمت .. انزلى انتى الاول طيب علشان اقلدك
ضحكت من طريقته ورددت:
- طيب يا طيف، ربنا يستر.
تشبثت بالحبل جيداً ثم نظرت إليه وهتفت بجدية:
- انا هنزل وبعدين انت ورايا علطول، هتمسك الطرفين دول كويس وتسيب الحبل ينزلك لتحت وزى ما قولتلك رجلك فى مواجهة وشك
أومأ رأسه بالإيجاب وانتظر حتى قامت هى بالنزول بالفعل وكسرت الزجاج ونجحت بالدخول إلى الطابق العلوى بالفندق، أشارت إليه من الداخل فامسك بطرفى الحبل بإحكام ثم نظر إلى الأسفل وسرعان ما اغلق عينيه والتقط أنفاسه بصعوبة وأخيرا قفز ورفع قدمه فى مواجهة وجهه كما أخبرته واصطدم بالزجاج المتبقى ووقع إلى الداخل، نهض من مكانه واخذ يتحسس جسده وهو لايصدق ما فعله منذ لحظات، هتف بصدمة وحيرة:
- اية اللى انا عملته ده ! انا حى ؟
إبتسمت واجابته:
- ايوة حى، يلا بقى نشوف مكانهم ده لو موجودين أساساً وخلى بالك علشان إحنا مش معانا سلاح
أومأ رأسه بالإيجاب وأردف مازحاً:
- وأنا اللى كنت بتفرج على أفلام الاكشن واقول بينطوا ويتشعلقوا كدا ازاى، مين كان يصدق أنى اللى اعمل الكلام ده .. تخيلى بعد الاكشن ده كله نتقتل ونموت .. هنبقى حاجة فى منتهى القطط المشمشية
رفعت كفها فى وجهها وهى تقول معترضة:
- يا ساتر، اهدى بالله عليك متفولش.
تابع رماح بجدية وهو يرسم علامات بمنتصف ورقة صغيرة:
- المهم كلنا نغطى ضهر بعض، وزى ما قولت اهم حاجة نسيطر على المكان وميبقاش بينا ثغرة نهائى وبالعقل
قاطعته ليان وهى تشير إلى الخارج:
- كم الشرطة اللى برا بيقول ان الموضوع صعب ده غير القنوات قدامك اهى بتقول ان اكتر من 200 واحد استولوا على الفندق واحنا اربعة بس .. انهى عقل اللى هيخلينا نقتل 200واحد عارفين ودارسين مداخل ومخارج الفندق كويس
ابتسم رماح إبتسامة ذات مغزى واردف:
- عندك اقتراح تانى !
تدخل غيث فى تلك اللحظة واردف:
- رماح باشا اللى هنعمله ده بنسبة 90% هينتهى بموتنا، دلوقتى مش قصة تدريب ولا اى كلام من ده .. دلوقتى مشكلة انهم دارسين كل حاجة واكيد مليون فى المية استولوا على كل الادوار دلوقتى يعنى بمجرد ما نخرج من هنا لو خلصنا على المسؤولين عن الدور ده هنتجاب بردو لانهم اكيد استولوا على اوضة المراقبة والكاميرات هتجيبنا.
حاولت فاطمة أن تهدأ من حدة الموقف واردفت:
- الموضوع ده صعب بس احنا قدامنا حلين .. يا إما نموت واحنا واقفين على رجلنا وبنقاوم او نموت واحنا قاعدين خايفين زى الفيران فى الاوضة هنا، تختاروا اية ؟
تبادلا "غيث، نيران" النظرات قبل ان يقولا فى صوت واحد:
- الإختيار الاول
ثم تابع غيث وهو ينظر إلى ليان:
- واضح إنها نهايتنا.
ثم إبتسم وتابع:
- كان شرف ليا انى اتدرب تحت ايدك
إبتسمت هى الأخرى واردفت:
- انا اللى كان شرف ليا ادرب حد زيك يا غيث
كانت تتابعهم فاطمة بإبتسامة واسعة حتى قاطعهم رماح بجدية:
- مش وقت تسبيل دلوقتى، اجهزوا
نظرت إليه فاطمة ولوت ثغرها وهى تقول بضيق:
- مفسد اللحظات السعيدة، يلا يا اخويا.
استعد الجميع وجهزوا أسلحتهم النارية وتقدم رماح ليقوم بفتح باب الغرفة، فتحه برفق ومد رأسه إلى الخارج ليتابع ما يحدث فوجد رجلين الاول يحمل سلاح رشاش ويقف فى بداية الممر والاخر يتجول ذهاباً وإياباً بالممر، دلف إلى الداخل مرة أخرى واخبرهم بما شاهده واستعدوا جميعا للخروج، تحرك غيث بخطوات هادئة ومتمهلة حتى وصل إلى هذا الرجل الذى يتجول وقام بخنقه من الخلف وشدد من غلق ساعده على رقبته حتى انقطعت أنفاسه وسقط أرضا .
فى الجهة المقابلة كان رماح يتابع حركات الكاميرا وتخفى منها ووصل إلى مقدمة الممر وقام بخنق هذا الرجل بسلاحه وشدد من قوة قبضته حتى وقع هو الاخر .
رفعتها ليان لتصل إلى تلك الكاميرا وقامت بفصلها على الفور مما أدى إلى انقطاع إرسال تلك الكاميرا على شاشة غرفة المراقبة فتحرك أحدهم وهتف بقوة:
- الطابق السابع انقطع بث الكاميرا به، اذهب وتفقد الأمر
- حسنا.
استعد الجميع لقدومهم بسبب إنقطاع الإرسال وبالفعل حضر رجلين يحملان الاسلحة وما ان وصلا إلى الممر حتى اتجه رماح ومعه فاطمة بإتجاه الاول و اتجه غيث ومعه ليان بإتجاه الثانى وقاموا بقتلهم بإستخدام سكين حاد .
وقف رماح وهتف بصوت منخفض:
- دلوقتى هنطلع فوق، لازم نسيطر على اوضة المراقبة لان حركاتنا هتبقى فى خطر لو معملناش كدا
أومأ الجميع برأسهم وبدأوا فى التحرك لأعلى بحذر مع أخذهم بالإعتبار حركة الكاميرات، كان هذا الطابق عكس الطابق السفلى فلقد كان فيه العديد من رجال المافيا الذين يرتدون الاقنعة السوداء ويحملون الاسلحة الرشاشة الضخمة لكن هذا لم يشكل خطرا على رماح ومن معه فهم على دراية تامة بكافة التحركات وعلى اتم الاستعداد لحدوث اى شئ، همس غيث وهو ينظر إلى هذا الكم من الرجال:
- لازم نغير خطتنا، هنستعمل الاسلحة.
أومأ رأسه بالايجاب وردد بجدية:
- كله يركب كاتم الصوت للمسدسات، كل واحد فينا هيضرب على واحد منهم ويوجه للتانى .. هم كلهم 7 هنخلص عليهم ونخش الاوضة اللى تقريبا هيبقى فيها اتنين او تلاتة بس، جاهزين
ردد الجميع بصوت منخفض:
- جاهزين
قاموا بتركيب كاتم الصوت لأسلحتهم واطلقوا الرصاص على الجميع بعد إشارة رماح، استمع احدهم داخل الغرفة بصوت سقوط احدهم على الأرض فأمر الرجل الاخر الذى معه بتفقد الامر بالخارج وبالفعل خرج ليتفقد الأمر وما إن خرج من الغرفة حتى قامت ليات بلف رقبته بقوة وكسرتها بينما دلفت فاطمة إلى الداخل واطلقت الرصاص على الشخص المتبقى.
دلف رماح ونطق بإبتسامة:
- عاش اوى، كدا نقدر نتحرك فى الفندق من غير ما حد يشوفنا فى الكاميرات وينبه الكل
تقدمت فاطمة وضيقت عينيها وهى تقول بتساؤل:
- ودلوقتى هنعمل اية ! الفندق ضخم والدورين دول اصغر دورين فى الفندق إنما تحت هيبقى كل دور فيه حوالى 5 ممرات والممر فيه حوالى 15 اوضة وياعالم مستخبيين فين.
هنا تكلم غيث بعدما تقدم خطوتين إلى داخل الغرفة:
- الحل اننا نتفرق، كل واحد مننا ياخد طرقة
هزت ليان رأسها بالرفض وهتفت بإعتراض:
- مش هينفع .. مع بعض هيبقى امان لينا اكتر
هنا قاطعهم رماح ونطق بجدية:
- كلام غيث صح، لازم نتفرق
ثم نظر إلى ليان وتابع بإبتسامة:
- وبعدين مش عضو فى المافيا ومتدربة على أعلى مستوى وتقولى كدا.
ضيقت ليان عينيها وهتفت بتحدى:
- مش بتكلم عن نفسى انا وغيث، احنا نقدر نحمى نفسنا كويس اوى وياما حمينا نفسنا ونجينا من مواقف اصعب من دى .. انا بتكلم عليكوا إنتوا
هنا تدخلت فاطمة كعادتها لتفض الإشتباك بينهم ورددت:
- إحنا مش هنتخانق دلوقتى ! وبعدين ليان عندها حق يا رماح، إحنا مهما كنت متدربين وجاهزين فهى تعرف اكتر عنهم وعن تحركاتهم ولازم نبقى مع بعض على الاقل كل اتنين مع بعض.
هنا ابتسمت ليان واردفت:
- خلاص انا وانتى و هو وغيث
وافقتها فاطمة الرأى بشدة وهتفت:
- تمام اوى انا معاكى، يلا بينا
فى تلك اللحظة استمعوا لصوت من الاعلى ويبدو أنه صوت وقوع أحد فأجته رماح إلى الخارج ونظر إلى الأعلى ثم عاود النظر إليهم قائلاً:
- فيه حاجة فوق !
تقدم غيث وشدد قبضته على سلاحه وهو يقول:
- فوق الدور الاخير، تقريباً بيعملوا حاجة
تقدم رماح بإتجاه الدرج وهتف بحماس:
- يبقى بينا على فوق، اجهزوا.
وبالفعل تحرك الجميع بحذر إلى الأعلى وما إن وصلوا حتى وجدوا ثلاث جثث لعناصر من المافيا فنظر كل منهم إلى بعضه بتعجب وفجأة خرجت نيران ومعها طيف من خلف أحد الحوائط وكادا يطلقان النار لكن اسرعت فاطمة وهتفت:
- متضربوش
خفض طيف سلاحه واعتلى ثغره إبتسامة ونظر إلى نيران التى خفضت سلاحها هى الأخرى وردد بثقة:
- وربنا أنا دماغى دى سم، قولتلك انهم هيبقوا هنا
نظر غيث إلى ليان وهتف الاثنان فى صوت واحد:
- مين دول.
تقدم طيف وهتف بإبتسامة:
- أنا الدكتور النقيب طيف أيمن ودى نيران، شرطة مع بعضينا ان شاء الله، انتوا بقى غيث وليان اللى الدنيا مقلوبة علشانكوا !
هتف رماح بتساؤل بعدما عقد نا بين حاجبيه:
- انتوا أية اللى جابكوا هنا ! انا مش فاهم حاجة
تقدمت نيران بضع خطوات واردفت:
- جينا بتكليف من اللواء أيمن، كلفنا نحمى ضهركم
وتابع طيف بنفس الإبتسامة التى لم تختفى:
- بالظبط ده اللى حصل ودلوقتى أنا قائد المهمة.
إرتفع حاجبيه ليقول بغضب وإعتراض:
- نعم ياخويا ! قائد اية ؟
ضحك طيف واردف:
- بهزر يا باشا بس أنا المسؤول انى ارجعكم مصر سالمين غانمين واسم المهمة وكلمة السر اللى هنتواصل بيها "بنت القلب"
اتسعدت حدقتيه ونظر إلى فاطمة ثم عاود النظر إلى طيف مرة أخرى وهو يقول بغضب:
- بنت اية يا حبيبى !
اتسعت ابتسامته وتابع:
- القلب يا باشا .. بالقاف
- اللواء ايمن سمى المهمة بنت القلب ؟
هز رأسه بالايجاب قائلاً:
- وخلاها كلمة السر بينا كمان
وجه أنظاره إلى الجميع وهو يردد:
- ازاى يعنى !
هنا اختفت ابتسامته وتحدث بجدية:
- مش وقته يا باشا، الدنيا مقلوبة تحت وبرا .. يلا خلينا نخرج من عالم المافيا اللى إحنا فيه ده.