رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن
رن جرس المنزل فأسرع طيف إلى الباب لأنه يعلم بحضور صديقه مازن وبالفعل وجده أمام الباب فضمه باشتياق قائلًا:
- مازن ليك وحشة يا جدع
ربت مازن على ظهره وهو يقول:
- وأنتَ كمان والله يا طيف، حمدلله على سلامتك يا وحش
ابتعد عنه ليقول بإبتسامة:
- الله يسلمك، ادخل ادخل ايه البرد اللى برا ده.
دلف مازن إلى الداخل وهو يقول:
- أمال فين سيادة اللواء
أجابه طيف وهو يغلق الباب:
- راح على المديرية ياعم .. الساعة دلوقتى 10 الصبح
خرجت "أسماء" بعدما ارتدت حجابها وهتفت قائلة:
- ازيك يا مازن يا حبيبى نورت البيت والله
ابتسم مازن وهو يجيبها:
- بنورك يا أمى والله، الله يخليكِ
تابعت لتقول بإبتسامة:
- اطلعوا والأكل مش هيطول إن شاء الله هيخلص على طول.
ابتسم مازن ليقول باحترام:
- براحتك يا ست الكل
صاح طيف:
- لا براحتك ايه بسرعة يا ماما بالله عليكِ أحسن بقالى شهرين معدتى مادخلهاش أكل حلو
ربتت أسماء على كتفه لتقول بحنو:
- يا حبيبى ياابنى .. حاضر متقلقش .. على طول.
صعد مازن بصحبة طيف إلى شقته بالأعلى، اقترب طيف وفتح الباب بهدوء ثم نظر إلى مازن وأردف مازحًا:
- ادخل برجلك اليمين وسمى قبل ما تدخل أصل مدخلتهاش من شهرين وزمانها اتسكنت أشباح وعفاريت
نظر إليه مازن بتوجس فهو يخاف كثيرًا من الأشباح ويخفق قلبه عندما تتردد سيرتهم حوله، أردف بقلق:
- ايه يا طيف اهدأ عليا كدا عفاريت ايه وبعدين احنا الصبح.
ابتسم طيف ليتابع بعد أن ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه:
- اديك قلت احنا الصبح يعنى ميعاد نومهم نقوم احنا داخلين الشقة ونقلق نومهم تخيل رد فعلهم بقى
لوح بيده فى الهواء وهو يتراجع إلى الخلف وردد بحنق:
- لا ياعم، تعالى ننزل تحت أحسن
ضحك طيف بصوت مرتفع وتقدم ليسحبه من يده كالأطفال وهو يقول:
- تعالى ياعم ده أنا لو برعب ابن أختى مش هيخاف كدا.
تقدم مازن ودخل إلى الشقة بحذر وهو ينظر إلى الأعلى فلاحظه طيف ورجع ليسحبه من يده مرة أخرى وهو يردد:
- يلا يا مازن متخافش محدش هينط عليك من السقف، خسارة المهندسين
نظر إليه مازن بنصف عين وأردف:
- اهدأ كدا وخف عليا مش ناقصك أنتَ كمان
ضحك طيف وخبط بكفه على كفه الآخر ليقول:
- حاضر يا سيدى قلى بقى ايه الأخبار بينك وبين نامى، لسة فعل أمر ولا بقت ماضٍ ونامت الحمدلله ؟
ارتفع حاجبيه ليردد:
- وحشنى قلشاتك الغريبة .. لا غريبة فعلًا
ابتسم وربت على كتفه قائلًا:
- حبيبى يا أبو المزاميز، قلى بقى الفرح هيبقى الشهر الجاى ولا اللى بعده .. اصدمنى وقلى كمان أسبوعين
حرك رأسه بالنفى بعد أن اختفت إبتسامته وأردف باستياء:
- أنا ونامى سيبنا بعض وفسخنا الخطوبة
فغر شفتيه بصدمة بعد أن ارتفع حاجبيه للأعلى وردد بعدم تصديق:
- ايه ! سيبتوا بعض ليه ؟ ياابنى أنا كل ما أسألك أنتَ وهى عاملين ايه الاقيكم متخانقين يا إما فسختوا الخطوبة ؟ متحسسونيش إن الغلط منى أنا.
ابتسم مازن إبتسامة خفيفة ثم تابع:
- نامى متنفعنيش، كل يوم نكد على قرف ورغم كدا كنت بعاملها كويس وبعمل أى حاجة علشان أضحكها ولما الاقيها بتتصرف تصرف مجنون أقولها كدا غلط تقولى مالكش دعوة وخليك فى حالك دى حياتى ! مش المفروض مخطوبين وهنبقى لبعض يعنى تهمنى ؟ بقت غريبة شايفة نفسها وبس .. المشاعر بقت هى اللى بتمشيها مش عقلها، كذا مرة الاقيها بترد على شباب ولما أسألها بتقولى أنا أدمن فى بيدج روايات وبيسألوا على ميعاد الرواية وكذا .. ماعترضتش لكن إنها تطنشنى خالص علشان تكمل الرواية ! ده أنا فى عيد ميلادها جبت هدية وقلتلها أنا عازمك على العشاء علشان أديها الهدية قالتلى أنا بقرأ رواية ولسة مخلصتهاش وماجتش ! عايزنى بعد ده كله أكمل معاها ؟
ربت طيف على كتفه محاولًا تهدئته وتحدث بهدوء:
- اهدأ يا مازن، معظم البنات كدا .. هم دماغهم كدا غريبة وعندهم طولة بال رهيبة يعنى مثلًا مين فاضى يقرأ روايات ولا يكتب روايات .. كلهم ناس فاضية يا إما بيهربوا من مشاكلهم والواقع بتاعهم بإنهم يقرأوا روايات أو يعملوا حاجات تانية
ثم ابتسم وتابع:
- عاجبك كدا ادينى بقيت أقول حكم ومواعظ
ضحك مازن قبل أن يهتف بغمزة:
- طيب ياعم الحكيم مفيش قطة كدا ولا كدا خطفت قلبك !
حرك رأسه بالإيجاب ليقول بجدية واضحة بعد أن ارتسمت إبتسامة على ثغره:
- طبعًا فيه
تعجب مازن ليقول بلهفة:
- مين القطة دى ؟
ابتسم طيف وتابع:
- القطة المشمشية اللى بتظهر على الفيس بوك وبتعيط دى عارفها ؟
ضم ما بين حاجبيه ليقول متعجبًا:
- نعم ! أنا أقصد واحدة ست يا زفت أنا مالى ومال القطة المشمشية اللى بتعيط ؟
انتبه وخبط ببطن يده على مقدمة رأسه وهو يقول:
- اخ .. يا جدع ما تقول بنى آدمة افتكرتك بتتكلم عن القطة بجد، لا ياعم مفيش قطة خطفت قلبى وبعدين هحب ازاى وأنا فى كلية الشرطة، أنتَ عبيط ياض !
كان نائمًا حينما ألقت عليه وعاء كبير ملىء بالمياه المثلجة فهب من نومه يصرخ:
- اعااااا
ثم وجدها هى تقف أمامه وتعابير وجهها جامدة غير متأثرة فصاح بغضب شديد:
- أنتِ غبية ! حد يرمى على حد تلج كدا وهو نايم ؟
أجابته بنفس الجمود المسيطر على وجهها:
- المرحلة التانية من التدريب دلوقتى، قوم يلا وحصلنى على برا
ضم ما بين حاجبيه ليقول بضجر:
- مرحلة تانية ايه ! ما أنا بتدرب طول اليوم ودلوقتى الساعة 2 بالليل عايز أنام والجو برا تلج تدريب ايه فى الوقت والجو ده ؟
تابعت دون أن تطرف عينيها:
- أنا مستنياك برا، مش هكررها تانى.
وتحركت إلى الخارج ليبقى غيث وحده لا يستطيع التفكير، ليس بيده حيلة ولا يعلم لماذا كل تلك التدريبات الشاقة، لم يظن يومًا بأنه سوف يصل إلى هذا الطريق دون تمهيد فهو كان فى طريقه إلى منزله فى يوم من الأيام لكنه فوجئ بأشخاص تكبل يده وآخرون يقومون بتخديره حتى فقد الوعى تمامًا ليستيقظ هنا فى هذا المكان الغريب لا يعلم أين هو ولماذا هو دون عن غيره !
أسئلة كثيرة تدور برأسه لكنه فى النهاية استجاب لطلب ليان وقام بتبديل ملابسه وخرج ليجدها بانتظاره فى الهواء الطلق، كان المكان أشبه بالصحراء لكن هناك خيمة كبيرة على شكل مركز تدريب قوى وضخم ...
كان الهواء شديد للغاية وبارد إلى حد كبير فكانت درجة الحرارة أقل من الصفر !
خرج غيث وهو يفرك بيده كثيرًا ويتحرك بصعوبة بسبب برودة الجو، وقف أمامها متحدثًا:
- أدينى جيت، هاا.
ابتسمت لتقول بوجهها الجامد ذو الملامح المتجمدة:
- اقلع هدومك
فغر شفتيه بصدمة كبيرة ليصرخ قائلًا:
- نعم ! أقلع ايه يا أختى ؟
تابعت بجدية تلك المرة بعد أن اختفت إبتسامتها:
- أنا كلامى واضح .. اقلع هدومك
حرك رأسه غير مصدق لما تقوله فصاح بغضب:
- أقلع ايه أنتِ مش شايفة الجو عامل ازاى ! ده أنا لابس وهتجمد تقومى قايلالى اقلع ؟
أجابته بعد أن أخذت نفس:
- دى مرحلة تدريب ولازم تخلصها، ودلوقتى هتقلع هدومك بالذوق ولا بالعافية ؟
تردد قليلا لكنه استجاب لطلبها وخلع ملابسه بصعوبة ووقف وهو يضم يده على صدره من شدة البرد فتابعت بجدية:
- والبنطلون
فغر شفتيه غير مصدق لما تقوله فهتف مجددًا:
- لاااا .. كله إلا البنطلون، تدريب ايه اللى هتدربه من غير بنطلون يا ليان ! اقصرى الشر كدا وسيبى الليلة تعدى على خير.
لم تستطع تلك المرة كتم ضحكتها فابتسمت لتضيف:
- متقلقش هو البنطلون بس ومش هتقلع حاجة تانية .. وعد
نظر إليها بنصف عين ليقول:
- طيب أما نشوف آخرتها
خلع بنطاله فابتسمت وهى تنخفض لتحمل وعاء كبير ملىء بالمياه الباردة وألقته بقوه شديدة عليه فصرخ بصوت عالٍ:
- يااااااااح يابنت المجنونة، اهااااا
صاحت تلك المرة بجدية:
- اقف عادى بلاش الشغل ده.
هتف وهو يضم يده إلى صدره وجسده يرتعش من البرودة:
- لااا ما أنا مش أقلع هدومى ويترش عليا مياه متلجة فى الجو التلج ده وتقوليلى اقف عادى، ده أنا ركبى بتخبط فى بعض
أغلقت عينيها لتتابع بهدوء:
- قوم اقف وخد نفس طويل .. حاول تحس بالهوا، خليك جزء من الهوا ده، هتلاقى نفسك جزء منه فعلًا والبرد مش مأثر فيك
نظر إليها بنصف عين وهو يقول:
- أنا سمعت فين الجملة دى قبل كدا ! اهااا فلاش .. سمعتها فى فلاش بس ساعتها كان بيخترق الحيطة أنا كدا هخترق قوانين الطبيعة .. جزء من الهوا ايه أنتِ بتهزرى ؟
حركت رأسها بالنفى لتردد بهدوء شديد:
- جرب بس .. حاول خد نفسك عادى وبعد كدا خد كذا نفس طويل ورا بعض .. استلقى الهوا بجسمك وحس بيه وسيب نفسك خالص
رفع حاجبه متعجبًا ثم أضاف:
- آخد كام نفس طويل ؟ هى سيجارة ! طيب ربنا يستر
ثم حل ذراعيه وفردهما فى الهواء الطلق وأخذ يتنفس بهدوء ونفذ ما طلبته منه .. كان الأمر فى البداية شديد الصعوبة لكنه بدأ فى التأقلم وبدأ هذا الهواء لا يشكل مصدر إزعاج له بل تقبله بغير برودة وكأن درجة الحرارة طبيعية !
ارتسمت إبتسامة على وجه ليان ورددت:
- برافو غيث، دلوقتى تقدر تروح تكمل نومك
هتف بضيق:
- نوم ايه ماخلاص طيرتى النوم من عينى يا شيخة ...
فى وقت سابق،،
- ها قلت ايه فى العرض بتاعى ؟
قالها خالد السنباطى مبتسمًا بعدما أنهى سرد خطته على وائل الذى تردد كثيرًا هل يقبل أم يكمل طريقه ويقوم بقتله وقتل البقية !
ظل يجوب بنظراته المكان وهو يفكر بإمعان شديد حتى ابتسم وتكلم بهدوء:
- موافق بس بشرط
ارتشف الخمر من كأسه وارتفع حاجبيه وهو يقول:
- شرط ايه ؟
تابع وائل بنفس الإبتسامة:
- تعرفنى على أكبر رأس فيكم ومش بس كدا، تسفرنى برا مصر وأتابع الشغل من هناك بعد ما العملية تتم.
ترك كأسه وحرك رأسه بالإيجاب ليقول:
- وهوَ كذلك، بكرا جهز نفسك علشان تقابل أكبر رأس فينا بس خلى بالك ... ده ماعندوش هزار، لو فكرت مجرد تفكير بس إنك تعمل أى حاجة هيخلص عليك وأنتَ بتفكر لسة مانفذتش حتى
هز رأسه بعد أن وقف واستعد للرحيل:
- متقلقش، أنا مش غبى للدرجة دى .. هستنى تليفون منك، تشااو.
ترك الطعام واتجه إلى الحمام ليغسل يديه فصاح طيف:
- ايه يا ابنى دى مش أكلتك قمت ليه ؟
أجابه مازن من الداخل بصوت عالٍ:
- مش أكلتى ايه يا عم ده أنا واكل تقريبًا حلة محشى، أنا هيطلعلى كرش
ضحك طيف وردد والطعام يملأ فمه:
- وماله ياعم الكرش مش عيب، على رأى المثل .. يا محافظ على رشاقة جسمك بكرا القبر يتفتح ويستلقى كرشك.
جاء مازن من الداخل ورفع حاجبيه بتعجب وأردف:
- يخربيت أمثالك يا أخى جبت المثل ده منين؟
ابتسم طيف وهو يضع ملفوف "ورق العنب" فى فمه ويقول:
- مش مهم منين، المهم العبرة
جلس وألقى عليه المنشفة وهو يقول:
- طب كفاية أكل يا بتاع العبرة أحسن يطردوك من الشرطة بعد ما كرشك يدلدل
- طيب يا سيدى هقوم أهو، على عينى والله بس نعوض فى العشا.
فغر شفتيه بصدمة ليقول:
- يخربيتك يا جدع، صحيح ماقلتليش أنتَ واخد إجازة كام يوم
أشار طيف بيده ليقول:
- أربعة، أربع أيام وهرجع شهر وهنزل يومين وإلخ
هز رأسه بتفهم ليضيف:
- اهااا ربنا معاك.
انتهى طيف من تناول الطعام ودلفت رنّة بكوبين من الشاى فابتسم مازن وأردف:
- تسلمى يا رنّة، عاملة ايه فى المذاكرة
عبس وجهها ونطقت بضيق:
- زفت الزفت، المواد صعبة جدًا
حرك وجهه بالإيجاب وهو يضيف:
- المواد صعبة بس أنتِ اتجدعنى وإن شاء الله تبقى دكتورة زى أخوكى
حركت رأسها لتردد بهدوء:
- أنا علمى رياضة مش علوم.
ارتفع حاجبه بدهشة ثم نظر إلى طيف لينطق متسائلًا:
- ايه ده هى رنّة علمى رياضة !
خبط بيده على يده الأخرى قائلًا:
- اه تخيل، كلنا كنا علمى علوم إلا الهانم دخلت علمى رياضة قال ايه علشان بتحب الرياضة .. يا شيخة حبك برص هو في حد بيحب الرياضة
نظرت له شزرًا لتقول بعد أن التوى ثغرها:
- على أساس اللى دخلوا طب ولعوا الدنيا
رفع حاجبيه بصدمة وهو يقول:
- ايه قصف الجبهة ده يا رنّة ده أنا أخوكى حبيبك برضه، ماشى أنا زعلان وهروح أخدلى طلقة هناك علشان أموت وأنا مش راضى عنك.
ضحك مازن من طريقته فاقتربت رنّة من طيف وأردفت:
- ايه يا طيف اللى بتقوله ده بعد الشر عنك، أنا بهزر يا أخى
هز طيف حاجبيه بمرح ليقول مازحًا:
- ما أنا كمان بهزر يا نغمة
فى تلك اللحظة رن جرس المنزل فأسرعت تنّة لتفتح الباب بعد أن علمت من ينتظر خلف الباب .. زوجها الذى غاب عنها أكثر من تسعة أشهر، فتحت الباب بلهفة فاقترب منها ببطء فارتمت بين ذراعيه بعينان دامعتان
- وحشتنى أوى يا باسل، وحشتنى أوى
ابتسم باسل بعد أن ربت على رأسها وهى ما زالت تضع رأسها على صدره وأردف بحب:
- وأنتِ والله يا تنّة، ربنا يعلم وحشتينى اد ايه.
جاء صوت طيف الذى حضر على الصوت:
- يااااه باااسل كفارة يا جدع
ضحك باسل واقترب منه ليصافحه ويتبادلون الأحضان وحضرت أسماء على الصوت فصاح باسل وهو يقترب منها:
- حماتى ازيك
ثم قبل يدها وتابع:
- وحشتينى والله
ابتسمت أسماء بعدما ربتت على كتفه بحنو قائلة:
- وأنتَ يا ابنى والله، حمدلله على سلامتك.
ظلوا يتبادلون الحديث والسلام حتى صاح طيف بنبرة مرحة:
- حماتك بتحبك ياعم، حظك إنك جيت فى اليوم اللى جيت فيه من كلية الشرطة وفي محمر ومشمر
ضحك باسل ثم تابع بتساؤل:
- بس ايه حكاية كلية الشرطة دى ؟
وقف طيف ليصعد إلى صديقه مرة أخرى وأردف:
- دى حكاية طويلة، ريح أنتَ بس من السفر وبالليل لينا قعدة
هتفت تنّة بجدية وهى تربت على ظهره:
- اطلع يا باسل خدلك دش كدا وأنا هحضرلك الأكل وأطلعهولك
ابتسم باسل وهو يربت على ظهرها قائلًا:
- طيب يا حبيبتى.
عاد طيف إلى صديقه مازن وصعد باسل إلى شقته فهى خاصة به هو وزوجته تنّة لكن عند رحيله تنتقل رنّة للبقاء مع شقيقتها فى تلك الشقة ..
انتهى باسل من حمامه وخرج ليجد تنّة أنهت تحضير الغداء فابتسم قائلًا:
- تسلم ايدك يا حبيبتى
اقتربت منه وهى تقول:
- الله يسلمك يا حبيبى، قلى بقى مالك متغير كدا من ساعة ما جيت، حساك تعبان أو في حاجة
تبدلت ملامحه وحاول إخفاء ما به ليقول مازحًا:
- حاجة ايه يا قلبى، أبدًا مفيش بس السفر بقى وتعبه .. مش هناكل يا قمر بقى ولا ايه؟
هتفت بسعادة لتجيبه:
- لا هناكل طبعا يا حبيبى، يلا الأكل جاهز
اقترب باسل من السفرة وما يدور برأسه ليس له حل، كيف سيخبرها بما جاء لأجله ! كيف سيخبرها بزواجه ؟
لم يعرف باسل طريقة للإجابة عن تلك الأسئلة فقرر ترك هذا الأمر ليوم آخر...