رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول
استلقت أمامه وقالت بحزن وهى تنظر إلى سقف الغرفة:
- بحسهم كلاب، كل ما بشوف راجل بحسه هيهوهو فى وشى يا دكتور، لما باجى أتكلم مع حد ببسبسله كأنى بنادى لقطة، بعامل الناس كأنهم حيوانات وكله بقى يتجنبنى بسبب كدا، أقولك على حاجة يا دكتور ؟
حرك طيف رأسه بالإيجاب ليقول:
- قولى يا نيران
أسرعت نيران لتقول:
- أنا متخيلاك معزة قدامى دلوقتى وحسيتك هتقول ماء من شوية.
رفع طيف حاجبيه بتعجب لكنه لم يعلق ونطق قائلًا:
- طيب كملى يا نيران وايه تانى ؟
عاودت النظر إلى السقف مرة أخرى لتقول:
- مابقتش عارفة أتعامل مع حد يا دكتور، كل شخص بقى متسجل فى دماغى على هيئة حيوان مختلف، الغريب إنى بعامل الحيوانات على إنهم بشر، حاسة إنى اتجننت .. خسرت صحابى كلهم علشان افتكرونى مجنونة، أنا مش مجنونة يا دكتور .. أنا حاسة إن أنا تعبانة وكل حاجة فى دماغى بالشقلوب .. علشان كدا جيتلك تساعدنى.
حرك طيف رأسه ونطق متسائلا:
- أنتِ بتحبى ايه فى الحيوانات ؟
أسرعت نيران بالرد:
- بحب القطط طبعًا ونفسى أتسخط قطة
رفع طيف حاجبيه مرة أخرى وحاول كتمان ضحكاته قدر المستطاع حتى لا تشعر بشىء، أجابها بتلقائية:
- تتسخطى قطة ؟
حركت رأسها بالإيجاب قبل أن تقول:
- ايوة، ماتمنتش قبل كدا تتسخط معزة ؟
- لا الصراحة .. أنا بنى آدم وده شرف ليا .. الحيوانات ماعندهمش عقل .. لازم تفتخرى إنك إنسانة، ايوة طبعا القطط حلوة مقولناش حاجة بس تحبيها تربيها مش تتمنى تكونى منهم يعنى
لوت شفتيها قبل أن تقول بثقة:
- كلامك مغيرش فيا حاجة ! انا لسة عايزة أكون قطة
وقف طيف وأدار وجهه للجهة الأخرى وهو يقول لنفسه:
- وبعدين بقى فى الحالة الغريبة دى ! أنا عدى عليا حالات كتير أوى لكن أول مرة يجيلى حد مجنون بجد
عاود النظر إليها مرة أخرى ليقول:
- طيب بصى، عايزك تقولى إنا إنسانة أنا إنسانة أنا مش قطة قوليها كتير أوى وأنتِ مغمضة عينيكِ واتخيلى نفسك بتجرى فى مكان واسع وكبير أوى وقولى أنا إنسانة وكرريها كتير لغاية ما أقولك اقفى، تمام ؟
حركت رأسها وبدأت فى تنفيذ طلب الطبيب طيف وأغلقت عينيها وبدأت تقول
" أنا إنسانة إنسانة أنا مش قطة أنا إنسانة أنا مش قطة، ميااااااووو مياااااو "
وضع طيف يده على وجهه ثم نطق بصوت عالٍ:
- خلاص وقفى
فتحت نيران عينها ونظرت للطبيب بعد أن انهمرت الدموع من عينيها لتقول:
- شوفت يا دكتور، مفيش فايدة .. انا حاسة إنى كنت قطة واتسخطت بنى آدمة
جلس طيف مرة أخرى أمامها وبدأ الحديث
- بصى يا نيران أنتِ دلوقتى مشكلتك إنك متخيلة إن كل البشر حيوانات وإنك حيوانة زيهم وده بالبلدى كدا اسمه هروب من الواقع أو بمعنى أصح حصلك حاجة أثرت عليكِ جدا علشان توصلى للمرحلة دى علشان كدا عايزك تحكيلى كل حاجة عنك من ساعة ما وعيتى على الدنيا لغاية دلوقتى تمام ؟
حركت رأسها بالإيجاب وأغلقت عينيها لتبدأ سرد ما تتذكره عن حياتها ...
أنا نيران أمجد السلامونى، عندى 22 سنة وخريجة كلية التجارة .. الحكاية بدأت من سنتين بالظبط لما حبيت زميلى فى الكلية وكنا بنحب بعض أوى بس هيثم كان فقير جدًا وأنا من عائلة كبيرة وغنية.. هيثم اتقدملى بس للأسف بابا رفضه فقررت أهرب مع هيثم لكن هو رفض وقالى إن بابا جرحه فى الكلام وإنه مش هيتجوزنى وسابنى، فضلت منهارة ومش عارفة أعمل حاجة خالص غير إنى أعيط وبس وخلصت دراستى ومن ساعتها حاسة اللى حكيتهولك ده، مش طايقة البنى آدمين وبحسهم حيوانات.
تعجب طيف من حديثها وشعر أن هناك شىء أكبر وأن ما تقصه عليه كذب للهروب من الحقيقة فصاح قائلًا:
- على فكرة أنتِ بتكدبى ومفيش حاجة من دى حصلت ومش ده اللى حصل
وقفت نيران ونظرت إليه بغضب شديد لتصرخ فيه قائلة:
- أنا مش كدابة، أنت على فكرة دكتور بهايم مش بنى آدمين .. أنا غلطانة إنى جيت لواحد زيك يا .. يا معزة
وتركته فى حالة دهشة وتعجب ورحلت على الفور، بقى طيف على هذه الحالة ينظر إلى الباب بتعجب وقال لنفسه:
- مش أنت اللى دخلت طب نفسى استحمل بقى، هى كانت ناقصة مجانين على الصبح أصلًا
نهض طيف وخرج من الغرفة الخاصة به متجهًا إلى الخارج ليتاكد من عدم وجود أحد فلم يجد ..
دلف إلى الغرفة مرة أخرى ومنها توجه إلى الشرفة وأخذ ينظر إلى السماء ثم أخفض رأسه ليتابع الشارع وما يحدث به ليتفاجئ بجلوس نيران أسفل البرج وتضع يدها على وجهها ويبدو أنها تبكى !
- مالها دى ! ومالها قاعدة كدا ليه ؟ هى بتعيط ولا اية !ليحدث نفسه: وأنا مالى .. طب ما أنزل اشوفها، ما تتحرق ياعم دى هزقتك .. بس أنت برضه دكتور نفسى وعارف المريض بيمر بايه انزل ساعدها
كانت الحرب قائمة بداخل طيف حول النزول أو البقاء لكنه قرر فى النهاية التوجه إلى الأسفل ومساعدتها ..
تحرك طيف ودلف إلى المصعد ومنه توجه إلى الدور الأرضي وخرج الى الشارع متجهًا إليها، تحرك بهدوء حتى اقترب منها وقال بحنان:
- ممكن أعرف بتعيطى ليه ؟
نظرت إليه بغضب وأردفت:
- وأنت مالك، أعيط زى ما أنا عايزة
لم يعلق طيف واقترب منها ليجلس بجوارها، ظل بجوارها لا يتحدث وهى أيضًا لا تتحدث حتى نطق أخيرًا:
- تعرفى إن المكان هنا هادى أوى ومريح
نظرت إليه ثم عاودت النظر أمامها مرة أخرى دون أن تنطق فتحدث مرة أخرى قائلًا:
- أنا أسف علشان قلتلك إنك بتكدبى
نظرت إليه بعينان دامعتان:
- انا فعلا كنت بكدب .. أنا أسفة
ابتسم ونظر إليها قبل أن يقول بهدوء:
- طيب ممكن تحكيلى بقى بس المرة دى متكدبيش عليا ؟
فرت دمعة من عينيها قبل أن تقول بحزن:
- هتصدقنى لو قلتلك إنى مش عارفة أنا مين !
حرك رأسه بعشوائية متسائلًا:
- ازاى مش فاهم !
مسحت دموعها ثم أردفت:
- صحيت من النوم لقيتنى من عائلة غنية واسمى نيران ومعرفش أى حد، كل اللى عرفته إنى فقدت الذاكرة ومحدش راضى يقول أكتر من كدا .. كله بيعاملنى كأنى طفلة صغيرة وأنا بعاملهم كأنهم حيوانات .. مش فاهماهم ولا هم فاهمينى، حاولت أنتحر أكتر من مرة لكن فى كل مرة بينقذونى على آخر لحظة، أنا مش طايقة الحياة .. أنا لو فاقدة الذاكرة يبقى أموت احسن.
كان سعيدًا لصراحتها فى الحديث وكان يستمع لكل كلمة تقولها حتى انتهت فأردف بهدوء متفهم:
- مش أى حاجة حلها الموت، لنفترض إنك فقدتى الذاكرة كدا الحياة انتهت ؟! الطفل لما بيتولد ويلاقى نفسه مش عارف أى حاجة ولا عارف حد ومش عارف يتكلم ومعندوش أى معلومة بيروح ينتحر ! ولا بيتعلم ويعيش حياته ويكملها ويكتسب خبرات ويتعرف على ناس جديدة ويعمل علاقات وإلخ
قاطعته قائلة باستنكار:
- بس أنا مش طفلة صغيرة، الطفل بيبقى قدامه عمر طويل يقدر يعمل كل ده لكن أنا عندى 22 سنة ! هبدأ تانى من السن ده ؟ أخلص تعليم لما أبقى عجوزة بقى ؟
حرك رأسه بالنفى قائلًا:
- مش ده القصد، القصد إنك تتقبلى ده بمعنى تعيشى حياتك وتتعرفى على كل اللى حواليكى من الأول تانى، مش معنى إنك فقدتى الذاكرة يبقى الحياة انتهت، كملى واتقبلى كدا ... من عوامل سعادة الإنسان تقبله لنفسه ورضاه عن نفسه، يعنى دايما كدا تبصى لنفسك وتفتكرى حاجة إيجابية عملتيها وتفضلى تكرريها فى دماغك هتلاقى نفسك سعيدة ..تتقبلى حالتك مهما كانت.
حركت رأسها بحزن قائلة:
- مش عارفة، إحساس إن كل اللى حواليا عارفينى وبيسلموا عليا وبيهزروا معايا وأنا معرفهمش أصلا إحساس وحش أوى، حتى لما بصارحهم وأقولهم انا حسّاكم حيوانات وكدا بيزعلوا مش مقدرين تعبى، حتى أهلى بحسهم بيعاملونى بحذر أوى زى ما أكون عملت مصيبة قبل ما أفقد الذاكرة
ابتسم طيف قبل أن يقول:
- طيب ما تجربى تعيشى حياتك عادى وتضحكى وتهزرى مع الكل، جربى كدا عيشى بنى آدمة طبيعية النهاردة بس وهستنى بكرا منك تيجى وتقولى نجحتى ولا لا .. هااا ؟ اتفقنا.
نظرت إليه بتفكير بضع ثوانٍ قبل أن تجيبه:
- موافقة بس لو مانجحتش
وقف طيف ونظر إليها قائلًا:
- ساعتها هتيجى برضه علشان نبدأ رحلة العلاج
رحل وتركها تفكر فى حديثه وكيف تنفذ ذلك ..
طيف أيمن ضياء، شاب فى الثلاثين من عمره، تخرج من كلية الطب النفسى جامعة القاهرة، شخصية مرحة ويملك العديد من الأصدقاء، الابن الأكبر للواء أيمن ضياء ...
انطلقت بسيارتها متجهة إلى الفيلا وهى تفكر فى حديث الطبيب طيف حتى قررت فى النهاية تنفيذه، وصلت نيران إلى الفيلا لتجد الجميع بالداخل " أعمامها وأبنائهم وأبناء خالتها وأصدقاء والدتها وأصدقاء والدها " كانت الفيلا وما حولها مزدحم بالكثير من الأشخاص التى لا تعرفهم نيران جيدًا بسبب ذاكرتها التى اختفت ولم تعرف سبب اختفائها حتى الآن، لا تصدق ما يقيل بأن ذاكرتها قد اختفت فى حادث .. كل ما تصدقه هو أن هناك شىء غامض وستكتشفه قريبًا فى منزل الحيوانات هذا !
دلفت إلى داخل الفيلا وصاحت بمرح:
- مامى .. مش تقوليلى إن الحفلة هتبدأ بدرى كدا علشان الحق أجهز نفسى
نظرت والدتها "أنهار" إليها بتعجب فهى لأول مرة منذ فقدانها للذاكرة تقوم بمنادتها هكذا، ابتسمت أنهار قائلة:
- أنتِ قلتِ مامى !
حركت رأسها بالإيجاب لتقول مبتسمة:
- أيوة يا مامى، مستغربة ليه ؟
ضمتها الأم بحب شديد ثم اعتدلت ونظرت إلى عينيها قائلة:
- تعالى معايا، لازم تبقى أجمل واحدة فى الحفلة دى .. عندى ليكِ فستان كنت جايباه ليكِ وكنت هديهولك لكن حصل اللى حصل ده بس أهو جه الوقت .. تعالى يا حبيبتى
تحركت نيران مع والدتها وفى داخلها سعادة لاتعرف مصدرها لكن من الواضح أن تنفيذها لما قاله طيف صحيح وأن طريقتها الجديدة ستساعدها كثيرًا على تخطى تلك الأزمة ...
شعر بملل شديد فقرر زيارة والده فى مكتبه بمديرية أمن القاهرة، وصل طيف إلى المديرية وأذن له أمين الشرطة بالدخول بعدما أخذ الإذن من اللواء أيمن، دلف إلى داخل المكتب ليجد والده يجلس ويقول بتعجب:
- طيف ! أنت مش المفروض عندك شغل ؟
جلس وهو يقول مازحًا:
- المفروض بقى يا سيادة اللواء بس اعمل ايه مفيش مرضى، الناس كلها بقت عاقلة وأنا اللى شكلى هتجنن
حرك أيمن رأسه باستنكار ليقول:
- دلوقتى ندمان ! ماأنا قلتلك ادخل كلية الشرطة علشان تطلع لأبوك لكن أقول ايه بقى .. أصريت تدخل طب وياريت طب عادى، ده أنت دخلت قسم المجانين
- خلاص بقى يا حاج أنت هتقعد تقطم فيا .. اللى حصل حصل وبعدين أنا حابب الشغل اللى فيه بس اللى مزعلنى قلة الشغل بس، مابيجيش حالة غير كل يومين مثلًا وبيحضروا جلسة ومش بيكملوا، ما تشغلنى معاك هنا إنشالله أمين شرطة.
أشار أيمن إلى الباب ليقول بجدية:
- شايف الباب ده ؟
حرك رأسه بالإيجاب ليقول:
- ايوة شايفه
تابع والده حديثه:
- قوم واخرج ومتنساش تشده وراك، مش فاضيلك عندى شغل
وقف طيف ليقول مازحًا:
- بتطردنى من مكتبك يا سيادة اللواء ؟ ماشى ماشى .. حسابنا فى البيت
- يلا بدل ما أنادى لرمزى ياخدك على الحجز
رفع حاجبيه بتعجب قائلًا:
- تسجن ابنك ! لا وعلى ايه أنا ماشى يا باشا.
رحل طيف وهو يفكر هل يعود إلى العيادة الخاصة به أم يهاتف صديقه مازن ليجلس معه لبعض الوقت، انتهى به التفكير بأن يتصل بصديقه وبالفعل هاتفه وحدد معه ميعاد بعد ساعة من الان فى "المقهى" الذى اعتادوا الجلوس فيه ..
استقل سيارة "ميكروباص" وجلس فى طريقه إلى صديقه، كانت الرائحة فى السيارة لا تطاق .. لا يعلم مصدر تلك الرائحة فصاح قائلًا:
- اية ياأسطى أنت دافن حد فى العربية ولا ايه؟
نطق السائق بغضب:
- جرى ايه يا أخ أنت هى ناقصة هزارك فى أم اليوم المقرف ده ؟
- خلاص ياعم أنا غلطان، وبعدين وطى صوت الأغانى اللى أنت مشغله ده شوية هتطرشنا
نظر إليه السائق بغضب ثم أخفض الصوت وهو يقول:
- أنا اصطبحت بوش مين النهاردة بس يارب
نطق طيف بصوت منخفض:
- أكيد اصطبحت بوشك اللى محتاج يتنجد ده، هتخلوا الواحد يتنمر على المسا.
صاح السائق مرة أخرى قائلًا:
- بتقول ايه يا جدع أنت ؟
- بستغفر ربنا فى سرى ياعم، ايه مانع الإستغفار فى العربية كمان ؟
تابع السائق طريقه حتى أوقفه طيف قائلًا:
- بس على جنب هنا ياأسطى
وقف السائق ونزل طيف من السيارة وما إن نزل حتى استنشق الهواء من جديد وأخذ يتنفس الصعداء ...
انطلق إلى المقهى وما إن وصل حتى صاح مازن بتعجب قائلًا:
- ايه ياابنى اللى بهدلك كدا !
نطق طيف بغضب ليقول:
- أم المواصلات وسنينها أنا مش عارف يعنى العربية هتخلص امتى فى سنتها دى، قلت أجرب أركب ميكروباص وحلفت ما هركبه تانى
تحدث مازن ضاحكًا:
- اقعد بس وهدى أعصابك يا عم وبعدين غريبة إنك تكلمنى دلوقتى والمفروض ده وقت شغلك يعنى
عاد بظهره إلى الخلف وهو يقول:
- مفيش شغل ياعم .. يادوب واحدة مجنونة جت النهاردة ومشيت ومش هتيجى تانى زى اللى قبلها
- اعترف إنك دكتور فاشل.
نظر إليه طيف إليه بنصف عين ليقول:
- تنمر يعنى وكدا ! ماشى يا ابن أم مازن على الأقل مابنتش برج اتصالات وخليت الشبكة توصل بالسالب والكلام يتعكس فى الإشارة
فرك مازن فروة رأسه قبل أن يقول:
- ايه القصف ده ياعم أنا بهزر يا طيف مابتهزرش ياجدع، قلى هتتفرج على ماتش الأهلى فين النهاردة ؟
أجابه طيف بعد أن فكر:
- مش عارف، لو بابا مجاش هكلمك ونتفرج عليه مع بعض
- خلاص اشطا، صحيح ماقلتليش هى حلوة ولا لا ؟
ضم طيف حاجبيه متعجبًا:
- هى مين دى ؟
غمز له قائلًا:
- المجنونة بتاعة النهاردة
ابتسم طيف قائلًا:
- اهاااا وأنت مالك، خليك فى أبراج الشبكة بتاعتك يا هندسة وبعدين صحيح ماقلتليش اتخانقت أنت ونامى ليه
تبدلت ملامحه ليقول بغضب:
- ياعم دى مستفزة، من ساعة ما اتخطبنا وهى كل ما تكلمنى واتس تاخد اسكرين شوت لكلامنا وتنزله على الجروب الزفت اللى اسمه بسبسة او نرمشة ده
قهقه طيف قائلًا:
- قصدك دندشة
- وات ايفر بقى، ناس مريضة أصلًا .. مسكت موبايلها بالصدفة لقيتها مشهورة فى الجروب وكل كلامنا نازل بقى وضحك وآخر مسخرة وقلة أدب روحت هابب فيها وبقالى أسبوع مش برد عليها.
اعتدل طيف ليقول بجدية:
- اهدأ بس كدا وروق أعصابك هم البنات كلهم كدا، وبعدين تلاقيها كانت بتعمل كدا من فراغها ومتقصدش حاجة
صاح مازن بغضب:
- فراغ ايه ؟ فراغ تقوم فاضحة كل اللى بينا على جروب ! فراغ تقلب كل الشاتات هزار وضحك وتريقة على كلامنا والكومنتات مستفزة
ربت طيف على كتفه قبل أن يقول:
- اهدأ بس وأنا هكلمهالك النهاردة
ثم وقف وهو يقول:
- أنا هروح الشقة أجيب البطاقة نسيتها فى المكتب وبعدين أروح ولو كدا هكلمك نتفرج على الماتش مع بعض اشطا ؟
- تمام اشطا.
رحل طيف متجهًا إلى مكتبه واستقل سيارة أجرة وما إن خرج منها حتى تفاجئ بما وجده !
وجدها تجلس أسفل البرج ويبدو أنها تنتظره
نطق طيف بصوت منخفض:
- نيران !
اللى مستنيين الاكشن خلو بالكم طويييل علشان الرواية طويلة وفيها من المصايب ألف...