قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والثلاثون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والثلاثون

رواية بحر العشق المالح للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والثلاثون

بعد مرور أربعين يوم
إنتهى الربيع تقريبا، أصبحت حرارة الشمس تشتد مع الوقت قليلا.
قبل الظهر
. بأحد مصانع زهران
دخل رائف دون إذن و بإندفاع الى مكتب عواد الذي كان يمارس عمله على الحاسوب...
ترك الحاسوب ونظر نحو رائف متعجبا من طريقة دخوله الفوضويه وقبل ان يتحدث تحدث رائف بإندفاع: عواد ليه كذبت عليا.
مد عواد يده على علبة السجائر وأخرج واحده وأشعلها ونفث دخانها قائلا بإستفسار: أنا كذبت عليك في أيه؟

تنهد برفزه رائف قائلا: إطفى المحروقه اللى في إيدك دى، وقولى ليه كذبت عليا لما سألتك عن نتيجة الفحص اللى عملته في لندن، وقولتلى النتيجه كويسه.
نفث عواد دخان السيجاره وأجابه بمراوغه وهدوء: طب يبقى كذبت عليك في أيه بقى؟
تنرفز رائف أكثر قائلا: لأ كذبت عليا يا عواد، النتيجه مش كويسه.

لم يتفاجئ عواد وقال: كنت متأكد أنك هتتصل على أولي يا عشان تعرف نتيجة الفحص، بس إتأخرت المره دى شويه، يمكن بسبب إنشغالك الفتره اللى فاتت.
نظر له رائف قائلا: أنا مش عارف إنت جايب الهدوء ده منين، بعترف إنت تفوقت عليا في البرود، أنا متاخرتش في سؤال أولي يا بس هي كانت في أجازه خارج لندن ومكنتش تعرف النتيجه لكن الصبح إتصلت عليا وقالتلى عليها.

راوغ عواد في الرد: وقالتلك أيه، يخليك تدخل عليا المكتب بهمجيه كده، عارف لو حد غيرك اللى دخل عليا بالطريقه دى كان الأمن بتاع المصنع معلقينه من رجليه.
نظر رائف له بتهكم قائلا: عواد نتيجة الفحص مش كويسه، ليه كدبت عليا وعلى تحيه.
زفر عواد دخان السيجاره قائلا: أنا مكدبتش، بس في نفس الوقت مكنتش هقول على النتيجه اللى الدكتور قالهالى من خلال تواصلنا عالنت.

رد رائف بغضب: وليه أيه اللى في النتيجه دى مش عاوز حد يعرفه؟
نظر عواد له بسخريه قائلا: فيها اللى قالته لك أولي يا، إنى إحتمال أرجع مشلول تانى.
نظر له رائف بحده قائلا: وليه تفرض الإحتمال ده، أولي يا قالتلى إن التدخل الجراحى ممكن يحل المشكله دى بدون مضاعفات قويه، يعنى ممكن مسألة وقت مع شوية علاج طبيعى.

أشعل عواد سيجاره أخرى وأطفئ التي كانت بيده بالمنفضه ونفث دخانها قائلا: وفي إحتمال تانى إن التدخل الجراحى يبقى زى كيف عدمه، ويبقى آلم مضاعف والسلام.
رد رائف عليه بإستغراب: وهتستسلم بالسهوله دى، سبق قبل كده إتمردت ورجعت تقف على رجليك مره تانيه، وبعدين التدخل الجراحى السريع أفضل يا عواد، لان مع الوقت ممكن تنسد الشراين دى أكتر ويبقى التعامل معاها صعب.

تنهد عواد بزهق قائلا: قولت سبق قبل إكده أنا خلاص مليت من التحدى الدكتور كتبلى على مجموعة أدويه مع كورس علاج طبيعى واهو ربنا يسهل.
تعجب رائف قائلا: أنا ليه حاسس إنك منهزم يا عواد متعودتش منك على كده، إنت سبق وكنت في مشكله اقوى من دى وقدرت تتحدى.

تنهد عواد قائلا: مش إنهرام ده سأم وملل، لما أكتشف إن عندى تخثرات دمويه بسبب الشرائح الطبيه اللى سبق ساعدتنى قبل كده إنى أقف على رجليا، وأعرف إنها السبب بتضغط على الشرايين بتوقف ضخ الدم في بقية أوردة رجليا، والعلاج أنى أشيل الشرايح والدعامات دى، وبعدها بالتأكيد هرجع تانى لنقطة البدايه.
شعر رائف ببؤس قائلا: والحل يا عواد هتستسلم وتفضل عايش بالآلم ده.

نفث عواد دخان سيجارته قائلا: مش بس هتحمل الآلم، لان زى ما أنت قولت من شويه ممكن مع طول الوقت التخثرات دى تزيد وتأثر على حركة رجليا وأرجع مشلول، بس قبلها لازم...
صمت عواد لدقيقه.
ليقول رائف بإستخبار: سكت ليه
وقتها لازم أيه؟
شعر عواد بوخزات قويه في قلبه وهو يقول: قبلها لازم أنفصل عن صابرين.
إنصدم رائف قائلا: يعنى أيه تنفصل عن صابرين؟

رد عواد: يعنى هطلق صابرين، يعنى إنفصالى عن صابرين مسألة وقت قبل ما أرجع تانى مشلول.
ذهل رائف وكان سيتحدث لولا أن سمع الاثنين طرق على باب المكتب ودخول ماجد بعده
صمت رائف
بينما دخل ماجد قائلا بترحيب: اهلا المصنع نور يا رائف بقالنا فتره متقابلناش.
اماء رائف راسه ببسمه طفيفه.
بينما عاود ماجد الحديث وهو ينظر ل عواد: أيه جيت في وقت غير مناسب قطعت عليكم الحديث؟

نهض رائف واقفا يقول: لأ أنا كنت قريب من هنا وقولت أجى أغلس على عواد شويه، بس لقيته مشغول، هستأذن انا.
تبسم ماجد قائلا: إحنا الفتره دى مشغولين جدا أنشأنا مصنع جديد وأكيد عواد مشغول.
نظر رائف نحو عواد قائلا بمغزى: ربنا يقويه يلا بلاش أعطلكم، هستناك عالعشا في المطعم الرئيسى يا عواد.
أماء عواد برأسه
بينما مزح ماجد قائلا: ومفيش عزومه ليا انا كمان أنا واحد من زباين المطعم مفيش مره كده مجانا. For free.

إبتسم رائف قائلا بمجامله: أكيد طبعا، يلا سلام.
غادر رائف واغلق خلفه الباب، بينما جلس ماجد بالمقابل ل عواد قائلا: الملف ده فيه طلابيات مطلوبه مننا لبعض العملاء الجداد، وكمان في ملف تانى حولته لك عالايميل فيه بيانات عن العملاء دى، الطلابيات دى لوحدها هتغطى إنتاج المصنع الجديد لمدة تلات شهور عالاقل، يعنى كويس إننا شغلنا المصنع ده في الوقت المناسب.

رد عواد بعمليه: فعلا أنا كنت متوقع إن المصنع الجديد هيشتغل بسرعه عالعموم ده الإنتاج مسؤليتك، مش عاوز أى تأخير في إستلام العملاء لطلابياتهم.
رد ماجد: لأ إطمن أنا عملت خطه إنتاجيه وحفزت العمال في المصانع إن لهم مكافآت كبيره مع زيادة الإنتاج.
نظر عواد ل ماجد متعجبا من تغيره قائلا بتفاجؤ له: سمعت إن عادل حندوق سيطر على مشاكله في الغرفه الصناعيه ورجع تانى يشغل مصنعه.

رد ماجد: أنا كمان سمعت كده، بس مش متأكد من المعلومه ولا متأكد من عادل نفسه إنه يشتغل في السليم عادل كل هدفه الربح السريع، غير كتير من العملاء نفسهم فسخوا التعامل معاه لأنه بيغش سواء في المنتجات او حتى مواعيد التسليم، وأكيد الغرفه الصناعيه هتبعت له لجنه مره تانيه عشان تتأكد سواء من موصفات الجوده أو الصحه كمان.

تسآل عواد: هسألك سؤال يا ماجد ولو مش عاوز ترد عليه براحتك، إنت ليه فسخت شراكتك مع عادل وكمان ليه طلقت فوزيه رغم إنك كنت مغرم بيها.
إرتبك ماجد وشعر بغصه في قلبه وقال بندم: إكتشف إنى كنت غلطان ومش عارف مصلحتى فين، وإنت جاوبت على سبب إنفصالى عن فوزيه.

كنت مغرم يعنى كان في السابق وكل شى مع الوقت بيتغير حتى مشاعرنا، وبالذات إنى أكتشفت إن عندها مصلحة أخوها أهم من مصلحتى أنا وبناتها اللى من يوم ما سابتهم ومشيت مسألتش فيهم، تقدر تقول ظهرتلى على حقيقتها الآنانيه بس متأخر شويه، عالعموم أنا خلاص كيفت حياتى بين شغلى في إدارة المصانع وبين بناتى، والمشاعر دى لغيتها، يلا انا عندى شوية مشغوليات هروح أخلصها ونتقابل المسا في ال يلا، سلام.

ترك ماجد عواد الذي مازال غير مصدق كيف إستطاع ماجد التغلب على مشاعره ناحية فوزيه بتلك السهوله، رغم أنه كان مغرما بها لفتره قبل أن يتزوجها وهو على علم أنها لا تكن له نصف مشاعره وسار خلف وسوستها لسنوات لكن يبدوا ان لا شئ مستحيل ف حتى وهج المشاعر قد ينطفئ مع الزمن.
بشقة فاديه
وضعت فاديه تلك الصنيه الصغيره على المنضده.

شعرت بغصه من ذالك الوجوم الذي أصبح ملازم على وجه صابرين حاولت المزح معها علها تخرجها من تلك الحاله قائله: الجو بدأ يحرر الصيف رجع تانى، عملت لينا كاسين عصير فريش وجبت معاهم كيكه، اللى عملتها بالبيض اللى ماما بعتته مع هيثوم، وقالتله ده
ل صابرين قولها ده حلال مش مسروق هيكون طعمه ألذ.

نظرت صابرين للصينه ببسمه متهكمه تغص قلبها، بداخلها تتمنى لو يعود الزمن لأقل من عام وقتها كان هنالك فتاه تستعد لمرحله جديده بحياتها، لكن تلك المرحله لم تكن الأ كبوه بحياتها
تتمنى لو تستطيع أن تمحى ذالك العام من حياتها بكل أحداثه، لكن لا يوجد ممحاه للزمن.

لاحظت فاديه نظر صابرين الى قطع الكيك قبل أن تقول: كيكة فراوله، مصطفى كان بيحبها فاكره لما كان يطلبها من ماما تعملها له، ومرات عمي مكنتش بترضى تعملها له عشان فادى عنده حساسيه من الفراوله مع إن فادى نفسه كان بياكل منها معانا، دلوقتي بس عرفت ليه مرات عمى كانت بتعرف تسيطر على مصطفى إزاى، هو مش إبنها ومكنش بيشوف منها حنان له زى حنانها ل فادى
فكان بيرضخ لها عشمان في رضاها عنه.

جلست فاديه جوار صابرين ووضعت يدها على كتفها قائله: صابرين إنت من يوم ما إتأكدنا من التحليل إن مصطفى يبقى إبن طنط تحيه بعد ما نسبة التوافق بينها وبين بنت مصطفى عدت التسعين في الميه، وإنت متغيره.
نظرت لها صابرين قائله: في حلقه مفقوده في النص، إزاى مصطفى وصل لمرات عمى، وطنط تحيه أكدت إن إبنها مات بعد ساعات من ولادته، عقلى خلاص قرب يشت، معقول مرات عمى تكون خطفته، ولا إتبدل في الحاضنه
ولا، ولا، ولا.

خلاص قرب عقلى يشت منى، نفسى اوصل للحلقه المفقوده يمكن وقتها أرتاح من العذاب اللى انا عايشه فيه، وفي نفس الوقت خايفه الحقيقه تظهر.
نظرت صابرين ل فاديه قائله برجاء: فاديه قوليلى إن اللى أنا فيه ده حلم وهصحى الاقى كل اللى فات ده كابوس وأنتهى، وإن مصطفى لسه عايش وعواد ممرش بحياتى، كان طيف وإنتهى لما فتحت عينيا.

تفاجئت فاديه من قول صابرين، بنفس الوقت شفقت عليها، ضمتها لصدرها قائله: صابرين إنت ليه محمله نفسك فوق طاقتها، سبق وقولتلك بسهوله نعرف الحلقه المفقوده في القصه كلها لو قولنا عالنتيجه اللى وصلنا ليها، بتحليلdna
حتى ممكن بسهوله نثير الشك لو جمعنا بنت مصطفى وبنت رائف الأتنين في مكان واحد بنفس الوقت، في تشابه كبير بينهم يكاد يكون تطابق.

ردت صابرين بدموع قائله: متأكده هيجى وقت ويحصل ده بس الافضل قبل المواجهه دى لازم أطلق من عواد مش هقدر أتحمل وقتها إن اكون في عيونهم سبب صراع بين الأخوه وإن أخ قتل أخوه في الآخر عشان يتجوزنى.
ضمت فاديه صابرين قائله: مش صحيح اللى قولتيه ده يا صابرين، السبب في كده من البدايه طمع مرات عمى في الأرض.

خالفت صابرين قول فاديه قائله: السبب عواد هو اللى دخلني في دايرة إنتقامه أنا بكره عواد، أكتر شخص كرهته في حياتى هو عواد.
غص قلب فاديه على حالة صابرين المنهاره رغم ذالك تبسمت تواجه صابرين بالحقيقه التي تنكرها قائله: بس.

إنت بتحبى عواد يا صابرين وخايفه تعترفى بكده، إنت عمرك ما حسيتى بأى مشاعر إتجاه مصطفى غير أنه كان إبن عمك مش أكتر من كده لآخر لحظه كان جواك رفض لجوازك منه، لكن عواد كان الامر مختلف أخدتى القرار بسهوله بحجة إنك هتنتقمى منه على كذبه وخداعه، بس كان جواك شئ بيشدك له عكس مصطفى أنا فاكره إن مشاعرك كنت متردده فيها دايما، صابرين أنا متأكده إن اللى تاعب نفسيتك هي مشاعرك ل عواد اللى بينكرها عقلك عواد...

قاطعت صابرين فاديه من إسترسال حديثها قائله بتهجم: غلطانه أنا معنديش أى مشاعر ناحية عواد
عواد زى مصطفى الإتنين حاولوا يقتلوني واحد بالرصاص والتانى بالخنق بدون ما يفكروا لحظه.
ذهلت فاديه قائله: قصدك أيه، عواد كان هيخنقك، إمتى!
بزيادة غزارة الدموع ردت صابرين: أيوه عواد كان هيخنقنى لما كنت في المستشفى وقت ما أجهضت، هو وقتها فكر إنى كنت نايمه تحت تأثير الادويه، سمعت همسه في ودنى وهو بيقولى.

الموت راحه مش هطوليها يا بنت التهامى.
ذهلت فاديه من قول صابرين قائله بتبرير: مش يمكن ده محصلش وبسبب الادويه وقتها كانت هلوسه منك.
ضحكت صابرين بتهكم وتوجع قلب قائله: ياريت كانت هلوسه.

بأمارة بعدها سابنى مرميه في المستشفى حتى مسألش عنى بالموبايل، بقولك صدق إن أنا اللى أخدت أدوية عشان أجهض، أنا لما عرفت من الدكتور وقت ما روحنا له متابعه قبل ما نرجع لهنا في إسكندريه وقال لينا إنه قال على سبب إجهاضى ل عواد وطبعا عواد زى مصطفى نفس الدم بيجرى عروقهم، وأسهل شئ عندهم أذيتى، الإتنين دمرونى، لأ عواد كان بالأكتر، أو بمعنى أصح أنا اللى سمحت له يأذينى لما وافقت عالجواز منه، كنت هنتظر أيه من واحد إتلاعب بالشرف من البدايه، أنا تعبت بقيت حاسه إنى زى اللى بيغرق في قاع البحر والضلمه عاميه عينيه مش شايف أى نور حتى.

تعبت مبقتش قادره أحاول أتحرك من مكانى زى ما يكون رجلي غرست في طين البحر.
ضمت فاديه صابرين تبكى هي الاخرى لكن قالت لها: وليه مقولتليش قبل كده على كده، وليه وافقتى ترجعى بيت زهران، ليه مرجعتيش على بيت بابا.
تهكمت صابرين بدموع حسره: هرجع بيت بابا اللى إتخلى عنى وصدق كدب عواد من البدايه ووافق مصطفى على كشف العذريه، حتى لو مصطفى كان أصر هو كان لازم يرفض، حتى التقرير لما طلع شك فيا زى مصطفى وصدق الكدبه.

صمتت فاديه هي الأخرى تبكى مثل صابرين التي تشعر أنها على شفا الإنهيار بأى لحظه قد تتأخذ قرار
وتبتعد عن الجميع، لكن لن تتركها وحدها.
بنفس اللحظه صدح رنين هاتف فاديه
نظرت لشاشته كذالك صابرين، كادت فاديه أن تغلق الهاتف
لكن صابرين إبتعدت عن حضنها تجفف دموعها وقالت بصوت محشرج بالدموع: ردى عليه.

كادت فاديه أن تغلق الهاتف لكن صابرين منعتها قائله: ردى عالوغد التانى من عيلة زهران اللى بختنا معاهم أسود، شوفيه عاوز أيه.
ردت فاديه: هيكون عاوز أيه، هيقولى نتقابل وأنا بصراحه كده فاروق ده صفحه وإنطوت في حياتى.
تبسمت صابرين بغصه قائله: طب ورائف.
تعجبت فاديه قائله: ماله رائف ده كمان؟

تبسمت صابرين: يعنى مش ملاحظه نظراته ليك او حتى تلميحاته، ده غير بنته اللى لحظة ما تشوفك ترمى بنفسها عليك وتبقى مش عاوزه تسيبك.
تنهدت فاديه بشوق لتلك الصغيره وقالت: فعلا أنا بحب ميلا معرفش ليه من اول مره شوفتها
دخلت قلبى، يمكن لآنى إتمنيت يكون عندى بنت زيها في يوم من الايام، أو يمكن حسيت إنها بتكمل الجزء الناقص عندى. ويمكن هي عندها نفس الأحساس ده.

انا وهي كل واحده فينا عندها تكملة الجزء الناقص عندها، هي محتاجه أم وأنا محتاجه طفله كانت أمنيه بالنسبه لى تقريبا بقى صعب تحقيقها.
نظرت صابرين ل فاديه قائله: ليه صعب تحقيقها إنت معندكيش عيب يمنع إنك تخلفى.
تنهدت فاديه: يمكن معنديش عيب بس السن انا خلاص كملت الخامسه والتلاتين، غير كمان فكرة الجواز التانى عندى مستبعده.

كادت صابرين أن تتحدث لكن مازال رنين الهاتف مستمر، فقالت لها: ردى على فاروق وبعدها نبقى نشوف حكاية الجواز التانى المستبعده دى، هقوم اغسل وشى على ما تخلصى معاه كلام.
تبسمت فاديه، بداخلها غصه قويه على حظها هي و صابرين والحب اللتان لم تأخذن منه سوا الخذلان.
ردت فاديه على إتصال فاروق.

بعد قليل عادت صابرين مره أخرى أثناء إنهاء فاديه الحديث مع فاروق قائله بتأكيد: تمام لا مش هعتذر، هاجى عالميعاد نتقابل بكره في نفس المكان، سلام.
أغلقت فاديه الهاتف ونظرت ل صابرين التي قالت: هتروحى تقابليه ولا هتعتذرى زى الفتره اللى فاتت.

ردت فاديه: لأ هروح اقابله، أشوفه عاوز أيه رغم إنى عندى توقع إنه عاوز يوصل الغرام القديم اللى إنتهى، بقولك إيه سيبك من سيرة فاروق وعواد، ما تجى نروح المشتل بتاع صبريه بين الزهور والورد يمكن نفسيتنا ترتاح شويه.
تبسمت صابرين بموافقه.
بمنزل زهران بالبلده
بغرفة سحر
بعد ان إرتدت ثيابها إستعدادا للذهاب الى منزل والداتها، شعرت بسيلان ساخن بين ساقيها صاحب ذالك السيلان مغص بسيط.

رفعت سحر ثيابها ونظرت الى ذالك السيلان تفاجئت أنها دماء زفرت بآلم من ذالك المغص وقالت: أيه ده، شئ بقى غير طبيعى دى خامس مره البريود تجيلى خلال شهرين، لأ كده لازم أستشير الدكتوره.

مع ذالك بررت لنفسها: يمكن بسبب وسيلة منع الحمل، لو كان هي يبقى أمنعها وفيها أيه لما أحمل مره رابعه، ناهد أهى أكبر منى بشهور وحامل ومفكره انها نوغه وإنى اكبر منها، ولما بشوفها بحس إنى زى اللى قطعت خلف، في أقرب وقت هروح للدكتوره.
بغرفة غيداء
دخلت تحيه مبتسمه تقول: صباح الورد عالجمال.

لم ترد غيداء. تبسمت تحيه بحنان وذهبت نحو ستائر الغرفه وازاحتها للنور يدخل للغرفه ثم ذهبت نحو الفراش وداعبت وجنتي غيداء قائله بمرح: يلا يا دودو قومى قربنا عالضهر إنت جايه هنا تقضى الاجازه نوم، يلا قومى كده فوقى وتعالى نقعد مع بعض نسلى بعض، وإحكلى زى زمان لما كنت بتحكيلى على زمايلك، يلا قومى كده وبلاش كسل.
وضعت غيداء الوساده على رأسها قائله بوخم: اقفلى الستاير يا ماما وسيبنى أنام انا مشبعتش نوم.

جذبت تحيه الوساده من على راس غيداء قائله: يلا قومى كده خدى لك شاور وبلاش كسل خلينا نقعد مع بعض، عيد ميلادك وكمان بعده عيد ميلاد عواد قربوا في الشهر الجاى، إنتم الاتنين مولدين في نفس الشهر بينكم عشرين يوم بس، يلا عاوزين نخطط نعمل حفله حلوه كده، ونفرح شويه، أنا مش عارفه أيه حكاية النوم معاك كده من يوم ما رجعتى لهنا بتفكرينى لما كنت حامل مره تانيه بعد عواد كان الوحم جايلى بنوم، توقفت تحيه لدقائق تتنهد بآسى وأكملت: يمكن عشان كنت بنام كتير وانا حامل لما ولدته إتوفى بعدها بسرعه.

نفضت تحيه عنها ذالك الشعور سريعا ثم قالت: يلا يا دودوا بلاه الكسل ده، هروح أشقر على احلام وارجعلك تانى، قومى على ما تاخدى شاور أكون اطمنت عليها ورجعتلك نخطط بقى عاوزين نعمل حفله حلوه كده.
نهضت تحيه من على الفراش وتوجهت ناحية باب الغرفه فتحته لكن قبل أن تخرج مزحت قائله: .
يلا يا دودوا بلاش وخم نوم الحوامل ده.
طنت الكلمه بعقل غيداء التي نهضت فزعه تقول: .
مصيبه أكووووون حامل!

لطمت على فخذيها قائله: أنا فعلا متأخره، دى تبقى مصيبه هتصرف إزاى، أنا لازم اتأكد من كده النهارده قبل بكره.
بغرفة احلام
مدت تلك الخادمه يدها بكبسولة دواء ل أحلام
قائله: إتفضلى يا ست أحلام ده ميعاد الدوا.

رغم وجع احلام الراقده على الفراش لكن تهجمت على الخادمه وضربت يدها الممدوده لها بالعلاج قائله بإتهام: إنت عاوزه تموتينى، وبتدينى علاج غلط بادوب بيسكن الآلم شويه ويرجع تانى أقوى، أنا عارفه أكيد تحيه اللى إتفقت معاك على كده، إديتك قد ايه عشان تتسببى في موتى بالعلاج، أكيد فتنتى لها على إنى انا اللى عطيتك دوا الإجهاض تحطيه لمرات إبنها في النعناع، غورى من وشى مش هاخد الدوا من إيدك، هستنى فهمى هو اللى يعطينى الدوا، غورى بره.

تذللت الخادمه ل أحلام كى تأخذ من يدها الدواء، بينما.

تحيه التي تصنمت مكانها جوار باب الغرفه الموارب بسبب سماعها لقول أحلام أنها بمساعدة تلك الخادمه تسببن بإجهاض صابرين، فرت الدموع من عينيها، أهذا جزائها لم تفتعل أى ضرر ضد أحلام يوما ما حتى زواجها من فهمى كان رغما عنها، حتى أنها شفقت عليها حين علمت قسوة مرضها الذي ينتهك جسدها، الأ يكفى أنها سامحتها كثيرا بالماضى على أفعال سيئه ومقالب كانت تضعها بها لتظهر بصوره سيئه أمام الجميع وبالأخص والد عواد، لكن رغم ذالك تحكم ضمير تحيه الطيب بها لكن لم تدخل الى غرفة أحلام بل ذهبت الى غرفتها كى تتصل على فهمى كى يأتى للمنزل من أجل أحلام التي رغم مرضها مازال شيطانها يتلاعب برأسها.

مساء
بالمشتل الخاص ب صبريه
بعد ان شعرن فاديه وصابرين بهدوء نفسى بعد أن تجولن بين دروب ذالك المشتل وإستنشقن عبق تلك الزهور المختلفه ذهبن الى مكان جلوس صبريه ببأحد الغرف المرفقه بالمشتل، لكن تفاجئن بوجود فادى معها.
نهض فادى واقفا يبتسم لهن: قائلا: صدفه جميله إنى شوفتكم النهارده.

ردت فاديه بعتاب: يعني لو مش الصدفه مكنتش هتسأل علينا إحنا بنات عمك برضوا، حتى مش بتسأل بالموبايل تقول ليا بنات عم، بينى وبينهم عشر دقايق بالموتوسيكل.
شعر فادى بالخزى من عتاب فاديه له قائلا: أنا فعلا غلطان بس الفتره اللى فاتت كنت مشغول في ضغط العمل في مصنع السيارات اللى بشتغل فيه، واوعدك بعد كده هسأل على بنات عمى، إزيك يا صابرين.
ردت صابرين: الحمد لله بخير.

جلسن فاديه وصابرين معهم بالغرفه يتمازحوا بالحديث فيما بين صبريه وفاديه، بينما فادى كان مشغول العقل كان يود سؤال صابرين عن غيداء التي بعد ذالك اليوم قطعت علاقتها به حتى إتصالته الهاتفيه ورسائله لم ترد عليها حتى حين كان يذهب لها أمام الجامعه كانت تتجاهله، حتى حين حاول قطع الطريق عليها كى تستسلم وتتحدث معه طلبت من السائق العوده للخلف والسير من طريق آخر، غيداء قطعت كل شئ، لكن هو مازال يلوم نفسه على ما فعله معها، لا يعلم سبب لما لم يرسل ل عواد صوره من عقدي الزواج العرفى اللذان بحوزته، هنالك جزء بضميره يحثه على ذالك، وهنالك جزء آخر ينهره ويجبره الا يفعل ذالك غيداء لم تكن تستحق الآذى.

تنبه لحديثهن حين سالت صبريه عن قصد منها على غيداء قائله: أمال أخبار غيداء ايه يا صابرين.
ردت صابرين: غيداء خلصت إمتحانات وسافرت البلد هتقضى الاجازه هناك مع طنط تحيه وباباها، بسبب مرض طنط أحلام.
لاحظت صبريه ملامح وجه فادى التي تحفزت حين ذكرت إسم غيداء، شعرت أن فادى يحمل مشاعر جديه ل غيداء.
لكن قالت بسؤال: هي أحلام أيه مرضها مش كان كسر في رجليها.

ردت صابرين: والله ما اعرف، بس طنط تخيه آخر مره كانت هنا سمعتها صدفه بتكلم عمو فهمى وطلب إنها ترجع بسرعه للبلد عشان رعايتها، محدش هيتحمل عصبيتها غيرها، شكل في حاجه تانيه هما مخبينها، دى شك عندى مش أكتر بس الشريره اللى زى نوعية أحلام دى مفيش حاجه تهدهم حتى المرض.

ضحكت صبريه قائله: فعلا عندك حق، أحلام مرات أخويا وانا عاشرتها قبل كده عندها حقد كبير في قلبها والنوع ده حتى المرض مش بيآثر عليه، والغريبه أنه بيفكر نفسه ضحيه دايما والدنيا ظلماه.
بغرفة غيداء
بعد أن إختلست وجود تحيه بغرفتها وتسحبت من المنزل وخرجت دون ان يراها أحد وذهبت الى أحدى الصيدليات وإبتاعت إختبار حمل.

جلست على الفراش تقرأ طريقة إستعماله قبل ان تنهض بتردد وتذهب نحو الحمام لإجراء ذالك الاختبار تتمنى ان تخصل على نتيجه سلبيه
بعد قليل عادت للجلوس على الفراش تنتظر ظهور النتيجه بدعاء الأ يعاقبها الله اكثر على تلك الخطىئه التي إرتكبتها حين ضعفت أمام ما يسمى بالحب
لكن خاب رجائها وها هي النتيجه امامها واضحه
هى حامل!
حامل بنبته شيطانيه نبتت من جرم محرم إرتكبته بعفوة العشق، لكن لابد من حل الآن لذالك.

جاء الى خاطرها أولا أن تجهض هذا الحمل فورا وينتهى الآمر على ذالك.

لكن بسبب خوفها من ما سمعته سوء أصاب بعض نساء حاولن الإجهاض من هن من ماتت تراجعت عن هذا الحل الآن، هنالك حل آخر، فادى لابد أن يعلم بهذا الحمل، بالنهايه هو مثلها أخطأ لما تتحمل وحدها هذه الخطيئه، لكن بنفس الوقت خشيت أن يتبرى فادى من ذالك الخطا ويزيد من خذلانها، وقتها سيكون الإجهاض هو الحل الآخير لها، جذبت هاتفها وبحثت بين الارقام من الجيد انها لم تحذف رقم جواله، بأصابع مهزوزه وعقل متردد.

لكن بالنهايه ضغط على علامة الإتصال تسمع رنين الهاتف تنتظر رد فادى الذي لم يرد عليها بعد أكثر من ثلاث مرات، ألقت الهاتف على الفراش وجزمت لنفسها أنه يتهرب منها.
بشقة فادى.

أسفل مياه الصنبور البارده كان يقف فادى رغم ان المياه بارده لكن يشعر بحراره في جسده، يتذكر سؤال صبريه عن غيداء، تسأل عقله لما لمحت صبريه لغيداء اليوم أمامه، لا جواب برأسه علاقة غيداء وصبريه علاقه سطحيه تقابلن مرات قليله لا تسمح لهن بأكثر من السؤال حول الحال...

لكن سؤالها ذكره بغيداء التي يشعر بعد بعدها عنه انه ينقص بل فقد أهم وأغلى شىء بحياته بعد ذالك اليوم المشؤوم الذي إستسلم الإثنين فيه لضعفهم، لم يكن حدوث هذا مدرج في إنتقامه هو كان أقصى شئ يوده توقيعها فقط على ورقة الزواج العرفى
أوصد المياه ولف خصره بمنشفه وخرج من الحمام.

سمع رنين هاتفه، سريعا توجه إليه لكن قبل أن يصل له كانت إنتهت مدة الرنين. نظر لشاشة الهاتف تفاجئ بإسم غيداء، لم يصدق وتردد في الإتصال عليها قد لا ترد عليه، لكن هي من إتصلت عليه
حسم أمره وإتصل عليها، سرعان ما ردت عليه غيداء
بإختصار: أنا جايه بكره إسكندريه، لازم نتقابل، هستناك في الكافيه اللى كنا بنتقابل فيه الساعه خمسه المسا.
كان ردها هذا واغلقت دون سماع رده.
رغم إستغراب فادى لكن شعر بإنشراح في قلبه.

باليوم التالى صباح
بغرفة عواد
خرج عواد من الحمام وجد صابرين إنتهت تقريبا من تغيير ثيابها، رغم شعوره بالآلم لكن قال: رايحه فين د مش فاديه خلاص أخدت اجازة آخر السنه، ولسه بدرى على ميعاد شغلك.
ردت صابرين: فعلا فاديه اخدت الاجازه الدراسيه، بس انا عندى تفتيش النهارده في مصنع بعيد شويه عن هنا ولازم اوصل في ميعاد وصول باقى اللجنه.
تسأل عواد بتهكم: ومصنع أيه ده بقى اللى بعيد عن هنا.

لاحظت صابرين تهكم عواد وقالت: .
مصنع حندوق، إرتاحت لما عرفت، عن إذنك مش عاوزه اوصل متأخره.
غادرت صابرين الغرفه، بينما شعر عواد بعدم القدره بالاستمرار واقفا على قدميه أكثر، جلس على أحد المقاعد يزفر نفسه بغضب، صابرين في الفتره الأخيره أزدادت برودتها وتبلدها، حسم قراره الذي قاله ل رائف بليلة أمس
لابد من أن ينهى زواجه من صابرين بأقرب وقت...

لكن بنفس اللحظه شعر بالضعف وهنالك شئ قوى يمنعه من ذالك، قلبه أصبح ضعيف غير قادر على إتخاذ قرار حاسم بالإنفصال عن صابرين الذي يؤجله، لكن مع الوقت سيكون لا مفر من ذالك الإنفصال الغير قادر عليه، لكن لن يتحمل نظرة شفقه من صابرين عليه حين يعود قعيدا مره أخرى.
عصرا
بكافيه قريب من أحد شواطئ الأسكندريه.

إحتسى فاروق عدة أكواب من مشروبات مختلفه عيناه على مدخل الكافيه بترقب منذ وقت وهو ينتظر، الى أن سمع رنين هاتفه، نظر الى شاشة الهاتف شعر بغبطه قبل ان يرد متوقع أن تلغى اللقاء بأي حجه كما فعلت سابقا...
لكن قام بالرد ليسمع: .
آسفه يا فاروق على التأخير، كان عندى حصص كتير، أنا قدام الشط القريب من الكافتيريا أيه رأيك نتمشى شويه مع بعض.

تبسم فاروق وهو ينهض يخرج حافظة ماله ووضع الحساب مغادرا، يخرج من الكافيه ينظر أمامه الى أن رأى فاديه تسير عاد بالعمر لشاب بالرابعه والعشرون من عمره كان يتواعد مع فتاة أحلامه للقاء على شط البحر بذالك الوقت من اليوم، يشاهدان غروب الشمس من بعيد كان بداخلهما أمل أن تشرق شمس حبهما يوما ما، لكن الشمس إختفت وقتها بين ظلمة بحر هائج.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة