رواية انتقام مجهولة النسب بقلم شيماء رضوان الفصل الرابع
نظرت ألاء لها بحدة قائلة:
-هو إنتى مفيش فى دماغك غير كده؟
تنهدت سلمى قائلة:
-أمال احساس ايه؟
تنهدت ألاء هى الأخرى قائلة بشرود:
-مش عارفة يا سلمى والله، بس أنا حاسة إنه قريب منى و أعرفه، وإنه مش حد غريب عنى.
نظرت سلمى لها مرة أخرى بسرعة قائلة:
-إنتى لسه بتروحى تسالى عن الممرضة دى اللى مامتك الله يرحمها قالتلك عليها؟
لم ترد عليها ألاء ونظرت الى الجانب الأخر من نافذة السيارة؛ تتابع المارة بشرود.
عضت سلمى على شفتيها بغيظ من صمت ألاء، وإكتفت بالصمت الآن هى الأخرى؛ فقد اقتربوا من الوصول الى الجريدة، وسوف تؤجل الحديث معها الى وقت آخر.
دخلت سلمى وألاء مقر الجريدة،واتجهتا الى مكتب رئيس التحرير، وأذن لهما بالدخول،فدخلتا وتركتا وراءهما الباب مفتوحاً،كما تعودت كلاً منهما عندما تتواجد إحداهما بمفردها مع رجلٌ بالمكتب.
رحب بهما رئيس التحرير ويدعى خليل قائلاً بابتسامة:
-أهلا بالأبطال، طمنونى عملتوا ايه فى المهمة اللى كلفتكوا بيها امبارح؟
ابتسمت سلمى قائلة له:
-تمام يا ريس، كله تمام، صحيح كنا هنموت إمبارح، بس نجحنا الحمد لله.
ضحكت ألاء بشدة على حديث سلمى،وقالت موجهة حديثها لخليل:
-فعلاً يا ريس كنا هنموت إمبارح، لولا اتنين ضباط أنقذونا كان زمان حضرتك دلوقتى بتقرأ على روحنا الفاتحة.
نظر لهم خليل بذهول غير مصدق حديثهم،وقال:
-إنتوا بتتكلموا بجد ولا ايه؟
أومات ألاء له برأسها قائلة بتاكيد:
-والله يا ريس بنتكلم بجد، هو الموضوع ده فيه هزار؟
صمتت ألاء قليلا تنظر لملامح وجه خليل المصدومة بشدة، ثم أخرجت الفيلم الخاص بالصور ووضعته أمامه، قائلة:
-ده الفيلم بتاع الصور اللى صورناها،وهنروح دلوقتى نكتب لسيادتك التقرير ؛علشان ينزل مع الصور.
أخذ خليل الفيلم الخاص بالصور،وطلب إحدى المصورين بالجريدة وطلب منه تحميض الفيلم وإخراج الصور منه .
إنصرف المصور، ونظر خليل الى الفتاتان بجدية قائلاً:
-اقعدوا كده بقى وقولولى ايه اللى حصل هناك بالحرف الواحد؟
جلست الفتاتان أمام خليل، وبدأت ألاء تقص كل شئ، من بداية دخولهما الملهى، وحتى لحظة تنفيذ العمليه، وإطلاق النار عليهما، وإقتحام الشرطة المكان، ومحاولة قتلهما وانقاذ أحد افراد الشرطة لهما.
كان خليل مذهولا مما سمعه،أحقا حدث كل هذا معهما ؟ومع ذلك نفذوا المهمة وأتوا بالصور،فقال بإبتسامة:
-حقيقى إنتوا غلبتوا الرجالة اللى هنا،ربنا يوفقكم فى شغلكم،وتنجحوا اكتر، وتبقوا أكبر صحفيتين فى البلد، إنتوا أبطال بجد.
كانوا غافلين أن مراد الأسيوطى قد وصل الى المكتب، وكان واقفا على الباب، وسمع كل كلمة تفوهت بها ألاء، فقال بغضب وهو يدخل المكتب:
-بلا أبطال بلا زفت، إنت بتشجع بنتين إنهم يعملوا حاجات خطر بالشكل ده تحت مسمى الشغل! هيا دى الأمانة اللى موصيك تاخد بالك منها وأنا مش موجود؟
جاءت سلمى لتتحدث قائلة:
-بابا الموضوع مش كده!
إلا أنه قاطعها قائلا:
-إخرسي يا سلمى !وأنا ليا كلام تانى معاكى بس فى البيت مش هنا، إنتى والأستاذة اللى واقفة ومش فارقة معاها!
كان يشير وهو يتحدث الى ألاء التى كانت تلعب فى حقيبتها وهو يتحدث، تعلم أنه لن يمرر الأمر، إعتادت أن يقوم بدور والدها،والحقيقة أنه لم يقصر يوماً،وهى تحترمه وتحترم كلمته،ادعت أنها تلعب فى حقيبتها؛ لأنها لا تريد النظر فى عينيه،تعلم أنه محق وأنها أخطات فى تعريض حياتها وحياة رفيقتها للخطر ؛من أجل مجدٍ زائف،وشهرة خادعة، ولكنها كانت تناضل أيضاً من أجل أنقاذ الفتيات.
نظرت ألاء اليه بأسفٍ وندمٍ مصطنع ؛حتى تهدئ من ثورته قليلاً وقالت:
-إحنا أسفين يا أونكل ومش هتتكرر تانى صدقنى!
أكدت سلمى حديثها بسرعة قائلة:
-ايوة با بابا،صدق ألاء مش هنكررها تانى،ومش هنمسك قضايا زى دى مرة تانية.
نظر إليهم قليلاً ثم ضحك بسخرية قائلاً:
-تصدقوا أقنعتونى الصراحة، ألاء بتحب المخاطرة وإثبات الذات، واللى أنا متاكد منه إنها بتقولى الكلام ده علشان أهدى مش أكتر!
صمت قليلاً ثم وجه نظره بحدة الى خليل قائلاً:
-مقدرتش تحفظ الأمانة يا خليل،أمنتك على بنتى وبنت صاحب عمرى وإنت خذلتنى!
نظر إليه خليل الواقف بخزى من صديقه، حقاً لم يهتم بالأمانة التى تركها له، أكد عليه عندما سافر أن لا يعرضهم لقضايا خطيرة، ولكنه لم يستطع الصمود امام إصرار ألاء أن تتولى تلك المهمة،ووافق حتى يعطيها فرصة.
تنهد خليل بعمق قائلاً:
-معاك حق يا مراد، وصدقنى مش هتتكرر تانى، أقسم بالله ألاء وسلمى مش هيتولوا قضايا زى دى تانى أبداً.
حل الصمت على الجميع بعد قسم خليل، أمام نظرات سلمى الواقفة بتوتر من أبيها،وألاء التى تشعر بالحنق والضيق من قسم خليل،تعلم أنه سينفذ قسمه، وأنها لن تتولى تلك القضايا مرة أخرى.
قطع الصمت مراد الواقف ينظر بتجهم لألاء قائلا:
كلمة واحدة، ومش عايز إعتراض وخصوصا منك يا أم لسانين !
قال جملته تلك وهو يشير لألاء التى نظرت له بضيق، ثم أكمل حديثه قائلا:
بعد ما تخلصوا هنا تطلعوا على البيت، كل واحدة تحضر شنطتها، وهترجعى معايا الفيلا يا ألاء، هتعيشي معايا، عينى هتفضل عليكى طول الوقت.
قاطعته ألاء قائلة بعزم وتصميم:
-اسفة يا اونكل،انا عارفة إننا غلطنا، بس ده مش معناه أنى أسيب بيتى،مش هقدر أجى أعيش معاكوا!
إقترب منها،ونظر لها نظرات مخيفة قائلاً:
-لأخر مرة بقولك حضرى شنطتك وتيجى مع سلمى على الفيلا، أبوكى وصانى عليكى قبل ما يموت، وأنا لازم أنفذ الوصية،ولازم أحميكى من نفسك.
جاءت ألاء لتقاطعه مرة اخرى، ألا أن سلمى أسرعت ووضعت يدها على فم ألاء وقالت:
-خلاص يا بابا،ألاء هتنفذ كلامك، وهترجع معانا الفيلا، إتفضل روح إرتاح،حضرتك لسه جاى من السفر، وإحنا هنخلص الشغل وهنرجع على الفيلا.
نظر إليهم مراد بسخرية قائلاً:
-أتمنى تنفذوا اللى قلتوه، لإنى مش هسمح بغلط تانى أبدا!
إنصرف مراد وترك ألاء تشتعل غيظاً من حديثه وتهديده لها، فوجهت نظرها الى خليل قائلة:
-شفت يا ريس اللى حصل!
أراح خليل ظهره على الكرسي الجالس عليه وقال بهدوء:
-أحسن حاجة تنفذى كلامه يا ألاء، مراد شديد أوى فى الغلط، وإحنا غلطنا،أنا غلطت لما سمحتلكوا تروحوا مكان زى ده،وإنتوا كمان غلطوا لما أصريتم تروحوا.
قاطعته سلمى بغيظ قائلة:
-لا يا ريس أنا مكنتش عايزة أروح، لكن حضرتك اللى طلبت منى أروح علشان ألاء متبقاش لوحدها.
فى مديرية الامن
كان حمزة يريح ظهره على الكرسي الجالس عليه، وينظر الى السقف بشرود، ويتنهد بين الحين والأخر، يفكر فى ألاء ونظراتها الجامدة دائماٍ، وجهها لا يبدو عليه أى تعبيرات، من يراها لا يعرف أهى حزينة، سعيدة،شاردة،تفكر،ملامحها لا يبدو عليها أى شئ، ونظراتها الباردة المستفزة،
كان مصطفى يجلس أمامه ويراقب شروده الى أن مل، فقال بضجر:
-بقولك ايه يا حمزة؛ إنت مزهقتش، باصص للسقف، وبتفكر، وسرحان، وعمال تتنهد كل شوية، ايه اللى واخد عقلك يا صاحبى؟
نظر له حمزة بدون تعبيرات ظاهرة على وجهه، ثم قال:
-بفكر فى البنت اللى اسمها ألاء،غريبة أوى كإنها جايه من عالم تانى،علطول نظراتها باردة كده مفيش فيها روح،وتبصلها متعرفش اذا كانت حزينة، ولا سعيدة،ولا سرحانة،البنت دى فى كفة والبنات كلها فى كفة تانية خالص!
غمز له مصطفى قائلاً بمرح:
-هيا علقت معاك ولا ايه؟ الله يسهلوا يا عم!
نظر له حمزة بضيق قائلاً:
-قوم يا مصطفى، إمشي من هنا بدال ما أروح أقول لسيادة اللوا حامد!
رفع مصطفى كفه دلالة على استسلامه، وقال بمزاح:
-لا يا عم،بلاش أبويا، الطيب أحسن أنا ناقص!
صمت حمزة قليلاً ثم قال:
-وإنت يا مصطفى، مش بتفكر فى حد زيي كده وشاغل تفكيرك؟
تنهد مصطفى بهيام قائلاً:
-أفكر فى إيه بس، دى سلمى صاحبتها حتة كريم كراميل،حاجة موردتش عليا قبل كده، رقة إيه، وجمال إيه،دى كيوت فى نفسها كده، مش زى اللى اسمها ألاء،الاتنين عكس بعض خالص يا عم!
انفتح الباب على مصرعيه مرة واحدة،وكان يقف على الباب اللواء حامد الشناوى والد مصطفى.
إنتفض كلاً من حمزة ومصطفى،ووقفوا بسرعة أمام نظرات حامد المتشفية الذى قال:
-إنتوا إتنفضتوا كده ليه يا وحوش!
تنهد حمزة بعد أن تمالك نفسه وقال:
-فكرنا حد تانى يا سيادة اللوا ؛أصله مفيش حد يقدر يعمل الحركة دى الا رتبة كبيرة اعلى مننا.
تجهم وجه حامد وقال:
-أمال أنا إيه يا حضرة الضابط.
إبتسم حمزة له وقال:
-إنت كبيرنا كلنا يا سيادة اللوا.
اقترب حامد منهم بابتسامة قائلاً:
-كل بعقلى حلاوة،هو انت هتجيبه من بره،ده إنت حفيد جلال نصار!
إبتسم حمزة فور ذكر جده وقال:
-هو أنا أجى حاجة جنبه برده يا سيادة اللوا ؟
نظر حامد الى ابنه الواقف فى صمت ليس من شيمه،وقال بسخرية:
-وإنت يا حبيبي،مش عادتك إنك واقف ساكت كده، إيه واكل سد الحنك!
نظر مصطفى الى أبيه بضيق وقال:
-لا يا سيادة اللوا،بس أظن سيادتك هتجيب أجلى قريب بالحركة دى!
وضع حامد يده على كتف ابنه، وقال بمكر:
-لا يا حبيبى إوعى تظن، لازم تكون متأكد من كده!
أدار حامد جسده ناحية الباب ليغادر، ومشي خطوتان ثم توقف قائلاً:
-أه صحيح يا مصطفى، واحد صاحبى كان مسافر بره أسبوع شغل،وبقالى كتير مشفتوش ووحشنى اوى، فأنا رايح أزوره النهاردة،إيه رأيك تيجى معايا؟
اندهش مصطفى من طلب أبيه وقال:
-وحضرتك عايزنى معاك ليه يا بابا؟ انا معرفش صاحبك ده!
صمت حامد ثم إبتسم بخبث قائلاً:
-لا أنا مش عايزك تتعرف عليه، أنا عايزك تتعرف على بنته، بنت زى القمر يا مصطفى، وبفكر أخطبهالك!
غادر حامد بعد أن القى جملته فى وجه مصطفى الذى تجهم وجهه، ونظر الى حمزة بدهشة قائلاً:
-معقول بابا بيفكر كده، واخدنى عند صاحبه علشان أتعرف على بنته، هو حد قاله إنه مخلف صفيه مش مصطفى!
ضحك حمزة بشدة عقب إنتهاء مصطفى من حديثه ثم قال:
-أبوك نفسه يفرح فيك، قصدى بيك يا مصطفى!
صمت مصطفى قليلاً بقهر ثم قال:
-طيب والكريم كرامل اللى لسه كنت بتكلم عنها، هسيبها كده ولا إيه!
تحدث حمزة بدهشة قائلاً:
-إنت لحققت تتعلق بيها يا مصطفى! ده إنت أول مرة تشوفها كان إمبارح !
وضع مصطفى يده على موضع قلبه قائلاً بنبرة مؤثرة:
-أعمل أيه فى قلبى اللى عمال يدق من ساعة ما شافها يا حمزة؟ مش قادر أنساها!
تركه حمزة واتجه الى الباب ليغادر الى المنزل قائلا:
-سلام عليكم يا مصطفى، أما تخف من الحالة اللى إنت فيها ابقى قولى يا حبيبى، أنا ماشي لإن النهاردة مرات عمى عازمانا كلنا على الغدا!
غادر حمزة، وترك مصطفى يفكر بسلمى التى سلبت عقله من مرتان رأها فيهما.
فى منزل جلال نصار
كانت مديحة تعمل على قدم وساق ؛فعمها جلال وأولاد ابن عمها رحمه الله سيتناولوا الطعام معهم اليوم،تحاول أن تنتهى من إعداد الطعام هى والخادمة،أما مريم بغرفتها رفضت تحضير الطعام معهم وتعللت أنها متعبة وتريد الراحة،ولكنها فى الواقع خائفة من حسن أن لا ينفذ وعده لها ويخبر أباها عما حدث فى النادى صباح اليوم.
بعد فترة إنتهت مديحة من إعداد الطعام فزفرت براحة قائلة:
-الحمد لله الاكل كده جاهز
دق جرس الباب،فنزعت مديحة رداء المطبخ وذهبت لتفتح الباب، فوجدته زوجها وعمها.
نظرت مديحة له بابتسامة وقالت:
-حمد الله على السلامة يا فوزى!
نظر لها فوزى ببرود ولم يرد على كلامها،ودلف الى الداخل متوجهاً الى غرفته ؛حتى يبدل ثيابه.
نظرت مديحة فى أثره بحزن،وسقطت دمعة من عيناها مسحتها سريعاً، ولكن راها حسن.
وضع جلال يده على كتفها بحنان قائلاً:
-ايه يا أم مريم فين الأكل؟ ولا إنتى عزمانا على الهوا النهارده؟
إبتسمت له مديحة قائلة بابتسامة:
-إتفضل يا عمى،ثوانى والأكل يكون جاهز، إتفضل يا حسن.
دخلوا الى الصالة،وجلسوا لحين احضار الطعام الى السفرة.
بعد قليل حضر حمزة وجلس معهم هو الأخر.
خرجت مريم من غرفتها وهى ترتدى ملابس محتشمة تجنباً لحسن حتى لا يخبر أباها،وأيضاً حتى لا يغضب والدها من إرتدائها الملابس الكاشفة لجسدها،وعندما رأت حمزة قد حضر إبتسمت بخبث فقد أتى حبيبها.
إقتربت مريم منهم، و إنحنت وقبلت يد جدها قائلة بابتسامة واسعة:
-إذيك يا جدى عامل ايه
وضع الجد يده على رأسها بحنان، وهو يبتسم قائلاً بخبث:
-عاملة إيه يا مريم؟ أنا شايف إنك كبرتى وبقيتى عروسة،والعروسة لازمها عريس،وعريسك عندى!
قال جلال كلامه وهو ينظر لحفيده حسن خبث، يعلم أنه يحبها بل يعشقها،وسوف يريح قلب حفيده ويزوجه بمريم فى القريب العاجل.
أما مريم لم تنظر للمكان الذى نظر جدها له،وادعت أنها تخجل،وظنت أنه نظر الى حمزة ؛بإعتباره الحفيد الأكبر.
أما حمزة لم يعير كلامهم أى إهتمام،يعلم أن أخيه يعشق مريم،أما هى لا تحب أخيه، وتحاول لفت نظره بأى طريقة كانت.
جلسوا جميعا يتناولون الغداء وكل منهم شارد فى ما يشغله:
فالجد شارد فى ابنه الغائب فاروق.
مريم شاردة فى حبها لحمزة.
وحمزة شارد فى ألاء.
وحسن شارد فى مريم التى يحبها وتحب أخيه.
أما مديحة تنظر لزوجها،الذى يرفض أن يسامحها الى الآن.
وفوزى ينظر لزوجته التى تعيش معه تحت سقف بيته،ولكنها غريبة عنه.
فى المساء
امتثلت ألاء لكلام مراد،بعد محاولات كثيرة لسلمى بإقناعها أن لا تعند مع والدها؛ لأنه أشد عنادا منها وسينفذ ما قاله.
كانتا تجلسان أمام مراد الذى قال بحده:
-اوعوا تفكروا إنتوا الاتنين إنى هسامحكم بالساهل كده، إنتوا فقدتوا ثقتى،ومش سهل إنكم ترجعوا ثقتى فيكم تانى.
صمت قليلا يتابع تعبيرات وجوههم عقب كلامه، وعندما إطمان أنهم لا يعترضون،قال بأمر ليس فيه نقاش:
-فى واحد صاحبى جاى يتعشي معانا الليلة هو وابنه، عايزكم تكونوا موجودين وتتعاملوا مع الناس كويس،فاهمين ولا لأ؟
أجابته ألاء بضيق:
-يا أونكل مراد، الضيوف دى جاية لحضرتك، إحنا مالنا بقى نحضر ليه ؟أنا ورايا شغل عايزة أخلصه.
نظر مراد لها بحدة،فرأسها يابس كرأسه،وقال لها:
-أنا قلت تكونوا موجودين، يعنى كلامى يتنفذ يا أستاذة الاء!
نظر الى ابنته وجدها تلعب بهاتفها فصرخ فيها قائلاً:
-سلمى ..بتعملى ايه ! إنتفضت سلمى من صوت أبيها الغاضب وسقط منها الهاتف على قدميها،وقالت بتوتر:
-نعم يا بابا!
نظر لها مراد بضيق وقال:
-قوموا من قدامى إنتى وهى إجهزوا،الناس على وصول،يالا هتجبولى الضغط!
إبتسمت له ألاء باستفزاز قائلة:
-سلامتك يا أونكل بعد الشر !