رواية المشوه الجزء الثالث للكاتبة الشيماء محمد الفصل الحادي عشر
الكل هيتجنن من اختفاء زياد ومحدش عنده أدنى فكرة هو راح فين !
أدهم بقلق: يعني هيكون راح فين ! خرج بره البيت ولا ايه ! ( بص لمراته ) ابنك فين يا هانم !
ليلى بخوف: معرفش .. كان بيلعب ومعرفش راح فين !
حسين بقلق: ليكون اتخطف .. أدهم ليكون حد خطفه ! حد في شغلك مثلا من اعداءك !
أدهم بص لأبوه وفكر للحظات: حاليا الدنيا مستقرة عندنا مفيش مشاكل يتقلق منها، لا لا ده مستبعد
حسين: طيب حد عايز فلوس مثلا !
أدهم حط إيده علي راسه بخوف وقلق وتفكير: طيب هيدخل الڤيلا ازاي وياخده ازاي من غير ما حد يحس به .. سيد علي البوابة والجنايني كان بره وشوقية في البيت فهياخده ازاي ! لا ده برضه مستبعد
حنان بخوف: لا حول ولا قوة الا بالله طيب الولد فين بس ! يمكن يا أدهم يكون زعلان منك لما زعقتله وعلشان كده مثلا خرج ! نطلع ندور في الشوارع حوالينا !
أدهم بص لمراته: علشان كده قولت للهانم دي تتكلم معاه وتطيب خاطره بكلمتين بس هيا من امتي بتهتم بأي حاجة اطلبها منها
ليلى بتبرير: اتشغلت مع سهر ونسيت
ادهم زعق وقاطعها: ابنك اهم من أي حاجة ممكن سيادتك تتشغلي بيها .. كان المفروض اول حاجة تنفذي اللي طلبته منك قبل ما تتشغلي مع اي حد وعيالك يكونوا قدام عنيكي، محرمتيش من اللي حصل لآية !
حنان اتدخلت: يعني يا أدهم الكلام ده دلوقتي واللوم والعتاب هيفيد بإيه ! خلينا ندور علي الولد الأول
أدهم: أنا هطلع أدور عليه بره
يدوب هيتحرك الباب كان بيتفتح وكلهم بتحفز بصوا للباب بس كان أحمد فأحبطوا
أحمد حس بالقلق: في ايه مالكم !
حسين: زياد مختفي ومحدش عارف مكانه !
أحمد بقلق: مختفي يعني ايه ! خرج يعني بره ولا ايه فهموني ؟
أدهم: محدش عارف هو فين ولا مكانه فين !
أحمد بتلقائية بص لليلى: يعني قالك انه خارج مثلا يا ليلى ولا ايه ! ولا انتي كنتي بره ولا ايه !
أدهم: مالوش لازمة كلامك .. سيادتها ما تعرفش حاجة عنه ومحدش يعرف اي حاجة .. انا هطلع أدور عليه بره البيت
أحمد: انا كمان هخرج معاك يالا
آية بهدوء: بابا.
أدهم باقتضاب: مش دلوقتي يا آية بعدين
بيتحرك بس وقفه صوت بنته: بس أنا عارفة زياد فين يا بابي
هنا كلهم بصولها وأبوها في لحظة كان قاعد قصادها في الارض وايديه حوالين أكتافها
أدهم: أخوكي فين يا آية ؟
آية: انا معرفش هو فين بالظبط بس عارفة مكانه !
أدهم كشر ومش فاهمة: آية انا مش فاهم منك حاجة يعني ايه عارفة ومش عارفه دي ! ماهو يا عارفة يا مش عارفة !
آية: عارفة .. هو في مكانه السري اللي علي طول بيستخبى فيه
أدهم كشر: فين مكانه ده ؟
آية: ماهو انا معرفهوش بس هو كل شوية يستخبى مني ويقولي انه عنده مكانه السري وأنا مش عارفاه وهو دلوقتي أكيد فيه
أدهم وقف وبص لليلى: فين مكانه السري !
ليلى هزت دماغها: معرفش ..
أدهم بفقدان أمل: تعرفي أصلا انه عنده مكان سري !
ليلى هزت دماغها بلأ وبعياط وهو وقف مش عارف يعمل ايه ويدور فين !
أحمد هنا اتوتر وبهدوء وهو خايف من رد فعل أدهم واتكلم بتوتر واضح: أنا عارف يا أدهم مكانه السري
أدهم هنا انتبه وبصله: فين يا أحمد ؟
أحمد شاور بإيده علي حاجة ورى أدهم فأدهم بص وراه بعدم فهم وبص لأخوه من تاني: مش فاهم يا أحمد ما هي مش نقصاك انت كمان، فين المخبأ ده !
أحمد بص للأرض وبصوت يدوب مسموع: وراك يا أدهم
كلهم بصوا مش عارفين حاجة إلا أدهم قلبه وقع لرجليه لانه مش ممكن أبدا يكون سجنه القديم هو مخبأ ابنه .. أسوأ أيام في عمره قضاها في المكان ده ! مضروب محروم من الأكل والشرب .. محروم حتي من مدرسته .. مش ممكن أبدا أبدا يقدر يقرب بمزاجه من المكان ده وكأنه اتربط في الأرض أو محتاج لقوة قهرية تحركه من مكانه ..
حسين بعدم فهم: انت بتهرج يا أحمد ما تتكلم ! فين الولد ! فين زياد ؟
أدهم بالعافية حرك رجليه وقرب زي الانسان الآلي ومسك الباب الصغير ده واتردد يفتحه وكأنه لسه عيل صغير هيضرب او هيتجلد او هيتحبس .. ماسك الباب بس مش قادر يفتحه
حسين كمان اتجمد مكانه وفي لحظات شريط ذكرياته كلها مرت عليه وافتكر كل حاجة عملها في ابنه .. كام مرة حبسه هنا ! كام ليلة خلاه يقضيها هنا ! كام مره خلاه يراقب أخوه واصحابه بيلعبوا وهو مش مسموحله يخرج من هنا .. ولما خرجه من المدرسة كان بيحبسه وقت المدرسة كله في المكان ده .. حسين اتفاجيء ان رجليه مش شيلاه ووقع علي الكرسي وراه ..
حنان شهقت وحطت إيدها بخوف علي بوقها ومقدرتش تنطق بس فجأه شافت أدهم عيل صغير بيعيط وحسين بيجرجره ويرميه في المكان ده ويقفل عليه ومهما يخبط مكنش بيحن ولا يفتحله .. افتكرت جبروت جوزها مع العيل المسكين ده اللي عمرها ما قدرت في يوم تساعده وحتي لما كانت بتهرب بيه كان بيرجعها ديما لعذابها .. وبعد استسلامها لعذابه كل اللي قدرت تعمله انها تركب نور صغير لابنها في سجنه ده، نور أقل من انه يظهر لبره علشان حسين ما يكتشفهوش .. يدوب نور بس يساعده يلمح اللي حواليه ..
ليلى وسهر واقفين مش فاهمين كلهم مالهم وليه الحالة اللي صابتهم كلهم ! وايه المكان ده ! ده بير السلم مفيهوش حاجة تخوف مثلا فليه الرعب اللي سيطر علي الكل ده !
أدهم أخد نفس طويل وفتح الباب وهنا اتفاجيء بابنه نايم بس معقول يكون نايم وكل الدربكة والاصوات اللي بتنادي عليه وما صحيش ! شيء لا ارادي خلى أدهم يشده لبره وهنا اكتشف انه مش نايم ده مغمي عليه او مش عارف ماله هو بس بيرجع زي رغاوي بيضه من بوقه وغايب تماما عن الوعي
أدهم حاول يعدله ويفوقه والكل اتجمع حواليه وهنا ليلى لاحظت ايده
ليلى: أدهم ايده .. بص لايده !
أدهم مسك ايده: في حاجة قرصته .. ايه اللي ممكن يكون قرصه ؟ وايه اللي دخله هنا ! ومن امتي بيدخل هنا !
سهر: أدهم احنا لازم نكلم الاسعاف بسرعة علشان يسعفوه .. الله اعلم هو هنا من امتي !
أدهم شال ابنه ووقف وحالة جمود غريبة سيطرت عليه: أنا أسرع من الاسعاف ( بص لابوه ) كلم المستشفي وعرفهم اني في الطريق لهم واشرحلهم حالته
حسين هز دماغه وهو شال ابنه واتحرك لعربيته ووراه حنان وأحمد وليلى
أدهم: مش عايز حد فيكم معايا !
ليلى بدون ما تنتظر كلامه ركبت في الكنبة وري: هات علشان اشيله
هنا أدهم استسلم ومفيش وقت اصلا يتخانق مع حد وبسرعة ركبت حنان جنبها وأحمد ركب قدام جنبه وأدهم اتحرك بعربيته ..
هنا كلهم عرفوا يعني ايه واحد يسوق بسرعة بعربية كلهم ربطوا حزام الامان لان أدهم مكنش سايق لأ ده كان طاير بالعربية وكلهم خايفين ان في أي لحظة ممكن العربية تتقلب
أدهم شريط حياته كلها مر قصاده .. كل لحظة عذاب عدت عليه قبل كده مرت عليه دلوقتي ! جسمه بدأ يوجعه وكأنه بيتجلد دلوقتي مش جروح قديمة ! كل وجع حس بيه في يوم رجعله دلوقتي وكل ما بيتوجع كل ما بيدوس علي البنزين اكتر واكتر ..
أحمد: أدهم انت سايق بسرعة جامدة جدا هدي شوية
أدهم بجمود: خايف علي نفسك قولي انزلك
أحمد سكت وما نطقش بحرف تاني لحد ما وصلوا المستشفى كان في دكتور وكذا ممرضة في انتظارهم وبسرعة أخدوا الولد منهم وجريوا به
الدكتور بيتكلم: ايه اللي حصله !
أدهم: اعتقد في حاجة لدغته الله اعلم ايه هيا ! احنا لقيناه كده !
الدكتور: امتي !
أدهم: معرفش إمتى
الدكتور وقف وبص لأبوه: يعني ايه متعرفش !
أدهم: رجعت من شغلي لقيته كده !
الدكتور: فين أمه !
بص بتلقائية ناحية ليلى وسألها: متعرفيش امتي ! طيب امتي اختفي من قدامك !
ليلى بعياط: من الساعه ٤ تقريبا
الدكتور بص للساعة في ايده وكانت داخله علي ٧ وبصلها: ٣ ساعات ابنك مش قصادك ومفكرتيش تطمني عليه !
ليلى مردتش بس نظرة أدهم لها كانت كفيلة توجعها أكتر من وجعها اللي هيا حساه ..
الدكتور: ربنا يستر
سابهم ودخل يسعف الولد والكل بيدعي انهم ما يكونوش اتأخروا زيادة عن اللزوم ..
أدهم وقف بعيد عنهم كلهم وعطاهم ظهره وساند دراعه علي الحيطه وساند راسه علي دراعه وساكت تماما والأفكار بتتزاحم في راسه وذكرياته اللي كان دفنها تماما كلها بتطلع من تاني وتهاجمه من تاني ..
حنان خافت علي ابنها زي ما هيا خايفة علي حفيدها بالظبط وجواها احساس مبهم انها هترجع لوحدتها من تاني .. قربت من أدهم ويدوب لمسته في كتفه شد كتفه بعيد واتحرك هو بعيد عن المكان كله بدون حرف واحد
حنان عيطت وأحمد قرب منها ضمها: هيكون كويس .. الاتنين هيكونوا كويسين .. لازم زياد يكون كويس ما تقلقيش.
أحمد عاتب نفسه كتير لان هو اللي اقترح عليه المكان ده ومش عارف ليه يعني قاله كده وهو عارف ان ده ممكن يوجع أدهم ويفكره بذكريات كتيرة موجعة بس عمره ما تخيل ان ابنه ممكن يجراله حاجة جوه ! ده يدوب علاقته بدئت تتصلح بينه وبين أدهم ويدوب بدأ يتعلق بعياله .. هل ممكن يكون السبب ان ادهم يخسر ابنه ! لا لا مش هينفع ابدا كفاية زمان كان هو السبب انه يخسر حياته كلها وكان السبب انه يخلي ابوه يكرهه وكان السبب في انه يخليه يسيب مدرسته وكان السبب في تشوهه مش هيكون السبب في قتل ابنه كمان .. دموعه نزلت غصبا عنه وتخيل لو زياد جراله حاجة ايه اللي ممكن يحصل ! وعرف ان حتي لو زياد بقى كويس فهو خسر أخوه بس المرة دي مش هيكون فيها رجعة من تاني ..
ليلى قاعدة وعمالة تفكر في اللي حكاه أدهم لها زمان وعن ذكرياته مع أبوه بس ما افتكرتش حاجة عن مكان سري .. بس افتكرت ان في مكان ضيق وظلمة ادهم حكالها عنه كان ديما يتحبس فيه ! هيا تخيلت ديما ان المكان ده عبارة عن أوضة صغيرة لكن ما تخيلتش ابدا ان المكان عباره عن حاجة تشبه الصندوق الصغير .. قلبها وجعها علي جوزها اللي جروحه كلها اتفتحت من تاني وعلي ابنها اللي ممكن يروح منها وعلي حظها اللي ملطش معاها .. لامت نفسها ازاي اتشغلت بالشكل ده مع سهر ونسيت ابنها ! ازاي ٣ ساعات ما تفتكرش تقوم وتسأل عنه ! مش يمكن لو كانت طيبت خاطره زي ما أدهم طلب منها كان فضل يلعب قصادها زي آية ومكنش جراله حاجة ! دعت من قلبها ربنا يحمي ابنها ويرجعه لحضنها من تاني ..
أدهم واقف منتظر اي خبر من الدكتور وشوية افتكر ماكس .. ماكس كلبه الوفي مش عارف ليه جه في باله دلوقتي بس افتكر قد ايه كان بيحبه وقد ايه كان انيس لوحدته وكان صاحبه وافتكر اليوم اللي خسره فيه وكان بسبب ليلى وابوها .. افتكر نظراته الاخيرة له وكأنها نظرة وداع وبعدها هدوءه مرة واحدة .. دمعة نزلت منه غصب عنه مسحها قبل ما يعترف هو بها.
وافتكر تاني شكل آية وهيا غرقانة وهو بينعشها وهيا ميتة بين ايديه ودلوقتي ابنه كمان شايله ميت في ايديه ! وكل ده بسبب حبه الغبي .. حبيبته هيا اكتر حد وجعه في الكون ده كله .. وجعه في حياته كان كوم ووجعها هيا كان كوم تاني خالص .. رفض ابوها له .. اول جوازهم وكل المشاكل اللي كانت بتقابلهم بسبب ابوها اللي هيا كانت مخلياه جزء من حياتهم اساسي .. حملها في زياد واللي عملته فيه ..
دخول حسين وحنان لبيتهم من تاني .. العملية اللي عملها .. رجوعه من السفر واكتشافه ان ليلى نقلت حياتها لبيت ابوه ولاكتر مكان بيكرهه .. وجعه اللي بيتجدد يوم بعد يوم في البيت ده .. رفضها هيا لشكله الجديد .. غرق آية .. ودلوقتي زياد .. حس انه عايز يصرخ بصوته كله .. حس انه عايز يقتلها بإيده علشان تبطل توجعه .. حس انه عايز يحضنها ويطمنها ان ابنهم هيكون كويس .. حس انه عايز يبعد عنها تماما ويروح لمكان محدش يعرفه فيه ابدا .. حس انه عايز ياخدها من ايدها ويرجع لبيته الصغير الدافي .. احاسيس كتيرة متلخبطة هو مش عارف يوجهها ولا عارف يسيطر عليها .. قاطع ذكرياته وصول حسين اللي راح ناحيته ووقف قصاده بس أدهم بعد عنه ووقف بعيد وحسين احترم هروبه ده ..
وسط انتظارهم دكتورة هالة كانت معدية ولمحت ليلى فراحتلها وسلمت عليها
هالة: خير في ايه !
ليلى بعياط: ابني .. حاجة قرصته وجبناه هنا .. والدكتور لسه مطمناش عليه
هالة: طيب ان شاء الله هيكون كويس ما تقلقيش .. هيدوله حقنة مضادة للسموم والموضوع هينتهي علي كده ليه القلق ده كله
ليلى بعياط: هو كان بيلعب في الجنينة ىواختفى واستخبي ومحدش فينا كان عارف مكانه ولما لقيناه كان مغمي عليه ..
هالة: طيب اهدي الاطفال ياما بيحصلهم .. المهم انتي اهدي
ليلى بعياط هستيري: اهدى ازاي وانا السبب .. انا مخلتش بالي منه ! كل اللي حصل بسببي
هالة: تاني يا ليلى لوم نفسنا علي كل حاجة بتحصل ! العيال بتلعب هنربطهم يعني جنبنا علشان مفيش حاجة تحصل ! عيل بيلعب في جنينة وحشرة قرصته ايه اللي ممكن الام تعمله علشان تمنع حاجة زي كده ! هاه ! بطلي تلومي نفسك علي كل صغيرة وكبيرة .. جوزك فين !
ليلى شاورت عليه كان بعيد عاطيهم ظهره
هالة: كان نفسي اتعرف عليه بس في ظروف افضل من كده .. المهم دلوقتي المفروض تكوني جنبه مش بعيد كده
ليلى: هو مش قابل اي حد حتي يكلمه او يقف قريب منه وزي ما انتي شيفاه واقف بعيد ازاي !
هالة باستغراب: اوعى يكون بيلومك ان ابنك اتقرص ! ده كده أوفر قوي
ليلى بصت للارض: بيلومني اه بس مش علشان القرص
هالة باستغراب: امال علشان ايه !
ليلى: علشان زياد كان مختفى ومش عارفين بمكانه وعلشان فضلنا كتير ندور عليه ومش لاقينه وعلشان ... علشان لما لاقيناه كان
هالة: كان ايه يا ليلى !
ليلى بوجع: كان مستخبي في المكان اللي أدهم وهو صغير كان بيتحبس فيه
هالة هزت دماغها: يعني حاليا جوزك بتهاجمه كل ذكرياته القديمة وكل أوجاعه القديمة بجانب كمان اللي حصل لابنه !
ليلى بعياط: بالظبط!
هالة بصت لليلى: انتي عارفة انك هتكوني المنفس اللي أدهم هينفجر فيه وهيلومك علي كل حاجة حصلت ومش بعيد كمان يلومك علي حياته القديمة
ليلى: هو لامني مش لسه هيلومني
هالة: جوزك محتاج لمساعدة ولو فضل رافضها هيخسر .. هيخسر كتير قوي ..
هالة بصت حواليها وخمنت شخصية كل واحد من الموجودين وبصت لليلى تاني: هيخسر كل اللي موجودين هنا
ليلى: وبإيدي ايه اعمله !
هالة: لازم يقتنع الأول انه محتاج لمساعدة لازم يعترف انه عنده مشكلة وكبيرة ومحتاجة لحل .. ادهم كل جروحه القديمة مخفتش هو بس دفنها وعلشان كده هيفضل ديما مهدد انها تتفتح من تاني .. ودلوقتي اعتقد ان كل جروحه اتفتحت من تاني ..
ليلى: خلينا نطمن الاول علي زياد
هالة هزت دماغها بتقبل ووقفت جنب ليلى تحاول تطمنها علي ابنها ..
الدكتور خرج وكلهم قربوا منه: احنا اسعفناه وعطيناه مضاد للسموم وان شاء الله هيكون كويس
أدهم: هو فاق ؟
الدكتور: اه فاق وبيسأل عليك
أدهم: ينفع ادخله !
الدكتور: طبعا بس ما تعنفوش او تزعق فيه
أدهم: اعنفه ؟ انت بتقول ايه ! ابني كان هيروح مني ! اعنفه ازاي !
دخلوا عند زياد وأدهم قرب منه ومسك ايده باسها وزياد عيط: انا اسف !
أدهم باسه تاني: هششش المهم انك كويس .. مفيش حاجة في الدنيا كلها تهم غيرك انت واختك وبس ..
زياد: انت مش زعلان مني علشان استخبيت يا بابا !
أدهم دموعه نزلت براحة وهز دماغه: لا يا حبيبي المهم انك كويس ..
حاول يسكت لحد كده بس مقدرش وكان لازم يعرف: زياد انت ايه اللي دخلك المكان ده ! وعرفته منين !
هنا احمد قلبه فضل يدق بسرعة وعرف ان اللحظة اللي كان خايف منها جت ومنتظر رد فعله هيكون ايه !
زياد بقلق: انا عارف انه مكانك المفضل يا بابا وآسف اني استعملته بدون اذنك !
أدهم باستغراب: مكاني المفضل ! مين قالك انه مكاني !
زياد بخوف: بابا انا اسف
أدهم: حبيبي مين قالك ان ده مكاني !
زياد: عمو أحمد اللي قالي ! وانا اتفقت معاه يكون ده مكاني انا برضه السري
ادهم هنا بص لأحمد نظرة عمره ما هينساها في يوم أبدا وأحمد معرفش ينطق او يتكلم او يدافع عن نفسه بس أكتفى بإنه يبص للأرض
أدهم بص لابنه: قالك ايه بالظبط ؟
زياد: قالي ان ده اكتر مكان كنت بتحب تقعد فيه وانت صغير
ادهم دموعه نزلت غصبا عنه وصوت انفاسه مسموعة ومحدش أبداً عارف يقول ايه بس هو نطق بصوت مهزوز: اخرجوا بره
حسين حاول يتكلم: أدهم
أدهم كرر تاني: أخرجوا بره كلكم
ليلى: ادهم انت بتقول ايه بس !
أدهم وقف وبصلها: انتي بالذات مش عايز اسمع حرف واحد منك .. اطلعوا بره كلكم وسيبوني في حالي .. اطلعوا بره
كلهم خرجوا وسابوه وهو قعد جنب ابنه اللي عيط ومش عارف ايه اللي بيحصل
زياد: بابا متزعلش منهم علشاني انا اسف .. ازعل مني انا بس .. لكن ما تزعلش تاني من ماما
أدهم حاول يسيطر علي اعصابه وراح لابنه: انا مش زعلان منك ومش زعلان من حد
زياد: بس انت طردتهم كلهم ؟
أدهم حاول يفهمه: ساعات بيكون الانسان محتاج انه يفضل لوحده شوية .. فأنا دلوقتي محتاج اقعد معاك لوحدنا شوية .. ينفع !
زياد هز دماغه بتقبل بس مش فاهم حاجة كل اللي فاهمو ان في مشاكل كتيرة حصلت ولسه هتحصل وبسببه ..
زياد: بابا انت ليه زعلت اني استخدمت مكانك المفضل .. انا خليته جميل جدا .. فرشته وحطيت فيه حاجات خلت الارض طريه وحطيت ألعاب وخليته جميل !
أدهم عطى ظهره لابنه يسيطر علي انفعالاته ويمسح دموعه كويس وبعدها بصله وقعد جنبه: ده مكانش مكاني المفضل يا زياد أبدا بالعكس انا كنت ديما بحاول انسى المكان ده وتلاقي عمك أحمد نسي ده علشان ده كان من زماان قوي
زياد باستفسار: امال ده كان ايه !
أدهم حاول يبسط لابنه: ده كان زي كرسي العقاب كده لما ماما بتقعدك عشر دقايق لما تغلط
زياد كشر: يعني اللي كان بيغلط فيكم كان بيدخل فيه !
أدهم: أيوه ومش عارف ايه اللي فكر أحمد بالمكان ده وليه قالك عليه !
زياد: انا اللي شوفته وانا سألته عليه وفضل زيك يفتكر وبعدها قالي كده وانا حبيت المكان واتفقنا نخليه مكان سري ليا وخليته وعدني ما يقولش لحد أبداً علي المكان ده ..
أدهم باسه ورقده علشان ينام ويرتاح: من هنا ورايح مش عايز تعمل اي اسرار عليا انا .. اي سر يخصك من هنا ورايح يكون معايا انا مش مع حد تاني .. مفيش اي سر علي بابا فاهم !
زياد ابتسم: اتفقنا .. بس انت مش هتقول لماما ولا لآية !
أدهم حاول يبتسم: اتفقنا ودلوقتي حاول ترتاح شوية .. وانا هفضل جنبك
زياد بعد ما غمض عنيه فتحهم تاني وبص لابوه: بابا انا عايز آية علشان اصالحها
ادهم ابتسم: هيا مصلحاك وعلي فكرة لولا آية مكناش عرفنا بيك ابدا
زياد باستغراب: هيا كانت تعرف مكاني السري !
أدهم وضح: لأ بس هيا قالت انك اكيد في مكانك السري وساعتها
زياد كمل: عمو احمد عرف !
ادهم: وكلنا عرفنا وخرجناك و
زياد زعل: ومبقاش عندي مكان سري
أدهم مسك ايده: ده مكان مش حلو انا هعملك مكان سري يكون خاص بيا انا وانت ايه رأيك !
زياد تحمس: امتي !
ادهم: اتحسن بس الاول ونطلع من هنا
قعد جنبه لحد ما نام وهو مش عارف يفكر الخطوة الجاية هتكون ايه ! وهيعمل ايه في حياته !
خبط خفيف علي الباب خلاه انتبه وبص للي بيخبط كانت ليلى
أدهم بفتور: نعم !
ليلى: ايه نعم دي ! عايزة اطمن علي ابني !
أدهم بصلها ووقف: دلوقتي تطمني عليه ! وما اطمنتيش عليه ليه وانتي مشغولة مع سهر في الضحك والهزار هاه ! دلوقتي افتكرتي ان لكي ابن تطمني عليه !
ليلى: انت هتمنعني من ابني ولا ايه !
أدهم: انا معنديش استعداد اتكلم معاكي دلوقتي
ليلى اصرت: وانا عايزة اتكلم دلوقتي يا ادهم
أدهم بصلها: بلاش يا ليلى علشان لو هتكلم دلوقتي هقولك ان معدش من حقك تطمني علي عيالك لان مش هيكون عندك عيال تطمني عليهم من اصله !
ليلى حالة ذهول صابتها وبصتله: انت بتقول ايه ؟ انت عايز تاخد مني عيالي يا أدهم !
أدهم: ما انا علشان كده بقولك بلاش دلوقتي يا ليلى نتكلم لان لو اصريتي هيكون ده كلامي .. ممكن بقى تسيبيني اهدى وارتب افكاري لوحدي .. ابنك نايم وكويس اتفضلي بقى روحي انتي والناس اللي معاكي بره
ليلى حاولت تتكلم بس هو سكتها وأكد عليها تطلع بره وهيا طلعت وهيا مذهولة وكلهم اتجمعوا حواليها
أحمد: خرجتي ليه بسرعة !
ليلى بتوهان: ادهم طردني .. ( بصت لهالة ) ولما حاولت اتكلم معاه هددني انه هياخد عيالي مني وطلب مني امشي انا وانتم من هنا
حسين بتعب: انا كنت عارف انه كله هيرجع من تاني .. كنت منتظر اللحظة اللي ينفجر فيها والظاهر ان اللحظة دي جت واسرع مما كنت اتوقع ..
هالة بصت لليلى: تسمحيلي ادخله انا واحاول اتكلم معاه ..
ليلى: ما اعتقدش هيتقبل منك كلام
هالة: عارفة انه مش هيتقبل انا بس هحاول اوريه انه محتاج للمساعدة .. خليني بس أحاول اتواصل معاه !
حنان بعياط: خلوني انا ادخله .. انا هعرف اطيب قلبه
هالة: بلاش حضرتك
حنان: ليه بلاش انا ؟ انا أمه !
هالة: وده تحديدا السبب ! حضرتك امه اللي معرفتش ومقدرتش تحمي ابنها ( بصت لليلى ) زيك بالظبط معرفتيش تحمي عيالك مش هيتقبل منكم الكلام .. مش هيتقبل يسمع لأي حد فيكم ..
أحمد: وهيتقبل منك انتي !
هالة: كتير الانسان بيكون سهل عليه جدا يتكلم مع حد غريب تماما عنه عن حد يعرفه او حد من اهله او حبايبه
حسين: ادخليله وحاولي ترجعيه لنا من تاني
هالة قبل ما تدخل: ادهم مش هيرجع بسهولة
حسين هز دماغه: عارف .. عارف
هالة خبطت بهدوء ودخلت وادهم بدون ما يبصلها: قولت مش عايز حد
هالة بهدوء: وانا مش حد
أدهم بصلها من فوق لتحت وبعدها اتكلم: ولا انتي هتكلم معاكي فاتفضلي بره
هالة باستغراب: انت ما تعرفش انا مين ! مش يمكن اكون دكتورة ابنك وجاية اطمن عليه !
أدهم: لا مش دكتورة ابني
هالة باستغراب: عرفت منين !
أدهم ابتسم بتريقة: هيا مقالتلكيش اني ظابط مخابرات
هالة: مين هيا بالظبط اللي تقصدها !
أدهم هز دماغه: انتي عايزة تلعبي وانا للأسف مش فايقلك .. بس هرضي فضولك .. سيادتك لابسة بالطو ابيض فده معناه انك دكتورة مش حاطة سماعة علي رقبتك ولا في جيب البالطو وده معناه انك مش بشرية بس ده مش سبب ممكن تكوني نسيتيها علي مكتبك مثلا بس كمان لما دخلتي انتباهك كله عليا انا مش علي زياد وده ينفي انك تكوني دكتورته فبالتالي سيادتك جاية ليا انا واهتمامك بيا أنا وبما اني سليم جسمانيا فما فاضلش غير نفسيا وده معناه ان سيادتك دكتورة نفسية حلو بقى تحليلي ده ولا غلطان !
هالة اعجبت بتفكيره: لا مش غلطان
أدهم بغضب بيحاول يسيطر عليه: تمام بما اننا اتفقنا اطلعي بره بقى لان معنديش استعداد اتكلم معاكي او مع اي حد حاليا لان حضرتك معندكيش ادني فكرة انا ازاي بعمل مجهود جبار علشان افضل اتكلم معاكي بأدب وما اعتقدش هفضل مسيطر علي اعصابي كتير
هالة: انا مش عايزاك تسيطر علي اعصابك يا سيادة المقدم.
أدهم بإبتسامة غضب: لا بلاش علشان سيادتك مش قد انك تقفي قصاد غضبي
هالة: حاول تتكلم يا سيادة المقدم وتطلع اللي جواك
أدهم: انتي معندكيش ادني فكرة عن اللي جوايا فاطلعي بره وبلاش تقفي في طريق انتي مش عارفه هيقابلك في ايه .. اطلعي بره
هالة: حاول تهدى وتتكلم بالعقل
أدهم كز علي اسنانه بغضب وبصلها: بما ان الذوق مش جايب نتيجة فهضطريني لاسلوب تاني.
أدهم فاجيء الدكتورة بإنه مسكها من دراعها وشدها لبره الأوضة وخرجها علشان بس ابنه ما يصحاش وقفل الباب وبصلهم: قولتلكم سيبوني في حالي بس انتو مصرين تكملوا علي شوية العقل اللي فاضلين فيا ومصرين تخرجوني عن شعوري
هالة: سيادة المقدم انت محتاج لمساعدة وبسرعة فياريت تسمحلنا نساعدك
أدهم بصلها بنظرة نارية: تساعديني ! انتي ولا هيا ( بص لليلى) ! ولا مين بالظبط !
هالة: بلاش اسلوب التريقة ده وحاول تعترف ان عندك مشكلة ومحتاجة لحل
أدهم بصلها وبدأ يفقد سيطرته علي اعصابه: وانتي متخيلة اني مش عارف اني عندي مشكلة ومشكلة كبيرة كمان ! هاه ! انتي فاكراني غبي ولا ما بفهمش هاه ! سيادتك شايفة ان اول خطوة اعترف اني عندي مشكلة ! هو ده علاجك ! الاعتراف بالمشكلة ! ( بص لليلى وزعق ) هيا سيادتها محكتلكيش اني أول حاجة قولتهالها اني مريض نفسي ! ان عندي عقد نقص وكتيرة او زي ما تسميها ! اني مش راجل طبيعي زي باقي الرجالة ولا هيا اختارت تتكلم بمزاجها.
هالة: طيب حاول بس تهدى علشان نعرف نتكلم
أدهم بصلها: اهدى ! اهدى ! طيب قوليلي سيادتك انا اهدى ازاي ! ابني كان هيموت مني وقبله كانت اخته وكله بسببها هيا وبسبب قرارتها اللي بتاخدها بغباء
هالة: بطل تلومها هيا لوحدها علي كل مشكلة تحصل.
أدهم انفجر: امال الوم مين ! هاه الوم مين ! غيري انا وهيا ! لان قبل ما هيا تكون غلطانة فأنا غلطان قبلها، غلطان لما سمحتلها تدخل حياتي من الأول .. ( بص لهالة ) انا كنت مشوه .. مشوه لدرجة لا يمكن تتخيليها وتقبلت تشوهي ده وتقبلت كره الناس ليا لحد ما هيا شافتني ومعرفش ليه فضلت ورايا واصدها مرة بعد مرة وهيا برضه مصرة لحد ما استسلمت لها وساعتها كانت جرح جديد يدوب دخلت حياتي توريني لمحة من السعادة وتوريني يعني ايه متكونش وحيد وبعدها ترجعني تاني تدفني بالحيا وتفضل ورى ابوها لحد ما يوافق نرتبط وترجعلي من تاني وتعيشني في وهم من تاني وانا وافقت .. وافقت أكون وسيلة لسعادتها هيا وبس بغض النظر عن انا هيجرالي ايه او هعاني من ايه.
اصرت تعمل فرح علشان تخليني فرجة للكل وكل اهل بلدها يتفرجوا علي المشوه اللي بيتجوز ست الحسن والجمال ومقدرتش احساسي ممكن يكون ايه وجه ابوها كمل وعمل اللي عمله يوم فرحنا وبعدت بس هيا برضه رفضت بعدي ده وفضلت ورايا لحد ما رجعتني لها من تاني ومن هنا كانت رحلة مأساتي معاها لان أبوها اللي كانت بتسمحله يحركنا زي العرايس في ايديه شرط عليا اسافر يوميا من القاهرة لبلدها ٦ ساعات رايح و ٦ راجع وعلشانها وافقت بس هيا مقدرتش صعوبة ده عليا وانا مكنش قدامي حلول ماهو يا ابعد عنها وده مرفوض يا اسيب شغلي وده ما ينفعش لاني ما املكش غيره اقدر افتح بيه بيتي يا اوافق واجي علي نفسي وده كان اختياري وعلشان ايه ! اتحمل سفر ١٢ ساعة تقريبا بشكل شبه يومي علشان بس اقعد معاها ساعة منها نص ساعة بتشكيلي ان الوضع ده مش عاجبها وكأنه بإيدي بس اتحملت وما بعدتش علشان سعادتها وهيا اخدت ده حق مسلم..
( بصلها وكمل ) كنتي بتهتمي بنفسك وسعادتك وطلباتك وبس بغض النظر انا هنفذ طلباتك دي ازاي .. فاكره حفلتك السخيفة .. مجرد حفلة عادية في مدرسة وشرطتي عليا اني لازم احضرها ووافقت وعلشان اعرف احضرها كان لازم اعوض اليوم ده وطبقت يومين شغل علشان اجيلك وساعتها نمت في الطريق والعربيه اتقلبت واتدغدغت مليون حته وانا معاها ولما فوقت مهمنيش نزيفي ولا جسمي المتكسر ما فكرتش غير فيكي وبس والدكتور مهما يقنعني ان حالتي صعبة الا اني ما سمعتوش واتحملت باقي الطريق مع سواق العربية النقل اللي كان مستغرب ليه كل ده ومصيبة ايه اللي هتحصل لو انا ما روحتش ووصلت بالعافية ودخلتلك لقيتك انتي وابوكي منتظريني وما شوفتيش تعبي ولا وجعي ولا شوفتيني أصلا كنت منتظرة علشان تبلغيني ان خسارة الوقت اللي انتظرتيني فيه واخدتي شنطة هدومك ومشيتي ..
فكرتي في يوم انا ساعتها حسيت بإيه ؟ لحد النهاردة يا ليلى عمرك فكرتي في اليوم ده انا حسيت بإيه ساعتها ! لا ما فكرتيش وما اهتمتيش ماهو بحبك وهتحمل اي حاجة علشانك .. وبعدت تاني وبرضه رجعتيني تاني وانا زي الغبي برجعلك مرة بعد مرة مهما بخسر الا اني برجعلك وانتي بتسوقي فيها بزيادة وبتدخلي أبوكي بزيادة وكل يوم كنتي توريني انتي وهو اني عمري ما هعرف اكون جزء من عيلتك الكبيرة وبتثبتيلي ده مش عارف ليه علي الرغم من اني قولتلك كل ظروفي وقولتلك انا مبعرفش اتقبل الناس واندمج معاهم بسهولة بس كنتي برضه مصرة ..
عمال اخسر معاكي مرة بعد مرة وبرضه متمسك بيكي .. ليه انا مش عارف .. خسرت نفسي وخسرت اوفى صديق كان عندي ماكس فكراه ولا نسيتيه ؟ فاكرة ماكس اللي ضحى بحياته علشانك ! اللي ابوكي قال عليه وفيها ايه ده حتة كلب .. الكلب ده اللي لحد النهاردة عمر ما كان عندي صاحب وفي زيه تعرفي ان ماكس ده الكائن الوحيد في الكون كله اللي حبه كان بدون شروط وبدون مقابل ..
اللي لحد النهاردة انا مفتقد حبه ده ومات علشانك علشان كان عارف انك مهمة بالنسبالي فضحي بحياته علشان ينقذ حياتك ساعتها كان لازم ابعد يا ليلى ومرجعش تاني بس برضه عرفتي ترجعيني تاني وبعدها اكتشفنا مشكلة الخلفة اللي عندك وتحولت حياتك لمأساة وما فكرتيش غير في نفسك وبس .. احساسك .. وجعك .. حياتك .. حرمانك ..
لكن انا ! عايش ازاي ! او تقبلت الموضوع ده ازاي ! او فارق معايا او لا مفكرتيش ماهو اصل انا بحبك فما يهمش .. وأبوكي ساعتها بس تقبلني في حياتك ماهو بنته طلع عندها مشكلة واهو ضل راجل بقى وبدال ما يطفشه يقبله وخلاص وفجأة بعد ما كان كل يوم بيحاول يبعدنا عن بعض بقى يقولي ابني واعتبرني زي ابوك وكان المفروض احمد ربنا واسكت ماهو ابوكي خلاص رضي عني ... ولا حمل زياد ساعة ما حصل وجيبتي ابوكي تاني بينا وعايرتيني بتشوهي علشان ابعد عنك واسيبك تكملي حملك وبرضه مفكرتيش فيا انا ومفكرتيش غير انك عايزة تكوني ام بغض النظر النتيجة هتكون ايه او انا هيجرالي ايه واخدتيها برضه امر مسلم انك اول ما تولدي هرجعلك ماهو انا ما هصدق وللاسف برضه رجعت وخلفتي آيه وحمدت ربنا وقولت حياتي خلاص استقرت بس ازاي كان لازم انتي تدمريها من تاني وروحتي اتعرفتي عليهم .. دادو ونانا .. وتفاجئيني بيهم .. بأبويا اللي طردني من بيته وانا عيل بعد ما شوهني وامي اللي تقبلت ضعفها وسابتني له وتحطيني في امر واقع لازم تتقبلهم .. ويجي اخويا المبجل اساس كل مشكله وكل مصيبة حصلت يتعب ويحتاج لكبد فأبويا العظيم يجي يحاول يرشيني علشان يشتري مني الكيد اتبرعه لاخويا وكنت اضعف من اني اقولهم لأ .. ويندم ابويا ويطلب يكون جزء من حياتي ودخلتهم حياتي وتبدؤا كلكم تقنعوني اعمل العملية علشان ما ابقاش مشوه...
( بص لابوه ) كنت متخيل انك هتصلح كل اللي عملته فيا بالعملية دي ! صح ! وطاوعتك وما رضتش احرمك من الاحساس ده انك توهم نفسك ان كل حاجة اتصلحت .. وسيادتك ( مراته ) قولتيلي من حقي ان جوزي ما يكونش مشوه ولتاني مره بتعايريني بتشوهي وقبلت علشانك انتي قبل اي حد تاني ورجعت بس كنتي اول واحدة ما تقبلتيش شكلي الجديد ووحشك جوزك المشوه اللي عمره ما يبص لغيرك .. اللي كان خاتم في ايدك .. اللي كنتي واخداه امر مسلم انه هيفضل في حياتك مهما تعملي هيغفرلك ومهما تغلطي هيسامحك ماهو مشوه بقى ..
لكن دلوقتي معدش مشوه وتقبلت ده وقولت اديكي الوقت تتقبلي شكلي الجديد بس ساعتها اكتشف انك دمرتي كل حياتي وهديتي بيتي .. سيبتي بيتي ورحتي تعيشي في البيت اللي انا شوفت اسود ايام عمري فيه ! ازاي فكرتي اني ممكن اقدر اعيش فيه ! ( دموعه نزلت ) انا حكيتلك ازاي عشت في البيت ده وتروحي تعيشي فيه بعيالي وتقوليلي اصلك سامحتهم ! ولنفترض اني سامحتهم او اني بحاول علي قد ما اقدر ازاي تخيلتي اني هعرف اعيش هناك ! وعماله تاخدي في قرارات وتهمشيني شويه شويه ومعدتش عارف اعيش ولا عارف اكون اب ولا عارف اكون زوج ولا اكون اخ ولا ابن ولا عارف حاجة خالص ...
محدش فيكم فكر قد ايه بحتاج لقوة علشان انزل من عربيتي وادخل البيت ده ! هاه ! البيت اللي اتعاملت فيه زي عبد من ايام العبيد واسوأ كمان منهم ! والمشكله انك بتلوميني اني ساكت واني بره البيت وانتي عمالة تضغطي عليا .. سيبتي بيتي بدون ادني وفرضتي عليا بيت تاني وسكت .. نقلتي عيالي من مدرستهم ودخلتيهم لمدرسة انتي عارفة كويس انها فوق قدراتي المادية وسكت وقلت اهي سنه وتعدي ..
عمالة تخططي وتقرري وتنفذي وتبلغيني من باب العلم بالشيء وسكت عارفة ليه يا ليلى كنت بسكت وبتقبل ده ؟ علشان عيالي مبسوطة وسعيدة وعلشانك انتي وجيت علي نفسي تاني علشانهم وعلشانك وقولت مش مهم سعادتي ومش مهم اني اكون مرتاح المهم كلكم مبسوطين .. لكن تيجي تهملي في دورك كأم ويوم الاقي بنتي غرقانة في البيسين ويوم الاقي ابني ميت في ... في ... ( بص لاحمد ) انت ازاي تقول لابني ان المكان اللي كنت بتحبس فيه وبتعذب فيه هو مكاني المفضل هاه ؟ بأي وجه حق تخلي ابني يدخل للمكان ده ويعمله مكانه المفضل ! بأي وجه حق يا أحمد !
سكت وبص للسقف بيحاول يتنفس او يسيطر علي دموعه وعلي وجعه وعلي انهياره ..
صمت مطبق مسيطر علي الكل بيقاطعه شهقات عياط من حنان او ليلى .. حسين منهار علي الكرسي رجليه مش شيلاه وأحمد هربان من عنين أدهم .. حتي هالة الدكتورة النفسية اللي المفروض تتكلم مسحت دموعها ومقدرتش تنطق ولأول مرة في حياتها المهنية ما تكونش عارفة تقول ايه !
أدهم بص لهالة و بصوت مهزوز ضعيف: هاه يا دكتورة اديني اتكلمت وقولت اللي جوايا ! اتفضلي قوليلي علاجي ايه ! انا معترف يا ستي اني مريض نفسي ومجنون ومتخلف وكل حاجة بس علاجي ايه ! ارجع معاهم البيت واحط جزمة في بوقي واسكت ! اخد عيالي وابعد ! المفروض انا حاليا اعمل ايه ! اتصرف ازاي !( زعق ) انطقي مش عمالة تزني علي مراتي وعليا اني محتاج لمساعدة ( مد ايده لها ) انا اهو قدامك مادد ايدي ساعديني زي ما بتقولي ! قوليلي اعمل ايه ! ( هالة مقدرتش تنطق وجمدت مكانها وبصت لأيده بعجز تام وبصت للأرض وهو ضحك بغلب ووجع ) عرفتي ليه كنت رافض فكرة الدكتور النفسي ! علشان عارف انك هتقفي كده قدامي معندكيش حل ...
هالة اخيرا لقت صوتها: اعتقد يا سيادة المقدم ان الصح انك تنتظر الأمور تهدى والأزمة دي تعدي وساعتها نقدر ناخد قرارات صح ونفكر ايه الخطوة الصح مش دلوقتي !
أدهم بصلها: وده اللي انا قولته لها .. قولتلها تسيبني دلوقتي لحد ما اهدى والأمور تهدى بس انتو رفضتو .. اعتقد بما اننا اتفقنا يبقى من هنا لحد ما الأمور تهدى مش عايز اشوف حد فيكم .. كلكم .. من هنا لحد ما اعرف هعمل ايه مش عايز المح حتي حد فيكم .. بعد اذنكم ...
سابهم ودخل أوضة ابنه وقعد قصاده يحاول يستجمع انفاسه ويلملم جروحه اللي انفتحت كلها ويحاول يسيطر علي الألم اللي بيقطعه حاليا .. عمال يبص لابنه ويحاول يقنع عقله انه علشانهم لازم يكون أقوى من كده ..
أما بره فحالة الصمت المطبق دي محدش عارف يقطعها ولا حد عارف ينطق
ليلى بصت لهالة وكأنها بتستنجد بيها
هالة هزت دماغها بأسف: انا اسفة يا ليلى بس ما تخيلتش كمية الوجع دي كلها انتي ركزتي اكتر علي الحب اللي بينكم مش وجعه ما تخيلتش أبدا كمية المآسي اللي مر بيها.
حسين بوجع: أدهم محكاش حتي واحد علي عشرة من كمية المآسي اللي سببتهاله ولا اي حاجة من اللي عملتها فيه .. مش هقولك علي رفضي له ولا اهانتي ولا ضربي له ولا حرماني له من ابسط الامور زي الاكل والشرب ولا هقولك كام مرة جلدته ولا هقولك اني رفضت اعتبره بني ادم وعاملته كحيوان واصريت ان الكل يعامله بنفس الطريقة، مش هقولك ان عيل من يوم ما وعي علي الدنيا لحد ١٣ سنه انا كنت بتفنن ازاي اوجعه علشان اوجع امه وازاي اذيه وازاي اضره .. انتي عارفة ان انا اللي شوهته ! ادهم لو قلع القميص هتشوفي جسمه كله متقطع حتي بعد العملية رفض يعالج جسمه عالج بس وشه وساب جسمه تذكرة للي حصل ..
هالة: ازاي شوهته ! ليلى قالت انه اتعرض لحادثة وانت رفضت تعالجه بس
حسين ضحك بألم: اليوم ده مش قادر انساه ابدا ساعتها احمد خرج واتأخر بره وراح شرب وسكر وانا طلبت من أخوه العيل يخرج وما يرجعش من غيره وبالفعل هو لقاه لانه كان عارف هو بيشرب فين ولانه خاف عليه يحاول يسوق هو العربية علشان اخوه سكران ..
مع انه عيل ما بيعرفش اصلا يسوق بس كان لازم يروح اخوه والا هيلاقي عقاب هو اصغر من انه يتحمله بس اخوه رفض واصر يسوق هو وساعتها هو خاف علي اخوه مش علي نفسه فحاول يربط حزام احمد بس ما طالوش ففك حزامه وربط حزام اخوه وقبل ما يرجع مكانه كان احمد عمل الحادثة ولان ادهم مش رابط الحزام ومكنش حتي قاعد في كرسيه كويس طار من العربية ول حظه دخل في عربية محملة قزاز ومرايات والقزاز قطع جسمه ووشه وبدال ما انا اعالجه قررت ساعتها اخليه مشوه..
مش عارف ازاي عملت كده بس روحت ورشيت الدكتور وطلبت منه ان كل الجروح دي ما تتعالجش والدكتور ما صدق ان طاقة القدر اتفتحتله وساعتها كان بيحقن أدهم بحقن تعمله شلل لجسمه لكن بيفضل احساسه موجود وجاب طلبه تتعلم عليه ازاي يخيطوا الجروح وكل يوم يفكوا الغرز ويخيطوها تاني وكل ما وجعه وألمه بيزيد كنت بفرح اكتر وكنت بخلي الدكتور يصوره وكنت بتفرج علي الفيديوهات دي وافرجها لأمه واستمتع بعياطها ووجعها علي ابنها وبعد ما الجروح بدئت تدبل وتبطل نزيف لقيت الطلبة بيمسكوا المشرط ويعملوا جروح جديده علشان يخيطوها منهم واحد فتح جرح بطول دراعه كله بس ساعتها معرفش يسيطر علي النزيف اللي حصله .. ( بص للدكتورة اللي عندها ذهول ) شوفتي بقى انا عملت في ابني ايه ! شوفتي حد بالقسوة دي..
شوفتي جبروت بالشكل ده .. ولولا ان الولد اللي جرحه اكتشف بالصدفة انه واعي وبلغ أبوه الله اعلم كان اللي حصله دلوقتي .. وساعتها أبوه اتبناه وهنا ربنا رحمه مني .. ياتري بقى يا دكتورة استاهل انه يسامحني !
سكتت هالة وماردتش عليه فهو كمل:انا عارف انه ما سامحنيش وانه محتاج لوقت بس ما تخيلتش اني بضغط عليه بطلبي منهم يعيشوا معايا او اني انقل العيال لمدرسة اكبر انا بس حبيت أعوضهم شوية واعوضه هو عن اخطاء الماضي .. ما تخيلتش انه هيفسر ده بالطريقة دي.
هالة اتنهدت: هو محتاج لوقت ومحتاج منكم تدعموه لكن مش تخططوا حياته نيابة عنه .. هو حاليا شافكم بتدخلوا في خصوصياته وكل واحد بياخد قرارات تخصه نيابة عنه .. كلكم للأسف غلطتم في حقه وهو وصل لمرحلة خلاص فاض بيه من الكل .. ادوله مساحة شوية
حنان وقفت وراحت ناحية الأوضة فهالة مسكتها ووقفتها: حضرتك رايحة فين ؟
حنان: هدخل لابني وأخده في حضني
هالة: للاسف هو حاليا مش محتاج لحضنك هو محتاج يبعد شوية سيبوه يبعد بدال ما تخسروه نهائي
حنان: يعني نعمل ايه !
هالة: تمشوا وتسيبوه
ليلى: لا يمكن امشي واسيب ابني !
هالة: معلش يا ليلى هضطري تمشي وتسيبيه مع أبوه بدال ما تخسريهم الاثنين
وبعد حوارات كتيرة نفذوا رغبة أدهم ومشيوا وهو فضل جنب إبنه طول الليل مش قادر ياخد اي قرار في حياته ازاي هيمشيها
الصبح بدري آية صحيت وفضلت تزن علي مامتها توديها عند أبوها وأخوها وفضلت مترددة لحد ما أخدت القرار تروح عندهم وخبطت ودخلت كان أدهم قاعد علي كرسي ورافع رجليه علي حرف السرير وحاطط راسه علي ايده وتقريبا نايم وهيا فضلت تبصله كتير وتسأل نفسها ليه وصلوا للنقطة دي وليه بعدت عنه كده !
آية راحت لأبوها وهزت دراعه فصحي وبصلها وأول ما شافها ضمها وابتسم: حبيبة قلبي
رفع دماغه وشاف ليلى ودور عنيه بعيد عنها بسرعة
ليلى: زياد حبيبي أخبارك ايه !
زياد: انا كويس يا مامي وفطرت كمان انا وبابا هو أكلني
آية: انا كمان فطرت مامي فطرتني .. انت كويس يا زياد !
زياد ابتسم: اه كويس .. شوفتي اخدت حقنة في دراعي زي اللي انتي اخدتيها
آية طلعت جنب أخوها: بتوجعك ! كانت بتوجعني كتير
زياد بتفاخر: لا مش بتوجعني علشان انا راجل زي بابا
ليلى بصت لأدهم: انت اخبارك ايه ! كويس !
أدهم باقتضاب: اطمنتي علي ابنك ! اتفضلي من هنا
ليلى بصتله وقربت منه وقفت جنبه وهو باصص قصاده وقاعد مكانه فقعدت في الارض قصاده ومدت ايدها مسكت ايده: ادهم بصلي انا ليلى حبيبتك
أدهم بجمود: وانا اكتفيت من ليلى حبيبتي .. معدش عندي حاجة اقدمهالك ..
ليلى بقلق: أدهم انت ناوي علي إيه بالظبط ؟
أدهم: لما انوي يا ليلى هبلغك ودلوقتي اتفضلي شوفي وراكي ايه !
ليلى: انا عايزة أفضل جنب عيالي !
أدهم: عيالك حاليا معايا سيبيهم واتفضلي لحد ما اشوف هنعمل ايه وهنظبط أمورنا ازاي .. اتفضلي
ليلى وقفت: أدهم انا مش هسيب عيالي
أدهم بصلها وواجهها: ماهو يا تسيبهم دلوقتي وتتفضلي من هنا لحد ما اقدر افكر وأخد قرار يا هتسيبهم غصب عنك لاني هاخدهم واختفي فاختاري يا ليلى انهي حل هيناسبك.
ليلى بصدمة: انا مش همشي واسيب عيالي
أدهم: يبقى هتسيبهم غصب عنك يا ليلى
ليلى بتبصله مش مصدقة اللي بتسمعه منه وفكرت تفضل غصب عنه وتشوف هيعمل ايه يعني وهيتصرف ازاي ! ويوريها هياخد عياله منها ازاي !