رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل العاشر
ملك بصت لكريم كتير وكلام أبوها وأمها بيتردد جواها وقدامها خطيبها اللي بتحبه ونظرتهم طالت وسكوتهم طال فكريم قطع الصمت ده: هنكمل يا ملك طريقنا مع بعض ولا ناوية على ايه !
ملك بصتله ودموعها في عينيها: هو أنت بجد بتفكر في الانفصال يا كريم ! تخيلت إن مهما يحصل بينا هيكون ده شيء من المستحيل أصلا نفكر فيه !
كريم وقف بضيق: ملك أنتي بتضطريني بإتهاماتك ..
ملك زعقت: أنا مش بتهمك .
كريم بصلها باستغراب: امال اللي بتعمليه ده اسمه ايه ! لما تتهميني إني أعرف أمل قبل كده واتدخلت علشان هي لها مكانة في قلبي يبقى ده ايه !
( كمل بتريقة ) لو ده مش إتهام امال ايه الإتهام في نظرك ! أنتي بتتهميني بالخيانة يا ملك ! أبشع حاجة في الكون وأنا لا عمري كنت خاين ولا عمري هكون في يوم من الأيام .
ملك بصت للأرض: ده شيء أنا واثقة منه وعارفاه كويس .
كريم قرب منها ووقف قدامها وصوته بقى هادي: ولما أنتي عارفة إني عمري ما هخونك مالك بقى !
ملك بصتله واتقابلت عينيهم: خايفة .
كريم استغرب وملامحه كلها ظهر عليها الاستغراب: من ايه !
ملك بقلق وخوف حقيقي هو حسه: إني معرفش أتأقلم مع كريم الجديد .
كريم حاول يتكلم: مفيش جديد و ...
قاطعته ملك: حبيبي أنت اتغيرت أو بلاش اتغيرت نقول ... فوقت زي ما أنت بتقول .. فوقت لما واجهت الموت .. وأول حاجة عملتها بعدت عني وبتبعدني عنك .
كريم هز دماغه برفض: ما بعدتش يا ملك .. حطيت حدود بينا في تعاملتنا لكن ما بعدتش .. أنا زي ما أنا .. طباعي هي هي .. تفكيري زي ما هو .. شخصيتي نفسها .. كل اللي اتغير إني كنت بعيد عن ربنا وبحاول أقرب من تاني .. بحاول يا ملك والمفروض أنتي تكوني سند ليا .. تساعديني على ده .. ناخد بايد بعض .
ملك بزعل: طيب ولو أنا اللي بعيدة دلوقتي عن ربنا .
كريم ابتسم: تسمحيلي أنا أشدك معايا ونسند على بعض ونقرب مع بعض ..
ملك ابتسمت بس من جواها حست إنها بتخسره شوية شوية ..
كريم بحب: ها ينفع ؟ تسمحيلي أقرب منك وتحطي ايدك في ايدي ؟
ملك ابتسمت وهزت دماغها بموافقة بس من جواها قلق وخوف غير طبيعي من اللي جاي .
أمل مع اصحابها بتفكر في شريف وهل هي فعلا بتحبه ولا ايه هو الحب ؟! أصحابها للأسف محدش فيهم حب قبل كده فمحدش قدر يساعدها ..
نتيجة الترم الأول على وشك الظهور والكل متوتر .. أمل اتصلت بأمها تدعيلها هي وأبوها .. الترم الأول والحادثة والعمليات كل ده وترها من النتيجة .. هل ممكن كل ده يؤثر عليها وعلى نتيجتها !
راحت تشوف النتيجة هي وأصحابها والتوتر مسيطر عليها تماما .. وقفت قدام الورق اللي متعلق على الحيطة في الكلية وعينيها بتدور على اسمها بخوف .. وأخيرا شافت اسمها وحطت ايدها وماشية على التقديرات كلها وبعدها نزلت ايدها بصدمة واتحركت تفسح مكان لغيرها
فاطمة مسكت ايدها: مالك عملتي ايه !
دموعها لمعت في عينيها وماردتش وفاطمة بصت لباقي أصحابها اللي كلهم بيهيصوا وفرحانين بنتايجهم
عايدة قربت باستغراب: مالها ! في ايه يا أمل !
كلهم اتلموا حواليها وهي دموعها نازلة
مروة جريت على النتيجة تطمن على صاحبتها واستغربت ورجعت لأصحابها فكلهم بصولها وعايده سألتها: هي عملت ايه !؟
مروة باستغراب: ناجحة .
فاطمة كشرت: امال مالها ! طيب تقديرها ايه !
مروة باستغراب أكتر: امتياز
كلهم بصوا لأمل وعايدة زعقت فيها: يا بنتي مالك ما أنتي تقديرك حلو اهو .
همست من بين دموعها: بس مش كله امتياز في مادة جيد ومادة جيد جدا .
عايدة بغضب: طيب ما تحمدي ربنا غيرك مش ناجح أصلا أنتي عايزة تجلطينا يا أمل !
أمل بعياط بصتلها: حلمي اللي بحلم بيه عمري كله مش هيتحقق وهو إني أبقى معيدة في الجامعة .. تقديري نزل عن كل سنة وفي اللي جايب امتياز في كل المواد .. مش هتعين معيدة .
مروة ضمتها وكلهم سكتوا: يا بنتي محدش عارف لسة .. بعدين عندك الترم الثاني عوضي فيه وارفعي المواد دي ..
أمل بعياط: ماهو اللي معايا مش هينزلوا الترم الثاني .. فمهما أرفع هيفضلوا برضه متفوقين عليا بالمادتين دول .
عايدة بصتلها وخلتها تواجهها: هو أنتي اتطلعتي على الغيب !
أمل هزت دماغها وعايدة بتسمح دموعها وكملت: طيب مش أنتي دايما اللي بتقولي لو اتطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع ! ودايما تقولي ربنا بيختارلنا الأفضل دايما ! وعلى طول عندك ثقة تامة في تدبيرات ربنا ! ودايما تقولي أكيد في خير مستخبي وهيجي لسة؟ ! فين بقى إيمانك بكلامك ده كله ! مش يمكن تعيينك كمعيدة مش خير ليكي وفي شيء أفضل !
أمل بحزن: بس ده حلمي .
عايدة بحب: ولو مالكيش نصيب فيه هتعملي ايه ! مالكيش عيش هنا ! نصيبك في مكان تاني
أمل أخدت نفس طويل وقامت وهنا سمر قربت منهم و واضح إنها كانت مراقباهم فابتسمت واتريقت: خير يا بنت عمي لتكوني شايلة مادة بعد الشر .
أمل واجهتها وابتسمت بقوة: امتياز يا حبيبتي عقبالك .
سمر ابتسامتها اختفت وحل مكانها الحقد والكره الواضح جدا في عينيها ومروة بصت لأصحابها: يلا يا بنات نطمن أهالينا .
اتحركوا كلهم وسمر راحت تطمن على نتيجتها بخوف لأن أبوها وعدها لو ما نجحتش هيقعدها ومش هتعيد تاني ..
شافت نتيجتها وكانت ناجحة بمقبول كل المواد وشايلة مادة واحدة بس فقررت ماتقلش لحد عليها غير أمها
أمل اتصلت بأمها تطمنها بس أول ما سمعت صوت مامتها بتقولها طمنيني حبيبتي وأبوها جنبها بيقولها: تطمنك على ايه ! امتياز زي كل سنة وبكرا تتعين معيدة إن شاء الله .
انفجرت في العياط وأمها كانت هتتجنن من القلق وأبوها كمان وفضلوا يسألوا فيها وهي تعيط لحد ما اتكلمت وقالت نتيجتها فأمها اتنهدت: حرام عليكي وقعتي قلبي يا بنتي .. يا بنتي اللي ربنا كاتبه هو اللي بنشوفه وربنا قال كل واحد يعمل اللي عليه ويرمي تكاله على الله .. اعملي اللي عليكي اما الباقي ده بتاع ربنا هو بيدبره .. معيدة أو غير معيدة أنتي ناجحة بامتياز افرحي يا حبيبتي بنجاحك وبطلي عياط وكل اللي يكلمك قليله ناجحة بامتياز .. يعني المعيدين أخدوا ايه زيادة !
أمل ابتسمت وبعدها أبوها كلمها وقالها نفس الكلام وطمنوا قلبها نوعا ما وحست بالارتياح ورجعتلها الطمأنينة من تاني .. هي بس مخنوقة وكانت محتاجة تعيط شوية ومحتاجة لدعم وحب أمها وأبوها ومحتاجة تحس بحبهم واهتمامهم ..
شريف رن عليها كتير وأخيرا ردت عليه كان قلقان على نتيجتها وطمنته حاول يتكلم معاها شوية بس قفلت الكلام بسرعة وراحت لصحباتها ..
فاطمة باستغراب: مش خطيبك ده اللي كلمك !
أمل هزت دماغها بموافقة وفاطمة استغربت أكتر: ده أنتي ماكملتيش حتى دقيقتين معاه .. يا بنتي اديله فرصة يتكلم معاكي
عايدة بصت لأمل: يا أمل لازم تعرفي اذا كنتي بتحبيه ومتقبلاه في حياتك كزوج يشاركك كل حياتك ويملكك ولا لا ! لازم يا قلبي
أمل كشرت بضيق: أنا عادي .. يعني مش بكرهه.
مروة قربت: واحشك ! بتعدي اللحظات مش هقول الأيام اللحظات علشان تشوفيه ؟ بتحسي بقلبك بيتخطف لما بيقرب منك ! نظرته بتخلي قلبك يدق وتحسي إنه هيخرج من مكانه ! لو قرب أوي بتكتمي نفسك وتحسي إنك مش قادرة تتنفسي لحد ما يبعد ! بتحسي بذبذبات في المكان أول ما يدخله ؟
أظن ده الحب والاشتياق يا أمل !
مروة اتفاجئت بيهم كلهم بيبصولها متنحين وهي مستغربة: مالكم بتبصولي كده ليه !
عايدة بتريقة: جبتي منين يا بت الكلام ده كله ! أنتي بتحبي يا بت !؟
مروة ابتسمت بتعالي وضحكت: دي خبرة عصاراتي .
فاطمة خبطتها في كتفها: اتنيلي قال عصارتها قال ! ده أنتي ما بتعرفيش تطلبي محاضرة من زميل معانا وبتخلينا احنا نجيبهالك لو اضطرينا نتعامل مع حد فيهم ..
مروة بهزار: هي العصارة دي لازم تكون عصارتي أنا يعني ! دي عصارة تجارب الآخرين وأنا جمعتهالكم علشان تستفيدوا من خبراتي في سماع مشاكل البنات .
كلهم ضحكوا تاني واتحركوا يروحوا للمدينة بس أمل بتفكر في كل الكلام ده واكتشفت إنها ما بتحسش بأي حاجة من كل دول نهائي الموضوع عادي جدا بالنسبالها ..
سمر كلمت والدتها وقالتلها على النتيجة واتفقوا فعلا يخبوا عن أبوها عن المادة اللي شايلاها ..
ميادة لسه مصرة تعرف كل التفاصيل اللي حصلت في الحادثة وبدرية بتسويها واحدة واحدة علشان لما تتكلم ميادة تصدق دون نقاش
ميادة بضيق: أنا مش فاهمة أنتي ليه بتخبي عني ! كنت فاكرة إنك بتهتمي بيا فعلا وبتعتبرني زي أخت ليكي .
بدرية بسرعة و بتأكيد: وربنا يعلم والله أخت وأكتر .
ميادة بضيق وغضب: امال بتخبي عني ليه ! ليه مش عايزة تصارحيني باللي حصل ؟!
بدرية رسمت الحزن ومثلت العياط: عايزاني أقولك ايه ! أخرب على بنت أخو جوزي ! ولا أعمل ايه بالظبط !
ميادة مسكت ايدها وبتشجيع: امال تخبي عن أختك يا قلب أختك !
بدرية بصتلها بحزن ومسحت دموع وهمية: أقولك ايه بس يا أم شريف ! أقولك إنهم اتهموا بنتي ونتيجة إتهامهم كان أبوها عايزها تسيب دراستها ويقعدها في البيت ! اهههه اه .. تخيلي لو مقدرتش أقنع جوزي يرجع البنت كليتها كانت حالتها هتكون ايه !
ميادة بعدم فهم: وليه كل ده وتسيب دراستها ليه ! وايه علاقة سمر باللي حصل لأمل !
بدرية أتقنت دورها جدا برسم الحزن: ماهو سمر كانت معاها في نفس الميكروباص وفي الاستراحة أمل نزلت ...
ميادة كشرت: وبعدين !
بدرية أخدت نفس طويل وكانت هتحكي بس رجعت في كلامها: معرفش معرفش بالله عليكي ما تضغطي عليا .
ميادة مسكت ايدها: وبعدين يا أم سمر ايه اللي حصل ! وليه الميكروباص ساب أمل ومشي .
بدرية بتردد مصطنع: هي طلبت من سمر تغطي عليها وتخلي الميكروباص يمشي بأي طريقة ومالهاش دعوة بيها وسمر بنتي كانت خايفة عليها بس هي أصرت عليها وهددتها تتهمها بأي حاجة حاكم البت أمل دي أبوها وأمها شايفينها ملاك من السما وما بتغلطش أبدا ولو قالتلهم الشمس بتطلع من الغرب هيصدقوها .
ميادة بغيظ: ليه يعني !
بدرية بحقد: بنتهم ملاك يا أختي ما بتغلطش أبدا ..
ميادة بغيظ: وبعدين ! كملي .
بدرية ابتسمت بانتصار: بس بنتي قالتلهم إنها هتروح مع قرايبها وهم هيوصلوها وأصرت إن الميكروباص يمشي فمشي وسابوها وهي فضلت بمزاجها ولما حصل اللي حصل واتعرضوا لحادثة هي والواد اياه تخيلي أمل عملت ايه ؟
ميادة بغيظ وحقد: عملت ايه الواطية دي ؟
بدرية بانتصار بس خبته بسرعة ورسمت مكانه الانكسار والحزن: تصدقي إنها اتهمت بنتي أنا إنها سابتها وحبستها غصب عنها في الحمام في الاستراحة .. طبعا أمها رفضت تصدق الكلام ده وصدقت بنتها ولما روحنا نزورهم في البيت تخيلي عملوا فينا ايه !
ميادة بغضب رهيب: ايه يا حبيبتي ؟
بدرية بشبه عياط: ضربونا يا أختي .. سميرة مسكت بنتي من شعرها مسحت بيها بيتها ولما قربت أحوش عن بنتي ضربتني أنا كمان ..
ميادة مش مصدقة كل ده وبتهز دماغها برفض وغضب: طيب جوزك ! جوزك قال ايه !
بدرية بتريقة: جوزي ! هههه قال جوزي قال ... جوزي للأسف تحت طوع أخوه .. لو أخوه قال يمين يبقى يمين لو شمال شمال .. ما بيقدرش يفتح بوقه قصاده.. ده قاله طلع بنتك من الكلية عقابا علشان اتكلمت عن أمل راح مطلعها لولا وقفت في وشه .. أنتي ما تتخيليش حياتي في البيت ده عاملة ازاي ! وما تتخيليش أنا بتحمل ايه علشان بناتي .
ميادة واستها: طيب سيبي البيت ! روحي لأهلك !
بدريه بعياط: للأسف أبويا ميت وأمي عايشة عند أخويا، و أخويا متجوز ومراته حرباية وبعدين مين هيصرف عليا وأبلي مين بيا وأخويا كفاية عليه أمي لكن أروحله أنا كمان صعب عليه وأنا مش هرتاح فبقول نار بيتي أهون .. المهم بس أطلع سمر بنتي من هنا وبعدها أنا مش مهم في داهية أنا .
مياده مسكت ايدها: في داهية ازاي بس ده أنتي الخير والبركة .
بدرية بصت للأرض بتمثيل وانكسار: أهم حاجة عندي ألاقي اللي يقدر سمر ويعزها ويحفظها جوا عينيه .. سمر طيبة وغلبانة ماعندهاش خبث البنات .. كانت تقدر تفصل نفسها عن أمل ومالهاش علاقة بيها وتبعد عن كل المشاكل بس طيبة قلبها .. أقولها يا بت خليكي في حالك تقولي لا بنت عمي ما أقدرش أتخلى عنها.. من صغرهم وهي بتعتبر أمل أختها الصغيرة .. وللأسف أمل تعمل العملة وبنتي تلبسها وتتعاقب عنها لحد ما اتعودت بقى تلبس كل مصايبها لسمر بنتي .
ميادة بتفكر وتهز دماغها بعدم تصديق: يالهووي كل ده وكنتي هتسيبي ابني يقع فيهم يا بدرية ! اخص عليكي .
بدرية مسكت ايديها: والله خفت منك .. خفت لأقولك تقوليلهم وأقع أنا في مصايب .. أنتي متخيلة جوزي لو عرف إني قلتلك الكلام ده ممكن يعمل فيا ايه أنا وبنتي ! ( لطمت على خدودها ) يا لهوووي ده مجرد التفكير بيرعبني .. ده ممكن يموتني ولا يموت سمر بنته .. بالله عليكي يا أم شريف اوعي اوعي حد يعرف إني قلتلك أي كلمة .. اوعي تخربي بيتي .
ميادة طبطبت على كتفها: اطمني يا أم سمر مش هسمح لحد يضرك أبدا .
مشيت ميادة وهي متوعدة لابنها وعمالة تتخيل ازاي هتقوله وازاي تقنعه يسيبها.
أخيرا شريف رجع بالليل ولقي والدته منتظراه وأول ما شافها: خير يارب .. لو هتتكلمي عن أمل وفري كلامك اذا سمحتي .
ميادة زعقت: أنت لازم تسمعني وتسمع اللي عندي .
شريف نفخ بضيق وتعب: أمي ارحميني أنا مش عارف أنتي ايه اللي جرالك بس .. أمل كنتي مرحبة بيها جدا لما كلمتك عنها .. دلوقتي مش طايقاها ليه مش فاهم !
ميادة بنرفزة: علشان عرفتها على حقيقتها اللي أنت مغمض عينيك عنها ومعمي بحبك لها .
شريف اتنهد وهز دماغه برفض ومش عارف يقول لأمه ايه: ارحميني بقى .
ميادة مسكت ابنها من دراعه: لما تسمع اللي عندي .
شريف قعد وربع ايديه وبص لأمه: اتفضلي قولي سامعك .
ميادة أخدت نفس طويل وقعدت قصاده: أمل كانت على علاقة بالواد اياه وهو كان جاي وراها وهي نزلت بمزاجها تروح معاه ولما الوضع اتأزم وهاجموهم العيال دول ألفت كدبة إن سمر اللي حبستها والحوار ده كله و ...
ميادة سكتت لما لاحظت شريف بيهز دماغه برفض وعدم تصديق فزعقت: أنت مش مصدقني ؟
شريف بصلها: خلصتي كلامك ولا لسة ؟ أنتي ازاي تصدقي سمر وتكدبي أمل ! أنتي مش شايفه الفرق بينهم !
ميادة بإصرار: أنا شايفة لكن أنت اللي مش شايف وأعمى بحبك .
وقف شريف رافض كل كلام مامته وبصلها: أنتي متخيلة يا أمي إن ممكن أم سمر تقولك إن بنتها وحشة أو بنتها غلطانة ! يعني أي عقل يخليكي تصدقي ده .
ميادة وقفت بتحدي: وأنت برضه أي عقل يخليك تكدب اللي بتسمعه ! مش يمكن يكون صح !
شريف كمل: ويمكن يكون غلط
ميادة بتحدي: والعمل ؟
شريف قرب من أمه ومسك ايدها: العمل هو إننا نحكم عقلنا يا أمي .. مش كلمة تودينا وكلمة تجيبنا .. وبعدين أنا مش هتجوز بكر يا أمي يعني قدامنا وقت نعرف فيه الحقيقة .
ميادة عرفت إنها مش هتعرف تاخد حق أو باطل مع ابنها ولازم تغير من موقفها بدل ما يعند أكتر: خلاص اتفقنا
شريف كشر بعدم فهم: اتفقنا على ايه ؟ تقصدي ايه يا أمي ؟
ميادة ابتسمت: اتفقنا نحكم عقلنا .. نشوف دي ودي ونشوف الأيام هتوضحلنا ايه
شريف ابتسم هو كمان لأمه وانسحب لأوضته يرتاح فيها من تعب وإرهاق يومه .. افتكر كلامه مع أمل اللي ما بيتخطهاش الثلاث كلمات كل مرة .. يسلم ويقولها عايزة حاجة ويقفل .. نفسه لو مرة يكلمها عن مشاعره وعن حبه لها .. نفسه هي تسمحله يتكلم معاها شوية بدل ماهي كل مرة بتقفله كده ..
ابتسم وهز دماغه وكلم نفسه: أخلاقها عالية جدا وأمي تيجي تقولي معرفش ايه ومعرفش ايه ! دي مش راضية تكلمني أنا هتعرف واحد تاني وتألف الفيلم ده كله ! لا طبعا ! سمر كدابة وأمل جوهرة لازم أحافظ عليها ..
رقد في سريره وغمض عينيه وفجأة سؤال برز في عقله: طيب مش ممكن تكون أمل مش بتحبه وبتحب غيره وده سبب عدم كلامها معاه ؟
كشر لما فكر كده بس بعدها نفض الفكرة من دماغه وأقنع نفسه إن أمل مش من النوعية دي أبدا ..
كريم في الشركة وملك معاه وخلصوا كلام في الشغل وبعدها هي قاعدة قصاده وهو فتح مكتبه وطلع كتاب صغير اداه لملك اللي بصتله باستغراب وبصت لكريم: ايه ده !
كريم ابتسم: كتاب .
ملك كشرت: أنا شايفة إنه كتاب .. أقصد ليه ؟
كريم اتنهد وبصلها: ده بيتكلم عن الحجاب زي ما أنتي شايفة ..
ملك وقفت بغضب: ممكن تحاول تبطل تغيرني .
كريم وقف واتحرك من ورا مكتبه وقف قصادها: حبيبتي أنا مش بغيرك احنا مش اتفقنا ناخد بايدين بعض ! ملك الحجاب يا قلبي فرض مش سنة .. السنة أيوة ممكن ما تعمليهاش لكن الفرض ده من اسمه فرض يعني لازم يتعمل .. يعني مفيش تهاون فيه .
ملك كشرت: لما أقتنع هلبسه .
كريم هز دماغه برفض ومرر ايده في شعره بغضب وحاول يتماسك ويفضل هادي وهو بيتكلم معاها: حبيبتي شوفي .. في فرق بين الفرض والسنة والواجب .
ملك كشرت: يعني ايه ؟
كريم شاورلها تقعد وهو قعد قصادها: يعني ايه ! هقولك ! يعني مثلا الصلاة فرض لازم الإنسان يصلي ومفيش أي عذر ابدا لترك الصلاة الواحد لو عيان لو بيموت مفيش عذر لازم يصلي وربنا سهل كل أساليب الصلاة فلازم الإنسان يصلي فرضه تمام ده الفرض مفيش مفر منه ما ينفعش أقول أقتنع أو لا في الفرض .. طيب صلاة السنن مثلا ! أو التطوع أو أى صلاة غير الفرض دي مثلا سنة يعني بمزاجك تصليها أو لا.. صليتيها خير وبركة وهتاخدي ثوابها لو سيبتيها مش هتتعاقبي عليها .. فدي السنة .. زي مثلا الصوم في رمضان ده فرض على القادر .. فرض اوك .. لكن مثلا صيام التطوع زي اللي بيصوم اثنين وخميس أو بيصوم تطوع ده بمزاجه، تمام ! يعني كده في فرض وفي سنة وفي مستحب وممكن اديكي ألف مثال
طيب نيجي بقى للحجاب .. الحجاب يا قلبي فرض عليكي .. لازم تلبسيه مش بمزاجك مش بالاقتناع .. تلبسيه وبعدها تدوري على الأسباب الواهية دي كلها تفكري فيها بعد ما تلبسيه .. تنفذي الأول المطلوب وبعدها اتكلمي براحتك .. الفروض ما ينفعش نتكلم فيها أصلا ..
ملك باصة لبعيد لحد ما خلص: طيب دلوقتي أنت مالك ! لبست حجاب أو ما لبستش أنا مسئولة عن نفسي .. أنا اللي هتعاقب مش أنت .
كريم ابتسم بأسف: لا للأسف غلطانة أنتي أيوة حاليا مش مسئولة مني و مسئولة من أبوكي وهو اللي هيتعاقب علشان سابك من صغرك وماعلمكيش إن الحجاب فرض من أول ما بلغتي وكان لازم تلبسي الحجاب وكان لازم تعرفي دينك فأبوكي هيتحاسب عليكي لحد ما تيجي بيتي وتشيلي اسمي ساعتها أنا هتحاسب عليكي لأن أنا هكون مسئول عنك..
ملك ببساطة: حبيبي أنا بحلك من المسئولية دي ( بصت لفوق ) يارب أنا مسئولة عن حجابي وعن لبسي مش كريم فأنا هشيل وزر نفسي .
كريم بتريقة: كده ايه ! حليتيني من مسئوليتك ! حبيبتي كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. مش بالكلام هو .. لما تدخلي بيتي أنا مسئول عنك مفيش اللي أنتي بتقوليه ده ! أنتي هتشيلي اسمي .. هتكوني مراتي .
ملك وقفت بزهق: وبعدين يا كريم ؟ عايز توصل معايا لايه ؟
كريم ابتسم بتكلف: اقرئى الكتاب اللي في ايدك وافتحي قلبك وادي لنفسك فرصة تتغيري فيها .. ربنا أي حد بيحاول يقرب منه ربنا بيقرب أكتر وبيقبله فأنتي حاولي وقربي وشوفي ..
ملك ابتسمت: إن شاء الله بعد اذنك أنا ورايا شغل في الشركة ..
سابته وانسحبت بسرعة وهو فضل مكانه مخنوق منها ومن تقفيل دماغها وعقلها وأفكارها .. فضل زهقان شوية وبعدها راح لمؤمن مكتبه كان مركز في موبايله كتير وأول ما شاف كريم ابتسم وشاورله يدخل
كريم باستغراب: بتعمل ايه ! ومركز في الفون كده ليه !
مؤمن بصله: قررت أقرأ شوية عن الحب فقلبت في الفيس .. ما تتخيلش كمية الروايات الرومانسية قد ايه ! يخربيت كده .. تقريبا الشعب كله بيكتب ومش عايز أقولك ايه بقى !
كريم ابتسم: امممم .. عرفت يعني ايه الحب من الرواية !
مؤمن بتريقة: وأي حب وأي رومانسية، شفت رواية كلها قبلها وقبلته ووصف جرئ جدا يا ابني دي ليلة دخلة كاملة بالوصف وبالألفاظ كمان أنا الراجل خجلت وما قدرتش أكمل قراءة .
وقفه كريم: يخربيتك ايه اللي بتقرأه ده ! طب وتكمل قراءة ليه أصلا ! وليه الوصف الوقح أصلا !
مؤمن بتريقة: وقح ! أنا لسة ما ماقرأتش ليك وقاحة دي لسة بتكمل الوصف لحد الآخر و ...
كريم وقف: كل ده مكتوب ! في الفيس ؟
مؤمن بأسف: اينعم !
كريم استغرب: وفي حد بيقرأ القرف ده !
مؤمن هز دماغه: في الواتباد عاملة ملايين المشاهدات .
كريم: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. واللي بيكتب مش عارف إن ده حرام .. مش متخيل كمية الذنوب اللي هياخدها من كل واحد قرأ واتخيل .
مؤمن بتريقة: لا ما هي عاملة حركة ظريفة كاتبة في أول المشهد اللهم إني أخذت ذنب ما قرأت وما تخيلت .
كريم باستغراب: ماهي فعلا هتاخد الذنب .
مؤمن بتوضيح: لا هي كاتبة كده علشان أنت وأنت بتقرأ تقول الجملة دي فأنت تاخد الذنب هي لا
كريم ضحك غصب عنه: بتبرأ ذمتها يعني ! ايه الهبل ده ! ازاي الناس دي متخيلة فعلا إنها كده مش هتاخد ذنب !
مؤمن بحزن: الجيل ده ما يفقهش شيء في الدين أصلا يا كريم .. أنت لو قلبت في الفيس ولا الواتباد ولا المصيبة اللي طالع جديد التيك توك هتلاقي مصايب .. ما تفهمش الناس اتهبلت ولا احنا اللي غلط ولا في ايه ! البنات كلها تطلع تعرض جسمها وشكلها وعادي .. ولا الشباب اللي طالع يحط ميكاب ويرقص وما تفهمش أصلا ده بنت ولا ولد ولا ملته ايه ! مهازل مهازل بتحصل .
كريم: يارب سلم .. طيب فين أهالي العيال دي !
مؤمن باسف: غافلين ..
حرك كريم راسه برفض إنه يصدق الانحدار ده: مش للدرجة دي يا مؤمن .. لو كل واحد يشوف ابنه او بنته ويمنعهم أو يعلمهم لكن يسيبهم كده صعب .
مؤمن بص لكريم: ما أنت قدامك ملك اهيه .. هل أبوها مش عارف إن لبسها وعدم حجابها حرام ! عارف بس سايبها براحتها .. هل تقدر تقول عليه راجل مش محترم ؟ بالعكس محترم جدا ! هل تقدر تقول إن ملك نفسها مش محترمة ! لا هي محترمة جدا لكن المشكلة إننا غفلنا عن ديننا وعن الحرام والحلال واهتمينا أكتر بالعيب والعادات والتقاليد..
يعني عندك أهالي كتير عندهم عيب البنت تكلم شاب أو تخرج معاه لكن عادي جدا تخرج مع خطيبها ويبوسها قدامهم وعادي ماهو خطيبها مش عيب لكن مش مهتمين إن ده حرام، عيب البنت تسهر برا لوحدها لكن مع صاحبها عادي ماهي مع راجل .. عيب البنت تحط ميكاب قبل ما تتجوز لكن عادي بعد ما تتجوز تحط وتلبس وتخرج عادي ماهي في عصمة راجل .. ده زمننا دلوقتي بنهتم بالعيب مش بالحرام .
كريم هز دماغه بحزن وهو بيفكر إن كل كلام مؤمن منطبق على ملك وعيلتها ومؤمن حس إنه عكها جامد مع صاحبه فحب يهزر: المهم سيبك من كل ده .. قلي بقى مش نفسك تتذوق الكرزتان وتنهل من رحيقهم حد الارتواء .
كريم مذهول بيحاول يترجم الكلام: أتذوق ايه ! بتتكلم عن ايه ! ورحيق ايه ولا على أساس إني نحلة وكده ؟ أنت بتتكلم عن ايه ياض أنت ؟
مؤمن ضحك: بتكلم عن الكرزتان .
كريم بحيرة: كرزتان ايه !
مؤمن ضحك جامد: على فكرة بتكلم عن ملك والكرزتان دول أقصد بيهم...
كريم شاور بايده وقفه: ما تكملش .. ولا كرزتان ولا زفتتان .. اخرس بقى وما تقرفنيش على الظهر .. قال رحيق قال .
مؤمن كشر باستغراب:أقرفك ! المفروض تتمنى حاجة زي دي مع حبيبتك ! المفروض تكون بتجاهد علشان تسيطر على عقلك ..
كريم بتريقة: لا الحمد لله مش بجاهد .
مؤمن بذهول: ما اجتمع اتنين إلا ثالثهم شيطان فين شيطانك يا كريم .. المفروض تكون بتجاهد وتحارب الشيطان في كل مرة تشوف ملك فيها ! المفروض تكون عايز تبوس الكرزتان وتحضنها وطول الوقت تكون بتفكر فى ده.
كريم وقف بضيق واتريق: أيوة بحاول وهروح أنهل من الكرزتين دلوقتي ايه رإيك !
مؤمن كشر: أنت مالك يا كريم !
كريم بأسف: ماليش في الجو ده نهائيا يا مؤمن .. يمكن أنت وكل الناس شايفين إن الحب كدا وإن دى رومانسية وإن ده الطبيعي وإن ده اللي بيفكر فيه كل المخطوبين أو المتجوزين حتى، لكن أنا لا .. ( بصله وهو بيلعب بقلم بايده ورجع يبص للقلم ) فكرتي أنا عن الحب والخطوبة يمكن أنت تقول عليها تقليدية أو دقة قديمة بس أنا شايف الحب والخطوبة استقرار وتفهم وعشرة حلوة وإننا نفهم بعض من غير ما نتكلم حتى ..
مجرد نظرة أعرف هي عايزة ايه وهي تفهم أنا عايز ايه .. إنما الكلام اللي بتقوله ده يجي بعد الجواز ماهو ده الطبيعي .. ( حط القلم على المكتب وبصله ) وبعدين فكك أنت من الهري اللي بتقرأه ده ! أنا وملك مش كده .
مؤمن بصله باستغراب: على فكرة أنا مش قصدي أضايقك أو أتدخل في شيء لا يعنيني بس لو أنت قرفان زي ما بتقول أو مش قادر تتخيل الكلام ده يبقى أنت محتاج تعيد تفكيرك دي هتكون مراتك وهيكون لها حقوق عليك .
كريم بضيق قفل الحوار: مؤمن اذا سمحت .. أنا عارف الكلام ده اوك بس حاليا دماغي مشغولة بحاجات أهم بكتير من الكرز اللي أنت بتتكلم عنه .
مؤمن بتريقة: الكرز مش مهم ! اخص عليك امال مين هيتذوق طعم الكرزتان ؟
كريم ضحك غصبا عنه: والله أنت رايق .
مؤمن بضحك: الحق عليا قاعد أقرأ وقلت لازم أكون خبير في أمور الحب .
كريم بتريقة: وأنت لما تقرأ رواية رومانسية كاتباها واحدة الله أعلم دي عيلة ولا كبيرة ولا تعليمها وخبراتها ايه أصلا علشان تكتب كده هتبقى خبير في الحب !
مؤمن بيهزر ورسم الجدية: تنكر إنك ماكنتش تعرف إنهم بيسموا الشفايف بكرزتان ! معلومة اهي جديدة .
كريم ضيق عينيه وبصله وهز دماغه بيأس: مفيش فايدة فيك .
مؤمن بضحك بص لموبايله: بص الفقرة دي علشان تعرف بس .
وبدأ يقرأ وبعد كام كلمة قرأهم ولسانه اتلجم أول ما فهم المعنى فقطع الجملة أول ما أخد باله من معنى كلامه وكريم باصصله بتريقة: عارف أنت لو بتتفرج على فيلم إباحي مش هيكون بقلة الأدب دي .
مؤمن حس بحرج ولعب في شعره: والله كنت متخيل إنها رومانسية بس ما تخيلتش إنها هتوصل للمدى ده .. بدايتها كانت رومانسية مش زي الرواية الأولى اللي سيبتها تخيلتها هتكتفي بالكرزتان .
كريم وقف: أنا عندي شغل وأعتقد أنت كمان فاقفل القرف ده وركز في شغلك ولو تعرف تبلغ عن المحتوى اللي بتقرأه ده بلغ المفروض أصلا يكون في رقابة من أى نوع .. يعني مش قادر أتخيل بنات مراهقات يقرأوا كلام زي ده ! المفروض الواحد يتقي ربنا وخصوصا لو هيأثر على غيره .. أصلا الواحد بيشيل ذنوب نفسه بالعافية مش عارف ازاي الناس دي بتستسهل كمية الذنوب اللي بيشيلوها من الناس ازاي ..
مؤمن وافق على كلامه: هبلغ حاضر عن المحتوى بس ما أعرفش إن كان بلاغي هيعمل حاجة ولا .
كريم: جرب واعمل اللي عليك واوعى تضيع وقتك تاني في قرف زي ده .. عندك فراغ اقرأ حاجة تنفعك مش حاجة تلبسك ذنوب وأنت قاعد .
مؤمن بهزار: الله وأنا مالي يا لمبي كنت فاكرها رومانسية .
كريم اتريق بحركات بوشه وسابه وخرج وحاول يركز في شغله أو يهرب من التفكير في كل اللي بيحصل حواليه.
الظهر وصله تليفون كان منتظره من فترة طويلة وبعد ما قفل ابتسم ومسك موبايله واتصل بحد مهم
كريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك ياطه أخبارك ايه .
طه ركز في الصوت شوية وبعدها ابتسم وبحماس: كريم ! وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا ابني عاش من سمع صوتك .
سلموا على بعض واطمنوا على أخبار بعض وسكتوا
كريم بجدية: كنت بكلمك علشان أبلغك إن آخر واحد اتقبض عليه .. أنت عارف إنهم كانوا قابضين على اتنين من العيال اياهم والثالث كان هربان ولسة وكيل النيابة مكلمني وقالي إنهم قبضوا عليه .
طه فرح: أخيرا يااا.. الف حمد وشكر ليك يارب ..
كريم مبتسم: الحمد لله فعلا .
طه بحرج: والله يا كريم أنا تخيلت إنك طنشت الموضوع .
كريم كشر: لا طبعا ازاي .. أنا وعدتكم إني هفضل ورا العيال دي لحد ما أجيبها وتاخد عقابها .. وأنا الحمد لله عمري ما نقضت وعد .
طه بحرج: اعذرني والله بس قلت هتنشغل بحياتك وشركتك وشغلك .
كريم بتفهم: لا ما تقلقش المهم .. محتاجين أمل علشان تتعرف على العيال دي أنا قلت لوكيل النيابة أنا أروح بس هو أصر إن هي كمان تكون موجودة وتتعرف عليهم علشان يقفل المحضر ويتحولوا للمحاكمة .
طه بتفكير: امتى طيب ؟
كريم: أي وقت بس يستحسن لو بكرا أنا عايز أخلص من القصة دي لأنها زي ما أنت قلت طولت أوي .
طه سكت شوية وبعدها اتكلم: طيب هحاول أظبط أموري ونكون عندك بكرا ولو ماقدرتش هيكون بعده بالكتير بإذن الله .
كريم ابتسم: بإذن الله خد وقتك وبراحتك يلا سلملي على الحج والحجة .
طه مبتسم: بإذن الله يوصل .
طه قفل موبايله وابتسم وكان جنبه شريف مستغرب: خير في حاجة
طه بابتسامة عريضة: أخيرا قبضوا على العيال اللي طلعوا على أمل في الطريق ومحتاجينها تيجي تتعرف عليهم علشان يقفلوا المحضر .. بابا هيفرح أوي .. شريف أنا لازم أروح علشان أتحرك وأروح لأمل علشان أكون معاها .
شريف مسك دراعه قبل ما يتحرك: هروح معاك .
طه كشر باستغراب: يا ابني الموضوع مش مستاهل وبعدين أنا هروح القاهرة صد رد واهو بالمرة أشتري شوية حاجات ناقصاني في شقتي ..
شريف بترجي: أرجوك يا طه أنا محتاج أكون موجود .. ما تحرمنيش أكون موجود في وقت زي ده ..
طه مش عارف يقوله ايه بس مش شايف لزوم لوجوده معاه
شريف بتشجيع: حتى يكون معاك ونس في الطريق وأسوق معاك لما تتعب
طه بتفكير: طيب خليني أفكر وأشوف في البيت علشان ممكن الحاج والحاجة يشبطوا ساعتها
سكت وشريف ابتسم بتفهم: لو هيروحوا معاك خلاص لكن لو لوحدك هكون معاك إن شاء الله .
طه: إن شاء الله .
طلع على بيته جري وبلغ أبوه وأمه بمكالمة كريم وبعد نقاش طويل اتفقوا يروح طه ومعاه شريف ..
وبالفعل اتحركوا الاتنين وسميرة بلغت بنتها وأمل قضت ليلة مرعبة كل ما عينيها تغمض تحلم بكابوس العيال دول وهم بيجروا وراها وبيحاولوا يقتلوها لكن للأسف في أحلامها محدش أنقذها أبدا منهم ..
كريم كان زهقان ومن زهقه فتح التليفزيون وقعد قصاده وكان في عملية جراحية أو لقطة من مسلسل أو فيلم معرفش المهم إن في عملية بتتم والدكاترة كلهم متوترين وهو اتفرج يشوف المريض ده هينقذوه ولا و بالفعل أنقذوه وهو عقله رجعله كل ذكريات عمليته وتعبه ورعب اهله عليه والعاصفة و افتكر حمادة وزكريا وعلي اللي حاولوا يقتلوه ويغتصبوا أمل .. واتملأ بالغيظ والغضب واتمنى النهار يطلع بسرعة علشان يروح وينتقم منهم ..
طه وشريف وصلوا والطريق كان نوعا ما خفيف مش ممل وهما مع بعض وصلوا لأمل اللي اتفاجئت بوجود شريف مع أخوها وحست إنها متوترة، سلمت عليهم وركبت معاهم والخوف والرعب مسيطرين عليها وهي مش عارفة هتقدر تشوف الأشكال دي تاني ولا مش هتقدر ..
طه بص للرعب اللي في عينيها: أمل أنا معاكي ما تخافيش .. لو مش مرتاحة للمشوار ده بلاه .
أمل حاولت تبتسم بس الرعب ظاهر عليها جدا: لا خلينا نخلص منهم يمكن لما أشوفهم مقبوض عليهم أرتاح شوية وأطمن أكتر ..
طه وقف وطلع موبايله كلم كريم: أنا وصلت للمكان اللي اتفقنا عليه .
كريم في عربيته بيبص حواليه: طيب أنا مستنيك يا طه اعمل أي منظر كده علشان أشوفك .
طه ابتسم: بقلب نور اهو .
كريم لمحه وابتسم: اه شوفتك لحظة أركن وأنا هجيلك .
كريم ركن بعربيته قدام طه ونزل وطه هو وشريف نزلوا
شريف كان متوتر جدا وكان عنده فضول رهيب يشوف كريم ده بعينيه واهي الفرصة جتله يشوف بنفسه ويحكم على الأمور
كريم مبتسم ورحب جدا بطه وسلموا على بعض كأنهم معرفة قديمة من سنين مش يدوب اتقابلوا مرة قبل كده
طه بيعرفهم على بعض: كريم ده د. شريف خطيب أمل .
كريم بصله ورحب بيه جدا وشريف حاول يكون بنفس بشاشة كريم وترحيبه بس معرفش .. اتضايق لما شافه قد ايه وسيم وجذاب ..
أمل خرجت من العربية بتوتر وخوف وترقب وقربت منهم وكريم لمحها فابتسم وبصوت مرح: أمل ازيك ! أخبارك ايه يا بنتي عاملة ايه ؟
أمل حاولت تبتسم بس فشلت: بخير الحمد لله ..
كريم لاحظ رعبها: مالك خايفة من ايه ! لا ما اتعودتش عليكي كده فين القوة والثقة بالله .
أمل اترسمت شبه ابتسامة على شفايفها وهو كمل بهزار: يعني كنتي قوية ساعتها في وسط المصايب اللي كنا فيها ودلوقتي واحنا الثلاثة حواليكي خايفة ! مش منطق خالص يا أمل .. اطمني يا بنتي .
أمل هزت دماغها وحاولت تبتسم بس مش عارفة وشريف مراقبها بس مركز أكتر في كلام كريم وكل حرف بيقوله ..
كريم بصلهم: طيب نشرب حاجة الأول وبعدها نطلع علي المديرية اوك؟
أمل باعتراض: لا أرجوك خلينا نخلص من القصة دي الأول قبل أى حاجة تانية .. أرجوكم .
كريم بصلها بعطف وحس بيها وابتسملها: براحتك .. خلينا نخلص من القصة دي الأول يلا بينا .
طه بموافقة: اه يلا اتحرك يا كريم واحنا وراك على طول .
كريم اقترح: طيب ممكن بس معلش أعدي على الشركة الأول في ورق مهم جدا نسيته معايا ولازم يكون هناك ينفع ؟ اعذروني بس لو مش مهم ماكنتش هصر عليه .
طه ببساطة: يا ابني براحتك عادي مش للدرجة دي يعني ..
كريم ركب عربيته واتحرك وطه وراه بعربيته والكل ساكت وفي أفكاره الخاصة غرقان فيها ..
كريم عمل إشارة لطه إنه هيركن وطه ركن وراه ونزل من عربيته راحلهم: ادوني لحظة هوصل الملف ده لحد من الأمن وأرجعلكم ولا تنزلوا ترتاحوا شوية من الطريق .
طه ابتسم: لا وصل ورقك واحنا في انتظارك .
طه بص لأخته في المراية ولاحظ التوهان اللي هي فيه وفضل يتكلم معاها يحاول يطمنها اما شريف عينيه على كريم اللي قطع الطريق للناحية الثانية ورايح ناحية مبنى ضخم جدا وسأل نفسه يا ترى المبني كله بتاعه ولا دور واحد فيه ولا ايه بالظبط !
اما طه وأمل حتى ما بصوش لشريف وفضلوا يتكلموا وهو يطمنها لحد ما اتفاجئوا بكريم بيخبط على شباك طه ومبتسم وطه فتح الشباك وكريم عطاه كيس: عصير علشان الحر وكده لحد ما نخلص مشوارنا ده .. نتحرك ؟
طه ابتسم: يلا .
كريم بعد ما اتحرك خطوة رجع تاني لطه: ايه رأيك لو تركن عربيتك ونتحرك كلنا في عربية واحدة بدل ما بنمشي ورا بعض ..
طه بهزار: طيب ما تركب أنت معانا بدل ما تنزلنا احنا الثلاثة أنت اوريدي واقف اهو ؟
شريف خاف إنه يوافق لأنه ساعتها كريم هيركب جنب أمل لكن لو هم اللي راحوا عربيته ساعتها هو اللي هيقعد جنب أمل فقبل ما كريم يرد هو رد: لا يا طه هو عارف الطريق وبعدين احنا تعبانين من السواقة طول الليل خلينا نركب معاه.
كريم ابتسم وشاور على شريف بهزار: الراجل ده بيتكلم صح ! يلا انزلوا واركن يا طه ويلا .
شريف نزل وأمل نزلت بتعب وإرهاق وطه ركن وحصلهم: مالكم واقفين ليه كلكم كده ما تركبوا .
كريم بضحك: مش لازم نطمن عليك لتلبس في الرصيف ولا حاجة .
طه ضحك: على أساس إني أول مرة أركن ولا ايه .. يلا اركبوا من الشمس .
أمل بصت لأخوها اللي ركبها وراه وشريف ركب جنبها وطه ركب جنب كريم اللي لاحظ إن أمل في أقصى اليمين وشريف وراه أقصى الشمال
أما شريف فأحبط لأن عربية كريم واسعة جدا وأمل بعيدة تماما عنه لدرجة إن ممكن ثلاثة يركبوا بينهم في المسافة دي كلها ..
كريم بص في المراية ليهم: دكتور عندك فوق تكييف خاص بيك عدله براحتك وأنتي كمان يا أمل ظبطيه براحتك .
أمل هزت دماغها وبصت للتكييف وخلته على أقل حاجة وشريف كذلك عدله بس كره العربية الفخمة دي ..
كريم لف وبص لأمل: أتمنى يا أمل العربية ما تقلبش عليكي الذكريات .
أمل بصت حواليها واستوعبت إن دي نفس العربية وعينيها وسعت وبصتله: هي دي نفسها .
كريم ابتسم: للأسف أيوة بس أوعدك هغيرها .
أمل ابتسمت: لا مش مهم العربية حلوة أصلا .. ليه بس فكرتني .
طه بهزار: دي العربية اللي أمل ساقتها ! بجد ! ( طه بص لأخته ) عرفتي تسوقيها ازاي يا بت أنتي امال كنتي مغلباني كل ما أعلمك السواقة ليه ! وبعدين مش شايفها مكسرة من هنا ولا هنا ولا أنت صلحتها .
كريم ضحك: لا هي ساقت كويس ماخبطتهاش في أي حاجة .
أمل أخدت نفس طويل وبصوت مهزوز: سوقت كويس ! أنت مرة واحدة حطتني قدام الدركسيون وقلتلي سوقي وياريت فضلت صاحي تقولي أعمل ايه لا ده أنت سيبتني .
كريم بدفاع وهزار: أنا سيبتك ؟ اتقى الله أنا ماسيبتكيش لحظة أنا بس أغمى عليا .
أمل بعتاب: أيوة سيادتك فضلت تنزف جنبي وكنت هتموت وتقولي سوقي .
كريم مثل الأسف: حقك عليا أنتي عندك حق ماكانش المفروض يغمى عليا .
شريف اتدخل في هزارهم: فعلا ماكانش المفروض أصلا كل ده يحصل .
طه بصله باستغراب: قدر الله وما شاء فعل المهم إن الكل طلع سليم من الحادثة دي .. كريم نتحرك !
كريم اتحرك وصمت تام طول الطريق لحد ما وصلوا وكلهم بصوا لمبنى مديرية الأمن ومحدش فيهم نطق أو اتحرك من مكانه وكأن الكل بيعيش لحظات مرعبة في تخيلاته ..