رواية العاصفة للكاتبة المتميزة الشيماء محمد الفصل الثالث عشر
حسن بيزعق لناهد إن ابنه اخد مخدرات وبيلوم نفسه إنه معرفش قبل كده
ناهد وقفت بإصرار: لا يمكن أصدق ده أنا عارفة ابني وتربيته .. وبقولك لا يمكن ومن غير ما أسمعها منه لا يمكن أصدق
قاطعهم شهقات ملك اللي مش قادرة تستوعب هي ازاي كانت غبية للدرجة دي ! ازاي عمتها الغيرة ! ازاي اتغيرت كده وليه ! ازاي عملت كده في كريم ! حبيبها ! خطيبها ! فتى احلامها !
معقولة كانت هتقتله بنفسها ! بغبائها ! وفجأة فكرت لو عرف باللي حصل هيعمل ايه ! مش قادرة تفكر في اللي ممكن يحصل واللي هيحصل بالفعل ..
كريم بدأ يفوق في المستشفى وملك جنبه وماسكة ايده بتعيط عليها سحب ايده بالراحة وهي وقفت: أنت كويس أنت فوقت ؟
ناهد مسكت ايده الثانية: حبيبي أنت بخير طمني اتكلم
كريم ابتسم: أنا كويس ايه اللي حصل ! أنا ليه هنا يا أمي !
ناهد استغربت سؤاله وكريم منتظر رد ولما سكتت بص لملك: ملك في ايه وايه اللي حصل
ملك بتوتر: أنت مش فاكر اللي حصل
كريم بيحاول يفتكر: آخر حاجة فاكرها إني كنت مصدع وأخدت قرصين وأخدت قهوة من عم سعد وبس
ناهد استغربت: وأخدت ايه تاني !
كريم بصلها وهو مش فاهم: ولا حاجة في ايه يا أمي
الباب اتفتح بعنف ودخل حسن وفي ايده الجرايد وحدفها على سرير كريم: اتفضلوا اهو .. الخبر في كل الجرايد
كريم حاول يتعدل بتعب ومسك الجريدة بس ناهد حاولت تشدها منه لكن كريم بصلها فسابتها وهو بصلها واتفاجيء بالخبر المكتوب
(( ابن رجل الاعمال المشهور حسن المرشيدي يصارع الموت لتناوله جرعة مفرطة من المخدرات ))
كريم اتصدم وبص لأبوه: ايه اللي مكتوب ده ! مخدرات ايه وزفت ايه ! ازاي يكتبوا حاجة زي دي ! أنا هرفع قضية على دار النشر
حسن بتريقة: أنهي دار بالظبط ؟ الخبر نازل في كل مكان حتى السوشيال ميديا غرقانة بالخبر ده..
كريم بغضب: هكدبه
حسن قرب منه بغضب: تكدبه ازاي ! ها !
كريم باستغراب: حضرتك بتتكلم معايا كده ليه !
حسن بتريقة: عايز أعرف هتكدبه ازاي ! يعني هتعمل ايه ! او انت فايق دلوقتي ليه ! أنت متخيل أنت بتعمل ايه هنا في المستشفى !
كريم بص لأمه ولملك اللي دورت وشها بعيد فرجع لأمه: أمي في ايه ! فهميني ايه اللي بيحصل ؟
ناهد بعياط: أنت قلبك وقف وأنعشوك بالعافية نتيجة جرعة زيادة من المخدرات .. قلي يا كريم أنت أخدت ايه ! ومين عطاك ؟
كريم زعق: مخدرات ايه ! أنتوا بتهرجوا ! أنا هاخد مخدرات ؟ مخدرات يا أمي ؟ طيب ازاي ؟ هجيبها منين أصلا ؟ أنا مش بشرب حتى سجاير هاخد مخدرات مرة واحدة!
حسن قرب وزعق: طيب فهمني أنت ازاي قلبك وقف ؟ ازاي لقوا دمك مليان مخدرات ! حد خدرك ؟ حد جبرك مثلا !
كريم هز دماغه بعدم تصديق: خدرني ازاي يعني ! ولا يجبرني ازاي ! بابا الموضوع كله غلط
حسن زعق وبعد: يا ابني دمك كان مليان مخدرات .. طلبت منهم يعيدوا التحليل مرة واتنين وكله نفس النتيجة أنا لدرجة إني أخدت عينة برا المستشفي خالص قلت يمكن أجهزتهم بايظة بس للأسف نفس النتيجة .. فهنا دورك تحطلي النقط على الحروف وتقولي ازاي ده حصل وليه ! ومن امتى بتاخد مخدرات !
كريم بذهول تام ومصدوم من كلام أبوه: أنا مش باخد مخدرات ولا يمكن أعملها في يوم من الأيام أنا مش بشرب حتى سجاير أنا برفض أي حاجة تتحكم في جسمي وعقلي غيري فمش هروح اخد مخدرات وكمان اخد جرعة زيادة أموت نفسي بيها !
حسن بيأس قعد بعيد: خلاص لما سيادتك تفهم ايه اللي حصل ابقى فهمني !
كريم بص لأمه: مؤمن فين !
ناهد: زمانه على وصول
كريم: هاتيلي موبايلي خليني أكلمه .. أنا ما أخدتش غير المسكن خليه يجيبهولي ويحلله يمكن يكون هو السبب
ناهد بقلق: هو عمل كده فعلا ..
كريم بصلها بتعلق: والنتيجة ايه !
ناهد أخدت نفس طويل: المفروض هو راح يجيبها واحنا منتظرينه
كريم حاول يبتسم: هيكون هو السبب لأني ما أخدتش غيره ..
بص لأبوه اللي زعلان وواقف باصص لبرا من الشباك وأمه جنبه بتحاول تتماسك وملك اللي قاعدة ومش مبطله عياط .. بص لأمه وعينيه في عينيها: أنتي مصدقة إني لا يمكن أعمل ده صح ؟
ناهد ابتسمت وضغطت على ايده: أنا عارفة أنا ربيت ابني ازاي ..
كريم ابتسم: امال دموعك دي ليه ؟
ناهد مسحتها: دي علشان خوفي عليك .. أنت حالتك كانت صعبة وأنا ممكن أموت يا كريم لو جرالك حاجة
كريم باس ايدها: اطمني أنا كويس وماشي ببركة دعاكي ..
بص لملك: ملك كفاية عياط أنا كويس
ملك حاولت تبطل عياط بس مش عارفة لأنها بتلوم نفسها على اللي بيحصل حاليا ..
الباب خبط ومؤمن دخل والكل بصله بانتباه ومؤمن أول ما شاف كريم فايق قرب منه بسرعة: أنت كويس صح حاسس بإيه
كريم ابتسم: أنا كويس المهم طمني عملت ايه
مؤمن بص لعمته بتردد بس شاورتله بدماغها إنه يتكلم
مؤمن بص لحسن اللي منتظر يسمع أي خبر كويس بس للأسف: أنا أسف كان نفسي أقولكم أي خبر كويس بس للأسف يا كريم الأقراص مافيهاش أي حاجة .. ومش هي اللي عملتلك كده.
الدكتور خبط ودخل: باشمهندس كريم حمدلله على سلامتك .. قلقتنا عليك
كريم بمجاملة: أنا كويس بس حاليا محتاج أفهم ايه اللي حصلي وليه !
الدكتور قرب منهم: أنا شوفت الأقراص اللي أنت أخدتها وهي السبب في اللي حصل
الكل استغرب وحسن قرب وابتسم بحماس: الأقراص عملتله كده ! يعني مفيش جرعة زيادة ولا حاجة !
الدكتور وقفه: لا استنى .. الجرعة موجودة وزيادة فعلا
ناهد بحيرة: أنا مش فاهمة حاجة يا دكتور.
الدكتور بدأ يفهمهم: يعني الأقراص لوحدها ما تعملش حاجة .. وجرعة المخدرات لوحدها برضه مش هتعمل ده لكن المشكلة الاتنين مع بعض دول اللي عملوا المشكلة كلها .. دول اللي تعبوا قلبه بالشكل ده .. تفاعلوا مع بعض وسببولك اللي حصل ده كله
كريم هنا أول واحد اتكلم: الجرعة الزيادة دي بقى جت منين أصلا ! أنا فطرت في بيتي وسط عيلتي .. روحت الشركة .. قعدت مع مؤمن .. أخدت قرصين مسكن وشربت قهوة .. جت منين الجرعة الزيادة ؟
الدكتور بحيرة: للأسف دي معرفهاش اللي أعرفه تحاليل دمك وضحت كمية كبيرة جدا من المواد المخدرة
كريم زعق: أنا ما أخدتش زفت
حسن هنا اتدخل: والله أخدت بقى ولا ما أخدتش دي مش قضيته .. دي حاليا قضيتنا ومصيبتنا احنا .. وسمعتنا اللي بقت في الأرض .. انت مش متخيل سيرتنا بقت ازاي ! ده الموظفين نفسهم بيتكلموا ازاي عمال تقولهم يصلوا وازاي تعملهم يونيفورم وانت تروح تشرب مخدرات
كريم بنرفزة: انا ما شربتش زفت ولا يمكن أشرب.
حسن بأسف: مش هتفرق كتير للأسف .. أنت قدام الكل شربت وكنت هتموت بجرعة مفرطة .. لف على الناس كلها وقلهم إن ده ماحصلش
مؤمن اتدخل: عمي مش وقته .. المهم دلوقتي لو هينفع نخرج من هنا ياريت
الدكتور: اه ينفع هكتبله خروج ولو في اي حاجة كلموني .. بعد اذنكم
خرج الدكتور وكريم بص لأبوه: بابا أنا عمري في حياتي ما أخدت مخدرات ولا عمري هعملها.
حسن بأسف بدون ما يلتفت ناحيته: للأسف يا كريم احنا في مصيبة ومش عارف هتخلص على ايه ! مؤمن أنا راجع الشركة وأنتوا خلصوا هنا
كريم قام يغير هدومه وناهد قعدت جنب ملك تحاول تهديها شوية ومؤمن مع كريم لحد ما خلصوا واتحركوا من المستشفى .. كريم كان حابب يفضل لوحده بيحاول يفكر ايه اللي حصل وازاي ده حصل اصلا !
آخر الليل مؤمن دخل عنده كان صاحي: صاحي ليه لحد دلوقتي ؟
كريم بإرهاق: مش قادر أنام ! مش عارف يا مؤمن ازاي أفكر
مؤمن بصله كتير ومش عارف يتكلم ولا يفضل ساكت .. كريم لاحظ نظرات مؤمن الغريبة وبصله: عايز تقول ايه ؟
مؤمن أخد نفس طويل: مش وقته الصبح نتكلم ريح دلوقتي
جه يوقف بس كريم مسك دراعه وبإصرار: انت عارف ايه ؟
مؤمن ابتسم لابن عمته: الصبح نتكلم براحتنا يا كريم الدنيا مش هتطير
كريم بغضب: مؤمن أنت عارف كويس إني مش هنام فقول اللي عندك
مؤمن بص لكريم كتير ومش عارف يتكلم ازاي ! بصله وكريم منتظر رد: يا ابني ما تنطق بقى في ايه ؟
مؤمن بنرفزة: في إني شوفتك في وضع مش عاجبني صراحة ومش عارف أصلا ازاي عملته !
كريم بحيرة تامة: وضع ايه اللي شوفتني فيه ! بتتكلم عن ايه ؟
مؤمن بغضب: عن ملك
كريم لسه مش فاهم وهز دماغه بعدم فهم: مالها ملك ؟ وايه علاقة ملك أصلا باللي أنا فيه دلوقتي !
مؤمن بارهاق: كريم اذا سمحت
كريم بحيرة: مؤمن أنا مش فاهم منك حاجة يا توضح يا تسكت
مؤمن بغضب: سيادتك كنت في وضع غير لائق معاها .. منظركم كان صعب .. مش عارف أصلا أنت ازاي قدرت تكون في وضع زي ده ! يعني بجد مش قادر لحد دلوقتي أستوعبه.
كريم بذهول: على فكرة أنا مش عارف أنت بتتكلم عن ايه ووضع ايه اللي كنت فيه ! امتى شوفتني في وضع غير لائق مع أي حد مش مع ملك ! الحكاية مش ناقصة استخفاف يا مؤمن بالله عليك أنا اللي فيا مكفيني أصلا
مؤمن بصله بذهول: استخفاف ؟ أنا بتكلم عن وضعك أنت وملك قبل ما تقع من طولك ! قبل ما قلبك يقف !
كريم بذهول: أنا ما شوفتش ملك أصلا اليوم ده !
مؤمن هنا دوره في الذهول: يا ابني بقولك شوفتك معاها ( كشر وبغضب ) في حضنك بتبوسها سيادتك وكنت قالع قميصك وهي كمان قالعة بلوزتها تحب أوضح أكتر من كده
كريم وقف ومصدوم: أنت بتتكلم عن مين ! عني أنا ! أنا يا مؤمن كنت في وضع زي ده ! أنت بتستعبط صح !
مؤمن بزعل: يا ريتني بستعبط بس ده اللي شوفته جتلك المكتب أطمن عليك أولا استغربت إني مالقيتش علياء مكانها وبعدها قلت أدخل بهدوء علشان لو نايم ما أزعجكش وساعتها شوفت ملك معاك.
كريم سكت شوية وبصله ومش عارف يفسر اللي بيحصل ده ! ومرة واحدة بص لمؤمن: أنا فهمت ايه اللي بيحصل ! أنا عندي انفصام في الشخصية ! يا اما اتجننت .. ماهو أنا ولا هعمل اللي سيادتك بتقوله ده ولا هروح اخد زفت مخدرات .. فمالهاش تفسير تاني غير كده .. أنا عندي انفصام في الشخصية
مؤمن استغرب: أنت بجد مش فاكر وجودك مع ملك ؟
كريم بصله: ما شوفتش ملك غير بعد ما فوقت في المستشفى وكانت هي وماما غير كده لا
مؤمن بحيرة: هو ايه اللي بيحصل ده !
كريم بتفكير: ممكن يكون ملك عندها إجابة ! هتصل بيها
مسك موبايله بس مؤمن شد من ايده الموبيل: الفجر قرب الصبح كلمها
كريم بص لساعته بضيق: اوووف عندك حق الصبح هكلمها ..
الصبح لبس هدومه ونازل كان أبوه بيزعق وأول مرة يشوفه بالشكل ده فبص لأمه: في ايه !
ناهد بصت للأرض بحزن وما ردتش وكريم استغرب أبوه اللي بيزعق وفهم من اللي سمعه إن حاجة منشورة في الجرايد وأبوه بيتكلم مع صاحب الجريدة
كريم مسك الجريدة وفتحها وهنا الذهول والصدمة كانت من نصيبه هو
ناهد بصتله وبتحاول تعرف رد فعله ايه وهو بصلها بذهول: ايه ده !
حسن قفل الموبايل وزعق: مش عارف ايه ده ؟ ولا هتعمل زي المخدرات وتقول مش أنا ! صورتك اهيه منورة أنت والهانم خطيبتك في وضع زي الزفت أنا مش عارف أصلا أبوها هيعمل ايه لما يشوف بنته عريانة في حضن واحد بالسفالة دي.
كريم ساكت تماما ومؤمن نزل على الصوت العالي وشاف الجريدة وبص لكريم اللي ابتسم بحزن: مش بقولك انفصام في الشخصية .. مالهاش تفسير تاني !
ملك صحيت من نومها على أبوها بيزعق هو ومامتها وقامت بسرعة وشافت الجريدة وصورها فيها وعرفت إن علياء سربت الصور ماهو محدش صور غيرها ..
خالد بيزعق: أنتي ازاي تسمحي لنفسك تكوني في وضع زي ده !
رقية وقفت في وشه: خطيبها فيها ايه !
خالد زق رقية بعيد: أنا مش عارف هفضل متحمل قرفك لامتى ! كفاية بقى طلعتي البنت فاسدة ماعندهاش أي أخلاق ولا دين .. أنتي ايه يا شيخة اتقي ربنا بقى ! وأنتي من هنا ورايح مالكيش خروج من البيت أبدا .. فاهمة أنا هروح أشوف حل للفضيحة دي
رقية زعقت: فضيحة ليه ! خطيبها وممكن نقول إنهم كاتبين كتابهم طالما مهتم أوي وبعدين هو مشارك في الفضيحة دي
خالد زعق: هو واخد جرعة زيادة من المخدرات وماكانش في وعيه وده اللي هيقوله لكن بنتك ايه سببها ! هو الناس هتسامحه وهتنسى لكن بنتك اللي هتشيل الفضيحة لوحدها
خالد سابهم ونزل وملك جريت على موبايلها تحاول تكلم كريم بس كل ما تتصل يقفل المكالمة ومش بيرد عليها ..
كريم نزل على الشركة على الرغم من معارضة الكل لنزوله بس لازم يحاول يفهم ايه اللي حصل وازاي ! عنده كاميرات في الشركة وفي مكتبه هيراجعها ويحاول يفهم ايه اللي حصل !
دخل وسط نظرات غريبة من الكل وشماتة كمان بس ما اهتمش بأي حد ودخل لمكتبه ووراه مؤمن
فضل يقلب في مكتبه على أي آثار للمخدرات اللي المفروض أخد منها ..
طلع الكمبيوتر بتاعه وفتح تسجيلات الكاميرا اللي في مكتبه هو ومعاه مؤمن
كريم بانتباه: اهو ولا أخدت ولا شربت حاجة مفيش غير الأقراص والقهوة !
بعدها دخلت ملك وكريم بيتفرج بذهول على اللي حصل بينهم ومؤمن بعد وقعد قدامه منتظره يخلص
كريم بصله بصدمة: أنت متخيل إن أنا ممكن أعمل ده !
مؤمن بتفكير: أعتقد يا كريم أنت ساعتها كنت تحت تأثير المخدرات
كريم زعق: وهي فين المخدرات دي ؟ أخدتها ازاي ! امتى ! وملك ازاي ماقدرتش تميز إني مش في وعيي ؟ ازاي سمحت لنفسها تكون معايا بالشكل ده !
مؤمن بيحاول يدافع عنها: ملك بتحبك
كريم بغضب: احنا مش بينا العلاقة دي أصلا يا مؤمن ! فازاي ما استغربتش حالتي ! وبعدين لما تعبت ووقعت ازاي خرجت وسابتني ؟ هربت سيادتها !
مؤمن بزعل: خافت من الفضيحة واللي حصل وهربت فعلا
كريم بتريقة: ونعم الحب اللي سيادتك بتتكلم عنه !
مؤمن بصله: كريم سيبك من ملك و رد فعلها .. خلينا في اللي حصل ! أنت ما أكلتش أو شربت أي حاجة غير القهوة ! مفيش غيرها فالسر كله في القهوة .. حل اللغز كله عند عم سعد
مؤمن قام وكريم حاول يوقفه بس مؤمن ماسمعش منه وكمل كان عم سعد بيقدم قهوة للموظفين ومؤمن مسكه من هدومه وقع منه الصينية وكل اللي عليها
كريم خرج وراه بسرعة وزعق: يا ابني ده مش أسلوب .. سيبه ! عم سعد هنا في الشركة من واحنا عيال ولا يمكن يكون له علاقة أصلا.
عم سعد عنده ذهول وبيبصلهم: في ايه يا ابني ايه اللي حصل ! وانا عملت ايه !
مؤمن زعق وزق كريم بعيد لما حاول يبعده عن عم سعد وزعق: في ان مفيش حاجة كريم أكلها أو شربها غير قهوتك فلو في حاجة هو شربها يبقى أنت حطيتها في القهوة
كريم هنا اتدخل وشد عم سعد من ايدين مؤمن ووقف في وشه وزعق: قلتلك عم سعد خرجه من دايرة الشبهات دي ..
مؤمن هو كمان بيزعق: طيب هخرجه تقدر تفهمني ازاي أخدت مخدرات ؟ مين عطاهالك؟ مين صورك ؟ كل دول هينحصروا في شخص واحد واقف وراك بس سيادتك رافض تصدق.
كريم برفض: ومش هصدق .. لو في حد خدرني مش هيكون عم سعد ابدا
خالد وصل ووقف ووراه وصلت بنته ملك اللي بتهز دماغها برفض لكل اللي بيحصل بسبب غباءها .. أبوها بصلها وراح ناحيتها: امشي من هنا حالا
ملك برفض: لا أنا لازم أفضل ولازم أتكلم مع كريم
حسن اتدخل في الخناقة بين كريم ومؤمن وزعق: هتفضلوا تتخانقوا كده كتير ! لسة هنفرج الناس أكتر وأكتر على فضايحنا ؟ في ايه جرالكم ايه ؟
مؤمن بإصرار: عمي حضرتك كنت عايز تفهم اللي حصل ! الإجابة كلها في الراجل العجوز ده !
حسن برفض: عم سعد شغال معايا من عشرين سنة وأنا أضمنه بحياتي
مؤمن برفض: كريم ما شربش غير القهوة بتاعته أنتوا بتناقضوا في ايه ؟
كريم بهدوء: مش بنناقض بس عم سعد لا
هنا سعد اتدخل وخرج من ورا كريم وبصلهم: أنا مش عارف صراحة أقول ايه قدام ثقتكم فيا وربنا يعلم مكانتكم عندي ايه .. بس يا كريم يا ابني مش أنا اللي عملتلك القهوة دي.
هنا الكل انصدم وبصله حتى الموظفين اما ملك فغمضت عينيها وعرفت إن دي نهايتها وأبوها لاحظها واستغرب بس بعدها فهم إن لها علاقة باللي حصل
كريم بذهول: امال مين اللي عملها !
عم سعد: أستاذة ملك .. جت عندي وطلبت مني إنها تعملها وقالت إنها محتاجة تقرب من حضرتك وإنها بتحبك وأنا قلت عادي خطيبة حضرتك بتعملك قهوة
كريم بذهول: ولما هي اللي عملتها ليه أنت اللي جيبتهالي ؟ ليه مش هي؟
عم سعد بحيرة: والله ما أعرف بس قالتلي إنكم متخانقين وإن حضرتك لو عرفت إنها هي اللي عاملاها مش هتشربها فطلبت مني أدخلها وهي هتدخل بعدها وتتكلم مع حضرتك في حاجة كمان يا باشمهندس كريم وهي بتعمل القهوة حطت حاجة فيها ولما سألتها قالت إن ده سكر دايت وأنا صدقت
حسن هنا قرب من سعد: وليه ما قلتش يا عم سعد الكلام ده من ساعتها ! ازاي تسكت وازاي تسمح لحد يعمل كده !
سعد بأسف: معرفش يا سعاده البيه إن كل ده ممكن يحصل وما فهمتش إن اللي حصل ده كان بسبب القهوة غير دلوقتي وأستاذ مؤمن بيتكلم ..
كريم كل الأمور وضحت قدامه وبص لسعد: طيب مين صورنا يا عم سعد
عم سعد: لا ما أعرفش حاجة عن الصور يا ابني
كريم بياخد نفس طويل وهنا لمح ملك اللي منهارة من العياط وبصلها: مين اللي صورنا يا ملك !
الكل بص لملك اللي جنبها أبوها مش عارف ينطق أو يتكلم
ملك بعياط: سكرتيرتك هي اللي صورت
كريم هز دماغه بأسف: كل ده ليه ! فضحتينا بالشكل ده ليه !
ملك بعياط: ما تخيلتش إن كل ده هيحصل !
كريم باستغراب: امال تخيلتي ايه ! يعني لما تخدريني ايه الكويس اللي ممكن يحصل ! كنتي منتظرة نتيجة ايه كويسة تحصل ؟ فهميني
ملك بانهيار: خوفت تسيبني لانك بعدت عني أوي
كريم كمل بصدمة: وبعدين ؟ قلتي تخدريني وتصوريني وأنا معاكي وبعدها ! تبتزيني مثلا ولا تلوي دراعي علشان أتجوزك ؟
ملك ساكتة وبتعيط بس ومش بترد عليه فهو زعق: ردي عليا ! ليه عملتي كده !
ملك زعقت من بين دموعها: أيوة علشان أجبرك تتجوزني. قلت هنتصور في أوضاع مخلة وأنت لما تشوفها مش هتسيبني ومش هتبعد عني أيوة كنت هبتزك .. ارتحت كده !
كريم بحزن وبوجع: لا ما ارتحتش ! ولنفترض إني اتجوزتك مجبر هتكوني مبسوطة بالجواز ده ! هو جواز والسلام ولا ايه !أنتي بتفكري ازاي ؟
قرب منها ووقف قصادها وبصلها وبص لأبوها جنبها وبصلها هي تاني ومسح دموعها: عملتي كل ده علشان نتجوز بس في النهاية فضحتينا احنا الاتنين وخليتي سمعتنا في الأرض وفي النهاية برضه مش هنتجوز ..
قلع دبلته وحطها في ايدها وسابها وخرج من الشركة كلها وهي عيطت وبصت لأبوها اللي لأول مرة يتحط في موقف زي ده .. بص لحسن شريكه بس حسن هز دماغه بأسف ودخل لمكتبه ومؤمن زعق للكل: كل واحد يشوف شغله اتفضلوا على مكاتبكم
وقت الفرجة خلص خلاص .. وأنتي يا استاذة ملك أعتقد مالكيش مكان هنا في الشركة
راح مؤمن يخرجها لبرا الشركة وهنا هي فاقت من كل أحلامها وتخيلاتها قامت بسرعة من سريرها ومسكت شنطتها وطلعت القرصين اللي أخدتهم من ممدوح وجريت على الحمام رمتهم فيه ..
رجعت أوضتها بتنهج من أبشع كابوس شافته في حياتها ! بقى معقول كانت هتتصرف بالغباء ده ؟
كانت هتضيع نفسها وتضيع كريم وتضيع أبوها وشركتها واحترامها وكل حاجة ! كل حاجة كانت هتضيع منها بغباء ! لحظة غضب كانت هتهد حياتها كلها ... غمضت عينيها بتعب وبتحاول تهدي نفسها .. خلاص يا ملك اهدي .. ده مجرد حلم .. كريم كويس وأنتي كويسة .. الكل كويس اهدي بقى .. ده مجرد كابوس وغباء أنتي سيطرتي عليه قبل ما يسيطر عليكي ..
شريف في بيته وميادة قررت تسمع نصيحة بدرية فراحت لابنها: ها ناوي على ايه ؟
شريف بضيق: على ايه في ايه !
ميادة زعقت: هتفسخ امتى خطوبتك ؟
شريف بصلها بذهول: أنا مش عارف أنتي ليه مصرة على الفركشة ! ليه يا أمي !
ميادة بضيق زعقت: علشان حابة إنك تتجوز أحلى بنت في العالم كله .. علشان اتمنيت تكون مع فتاة أحلامك .. علشان أنت ابني الوحيد .. علشان نفسي تلاقي الحب الحقيقي مع الإنسانة اللي اخترتها .. فهمت ليه ولا لسة ؟
شريف بتعب: عايزاني أعمل ايه يا أمي ! ها!
ميادة ابتسمت: أنت ما تعملش أنت بس اتفرج وأنت ساكت
شريف بص لأمه بقلق: أمي ! ناوية على ايه ؟ عرفيني قبل ما تتحركي
ميادة ابتسمت ببراءة: اختبار صغير هيوضحلك كل الأمور اللي شاغلة دماغك
شريف كشر باستغراب: اختبار ؟ اختبار ايه يا أمي !
ميادة مبتسمة: كشف عذرية
شريف وقف وشهق وزعق: ايه ؟ بتقولي ايه ! حضرتك أكيد مش بتتكلمي بجد ! ايه اللي بتقوليه ده يا أمي أنا لا يمكن أطلب حاجة زي دي من أمل لا يمكن !
ميادة زقته قعدته تاني مكانه: أنت مش هتطلب ولا هتتدخل وبعدين أنا مش هخليها تعمله بجد
شريف بحيرة: أنا مش فاهم حاجة.
ميادة قعدت قصاده: يا حبيبي الكلام ده هيبقي بيني وبين أمها بعيد عن أمل خالص ولو أمها وافقت هعرف إن ماعندهاش حاجة تخبيها ولا قلقانة منها ساعتها هنقول مبروك لكن لو رفضت يبقى هي خايفة وبعدين هم أكيد في المستشفى عملولها ده لما راحت صح ؟
شريف: أكيد لأنها جاية من حادثة محاولة اغتصاب فطبيعي هيكشفوا عليها .. بس يا أمي.
ميادة قاطعته: ما بسش .. هم عارفين النتيجة ولو أمها وافقت يبقي هي مطمنة على بنتها وكل كلامهم صح لكن لو رفضت يبقي ساعتها يا ابني ابعد عن الشر وغنيله .. يعني هتعمل ايه لما تتجوزها وتيجي ساعتها تعيط وتقولك معلش واعذرني ماقدرتش أقولك وأنت عارف أصلا إنها اتعرضت لمحاولة اغتصاب يعني أنت قابل ده .. ساعتها الكل هيلومك انت.. فخلينا نكون على ميا بيضا من أولها وكل الأمور واضحة وده عدل ربنا ما يزعلش حد .. لكن يزعل الغلطان أو اللي على راسه بطحة.
شريف بيفكر في كلامها بتردد: بس يا أمي دي ممكن تعتبرها إهانة .. مجرد الطلب إهانة
ميادة رفعت وش ابنها: إهانة في الظروف العادية مش في الظروف دي هي عملت حادثة واتعرضت لمحاولة اغتصاب وأنت قبلت تكمل معاها حقك بقى تعرف هي كانت بس محاولة ولا نجحوا بالفعل .. سيب الموضوع ده عليا واخرج أنت منه
شريف مسك ايد مامته: بس أمل !
ميادة ابتسمت: أمل مش هتعرف باللي حصل وهطلب من سميرة ما تعرفهاش أي حاجة بس هي توافق بس
شريف ابتسم: هتوافق ..
ميادة ابتسمت: إن شاء الله .. يلا قوم روح شغلك أنت ..
ميادة راحت عند أمل تزورها وسميرة طالعة ناوية على إنها تفركش الموضوع بس عدت على أمل الأول: ميادة هنا أرميلها دبلة ابنها ؟
أمل بصت لأمها وهزت دماغها بحيرة وهي مش عارفة تاخد أي قرار في حياتها بس إحساس بالضياع مسيطر عليها .. كل حاجة بتنساب من حواليها وهي عاملة زي المتفرج بس ! هتفسخ خطوبتها معقولة ! طيب هو شريف غلط فعلا لما بيسألها ولا ده حقه ؟ مابقتش عارفة ايه الصح وايه الغلط فعيطت وغطت وشها بايديها
سميرة ضمتها كلها: ما تعيطيش يا قلبي ما تعيطيش .. خلاص هسمع الأول وأشوفها جاية ليه ! اهدي أنتي بس .. اهدي يا أمل ..
سميرة خرجت لميادة اللي ابتسمت بمجاملة وسألت عن امل وصحتها وبعدها سكتوا الاتنين وسميرة منتظرة تسمع من أم شريف اعتذار مثلا عن تهور ابنها وبتفكر ازاي تقبل الاعتذار ده دي مش طايقة أصلا الست اللي قدامها دي ..
ميادة أخيرا نطقت: طبعا أنتي شايفة كمية المشاكل اللي بتحصل وخلاف الأولاد وكل الدربكة دي
سميرة بترد بالعافية: اه ملاحظة بس هنعمل ايه لما الغباء يدخل في النص !
ميادة ابتسمت بتكلف: طيب احنا عايزين نقضي على الغباء ده من جذوره يا أم طه
سميرة باستغراب: نقضي عليه ازاي ؟ دماغك فيها ايه ؟
أمل فوق طلعت من أوضتها تسمع كلامهم وتشوف أم شريف هتدافع عن ابنها ازاي وتسمع أمها هتقول ايه !
ميادة ردت بتردد: الحل في ايد بنتك
سميرة هنا كشرت وبصت لميادة بتحفز: ايد بنتي ازاي يعني ؟ عايزاها تعمل ايه !
ميادة أخدت نفس طويل ورمت الكلمة: تعمل كشف عذرية
أمل فوق اتصدمت وشهقت وحطت ايدها على بوقها ومش مصدقة اللي سمعته ..أما سميرة ففضلت فترة تحاول تترجم الجملة في عقلها دي معناها ايه ! ومرة واحدة عقلها استوعب معنى طلب ميادة فوقفت ومسكت ميادة من هدومها وقفتها: أنتي مجنونة تطلعي ايه أنتي ولا ابنك علشان تطلبي طلب زي ده مني ! أنا تطلبي من بنتي تعمل كشف عذرية ! قسما بالله ده أنا أقتلك أنتي وابنك ! أنتي مجنونة يا ست أنتي ! أنتي عاقلة.
ميادة زقت ايدين سميرة من هدومها: أيوة حق ابني
سميرة بغضب: كسر حقه قال حق قال .. يغور في الف داهية أبو حق .. اتفضلي من بيتي هنا والحمد لله إن ربنا كشفكم على حقيقتكم قبل ما ناخد أي خطوة .. برا بيتي وحاجة ابنك هرميهالك كلها .. برا
ميادة بغضب: ابني دكتور وبنتك
قاطعتها سميرة: قسما بالله لو نطقتي حرف في حق بنتي لتخرجي من هنا على نقالة فاهمة ولا أفهمك !
ميادة خافت من سميرة: ده ايه الهمجية دي ! ده كويس إن ربنا كشفكم أنتوا لينا
سميرة بغضب: أنتي لسة ما شوفتيش همجية وشكلك هتشوفيها
قربت منها بس ميادة جريت بسرعة على برا وما وقفتش غير برا الشارع كله وقفت تنهج وهي مش عارفة ايه اللي ممكن كان يحصلها لو سميرة طالتها .. طلعت موبايلها وكلمت بدرية بتنهج: خير يا ميادة في ايه ؟
ميادة بصوت بينهج: الولية كانت هتموتني .. يا لهوي الحمد لله إن ربنا كشفها قدامي .. تخيلي لو ابني كان اتدبس في بنتهم !
بدرية بفرحة مش عارفة تداريها: مش قلتلك دول همج .. سمعة على الفاضي ماكنتيش مصدقاني اديكي شوفتيها على حقيقتها بعينك .. شكل ربنا بيحبك يا ميادة وابنك فيه حاجة لله
ميادة ابتسمت: البركة فيكي يا حبيبتي نورتيني وفتحتي عينيا على حقيقتهم .. والله ما عارفة ازاي أقول لشريف اللي حصل ! ادعيلي
بدرية: ما تقلقيش عليه هو طيب وابن حلال وربنا هيعوضه بست ستها.
ميادة ابتسمت: يارب ادعيله أيوة يا بدرية ادعيله يا حبيبتي ..
روحت بيتها وهناك كان شريف منتظرها بلهفة: عملتي ايه ؟
ميادة كشرت في وشه وزقته ودخلت قعدت وهو بيجري وراها: يا أمي قليلي ايه اللي حصل !
ميادة بصتله بغضب: اللي حصل ؟ اللي حصل إنك كنت هتناسب ناس همج ! ناس لا يفهموا في الذوق ولا الحوار ولا التفاهم .. الولية أمها قبل ما أكمل الجملة قامت ومسكتني من هدومي وتخيل كانت هتضربني .. أمك كانت هتتضرب يا سيادة الدكتور .. جرجرتني من هدومي وكانت هترميني برا بيتها .. أمك اتهزقت النهاردة واتمسح بكرامتها الأرض .. وريني بقى سيادتك هتعمل ايه !
شريف بصدمة بيبص لمامته وبيحاول يتقبل اللي هي قالته: قلتلك بلاش هتعتبرها إهانة و
قاطعته ميادة بزعيق: نعم !أنت هتجيب الغلط عليا أنا ! قسما بالله يا شريف إن ما اتعدلت وفوقت بقى من اللي أنت فيه لأتبرا منك .. كفاية بقى
سابته ودخلت وهو قعد مكانه مش عارف يعمل ايه ! يتصل بأمل ! طيب يكلم طه أخوها ! طيب يعمل ايه بالظبط !
سميرة حاولت تتماسك وتسيطر على أعصابها قبل ما تطلع لبنتها وبعد ما دخلت أوضتها اتفاجئت بيها منهارة على السرير من العياط وجريت عليها تضمها: حبيبة قلبي ده كلب ولا يسوى
أمل بعياط ومن بين شهقاتها: ده حقه وأي حد هيعمل زيه كده ! ليه كده ! ليه كل ده بيحصلي !
بتعيط وسميرة بتضمها: اوعي تقولي كده ده اختبار من ربنا يا أمل .. خلي ثقتك في ربنا كبيرة واوعي تتهزي
أمل بدموع: مابقتش قادرة أتحمل ! حاسة إني ارتكبت ذنب كبير وربنا بيعاقبني عليه.
سميرة مسكت وشها بتمسح دموعها: وربنا لما ابتلى أيوب كان ذنب ! وكل الأنبياء كانوا مبتلين كان ذنب ! اوعي تقولي الكلام ده يا أمل .. اوعي وبعدين ليه ما تقوليش إن ربنا بيحبك فكشف شريف وعيلته قدامك ! هو لو راجل بجد ماكانش أبدا هيفكر بالأسلوب ده ! هو أو أمه ! ليه ما تحمديش ربنا إنه كشفهم على حقيقتهم ! مش يمكن يكون ربنا شايلك حاجة أفضل من كل ده ! مش يمكن ربنا بيختبر إيمانك ! اوعي تضعفي يا أمل وخلي ثقتك في ربنا كبيرة .. وبكرا تقولي ماما قالت لما ربنا يفاجئك بفرحة أكبر من أي حاجة في الكون كله .. أنا واثقة في ده ..
سميرة بتحاول تطمن نفسها قبل بنتها بس دموعها خانتها مع دموع بنتها ..
عبدالله دخل عليهم وشافهم كده وجري عليهم: في ايه مالكم !
سميرة اتعدلت وبصتله: مفيش ! خليني أجهزلك الغدا ..
خرجت وسابتهم وعبدالله بص لبنته اللي وقفت وبصت لأبوها وبصوت مخنوق: بعد اذنك يا بابا هصلي الظهر.
عبدالله مسكها من دراعها وبحنية: مالك بس يا أمل !
أمل حاولت تتماسك بس كأنها كانت منتظرة كلمة مالك دي من أبوها وانفجرت في العياط من تاني في حضن أبوها اللي ضمها وبيحاول يهديها ويطمنها إن كل حاجة هتكون أحسن .. كله هيتعدل بس كل حاجة بآوان ..
مسح دموعها وبص لوشها وابتسم: بصي يا أمل واحد من الصالحين بيقول ايه:
لو علم العبد كيف يدبر الله له أموره لعلم يقينا أن الله أرحم به من أبيه وأمه ولذاب قلبه محابة لله.
ربنا هو اللي بيدبر كل أمورنا ولازم نكون على يقين إن كل حاجة بتحصل خير .. لو كان خيرا لأتى .. صح ولا ايه ! قومي يا بنتي صلي الظهر وادعي ربنا يصبرك ويقويكي على كل حاجة .. قومي
سابها وخرج ونزل لمراته يفهم منها ايه اللي حصل وحكتله سميرة كل حاجة حصلت وهو أخد نفس بعنف: خير ما عملتي يا أم طه وأول ما يجي طه تخليه ياخد كل حاجة هو جابها ويرجعهاله .. وبكرا ربنا يعوضها
خرج واتصل بابنه طه وطلب منه يجي.
سميرة جهزت كل حاجة وأخدت من أمل دبلتها وبصتلها: اوعي للحظة تعيطي عليه
أمل بتماسك: مش بعيط عليه هو يا ماما بعيط على كل اللي حصل
أبوها دخل: وايه اللي حصل ها! حادثة ! الكل بيتعرض لحوادث طول الوقت والمهم خرجتي منها بالسلامة .. ايه تاني ! درجاتك ؟ أنتي جايبة امتياز مش عايزين يا ستي احنا موضوع المعيدة وبعدين مين قالك إني هسيبك أصلا تعيشي بعيد عني ! ولا هسيبك تتعيني معيدة وتفضلي في القاهرة ! ايه تاني ! شريف ! لو ليكي نصيب فيه كنتي هتاخديه .. وبعدين لو الثقة انعدمت والشك دخل الحياة بتتدمر .. فدمارها دلوقتي أفضل بكتير من بعدين ! وبعدين ثقي تماما إن ربنا هيعوضك بأجمل تعويض ممكن تتخيله.
وبعدين العوض اللي بيجي من ربنا مهما تأخر بيجي مذهلا مباركا وهيجبر خاطرك وبكرا هفكرك بكلامي ده .. وهتقوليلي بنفسك إن ربنا جبر بخاطرك
لو ليا عمر ابقي فكريني
أمل حاولت تبتسم: ربنا يديك الصحة وطولة العمر ..
أبوها خرج لطه وعطاه شنطة وطلب منه يرجعها لشريف
طه باستغراب: في حاجة جدت ؟
عبدالله بتكشير: روح بس رجع الحاجة
طه بص لأبوه: فهمني الأول ايه اللي حصل ! مش هروح زي الأطرش في الزفة فهمني يا بابا !
عبدالله قال لابنه اللي حصل وطلب ميادة وطه اتنرفز: قسما بالله لأبهدله
عبدالله مسكه من هدومه: تبهدله ازاي يعني ! ها ! تضربه ! ولا تروح تفضح أختك في الشارع
طه زعق: ليه أفضحها ! كانت غلطت في ايه هي!
عبدالله مسكه من هدومه: احنا قلنا حادثة لما سيادتك تروح تتخانق وهو يبرطم في الكلام وأمه تطلع تردح هتعمل ايه ! هتلف على البيوت وتقولهم إن محدش اغتصب أختك ! هتعمل ايه فهمني !
طه بعد خطوة بعيد وغضب رهيب سيطر عليه
ودموعه لمعت: امال عايزني أعمل ايه ! أسكت للإهانة دي !
عبدالله بزعل: قول حسبي لله ونعم الوكيل هو يجيب حق أختك لكن مش البلطجة .. للأسف احنا في مجتمع متخلف وزي ما أم شريف فكرت هتلاقي الف بيفكر زيها .. وكل اللي هتعمله إنك هتوصم أختك بوصمة احنا في غنى عنها .. هتروح ترجع الحاجة ولا أروح أنا ؟
طه شد الشنطة بغضب وخرج من البيت وركب عربيته وفضل شوية مش قادر يتحرك .. مش قادر يتنفس عايز لو يضرب أي حد أو يصرخ بصوته كله .. اتحرك وراح لبيت شريف وفضل كتير بيحاول يسيطر على نفسه .. نزل بخطوات ثقيلة ورن جرس الباب وفتح بعد لحظات شريف اللي اتفاجيء بيه وهنا طه رفع ايده بس وقفها وشريف بص لايده وبص لنظرات طه وبص للأرض بخجل.
طه بقرف وغضب: قسما بالله لولا أبويا لكنت عرفتك مقامك .. بس أنت خسارة فيك أصلا ظفر أمل .. خسارة فيك أمل كانت كتيرة عليك أصلا .. هدعي في كل وقت يا شريف إنك تتجوز واحدة تليق بيك وبوالدتك .. اتفضل
حدف الشنطة وركب عربيته واتحرك وشريف بص للشنطة ووقف مكانه حاسس بحجم الخسارة اللي خسرها
طلعت ميادة أخدت الشنطة ودخلت ابنها وهي فرحانة: أخد الشر وراح وقسما بالله لأجوزك، ست ستها وبكرا تقول ماما قالت ..
شريف بدون ما ينطق حرف دخل أوضته وقعد بيحاول يفكر في أي سبب من الأسباب اللي أقنع بيها نفسه إن أمل مش كويسة بس للأسف مش لاقي
مسك دماغه بايديه بتعب وموبايله فوّقه فبصله كانت سمر .. كشر مش قادر يرد بس الموبايل بيرن ويرن وأخيرا رد
سمر بلهفة: شريف طمني عليك ماما لسة قايلالي ! ليه عملت كده ! مش قلتلك خليك جنبها ! ليه يا شريف ؟
شريف بحزن: مش عارف ! والله ما عارف ازاي ده حصل ! مش عارف ازاي سمعت كلام ماما !
سمر بزعل مصطنع: يا شريف حرام عليك أمل ..
شريف بلهفة: أكلمها !
سمر كشرت: لا طبعا تكلمها ايه ! هي أصلا مش هترد عليك .. أنت حاول تخرج بقى يا شريف من الدوامة دي ! الواحد إن ماكانش سعيد في أجمل فترة في حياته امتى هيكون مبسوط ها ! شريف أنت إنسان جميل وتستاهل كل خير .. ارتاح دلوقتي واهدأ وبعدها فكر .. ما تاخدش أي قرارات دلوقتي
قفلت معاه وهي مبتسمة ..
كان جنبها عمرو مستغرب: مين شريف ده !
سمر بابتسامة خبيثة: ده كان خطيب أمل !
عمرو استغرب: أمل بنت عمك صح ! عارفها .. اللي يشوفكم مع بعض لا يمكن يخمن إن ليكم أي صلة ببعض .. بس ليه خطيبها بيكلمك !
سمر بشماتة: فركشوا خلاص .. سابها خلاص
عمرو استغرب: هو سابها ! غبي ده ولا ايه !
سمر التفتتله بحدة: ليه غبي إن شاء الله ! ده دكتور قد الدنيا وعنده عيادة ومستواه مرتاح جدا.
عمرو قلب شفايفه: عادي ايه يعني دكتور .. بس سوري يا قلبي اللي زي أمل دي في زماننا ده عملة نادرة جدا وشريف اللي بتتكلمي عنه ده خسرها
سمر اتنرفزت ووقفت: طيب خلي أمل تنفعك سلام
مسك ايدها وشدها: اهدى بس يا عم أنت .. أنا بغيظك بس أنا عارف أنتي بتحبيها قد ايه فقلت أشتغلك شوية .. فكك بقى منها ومن سيرتها ..
سمر قعدت بغيظ ودورت وشها بعيد وهو قرب منها حط ايده على كتفها ضمها لصدره: فكي بقى
سمر زقت ايده: برضه زعلانة
عمرو فكر لحظة ووقف: طيب تعالي معايا أصالحك يلا.
استغربت سمر وهو شدها وراه وركبوا عربيته وأخدها لاتيليه وقف قدامه وهي استغربت وبصتله فابتسم: علشان بس ما تقوليش شريف عنده عيادة .. قال عيادة قال .. انزلي نقي اللي يعجبك يلا
أخدها وايده على كتفها وهي طايرة من الفرح ودخل معاها اختارت كام طقم أشيك من بعض وهو معاها وحتى البروڤة بيدخل معاها وبيصورها علشان تشوف نفسها وهي لابسة الاطقم اللي اشتراها ..
دخل جنبها وباسها في خدها وصور نفسه سيلفي معاها كذا لقطة في كذا وضع وهي شدت الموبايل حذفت الصور
وكشرت: كفاية صور
عمرو ابتسم وحط الموبايل في جيبه وشاور على عينيه: أنتي تشاوري ها لسة زعلانة !
سمر ابتسمت: لا خلاص ..
عمرو مد ايده لها: طيب يلا بقي نحاسب
ويدوب أوصلك علشان ما تتأخريش علشان باباكي.
سمر ابتسمت وطلعت معاه وصلها وهي فرحانة بكل حاجة اشترتها وبتحلم لو عمرو يتجوزها ساعتها تكون بجد طاقة القدر اتفتحلها .. ده اشتري ليها كام طقم حتى ما بصش على السعر ايه وهي بتنقي وبالفيزا ودفع .. يااا ياما نفسها تعيش بالشكل ده .. تنزل تعمل شوبينج وما تهتمش بالأسعار ايه !
عمرو بعد ما نزلها طلع موبايله وفتح الصور ودخل لفولدر اللي فيه الصور الممسوحة ورجع كل الصور اللي سمر مسحتهم وابتسم ..