رواية الشيطان العاشق بقلم منى الفولي الفصل الرابع
فى بيت يوسف
كانت جميلة تجلس منكمشة على سرير الغرفة الأخرى التى لجأت اليها عند عودة يوسف مترنحا بشدة أكثر من كل الأيام الماضية حتى أنه أحتاج لمساعدتها لتبديل ملابسه ودخوله الفراش كانت خائفة ولا تجد من تلجأ اليه تشعر بأنها مراقبة ولا تعلم من يراقبها وكيف فالخدم ينصرفون مبكرا وقد كانت وحدها تبكى كالمعتاد عندما وصلتها تلك الرسالة { دموعك غالية متنزلش على رخيص عاشق }.
فانتابها القلق وزاد بكاءها وظلت بانتظار يوسف لعل وجوده يطمئنها ليخيب أمالها ويعود لها بتلك الحالة ويزيد اضظرابها بعد برها بقسمها وتركه وحده بالغرفة لتجد رسالة تدل على رؤية مرسلها لها فقد كان نصها { لو فتحتى الفرندا هنا هتلاقى الفيو أحلى من أوضته بكتير عاشق }.
فى اليوم التالى توافد أصحاب يوسف على منزله وأستقبلتهم جميلة ببشاشة وذوق وتم التعارف بينهم وعندما حان دور مازن قال يوسف باسما: ده بقى مازن الشيطان
جميلة بفزع: أيه.
يوسف ضاحكا: متخافيش مش شيطان بجد هو صحيح عينيه تدى على كده بس احنا بنسميه كده عشان دماغه سم هو شريكى بالوراثة الشركة كانت بين بابا وباباه واحنا أستمرينا شركا بعد ما مسكناها لاننا بصراحة منسجمين جدا هو بدماغه وانا بعلاقاتى ورجالة العيلة اللى منتشرين فى أهم المناصب تقدرى تقولى هو المخ وأنا العضلات
جميلة بابتسامة: شرفتنا يا أستاذ مازن أسفة يوسف أكيد بيهزر واضح أنه بيحبك جدا.
مازن مبتسما وهو ينظر لعينيها: سيبك من يوسف المهم أنت متكونيش خايفة منى
جميلة بضحكة رقيقة: وأنا هخاف من حضرتك ليه أنا بس أتفاجأت بالأسم لكن الذكاء نعمه مش عيب يعنى هما اللى غلطانين المفروض كانو سموا حضرتك جينس أو العبقرى مش الأسم البشع ده
مازن وقد سحرته ضحكتها ورقتها وحنانها: اعمل أيه بقى مفيش حد فيهم بيفهم زيك ظل مركز على عينيها فاصابها الأرتباك وتشاغلت بتحضير أكواب العصير لتقول ماهى هازئة: أنت هتشربينا عصير
جميلة بحيرة: أنت تحبى تشربى أيه.
ليضحك يوسف وهو يحتضنها مقبلا وجنتها: لا ياقلبي ملكيش دعوة أنت بالشرب أنا محضر كل حاجة وفتح حقيبة بجواره مخرجا منها زجاجات الخمر تمعن مازن بوجهها كانت وجنتاها قد احمرتا خجلا عندما أحتضانها يوسف أمامهم ليتحول ذلك الأحمرار لاحتقان غاضب على ملامحها المصدومة حين رأت زجاجات الخمر لتمتص صدمتها سريعا وتتمتم بخفوت: عن اذنكم وتتوجه لغرفتها مسرعة مغلقة الباب خلفها
وجلس مازن متعمدا على المقعد المواجه لباب لغرفتها.
فى مكتب يوسف
يوسف: خلاص يا مازن أعتذر أنت للشلة مش هاقدر اسيبها النهارده كمان أنا وعدتها نتغدى سوا من يوم ما اتصدمت انى جبت خمرة البيت وهى مخصمانى وصالحتها امبارح بالعافية وجيبت لها فستان كب أحمر هتجنن وأشوفه عليه واديت الخادمين اجازة وزمنها موضبة نفسها على الأخر مش معقولة أروح للشلة و الأحمر ينادينى وحشة فى حقى كفلانتينو.
ارتفع رنين هاتف يوسف شوفت اديك عطلتنى والقمر بيستعجلنى رد على الهاتف وداعبها بكلمات ساخنة فأخرج مازن هاتفه وكتب لها رسالة جديدة { خدودك بتنافس فستانك فى لونه بطلى كسوف عاشق}.
أرسل رسالته وهو واثق من تأثيرها الصادم عليها ولكن هذا ما أراده تماما منذ رأها منذ يومين وقد وقع تحت تأثير عينيها وقد أزعجه هذا بشدة فمن المفروض أن يأثر هو عليها لا العكس لذا فقد قرر الأسراع بخطواته لتصبح هجومية فستكون رسائله التالية أكثر جراءة وحميمية حتى تفقد السيطرة فيبدأ بالهجوم المباشر والمواجهة
قطع تفكيره انهاء يوسف لمكالمته ومحادثته قائلا: خلاص سلام أنا بقى وسلم لى على الشلة.
مازن بخبث: يوسف بعد بكرة ميعاد السهرة عندك لو مش هتقدر قولى أمهد للشلة من دلوقتى لأنهم بصراحة ناوين يطلعوا عليك سمعه ومستنين لك غلطة خصوصا أنهم بيقولوا أنك مقدرتش تخليها تضايفهم ولا حتى تخرج من الأوضة أول ما أبتدوا شرب
يوسف بذعر: لا طبعا أوعى تقول لهم أى حاجة السهرة فى ميعادها وأنا هتصرف معها وهى مش هتقدر تعمل مشاكل وشوية شوية هتتعود
مازن بخبث: أنا كنت عايز أحافظ على سمعتك كفلاتينو.
يوسف بغرور: كله الا سمعتى متخافش سلام
مازن: سلام
وأخرج هاتفه ليبعث اليها برسالتين دفعه واحدة لا يفصل بينهم سوى دقائق { برفيوم Victorias Secret عليكى غير وكأنك أنت اللى بتعطريه } و { رغم أن الميك أب بتاعك هادى لكن يجنن }.
وصل يوسف لمنزله ووجد جميلة بابهى زينة كما كانت هناك مائدة معدة بطعامه المفضل أجلسته عليها وهى مبتسمه بوجهه ورغم ذلك كانت متوترة وقلقة
يوسف: ايه القمر ده مقدرش على الجمال ده كله
جميلة بتوتر: اهلا يايوسف حمد لله على السلام
يوسف: هو القمر لسه زعلان ولا ايه
جميلة: لا خلاص يايوسف احنا اتفاقنا هنفتح صفحة جديدة.
يوسف: امال مال الجميل سرحان ليه
جميلة بتردد: يوسف هو انت بتتكلم عليا مع حد وبتلعثم يعني بتحكي لحد عنى وعن تصرفاتنا مع بعض بخجل خو خصوصا الحاجات الخاصة
يوسف بحماسة معتقدا بان ذلك سيسعدها: طبعا ياقلبي ده مفيش حد من اصحابى الا بيحسدنى عليكى من كتر ما بحكى عن جمالك وانوثتك وقد ايه انا مبسوط معاكى.
جميلة بصدمة: يا نهار أسود
يوسف بحيرة: ليه بس ياقلبي المفروض تنبسطى
جميلة بصدمة وهى تحاول التحكم فى نبرتها التى خرجت حادة رغما عنها: أنبسط أنبسط أنى أتفضحت
ورجال غريبة تعرف خصوصياتى وبهدوء على قدر ما أستطاعت بص يا يوسف أنا مقدرة فرق التربية والثقافات اللى مابينا لكن الموضوع ده مش قابل لأى تفاوض الموضوع ده مش بس غلط وعيب لا ده حرام كمان ومن الكبائر واللى بيتكلم فى الحاجات دى قدام الناس سواء رجل أو ست الرسول عليه الصلاة والسلام شبهه كأنه شيطان قابل شيطانة وعملوا علاقة قدام الناس فى الشارع.
يوسف بدهشة: مش للدرجة دى
جميلة بنفاذ صبر: طيب بعيد عن حكم الدين مش انت عملت المستحيل عشان تتجوزنى عشان انا محترمة وعايزنى أفضل كده وتبقى مطمن على بيتك فى غيابك
يوسف: طبعا ياقلبى أنا واثق فيك
جميلة بهدوء: بس أنت مابتساعدنيش على ده
يوسف باستنكار: أنا
جميلة: هو أنت عمر ماحد حكالك على بنت وبقيت تحاول تتعرف عليها
يوسف بتلقائية: كتير.
جميلة: وأنت كمان لما بتحكى لأصحابك عنى ممكن حد فيهم يفكر فى ويحاول يتعرف على وبدل ما تساعدنى أحافظ على شرفك بتعرضنى لسخافات وضغوط
يوسف بدهشة: بصى أنا عمرى ما بصيت لها من الزواية دى بس فعلا أنت معاكى حق خلاص الموضوع ده أنتهى وبجد مش هكرره تانى
جميلة بأسف: لا يا يوسف للأسف هيتكرر
يوسف بحدة: أنت بتكدبينى
جميلة بهدوء: لا طبعا بس بصراحة أنت مش بتبقى فى وعيك لما تشرب أنا بروح الأوضة التانية لأنى ببقى خايفة منك.
يوسف بنزق وهو يرمي بملعقته: يوووه يا جميلة ما بتزهقيش قولت لك كل واحد حر أنا مغصبتكيش لا تشربى ولا تقعدى معنا ليه أنت عايزة تتحكمى في وفى بيتى ولعلمك بعد بكرة السهرة عندى لأننا مش بنلعب السهرات اللى مش عجباكى دى هى اللى بتم فيها أهم صفقاتنا وأنا مش هغير نظام حياتى عشان سيادتك واياكى تفكرى تحرجينى قدامهم لأن مش أنا الرجل اللى ينفع يتقال عليه أن واحدة ست غيرته وبتتحكم فيه وبغرور أنا فلانتينو اللى كل بنات مصر بتتمنى منى نظرة وبحدة وأنا غلطان أنى أعتذرت عن سهرة النهاردة وأنا فاكر أننا هننبسط ونسيت أنك ست نكدية واتجه للباب وقبل أن يخرج التفت اليها ونامى النهاردة فى المخبأ لأنى هرجع سكران.
بعد يومان بشقة يوسف سهرة صاخبة ومعظم الحاضرين يترنحون من شدة السكر مازن يجلس وكل تركيزه على باب غرفتها المواجه له ويتابع فى نفس الوقت حركات شادى المريبة وهو يقترب من بابها بتروى وعلى مراحل وهو غافل عن مراقبة مازن له وكل أهتمامه موجه ليوسف الى أنه وجده منشغل تماما فدلف لغرفتها بسرعة وأغلق الباب خلفه شعر مازن بانقباض بقلبه وهم بالقيام ولكن قبل أن يتحرك من مكانه كان الباب يفتح للمرة الثانية وشادى يخرج بسرعه وقد ابتلت ملابسه وتوجه مباشرة لباب الشقة خارجا وهو يحاول الابتعاد عن الانظار قدر الأمكان تنفس مازن الصعداء وهويبتسم بسعادة وأخرج هاتفه ليبعث لها بأول رسائله التى تخبرها بشخصيته فقد قرر أنه بعد الان اللعب سيكون باوراق مكشوفة فهو لم يعد بقادر على الصبر أكثر من ذلك { تفتكري لو كنتى فى حمايتى أنا كان يقدر كلب زى ده يتجرأ على أوضتك شيطان عاشق }.
بعد لحظات من ارسال رسالته وجد بابها يفتح فتح صغيرة بهدوء وعيونها المتلصصة تنظر من خلالها حتى يقع نظرها عليه فيبتسم بوجهها وهو يومأ برأسه ايجابا لتتحول بسمته لضحكة عندما يجدها تغلق بابها بسرعة ويلتقط سمعه المرهف صوت مفتاحه.
بعد ثلاث ايام ببيت ماهى
ماهى: الجو اليومين دول حر موت ايه رايكم نطلع كلنا بكرة على الساحل نقعد لنا يومين
معظم الحاضرين بأصوات متداخلة: والله فاكرة جامدة أوك قشطا
ماهى: خلاص أتفقنا ننهى السهرة بدرى شوية وكله يروح يستعد ونتقابل بكرة الظهر
مازن بخبث: أنت صدقتى المتحمسين دول عشان السهرة فى أولها وكلها ساعتين ويبقوا مش قادرين يقفوا حتى وهايروحوا مش شايفين قدامهم وهيصحوا على العصر مش يجهزوا الظهر أضمنلك تحبسيهم هنا للظهر بتاعك.
ماهى بحماسة: وووا شيطان فعلا عندك حق احنا كده كده بنسهر للصبح ننام كلنا هنا وأول ما نصحى ننطلق وكل واحد فينا فيلته هناك فيها كل اللى هيحتاجه
يوسف باعتراض: بس أنا لازم أمشى وهاجى على ميعاد الأنطلاق
ماهى بدلال: ليه ياجو ده أنت كنت أول واحد بيدوس معى فى أى جنونه
مازن بخبث: سبيه براحته يا ماهى ومتضغطيش عليه ظروفه مابقتش زى الأول
يوسف بحدة: مش حكاية مش زى الأول بس جميلة لوحدها ومتعرفش أنى مسافر
ماهى بدهشة: وووااوووو أنت رايح تأخد الأذن ياجو وبتزعل لما أقول أنك أتبرمجت ده أنت أتفرمت وتعمل لك دونلود من جديد
يوسف بنزق: بطلى سخافة ياماهى مش فلانتينو اللى يأخد الأذن.
ماهى بتحدى: أثبت لى
يوسف بعند: أوك هبات عندك وهسافر معكم وهقعد أربع أيام مش أتنين
ماهى بسعادة: يااااس
مازن بهدوء: طيب رحلة سعيدة يا شباب
ماهى باستنكار: أنت رايح فين ده أنت صاحب الفكرة
مازن بهدوء: أنا قلت لك أزاى تنفذى فكرتك صح لكن ماقلتش أنى رايح معكم وخصوصا ويوسف رايح ومينفعش احنا الأتنين نسيب الشركة فى نفس الوقت
ماهى: طيب كمل السهرة معنا وبعدين أمشى
مازن: أنتم المفروض هتخلصوا السهرة بدرى عشان تبقوا فايقين بكرة وأنا كمان مصدع سلام
ماهى باستسلام: سلام.