رواية الشيطان العاشق بقلم منى الفولي الفصل الثالث
بعد شهرين بالشركة
مازن عاتبا: يعنى انبسطت وقعدت تطول فى الاجازة ورميت الحمل كله على
يوسف بسعادة: قدها وقدود يا ميزو بس من ناحية انبسطت بصراحة انبسطت جدا اه كنت عارف ان الموضوع هيبقى مختلف بس ماكنت متخيل أنه هيبقى بالجمال ده وأكمل بنشوة صفحة بيضا نضيفة انت أول واحد بيكتب عليها اللى على مزاجك قطة مغمضة بتفتح عينيها على أيدك وما تشوف غير اللى أنت توريه لها بجد متعة رهيبة ولا كسوفها يا مازن تخيل شهرين متجوزين ولسه بتتكسف بشكل رهيب.
مازن هازئا: يااااه كل ده وهى متجوزك غصب وكمان بتحب واحد تانى ولا انت نسيت
يوسف بتحدى: لا يا ميزو واضح أنك أنت اللى نسيت أنى أنا فلانتينو مش هاقولك أنها بتحبنى لكن هى بتحترم نفسها جدا وبتعبر الجواز علاقة مقدسة والباقى علي أنا مدلعها ومهنيها وبكره أنسيها أسمها
مازن ساخرا: ده ايه الثقة دى
يوسف متفاخرا: أيوه واثق وواثق قوى كمان بصراحة هى طلعت أحسن من أحلامى كنت متخيل انها هتتمرد ومش هتنسي احنا اتجوزنا أزاى لكن فوجئت بها شايفة أنى بقيت جوزها بغض النظر عن طريقة الجواز وبدل وافقت وجب عليها طاعتى تخيل صحيت مرة قبل الفجر كده ملاقيتهاش جنبى وسمعت همهمة عقلي قالي بتكلم حبيب القلب أتسحبت وأنا ناوى لها على نية سودا لاقيتها فى دنيا تانية عمالة تصلى وتدعى ربنا.
مازن بفضول: بتدعى عليك
يوسف بسعادة: بتدعيلى قعدت تدعيلى بالهداية وصلاح الحال وكانت بتقول حاجة كده زى ان قلبها مش بايدها وان ربنا يرزقها حبى وينزع اى حد تانى من قلبها او يرزقها الرضا وانها هتعوضنى بالطاعة وحسن العشرة
مازن بدهشة: تعوضك.
يوسف متفاخرا: اه والله وفعلا بتدلعنى جدا ومهنيانى ومهتمة بنفسها وشياكتها قوى دى بتلبس فى البيت لبس أشيك بكتير من البنات اللى نعرفهم مع انه بسيط ومش براند لكن جمالها وأنوثتها بيخليهم سينيه وميك اب بسيط بس يهوس ولا البرفيوم بتعاها Victorias Secret رغم أنى شميته كتير جدا قبل كده لكن بحسه مميز عليها وكأنه نوع جديد أو كأنه أتعمل مخصوص عشانها لا وبتهتم بي وبراحتى وبتصمم تخدمنى بنفسها.
مازن بدهشة: كمان ده أنت بقيت شهريار بقى مش فلانتينو وبس عقبالنا ياسيدى
يوسف هازئا: لا الصنف ده بعيد عنك قوى دى ملاك ياحبيبي ملاك وانت الشيطان يعنى أبعد لك من نجوم السما
مازن بحدة: وهو انت اللى ملاك
يوسف بغرور: بس انا فلانتينو ملك القلوب وأكمل هازئا يعنى أنت معرفتش تلفت نظر سوزى اللى كانت مدوراها هتلفت نظر بنوتة محترمة زى جميلة باستنكار مستحيل طبعا بس يعنى لو هافف عليك ترتبط سيبك من عينة جميلة دى خالص وهندور بعيد ليه أهى سوزى دلوقتى وحيدة ومصدومة وعندها فراغ عاطفى واهى فرصتك وأكيد مش هترفض المرة دى.
مازن بحدة: ده على اساس أنى بلم زبالتك لا متشكر جدا متشغلش نفسك بي وأنا فعلا بافكر ارتبط وأوعدك أن اللى هرتبط بها هتبقى مفاجأة الموسم
يوسف هازئا بتحدى: اما نشوف هسيبك أنا بقى لحسن القمر وحشنى سلام.
وتركه وهو لا يعلم بأنه قد اشعل النيران بقلب شيطان فقد ضغط على النقطة التى تؤلمه وتؤرقه هو يعلم بنفور النساء منه بسبب عمليته الشديدة وكذلك لذلك اللقب الكريه الملتصق به فهو الشيطان فمن تلك التى ترضى بأن تكون رفيقة الشيطان صحيح أن أطلاقه عليه كان من باب المديح على عبقريته فى ادارة اعماله وحصوله على مايريد بأى وسيلة كانت خاصة بوسائله الشيطانية ولكن بعد فترة من تداول لقبه أصبح ينسب اليه وكأنه حقيقة حتى أن احدى رفيقاته القليلات أخبرته حين الح فى معرفة سبب رغبتها فى انهاء علاقتهما بأنها تخشاه وترتعب حين تنظر لعينيه فلديه نظرة مخيفة حتى أنها تظن أنه الشيطان فعلا أو كما يقولون العين مرآة الروح وأعماله الشيطانية أنعكست على نظرة عينيه وحين تكرر الأمر اكتفى هو بالعلاقات العابرة أو العلاقات مدفوعة الأجر التى يشبع بها شهواته ولكن ظل بركن خفى بقلبه أمل بالحصول على رفيقة تبادله مشاعر لا يحسن التعبير عنها وكانت تلميحات يوسف له عن الأمر الوحيد الذى أخفق به تحدى جديد للشيطان والشيطان لم يخسر أبدا فى أى من تحدياته وسيريه أنه سيحظى برفيقة ستكون مفاجأة للجميع وعلى الأخص يوسف فهو لن ينجح فقط فى الحصول على رفيقة من نوع جميلة كما تحداه لكن تلك الرفيقة ستكون جميلة نفسها حتى لا يجروء على السخرية منه مرة أخرى.
فى غرفة نوم مازن ينام وسوزى فى احضانه دافنة رأسها بصدره
مازن: حبيبتى
سوزى: اممممم
مازن: هو حد من الشلة عارف اننا متصاحبين
سوزى وهى ترفع رأسها اليه بتوتر: ليه هو أنت قلت لحد
مازن بهدوء: لا يا قلبى أنا كنت عايز أأكد عليكى أن الموضوع ده يفضل سر مابينا
سوزى بارتياح لم تستطع أخفاءه: ليه يا مازن وبكذب يعنى أيه المشكلة لما يعرفوا.
مازن مخفيا خيبة أمله فهو متأكد من ارتياحها لعدم معرفة أحد بأنها رفيقة الشيطان: عشان سمعتك ياقلبي محدش هيصدق اننا ارتباطنا يوم جواز يوسف وهيتخيلوا ان انفصالكم كان بسبب خيانتنا وبدل ماهو اللى خانك وباعك بعد الفترة دى كلها هيبقى الضحية اللى صاحبه وحبيبته خانوه
سوزى بسعادة: عندك حق ربنا يخليك لي
مازن محاولا أخفاء غضبه لسعادتها: طيب يا قلبى غيرى هدومك وروحى أنت لأن يوسف يمكن يعدى عليا ننافش الشغل اللى تم فى غيابه
سوزى بلهفة واضحة: هو رجع وياترى ندم وعرف الورطة اللى ورطها لنفسه ولا لسه مشبعش من البيئة اللى أتجوزها
مازن متحكما بأعصابه: أه رجع يالا ياقلبى لحسن يشوفك هنا
وجدها هبت مسرعة تحاول الهروب بأقصى سرعة قبل أن يراها أحد موصومه بعلاقة مع الشيطان.
بعد أنصراف سوزى ورؤيته لنفورها منه ومن علاقتهما ولهفتها على عودة يوسف وأخباره زاد اصراره على تنفيذ مع عزم عليه فتح خزينته وأخرج ذلك الملف الذى أعطاه له مساعده حين أمره بمراقبة جميلة عله يجد به نقطة ضعف يجبرها بها على الزواج من يوسف وقد أخبره وقتها أنه ليس لها نقطة ضعف سوى حبها لماجد فلم يهتم بمطالعة الملف وصب أهتمامه على ماجد وعمله بالشركة حتى وجد تلك الطريقة التى زج به فى السجن تصفح الملف فلم يجد به سوى معلومات عادية عن فتاة بسيطة ملتزمة ومجتهدة بعملها كما وجد ذاكرة الكترونية وضعها بحاسوبه المحمول ليراها أمامه لأول مرة كانت فتاة شديدة الجمال ملابسها انيقة ولكنها محتشمة وبسيطة فى نفس الوقت تتحرك بخطوات نشيطة ولكن متحفظة كان الفيلم المصور يظهرها فى اماكن ومواقف مختلفة أظهرت جوانب عدة من شخصيتها فهى تتبتسم بسعادة و تواضع للبسطاء وتساعد من يحتاج للمساعدة تنظر بحدة وردع للمتطفلين والمشاغبين اما أكثر ماجذبه مشاهدها مع ماجد لم يكونا يخرجون سويا بل هى لحظات للقاءات مصادفة بحكم الجيرة بينهما كانت مشاهد أبعد ما يكون عما يعرفه عن الحب لم يكن بها اى نوع من التلامس ولا حتى مصافحة كما أنها لم تكن تنظر لعينيه أبدا وهو يحادثها كانت دائما ناظرة لأسفل بينما ماجد ينظر لها باعجاب وحب يهمس ببعض الكلمات فتشتعل وجنتيها بلون شديد الاحمرار وتفر من أمامه هاربة كان يشعر بمتعة كبيرة وهو يشاهد هذا الفيلم وكأنه بوابة لعالم جديد لم يراه من قبل وتحمس أكثر لتنفيذ خطته فالنتيجة لن تكون فقط كسر غرور فلانتينو والتغلب عليه فى مضماره بل والتمتع ايضا بصحبة تلك الرائعة المختلفة.
فى منزل يوسف
قبيل فجر اليوم التالى أستيقظت جميلة على صوت وصول رسالة على هاتفها فتحتها لتجد نصها { هتقومى تصلى } فزعت وهى تنظر ليوسف النائم بخشية خوفا من أن يستيقظ ويرى الرسالة فحتما لو رأها لأذى ماجد فلابد أنه مرسلها ولكن هى مرسلة من رقم محلى وماجد الأن يقيم بالخارج وقطع سيل أفكارها أشعار بوصول رسالة أخرى تقول { طبعا مش ماجد انا عاشق } شعرت برعب كأنها مراقبة ومسحت الرسالتين وهى ترتجف لتسمع اذان الفجر فتذهب للوضوء وهى تسلم أمرها لله.
فى منزل مازن
كان يجلس على فراشه مبتسما وهو ينظر لهاتفه سعيد ببداية تنفيذ اول خطوة فى خطته للوصول اليها هى خطة لطالما نفذها لصالح غيره جمع المعلومات وارباك الضحية الفرق أنه فى السابق كان يلجأ للمراقبة أو متابعة وسائل التواصل الاجتماعى التى تضع عليه الغافلات من المعلومات أكثر مما يحتاج فيجد الصور والعمل وأحيانا رقم التليفون بل وتتطوع بعضهن بتوضيح مفاتيحهن الشخصية ونقط الضعف و طريقة الوصول اليهن فتلك تشتكى الوحدة بعد سفر الزوج وأخرى خيانته أو سوء معاملته وفتيات يشتكين من غدر حبيب أو أفتقاده للرومانسية أما هذه المرة فمصدره أعم وأشمل وأقرب مصدره هو زوجها نفسه ذلك الغبى الذى تنهال المعلومات من فمه تفاخرا وهو لايعلم أنها طريقه للخزى والأهانة التى يستحقها لتحديه الشيطان.
فى فجر اليوم التالى بعد وضوئها واستعدادها للصلاة أستمعت لاشعار وصول رسالة فتحتها لتجد { أدعيلى أنا كمان فى صلاتك يا يرزقنى حبك يا ينزع حبك من قلبى عاشق }.
فى منزل مازن
شاب: ايه يا مازن من يوم رجوع يوسف والسهرة كل يوم عندك مش احنا متوعدين كل مرة عند حد
مازن بخبث: وفيها أيه يا شادى هو أنتم ناقصكم حاجة أنا بس مش عايز أحرج يوسف يمكن ظروفه أختلفت
شادى: أه قصدك أن المدام مسيطرة ومانعه حفلات عندها
فتاة: أيه ده معقولة فلانتينو أتبرمج وبيمشى على التعليمات فينك ياسوزى.
يوسف بحدة: بطلوا أستظراف ياجماعة ومش فلانتينو اللى يتبرمج ياست ماهى ومن بكرة الحفلة عندى وهنرجع لنظامنا القديم
تنحى مازن بيوسف جانبا وقال: ايه يابنى ليه كده ما عندى وعندك واحد انت حتى مدتيش جميلة خبر وكده ممكن يحصل ما بينكم مشاكل
يوسف بنزق: كده كده المشاكل موجودة من يوم مارجعنا ورجعت أسهر معكم وهى منكدة علي عيشتى وبقت كئيبة تخيل بتفضل تعيط لحد ما أرجع ولو رجعت سكران بتصمم تنام فى أوضة تانية الأوضة الى أنت كنت بتنام فيها لو السهرة طولت نكد بنكد بقى ماسيبش حد يقول على فلانتينو أتبرمج
ابتسم له مازن بود كاذب: ماضيقش نفسك هما كلهم يحبوا النكد زى عينيهم اشرب اشرب ولا يهمك
وأخذ يعرض عليه الشراب حتى ذهب الى بيته مترنحا.