رواية الشيطان العاشق بقلم منى الفولي الفصل الأول
فى أحدى الشقق الفاخرة بحى راقى يدخل مازن للغرفة ليجد يوسف مازال نائما فيصيح به: يوسف يا يوسف أصحى يا أخى
يوسف بنعاس: بس بقى يا مازن ده احنا لسه نايمين
مازن بحدة: الشغل ملوش دعوة بده. بدل مش قد الشرب بتقل ليه
يوسف بنزق: أنت اللى دماغك مصفحة أنا اللى غلطان عشان قولت لك تبات معي روح أنت وأنا هصحى واجى
يوسف بسخرية: أه مانا عارف
وخرج من الغرفة وأغلق بابها وراءه بحدة
فى الشركة
مازن مستغرق بالعمل ليدخل عليه يوسف صائحا: الحقنى يامازن. الحقنيييييى
مازن بعصبية: أنت يابيه هو ده اللى جاى ورايا أنا قربت أروح. وكمان جاى تهزر
يوسف بلهفة: لا مش بهزر بجد لازم تلاحقنى أنا أتهزأت
مازن باستنكار: أتهزت
يوسف: تصدق أنا أتهزأ ومن بنت لو الشلة عرفت أن فلانتينو أتهزأ هيبقى موقفى ايه
مازن: اه قول كده مش قولنا الكلام ده ممنوع فى الشركة
يوسف باعتراض: لا ماهى مش شغاله عندنا هى صحيح كانت خارجة من الشركة. بس أنا متأكد أن دى أول مرة أشوفها وكمان مظاهرها مش عميلة وباعجاب لبسها بسيط ومحتشم بس مزة.
مازن بتعجب: وأنت كان ناقصك مزز عشان تبص للى بتقول عليها دى
يوسف بعبث: لا ما انا لاقيتها قدامى أقولت أروش على السريع. بس فوجئت أنى أتهزأت وبحيرة الغريب بقى أنها لا علت صوتها ولا خرجت لفظ خارج بغيظ تقدر تقول قصفت جبهتى بمنتهى الهدوء وهى بتتكلم عن الأخلاق وأشباه الرجال وبغضب ولا نظرات الأحتقار الل كانت بتبصلى بها. هموت يا مازن لو ما أخدتش حقى
مازن: طيب مقلتيش ليه أنك صاحب الشركة. وهى اللى كانت سبيلت لك.
يوسف ضاحكا: قلت لها وعملت نفسى كنت باكلمها عشان لو محتاجة خدمة من المكان وناديت واحد من الأمن أترسم عليه قدامها عشان تتأكد. بصت لى بمنتهى الاشمئزاز. وقالت { لكل داء دواء الا الحماقة أعيت من يداويها } ووقفت ميكروباص وركبته بكبرياء ولا كأنه ليموزين
مازن ببرود: المطلوب
يوسف بلهفة: تعرف لى دى مين وسيب الباقى عليا.
مازن: يعنى أنزل أسأل الأمن بتاع الشركة اللى هزأت يوسف بيه قدامك دى تطلع مين
يوسف بلوم: يعنى عايز تفهمنى أن حاجة زى دى الشيطان هيغلب فيها. يعنى ان مكنتش صاحبك وشريكك
مازن بجدية: دماغ الشيطان للبزنيس وأظن النتايج بتوصلك وأنت نايم أو بتجرى ورا المزز انما الهبل ده تخصصك أنت يا فلانتينو
يوسف بنزق: ماهو دماغ فلانتينو تشتغل لما أعرف أجيبها انما يعنى هارسم على الهوا . ومستعطفا ومش هيجيبها الا دماغ الشيطان
ليومأ مازن برأسه نافيا.
يوسف باستسلام: أوك بيزنس از بيزنس. عايز ملف كامل عنها وأنا تحت أمرك
مازن: عشرة فى الماية زيادة عنك فى أرباح المناقصة اللى كسبنها النهارده
يوسف صارخا: كتير
مازن هازئا: هو فعلا الأربعين فى الماية كتير عليك بما أنى أنا اللى قمت بالمناقصة كلها بس أنا مسامح
يوسف بغيظ: اتفقنا
مازن ببرود: أتفقنا. وفتح حاسوبه المحمول ليتطلع لشاشته المتصلة بكاميرات المراقبة ليوقفها على صورة لفتاة غير واضحة الملامح ولكنها ترتدى ملابس محتشمة وبسيطة ولكن أنيقة بنفس الوقت ليدير الجاهز لمواجهة يوسف ويسأله: هى دى
يوسف بلهفة: ايوه هى.
يعيد تشغيل التسجيل حتى يجد الفتاة تدلف لأحد المكاتب وتتحدث لدقائق لاحد الموظفين ثم تنصرف بعد ايصاله لها لباب مكتبه. يغلق حاسوبه ويتصل بالسكرتيرة ليقول بهدوء: ابعتى لى المحاسب اللى أسمه ماجد عبد الله
يوسف: هتسأله عليها
مازن هازئا: أه هاقول له عرفنا على حبيبتك عشان فلانتينو قرر يتسلى شوية
يوسف بحدة: وأنت عرفت أنها حبيبته منين. مش يمكن أخته
مازن هازئا: عمرك شوفت واحد بيوصل أخته ويفضل باصص عليها وعلى المكان اللى مشيته منه لفترة حتى بعد ما تختفى من قدامه
يوسف بحنق: لا.
يدق الباب ليقطع حديثهم ليأمر مازن الطارق بالدخول. ليدخل شاب مرتبك قائلا: السلام عليكم. تحت امر حضرتك يا مازن بيه
مازن بحدة: بيه أيه بقى لما فى يوم واحد يجيلك أربع زيارات شخصية. تبقي أنت اللى بيه وحولت الشركة لكافى شوب لك ولأصحابك
ماجد بارتباك: أربعة أزي يا أفندم. أنا فعلا النهارده جاتنى زيارة شخصية بس هى واحدة بس و ما أخدتش أكتر من عشر دقايق. وكمان دى أول مرة تحصل من فترة طويلة
مازن بحدة: يعنى الأمن هيتبلى عليك مكتوب فى كشف الزيارات اهو ثلاث رجال وسيدة زيارات خاصة للمحاسب ماجد عبد الله
ماجد بتوتر: هو فعلا خطيبتى جات زارتنى النهارده لأول مرة وبسبب قهرى والله لأن النهارده لازم نروح نتعاقد على الشقة والا الحجز هيضيع علينا بس مجنيش أى زيارة غيرها ممكن حد من العملا الأمن سأله طالع لمين قاله أنه طالع لى وهو أفتكر أنها زيارات شخصية.
مازن بتهديد: انا هصدقك المرة دىبس أى ملاحظات تانى عنك مش هتكون بمصلحتك . ومشاكلك الشخصية دى تحلها بعيد عن الشركة. أتفضل على شغلك
شكره ماجد وخرج مسرعا وهو يحمد الله على لطفه به فمقابلة الشيطان الذى يرتجف رؤساءه لذكر أسمه ليس بالأمر السهل خاصة وهو غاضب
يوسف ضاحكا بشماته: ده أنت رعبته بس يستاهل عشان يخطب الصاروخ دى وبعبث وهو يغمز لمازن بعينيه لا وجايب شقة بالحجز دى تستاهل قصر
مازن بتأفف: طيب ياريت بقى على شغلك. عشان أنا كمان أشوف شغلى وملفها يبقى عندك بأقرب وقت.
ليلتقط هاتفه بعد خروجه محدثا أحد مساعديه: محسن فى محاسب أسمه ماجد عبد الله عندنا هنا عايز ملف كامل عنه وعن خطيبته وخصوصا خطيبته هما غالبا هيتقابلوا النهارده عايزك زى ضله من أول ما يخرج من الشركة وكمان هما هيركبوا ميكروباص حد يركب معهم وكل اللى هيتقال يجينى وأغلق الخط
بعد يومان بمكتب يوسف
يدخل مازن بهدوء ليضع ملف أمام يوسف قائلا: كل اللى محتاج تعرفه عن ست الحسن والجمال
يوسف بفرحة: يامازن أنت ياجامد طيب ملخص كده على السريع.
مازن بسخرية: طول عمرك كسلان. عامة أسمها جميلة شريف محمد. والدها متوفى وهى عندها خمس سنين وعاشت من معاشه البسيط هى وأمها والمريضة خمسة وعشرين سنة جارة ماجد من زمان وبيحبوا بعض من زمان برضه. خريجة هندسة وبتشتغل فى شركة مش كبيرة قوى. محترمة وكله بيشهد بأخلاقها وتربيتها أتقدم لها عرسان كتير منهم اللى غنى لكن رفضتهم كلهم عشان ماجد رغم أن ظروفه صعبة ولسه مجوز أخته لأن والده متوفى وهو الأخ الكبير كل اللى حوشه دفعه حجز للشقق بتاعة الشباب اللى بالقرعة وجات له فعلا بس كانت هتضيع منه لأنه معهوش دفعة التعاقد. وهى جات هنا عشان تديله فلوس لأنها أتصرفت من غير ما حد يعرف. باعت الشبكة وخدت سلفة عشان يقدروا يمضوا العقد.
يوسف بدهشة: أنت جيبت المعلومات دى كلها ازاى
مازن بزهو: دى مش مجرد معلومات لو كنت بطلت كسل وفتحت الملف كنت هتلاقى كارت ميمورى بصوتهم والحوار ده كله وكمان وهو بيعاتبها أنها أتسرعت وهو كان هيحاول يتصرف واللسان اللى هزأك أتحاول لكمانجة وهى بتقوله بكسوف أن الدنيا كلها ما تغلاش عليه وبسخرية صحيح مفيش ما بينهم كلام حب ولاغزل بس صوتهم لوحده يحسسك بجو شادية وعماد حمدى وتحس بقلوب وفراشات بتطير وأنت بتسمع
يوسف: لا وحياتك ده هو اللى هيطير وبكرة تشوف وتسمع بنفسك. الكمانجة وهى بتعزف بإسم فلانتينو.