رواية الشيطان العاشق بقلم منى الفولي الفصل الأخير
جميلة بهدوء: ما تقليقيش أساسا أنا مش هاجى مرة تانية وبعدين ده الطبيعى والموضوع مش مستاهل
أحزنه قطعها بأنها لن تأتى له مرة أخرى فقال لها بحزن: لا مستاهل يا جميلة ووضع يده على قلبه لما تدخلى احصن ابوابى من غير أذن يبقى ما ينفعش تقفى على باب مكتبى مستنياه.
تهربت من نظراته وهى تتطلع لمكتبه بنظرات زائغة فقال: لو سمحتى يا سلوى أطلبى لنا اتنين موز باللبن بحنان لسه بتحبيه
جميلة بهدوء: أيوه بس بعد أذنك أنا دلوقتى محتاجة قهوة بحدة وتكون سادة
أحنقه محاولاتها لأضافة صبغة رسمية لزيارتها له ولكنه قال بهدوء: أوك من فضلك يا سلوى اتنين قهوة بابتسامة عابثة ويكونوا سادة
خرجت سلوى فجلست هى على المقعد المواجه لمكتبه فتجاهل مقعده وجلس مواجها لها
مازن بحنان: أوأمرينى يا جميلة.
جميلة بجدية: العفو يا مازن بيه أنا بس جاية أفكرك
مازن بحيرة: تفكرينى
جميلة: أفكرك بحلفانك لى يوم الحريقة لما قلت لى حمايتك وسعادتك اللى كنت باساومك بهم على الخيانة دول تحت رجليكى من غير مقابل
مازن باستنكار: وأنا نسيته يا جميلة
جميلة بحدة: أيوه صحيح فضلت تحمينى بس مش من غير مقابل الفرق أن المرة دى المساومة مش على الخيانة
مازن بحيرة: أنا طلبت منك حاجة
جميلة بحدة: ياريتك طلبت كان هيبقى من حقى أقبل أو أرفض أنت أخدت علطول
مازن مستنكرا: أخدت أيه.
جميلة ببكاء لم تستطع منعه أكتر من ذلك: خدت راحة بال ماجد وأحترامه لنفسه وصحته اللى دمرتها كسرة النفس ماجد فى المستشفى عنده ذبحة صدرية والدكاترة لحقوه بالعافية ودى مش أول مرة يتعب ضغطه على طول عالى وأكثر من مرة أتعرض لبوادر جلطة
انفطر قلبه لبكاءها خاصة وهى تبكى لوعة على غيره وهم بالحديث ولكن منعه دخول سلوى وهى تحمل القهوة التى وضعتها وأنصرفت لتكمل جميلة وقد هدأ بكاءها بعض الشئ: مازن بيه أنا لما قلت لسكرتيرتك تبلغك أن مدام ماجد عبد الله عايزة تقابلك كنت أقصد المعنى حرفيا أنا جاية لحضرتك بصفتى مرات ماجد جاية أطلب منك ترفع أيدك عنا الله الغنى عن حماية يدفع جوزى ثمنها من كرامته وصحته.
مازن بصدمة: الله الغنى عنى أنا يا جميلة
جميلة بحزم: زمان وقفت قدامك أدافع عن يوسف لمجرد أنه جوزى مع أنك أكتر واحد عارف أحنا أتجوزنا أزاى يبقى مش عايزنى النهاردة أدافع عن ماجد وأنت عارف كويس قوى هو بالنسبة لي أيه مازن بتلعثم: و أنا يا جميلة أنا أيه بالنسبة لك ولا حاجة
جميلة بهدوء: أنت انسان جواه خير هو نفسه مش شايفه قبلت مساعدتك لأنى كنت محتاجها ولانى كنت مضطرة اقبلها وانا عارفة انك فى الاخر بتعمل اللى انت عايزه وأنى بقيت لعبة فى ايدك أنت ويوسف من يوم ما اتجوزته وكمان عشان أساعدك تكفر عن ذنبك يوسف كان قايلى أنك اللى خططت له كل حاجة يعنى حمايتك كانت من حقنا بمبدأ من أفسد شئ عليه أصلاحه فمينفعش أنك تدفعنا تمن تكفيرك عن غلطك فى حقنا.
مازن بصدمة: يعنى طول الفترة دى وأنت شايفانى الشيطان اللي ظلمك وأنك كده بتأخدى حقك منى
جميلة بصدق: لا طبعا أنت ليه مصدق قوى كده أنك شيطان مازن أنت أنسان كويس بس اللى حواليك طلعوا أسوء ما فيك بدليل أنك لما قابلت حد مختلف عاملته بأختلاف
يوسف بحنان: عشان حبيتك
جميلة: أو حبيت الخير اللى شوفته جواك بسببي وبنفاذ صبر وحتى لو حبيتنى مش كل الناس بتكمل مع حبها الأول
مازن بحيرة: يعنى أيه.
جميلة بحنان: لو سلمنا بأنك بتحبنى فعلا فالمشكلة أن فكرة أنك تحب فى حد ذاتها كانت مستبعدة بالنسبة لك فأنك تحبنى ده خلاك تتمسك بحبك رغم استحالته ومش قادر تتخطاه لأنك خايف متحبش تانى وتفقد أحاسسك بأنك أنسان مش شيطان
مازن بأستعطاف: وليه بتقولى أنه مستحيل
جميلة: لأننا مختلفين يا مازن لا أنا ملاك ولا أنت شيطان بس أحنا أتنين مش مناسبين لبعض
مازن باستعطاف: بس أنا أتغيرت.
جميلة بابتسامة: عارفة وسعيدة جدا عشانك بس لو أتغيرت عشانى هترجع للى كنت فيه أول ما تحقق حلمك أنت المفروض تتغير عشانك عشان أنت فعلا عايز تتغير زمان دايما لما كنت أشوف الفيلم اللي الزوجة المتوحشة تأكل القلم فى أخر لقطة فتتعدل ولا فى الروايات اللى البطل الهلاس يقلب شيخ طريقة عشان قابل البنت الملتزمة كنت بتريق لأن محدش بيتغير كده اللى بيتغير لازم يكون عارف أنه غلط ومحتاج يتغير وعنده ارادة لده لكن التغيير لاى سبب تانى بيبقى تغيير وقتى بيروح بنهاية السبب.
مازن برجاء: طيب ساعدينى خليكى جنبى
جميلة بحزم: الصح عمره مايجى بالغلط ووجودى جنبك غلط ومساعدتى مجرد حجة لتحليل قربنا اللى هو حرام أصلا لكن اللى أقدر أساعدك بيه هو النصيحة سافر يا مازن سافر
مازن بدهشة: أسافر
جميلة: زمان سمعت قصة رجل قتل تسعة وتسعين بنى أدم ولما حس أنه غلط ولازم يتغير راح لعابد يسأله فقاله لا أنت مجرم شيطان وملكش توبة فأقتله وكمل به المايه لكن من جواه كان مصمم أنه يقدر يتغير فراح لعابد تانى وحكى له كل اللى حصل فالرجل قاله أن التوبة ممكنة طول ما فيه نفس بس طلب منه يساعد نفسه ويبعد ويسيب الناس اللى بيساعدوه ويفكروه بظلمه بصدق كل اللى حواليك شايفنك شيطان لغاية ما أنت نفسك صدقتهم أبعد عنهم يا مازن أبعد وأبدأ من جديد ولما تبقى مستعد هتلاقى حب جديد بس ساعتها هيبقى ممكن.
مازن بأسى: يعنى مفيش أمل يا جميلة
جميلة بقوة: ده أخر كلام بالنسبة لى ومن فضلك أدينى فرصة أنا كمان أحافظ على حبى وزى ما قلت لك متشكرين جدا لغاية كده وأنا من النهاردة فى حماية جوزى سواء من يوسف أو من غيره
مازن بخجل: مفيش يوسف ياجميلة
جميلة بدهشة: يعنى ايه
مازن بارتباك: يوسف ظبط سوزى مع واحد فى بيتهم وباباها حاول يلم الموقف بس يوسف مرديش وفضحها فى كل حتة وباباها انتقم منه ودمر له شغله لدرجة أنه كان هيتسجن وأضطر يهرب
جميلة بدهشة: من أمتى.
مازن بخزى وهو ينظر للأرض: تفتكرى كان ممكن أطلب تنزلوا مصر وفى أى خطر عليكم
أتسعت عينيها بصدمة وهى لا تصدق أنه جعلهم يعيشون كل هذه الفترة فى رعب مهددين بخطر وهمى ليظلوا تحت رحمته أستوعبت صدمتها فنظرت له بحنق وأنتزعت حقيبتها من فوق المنضدة وخرجت راكضا.
أنسابت الدموع ببطء من عينيه وهو ينظر لموضع خروجها وقد أيقن بأنه قد خسرها للأبد وقطع ما كان يربطهم من خيوط بتصرفاته الشيطانية وأسترجع كل ما قالته له ليزفر بعمق وأخرج هاتفه ليفتحه على صفحتها الخاصة بالتواصل الاجتماعى التى استطاع مهندس شركته اختراقها له بسهولة ليستطع الاطمئنان عليها ومعرفه اخبارها لتطالعه صورتها باحضان زوجها وهى تحمل صغيرها والسعادة ترتسم على كل ملامح وجهها ليقبل صورتها على هاتفه وهو يهمس فاكر حلفانى من غير ماتفكرينى وفاكر كمان أنى قولت لك أحلامك أوامر شاورى بس وأنا على التنفيذ يمكن أكون شيطان لكن مع ملاك زيك لازم أحفظ عهدى لأنى ملكك شيطانك الحارس الشيطان العاشق.
بعد مرور أكثر من عشرين سنة
بحديقة أحد القصور الضخمة
يجلس مازن شاردا وهو يقبض بيده على تلك الخصلة داخل منديلها الحريري وعندما لاحظ أقتراب تلك السيدة المحتشمة شديدة الجمال حتى أنها لايبدو عليها تخطيها الأربعين برغم تخطيها الخمسين حاول أخفاء المنديل بجيبه الا انها أبتسمت بتسامح وهى تقول: خليك براحتك يا حبيبى يعنى هى دى أول مرة أشوفك وأنت بتطلع الخصلة دى تبوسها أو انها بتكون أول حاجة تنقلها للبدلة اللى هتلبسها مش هنكر أن فى الأول كنت بغير منها بس الغريب أنى أتعودت عليها معك ويمكن بقيت بحبها وخصوصا أنها السبب أنى أقبل جوازنا.
مازن بحب: وده سبب خلانى أحبها أكتر يا فريدة تخيلى بقى لو مكنتيش أتسحبتى ورايا يومها وراقبتينى لغاية ما شوفتينى بابوسها كنتى هتفضلى مصممة على رفضى وكنتى حرمتينى من الجنة اللى عيشت فيها معاكى
فريدة ضاحكة: وده كان طلب ممكن يتقبل تخيل بارحب بواحد أول مرة أشوف وبقوله أهلا وسهلا يرد يقولى تتجوزينى
مازن بحب: وهاعمل ايه أنت كنت جميلة جميلة بجد بس جميلتى أنا حبى الممكن واللى مستحيل أسيبه يضيع منى
فريدة بسعادة: بس الأمور دى المفروض نتصرف فيها بالعقل.
مازن بمشاكسة: عقل أيه وأنا شايف قدامى ملاك بنت سفير عاشت عمرها كله تتنقل من دولة أوربية للتانية وقبل ما أعرفها كانت عايشة لوحدها تكمل دراستها فى المانيا ومع ذلك أتفاجأ ببنت لابسة لبس محتشم جدا ومحترمة وعايزنى ما أتجننش وكمان أتجنن أكتر لما ترفضنى
فريدة: وأنا أعملك أيه أنا أتصدمت على كل المستويات أولا لما بابا أضطر يسيبنى أكمل دراسة لوحدى فى المانيا وأتعين فى باريس طول الوقت كان بيكلمنى على مازن البحيرى رجل الأعمال الناجح المحترم العبقرى فطبيعى أنى أتخيلتك رجل كبير ولما شوفتك أتصدمت أنك شاب وسيم جدا ده غير صدمتى فى الطريقة اللى طلبتنى بها.
مازن ضاحكا: طيب ما أنا كمان أصدمت بصراحة لما باباكى عزمنى على الحفلة اللى عملها لما أتخرجتى ورجعتيله بالسلامة كنت متخيل هلاقى بنت روشة بقى ولابسة نص هدومها ونسيت تلبس النص التانى بس فوجئت بملاك واقف قدامى ولما باتريك وهو واقف جنبى قرب يبوس خدك كعادتهم بالتحية ولاقيت خدودك قلبوا فراولة وأنت بتقولى له أسفة مبسلمش بالطريقة دى قلت مبدهاش بقى أتجوزك عشان أعرف أسلم براحتى.
فريدة بضحك: يعنى حضرتك طلبت تتجوزنى عشان تسلم على خدى
مازن بخبث: لا مش بالظبط قوى يعنى يعنى كنت عايز أسلم بضمير وبضحك بس كان منظرك يجنن لما أترعبتى وطلعتى تجرى
فريدة بضحك: متفكرنيش أنا مش عارفة أنا عملت كد أزاى رغم المفروض أنى متربية على البرتوكول وعارفة أن ده ميصحش وأنى المفروض أرد بشياكة وخلاص بس أنا أترعبت حسيت للحظة أنى قدام مجنون مازن بحب: ما أنا فعلا مجنون مجنون فريدة.
فريدة بصدق: لا بجد يا ماجد أنا قعدت فترة حاسة أن فيك حاجة مش طبيعية وخصوصا الطريقة اللى كنت بتبوصلى بها بعد ما بابا بلغك رافضى لغاية يوم وفاة ماريا واحنا فى التأبين لما جون كان بيتكلم عن ألم فراقها حسيت وشك أتغير والدموع محبوس فى عينيك ولاقيتك بتتسحب بشويش للجنينة لاقيت نفسي بتسحب وراك من غير ما أحس وساعة ما شوفتك وأنت بتطلع المنديل وبتبوس الخصلة ودموعك مغرقة وشك فهمت ساعتها أنك مجروح مش مجنون بحنان حسيت وقتها أنى عايزة أخدك فى حضنى وأطبطب عليك وابديت نظرتى لك تتغير وحسيت أنى مسئولة عنك وأنى لازم أقف جنبك حتى من غير ماعرف قصة صاحبة الخصلة وحتى لو مقدرتش يكون لى مكان جنبها بقلبك.
مازن بصدق: أنت فى قلبى وعقلى يا فريدة هى ذكرى غالية لانسانة لها فضل على لكن أنت دنيتى وحياتى انا حاسس أن موافقتك كانت دليل رضا ربنا على وأتمنى ياقلبى أنك متكونيش ندمتى فى يوم على اختيارك
فريدة بحب: لا طبعا يا مازن أنا كل يوم بحبك أكتر وبتكبر فى عينى أكتر خصوصا لما ماجد صاحبك ومراته ماتوا فى الحادثة و وفاءك لعلاقتك بيهم واصرارك أنك تنزل مصر حالا لما عرفت أن ابنهم بين الحيا والموت وشوفت أصرارك أنك تسفر الولد بره وتتكفل بكل مصاريف علاجه لغاية ما ربنا قومه بالسلامة
مازن بأسى: ده عهد يا فريدة عهد قاطعته على نفسى زمان أن حمايته ورعايته مسئوليتى وأتمنى أنى أكون وفيت به قدام عيلته ويكونوا حاسين ومطمنين عليه
فريدة بحب: طبعا يا حبيبى ده أنت حتى بعد ما خف صممت أنه يفضل فى كفالتك وبذلت مجهود فظيع عشان تقنع اعمامه وخليته يتربى مع بناتنا وعمرك ما فرقت مابينهم.
مازن بحب: سيف ده ابنى اللى مخلفتوش سندى لما أحتاجه وأخو جميلة وملك وسندهم من بعدى
فريدة ضاحكة: ربنا يخليك لينا أخو جميلة بس لأحسن ملك ممكن تموتنا المجنونة بتموت فيه
مازن ضاحكا: حقها مش جوزها ومكتوب كتابهم تتجدعن هى بس وتنجح السنة دى وأنا أعمل لهم فرح الدنيا كلها تحكى عنه
فريدة بحب: ربنا يخليك لنا يا قلبى وتفرح بولادهم
مازن: يارب هما وجميلة حبيبة قلب بابا.
فريدة بعتاب: ربنا يستر بصراحة خايفة عليها عندى أحساس أنك مش راضى تسيبها أختها الصغيرة اتكتب كتابها وأنت بتتعنت مع كل اللى بيتقدم لها
مازن بلوم: تفتكرى أنى ممكن اعمل كده فى بنتى يا فريدة ملك ظروف تانية لان سيف ابننا وتربيتنا وهيفضلوا معنا ده غير انى مبطمنش على البنات الا معه لكن جميلة مش هاسلمها الا للى يستاهلها وأطمن عليها معه دى جميلة حبيبة بابا ومش أى حد يستاهلها وأنت عارفة غلاوتها عندى وبكرة تشوفى انى باختار لها الأحسن
فريد بهدوء: باذن الله.
ابتسمت فريدة بغموض فهو حتى الأن لا يعرف أنها تعرف سبب ارتباطه الشديد بابنتهما جميلة التى أعطاها اسم حبيبته والدة سيف ففي أول علاقتهم ظنت أن صاحبة الخصلة حبيبة ماتت وتركته يحي على ذكرياتها الى أن أتى ذلك اليوم الذى انهار فيه مخبرا أياها بموت أحد أصدقاءه بحادث واصراره على العودة حالا الى مصر بطائرة خاصة فأصرت هى على مرافقته فلم تكن لتتركه بمثل هذه الحالة لتفاجأ بأن اهتمام زوجها منصب على موت الزوجة التى ماتت مع زوجها بالحادث أكثر من أهتمامه بموت الزوج الذى من المفترض أنه صديقه لتتلاعب برأسها الظنون خاصة بعد معرفتها بأن أسم المتوفاة جميلة ذلك الأسم الذى أصر على تسميته لابنتهما الكبرى لتصر على معرفة الحقيقة وتستأجر من يتقصى عنها لتنصدم بما علمت ولم تكن الصدمة بأن المتوفى كان مجرد مرؤوس لزوجها فيما مضى وأن زوجته هى من كانت فى يوم ما زوجة لشريك زوجها وأقرب أصدقائه بل صدمتها الحقيقية كانت فيما علمته عن زوجها نفسه فرجل الاعمال الناجح المتزن صاحب ماضى مشين ولقب كريه ولكنه بدأ التغير فى وقت لاحق لانفصال شريكه عن زوجته جميلة ليفض هو أيضا الشراكة بينهما بعد فترة وتستقيم حياته بعض الشئ ثم بعد ذلك بمدة يترك مصر بالكامل ويبدأ حياة جديدة بفرنسا مخالفة لحياته الماجنة بمصر لترتبط الأحداث بذهنها وتتأكد ظنونها حين ايقنت بأن المتوفاة هى صاحبة الخصلة بناءا على وصف الممرضة التى أستقبلتها وقت الحادث لتحسم أمرها وتقرر مواجهته والانفصال عنه بمجرد العودة لفرنسا خاصة وهو يصر على اصطحاب ذكرى حية من الحبيبة الراحلة.
ولكن تغير تفكيرها كله حين صارحت والدتها بما عرفته لتتفاجأ بوالدتها تهاجمها بدلا من أن تقف بجانبها واصفة اياها بأنها لا تستحق حبه بينما جميلة تستحق منه ان يعيش على ذكرها فهى تحاسبه على ماضى انتهى قبل علاقتهم بينما جميلة هى من روضت الشيطان بداخله ليصبح انسان صحيح أنها كنت تظن حبيبته متوفاة ولكن هذا ما قد وقع الأن فلما تريد التخلى عن بيتها وهدم أسرتها زوجها يحفظ عهده لحب قديم ويصون طفل حبيبته من غيره اليس هذا أولى أن يطمئنها بأنه سيحفظ عهدها ويصون أبناءه منها لتقتنع بوجهة نظر والدتها وتصاحبه لرحلة علاج سيف وتتقبله بمنزلها على مضض ليقتحم هذا الطفل قلبها بحسن خلقه وأدبه الجم فهو طفل مميز يحفظ القرأن وملتزم بصلاته مما أثر ايجابيا على ابنتيها الذى كان يتعامل معهما كشققتين يرعاهما ويهتم بامرهما لينتهى بها الأمر مرحبة به أكثر من زوجها وهى تجزم بأن لو أن هذا الطفل قد أكتسب صفاته من أمه فهى أمرأة جديرة بأن يعشقها الشيطان.
فى مكتب مازن
يجلس مازن متطلعا لصورة جميلة على هاتفه لم يكن ليتوقع أن يفرح يوما لتركه لها ولكن بعد موتها المفاجئ حمد الله على قراره وأن شوقه اليها لم يجعله يتراجع عنه فحبيبته قد رحلت بعد أن عاشت حياتها هانئه مع من قلبها فمنذ اليوم الذى زارته فيه بمكتبه بمصر وقد نفذ عهده لها ولم يعترض حياتها مرة أخرى لكنه أيضا لم يستطع رفع يده عنها فأوكل أمرها لشقيقته شاهى.
فلاش باك
يجلس مازن وهو يجرى محادثة مباشرة بالصوت والصورة عبر احدى وسائل التواصل على حاسوبه
مازن: أنا هاعتبرك مسئولة عن الموضوع ده قدامى يا شاهى
شاهى بتبرم: عادى ما من يوم ما سفرت وأنا تقريبا ولي أمرها شاهى خليهم يسيبوا الشغل بس وفرى لهم فرصة أحسن من غير ما تظهرى فى الصورة شاهى بيدورا على شقة اكبر خلى سمسار من طرفك يخدمهم وادفعى الفرق الحقى سيف محتاج واسطة للمدرسة ده غير الزفتة أخت ماجد اللى ما بتشبعش فلوس عشان تدينى أخبارهم.
مازن بحدة: وأنت مالك هى بتاخد منك أنت وبسخرية وأفتكر مش بس هى اللى بتاخد قصاد خدماتها
شاهى باحراج: مش قصدى يا مازن بس أنت تاعب نفسك عشان تسعدها وهى حتى ما تعرفش أن انت اللى ورا الخير اللى هى فيه
مازن بهدوء: ومين قالك أنى عايزها تعرف
شاهى بنفاذ صبر: وبتستفاد أيه من ور ده كله
مازن: زمان ايام ما كنت الشيطان كان كل اللى بيحركنى المصلحة زى ما بتقولى لكن من يوم ما عرفتها وكل حاجة أتغيرت
شاهى هازئة: يا سلام مشفتكش ملاك يعنى.
مازن بحدة: ملاك لها هى عشان كده سيبتها اتغلبت عشانها على انانيتى وأختارت سعادتها وللباقيين متنكريش انى بقيت انسان والا مكنتيش قدرتى دلوقتى تكلمينى كده
شاهى بتوتر: ميزو حبيبي انا بس مستغربة انت متجوز فريدة ومبسوط معها بتعمل كده ليه
مازن بهيام: فريدة النسخة المناسبة لى من جميلة جميلتى انا أه ملتزمة ومحترمة لكن اتربيت على السياسة اصل الزيف والكذب ده غير أن وسطنا القذر مش جديد عليها اه مش بتختلط به بس مش بتترعب منه وتتحرق به زى جميلة حتى دى مديون بها لجميلة لان فريدة قدرت تتقبل مازن الانسان وكان لايمكن تتقبل الشيطان يعنى حتى حبى لفريدة كان الفضل فيه لجميلة.
شاهى بدهشة: حبك لفريدة أمال جميلة دى أيه
مازن بشرود وهيام: جميلة عشق وبشرود عشق وقفني قدام نفسي ووراني بشاعتها عرفني طريقي ونوره لي بس البعد كان متقدر لانها اغلي من اني اجبرها علي حاجة هي كان معها حق تبعدني عنها لان حتي حبي ما منعش اني أأذيها واعيشها في رعب بس عشان تفضل محتاجني ساعتها بس صدقتها اني لو عايز اتغير يبقي عشان نفسي لان وقتها القرار كان حقيقي وانا خايف اعيش وحيد من غير ما الاقي اللي يحبني زي حبها هي وماجد
يقطع سيل ذكرياته طرقات علي الباب ليدخل شاب شديد الوسامة بوجه غاضب.
الشاب: السلام عليكم
مازن: وعليكم السلام مالك يا سيف فى أيه
سيف: هاتجنن يا بابا بقالى شهور باجهز للمناقصة دى وتعبت فيها جدا ومتأكد أنى أحق واحد بها وفى الأخر أعرف أن الأمور كلها مترتبة أن شركة أبو العز هى اللى تاخدها
مازن بهدوء: طيب متضايقش نفسك أنت وسيب لى أنا الملف ده وتابع أنت بقية المشروعات
بعد خروج سيف عاد ليطالع صورتها بحنان وهو يهمس قائلا: وحشتينى يا حبيبتى أسف يا قلبى دى حالة دفاع عن النفس
لتنقلب نظرته الحانية لنظرة شديدة الخبث وهو يلتقط الملف ليفتحه وهو يهمس: هما اللى جابوه لنفسهم.