رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل السابع عشر
انت اكيد اتجننت...ازاي تتصور اني ممكن اعمل حاجة زي كده...؟!
قالتها هنا بصدمة شديدة محاولة استيعاب ما تفوه به...
انا اللي هبقى مجنون لو صدقت كلامك تاني...
حاولت هنا التحدث الا انه اسكتها بإشارة من يده:
متحاوليش تنكري يا هنا... محدش يقدر يعمل حاجة زي كده غيرك... وده مش جديد عليكي... انتي عملتيها قبل كده قدام اهلي...
هم بالتحرك بعيدا عنها لتوقفه وهي تقول بنبرة ما زالت مصدومة:
هو انت فاكرني انسانة واطية للدرجة دي عشان افضح اهلي قدام الناس واخلي سيرتهم على كل لسان... جايز لو كان بإيدي انا كنت فضحتك فكل حتة عاللي عملته معايا... بس انا للاسف مقدرش اعمل ده لانوا اي فضيحة ليك هتمسني انا كمان...
التفت حازم نحوها محاولا ايجاد الحقيقة منها لتهز هنا كتفيها ببساطة قائلة:
انا قلت اللي عندي... تصدق او متصدقش دي حاجة تخصك...
رماها حازم بنظرات مبهمة لم تفهم مغزاها ثم تحرك خارج الغرفة تاركا اياها لوحدها تدعو ربها ان تمر الايام القادمة على خير...
في المساء...
جلست هنا على السرير وهي ترتدي بيجامة صيفية ذات اكمام قصيرة...
كانت قد خرجت لتوها من الحمام بعدما اخذت دوش بارد راجية منه ان يساعدها في اطفاء لهيب تلك النيران المشتعلة داخل قلبها...
اخذت هنا تسرح شعرها المبلل بينما سرحت بتفكيرها في وضعها وكيف تغيرت الايام معها في يوم وليلة...
افاقت من شرودها على صوت طرقات على باب غرفتها...
وضعت المشط على السرير ونهضت من مكانها وفتحت الباب لتجد رؤية امامها والتي ابتسمت قبل ان تحييها:
مساء الخير...
ردت هنا:
مساء النور...
اردفت رؤية بجدية:
جيت عشان ابلغك انوا العشا جاهز واحنا مستنينك تحت...
تمام...اغير هدومي وانزل وراكي...
اومأت رؤية برأسها متفهمة ثم رحلت لتغلق هنا الباب وتدلف الى الداخل وهي تفكر في شيء مناسب ترتديه لتحضر به العشاء...
فتحت باب الخزانة تبحث عن ملابسها لكنها فوجئت بملابس مختلفة فيها...
كانت ملابس رائعة للغاية من ارقى الماركات واغلاهن...
فغرت هنا فاهها بدهشة غير مستوعبة لما تراه... من أين جاءت كل هذه الملابس..؟! ومن الذي اشتراها لها...؟!
حاولت ان تبعد تلك الافكار عن رأسها فهناك في الاسفل الجميع ينتظرها على العشاء...
اخذت تفكر فيما سترتديه لتستقر اخيرا على فستان صيفي قصير بعض الشيء ذو اكمام طويلة لونه اخضر...
ارتدته هنا ثم لملمت شعرها على هيئة ذيل الحصان وخرجت من الغرفة متجهة الى الطابق السفلي...
دلفت الى داخل غرفة الطعام لتجد الجميع في انتظارها...
كانا راقية تترأس المائدة وعلى يسارها يجلس كلا من مصطفى ورؤية...
حمحمت هنا قائلة ببعض الاحراج:
مساء الخيرر...
منحتها راقية ابتسامة خفيفة قبل ان تقول وهي تشير الى الكرسي الموجود على يمينها:
مساء النور يا حبيبتي... تعالي اقعدي هنا...
جلست هنا على الكرسي الذي اشارت راقية عليه وبدأ الجميع في تناول طعامهم حينما فوجئوا بكل من حازم وخالد يدلفان سويا الى صالة الطعام...
استدارت راقية نحويهما ووجهت حديثها لحازم قائلة:
واخيرا...كنت هزعل جدا لو مكنتش جيت على العشا...
اقترب حازم منها وقبلها على جبينها قائلا:
وانا اقدر على زعلك بردوا يا ست الكل...
بينما اكمل خالد بزعل مصطنع:
وانا مفيش اي كلام ليا... ده انا اللي جبته على فكرة..
راقية بصدق:
انت منورنا على طول يا خالد...
اقترب خالد منها وقبل يدها قائلا بحب:
مفيش حد منور غيرك يا ست الكل...
تنحنح حازم قائلا:
احم احم... نحن هنا يا استاذ خالد...
قهقه خالد عاليا:
ايه بتغيري يا بيضة...؟!
ضربه حازم على ظهره وقال:
اقعد كل وانت ساكت...
بينما تأوه خالد بألم:
حاضر حاضرر...
جلس حازم بجانب هنا التي كانت تتابع الموقف بفضول شديد... فهذه المرة الاولى التي ترى بها حازم بهذا الشكل الحيوي... تمنت لو تراه دائما هكذا ثم سرعان ما نهرت نفسها على افكارها تلك فهو لا يستحق ان تفكر به هكذا او تتمنى له شيئا...
عاد الجميع يتناولون طعامهم حينما رن هاتف حازم فجأة...
تطلع حازم الى الهاتل ليجد اسم سنا يضيء الشاشة...
ضغط على زر الرفض ثم عاود تناول طعامه متجاهلا مكالماتها بينما منحته هنا ابتسامة ساخرة لاحظها على الفور ليتجاهلها هي الاخرى ويعاود اكمال طعامه...
فتحت هنا باب غرفتها ودلفت الى الداخل بعدما انتهت من تناول طعامها واستأذنت راقية ان تذهب الى غرفتها لترتاح قليلا...
كادت ان تغلق الباب لكنها توقفت حينما وجدت حازم وراءها ومن الواضح انه تبعها منذ البداية دون ان تشعر...
عايز ايه...؟!
قالتها وهي تعقد ذراعيها امام صدرها ليغلق حازم الباب خلفه ويتقدم الى الداخل فتصرخ هنا به:
افتح الباب حالا...
وضع حازم اصبعه على فمه ونهرها بخفوت:
هش اسكتي...
اقتربت هنا منه وتسائلت بغضب مكتوم:
عايز ايه...؟!
اجابها حازم بجدية:
عايز انام...
ردت هنا:
مستحيل...اظن اتفاقنا كان واضح... مش هتنام معايا بنفس الاوضة لو مهما حصل...
قال حازم بنفاذ صبر:
يا هنا مش منطقي انام فأوضة تانية...هيبقى موقفي ايه قدام الخدم واهلي...
اهلك عارفين كل حاجة... يعني محدش هيستغرب ده...
متنسيش انوا مصطفى ميعرفش حاجة...وانا مش ناوي اخليه يعرف...
مشكلتك مش مشكلتي...
قالتها هنا بعناد واضح ليرد حازم بترجي:
يا هنا ارجوكي...صدقيني مش هزعجك..
اشارت هنا نحو الباب قائلة:
أخرج بره...والا اقولك روح عند مراتك التانية... هي اولى بيك...واهو تكون لاقيتلك مكان تنام فيه...
ابتسم حازم بعدم تصديق:
انتي بتهزري... اروح عند مين..؟! ده انا ابقى مجنون لو سبتك وروحت عندها...
قال كلماته الاخيرة وهو يغمز لها بعبث محاولة منه لتلطيف الجو لترتبك هنا من وقع كلماته فيلاحظ هو ارتباكهها فيبتسم بظفر قبل ان يقترب منها وهو يهمس لها:
ها وافقتي...
تأملته هنا للحظات وهي ترمش بعينيها بوداعة جعلت قلبه ينبض بعنف قبل ان تصرخ بوجهه فجأة:
لا مش موافقة...
عاد حازم الى الخلف تدريجيا غير مصدق لما تفعله فهي كانت تمثل عليه البراءة...
زفر انفاسه بغيظ منها ومن عنادها ثم ما لبث ان قال بجديةة:
عالعموم انا مكنتش ناوي اقلك عشان متخافيش... بس واضح اني مضطر احكيلك...
رفعت هنا حاجبها متسائلة باستغراب:
تحكيلي عن ايه...؟!
اجابها حازم:
الفيلا هنا فيها عفاريت... بيظهروا بالليل...وغالبا فالطابق ده... وانا خايف عليكي منهم... انتي مش متخيلة اصواتهم عاملة ازاي...
انت كداب...
قالتها هنا بغضب ليردف حازم:
انا مش بكدب يا هنا...على العموم هسيبك تنامي لوحدك بس متجيش تعيطي بعد كده لما العفريت يجي عليكي بالليل..
ما ان اكمل حازم كلماته حتى انقطعت الكهرباء لتصرخ هنا برعب..
اخذت هنا تنادي عليه وهو لا يرد لتسير على اطراف اصابعها وهي تهتف ببكاء:
حازم انت فين...؟!
وفي اثناء سيرها ارتطمت بصدره العريض ليمسكها حازم من معصميهما فيقترب وجهه من وجهها لا اراديا ليشعر بأنفاسها تلفح وجنته فلم يشعر بنفسه الا وهو ينحني نحو شفتيها يقبلها بعمق..