رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر
هنا...!
صوت صراخه باسمها جعل الخوف يندفع لا اراديا الى قلبها...
انتبهت له وهو يأتي نحويهما بملامح يملؤها الغضب والتحفز...
حاولت ان تتذكر اذا ما فعلت شيئا ما يجعله يغضب منها هكذا...
اما امجد فقد رفض الالتفات نحوه بينما علت شفتيه ابتسامة ملتوية ساخرة...
انت بتعمل ايه هنا...؟!
جاء صوت حازم الغاضب ما ان وصل اليهما واصبح واقفا امام امجد بجانب هنا التي اخذت بدورها تنقل بصرها بين هذين الرجلين بقلق وحيرة شديدة في نفس الوقت...
رماه امجد بنظرات باردة متهكمة قبل ان يجيب ببرود يغيظ اي شخص ويجعله يرغب في خنقه:
جيت عشان ابارك... مش عيب بردوا ابن خالتي يتجوز ومجيش اباركله...
اخرج بره...
شهقت هنا بصدمة ما ان سمعت ما قاله حازم بينما بدا حازم متحفزا لقتل هذا الكائن الجليدي الواقف امامه والذي قال بينما يتقدم خطوتين نحو حازم:
و لو مخرجتش...؟!
هعمل كده...
ما ان انهى حازم كلمتيه حتى صفعه على وجهه بقوة لتضع هنا يدها على فمها بعدم تصديق بينما سقط امجد أرضا من شدة الضربة...
في هذه الاثناء خرجت راقية بسرعة تتبعها رؤية بعدما اخبرتهما الخادمة بما يحدث في الخارج...
صاحت راقية بينما تتقدم من الثلاثة:
امجد...حازم...ايه اللي بتعملوه ده...؟!
نهض امجد من مكانه وهو يمسح الدماء التي تنزف من فمه بكف يده بينما التفت حازم ناحية امه وقال بنبرته الحادة:
خليه يخرج بره... بدل ما اصورلكوا قتيل هنا...
اقتربت راقية من امجد واخذت تتفحصه بقلق ثم سألته:
انت كويس...؟!
اومأ امجد برأسه لتلتفت راقية نحو حازم وتقول بغضب:
انت ازاي تعمل كده...؟! انت تجننت..؟!
رد حازم بعصبية وكلمات خرجت سريعة منه:
هو اللي بيتحداني وجاي بيتي وبيكلم مراتي كمان...
الحق عليا اني جيت ابارك...
قالها امجد هازئا به ليصيح حازم:
اخرس... مش عايز اسمع صوتك هنا...انت فاهم...
تحدثت راقية بنرفزة وقد شعرت بالخجل من تصرفات ابنها مع ابن اختها:
كفايه يا حازم...انت محدش مالي عينك...امجد جاي عشان يباركلك...ده بدل ما تستقبله وترحب بيه...
حازم وهو يكز على اسنانه بغيظ:
متشكرين لحضرته... بس انا مش عايز اشوف ام خلقته هنا ومش ناوي ارحب بيه...فياخد بعضه ويمشي احسنله...
تطلعت راقية الى امجد بملامح مرتبكة ونظرات متأسفة ليرفع امجد يده نحوها بمعنى ألا تهتم لما حدث بينما اشار الى حازم قائلا:
انا هروح يا حازم...متشكر على حسن استقبالك ليا يا ابن خالتي...
ثم وجه حديثه لهنا:
مبروك يا عروسة...
ورحل تاركا الجميع على اعصابهم ليقبض حازم على كف هنا ويجرها خلفه نحو غرفتهما تاركا راقية تتابعه بملامح تقطر غضبا وتوعدا بينما رؤية تربت على كتفها محاولة تهدئتها...
سيب ايدي بقى...
قالتها هنا وهي تحرر يدها من كف حازم التي تضغط عليها بقوة...
اخذت تفرك يدها التي بدأت تتألم بينما اغلق حازم الباب بالمفتاح واتجه نحوها ثم وقف امامها راميا اياها بنظراته القاسية...
كانت هنا تفرك معصمها حينما شعرت بنظراته الحادة مصوبة نحوها فرفعت وجهها نحوه وتسائلت بعدم فهم لسبب هذه النظرات المخيفة:
ايه...؟!
لم يوضح لها حازم شيئا بس سألها بدوره:
قالك ايه...؟!
توقفت هنا عن فرك معصمها وقالت بنبرة جادة واثقة فهي لم تفعل شيئا تخشاه:
عرفني عن نفسه وبس...
يعني مقالش حاجة تانية...؟!
هزت هنا رأسها نفيا وقالت بصدق:
ابدا...مقالش اي حاجة تانية...
عاد حازم وسألها بينما اخذ يتفحص ملابسها الانيقة حيث انتبه لتوه بأنها ترتدي ملابس للخروج وتحمل حقيبتها معها:
هو انتي كنتي خارجة...؟!
اجابته هنا ببديهية:
ايوه...
وكنتي رايحة فين بسلامتك...؟!
همت هنا بالرد واخباره عن وجهتها لكنه تراجعت باخر لحظة وقالت بعناد فطري:
وانت مالك...؟!
نعم ياروح امك...يعني ايه انت ومالك...؟!
قالت هنا بتحذير:
اولا متجيبش سيرة امي... ثانيا اه وانت مالك...انا حرة اروح للمكان اللي انا عايزاه...
ثم عقدت ذراعيها امام صدرها ما ان انهت حديثها ليرد حازم بقوة:
ان كان على اولا فأنا بعتذر ليكي... وان كان على ثانيا فأنا جوزك يا هانم ومن حقي اعرف مراتي بتهبب ايه... اقصد بتروح فين...
زفرت هنا نفسا عميقا قبل ان تقول وهي تخلع سترتها:
خلاص مش هروح اي مكان... هفضل قاعدة هنا...
قبض حازم على ذراعها وادارها نحوه متسائلا بنبرة جادة وملامح حازمة:
كنتي ناوية تروحي فين يا هنا...؟! ردي عليا احسنلك...
شعرت هنا بأنه لا توجد فائدة من عنادها معه فاجابته اخيرا بنفاذ صبر:
كنت رايحة ادور على شغل...
تطلع حازم اليها ببلاهة قبل ان يهتف بها:
نعم...كنتي بتدوري على ايه...؟!
حررت ذراعها من قبضة يده وقالت بجدية:
بدور على شغل...انا بقالي كتير قاعدة من غير شغل... ومش هينفع افضل كده...
رفع حازم حاجبه بعدم تصديق لما يسمعه على لسان هذه المجنونة:
انتي هبلة ولا بتستهبلي...؟!
رمته بنظرات مشتعلة وقالت:
بلاش تغلط احسنلك...
حازم وهو يتحدث بهدوء على غير عادته:
مهو لما تبقي متجوزاني انا وبتدوري على شغل تبقى هبلة او بتستهبلي...
ايه علاقة جوازي منك بشغلي...؟!
حازم بنبرة علت قليلا و تدل على نفاذ صبره:
علاقته انوا مراتي انا مش محتاجة تشتغل اصلا...
هنا وهي تحرك يدها امام وجهه اعتراضا على حديثه:
لا ده عندك انت...انا مليش دعوة بالكلام ده..
انا لازم اشتغل واصرف على نفسي... مش هعيش عالة عليك على اخر الزمن...
حازم بضيق لما يسمعه:
عالة...! حضرتك مراتي وانا جوزك...يعني واجب عليا اصرف عليكي...
انت عايز تعمل مشكلة وخلاص...
رد حازم ببرود:
شوفي مين اللي غاوي مشاكل وعايز يتخانق بأي شكل..
ضغطت هنا بأناملها على فروة رأسها بقوة بينما عبست ملامحها بالكامل قبل ان تتحدث اخيرا بنبرة جاهدت لتخرج منها طبيعية:
بص يا حازم... انا مراتك فعلا... بس ده مش هيدوم لفترة طويلة...احنا هنتطلق بكل الاحوال... وساعتها انا هحتاج شغل اصرف بيه على نفسي...
حازم بجدية:
اولا لسه بدري على موضوع الطلاق...ثانيا لما تطلقي تبقي تدوري على شغل...ده غير مؤخر الصداق اللي هيكفيكي تعملي بيه المشروع اللي نفسك فيه...
قالت هنا بصوت عالي متململ:
انت بتتلكك وخلاص...
طب اعملك ايه...؟! مانتي مفيش حاجة بتقنعك باللي بقوله...!
هنا بجدية وقد استعادت القليل من هدوئها:
تسيبني اعمل اللي انا عايزاه...ومن غير متدخل فحياتي...
للاسف دي حاجة مستحيل تحصل...لاني جوزك وانتي مسؤولة مني...
حاولت هنا الحديث لكنه قاطعها بصرامة:
لحد هنا وخلص الكلام...
التقط هاتفه الذي كان قد وضعه على المنضدة ثم قال قبل ان يخرج:
مرة تانية تبقي تستأذني قبل متخرجي...مش كيس جوافة انا هنا..
ثم خرج من الغرفة تاركا هنا تتابعه بنظرات وملامح يملؤها الكره والغيظ قبل ان تضرب الارض بقدميها بنفاذ صبر وقلة حيلة...
اخذت تسير داخل ارجاء الغرفة وهي تحيط خصرها بكفي يدها وهي تفكر في حل لهذه المشكلة قبل ان تلمح احدى صور حازم موضوعة على المنضدة المجاورة لسريره...
حملت الصورة واخذت تتأمل ملامحه وابتسامته قبل ان ترميها ارضا لتتحطم الى قطع صغيرة فتهتف بقوة وعزيمة:
اوعدك يا حازم اني هكسرك زي ما كسرت صورتك دي... وقريب...
كفاية... بقيت كويس...
قالها امجد لسنا التي اخذت تداوي جرح فمه...
ابتعدت سنا عنه وجلست على الكرسي المجاور له قائلة بانفعال:
انا مش مصدقة انوا عمل فيك كده... ده طلع مجنون ومتوحش..
رد امجد بحقد شديد:
وحياة امي ما هسيبه...
التفتت سنا نحوه وتسائلت بقلق:
هتعمل ايه...؟!
رما امجد قطعة القطن الغارقة بدماءه على الطاولة بينما تراجع في جلسته مستندا على الكنبة خلفه ليجيبها بنبرة متوعدة:
هتعرفي قريب... قريب اوي...
اقتربت سنا منه وقالت بتوتر حقيقي:
بلاش تعمل حاجة تأذيه يا امجد...ده بردوا يبقى ابن خالتنا..
نهض امجد من مكانه وهو يقول بعصبية:
ابن خالتنا اللي دمر حياتي وسرق حبيبتي مني وكان السبب بموتها..
حتى لو كان يستحق ده...بلاش تضيع نفسك عشانه...
التفت امجد نحوها وقال بنبرة ذات مغزى:
ومين قال اني هضيع نفسي عشانه...
ازاي يعني...؟!
سألته هنا ليجيبها وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه:
قلتلك هتعرفي كل حاجة فالوقت المناسب...
ارجوك يا امجد... بلاش تأذيه...
قالتها سنا بنبرة متوسلة ليهتف بها امجد بضيق:
لسه بتحبيه يا سنا...؟!
اومأت سنا برأسها واخذت الدموع تهطل من عينيها ليحتضنها امجد بقوة وهو يحدث نفسه قائلا:
حسابك تقل اوي يا ابن البحيري... اوعدك اني هاخد حقي منك قريب... مش حقي انا وبس...وحق سنا كمان..