قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الأول

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي كاملة

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الأول

للاسف الحالة متأخرة جدا... لازم نعملها عملية زراعة قلب بأقرب وقت ممكن...
يعني مفيش حل غير العملية...
ابدا... الحالة متأخرة والحل الوحيد هو العملية...
ادمعت عين الفتاة بقوة وتراجعت الى الخلف وهي تقول ببكاء:
ماما...

بينما حاولت الفتاة الاخرى التماسك فردت على الطبيب بجدية:
حاضر يا دكتور... هنحاول نعملها العملية بأقرب وقت...
ياريت متتأخروش... كل دقيقة هي محتجاها...
خرج الطبيب فالتفتت الفتاة الى شقيقتها التي انسابت الدموع من عينيها بغزارة وقالت بصوت مبحوح:
هنعمل ايه يا هنا...؟! ماما لازم تعمل العملية... شفتي الدكتور قال ايه... بس هنجيب فلوسها منين...؟!

صمتت هنا واخذت تفكر في كلام اختها الكبرى... تلك العملية تكلف ثروة... وهم لا يمتلكون ولو جزء من تكلفتها حتى...
مش عارفة يا ريهام... مش عارفة حقيقي...
ماما تعبانه اووي يا هنا... انا خايفة انها تروح فيها...
قاطعتها هنا بغضب:
ايه الكلام ده يا ريهام...؟! بلاش تقولي كده...

ثم اردفت بنبرة جليدية وملامح متجهمة:
انا هتصرف واجيب الفلوس... عشان ماما تخف وتعمل العملية...
ازاي...؟!
سألتها نورهان بعدم استيعاب لترد هنا:
ازاي ده شغلي... المهم انتي روحي لشغلك دلوقتي وانا هعدي على هدية اشوفها...

اومأت ريهام رأسها باذعان ثم اتجهت الى غرفتهما المشتركة لتغيير ملابسها بينما خرجت هنا من الشقة وصعدت الى الطابق الخامس حيث تقع شقة صديقتها هدية...
طرقت على الباب لتفتح لها هدية الباب متعجبه من مجيئها في هذا الوقت المبكر من الصباح...
هنا...! ايه اللي جابك دلوقتي...؟!

دلفت هنا الى الداخل وقالت بنبرة متعبة منهارة:
ماما تعبت تاني يا هدية... ومش عارفة اعمل ايه...
اقتربت هدية منها وجلست بجانبها قائلة بنبرة مواسية:
حصلها ايه تاني...؟! ربنا يشفيها...
ردت هنا بدموع لاذعة:
الدكتور بيقول لازم عملية نقل قلب فورا... واحنا معندناش تكاليف العملية...
سألتها هدية بحيرة:
طب هتعملي ايه...؟

اجابتها هنا:
مش عارفة... بس لازم اجمع المبلغ المطلوب وانقذ ماما...
ثم اردفت قائلة بنبرة دب بها الحماس:
متدبريلي شغل معاكي يا هدية...
توترت هدية بشدة وقالت:
شغل ايه يا هنا..؟!

عقدت هنا حاجبيها متعجبة من ردة فعلها لتقول بجدية:
مش انتي قلتي انك بتكسبي دهب من شغلك... ده انتي حتى غيرتي فرش الشقة كله... والفلوس جريت بإيدك من ساعة مشتغلتي... انا مش بحسدك والله... بس انا محتاجة اعمل اي حاجة عشان امي تقوم بالسلامة..
زمت هدية شفتيها بحيرة بينما نهضت هنا قائلة بضيق من صمتها:
واضح انوا مفيش رد عندك...عن اذنك..
هنا استني...

وقفت هنا في مكانها بينما كانت تهم بالخروج..
اقتربت هدية منها وقالت بجدية:
انا هساعدك تلاقي شغل... بس...
بس ايه...؟!
سألتها هنا وهي تلتفت نحوها لترد هدية بتردد:
لازم تعرفي انها مش شغلانه عادية...
ازاي يعني..؟!

سألتها هنا بعدم فهم لتجيبها هدية:
بصي هي شغلانة تكسب دهب...بس صعب تتقبليها...
انتي بتشتغلي ايه بالضبط...؟!
سألتها هنا بصوت عالي لتضع هدية يدها على فمها وهي تقول بتوسل:
هش...اسكتي ارجوكي متفضحنيش...

ابعدت هنا يدها عن فمها بينما اكملت هدية:
انا هحكيلك كل حاجة...بس ارجوكي الكلام ده يفضل بينا... ومحدش يعرف بيه...سواء وافقتي عالشغلانة او رفضتي...
اومأت هنا برأسها واخذت تستمع اليها باذعان...

وفِي مكان مختلف،
في فيلا راقيه تقع في احدى أطراف البلاد...
استفاق من نومته على صوت رنين هاتفه... زفر انفاسه بضيق ثم حمل هاتفه وضغط على زر الاغلاق...
رمى هاتفه بجانبه واتجه ببصره لتلك الفتاة العارية النائمة بجانبه... تأملها لبرهة قبل ان يهزها من كتفها لتستيقظ من نومها وهي تتمتم بانزعاج:
فيه ايه...؟ فيه حد يفوق حد كده...

قومي غيري هدومك وخدي فلوسك وأخرجي بدل ما أخرجك بالملايه…
كان يتحدث بعصبيه شديده جعلتها تصمت ولا تفتح فمها بكلمة واحدة فهي تعرفه جيدا حينما يغضب لا يرى امامه...
لفت الغطاء على جسدها وحملت ملابسها وخرجت من الغرفه بسرعه لتغير ملابسها في الغرفه الاخرى كما اعتادت ان تفعل...
اما هو فنهض من مكانه بعدما أشعل سيجارته وأخذ يدخنها بصمت...

خرج الى الشرفه وأخذ يتأمل الحديقه الخارجيه الفيلا... لمح سيارة والده تدلف الى الفيلا فرمى سيجارته بسرعه وخرج من غرفته متجها الى الغرفه الاخرى ليجد تلك الفتاة ارتدت ملابسها فقال لها محذرا:
ابويا جه دلوقتي...خليكي هنا وإياك تخرجي او تخليه يلمحك…

اومأت الفتاة برأسها بينما خرج هو من غرفته مسرعا وهبط درجات السلم ليجد والده يقتحم الفيلا وهو ينادي عليه...
أمجد... انت فين يا باشا...
خير يا بابا... انا هنا...
التفت الاب ليجد أمجد امامه فصاح به بعصبيه:
انت فين... قاعد هنا وسايبنا لوحدنا... ايه نسيت انوا عندك أهل لازم تكون معاهم وجمبهم...
ايه لزمة الكلام ده يا بابا... انا مرتاح كده... سيبوني فحالي...

يعني ايه مرتاح كده؟ انت مكانك مش هنا... مكانك معانا... مش كفايه سايب الشركة ومش راضي تشتغل فيها ومضيع وقتك فالجري ورا النسوان والشرب...
يووه... هو اللي حنعيده نزيده...
قال الاب بعناد وتهديد:
اسمعني يا أمجد دي اخر مره أتكلم فيها معك واجيلك بالحسنى... يا اما تحترم نفسك وترجع البيت وتبطل تصرفاتك دي وتركز بشغلك ومستقبلك وإلا...
وإلا إيه...؟

وإلا هضطر اني أسفرك بره...
انت بتهددني بالسفر... فاكر انك هتقدر تجبرني اسيب البلد...
رد الاب بتحدي:
كلامي واضح يا أمجد... يا إما تتعدل وترجع لعقلك يا إما السفر...
ثم تركه لوحده يفكر في تهديد والده الصريح واصراره على إيجاد حل لوضعه...

فوقي يا ميسا، فوقي يا حبيبتي...
انت اللي قتلتها...
عمري مهسامحك…
هقتلك يا حازم...لو فضل يوم واحد في عمري...
نهايتك على ايدي...
أصوات كثيره متداخله تغزو احلامه... تبدد سكون نومه... تغتال راحته المنشودة... ظل يناضل خلال نومته ليتخلص منها... لكن جميع محاولاته باءت بالفشل... حتى أعلنت انتصاره عليه ففتح عينيه واستيقظ من نومته وهو يلهث بقوة...

مد يده الى الطاولة الموضوعة بجانبه ليأخذ القليل من الماء في الكأس الموضوع عليها، تناوله على دفعه واحده ثم رماه ارضا ليتهشهم الى قطع عديده...
نهض من فوق سريره واتجه الى الشرفه الخارجيه لغرفته… اخذ نفسا عميقا ثم ظل واقفا هناك يناظر سكون اللليل الغامق... لم تزره تلك الكوابيس لشهور عديده... مالذي عاد بها الان...؟

لقد ظن بأن تلك القصه انتهت... انتهت تماما مثلما انتهى أصحابها من حياته... ولكن تلك الكوابيس مصره ان تزوره بين الحينه والأخرى لتذكره بحقيقة انها موجوده تلاحقه أينما كان...
زفر انفاسه ببطأ وعاد الى غرفته حينما انبثق نور الشمس معلنا عن قدوم الصباح... اخذ حمامه وارتدى ملابس عمله ثم خرج من شقته متجها الى شركته كما اعتاد ان يفعل صباح كل يوم...
في الشركة بدأ عمله... اخذ ينهر هذا وذاك...
يفرغ في موظفيه جل غضبه...
انا الشغل ده مينفعش معايا...انتي فاهمه...؟!

فتاة اخرى تأخذ نصيبها من عصبيته... يراها صديقه وابن عمه وهي تخرج باكية من مكتبه...
يدلف الى داخل المكتب يتسائل بدهشه:
مالك يا حازم...؟ صوتك جايب اخر الشركه...
اجابه حازم بغضب:
الهانم عاملالي تصميم شغل عيال... تصميم اتكسف أبص عليه حتى من هبله...

ابتلع خالد ريقه ثم اقترب من حازم وجلس امامه قائلا بجدية:
. اهدى يا حازم مش كده... منهارة جدا حرام عليك
اخرج حازم سيجارته من جيبه وأشعلها وأخذ يدخنها بشراهة قبل ان يهتف بجمود:
شغلها زي الزفت... مش عاجبني...
نغيره... بس بلاش العصبيه دي...

قالها خالد محاولا تهدئة الوضع... صمت حازم ولم يعلق لينهض خالد من مكانه ويقلب في التصميم الممزق ويقول:
وبعدين تعال هنا... التصميم حلو وزي الفل... انت بس اللي مش عاجبك حاجة النهارده...
نهض حازم بدوره من مكانه وقال:
فعلا، عشان كده هسيب الشركه وأروح البيت...
طيب...بس عدي على ماما الاول عشان عاوزة تشوفك...
اومأ حازم برأسه وخرج تاركا خالد يتابعه بنظراته قبل ان يتنهد بصمت...

نعم...انتي بتقولي ايه...؟!
هش...اسكتي ابوك ايديكي...
رقاصة...عاوزاني اشتغل رقاصة...!
هنا اسكتي ارجوكي... وفيها ايه لما تشتغلي رقاصة... مش احسن مما تخسري امك...

ابتلعت هنا غصتها داخل حلقها ولم تعرف بماذا تجيب... شعرت بأن كل شيء اجتمع ضدها... حتى هدية التي ظنت انها ستجد معها نجاتها... وجدت معها ما هو ابشع والعن...
همت بالتحرك مبتعدة عنها لتقبض هدية على ذراعها وتقول:
هيدوكي مبلغ كبير كل شهر... وانتي حلوة وجديدة فالمجال والعيون هتكون عليكي...
تطلعت هنا اليها بحيرة وتردد قبل ان تسألها:
كم يعني...؟!

ابتسمت هدية بانتصار قبل ان تجلسها بجانب وتخبرها عن المبلغ الذي سيعيطيها لها صاحب الكباريه لتشهق هنا بقوة وتهفت بعدم تصديق:
معقول... هيديني كل ده...
واكتر كمان... لو عجبه شغلك...
شعرت هنا بتردد كبير ولم تعرف ماذا تقول بينما ابتسمت هدية بخبث ونهضت من مكانها وقالت بنبرة ذات مغزى:
هقوم اعملك شاي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة