رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد الفصل الأول
دخل الي مكتب مديره بعد ان طلبه و ادي التحيه العسكريه فأشار له مديره بأن يجلس قائلا:
- أقعد يا تيمور
جلس تيمور بأدب ثم نظر الي اللواء رامز الذي وقف و ذهب الي محموعه ملفات وسحب احداهم قائلا:
- تيمور اسمعني كويس و افهمني، المره دي العمليه مش سهله ابدا انت مش هتكون ضابط شرطه وبس
ظهرت ملامح الاستغراب علي وجه تيمور الذي تسائل قائلا:
- امال يا فندم هكون أيه تاني ؟
جلس اللواء رامز علي كرسي امام تيمور و ناول الملف لتيمور قائلا:
- هتكون مجرم و حارس و ظابط شرطة
ازدادت دهشه تيمور ولم يتحدث فأكمل رامز حديثه قائلا:
- نور رأفت الشناوي بنت وزير الخارجيه رأفت الشناوي هتكون هدفك، وصلتلنا معلومات انها تورطت في عمليات ارهابيه كتيرة وان ليها علاقات مع داعش، والدها الا عرفنا بالمعلومات دي و من غير اي دليل و طلب ليها حماية و انها متتطورتش في اي حاجه تخليها تتحبس من الاخر هي عيله هبله مش عارفه حاجه تقدر تقول لسه عيله صغيره عندها 22 سنة، في سنه رابعه كليه هندسه عندها اصحاب مقربين اسمائهم عندك في الملف و كمان هتلاقي في الملف كل المعلومات الا ممكن تحتاجها.
تحدث تيمور بعد صمت طويل وهي يفرك لحيته قائلا:
- انا بصراحه مش فاهم حاجه لحد دلوقتي يا فندم، انا اي مهمتي و ازاي هكون مجرم و حارس و ضابط شرطه
بدأ رامز حديثه من جديد محاولا التفسير لتيمور قائلا:
- انت هتكون حارس نور الشخصي و مش هتكون ضابط شرطه معاها انت مجرد حارس من شركه حراسه كبيرة والدها بيتعامل معاها و هتكون الضابط بالنسبالنا اما هتكون مجرم لانك هتخطفها، انت هتفضل فتره تحميها علي انك حارسها الشخصي و في الفترة دي هتعرف كل حاجه عنها و ازاي ارتبطت بداعش و دخلت نفسها في عمليات ارهابيه وبعد ما تعرف عنها كل حاجه هتخطفها ووقتها هتكون المجرم و الا هتكون وظيفته خطفها علشان والدها قال لازم تفضل في مكان امن بس بالنسبه لوالدها انت مجرم فعلا لانه مش هيعرف اي حاجه.
تسائل تيمور و هو يحاول ربط الاحداث ببعضها قائلا:
- طب و ليه هنخبي عليه حضرتك شاكك في حاجه
تراجع رامز بكرسيه ثم اسند ظهره عليه قائلا:
- ايوه وصلت معلومات تانيه بس لسه مش هتعرفها دلوقتي وعلفكره انت هتكون حارس كمان بالنسبه لوالدها مش هتكون ضابط
- تمام يا فندم، أي أوامر تانية ؟
- لا تقدر تروح بالليل هتروح علي الفيلا بتاعت رأفت الشناوي و عنوانها معاك في الملف علشان تاخد جدول مواعيد نور علشان تظهر عمليه حراسه طبيعيه جدا و هتبدأ حراستها من الصبح
وقف تيمور ادي التحيه العسكريه ثم انصرف الي مكتبه وجلس علي مكتبه و بدأ بدراسه ملف نور ثم امسك الهاتف الارضي الموجود في مكتبه و ضغط علي احد الارقام و اتاه الرد سريعا فتحدث قائلا:
- سعد عاوز كل المعلومات عن ياسمين خالد الشواربي و يارا محمد خالد هبعتلك صورهم علي الميل
- تمام يا فندم
اما في الناحيه الاخري جلست امام ابيها وهي تمسك بهاتفها تعبث به بلا هدف ثم تحدثت قائله:
- خلاص ي بابا اعمل الا انت عاوزة الحراسه مش هتأثر كتير عليا يعني اوكي انا معنديش مانع
اقترب والدها منها و قبل رأسها قائلا:
- كنت عارف ي نور ان عقلك كبير و هتفهمي خوفي عليكي
ابعدته عنها بابتسامه جميلة ثم تحدثت قائله:
- بس أوعي يكونوا بكرش، أنا عاوزة زي اللي بيطلعوا في التليفزيون
ارتفعت ضحكات ابيها ثم احضنها بحب قائلا:
- اتطمني هيطلعوا مش بكرش الحراسه هتيجي النهارده بالليل علشان تأمن الفيلا و رئيسها هيجيلك بالليل يقعد معاكي علشان ياخد منك معلومات كافيه عنك وعن تحركاتك.
ابتعدت عن حضن ابيها و تحدثت قائله:
- بابا لو اتخنقت منهم و لو قيدوا حريتي مش هيفضلوا معايا
- ماشي ي حبيبتي يلا بقاا اطلعي اوضتك او شوفي هتعملي اي علشان مش هتروحي الجامعه النهارده هتروحي بكره مع الحراسه
- أوكي يا بابا
ذهبت الي غرفتها و بدلت ملابسها ثم اخذت هاتفها و فتحت واتس اب وجدت رساله من حبيبها حسن ردت عليها بابتسامه و حكت له ما قاله والدها ووعدته بأنها ستهرب منهم عندما يتفقا ان يلتقيا
جلس اللواء رامز في امام وزير الداخليه في مكتبه فتحدث اللواء جلال قائلا:
رامز انت واثق في الضابط ده و متأكد انه هيقدر علي المهمه دي
تحدث اللواء رمزي بأدب قائلا:
- اتطمن ي فندم ده من اكفأ الضباط عندي و اوعدك انه هيخلص الموضوع ده كله و في وقت قياسي و هيقدر يوصلنا لافراد الخليه كلهم
- ربنا يسترها و انت خليك معاه علطول ي رامز واي مساعده او دعم يحتاجه قدمهوله
- أكيد يا فندم.
دلف عبد الرحمن صديق تيمور مكتب تيمور و اغلق الباب خلفه فنظر له تيمور بابتسامه قائلا:
- بردوا جابوك من شهر العسل
احتضنه عبدو بإشتياق قائلا:
- كله يهون علشان مصلحة البلد، المهم أنت عامل أيه واحشني ؟
- وانت كمان يلا اقعد خلينا نكمل الملف سوا و اعرفك طبيعه المهمه
جلسا الاثنان و فسر له تيمور كل ما قاله اللواء رامز و عن ضرورة سريه المهمه وتناقشا في الملف الخاص بنور ثم رن هاتف المكتب فرد تيمور قائلا:
- عملت ايه يا سعد.
- جبت كل المعلومات الا سيادتك عاوزها و هبعت لسيادتك كل المعلومات علي الايميل
- عفارم عليك يا سعد
اغلق تيمور الهاتف و فتح اللاب توب الخاص به ثم فتح الايميل و بدأ في قراءة كل المعلومات عنهم ثم نظر الي عبدو قائلا:
- بص هو بالنسبه للمعلومات دي فهي عاديه و متخليناش نشك فيهم بس انا متأكد انهم الا دخلوها الدوامه دي او علي الاقل واحده منهم و كمان في ملف نور مكتوب ان فيه واحد علاقتها بيه كويسه جدا و بتعتبره اكتر من صديق و بنسبه كبيرة فيه بينهم حب و اسم الشخص ده هو نفسه اخو ياسمين خالد الشواربي و اسمه حسن ده كمان ممكن يكون من اسباب انضمامها لخليه زي دي.
تحدث عبدو و هو يقرأ ملف نور مره اخري قائلا:
- نور دي طيبه جدا و اكيد حد ضحك عليها و دخلها الخليه دي و محدش يأثر عليها غير صحابها و حبيبها يعني نسبه الشك فيهم كبيرة، انا تعبت من قرايه الملف دي تاني مره اقرأه و مفيش اي خيط يوصلنا لأي حاجه
اغمض تيمور عينيه و اراح ظهره علي الكرسي قائلا:
- مش كل حاجه هتيجي من اول مره و لسه هنعرف كتير لما نقرب من نور
- معاك حق.
حل المساء ووصلت فرقه الحراسه الخاصه بنور الي الفيلا و بدأو في محاصره الفيلا و التعرف علي جميع المداخل و المخارج المهمه ووضع حراسه عليها وكان هذا تحت اشراف عبدو بينما دلف تيمور الي الفيلا و قابل رأفت الذي رحب به و جلسا سويا ثم هبطت نور و جلست الي جانب والدها فنظر تيمور لرأفت قائلا:
- بعد أذن سيادتك محتاج أقعد مع أنسه نور لوحدنا
نظرت له نور بإستغراب ثم تحدثت قائله:
- مظنش فيه داعي اننا نقعد لوحدنا
نظر تيمور اليها و ابتسم بإتساع ليطمئنها قائلا:
- ده شغلي ي فندم وانا بقول لحضرتك محتاج اقعد مع سيادتك لوحدنا.
وقف رأفت ليهدأ الاوضاع بينهما قائلا:
- مش هيجري حاجه ي نور خدي تيمور للمكتب و اقعدوا اتكلموا
توقفت نور بملل و اشارت لتيمور الذي اتبعها ثم دخلا غرفة المكتب و اغلق تيمور الباب خلفه و جلس امام نور واخرج مجموعه وريقات و قلم ووضعهم علي طاوله بينهما ثم تحدث قائلا:
- سيادتك دلوقتي هتكتبيلي جدول مواعيدك كل يوم و خروجك واي مرة قررتي تخرجي فيها اديني علم قبلها علشان نقدر نأمن الوضع و اي خروجات والدك ميعرفش بيها كمان اكتبيها بمواعيدها و اوعدك والدك مش هيعرف اي حاجه دي حاجه ما بينا بس ده شغلي و المطلوب مني احميكي في اي وقت واي مكان
نظرت له نور بغضب ثم امسكت بالورقه و القلم وبدأت في الكتابه قائله:
- حضرتك فاهم غلط ي كابتن انا مش بخرج و لا بروح اي مكان من غير علم بابا وتاني مرة تفكر في كلامك قبل ما تقوله
ابتسم تيمور بسخريه ولم يعقب علي حديثها و انتظرها الي ان انتهت ووضعت الوريقات امامه مجددا قائله:
- محتاج حاجة تانية يا كابتن ؟
- مبدأيا انا مش كابتن انا اسمي تيمور ثانيا بلاش يكون فيه اي عداوه او خلاف ما بينا علشان تفضل العلاقه ما بينا كويسه واقدر اقوم بمهمتي و الا هي حمايتك ثالثا مفيش خروج من البيت الا بعد ما تقوليلي حتي لو كنتي هتخرجي تتمشي رابعا لازم سيادتك تبقي عارفه اننا هنا علشان نحميكي مش علشان نسرق منك حريتك انتي هتروحي و تيجي و حياتك هتمشي طبيعية جدا خامسا لو حضرتك عاوزة تستفسري عن اي حاجه انا تحت امرك.
رن هاتفها فسحبته من جيب الجاكيت الخاص بها ووجدته حسن نظرت الي تيمور بتوتر ثم اغلقت الهاتف فابتسم تيمور قائلا:
- سيادتك حره و زي ما قولتلك انا مش هنا علشان اسرق حريتك انا غرضي احميكي و اعرفي ان طول ما انا او اي حد من فرقتي في مكان بنكون عمي و خرس و طرش كمان فحضرتك تقدري تردي علي حسن عادي و تقدري تكلمي اصحابك بحريه كمان قدامي خليكي متأكده ان من ضمن مهمتنا اننا نكون مش سامعين ولا شايفين اي حاجه.
نهضت نور عن مقعدها بغضب و وجهت اصبعها في وجه تيمور قائله:
- انا معرفش حد اسمه حسن و مش بحب حد يؤمرني بحاجه وزي ما قولت خلينا كويسين سوا احسن ما احط ما بينا حواجز و حدود تخليك حتي متقدرش تقوم بمهمتك الا هي حمايتي وخليك اعمي و اخرس و اطرش و بس
تركته و خرجت من غرفه المكتب فسحب الوريقات ووضعها في جيب جاكيته ثم خرج الي باقي فرقته ونظر الي عبدو الذي ابتسم قائلا:
- عملت اي معاها البنت باين انها رقيقه و كويسه وقدرت تتعامل معاها.
تحدث تيمور و قد ظهرت عليه ملامح السخريه قائلا:
- اهاا فعلا نسمه بتتكلم لدرجه انها صدتني بالكلام مرتين
ارفعت ضحكات عبدو فضحك تيمور هو الاخر و تحدث قائلا:
- هو انت خلود سيباك تيجي الشغل ازاي عادي كده
ربت عبدو علي كتف تيمور قائلا:
- طالعة لأخوها عارفة أن مصلحة البلد فوق كل شئ
اشرقت شمس اليوم الجديد و خرجت نور من منزلها و وجدت تيمور عند باب الفيلا و اتبعها الي السياره و فتح لها الباب فصعدت بسرعه و اغلقت الباب خلفها فصعد هو الاخر و لكن بجانب السواق الذي تحرك بسرعه فتحدث تيمور قائلا:
- انسه نور ده تامر اعتبريه من النهاردة سواق حضرتك وانت ي تامر المواعيد الا اخدتها امبارح تتحفظ زي اسمك
- تحت امرك يا باشا.
حل الصمت حتي وصلوا الي الجامعه فهبط تيمور سريعا و فتح الباب لنور التي زفرت بضيق و هبطت هي الاخري و دلفت الي الجامعه فأوقف الحارس تيمور فأشار تيمور الي احد الحراس الذي اخذ حارس الجامعه ثم دلف تيمور وراء نور مباشرة فجلست في الكافيه واخذت تعبث بهاتفها الي ان جاءها اتصال من يارا فأجابت سريعا قائله:
- اتأخرتي كده ليه ي يارا وفين ياسمين ؟
- انا داخله الجامعه اهوه و ياسمين هتتأخر شويه علشان هتروح تقابل حاتم الاول، انتي قاعده فين ؟
- انا في الكافيه هتلاقيني عند الطرابيزة الا بنقعد عليها
- أوكي أنا جاية.
اغلقت نور ثم نظرت الي تيمور ووجدته يلتفت حوله ويراقب المكان بعينيه فتحدثت قائله:
- يا ريت تمشي بعيد شويه طول ما انا قاعده مع اصحابي ميصحش تفضل واقف كده
- اسف ي فندم بس لازم افضل ديما جنب حضرتك
- لا انا كده بدأت اتخنق انت جاي تأمني لي اصلا هو انا فيه حد هيستجري يقربلي انا نور بنت الوزير رافت الشناوي
- ما هو علشان سيادتك بنت الوزير رأفت الشناوي ففيه خطر علي حياتك ودي فتره مؤقته وكل حاجه هترجع زي ما كانت.
نظر امامه ثم اكمل حديثه قائلا:
- يارا جايه ي فندم لو سألت اي سؤال بخصوص الحراسه انا الا هرد لان فيه حاجات كتير مش كتير لازم يعرفوها
نظرت له و ازداد تعجبها ثم وقف و سلمت علي يارا و جلسا سويا تحت نظرات يارا المتعجبه لتسألها قائله:
- مين ده يا نور ؟
تحدث تيمور سريعا قائلا:
- أنا تيمور رئيس الحرس الخاص بأنسه نور
- حرس ليه يعني ؟
- دي اوامر ي فندم والدها طلب ليها حراسه واحنا موجودين هنا علشان نحميها.
نظرت يارا الي نور بدهشه قائله:
- هو في أيه يا نور ؟
أجابتها نور بأبتسامة واسعة:
- انتي قلقانه من اي اتطمني دي مجرد حراسه
- اوعي يكون الموضوع ده هيأثر علي المخيم الا هنطلعه الاسبوع الجاي
- لالا طبعا اتطمني احنا هنطلع المخيم في معادنا
جاء عبدو واخذ تيمور بعيدا فتحدث تيمور قائلا:
- في اي ي عبدو خليني واقف جنبها.
- تيمور، فيه حاجة غلط بتحصل
تحدث تيمور بقلق شديد قائلا:
- حاجة أيه يا عبدو قلقتني
- سعد كلمني و قالي انه وصل لحاجه كمان عن ياسمين صاحبه نور
- أيه هي ؟
تحدث عبدو وهو ينظر الي ياسمين القادمه الي طاوله نور و يارا و سلمت عليهم فتحدث قائلا:
- البنت دي في كل سفريه لنور بتخليها تاخد معاها شنظه و توصلها كل مره لحد شكل.
ظهر القلق علي وجه تيمور فتحدث بسرعه قائلا:
- قصدك ممكن تكون بتهرب معاها حاجات
- ممكن و كمان هما طالعين المخيم الاسبوع الجاي و ممكن تطلب منها تاخد شنطه كمان ووقتها نقدر نعرف اي اصل الموضوع
- تمام، خلي أي 3 يراقبوا ياسمين و يارا و حسن كمان
- حاضر
عاد تيمور ووقف خلف كرسي نور فسمع ياسمين تهتف بتعجب قائله:
- يعني اي باباكي يطلب حراسه بردوا مرة واحده كده اي هناكلك.
نظر لها تيمور بملامح جامده قائلا:
- لا ي فندم مش هتاكليها بس دي اوامر سيادة الوزير
- وانت بتتكلم لي اصلا هو انا سألتك
نظرت نور بغضب لياسمين قائله:
- ياسمين خلاص في اي ازاي تتكلمي معاه كده دي قله ذوق خلاص هو مجرد واحد بيأدي شغله ممكن نقفل الموضوع ده بقاا
تحدثت يارا مغيرة الموضوع و هي تحمل حقيبتها قائله:
- يلا علشان عندنا محاضرة
ذهبت الفتيات الي المدرج ووقف تيمور علي باب المدرج ووقف حارس اخر علي باب اخر.
وقف امام حسن قائلا:
- متقربش من نور خالص الفتره دي تيمورحاطتك في دماغه ومش هيسيبك
وقف حسن هو الاخر و اخد ينفخ دخان سجارته بشراهه قائلا:
- بس كده هنتأخر جامد و ممكن ده يضرنا
وضع عبدو يده علي كتف حسن و شد عليه قائلا:
- اتطمن انا هتكلم مع البوص و هفهمه كل الا حصل وكمان انا موجود و هحاول علي قد ما اقدر العمليه تتنفذ
التفت حسن و اتسعت ابتسامته قائلا:
- أوامرك يا عبدو باشا...