رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثالث عشر
شاهندا سريعا وهي تشير ناحية رؤى: هي، هي خدها هي
جاسر ضاحكا: شوفتي إلى بتكسري كلامي عشانها، باعتك ليا في ثانية
شحب وجه رؤى بخوف ونظرت إلى شاهندا بصدمة
جاسر: بس انا لسه عند وعدي وعشان كدة هاخذك انتي ثم اشار ناحية شاهندا
تقدم من الفراش فبدأت شاهندا تتراجع بخوف وهي تبكي
وقبل ان يصل اليها وجد رؤى تقف امامه ثم دفعته بيدها في صدره فارتد خطوة للخلف.
رؤى بصوت عالي: كفاية بقي انت ايه يا اخي، شيطان، انت مستحيل تكون بني آدم بتخيرنا مين فيكوا إلى هتاخدها عشان تعذبها
انت حيوان سادي ماعندوش ضمير ما يعرفش يعني ايه رحمة، وانا واثقة ان ربنا هياخدلنا حقنا وهينتقم منك علي إلى بتعملوا فينا.
اسودت عيني جاسر بغضب بعد ما فعلته
كان كفه الأسرع حين هوي علي وجهها صفعة دامية، اسقطتها علي الفراش
فذهب إلى الاخري وحملها بين ذراعيه وهي تصرخ وتركل بقدميها في الهواء
فبدأت رؤى تسمع صوت صرخات تلك المسكينة من جديد صرخات تمزق نياط القلوب، وضعت رؤى يديها علي اذنها حتى لا تسمع لصرخات تلك المسكينة، وبدأت دموعها تنزل بهستريا، تكورت علي الفراش واضعة يديها علي اذنيها تبكي.
القي جاسر شاهندا في غرفته واغلق عليها الباب بالمفتاح
إلى أن وجدت جاسر يدخل الغرفة كالاعصار يلف جزامه الجلدي حول يده، عينيه حمراء من الغضب عروق رقبته نافرة مقطب الجبين، بطريقة دبت الذعر في اوصال تلك المسكينة.
جاسر مبتسما بشر: انا دلوقتي هوريكي شيطان جاسر مهران عامل ازاي يا شيخة رؤى
ارتجفت اوصالها وبدأ جسدها يرتجف بشدة
هبت من علي الفراش، حاولت ان تصل الى باب الغرفة ولكن كان الاسرع منها حين لف ذراعه حول خصرها وابعدها عن الباب
، بدأت تتلوي بين ذراعيه بهستريا حتى يتركها، بدأت تضربه بقبضتيها علي صدره وتخدش وجهه وعنقه باظافرها
فما كان منه الا انه امسك رسغي يدها وجمعها خلف ظهرها وكبلهما بقبضة حديدية.
رؤى صارخة: سبني يا حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان هيعمل فيكي ايه صفعها عدة مرات علي وجهها حتى سالت الدماء من فمها وانفها، ثم امسك شعرها حاولت الصراخ، ولكن علق صوتها داخل حلقها، ملمس شفتيه يحرقها ببطء يمزق روحها النقية، ابتعد عن شفتيها يلتقط انفاسه ينظر لها بشر وهي تهز رأسها نفيا بعنف حتى يبتعد عنها
استجمعت شجاعتها وركلته بركبتها في معدته
فابعدها عنه بعنف وامسك معدته بألم.
فركضت خارج الغرفة، وهو خلفها
دخلت إلى المطبخ والتقطت سكينة كبيرة ووضعتها علي رسغ يدها
رؤى صارخة وهي تبكي: لو قربت مني هموت نفسي
جاسر ساخرا: وتموتي كافرة يا شيخه رؤى
رؤى باكية: ربنا عارف ان مضطرة، ربنا هيرحمني
اقترب جاسر خطوتين
رؤى صارخة: ابعد، لو قربت مني هموت نفسي
جاسر بصوت حنون: طب خلاص خلاص والله ما هاجي جنبك، بس ارمي السكينة من ايدك
هزت رأسها نفيا بخوف وهي تبكي.
رؤى باكية: لاء انا عايزة اموت عايزة اخلص من الرعب إلى انا عايشة فيه علي طول، هخلص منك ومن ذُلك وتعذيبك واهانتك.
لا تعرف ماذا حدث، اوقع جاسر بعض الأطباق دون ان تشعر فنظرت ناحيتهم نظرة خاطفة وعندما عادت تنظر اليه وجدت كف يده ممسكا بنصل السكينة الحاد، حتى انجرح باطن يده وبدأ الدم ينزل منها بغزارة
سحب جاسر السكينة من يدها ورماها بعيدا
جحظت عينيها بصدمة بعض ثواني، ثم فجاءة اغمضت عينيها وارتخي جسدها وقبل ان تصدم رأسها بالأرض، التقطها جاسر وحملها بين ذراعيه
وذهب بها إلى غرفتها ووضعها علي الفراش.
ثم تركها وذهب ناحية الغرفه الاخري ليأخذ هاتفه ليتصل بالطبيب
فوجد شاهندا ملقاه علي الارض مغشي عليها جسدها بارد شفتيها زرقاء فحملها ووضعها على الفراش
امسك هاتفه واتصل بالطبيب
وجلس هو علي احد الكراسي ينتظر الطبيب وكلام رؤى يتردد كالايقاع الثابت في اذنيه
لا يعرف لما شعر بالخوف بل الذعر عندما، احس ان رؤى من الممكن أن تضيع منه
تنهد بتعب واغمض عينيه
جاء الطبيب وفحص رؤى اولا، ومن بعد ذلك شاهندا
جاسر: خير.
الطبيب: الأستاذة إلى في الأوضة دي، ثم اشار ناحية غرفة رؤي، عندها انهيار عصبي انا ادتها حقنة مهدئة، بس انا شاكك ان هي عندها مشكلة في القلب، فياريت تعملها الإشاعات دي
هز جاسر رأسه إيجابا وهو يأخذ الورقة من الطبيب
جاسر: طب والتانية
الطبيب: حضرتك احنا لازم نبلغ البوليس، واضح انها اتعرضت لتعذيب شديد دا فجالها انهيار عصبي حاد ولازم ننقلها لمستشفي نفسية في أسرع وقت.
وضع جاسر يده على كتف الطبيب ونظر له نظرة تحذيرية غاضبة
جاسر: ت، ايه سمعني تاني كدة
ازدرق الطبيب ريقه بخوف: تاخد الادوية في ميعادها يا افندم
جاسر مبتسما: ايوة كدة شاطر، والبوليس
الطبيب: بوليس مين يا افندم انا مش حافظ نمرته اساسا
ضحك جاسر ساخرا ثم اعطي للطبيب مبلغا كبيرا من المال، فاخذه ورحل وهو يتمتم مع نفسه: منك لله يا بعيد، شيطان صحيح زي ما بيقولوا عنك.
ذهب جاسر ناحية غرفة رؤي، وجلس على الكرسي المجاور لفراشها ينظر لملامحها الهادئة.
جاسر: انا ما حبتكيش يا رؤي، ما حبتكيش انا ممكن اكون اتعودت علي وجودك، اتعودت علي البيت الدافي النضيف المترتب، اتعودت.
علي اكلك الجميل اتعودت اني انام اصوتك
بس دا مش معناه اني حبيتك، ايوة انا ما حبتكيش، لاء ما حبتكيش، ما ينفعش، ما ينفعش الشيطان يحب، انا اسف يا رؤي، بس لازم اكسرك زيهم، عشان آكد لنفسي ان انا ما حبتكيش
بس بردوا مش هسيبك يا رؤي، هتفضلي اسيرتي، (اسيرة الشيطان) للأبد، للأبد يا رؤى.
رن هاتف جاسر برقم صبري، فخرج من الغرفة
وفتح الخط واجاب
صبري: ازيك يا شادي، اخبارك ايه
جاسر: شادي مين
صبري: هو دا مش رقم شادي سليمان
جاسر: لاء النمرة غلط
صبري: انا اسف، واضح ان انا اتصلت بنمرة غلط
جاسر ضاحكا: كدة يا حمايا مش عارف صوت جوز بنتك
صبري: بتهزر يا شادي
جاسر: قولتلك يا حمايا دا مش رقم شادي سليمان
صبري ساخرا: اومال رقم مين بقي ان شاء الله
جاسر: رقم جاسر مهران، جوز بنتك يا حمايا العزيز.
صبري بفزغ: جاااسر ثم اكمل غاضبا، لو اذيت بنتي يا جاسر هقتلك
تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انا لسه هأذي يا حمايا العزيز، الموضوع خلص خلاص
صاح صبري غاضبا: هقتلك يا جاسر
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ، اهدي يا حمايا العزيز ليجيلك ذبحة
صبري غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر
جاسر: مش قبل ما نتفق الاول، تتنزلي عن كل املاكك ارجعلك بنتك
صبري غاضبا: بتحلم يا جاسر.
جاسر ضاحكا: والحلم مع جاسر مهران حقيقة يا حمايا العزيز، والااااا هرجعلك بنتك المصونة بس في كفن ابيض.
ضحك ضحكة عالية ثم اغلق الخط
جاسر: لسه يا صبري، دي بس قرصة ودن لسه المفاجاءة الجاية هتقضي عليك خالص.