قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم 16

رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

يونس بغضب: افتحي يا بدور متستفزنيش !
استمر في الدق علي باب الحمام ...لتخرج بدور بعد امضاء ساعه تستحم وتضيع الوقت فقط لتغضبه وتمحي ضحكه الانتصار تلك من علي وجهه ...
بدور ببرود: ايه في ايه ؟! الدنيا اتهدت !
اردف بغضب وغيظ: انتي عارفه كويس اوي اني كنت هدخل استحمي الاول انا طول الطريق سايق وهلكان ...
-والله مش ذنبي قلتلك اتفضل نطلع فوق عند ماما إيمان انت اللي اصريت نقعد في شقه الضيوف !

يونس وهو يمسح علي وجهه حتي لايصفعها !
-مانتي سمعاني وانا بكلم جابر ..قال ماما هترتاح ومش عايز ازعجهم !
-خلاص خلاص ادخل بلاش تضيع وقت...
اتجهت الي السرير تجهزه وتفرش ملاءه جديده فمر وقت طويل منذ ان جاء ضيف لهم وتم تنضيف البيت له ...انتهي يونس ليجدها تضع وساده علي الاريكه ..فتصنع عدم فهم مقصدها وتوجه الي السرير يرمي بثقله عليه ...
بدور بغيظ: حيلك حيلك بتعمل ايه ...انا اللي هنام علي السرير!
يونس بمكر: طيب ...
-طيب ايه ؟!
-طيب نامي هو انا ماسكك !
بدور بعدم تصديق: قوم يا يونس انا مش بهزر انت هتنام علي الكنبه !
يونس بمرح: ولا انا بهزر ...تصبحي علي خير..
عدل الوساده تحت رأسه وشرع في النوم...دبت قدميها بغضب طفولي ...
-خليك اشبع بيه انا هنام ع الكنبه ...
اقتربت منها وظنت انه سيتوقف عن تصرفاته تلك ويترك لها الفراش ...لكنه تقلب مما اشعل النار بداخلها...
بدور بغل: الله يرحمك يا رجوله !
يونس بابتسامه الذئاب استقام قليلا ونظر لها ...

-طيب تراهني !
قررت هي اصطناع عدم الفهم هذه المره وقالت بغضب ممزوج بخجل ...
-اقولك اشبع بيه ...انا طالعه انام في اوضتي !
اخذت خطوات سريعه وواثقه نحو الباب تاركه يونس يضحك علي طفولتها ... صعدت علي الدرجه الاولي ...الثانيه ...الثالثه ...فوجدت نفسها ترفع الي اعلي وتهبط علي كتف يونس ..
بدور بخوف احاطت خصره من الخلف ورأسها عند نصف ظهره ...
-انت مجنون ...نزلني !
يونس ببرود: لا...
دخل واغلق الباب بقدمه وتوجه نحو غرفتهم وهي ترفص بقدميها علها تصيبه باذي ...انزلق ردائها قليلا ..فاراد يونس ملاعبتها...
-اوبااا ايه الرجلين الحلوة دي رفصه تاني بقا عشان الرؤيه توضح !...
توقفت بدور عن الحركه نهائيا وشعرت بخجل يسري في سائر جسدها ..وارتخت تماما علي كتفه...
قهقه يونس علي رده فعلها مما اغضبها اكثر، وضعها علي الفراش فحاولت التملص منه ولكنه كان اسرع منها نام بجوارها وسحبها الي احضانه،فتحت بدور فمها لتعترض فوضع يده عليه ونظر الي عينها بجديه ...

يونس بهدوء ونص ابتسامته التي تظر احدي غمزاته ...
- بدور لو منمتيش دلوقتي حالا هغير رأيي عن النوم تماما واصحي للصبح وتبقي صبحيه مباركه يا عروسه،اختيارك ؟!
قبل ان ينهي جملته كانت بدور مغلقه عيناها معلنه اختيارها للنوم...تركها يونس واتجه لاغلاق النور،استلقي هذه المره وبحث عنها في الضوء الخافت بيده ليستدرجها من اخر السرير الي احضانه...علت انفاسها من الخوف وانكمشت علي نفسها قليلا، قبلها علي رأسها ووضع رأسه علي جانب رقبتها ورأسها ليغوص في نوم عميق ساحبا اياها معه في عالم من الاحلام الجميله...

استيقظ يونس بعد ساعات عندما شعر بقدم بدور تحيطه وهي نائمه ...
يونس لنفسه: اه انا اللي جبته لنفسي !
حاول يونس ان يبعد نفسه عنها قليلا ولكنها تشبثت به كالخفاش ...شعر يونس بالحراره وبانفاسه تتقطع من قربها..هذه الفتاة ستكون السبب في مماته !
وضع يده علي كتفها ليهزها بخفه ...
يونس بصوته النائم قليلا: بدور اصحي ...
اصدرت صوتا كاد يفقده صوابه تماما واقتربت من صدره اكثر...
يونس بتعجل وقلق من نفسه: بدور يا بدور اصحي ...
استيقظت قليلا من اجمل نوم نامته في حياتها ..ردت عليه وهي تظن نفسها مازالت في احلامها ...
بدور بصوت خافت: بس يا يونس...

تسارعت دقات قلبه ولم يتحمل ..امسك رقبتها ورفع رأسها ليخطف ثغرها في قبله الهبت كيانه ..استيقظت بدور علي قبله كالاعصار الاهوج لا تعلم اين رأسها من قدمها ؛ كانت كالذي يغرق انفاسها مخطوفه و يداها تبحثان عن ملاذ للتمسك بالحياة، استقرت يداها علي كتفيه تمسك بملابسه بشده خوفا من ان تضيع وسط عاصفته ...
شعرت بيداه تجول جسدها بحريه وتقربها منه باشتياق اخافها، فانطلقت صافره الانذار بعقلها .. دفعته بيدها، فتوقف باعجوبه هو نفسه لم يستطع تصديق قدرته علي التوقف! ففي هذه اللحظه كان عالمه كله يتمحور حولها وقلبه يريدها هي فقط !

ابتعد عن شفتيها و استلقي علي ظهره واضعا رأسها بين ذقنه و صدره يربط عليها بحنان...
كانت هذه الحركه البسيطه كفيله بان يرتعش سائر جسدها .. ضمها اليه اكثر ثم رفع رأسها لتنظر اليه ...
يونس بحب: صباح الورد !
بدور بخجل و غضب من نفسها علي ضعفها معه ...
-صباح الخير ..ممكن اقوم بعد اذنك !
شعر يونس برجوعها الي عنادها فتنهد تنهيده كبيره وتركها ...
-اتفضلي واجهزي بسرعه عشان نطلع لماما ...
-حاضر...
دخلت الي الحمام ووضعت يدها علي قلبها المتسارع ...

بدور لنفسها: انتي غبيه وضعيفه بجد ! اوعي تفتكري انه بيحبك !متنسيش اللي قاله وانتي في بيت ابوكي ...هو كان بيتسلي بس و دلوقتي انتي مدياله الفرصه انه يلعب بيكي برافو عليكي فعلا اوهمي نفسك بالحب اكتر و مفيش حاجه بالاسم ده، انتي لو مكنتيش قويه من دلوقتي حلمك هيتدمر !
كلما تذكرت جملته (احبك انتي ! متديش نفسك حجم اكبر من جحمك) تشتعل النار بداخلها وتغضب علي نفسها لاستلامها ...
خرجت وهي غاضبه ...رفع يونس حاجبه باستغراب ولكنه تركها ودخل هو الاخر حتي يجهز ويصعد الي والدته ...

في شقه جابر ووداد ...
وقف جابر ينظر الي ثلاجته الفارغه...
-اوووف ياربي لازم اظبط حاجات كتير، انت راجل مسئول دلوقتي، ينفع الشقه مفهاش لقمه كدع، يلا نعدي بس انهارده ومن بكره هظبط ...
توجه الي غرفتها ليوقظها ...
-احم وداد اصحي
جاءه الرد سريعا وكأنها كانت تنتظر حتي يستيقظ ويسمح لها بالخروج ...
-إيووه اني صاحيه اهاه ...
فتحت الباب فوجدت جابر امامها ابتسم لها واردف قائلا...
-صباح الخير...
خجلت منه وداد فجأه ..
وداد لنفسها: يالهوووووي ايه العينين الخضره دي ! يالهوي يالهوي !
قضب حاجبيه باستغراب: مالك في ايه ؟
-هاه لااااه مفيش ...احم صباح الخير...
-اممم طيب يلا تعالي نروح عند ماما ناكل ونشوف هنروح لانهي دكتور ...زمانك جعانه معلش اصل انا متعود اكل هناك فقليل ما بجيب اكل الشقه هنا ومكنتش عامل حسابي ...
وداد بابتسامه: عادي اني لسه مش جعانه ...
اتجه الي الخارج ...
جابر: بصي خبطي وادخلي عقبال ما نادي يونس وبيبو من تحت ...
وداد باستغراب: بيبو مين ؟
جابر بضحك: بدور اقصد ...
اراد ان يتواصل معها وان يصادقها فقرر ان يحكي لها عن حياته ومن حوله عند كل موقف يقابله لتندمج اسرع ...
-هههههههه اصل انا مطلع الاسم ده علي بدور عشان اغيظ يونس بيها ...
وداد بابتسامه: هو بيحبها جوي إكده ؟!
-يوووه فوق ماتتصوري بس غبي بعيد عنك مش فاهم لسه ...
-هههههههه ربنا يسعدهم ! اني حبيت بدور من ساعه ما شفتها ...
نظر لها بحب ومرح ...
-ويقدرني واسعدك !
خجلت وداد وظل عقلها يتعجب منه ومن سلاسته و تصرفاته الرائعه نحوها ...يكفي انه قبل الزواج منها فقط لانقاذها ...
وداد لنفسها: هو ليه طيب بالطريجه دي ؟!
ظلت تنظر له وكأنه من عجائب الدنيا السبع بينما اخذ هو يبتسم ويلاعب حاجبيه لمشاكستها علي حملقتها به ...

قطع لحظتهم صعود بدور و يونس الغاضب من تجاهل بدور له حتي بعد لحظاتهم معا ...

بدور بابتسامه: صباح الخير..عاملين ايه ؟
توجهت الي وداد لتحتضنها ..كمحاوله لجعلها تتأقلم سريعا وتشعر بالامان بينهم ...
-صباحو يا بيبو ...
يونس بتكدر: صباح الخير ..
جابر بقرف: صباح التكشير يا جدع انت وشك معلق علي النكد علي طول !
تجاهله يونس وتوجه ليفتح باب شقه والديه ...وجدوا ايمان وتوفيق يجهزوا الغداء وايمان في افضل حال ...
جابر بقلق:انتي قومتي ليه يا ماما من السرير مش قولنا ترتاحي لحد ما نروح للدكتور...
يونس: ليه يا ماما تعبتي نفسك احنا كنا هنظبط الدنيا ...
توجهت نحوها بدور ساحبه معها وداد واخذت ايمان من يدها،اجلستها وجلست بدور علي يمينها واشارت لوداد بعينيها ان تجلس الي اليسار ..
-لا بجد زعلانه منك ! مش انتي عندك بنتين دلوقتي بتعملي ليه حاجه...
ايمان بضحك: يابت ده انا زي الحصان اهوه ..انتو قلقانين ليه !
-حتي لو مش تعبانه ..انتي تقعدي وارتاحي واحنا هنقوم بالواجب وزياده ..
هزت وداد رأسها بالموافقه واردفت ...
-سلامتك يا خاله ...
-قوليلي يا ماما انتي بنتي دلوقتي ولا ايه ...
ابتسمت بخجل: حاضر يا ماما...
سعد جابر بالتواصل بينهم فاكثر مخاوفه هي الا تنسجم مع عائلته التي يعشقها ويعيش لها...
يونس: يلا يا ماما البسي عقبال ما الاكل يتحط ناكل ونروح للدكتور علي طول...
ايمان بتوتر: احممم طيب ادخلوا انتو يا بنات عشان البوتجاز والع ..
توفيق وهي يحاول الهروب: طيب انا هنزل ثواني اجيب حاجه من هنا وراجع...
ضيقت عيناها بتوعد وهو يغادر ويقفل الباب ...نظرت الي عيون يونس و جابر المترقبه ...
-احم تعالوا معايا الاوضه ...
في الداخل سردت لهم تفاصيل خطتها هي وتوفيق...
يونس بغضب: يا سلام توقعي قلبنا بالطريقه دي عشان حاجات غريبه ..كنت هتصرف علي فكره ...
ايمان بضيق واستخفاف: و الله و كنت هتتصرف ازاي بقا يا شطور ؟!
-ماما لو سمحتي !
جابر بضحك: ما ترد يا شطور... والنعمه انتي ام عسليه ..ودماغك تتلف في حرير..
ايمان بقهقهه: ايوة انت اللي مدلعني سيبك من الواد ده معرفش انا طالع نكد لمين ! ابوك كان بيهزر ويضحك علي طول ..
جابر: انا عارف يا ختي !
يونس بحنق: انا قاعد هنا علي فكرة و سامع !
ايمان بلا مبالاه: ما تسمع ..انا هخاف منك يا واد ولا ايه ؟ لاااا الحركات دي اعملهم علي بدور الغلبانه اللي مطلع عنيها...
يونس: ايوه صح ..انا اللي مطلع عنيها ..انا ماشي قبل ما تجنوني ...
تركهم وتوجه الي عنيدته فوجدها تضحك وتتحدث مع وداد ..عاد الي غرفتها وغرفته سابقا، رأي عدت الهندسه التي اعطاها لها وتذكر هذا اليوم وكيف بكت وانهارت وقضي اليوم معها ...هي رقيقه بداخلها و لكنها عنيده كالاطفال ...
اشاح برأسه شمالا ويمينا بحيره ...كيف يهدم تلك الأسوار داخلها غهو يعلم جيدا انها تبادله مشاعر فلا يمكن لانثي ان تستسلم ولو قليلا الي رجل الا وان شغل قلبها وتفكيرها ...
بقي السؤال الاكبر كيف يحثها علي الاعتراف بانها تحبه او جعلها تتقبل فكره زواجهم ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة