رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل الخامس
جلست مايا امام والدتها وهي تشعر بالحرج الشديد...
لا تعرف كيف ستفتح موضوع زواجها من سعد معها...
كانت والدتها تنتظر منها أن تبدأ حديثها لتفهم منها الموضوع الذي يؤرق تفكيرها...
تنحنت مايا قائلة بنبرة مترددة:
- انا وسعد قررنا نتجوز...
تطلعت سعاد والدتها اليها بتعجب فهي كانت تعرف بأن مايا تؤجل موضوع زواجها من سعد حتى تستقر اوضاعه المادية، فمالذي تغير الان؟!
سألتها سعاد بحيرة:
- انتوا مش كنتوا اتفقتوا تتجوزوا لما سعد يكون نفسه وتستقر اوضاعه المادية؟!
ارتبكت مايا وظهر الارتباك جليا على ملامحها لكنها ردت بنبرة متماسكة:
- ايوه، بس لو هستنى اوضاع سعد تستقر يبقى مش هنتجوز ابدا...
قالت والدتها بعدم اقتناع:
- طب وانتي ايه اللي يجبرك على جوازة زي دي؟! انتي ممكن تتجوزي واحد حالته المادية افضل وتعيشي بوضوع مستقر معاه...
ردت مايا بجدية:
- انتي عارفة اني بحبه، ومش هتجوز غيره...
تطلعت والدتها اليها بنظرات غير مرتاحة قبل ان تنطق قائلة:
- يعني انتي متأكدة من قرارك؟!
اومأت مايا برأسها اكثر من مرة لتمط سعاد شفتيها بضيق قبل ان تهتف بقلة حيلة:
- طالما انتي موافقة ومقتنعة، يبقى مش هقدر اقول غير موافقة...
ابتسمت مايا براحة قبل ان تعاود والدتها سؤالها بعدم ارتياح:
- انتي واثقة من قرارك ده يا مايا؟! يعني مش هتتراجعي عنه؟!
هزت مايا رأسها نفيا وقالت بإقتناع تام:
- ابدا...
هزت الام رأسها بتفهم قبل ان تهتف بها:
- مبروك يا مايا، مبروك يا حبيبتي...
نهضت مايا من مكانها واحتضنت والدتها وقبلتها وهي تشعر براحة مبدئية فيبدو ان الامور سوف تسير لصالحها اخيرا...
وقف كريم في الحديقة الخارجية لفيلا عزمي الجندي يدخن سيجارته ويفكر رغما عنه بمايا...
بات لا يفهم سبب تفكيره الدائم بها...
هل لأنها جميلة للغاية؟!
لكنه عرف من هن أجمل منها...
نفث دخان سيجارته في الهواء عاليا حينما شعر بأحد ما يقف خلفه...
التفتت نصف التفاتة ليجد كارما خلفه تبتسم بعفوية...
- واقف هنا ليه؟!
سألته محاولة منها لفتح الحديث معه ليجيبها قائلا:
- بدخن سيجار...
وقفت بجانبه تتأمل الحديقة المحيطة بها بينما هو عاد يشرد بمايا تلك التي سيطرت على تفكيره فجأة وباتت تحتله بشكل غريب...
- كريم...
افاق من شروده على صوت كارما تناديه ليهتف بها:
- نعم، !
سألته بتردد:
- هو انت ليه مشتغلتش مع باباك فشركته؟! ليه اخترت تشتغل فالشرطة؟!
تأملها قليلا قبل ان يرمي سيجارته ارضا ويطفئها بحذاءه ثم يجيبها:
- يمكن عشان بحب شغلي فالشرطة...
اومأت رأسها بتفهم ثم قالت:
- هو انا مدايقاك بوقفتي جمبك؟!
هز رأسه مجيبا:
- اطلاقا...
ابتسمت ملأ فمها ثم قالت بسعادة جلية:
- كده بقى اتكلم براحتي...
ابتسم بتصنع وقال:
- اها اتكلمي اكيد...
احاطت ذراعه بذراعها بشكل فاجأه هو شخصيا ثم قالت:
- تعرف اني معجبة بيك اووي...
اومأ برأسه واجاب بغرور:
- اها عارف، اساسا الكل معجب بيا...
مطت شفتيها بأستياء وقالت:
- مغرور...
- واثق من نفسي...
قالها مصححا لترد بعفوية:
- وبارد كمان...
فجأة دفعها على الحائط خلفها واحاط جسدها بذراعيه قائلا بنبرة هادئة لكن قوية:
- انتي اد كلامك ده؟!
اومات برأسها وقد شعرت بتفتت جميع مقاومتها امامه، فهو واقف امامها يحيط جسدها بالكامل بهذا القرب المهلك منها...
انحنى اكثر نحوها مقربا فمه من فمها بنية تقبيلها حينما أشاحت هي بوجهها بعيدا عنه ليتنحنح بحرج ويحرر جسدها من ذراعيه...
في صباح اليوم التالي...
في مركز الشرطة الذي يعمل به كريم...
دلف كريم الى مكتبه ثم بدأ يباشر عمله...
ولج بعد لحظات صديقه عمر اليه...
كان عمر صديقه المقرب وخازن جميع اسراره...
جلس على الكرسي المقابل له وقال متسائلا بنبرة ساخرة:
- اخبار ليلة امبارح والانسة كارما؟!
اجابه كريم وهو يتراجع الى الخلف:
- كويسة، بس كارما دي طلعت دايبة فيا من زمان...
- بجد؟!
سأله عمر بعدم تصديق ليهز كريم رأسه ويقول بجديةة:
- بجد...
ثم اردف بعدها:
- بس البنت طلعت ايه، فرسة...
غمز له عمر بعبث قائلا:
- وقعتها ولا لسه؟!
اجابه كريم:
- لسه، حاليا مش فاضي ليها...
- امال فاضي للانسة مايا؟!
اومأ كريم برأسه ثم شرد يفكر بها ليسأله عمر بنبرة جادة:
- هو انت لسه مراقبها؟!
- طبعا، واخبارها بتوصلني اول بأول...
هز عمر رأسه بتفهم ثم شرد هو الاخر بهذه الفتاة واهتمام كريم الغريب بها دونا عن غيرها...
بعد مرور عدة ايام...
امام المصنع الذي يعمل به سعد اوقف كريم سيارته...
هبط منها مرتديا نظارته الشمسية ليطلب من احد العاملين هناك ان ينادي سعد...
وبالفعل خرج سعد من المصنع بعدما ابلغه العامل بأن رجل يرتدي ملابس الشرطة ويركب سيارة حديثة للغاية يطلب مقابلته...
تأمله سعد وهو يسير نحوه بملامح مندهشة فمن هذا الرجل الذي يريد مقابلته؟!
تقدم نحوه وسلم عليه ليطلب منه كريم ان يركب معه ليتحدث معه بأمر خاص جدا...
حاول سعد الامتناع عن مقابلته بحجة عمله وعدم سماح مدير المصنع له بترك العمل في هذا الوقت لكن كريم أخذ الاذن له من صاحب المكان...
بعد حوالي نصف ساعة كان كريم يجلس امام سعد في احد ارقى الكافيهات في البلاد ..
- اتفضل...
قالها سعد ليرد كريم:
- طبعا انت مش عارفني يا سعد، مش كده؟!
سعد وهو يهز رأسه نفيا:
- الصراحة لا...
تأمله كريم بملامح ساخرة قبل ان يهتف بهدوء مخيف:
- بس انا اعرفك عن طريق مايا، خطيبتك...
شدد على كلمة خطيبتك الاخيرة ليسأله سعد بتوتر:
- هو انت تعرف مايا منين ..؟!
سأله كريم بنبرة ذات مغزى:
- قول انت، ضابط زيي هيعرفها منين...
صمت سعد ولم يرد ليكمل كريم:
- خطيبتك كانت متهمة عندي...
رفع سعد رأسه فورا وسأله:
- متهمة بإيه؟!"
- بالدعارة...
جحظت عينا سعد بعدم تصديق ليشعل كريم سيجارته وينفث دخانها عاليا قبل ان يكمل ببرود:
- مسكناها بشقة مفروشة هي وكم بنت...
- انت كداب...
- انا مش بكدب ..
صرخ به كريم ثم رما في وجهه المحضر الذي يؤكد ما قاله ليقرأه سعد بعدم تصديق قبل ان يسأل كريم بنبرة مرتجفة:
- طب لو هي فعلا متهمة، خرجت ازاي؟!"
التوى فم كريم بإبتسامة باردة قبل ان يهتف بجمود:
- انا اللي خرجتها ..بعدما ما اتفقت معاها انها تكون عشيقتي، وهي وافقت...
حاول سعد استيعاب ما يسمعه، فأن يسمع كل هذا عن خطيبته وزوجته المستقبلية امر لا يمكن تحمله...
فتح كريم هاتفه وجعله يرى شريط فيديو يجمعه مع مايا وهي شبه عارية بوضع مثير للغاية...
هطلت الدموع من عيني سعد وهو يشاهد خطيبته وحبيبته بين احضان رجل اخر يقبل وجهها ورقبتها...
انتهى الفيديو ليمسح سعد دموعه بأنامله بينما اعطاه كريم مناديل ورقية ليمسح بها دموعه...
رمى سعد المناديل بوجهه ثم انتفض من مكانه وانقض عليه يصرخ به:
- انت السبب، ليه عملت كده؟!
دفعه كريم بعيدا عنه وهتف بنفاذ صبر:
- انت غبي ولا بتستغبي، بقلك مسكتها بشقة دعارة...
اشاح سعد وجهه بعيدا عنه محاولا ان يخفي دموعه التي تهدد بالهطول مرة اخرى، اما كريم فنهض من مكانه واقترب منه قائلا بنبرة خبيثة:
- اسمعني يا سعد، انا عايز مصلحتك، عايز اساعدك...
- انا هقتلها...
قالها وهو ينهض من مكانه بملامح مخيفة ليوقفه كريم بسرعة وقد انتفض قلبه لا اراديا ما ان سمع ما قاله سعد...
- الامور متتحلش كده...
- امال ازاي؟!
صرخ به سعد ليرد كريم بهدوء غريب:
- هقولك...