رواية أدمنت قسوتك للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والعشرون
دلفت كريم الى شقة عائلتها لتجد اختها نايا امامها تنظر إليها بذهول تام قبل ان تتجه نحوها وتحمل الحقيبة منها وتهتف بتساؤل:
- حصل ايه؟!
اجابتها نايا وهي تجلس على الكنبة بإرهاق:
- طلبت الطلاق...
- ليه؟!
صرخت نايا بعدم تصديق لترد مايا وهي تضع يدها على بطنها:
- انا حامل...
خرجت سعاد والدتها في نفس التوقيت لتقول نايا:
- ماما الحقي، مايا حامل وكمان طلبت الطلاق...
لطمت الام على صدرها وقالت:
- حامل، ازاي؟!
ردت مايت بجمود:
- زي ما كل الناس بتحمل...
ثم اردفت بوجع:
- انا تعبانة اوي ومحتاجة ارتاح...
- لازم تفهمينا الاول ايه اللي بيحصل، انتي قلتي انط هتنتقمي منه مقلتيش انك هتحملي...
قالتها الام بعصبية بالغة وهي تفكر بأنها لم تعد تفهم شيئا من ابنتها اما مايا فظهر عليها التوتر وقالت:
- حصلت حاجات كتير وتغيرت حاجات الفترة اللي فاتت...
جلست الام بجانبها وقالت بتساؤل:
- حصل ايه؟!
اجابتها مايا بدموع وهي ترمي نفسها داخل احضانها:
- انا تعبانة اوي، تعبانة اوي يا ماما...
احتضنتها الام بشفقة كبيرة واخذت تربت على ظهرها لتهتف اخيرا بها:
- متعيطيش يا مايا، اهدي يا حبيبتي، اهدي وفهمينا ايه اللي حصل...
بعد مرور فترة قصيرة استعادت مايا توازنها واخذت تسرد لوالدتها واختها ما حصل بدءا من يوم زفافها على كريم...
- حبتيه؟!
سألتها والدتها بجدية بعدما انهت مايا حديثها لتحمر وجنتا مايا وهي تجيبها:
- مش عارفة، ظ
تنهدت الام بصوت مسموع وقالت:
- كان لازم تحطي كل ده فبالك قبل ما تفكري تحملي، لما انتي عارفة انوا طبعه كده حملتي ليه؟
- انا مش ناقصة تأنيب ضميرر، !
قالتها مايا بضيق لترد والدتها:
- انا من حقي أانبك يا مايا، انتي حامل دلوقتي وفيه طفل لازم تتحملي مسؤوليته، وانتي عارفة انها مسؤولية كبيرة...
ردت مايا بعناد:
- وانا اقدر اتحمل المسؤولية دي لوحدي...
- طب وابوه؟!
سألتها مايا بتردد لترد مايا بقوة:
- ابوه هيفضل ابوه وانا مش همنعه عنه...
ثم حملت نفسها واتجهت نحو غرفة النوم الخاصة بأختها تاركة والدتها ونايا ينظران الى بعضيهما بحيرة...
في صباح اليوم التالي...
كانت نايا تسير في جامعتها متجهة الى الكافيتريا حينا وقف في وجهها احدهم...
- شادي، !
هتفت بها نايا بتعجب من وقفته هكذا في وجهها ليبتسم لها ويقول:
- ممكن نتكلم شوية ..
ردت بعفوية:
- اه طبعا...
- تحبي نتكلم فين؟!
سألها بجدية لتشير نحو الكافيتريا وتقول:
- نتكلم فالنادي ايه رأيك؟!
- تمام...
اتجه الاثنان الى النادي ليجلسا امام بعضيهما على احدى الطاولات...
تحدث شادي:
- نايا انا بحبك، وعايز ارتبط بيكي...
شعرت نايا بالاحراج منه ومن اندفاعه هكذا، تنحنت بحرج وقالت:
- بس انا مرتبطة اصلا يا شادي...
- تقصدي حسن صح ..؟!
سألها ساخرا لترد بأيماءة من رأسها فقال بتهكم:
- بس حسن مبيحبكيش، ده بيلعب بيكي...
قالت له نايا بعصبية:
- من فضلك متتكلمش عنه بالشكل ده...
حاول مسك يدها وقال:
- نايا انا بحبك اوي...
ابعدت يدها عن يده وقالت بنبرة هادئة:
- وانا بحب حسن...
- طب فكري بكلامي...
- أفكر بإيه يا شادي، بقلك انا بحب حسن وهو بيحبني، وهنتجوز بعد التخرج، انت فاكرني من البنات اللي بيلعبوا وكل يوم مع واحد شكل ..
قالت جملتها الأخيرة ببعض العصبية فأجابها نافيا:
- اكيد لا، انا عارفك وعارف اخلاقك عشان كده حبيتك وقررت اتجوزك...
نهضت نايا من مكانها وقالت:
- وانا مش موافقة اتجوزك، وياريت تشيل الموضوع ده من دماغك...
ثم اتجهت خارج المكان ليتابعها شادي وهي ترحل من امامه قبل ان يهتف بينه وبين نفسه:
- كده مقداميش غير الحل ده يا نايا عشان تبقي ليا...
وقف كريم اماك شقة عائلة مايا وهو يحمل بيده باقة ورد مميزة...
ضغط على جرس الباب لتفتح له سعاد الباب...
تأملته بنظرات حادة قبل ان تهتف:
- نعم يا كريم بيه، عايز ايه؟!
تنحنح كريم بحرج من هذه المقابلة السمجة فقال بتردد:
- عايز مايا، محتاج اتكلم معاها...
ردت الام:
- ومايا مش عايزة تشوفك، كفاية اللي عملته بيها لحد دلوقتي، عايز ايه منها تاني...
- يا طنط ارجوكي...
لكن سعاد كانت متحاملة عليه فهي تحمل في جبعتها الكثير نحوه...
- لو فاكر اني ناسية اللي عملته فبنتي وابتزازك ليها تبقى غلطان، انت دمرت حياتنا، ودمرت بنتي...
خرجت مايا على صوت والدتها وقالت:
- ماما من فضلك سيبينا لوحدنا...
تركتهما الام لوحديهما على مضض بينما كتفت مايا ذراعيها قائلة بتساؤل مقتضب:
- نعم، عايز ايه؟!
اعطاها باقة الورد وقال:
- ده ليكي ..
تناولته مايا منه وقالت:
- اتفضل، عايز تقول ايه...
- مايا انا بحبك، بحبك ومش مستعد اني اخسرك ..
- انا اسفة يا كريم، بس كلامك ده معدش ينفع معايا ولا يأثر بيا...
كريم بتوسل:
- متعمليش كده يا مايا، انتي اكتر وحدة اني اللي عملته مكانش بإيدي، وعارفة اني بحبك اكتر من اي شيء...
ثم اردف:
- متنسيش اني كمان سامحتك على اتفاقك مع سعد...
ازداد غضبها اضعافا وهي ترد عليه:
- انت نسيت عملت فيا ايه، نسيت ولا افكرك يا كريم بيه، اللي عملته كان رد فعل طبيعي على عملتك...
- واعترفت بغلطي واعتذرتلك، مش المفروض تسامحيني بقى...
هزت مايا رأسها نفيا وقالت:
- صعب اسامحك، صعب اوي يا كريم...
- مايا ارجوكي...
- روح يا كريم، روح احسنلك...
- مش قادر، مش قادر اروح، انا محتاجك يا مايا، انا مش هعرف اعيش من غيرك...
تماسكت مايا بقوة حتى لا تضعف امامه ثم قالت:
- الكلام ده معدش ينفع، انا اسفة...
ثم اغلقت الباب في وجهه وانهارت باكية...
بعد مرور يومين...
في احد المصانع المتهالكة...
دلف شادي الى داخل المصنع ليجدها امامه يداها مقيدتان وكذلك قدماها...
ابتسم بسخرية وهو يراها تنظر اليه بصدمة قبل ان تهتف بعدم تصديق:
- انت ..؟!
- ايوه انا يا نايا...
- ازاي؟!
سألته نايا بذهول ليرد ببساطة:
- شادي يقدر يعمل اي حاجة، كلمت رجالتي وخليتهم يراقبوكي، واتفقت معاهم يلحقوكي ويخطفوكي ويجيبوكي هنا...
- انت بتعمل كده ليه؟!
سألته نايا بخوف:
- عشان بحبك وعايزك...
- بس انا مش بحبك ومش عايزاك...
ابتسم بتهكم وقال:
- قريب اوي هتحبيني وهتعوزيني خاصة بعد اللي هعمله...
- هتعمل ايه؟!
سألته نايا بتوجس ليشير الى رجاله ان يخرجوا من المكان فينفذوا اوامره ويخرجوا بالفعل...
اما هو فاقترب منها وفك يديها وقدميها ..
ارتدت الى الخلف وهي تراه يبدأ بفك ازرار قميصه ليهتف:
- تؤتؤ يا بيبي، متخافيش...
- انت هتعمل ايه يا شادي؟!
سألته بإرتجاف واضح ليرد وهو يخلع قميصه ويقترب منها:
- قلتلك هخليكي تحبيني وتعوزيني...
ثم اتقض عليها وسط صراخها وتوسلاتها ان يتركها...