رواية أحفاد الجارحي الجزء الرابع (أسياد العشق) بقلم آية محمد رفعت الفصل التاسع والعشرون
سقطت مغشي عليها بين أحضان أخيها فحملها على الفور لغرفتها،لحقوا بها جميعاً والحزن يسكن بعيناهم وخاصة شذا ...
عاد مازن لمنزله ووجهه مشرق للغاية من فرط سعادته،بحث عنها بلهفة ليخبرها بما حدث كم كان يتمني أن يعرفها على شقيقته، ولج لغرفتهما حينما لم يجدها بالمنزل بأكمله فسقط قلبه حينما رأها تستمع لندائه دون رد فكانت تجلس على فراشها وتبكي بقوة، هرول إليها برعباً حقيقي، جلس جوارها قائلاٍ بلهفة_فى أيه؟ ..
لم تجيبه وأستمرت بالبكاء فرفع رجهها بخوف _ردي عليا مالك؟ ..
أرتمت بأحضانه قائلة ببكاء_أسيل يا مازن ..
أجابها بأستغراب _مالها أسيل ؟ ..
أخبرته بتأثر وعيناها تفور بالدموع ما حدث فحزن للغاية على ما حدث وأخرج هاتفه ليعلم من عدي التفاصيل فأخبره بأنه سيتحدث إليه ولكن عدي أخبره بأنه أغلق هاتفه ولم يتمكن أحداً من الوصول إليه ...
أنغمس الليل بسواده الكحيل ومازالوا مستيقظين والحزن يخيم بالأجواء وبالأخص على وجه حازم الذي ترك القصر وجلس بالحديقة ...
هبط جاسم للأسفل والارهاق يستحوذ على ملامحه فقالعمر بحزن_عاملة أيه الوقتي؟ ..
أشار له بيأس_عيونها ورمت من البكي حاولت أهديها معرفتش ...ففضلت جانبها أنا وداليا لحد ما نمت من التعب ..
زفر معتز بحزن_طيب والحل ...هنتفرج عليهم كدا! ..
ياسين بضيق _اللي عاملته أسيل صعب أحمد ينساه بسهولة ..
جاسم _مقدر أتفرج عليها وأشوفها بالشكل دا ...أحمد لازم يرجع أسيل مش هتستحمل كل دا ..
عدي بثبات_متقلقش أحمد بيحبها ومش هيقدر يقسى عليها هو بس محتاج وقت مش أكتر ...
أشار له بأقتناع فقال عمر بهدوء_فترة وهتعدى على خير بأذن الله ...
ساد الوجوه الرضا فقال رائد وهو يتفحص ساعة يده_الوقت أتاخر يلا تصبحوا على خير ..
أشاروا له ببسمة مبسطة وتوجه كلا منهم للغرف أما جاسم فخرج يبحث عن حازم حتى وجده يجلس بالخارج بمفرده والحزن يحاوط عيناه ...
ركضت خلفها بغضب _يا مريم حرام عليكِ الله أنا بجد معتش عارفة أتعامل معاكِ أزاي بعد كدا ...
وقفت الصغيرة ترمقها بنظرات ضيق فقالت بعناد_مش هأخد الدوا دا طعمه وحش أوى ...
وتركتها وهرولت للخارج فلحقت رانيا بها والغضب يتمكن منها للغاية، خرج من المصعد الداخلي للقصر ليجدها تهرول خلف إبنتها بغضب، ركضت الطفلة بتمرد حتى وجدت عدي وياسين بعدما صعدوا معاً فأختبأت خلف ظهر عدي بخوف، ياسين بأستغراب_فى أيه يا رانيا؟ ..
أجابته بضيق _مش راضية تأخد أدويتها والبرد زاد عندها جداً ...
أنحنى عدي لمن تتمسك به قائلاٍ ببسمة هادئة _ليه كدا يا مريم مش أنتِ عايزة تبقى كويسة عشان بابا رائد يخرجك ويجبلك لعب كتير ؟ ...
أجابته بعد تفكير _أه ..بس الدوا طعمه وحش أوي يا بابا عدي ...
تعالت ضحكات ياسين وهو يملس على شعر الصغيرة فأبتسم عدي وأحتضنها بفرحة _روح قلب بابا عدي يا ناس ...
وأستدار لياسين المنغمس بضحكاته قائلاٍ بهمس _هو فى كدا ؟ ..
أجابه بنفس مستوى صوته غامزاً بعيناه_لما بنتك تكبر هتعرف ...
إبتسم شوقاً لسماع صوت إبنته الرضيعة فعاد لحديثه بهدوء_أيه دوا يا مريومة بيكون طعمه وحش عشان يقدر يقتل المرض الوحش دا ...
تطلعت له بعيناها الرومادية بتفكير فقال ببسمة هادئة _طيب لو أنا اللي أدتهولك هتزعليني برضو؟ ..
أجابته بلهفة _لا طبعاً ..
رفع يديه لرانيا المبتسمة على حديثهم فقال ببسمته الهادئة_هاتي يا رانيا ..
جذبه منها ثم قدمه للصغيرة التي تناولته بفرحة، مرر يديه على شعرها بحنان ثم طبع قبلة على جبينها، نهض متوجهاً لغرفته مع ياسين الذي قال ببسمة مشاكسة _لا دانت ميتخفش عليك أبداً ...
رمقه بنظرة محتقنة بالغضب المصطنع لتتعالى ضحكاتهم سوياً،أما مريم فما أن رأت والدها يقترب حتى هرولت لأحضانه قائلة بسعادة _بااابي ...
جثى أرضاً يحتضنها بشوق_حبيبتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ! ..
أجابته بدلال _مجليش نوم وأنت منمتش ليه؟ ..
إبتسم وهو يعدل خصلات شعرها الطويل خلف أذنها قائلاٍ بنفس لهجتها الطفولية_وأنا كمان مجليش نوم ..
أجابته بخبث_يعني هتلعب معاياا ..
أحتضنها بسعادة مردداً بمرح_هلعب ...
وحملها وتوجه لغرفتهم لتتابعهم رانيا ببسمة هادئة ...
بغرفة ياسين ..
ولج للداخل فحرر أزاز قميصه الأبيض عن جسده، جذب ملابسه ليتحمم، توقف للحظات حينما لم يجدها بالفراش،بحث عنها بذهول فقال بأستغراب_مليكة ! ...
لم يجدها بأي مكان بغرفته فخرج للشرفة ليجدها شاردة للغاية ...تستند برأسها على الأريكة،الهواء العليل يمرد خصلات شعرها الذهبية، ضوء القمر يجعلها كالحورية التى يتسلط لها الضوء فينير جمالها فحرافية، أنحنى ليكون أمامها ؛ فرفع يديه يحاوط وجهها بهيام بعيناها الساحرة، شعرت بدفئ يتسلل لوجهها فتطلعت لتجده أمام عيناها،نظراته العاشقة من عيناه الزرقاء جعلها كالتائهة ببحور عشقه اللامنتاهي ...
قطع هالة الصمت ببسمة جعلته فتاك_خضتيني عليكِ لما ملقتكيش بسريرك ...
أجابته بحزن_حاولت أنام معرفتش زعلانة عشان أسيل .
نهض ليجلس جوارها قائلاٍ بتفهم_متقلقيش يا روحي فترة وهتعدى وأحمد أكيد هيرجع ..
رفعت عيناها بأرتباك لتحاول جاهدة بالحديث_لو أنا اللي كنت عملت كدا يا ياسين كنت هتبعد عني زي ما هو عمل؟ ..
رأى الخوف بعيناها فأحتضن وجهها بيديه قائلا بهمسا أمام وجهها مش هسمح أن سوء التفاهم دا يحصل من الأول يا مليكة ...
وجذبها لأحضانه بقوة وهو يهمس لها بكلماتٍ معسولة من العشق جعلتها تغفل عن العالم بأكمله وتستجاب لما يجذبها إليه قائلة بخجل وهى تختبئ من نظراته_ بحبك ...
إبتسم وهو يقترب منها بخبث _وأنا بموت فيكِ ..
ثم ترك مشاعره تعبر لها بطريقة لا يعرفها سوى القلب والجنون ...
بحديقة القصر ...
جلس جاسم جواره بملامح ثابتة _أنت هنا يا ابني وأنا قالب الدنيا عليك ..
_خير يا جاسم ! ..
قالها حازم بثبات بث القلق بقلبه فقال سريعاً_مالك؟ ..
أشاح بنظراته عنه ولزم الصمت فما يود قوله سيعيق المسافات بينهما وخاصة بأنه شقيق أسيل، قرأ ما بعيناه فرفع يديه على معصمه بذهول_أنت شايفني كدا يا حازم !...
ألتزم الصمت فتطلع له بصدمة لينهض سريعاً متوجهاً للداخل ولكنه أستدار قائلاٍ بغضب _على فكرة أنا أخوك وصاحبك غصب عنك وعن الكل أحنا مش ولاد عم وبس ..
وتركه وكاد بالمغادرة ولكنه توقف حينما شرع حازم بالحديث_صعبان عليا أحمد أوي دايماً بيتحط فى مواقف صعبة وأختبارات أصعب ...
أقترب منه جاسم وجلس جواره ليكمل حازم بحزن_أسيل دايماً بتيجي عليه... مرة لما كانت بتحب غيره وهو جانبها مش حاسة بيه ومرة لما موثقتش فيه وأتهمته بتهم بشعة أوى ...
خرج عن صمته قائلاٍ بثبات _كل واحد فينا عنده طاقة تحمل يا حازم ...
تطلع له بعدم فهم فأسترسل جاسم حديثه بهدوء_بص حواليك وشوف بنفسك ...رائد اللي حارب الدنيا كلها واتحدى الكل عشان يتجوز وهو سنه صغير،كلنا كنا بنتحالف على عشقه دا فى لحظة شك كان هيخرب حياته اللي فعلا واقفت أربع سنين وأنت بنفسك شوفت عملنا أيه عشان نخرجه من اللي هو فيه وفشلنا ...
بص لعدي اللي أتحدى الكل على مجرد أحساس أن رحمة موجودة وعايشة،حارب قلبه وعقله ...أتعذب وكان وصل لمرحلة الجنون بس مستسلمش لحد ما أحساسه كان بمحله وقلبه ربح الحرب دي ...
بص لعمر اللي أختار حبيبته وفضل معاها بقلبه وكيانه وهو عارف أنها مش شايفاه ..مر بمصبية كانت هتدمرله علاقته اللي بناها معها مستسلمش وحارب عشانها ...
بص لمعتز اللي لغي حبه على نقطة أنتقام وكان هيخسرها وهيخسر نفسه بس فاق فى الوقت المناسب ورجع أحتواها من جديد ...
بص لياسين أد أيه هو بيعشق مليكة ورغم كدا قدر يخبي عليها من الطفولة أنها له ..كان عايزها تختاره بقلبها رغم الخوف اللي كان جواه أنه يخسرها بس برضو حارب عشان تحس بيه وتحبه ..
بصيلي أنا يا حازم أنا أتجرحت كتير وأنا حاسس أن داليا مبتحبنيش ...وأتجرحت أكتر لما بشوف فى عيونها نظرات عدم الثقة فى نفسها وفي اللي حوليها شوفت ترددها وأرتباكها من علاقتنا شوفت كتير ومستسلمتش فضلت معها للأخر ...
كل اللي بقولهولك دا عشان تعرف أن أحمد مش ضعيف ولا يستدعى أنك تحزن عشانه كلنا بنقع ونقوم من جديد ...كلنا بنحارب وبنعافر عشان حبنا وعشان حياتنا ...دا اللي يفرق عيلة الجارحي عن الكل ...اللي أحمد فيه دا طبيعي وكلنا مرينا بالأصعب بس نهايته كان أنتصار ...
أنتهى من حديثه ليجده يتأمله بأهتمام وشرود بكل حرف تفوه به فأبتسم بمحاولة لتلطيف الأجواء_عارف أن الثقة مطلوبة بين الزوجين بس أوقات بتكون ناقوس الخطر وبتقلب الموزين،بمعني أن أسيل غيرتها أتغلبت على ثقتها فى أحمد بس دا ميمنعش أنها بتثق فيه والا مكنش هو الوحيد اللي كان بيبقي عارف أسرارها قبل ما يتجوزوا ...صدقني هو اما يفكر وهيهدى هيرجع من نفسه ...وبعدين ياعم هنروح بعيد ليه أنت أهو رايح جاي تعاكس الموزة بتاعتك وبطريقة جريئة جداً لما فقدت الثقة أنها تكون معاك فى مكان لوحديكم بسبب عمايلك ..
أنفجر حازم ضحكاً قائلاٍ بصعوبة بالحديث_فى دي عندك حق ..أنا حاسس أني مش تمام ولازم يتصرفوا ويعملوا الفرح بأسرع وقت ..لا وياسين الجارحي جايبهالي تعيش معايا هنا ماحنا كتبين الكتاب يكمل الجمايل بتاعته ويعلن جوازنا ! ..
تعالت ضحكات جاسم قائلاٍ بعدم تصديق _دانت حالتك صعبة أوي ...
ثم نهض عن مقعده ليتوجه للصعود قائلاٍ ببسمته الهادئة _هطلع أشوف أسيل وداليا .
أشار له بهدوء فغادر جاسم وتبقى حازم محله يفكر بحديثه الاخير عن نسرين، شغل فكره سؤاله الجادي عن ثقته به!...
فتح باب غرفته بهدوء ليدلف بخطوات بطيئة كحال قلبه المحطم، أرتمى بثقل جسده على الفراش ليحدق بسقف الغرفة التى تركها منذ أكثر من عاماً للزواج بها، تذكر مكالماتها له فى تلك الغرفة الشاهدة على جرحه السابق حينما كانت تخبره بحبها لأخر، أغلق أحمد عيناه بألم فما أن صعد الطائرة الي الآن يفكر بها ...يتألم قلبه حينما أستمع لصوتها وهى ترتمي أرضاً وهو يكمل طريقه ببرود! ..
كبت دمعاته بصعوبة زادت من ألم القلب المذبوح فجذب هاتفه بتردد لينتصر القلب علي عتاب الرجولة القاسي بعدما هانته ورفعت يديها عليه،أخرج رقم جاسم وطلبه على الفور ليأتيه صوته بتلهف _أحمد أنت فيين؟ ..
أجابه بثبات _وصلت أيطاليا ...
=ليه كدا يا أحمد ...أنا عارف أنها غلطت بس أنت كان ممكن تعاقبها وأنت هنا معاها ...
_مش عايز أتكلم بالموضوع دا يا جاسم من فضلك ..
=زي ما تحب ...
قال بأرتباك_هي عاملة أيه؟ ..
أجابه جاسم بمكر_هي مين؟! ..
زفر بغضب _أنت عارف كويس أنا بتكلم عن مين...
=عيونها ورمت من البكي وكل ما تقوم بيغمي عليها تاني،أنا وداليا جانبها من ساعة ما مشيت بحاول أهديها بس فشلت .
تحطم قلبه لسماع ما يقول فقال بألم_أفتح الكاميرا وأقرب التلفون منها ..
كاد بالحديث ولكن لهجته جعلته ينصاع له على الفور، ولج لغرفتها فجذب داليا الغافلة من جوارها،ثم وضعها على الأريكة حتى لا تظهر بالكاميرا بغير حجابها وملابسها المتحررة، داثرها بالغطاء جيداً ثم توجه لأسيل التى تحتضن قميص أحمد الذي كان يرتديه قبل أن يبدل ثيابه، سلط الكاميرا عليها لتنقل له صورتها، عينان متورمتان من أثر الدموع، منكمشتة على ذاتها بخوف وتتعلق بقميصه بجنون،رفع يديه يلامس شاشة هاتفه بدمعة ألم هبطت حينما راى معشوقته هكذا،لمست أصابعة شاشة هاتفه الحاحز بينه وبينها فأغلق عيناه بقوة كأنه يحاول حجب آلامه بقوة،مرت دقائق عليه كانت كالخناجر الحدة ...أنهى المكالمة سريعاً حتى لا يضعف أمام رؤياها، حزن جاسم لأجله للغاية حتى شقيقته يتألم لأجلها، مرر يديه على خصلات شعرها المتمرد على عيناها ...
فتحت عيناها بصعوبة لتجد أخيها لجوارها،أشارت له بدموع_أحمد ...
جذبها برفق لأحضانه لتتعال شهقات بكائها بألم وهى تقول برجاء_عايزة أحمد يا جاسم ..هعتذرله والله وهقوله مش هعمل كدا تاني ..
تكور الدمع بعيناه وهو يراها هكذا فقال بثبات _هيرجع يا أسيل والله هيرجع ...
صرخت بدموع فشدد من أحتضانها حتى غفلت مجدداً بأحضانه،وضعها بالفراش ومسد على شعرها بحنان،أستمع لشهقات بكاء خافتة تأتي من خلفه،أستدار ليجد زوجته تتابعهما بحزن ودموع تسرى بأنفعال، نهضت عن الاريكة فأقتربت منهم قائلة وعيناها صوب أسيل_ما تكلمه يا جاسم خليه يرجع ..
إبتسم بسخرية _وتفتكري ما حاولتش؟! ..
ثم نهض ليقف أمامها _يلا روحي أنتِ أرتاحي فى أوضتك وأنا هفضل جانبها هنا ..
كادت بالأعتراض فقبل رأسها بلهجة أمرة_روحي عشان البيبي محتاج راحة هنا مش هتأخدى راحتك ..
أشارت له بتفهم وأرتدت أسدالها ثم توجهت للغرفة أم جاسم فخلع جاكيته وقرب المقعد منها ليغفل عليه هو الأخر بتعب ...مرت الدقائق ليقطعها صوت بكاء وشهقات أسيل وهى تصرخ بجنون بأسمه، نهض ليجلس جوارها على الفراش فأحتضنها لتسرى دموعه رغماً عنه فلأول مرة يراها بهذا الضعف! ...
غفلت بين ذراعيه وغفل هو الأخر من شدة أرهاقه ...
فتح الباب ببطء وولج للداخل ليقف أمام الفراش ببسمة بسيطة،رفع يديه يداثرهما جيداً وهو يتأمل تشبثها بأخيها،جلس أدهم بجانب الفراش يتأملهم ببسمة هادئة ثم طبع قبلة على جبين إبنته ومسد بيديه بحنان على خصلات شعر جاسم ثم أطفي الضوء وخرج بصمت ...
صعد حازم هو الأخر لغرفته فتخطي الدرج ليجدها تهرول إليه بلهفة _حازم ..
أستدار ليجدها تقف أمامه بأرتباك،تطلع لها بأستغراب ثم رفع ساعة يديه ليجدها الخامسة صباحاً فقال بتعجب _لسه صاحية؟ ..
أجابته وهى نخفي خصلات شعرها المتمردة من أسفل الحجاب الموضوع بأهمال_هنام أزاي وأنت لسه صاحي وقاعد تحت كدا! ..
تأملها بنظرات مطولة فكأنها شعرت بفكره فخرجت بالوقت المناسب له،تذكر كلمات جاسم له عن الثقة فأقترب منها ببسمة ساحرة _طب منزلتيش ليه مدام مرقباني من فوق! ..
أجابته بتلقائية _الوقت متأخر أوي وأتحرجت حد يشوفنا فى الوقت دا مع بعض ..
أقترب منها ببسمة تعلو وجهها وعيناه ممتلئة بآلاف الكلمات،تراجعت للخلف كرد فعل طبيعي على خطاه التى تقترب منها فتوقفت حينما لامس خصرها الحائط من خلفها وذراعيه من جوارها،رفعت عيناها إليه بخجل من قربه الشديد منها فقال وهو يتطلع لعيناها لتلفح أنفاسه وجهها _بتثقي فيا يا نسرين ؟ ..
إبتلعت ريقها بصعوبة من قربه المحمل بهلاك الرغبات فأكتفت بالأشارة له بصمت ليبتسم بخبث وهو يحرر حجابها ليتسقط أرضاً ومعه خصلات شعرها الفحمي ليحجب وجهها عنه كأنه يحميها من نظراته، رفع أطراف أصابعه يلامس خصلاتها ليشعر كأنه يمرر يديه على ريشاً من نعام،أغلقت عيناها بقوة فأقترب منها،رفعت يديه إليه بأستحياء_ أبعد ...
أجابها بهمساً ساخر_ليه ...مش بتثقفي فيا زي ما بتقولي ؟! ..
كرر كلماته وهو يقترب أكثر لتدفشه بخفة وتجذب حجابها لتداثر خصلاتها بخجل،تأملها ببسمة سخرية _فين الثقة اللي بتتكلمي عنها ؟ ..
وقفت امامه بضيق _أنت عارف أني بثق فيك جداً ..
أقترب منها بنظرة متفحصة لملامح وجهها_حتى لو قولتلك تباتي معايا فى أوضتي النهاردة ...
شهقت بخجل وهى تضع يدها على فمها من الصدمة، إبتسم وهو يتأمل تصرفها الطفولي فتوجه لغرفته بلمحة من الحزن_تصبحي على خير يا نسرين ...
وتركها وولج لغرفته كاد بغلق الباب ليجدها تدلف خلفه وتغلقه قائلة بثقة _بثق فيك أكتر من نفسي ...
تطلع لها بصدمة فلم يكن يتوقع هذا بأبسط أحلامه، تطلعت له بخجل وهو يتطلع لها بفيض من رغباته ليهزم شيطانه أخيراً وهو يبتعد عنها سريعاً ففتح باب الغرفة ودفشها للخارج بلطف ليستند على باب غرفته قائلاٍ بعذاب رغبته الجامحة_أمشي يا نسرين أنا مش واثق فى نفسي ..
تعالت ضحكاتها لتهمس وهى تستند على باب الغرفة من الخارج _مجنون ..
أجابها بأنفاساً حارقة _عارف ولو مبعدتيش من هنا هوريكي المجنون دا هيعمل أيه؟ ..
وما أن أنعي كلماته حتى هرولت لغرفتها بخوف وهى تهمس بضيق_وقح ..
لتجلس على فراشها ببسمة رقيقة وهى تتذكر لامساته وكلماته التى تسللت لقلبها العاشق بجنون ...
سطعت أشعة الشمس لتنير العالم من حولها ولكن مازال هناك مكان يحجبه الظلام بداخل قلوب العاشقين ...
بحديقة القصر الخارجية ..
خرجت تبحث عنه بفستانها الوردي لعلها تلقاه فوقعت عيناها علي هذا الوسيم الذي أسر روحها قبل أن يمتلك قلبها، حبات من العرق كانت تتناثر على عنقه،عيناه مثبتة بحرافية على الهدف من أمامه، كان يشير بيديه لعثمان رئيس حرس القصر فكان يضغط على اللوحة لتظهر من أمامه الاهداف واحدة تلو الاخرى فتقع أمامه ضريعاً لأثر ضربته المصوبة على رأس الهدف، نادته بأعلى صوت تمتلك فلم يتمكن من سماعها لما يرتديه على أذنه،صوت الرصاص جعلها ترتجف رعباً خاصة حينما تذكرت ماضيها المؤسف بين جدران تلك الغرفة ورؤيتها للسلاح الذي هددت به كثيراً،رفع السماعة من على أذنه ليصدم بشدة حينما أستمع لصوتها الباكي تردد بجنون _عدي ..كفايااا ...
أستدار ليجدها تنظر له بهلع فوضع سلاحه جانباً وأقترب منها مسرعاً_أنتِ هنا من أمتى؟ ...
أجابته بدموع غزيرة لا تتوقف وصوتها يشوبه العتاب _أنت عارف أني بخاف من صوت الرصاص ...
أحتضنها بحزن_معرفش والله أنك موجودة ..
قتل ببطء وهو يشعر برجفة جسدها وعيناها التى تتطلع للسلاح الموضوع لجواره فتركته وتوجهت للداخل ببكاء يطوفها فكلما حاولت النسيان والخطى للأمام أتى شيئاً ما وغمسها بظلام ماضيها،جذب السلاح وألقاه أرضاً ليدعسه بقدمياه بغضب بعدما تسبب بخوف معشوقته،جلس على أحد المقاعد بحزن وهو يتذكر خوفها فقذفه الفكر لقراراً سريع ليخرج هاتفه ويخبر العميد بأنه يريد الأستقالة من هذا العمل ولكنه قابله بالرفض التام فهمس ببسمة ثقة وهو يتأمل من يقف يتأمله بأهتمام من شرفة غرفته بالأعلى _مفيش غيرك اللي هيقدر يساعدني ...
بالأعلى ...
كان يقف ياسين الجارحي يراقب ما يحدث أمامه بثبات،صراخ رحمة وغضب عدي وتحطيم سلاحه بنفسه فأبتسم بدهاء لفهمه نظرات عدي وهو يتطلع له فكأنه سمع همسه ليقول بمكر_فى القرار دا بالذات مستعد أساعدك يا عدي ...
وإبتسم بثقة تلمع بعيناه المذهبة ...
بفيلا مازن ...
أنهى أرتداء ملابسه بفرحة عارمة فأخيراً سيجلب أخته بعد غيابها المطول، شعر بسعادة تكفى لعالم بأكمله فخرج يبحث عن مروج فأخبرته بالأمس بأنها ستأتي معه!...
وجدها تقف أمام الطاولة وتحذم شيئاً ما بداخل حقيبة صغيرة فوقف أمامها بأستغراب _بتعملي أيه يا مروج؟
أجابته بفزع وهى تحتصن جنينها _خضتني يا مازن ..
ثم أعتدلت بوقفتها ببسمة هادئة وهى تفتح العلبة فيطل أمامه طقم من الألماس الرقيق_أيه رأيك؟ ..
أجابها بذهول _جميل بس لأيه دا؟ ..
قالت بفرحة _لنهى مش معقول هبركلها خروجها من المستشفي كدا وبعدين دي أول مرة أتعرف عليها ...
تطلع لها بملامح صارمة _جبتي فلوسها منين؟ ..
تطلعت له بأرتباك لتخفيه بغضبها الجامح _يعني أيه يعني جبت فلوسها منين مأنت سيبلي فلوس ياما هكون سرقت مثلا؟ ..
أقترب منها بغضب _مفيش مبلغ أتسحبت من رصيدي يا مروج ...جبتي فلوسها منين ؟ ..
تطلعت له بخوف فهى تتذكر تحذيراته المشددة لها بالا تلجأ لحساباتها البنكية التى فتحها لها ياسين الجارحي مع الفتيات، قالت برعب وهى تبتلع ريقها بصعوبة _أنا اللي جبته يعني مش هحس بفرحة وأنا بدفع من فلوسك ..
تحاولت نظراته لجحيم من نيران غضبه فجذبها بغضب _مش أنا قولتلك قبل كدا الفلوس دي متجيش جانبها خااالص ثم أني فلوسي هي فلوسك ...
أجابته بأرتجاف_قول لنفسك يبقي فلوسي أنا كمان هي فلوسك ..
لكم الحائط من جوارها بغضب _متتحدنيش يا مروج أنتِ مش أدي صدقيني ...
تطلعت للأرض بدموع غزت وجهها فهي تعلم جيداً بأنها لن تتمكن منه زفر بغضب كأنه يحاول التحكم بذاته فقال بعدما هدأ قليلاٍ ليحاوطها بذراعيه _هو أنا مش راجل ومن حقي أصرف علي مراتي يا موجة ؟ ..
أشارت له بتأكيد فقال بحزن _طيب يرضيكي أحس أني قليل ؟ ..
أشارت له بالنفي فقال بنفس الهدوء_هتعديها تاني ؟ ..
أشارت له بلا فقال بثبات _جبتيه بكام ؟ ..
قالت بدموع _800الف جنية ...
أخرج من جيبه دفتر الشيكات الخاص به ثم دون المبلغ وقدمه لها فرفعت عيناها الممتلئة بالدموع إليه ليغزو قلبه، جذب الشيك أمام عيناها ببسمة هدوء _دا مش ليكي ..
تطلعت له بعدم فهم فقال ببسمته الفتاكة _تقدري تعملي بيهم عمل خيري أو تبني مسجد أعملي اللي تحبيه رمضان داخل وأكيد الخير أفعاله كتير ..
سعدت للغاية وتناولت منه الشيك بفرحة فجذبها برفق _يلا عشان أتاخرنا ...
أنصاعت ليديه الحنونة وهبط معه للسيارة فأبتسم براحة حينما تمكن من أقناعها بأسترداد المبلغ المخصص لها حتى وأن كان بما لجئ إليه ...
بغرفة أسيل ..
اخبرها رئيس الحرس عبر الهاتف بأن هناك من يريد رؤيتها،تعجبت للغاية حينما علمت بأنها أحدى الممرضات التابعة للمشفى الخاصة بالنساء وما زاد تعجبها حينما أخبرته بأن هناك أمراً هام يخصها، سمحت له بأن يدخلها وأتكأت على ذاتها لتهبط للأسفل لترى ماذا هناك؟ ..
أشارت لها بعملية _أتفضلي ..
جلست الممرضة تتأمل المكان بأعجاب شديد،عيناه تخطف النظرات هنا وهناك والفضول يكتسح معالم وجهها الي أن تقابلت نظراتها مع أسيل فقالت بحرج_أنا جاية من طرف سارة الله يرحمها لو تعرفيها ...
إبتلعت ريقها بصعوبة من أثر كلماتها لتقول بصدمة_هي توفت؟ ..
أجابته الممرضة بدموع لتقص لها بألم_أول مرة أشفق على حد من اللي دخلوا المستشفي كدا ...
ثم أزاحت دموعها وقالت وهى تخرج ظرف مطوي من حقيبتها السوداء_هي قبل ما تدخل العمليات طلبت مني طلب غريب ..
تطلعت لها أسيل بفضول فقالت _أدتني الظرف دا وقالتلي لو ربنا أخد بيدها هتاخده مني لو أمر الله نفذ أوصله لحضرتك ..
هوت دمعة من وجه أسيل فجذبت منها الظرف بيد مرتعشة لتستأذن الممرضة وتغادر لعملها،تطلعت للظرف من أمامها بأرتباك أنهته حينما فتحت محتوياته لتبدأ بقراءة ما دون به:-
_مش عارفة لما هتقرأي الكلام دا هكون عايشة ولا لا بس كل اللي أقدر أقولهولك هكتبه هنا يمكن ما أقدرتش أتكلم لما دخلتي علينا الأوضة لأنك مشيتي على طول بس أنا حبيت أتخلص من كل ذنوبي قبل ما أوجه رب كريم ومن ضمنهم أني مشلش ذنب حد ...أحمد متجوزنيش زي مأنتِ فاكرة أنا عارفة أنك زعلتي من فكرة أنه كان ممكن يتجوزني ويسجل بنتي بس هو تراجع فوراً وحتي وهو بيبلغني قراره أول مرة قالي كلام عمري ما هنساه قالي مراتي عندي أهم حاجة فانا لو بساعدك فدا لأني شوفت فيكي أخواتي البنات وبعد كدا أتوصلنا لحل أني أتجوز الشخص اللي غلطت معاه وأسجل البنت وبعدين يطلقني دا كان الحل الأمثل ..مش عايزكي تزعل مني أنا والله ماليا حد فى الدنيا حتى ماما ماتت زعلانه مني بعد ما أكتشفت الحقيقة ملقتش اللي يقف جانبي غير احمد وأنا زي الغريق اللي بتعلق بأبره صدقيني أحمد ليا أخ وأنا ليه أخت مفيش بينا حاجه حتى لو انا كان عندي فى يوم من الايام مشاعر نحيته فماتت أول ما شافت كمية الحب اللي فى عيونه ليكي أنا مش بكدب باي حرف صدقيني مش هتجرأ اكدب وأنا على حافة الموت ...كل اللي طالبه منك متحرميش بنتي أنها أحمد يربيها متحرمهاش أنها تتربى كويس ويكون لها لقمة كويسة ولبس كويس ...أرجوكي متعاقبيش بنتي على جريمة أنا اللي عملتها...
سقطت الرسالة أرضاً فهى تعلم بأنه برئ من أبناء أعمامها ولكن كلماتها مزقت ما تبقى من قلب أسيل أم تتوسل لأجل إبنتها وهى تعلم بأنها لن تنجو ! ...تتوسل لأجل يتيمة كادت أسيل بألقاها خارج القصر من فرط غيرتها عليه! ...
لم تحتمل أسيل صورتها البشعة التى تتخيل أمامها فصارت تحطم كل ما أمامها بغضب،دفشت المزهرية لتسقط أرضاً ثم الطاولة ويليها مزهرية أخرى وهى تصرخ بجنون _لااا ..أنا مش كدااا ...
صرخت ورمت بذاتها وسط الزجاج المنثور تبكي بضعف وأنهيار ليأتي عدي من الخارج سريعاً وهكذا من بالقصر، ألتقطت قطعة صغيرة من الزجاج وقربتها من يدها بصمتٍ رهيب لأنهاء هذا العذاب،صرخت شذا بها وكذلك أدهم الذي امرها بترك ما بيدها على الحال ولكنها كانت تستمع لصوتٍ أخر يتردد بذهنها:-
أوعي تفقدي ثقتك فيا فى يوم يا أسيل صدقيني مش هيكون فى أحمد تاني ..هنتهي ..
أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك فاهمه ...
أنت بني أدم كدااب ومخادع خدعتني وأتجوزت عليا ووهمتني أنك بتحبني وأنت أحقر ما يكون...
لا البنت دي هتخرج من القصر فوراً...
لازم يعمل التحاليل وساعتها بس هصدق اذا كان برئ ولا لا...
تأججت تلك الذكريات برأسها لتنهي آنينها بأن شددت على الزجاج ليدثر الدماء أرضاً ومعه صدمات وصراخات من حولها،أغلقت عيناها بأستسلام ففتحتها بضعف لتجد أبيها يحملها ويهرول لسيارته ثم أغلقتها وفنحتهما بعد ذلك لتجد ذاتها بغرفة العمليات وحولها أطباء يلتفون من حولها بفزع رددت أخر همساتها قبل أن تفقد وعيها _أحمد...
نهض مسرعاً يلهث بشدة فجذب المياه ليرتشف بضع قطرات ليزيل ريقه الجاف، رن هاتفه فجذبه بنوم ليجد أدهم من يطلبه، ردد بذهول _عمي! ..
رفع الهاتف بهدوء _أهلا يا عمي ..
أتاه صوت أدهم الباكي _أنا ساندتك كتيير أوى يا أحمد بس المرادي لااا لو بنتي جرلها حاجة مش هسمحك عمري كله حتى وأنا عارف أنها اللي غلطانه ...
وأغلق الهاتف حتى لا يفقد أعصابه أكثر من ذلك ولكنه زرع سكاكين حاده بجسده ليصيح بفزع_أسيل مااالها ؟ ..
لم يجيبه فأخرج رقم عديالذي أجابه بعد ثواني معدودة قائلاٍ برعب بحديثه _أسيل فين يا عدي؟ .
أجابه بتماسك_حاولت تنتحر ...أحنا فى المستشفي ياريت تيجي بأقرب وقت ..
توقف قلبه عن النبض ...شعر ببرودة تحتجز جسده ليهرول لخزانته بتوتر لم يتمكن من السيطرة على أعصابه فدفش الهاتف بغضب_ليييه يا أسيل لييييه مصممه دايماً تكسريني ليييه ...
وكبح غضبه بصعوبة ليرتدي ثيابه على عجلة من أمره ثم هرول مسرعاً للمطار ...
بالمشفى ...
عاونتها مروج على أرتداء ملابسها فأحبتها نهى للغاية حتى أنها أبدت برأيها لأخيها عن زوجته الراقية،طافها سحابة من الحزن وهى تغادر معه تاركة من خلفها قلبها الذي يرفرف عالياً فأخبرها بأنه سيزورهم قريباً وبأنه موافق على زواجها منه ...
مرت الساعات على الجميع بتثاقل حتى أطمئنوا عليها فغادر البعض للقصر وتبقى البعض الأخر بالمشفي، فتحت عيناها بضعف والأستسلام يسكن بعيناها، أقترب منها أبيها مسرعاً قائلاٍ بزعل _كدا يا أسيل تخصيني عليكِ كدا ...
لم تجيبه وظلت صامتة للغاية فأشار له ياسين بأن يصمت ثم قال بثبات _وكدا حل لمشاكلك؟ ..
تطلعت له أسيل بدموع فأقترب ليجلس جوارها _لو أغلب المشاكل حلها الموت كان العالم بقى مجزرة يا أسيل ..وبعدين عايزة تقابلي ربنا وأنتِ غضباه؟ ..
أنفجرت بالبكاء على أخر كلماته لتندس بأحضانه تبكي بجنون، أحتضنها ياسين بحزن على حالها حتى هدأت تمام وسبحت بنوماً هنيئ فوضعها على الفراش برفق ثم خرج بصحبة أدهم للخارج ...
بالقصر ...
كانت تالين تحتضن الطفلة الصغيرة ببكاء كلما نظرت بأمرها، ولج حمزة لغرفتها ليجدهت على نفس الحال فزفر بضيق_وبعدين بقى يا تالين هتفصلي كدا كتير ...
أجابته وهى تحتضنها بدموع_صعبانه عليا أوي يا حمزة ملحقتش تشوف أمها حتى أبوها سجلها بالعافية بأسمه وخد الفلوس ومشي من غير ما حتى يهتم هى عايشة ولا ميتة ..
وضع يديه على رأس الصغيرة بألم _لسه ياما هتشوفي لازم تكوني اقوى من كدا ثم أنك مش مقصرة معاها فى حاجه يعني أحمدي ربنا أنها وقعت معاكي ...
إبتسمت بحزن على حديثه فأحتضنتها بشدة _دا طلب أحمد وأنا مستحيل منفذلوش طلب أنا كمان حبتها أوي ..
أحتضانهم معاً ببسمة عذباء ثم غادر ليرى أسيل بعدما علم بما حدث ...
خرجت من غرفتها باكية على ما حدث لأسيل فتوجهت لغرفة رحمة بحزن، جلست أمامها بدموع_مفيش أخبار عنها يا رحمة .
أشارت لها بحزن هي الأخرى فبكت مجدداً لتعنفها رحمة بغضب_ يا بنتي كفايا عياط أنتِ حامل ..
أجابتها بدموع_ صعبانه عليا أوي ..
هوت دمعة من عين رحمة قائلة بحزن_مين سمعك أنا كمان حزينة عليها أوى هى غلطت أه بس أي واحدة مكانها كانت هتعمل كدا وأكتر ...
صفنت نور قليلاٍ بحديثها فلم تتمكن من التفكير فقط من أن تضع ذاتها محلها،نهضت رحمة قائلة ببسمة بسيطة_ هجبلك عصير ...
أشارت لها بأمتنان فهى بحاجة له،توجهت رحمة لبراد الغرفة فأنحنت لتخرج العصائر وأستدرات لتشهق بفزع حينما رأت عدي أمام عيناها، تطلعت له بأستغراب _عدي رجعت أمته؟ ..
جذبها من خصرها لأحضانه _مقدرتش أكون فى مكان وأنا بفكر فيكِ وفى زعلك مني يا رحمة .
أغلقت عيناها بقوة من لمساته الحنونه،رفع وجهها له حتى تراه جيداً قائلاٍ بنبرة يغلفها العشق_أسف يا روحي أنا فعلا مأخدتش بالي أنك كنتِ موجودة ..
وقفت كالبلهاء أمام عيناه المذهبة،شعرت بأنها تنسحب ببطء لداخلهما أقترب منها ليستند بجبينه على جبينها قائلاٍ ببسمته الفتاكة_تعرفي أن شغلي كان أفضل حاجة عندي وأتخليت عنه عشانك ..
لم تتمكن من سماع كلماته جيداً فقربه منها جعلها كالصنم المتحجر تنظر له بدون أي رد فعل، أسترسل حديثه مجدداً_ مقدرتش أنسى شكلك وأنتِ خايفة من السلاح اللي فى ايدي عمري ما هقدر أمارس شغلي والنظرات دي معايا ...أختارتك أنتِ يا رحمة أختارتك عن ثقة أنك دايماً أول أختيار فى حياتي ...أنتِ ملكتي كياني وروحي وقلبي وكل حاجة جوايا ...
تلون وجهها بحمرة الخجل فحاولت أن تترجع للخلف قليلاٍ ولكن يديه محكمة حول خصرها والأخرى بين خصلات شعرها تقربها منه، تناست من تجلس خلفهم بحرج حتى عدي لم يراها منذ دلوفه للغرفة، سقطت علبة العصير من يدها فجعلتها تستيقظ فدفشت عدي بخجل وهى تنظر لنور التى كادت بالخروج من الغرفة بوجهاً متورد مما أستمعت له ورأته ...أنتبه لها عدي فتطلعت له رحمة بنظرات نارية فأبتسم بخفة وهو يقترب من نور قائلاٍ بهدوء لتلطيف الأجواء_أزيك يا نور ...
قالت بخجل وصوتٍ يكاد يكون مسموع_الحمد لله... تمام...
أشار لها ببسمة هادئة _رايحة فين أقعدي..
رفعت عيناها لرحمة التى أصبح وجهها كحبات الكرز _لا أنا كنت راجعة أرتاح شوية...
أشار لها بتصميم _أقعدي أرتاحي مع رحمة أنا هغير ونازل ...
أشارت له بهدوء فولج للغرفة الخاصة بالثياب ومتعلقاته الشخصية وهو يغمز بطرف عيناه لرحمة التى ودت قتله لأحراجها، ألتقطت العصائر ثم أقتربت منها لتراها تكبت ضحكاتها بصعوبة، رمقتها بغضب فقالت بمرح_مكنتي ملاك من شوية ..
أجابتها بحدة_نورر ..
لم تتمكن من أيقاف الضحك فجذبت رحمة الوسادة وألقتها بوجهها لتلتقطها وبسماتها تتعالى لتبدأ بينهم المشاجرات بالوسادات، خرج عدى متألق ببنطال أسود اللون وقميص أبيض يبرز جسده القوي ...مشمر عن ساعديه ومصفف شعره جيداً، خرج ليصعق مما رأه حينما رأهم بسماتهم تتعالي وكلا منهم تضرب الأخرى بوسادة على جسدها، توقفوا معاً بصدمة حينما رأوا عدي يرمقهم بنظرات ساخرة ليقطعها ببسمة هادئة وهو يهم بالخروج _متنسيش أن نور حامل يا روحي الضرب يكون بالراحة ...
وغمز لهم وهو يغلق الباب لتتعالى ضحكات رحمة وتزمجر نور بغضب _جوزك موافق أنك تضربيني ...
أشارت لها بغرور مصطنع_حبيبي على طول موافق على أيه حاجة أعملها ...
وأستكملت ما تفعله بالوسادة لتتعالى ضحكات نور ورحمة معاً ...
تطلعت للدبلة التى تحاوط أصابعها،فكانت تلهو بها بحزن، رفعت عيناها على جانب الغرفة لتجده يجلس أمامها، إبتسمت إبتسامة حزينة وهى تتأمله ثم عادت لتعبث بدبلتها مجدداً قائلة بدموع تسرى على وجهها _حتى فى خيالي بصورك أدامي يا أحمد ...
وأغلقت عيناها تبكي بقوة فأبتسم قائلاٍ بصوته الذي حطم الخيال للواقع_بس أنا جانبك يا أسيل ...
صعقت من صوته الذي تستمع إليه فتناست ما بها وأستندت على ذراعها لتصرخ ألماً فأسرع إليها ليحاوطها بالوسادة من خلفها، تطلعت له بصدمة وهو يتأملها بصمت محاولاٍ رسم بسمة صغيرة بالكاد فعلها، رفعت يدها بصدمة لصدره فتلامست به لتعلم بأنه حقيقة فبكت بقوة وألقت بذاتها بأحضانه قائلة بدموع _أنا أسفة يا أحمد أنا أسفة ..
أغلق عيناه بقوة يحاول كبح جراحه فحاول رفع يديه ليحتويها ولكن كان هناك حاجز لم يقوي أحمد على تحطميه، أعاد يديه عنها وتركها تحتضنه فأغلق عيناه يتحمل هذا الألم اللعين بذهول فكيف لقربها ألماً بعد أن كان أسما الأمنيات؟!..
لم يعد يحتمل شدة الألم فجذبها برفق بعيداً عنه لتنظر إليه بدموع فقال بتماسك_ليه عاملتي كدا يا أسيل ..
أجابته وهى تتطلع لعيناه بدموع _كنت خايفة أخسرك ..
أجابها بهدوء_وكدا مخسرتنيش؟! ..
وضعت عيناها أرضاً تبكي بقلة حيلة فرفع وجهها مجدداً قائلاٍ بصوتٍ محتقن من الآلآم_أفهمي يا أسيل أنا مبعدتش عنك بمزاجي أنا فعلا مش أقدر أكون قريب صدقيني دا غصب عني ...
سقطت دمعاتها بحسرة ليكمل حديثه بحزن _أنا بس محتاج وقت وصدقيني أنا اللي هرجع من نفسي ...
ظلت تتأمله بنظرة مطولة لتجد عيناه مغلفة بالآلآم،صوته ينقل لها ما يشعر به فأشارت له بهدوء بموافقتها على أن يبتعد قليلاٍ حتى يقوى على العودة، أشارت له بنعم وبداخلها آلاف الصرخات بلا ...لا تبتعد ...لا تتركني ...ولكنها أخطأت وعليها أن تدفع الثمن، زفر بقوة كأنه يخرج أحمال ثقيلة من على صدره ثم تمسك بيدها سريعاً_أوعديني لحد ما دا يحصل متكرريش اللي عملتيه دا تاني ...
رفعت عيناها له تتشبع برؤياه قبل أن يتركها مجدداً ...كانت تتعمد الصمت قبل أن تجيبه ليظل لجوارها قليل من الوقت، أما هو فقلبه يعتصر ألماً أراد البقاء ولكنه لم يتمكن محاربة هذا الشعور المريب الذي يحاربه ...
طال صمتها لتقول بصوتٍ موجوع_أوعدك ...
أكتفى ببسمة صغيرة ونهض ليرحل ولكنه أستدار قائلاٍ بنبرة ذات مغزى_أنتِ وعدتيني يا أسيل ...
وخرج أحمد متوجهاً سريعاً للمطار قبل أن يفقد شجاعته الذائفة كأنه يريد أن يتمم شيئاً ما بأبتعاده عنها ...
مر أسبوعين كاملين على لقائهم مرت فيهم الأيام عليها مذابهة ولكن مع جديد أخر يذكر وهو تقربها الشديد من الطفلة الصغيرة ليان عشقتها أسيل للغاية فكانت تخرج كل يوم لشراء ملابس إليها حتى أنها نقلت فراشها الصغير لغرفتها، كان أحمد يراها كل يوم على هاتف جاسم الذي كان يسرق لها بعض اللقطات مع الرضيعة ...فزادت سعاته أضعافاً وهو يراها تهتم بالصغيرة وتدعبها لذا فما أراده قد تحقق أراد أن تقترب منها لشعورها بالذنب أولاٍ ثم تتعلق بها حباً وتكون أماً لها فربما لا تعلم أنها بما فعلته ستنال أمنية عزيزة على قلبها ! ...
بفيلا مازن ..
هرولت إليه بسعادة فأحتضنها بأشتياق ...
نهي بغضب_ من يوم ما كتبنا الكتاب وحضرتك مش بتظهر خالص ...
أجابها ببسمة هادئة _غصب عني يا حبيبتي كنت بختار الشقة اللي هنتجوز فيها ..
رمقته بنظرة غاضبة _وأنا مش من حقي أختار ولا أيه؟ ..
أجابها آسلام سريعاً _لا طبعاً من حقك وأنا أختارت أفضل تلات شقق وقولت هجيبك تختاري منهم عشان متلفيش أكتر من كدا وتتعبي ...
إبتسمت بخجل فقال بمشاكسة _ملاك بريء يا ناس مامتي اللي كانت بتشكلني الوقتي ...
لكمته بغضب فتعالت ضحكاته فقالت بأرتباك وهى تفرك يدها _أنا كنت عايزة أقولك أني مش هختار شقة من دول ..
أجابها بأستغراب _ليه بقى أن شاء الله ...
قالت بغرور _أنا هقعد ما ماما فى فيلاتها ...
ضيق عيناه بأستغراب _ماما مين؟ ..
أشارت له بأتجاه غرفة الضيوف لتظهر عائلته من خلفها ولجوارهم تقف مروج ومازن ببسمة هادئة، أقترب منهم ببطء كأنه يحاول أستيعاب ما يحدث ليحتضن أبيه وأمه بفرحة كبيرة ليعلم منهم أن مازن من داعهم لهنا وهو من شرح لهم تغيره الملحوظ ...
وقف أمامه ببسمة هادئة ولمعة تسرى بعيناه _مش عارف أشكرك أزاي يا مازن ..
رفع يديه على كتفيه ببسمة هادئة_مفيش أخ بيشكر أخوه ...
إبتسم بفرحة فأسترسل حديثه بمرح_أنت هتعيط ولا أيه لا أجمد كدا ومتبقاش خرع لا أنا هخاف على البت كدا ومش هجوزهالك ..
أجابه بحدة _عشان كنت قتلتك وقتلت نفسي وقتلتها ..
مازن بخوف مصطنع_ميبقاش قلبك أسود يا جدع كلمتين هزار وراحوا لحال سبيلهم ..
تعالت الضحكات بينهما ليحتضنوا بعضهم البعض بسعادة ...
بقصر الجارحي ...
هبط جاسم مسرعاً خلفها _يا داليا أعقلي يا داليا والله ما قصدت ...
أجابته بحدة _أنت تخرس خااالص مش عايزة أسمع صوتك ..
رائد بغضب _فى أيه على الصبح؟ ..
داليا بغضب _الاستاذ بيقولي تعالي نولدك فى السابع عشان تلحقي تعملي ريجيم قاسي ليه شايفني معتش أدخل من الباب؟! ..
كبت ياسين ضحكاته بصعوبة وتناول فطاره بصمت بينما صاح عمر بغضب_معتش ورانا غير مشاكل أستاذ جاسم ..
جاسم بغضب _أخرس يا ذفت ثم قال لرائد بنفي_وعهد الله كنت بهزر معاها وأختك اللي على طول بتقفش ..
نهض رائد عن طاولة الطعام ليجذبه من ملابسه كمن يجذب لصاً_ وما أنت عارف أنها بتقفش على طول بتهزر ليه معها ؟ ..
أجابه بغضب_ودا مش حقي كزوج ولا أيه؟ ..
تطلع له حازم بسخرية _حقك وحق أخوها برضو يربيك أديله يا واد يا رائد الواد دا مفرود علينا بعضلاته النفخ دي ...
ياسين بهدوء وهى يقرب الملعقة من فمه _بلاش أنت يا حازم ...
لم يفهم مغزي ما يقوله ياسين فقال بغضب _اتطلقي منه يا بت يا داليا وأرتاحي ص...
بترت كلماته حينما لكمه بغضب ليعلم الآن ما كان يقصده ياسين ...
صاح بغضب وهو يتبادل معه باللكمات _يخربيتك ما الكل بيتكلم هى يعني جيت على قرمط الغلبان! ..
جاسم بغضب _أهو كدا أن كان عاجبك ...
تعالت ضحكات داليا قائلة بدلال _خلاص يا جاسم سيبه أنا سمحتك خلاص ..
حازم بسخرية _لا بنت بلد بصحيح ..
عمر بسخرية _مش على طول كدا يا داليا أتقلي حبتين ..
أجابته بتفكير _رايك كدا يا عمر ؟ ..
أشار لها بتأكيد ليغمز بعيناه لجاسم الغاضب_من رأيي تنزلي لبابا تحت وتقوليله على كل مصايبه هيتأدب معاكِ أدب شرعي ...
رفعت يدها على رأسها بتفكير _رأيك كدا؟ ..
أشار لها بكتفيه وهم بالصعود للدرج غامزاً بعيناه لجاسم الذي توعد له برد الصاع فلحق بها بكلماته العذباء فغيرت رأيها وصعدت معه، أما جاسم فقال بصوتٍ مسموع _ماشي يا عمر ..
وما أن أنهى كلماته حتى رأى نور تدلف من الخارج فأشار لها ببسمة هادئة _أزيك يا نور ..
أقتربت من الطاولة فأبتسم ياسين على دهاء جاسم فراقب بصمت ما سيحدث ..
قالت ببسمة رقيقة _الحمد لله ..تمام ..
وقف أمامها بحزن مصطنع_يارب دايماً تكوني بخير بس أشك ...
تطلعت له بعدم فهم _ليه؟ ..
أجابها بمكر _هتكوني بخير أزاي وعمر جوزك مقضيها بالشركات ...
تبدلت نظراتها للغضب _مقضيها أزاااي ؟ .
رائد بصوت منخفض_حيوان ...
جلس على الطاولة ببراءة_لا سيبك دانا بهزر معاكِ ..
أقتربت منه نور بغضب _كمل كلامك يا جاسم عمر مقضيها أزاي؟
أجابها بهدوء_مع السكرتارية اللي هناك وأتا أقوله يا ابني حرام عليك دول زي أخواتك البنات يقولي أبداً دول صاروخ أرض جوي حتى أسالي ياسين .
كبت ضحكاته بصعوبة ليشير لها بعدم معرفته بشيء وراقبهم بصمت، قالت بغضب _بقى هو كداااا ...
حازم بصدمة _نهار أسوح الدوك يطلع منه كل داا ..
ترك رائد الطاولة بسخرية على تصديق حازم للافعى المتحدثة ففضل الأنسحاب لرؤية زوجته بصمت ..
جاسم بنأكيد _وأبو كدا كمان ..دا هو دا السبب أنه بيجي المقر بعد ما بيخلص شغله فى المستشفي ...أنا لو منك أنزل لياسين الجارحي حالا وأقوله تعالى شوف عمايل أبنك ..
لمعت عيناها بكثير من الافكار فتركته وأندفعت لغرفتها كالعاصفة المتأججة أما جاسم فتعالت ضحكاته قائلاٍ بمكر_هنشوف مين هيشتكي مين يا دوك ..
بالأعلى ...
صاحت بغضب_وهو هيكدب ليييه أنت اللي بتكدب عليا ..
جذبها عمر بذهول _هتكدبيني وتصدقيه ..
_أه ووسع بقى ...
قالتها بحدة فقال بأستغراب_راحة فين ؟ ..
أجابته بمكر _هنزل أشتكي لأنكل ياسين عشان يجبلي حقي منك ..
جذبها بقوة _ أنكل ياسين أيه بس اعقلي يا نور بلاش جنان ..
رمقته بصدمة _وبتمد أيدك عليا دانت ليلتك سودة ..
رفع يديه بصدمة _فين دااا ..أنتِ مجنونه ! ..
تركته وهبطت للأسفل وهو بصدمة من أمره ...
بغرفة عدي...
كان يجلس على مقعده بأسترخاء يقرأ فى أحد الكتب المفضلة لديه إلي أن قطع جلسته صوتٍ مزعج للغاية
_ألحقني يا عدي ...
تفوه بها عمر بعد أن أقتحم غرفته الشخصية، نهض عن مقعده حينما رأى أخيه يهرول للداخل،أقترب منه بأستغراب_فى أيه؟ ..
أجابه وعيناه تتفحص الغرفة لينقي ما يناسبه_خبيني بسرعة الله يكرمك ...
وتركه وأسرع للخزانة فوجدها لا تناسبه،جذبه عدي بغضب_ما تقولي فى أيه؟ ..
قال بضيق_نور ..
ضيق عيناه بذهول_مالها؟! ..
صرخ بوجهه_راحة تشتكيني ولمين بقااااا لياسين الجارحي ..
كبت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث_ هببت أيه؟ ..
أجابه بعدم أندس أسفل الفراش_مش أنا الحيوانجاسم قليت معاه فعمل فيا مقلب زبالة وقالها أني مقضيها بالمقر ...
تطلع له دون فهم_مقضيها أزاي؟ ..
أخرج رأسه من أسفل الفراش_يعني مقضيها مزز وخمور وخريبها ...
كاد بأن يجيبه ولكن أندس عمر مجدداً بخوف وهو يشير له بأن يتطلع خلفه وبالفعل أستدار ليجد ياسين الجارحي يقف أمامه ...ذراعيه بجيب سرواله ...نظراته مسلطة عليه بثبات ...
أقترب منه عدي قائلاٍ بهدوء_فى حاجة يا بابا؟ ..
أختار أن يلازم الصمت قليلاٍ ليقطعه بنفس لهجة عدي_لما أنت أخدت قرار أخير ليه عايزني أشارك فيه ..
تطلع له عدي بأعجاب فدخل بصلب الحديث دون أن يسأله لما وضع الورقة وسط الملفات التى ستختم بيديه فقال ببسمة هادئة_لان قراري المرادي صعب بس عارف أنه بمساعدة حضرتك هيكون أمر هايف ...
طالت نظراته عليه ليقول بثبات_سبب الثقة ؟ ..
أجابه بعدما دس يديه بجيب سرواله ليكون نسخة متطابقة له_لأن مفيش حد هيقدر يرفض لياسين الجارحي طلب وأولهم العميد...
ظهرت شبح بسمة على وجهه قائلاٍ بهدوء_عجبتني ..
أشار له بعيناه بخفة فأبتسم ياسين وتوجه للمغادرة ثم أستدار اليه بغموض_أه نسيت ..هات أخوك وحصلني بالمكتب ..
وكان يتحدث مشيراً على مكان عمر ...غادر ياسين فتطل عمر من أسفل الفراش بصدمة فتعالت ضحكات عدي بعدم تصديق ...
هبطوا للأسفل خلفه ليجدوا الشباب بأكملهم بالداخل، تعجبوا للغاية فقال ياسين بهدوء_أحمد عامل ايه؟ ..
أجابه ياسين بحزن_بخير ..
أشار له بثبات _مفيش جديد؟ ..
جاسم بهدوء_لا يا عمي مرضاش يرجع برضو ..
تطلع لهم نظرة غامضة _هيرجع ...
عدي بهدوء_ حضرتك جمعتنا ليه؟ ..
أجابه ببسمة هادئة وعيناه على باب مكتبه_لسه ما أكتملتوش ..
تطلعوا لبعضهم البعض بأستغراب فولج الفتيات للداخل ويتابعهما يحيى وحمزة ورعد وأدهم وعز ليبتسم قائلاٍ بثبات _كدا أكتملتم ..
ثم أخرج عدد من الملفات ليضعها أمامهم فأخذ كلا منهم ملف بأستغراب ...
عمر بذهول_دا ايه؟ ..
أجابه ياسين بعدما وزع نظراته بينهما بثبات _نصيب كل واحد فيكم من التركة ...
تطلعوا لبعضهم البعض حتى الفتيات لتحل الصدمة الوجوه، قال يحيى ببسمة هادئة _مش حابين يحصل مشاكل بينكم فى يوم من الأيام عشان كدا وزعنا كل حاحه ما بينكم بالتساوي ..
عز بهدوء_وعشان تكونوا بحريتكم تشتغلوا زي ما تحبوا وتعملوا اللي تحبوه مش هنجبركم تشتغلوا فى مجالنا ..
بقوا صامتين للغاية فقال رعد_أحنا أخدنا القرار دا من فترة بس قبل ما نبلغكم بيه ياسين رفض والسبب عرفناه دلوقتي انه نزل البنات وعمر وعدي الشركات الأول ...
حمزة بهدوء_مش عارف بصراحة أستفاد أيه من الحركة دي بس فى النهاية أحنا قررنا نوزع بنفسنا التركة عشان ميجيش يوم وتخسروا ?...
حمزة بهدوء_مش عارف بصراحة أستفاد أيه من الحركة دي بس فى النهاية أحنا قررنا نوزع بنفسنا التركة عشان ميجيش يوم وتخسروا بعض ..
رائد بصدمة _هو اللي بينا أملاك وبس! ..
عمر بغضب_أنا أسف بس أنا مش مع قرار حضراتكم ومش هطبقه أبداً ..
ياسين بأستغراب _ مش مصدق بجد أنكم بتعملوا كدا الوقتي بعد ما جمعتونا ...
معتز وهو يضع الملف أمام ياسين_أنا بعتذر بس أنا مش موافق ...
وضع جاسم الملف هو الأخر بغضب _أنا ميهمنيش الأملاك أنا يهمني أننا نكون مع بعض وفى دهر بعض ...
حازم بضيق_مقدرش أتخيل نفسي من غير ولاد عمامي ...
ووضع الملف هو الأخر، أما عدي فجمع الملفات الموضوعة أمام أبيه ثم فتح المدفأة ليضعهما بها فتنحرق أمام الجميع، تطلع له الجميع بأعحاب على شجاعته فهما أكتفوا بالحديث أما هو فأبدى بالفعل ..
تطلعوا جميعاً لياسين المبتسم براحة لنجاح مخططه وهو يراهم كتلة واحدة صعب تفريقهم...
إبتسم يحيى وعز وهما يتأملون ردود الأفعال المنتظرة فوقف ياسين يتأملهم ببسمة هادئة زرعت الذهول بالعقول، أقتربت الفتيات ببسمات هادئة فقالت رانيا بفرحة _الفرصة اللي حضرتك قدمتهالنا كانت من دهب رائد فعلا أتغير ...
شروق بتأكيد _أنا بشكر حضرتك يا عمي معتز مبقاش يكمل يومه فى الشغل من غير ما يكلمني .
داليا بخجل_وأنا جاسم لو مردتش على مكالماته بيجيني جري ..
نور بخفة _وأنا كمان يا أنكل هو أينعم لسه عامل جريمة بس أتغير للأحسن ...
نسرين ببسمة واسعة _وأنا حازم بقي يقدر يفرق بين هزاره والجد ..
كان الشباب يستمعون لما يحدث بصدمة كبيرة فتطلع ياسين لرحمة التى أحمر وجهها خجلاٍ وعيناها تفترش الأرض فتلك الرقيقة تسرق القلوب بحيائها المتورد ورقتها المعهودة ..
ياسين ببسمة هادئة _وأنتِ يا رحمة؟ .
أجابته بخجل _عدي أتغير ...شكراً لحضرتك ...
رانيا ببسمة هادئة _بعد ما حققنا اللي عايزنه مش هننزل الشركات تاني ..
كبت يحيى ورعد ضحكاتهم على منظر الشباب فكانوا بصدمة من أمرهم فقال عدي بذهول _هو فى أيه بالظبط؟! ...
رعد ببسمة مكر_فى أن لما الشكاوي كترت منكم ياسين نزل البنات الشركات عشان كل واحد يبقي جانبه نصه التاني بحيث ميقدرش يكمل يومه من غيرها ...
غمز عز بعيناه_يعني من الأخر تعليم الدرس الأساسي أن زوجتك جزء أساسي وأهم من شغلك ..
تعالت الضحكات والشباب يتطلعون لبعضهم البعض بصدمة ..
بغرفة أسيل ..
أحتضنت صغيرتها بحنان قائلة بدموع_تعرفي أن بابا وحشني أوي ...
هو قالي أنه هيرجع بس خلف وعده ...
وتهاوت دمعة فارة من عيناها لتقول بأنكسار_يا ترى هيغيب أد أيه ؟ ..شهر ولا سنه ولا أ..
بترت كلماتها بدموع غزيرة وهى تحتضن الصغيرة بألم لا تعلم بأن هناك فرحة كبيرة تنمو بأحشائها فربما لأنها كرمت هذه اليتيمة فكرمها الله بما فعلته خيراً ..
توجه ياسين لغرفته ولكنه توقف فى الحال ...
_ياسين ...
قالها حمزة بعدما صعد خلفه الدرج فتوقف ياسينليرى ماذا هناك ؟ ..
أقترب منه وعيناه يكسوها الأرتباك مما سيقوله ولكن حسم أمره بأخر لحظة _مش عايزك تزعل من قرار أحمد أنت عارف أنه كان من مستحيل يتخلى عن حد طلب مساعدته واسيل غلطت فهو بس محتاج وقت مش أكتر.
وقف يتأمله بثبات وصمت فقط نظراته هى التى تتأمله بتفحص، أنهى صمته ببسمة غير متوقعة قائلاٍ بثباته المعهود
_اللي عمله أحمد مش محتاج سماح يا حمزة متفتكرش سكوتي غضب عليه بالعكس أنا فخور بيه جداً ..
إبتسم بفرحة _بجد ..
أكتفى بأشارة بسيطة من رأسه فوضع يديه على كتفيه بأشارة محبة ثم توجه للمغادرة، لحق به حمزة قائلاٍ بلهفة _ ياسين ...
أستدار مجدداً ببعض الضيق _أيه تاني ؟! ..
ابتلع ريقه ببعض الرعب قائلاٍ بمجاهدة بالحديث _ما تجيب حضن يعني المفروض أننا كبرنا على موضوع الخوف دا وأنا بقول كل ما تكبر هتعقل وهتبطل تخوف الناس منك بس مفيش أ...
بتر كلماته حينما رأى عيناه القاتمة فأسرع بالحديث _متاخدش فى بالك ..
وتوجه للمغادرة _تصبح على خير ..
ظهرت شبح بسمة على وجه ياسين الجارحي ففتح ذراعيه قائلاٍ بثبات _حمزة ..
أسرع إليه ببسمة واسعة للغاية فأحتضنه بسعادة فرغم ما مر بتلك العائلة الا وكان ياسين على قدر من الثقة بمواجهتها ..
ربت على كتفيه ببسمة ود فمازال حمزة أيضاً على عهده بالمرح والمشاكسة حتى مع ياسين الجارحي بذاته ! ..
أخرج هاتفه من جيب سرواله ثم قربه منهما فضيق ياسين عيناه بتعجب _بتعمل أيه ؟ ..
_ حضن مع ياسين الجارحي دي لحظة تاريخية هأخد سلفي وأنزلها على الأنستا ..
قالها حمزة وهو يعدل من كاميرا الهاتف فلمح بها نظرات غضب ياسين ليدفشه بخفة قائلاٍ بتحذير _غور يا حمزة ..
أشار له بغضب _مفيش فايدة هتفضل زي مأنت شبه هركليز ..
وتخفى سريعاً من أمامه قبل أن يفتك به بينما رسمت البسمة على وجه ياسين ليتوجه لغرفته بعدم تصديق لهذا الأحمق الذي سيظل هكذا حتى الموت ! ..
بصباح يوماً جديد ...
كان العمل بالقصر على قدماً وساق خاصة الشباب والفتيات كانوا يعدون كل شيء بأنفسهم لأسعاد أسيل فاليوم هو عيد ميلادها الرابع والعشرون، وضعوا الزينة وأعدت آية ويارا الكعك أحتفالا بها، جذبها جاسم للأسفل فتطلعت لما يفعلونه لأجلها ببسمة حزن فلم يتمكن ما يفعلوه من أزاحة غمامات القلب الحزين ...
تسلل الليل سريعاً بدون أن يشعروا جميعاً فقضوا نهارهم بتزين القصر، ألتفت الفتيات من حولها وبتصميم عاونها على أرتداء فستان وردي اللون وحجاباً فضي فكانت كالأميرة ذات الرداء الوردي، هبطت للأسفل فأطلق الشباب صفيراً قوي بمرح فأبتسمت لما يفعلونه لأجلها، جذبها جاسم لحديقة القصر لتجد طاولة عملاقة تتوسطها عليها قالب من الكعكة عملاق للغاية، ألتفوا من حولها وبالأعلى بشرفة القصر الرئيسة كان يقف ياسين ولجواره يحيى وعز وأدهم وحمزة ولجوار كلا منهم حوريته يكتفون بالمراقبة من الأعلى بفرحة وسعادة، جذبها جاسم لتقف أمام الكعكة قائلاٍ ببسمة مرحة _يلا يا أسيل طفي الشمع ...
كادت بأن تنصاع له ولكنه صرخ بتذكر _أستنى نسيت ..
ووقف أمامها ببسمة واسعة _يلا غمضي عيونك وأتمني أي أمنية وأخواتك العسلات دول هيحققوها ..
عمر بغضب _مش هتبطلوا العادة دي ؟ ..
أجابه معتز بمرح_دي عادات الجارحي اللي لا يمكن تتغير ..
تعالت الضحكات فقال ياسين بمرح_أطلبي يلا يا أسيل وركزي على عدي هاااا ...
رمقه بنظرة غضب ثم قال لها _أطلبي حاجة خفيفة كدا متبقيش زي ناس طالبوا طايرة خاصة وبرشوت وحاجات غريبة ..
تطلعوا جميعاً لمروج التى صاحت بغضب _الله مش عيد ميلادي وأنا حرة اطلب براحة راحتي ..
رائد ببسمة هادئة _سيبك منها يا عدي فكر فى اللي جاي دي خدت وقتها وعدت وعقبال كل سنة بقا .
حازم بغضب _على فكرة انتوا بتميزوا اشمعنا هما بيتعملوهم امنية وانا لا ...
معتز بسخرية _هنبقي نفكر ..
تعالت الضحكات فأبتسمت أسيل على حديثهم ليقول جاسم مسرعاً _يلا يا سو غمضي عيونك وأطلبي اللي تحبيه وأحنا كلنا هنفذ ..
نور بحماس_يلا غمضي عيونك وأتمني ...
إبتسمت وهى تغلق عيناها فلم تجد ما ينقصها لطلبه ...غامت عيناها بالبكاء وقلبها ينقبض فكيف تفرح بدونه قالت بدموع _ أحمد ...
غلف الحزن على الوجوه فكيف سيحققون أمنيتها فحاولوا كثيراً أن يعدونه ولكن رفض ذلك وبشدة، بكت أسيل بأنكسار توجهت لتغادر لغرفتها لتستمع خطوات تقترب فتقترب وصوتها يعلو شيئاً فشيء أستدارت لتجده يقف أمامه بطالته الخاطفة للأنفاس، بسمته الذي استردها مجدداً بحور عشقها القابع بعيناه، لم تتمالك ذاتها فبكت قائلة بفرحة وهى تركض إليه _ أحمد ...
أحتضنها بقوة حتى حملها بين أحضانه ليرفعها عن الأرض فطاف بها بجنون وهو يشدد بأحتضانها كأن عناقها يعوده للحياة مجدداً كأنه كان بحاجة للتنفس ووجد هواء منعش له، طاف بها كثيراً ومعه تزداد بكائها فرحة أم أشتياق أم شوق أم عذاب أم عتاب لا تعلم كل ما تريده أن تتشبث به لأخر حياتها، كل ما قاله هى كلمة ظل يرددها دون توقف _وحشتيني ...وحشتيني أوي ...
فع كلا منهم يديه على كتفي معشوقته التي تبكي فرحاً وحزناً على حالها ...تحاولت الدموع لبسمات ما أن رفعوا عيناهم بعيون عشاق الغرام وآسياد العشق وملوكه فها هو العشق يترأس الوجوه ويحطم القيود ...