رواية أحفاد الجارحي الجزء الثالث بقلم آية محمد رفعت الفصل الخامس
رفعت يدها على رأسها بألم شديد ..ثم أستقامت بجلستها مرددة آهات خافتة ..
بدءت بأستيعاب ما حدث لها فوزعت نظراتها بالغرفة بضعف شديد لتصعق حينما تجده يجلس بغرور وثبات بمنتصف الغرفة وضعاً قدماً فوق الأخرى تاركٍ نظراته تتفتل بها...
تطلعت له بصمتٍ قاتل ...دموعها تلمع بعيناها الضعيفة ...ولكن بداخلها قوة للرحيل من هذا المشفى ...جذبت حجابها الموضوع على الكوماد الطبي الصغير ثم وضعته على شعرها المنسدل بضعف ...جاهدت للوقوف بمفردها وبالفعل أستطاعت رغم شعورها بالدوار ..تقدمت لتخرج من الغرفة غير عابئة به ولا بنظراته الغامضة ..ولكنها وقعت أمام الباب من شدة الدوار...
لم يتحرك رائد لمساعدتها أكتفى بنظراته لها المخادعة بالأستمتاع لرؤيتها تنازع...
وقف رائد ثم تقدم ليكون على مقربة منها ...فجثى بركبته ليلتقى بعيناها ...
تطلعت له بدموع تكتسح ملامحها تتأمله بصمت وألم فحتى القسوة لم تقوى عليها تجاهه..
خرج صوته المشحون بموجات الغضب:تعرفي أد أيه أنا مستمتع وأنا شايفك كدا ..
حلت الصدمة ملامح وجهها حينما رأت البسمة تزين وجهه ...
قطع سيل النظرات برنين هاتفها بالحقيبة الموضوعة على الكوماد ...توجه رائد للحقيبة ثم أخرج الهاتف بعين تلمع بالنيران لرؤية أسمه يعتلى الهاتف ...
أستدار لها بعينٍ من لهيب نقلت لها من المتصل ...
فتح السماعة الخارجية وعيناه تفترس ملامحها ليستمع لصوت هذا العدو اللدود له...
مجدي بغضب:أنتِ فين يا رانيا كل دا أنا مش حذرتك قبل كدا من التأخير مريم مبطلتش عياط من ساعتها ...
أنكمشت ملامحه بستغراب ولكن صوتها الطفولى قدم ليحطم ما تبقى بقلبه ...
جذبت الصغيرة الهاتف قائلة ببكاء:ماما أنتِ فين أنا خايفه أوى
وضعت رأسها أرضاً تحتضنها ببكاء حارق وصوت شهقات مرتفعة للغاية ما ظلت تتخفى عنه صار حقيقة له ...
أغلق الهاتف ثم ألقى به بقوة فتهشم لجزيئات صغيرة ..تلك الحمقاء تظن أنه كشف الحقيقة ولكنها لا تعلم أي لعنة حلت عليه...
أقترب منها بخطى أشبه للموت ثم جذبها من شعرها بالقوة لتقف أمامه... فصرخت بقوة عندما أنهال عليها بكم هائل من الصفعات قائلا بصوت مخيف للغاية:زباااالة أنا هفضحك أدام الناس دي كلها هخليكى تقضى الا باقى من عمرك الرخيص بالسجن لخيانتك لياا مكنتش أتخيل أنك بالمستوى الدانيئ دااا
لم تعد تحتمل قواه الفائقة فصرخت تستغيث بمن بالمشفى وبالفعل أجتمع من فيها ليفضوا بينهم فجذبت حجابها وهرولت للخارج بسرعة كبيرة غير عابئة بدمائها المندثرة ولا لآلآم القلب المحطم كل ما تشعر به أنها بمعتقل وحش كاسر وعليها الفرار .
لوحت بيدها برجاء لسيارة الأجرة التى وقفت على الفور ..فصعدت قائلة بدموع: اتحرك بسرعة الله يخليك
أنصاع لها السائق وغادر مسرعاً فمظهرها يوحى بأنها من عائلة محترمة للغاية ...
وقف السائق امام العمارة القابعة بها فطلبت البواب أن يحاسب السيارة ..وصعدت هى سريعاً لشقتها ...
أمام المطار ..
سبقت بخطاها للخارج ولكنه تقاجئت به بجذبها بقوة لتلتقى بعيناه الممزوجة باللون العسلى والبنى القاتم المخيف ..
رحمة بثبات:فى أيه يا عدي ؟!
خرج صوته الثائر:أنا بحاول أعمل نفسي مصدقك بس عايز أعرفك حاجة أنا أكتر حاجة بكرهها فى حياتى هى الكدب
تلبكت قائلة بحزن متخفى "ليه بتقول كدا ؟
تأمل عيناها بصمت قاتل يتغلل بغضب:رحمة أنتِ عارفه كويس أنى أقدر للحيوان دا هو والا يتشدد له
أجابته بهدوء: عارفه يا عدي.
عدي بثبات مريب:أنا عمري ما حبيت والا أعرف يعنى أيه حب أنتِ الوحيدة الا فوقتنى على حقيقة أن جوايا قلب
رفع يديه أمامها قائلا بثقة:أنا مستعد أحارب الدنيا كلها عشانك أشارة منك ليا هتكون بمثابة أعلان الحرب علي الحيوان دا ..
تطلعت ليديه بدموع حتى كادت أن تضعف وترفع يدها ليده وتقبل بعرضه ولكن واجبها تجاه والدتها أكبر من ذلك ..نعم تعلم بأنه سيتمكن من حمايتها ولكنه سيفقد شخص عزيز بعائلته فهى تعلم أنتقام عمها كيف يكون .
كسرت حاجز الصمت قائلة بثبات مازال يلاحقها:أنا ممكن أكون حبيتك بس مقدرش أكسر قلبه بعد ما عمل كل دا عشانى ..
وتركته وتوجهت للخروج فتفاجئت بيده مرة أخري ...
تطلع لعيناها قليلا ويدها محاصرة بين يديه ليقطع ضعف نظراتها بجمال عيناه:هتقدري ؟
لم تجد الأجابة على سؤاله فطلعت لعيناه بهيام شديد فأبتسم بثقة وتركها تنظر لعسلية عيناه ...ثم رفع يدها أمام عيناها لتكون ملفت إنتباهها ليتركها مرة واحدة فتطلعت ليدها قليلا ثم لعيناه بحيرة ..فأبتسم قائلا بسخرية وثقة عالية:روحى يا رحمة بس دا
ورفع يده مشيراً على موضوع قلبها ؛دا ملكى وهيفضل كدا قوتك المزيفة دى مش هتحميكى كتير أنا واثق أننا هنتقابل تانى وساعتها هتشوفى بعينك أد أيه أنتِ ضعيفة ...
وتركها تطلع له بصدمة ثم أرتدى نظارته السوداء متجهاً لتلك السيارة التى تنتظره منذ ساعات بأمر من والده ياسين الجارحي ..أسرع الحارس بفتح باب السيارة لسيده ..فدلف للداخل غير عابئ بها لانه يعلم جيداً حصوله على قلبها ...
أما هى فظلت كما هى تطلع لطيف السيارة آلى أن أختفت من أمامه فجلست أرضٍ تبكى بصوت مرتفع ...محتقن بألم الفراق لنبض قلبها ... تحت نظرات إستغراب من حوالها ...
بقصر الجارحي
كان الجميع يجلسون على المائدة الطويلة يتناولان طعامها بسعادة وتبادل الحديث المرح ...
تراقص الطاولة ياسين وبمقابله يحيى ...
عز بحزن:القعدة دي ناقصه أدهم
شذا بحزن هى الأخري "عندك حق يا عز أنا كلمته عشان ينزل قالى أنه لسه شوية شغل هيخلصهم وينزل أن شاء الله
دينا:أن شاء الله ينزل على خير يا حبيبتى
تالين:هو رائد فين يا دينا ؟
رعد بتأفف:من ساعة ما رجعنا من السفر وملوش وجود
آية بهدوء:رائد كان هنا إمبارح يا رعد وكان طالعلكم بس الوقت كان متأخر
يارا بمزح:أيوا مهو لازم يشوف خالته الأول هههههه
حازم:أنتى بتقولى فيها يا طنط هههه
يحيى لياسين:عدي هينزل أمته يا ياسين ؟
رفع يديه قائلا بثبات:طيارته وصلت من ربع ساعة تقريباً
جاسم ؛زمانه على وصول إن شاء الله
مليكة بفرحة:أن شاء الله واحشااانى اووي
حمزة:يارب يفتكر الا قولتله عليه
تالين بذهول:هو أيه ؟
حمزة بغضب مصطنع:أنتِ كل حاجة عايزة تعرفيها ..
عز:خلاص يا جماعة هو مفيش فايدة أبداً
تطلع لهم ياسين فساد الصمت مجدداً فكسره قائلا ونظراته على ياسين:أخبار المقر أيه يا ياسين ؟
أجابه ببسمة هادئة:كل حاجة تمام يا عمى جاسم نفذ المشروع الجديد على أكمل وجه ومعتز مسك إدارة المصانع بجانب شركته ورائد أسس مقر جديد عشان نوسع بيه العمل ..
أبتسم بسمة لا تليق سوى به قائلا بأعجاب:برافو عليكم كدا نريح بقا والا أيه يا يحيى
تطلع يحيى لملك القابعة لجواره قائلا بشرود بجمالها:منريحش ليه داحنا نطلع شهرين تلاته سفر تانى
تعالت ضحكات الجميع على عكس عمر و معتز القابع بهدوء يفكر بما أرتكبته تلك الفتاة وكيفية الأنتقام بطريقة لا تهز مملكة الجارحي ...
أما عمر فكان تفكيره بها ممزق بالخوف من حسم الفكرة الخاطئة ببالها ...
خطفت مليكة نظراتها له بغضب ساكن بعيناها يعلمه جيداً فكعادته يخفى شبح إبتسامته بسكونه التام ...
قطع السكون دلوف عدي بطالته الثابته فهرولت مليكة لأحضانه بسعادة:عدي
أحتضنها عدي بأشتياق قائلا ببسمة بسيطة:أميرتى الصغيرة عامله أيه ؟
بكت قائلة بدموع:زعلانه عشان مكنتش بتكلمنى خالص
إبتسم بمكر:هو أنا كنت بتفسح
مليكة ببسمة صغيرة:جبتلى أيه ؟
أزاحها عمر بسخرية:يا شيخة أوعى هو دا الا يهمك
وقف أمام أخيه يحتضنه بفرحة فشدد هو الأخر بأحتضانه هامساً بجوار أذنيه:بتفكر بقالك ساعة فى أيه
تأفف عمر لشعور عدي به الزائد عن الحد فقال بحزن:فاتك كتير
غمز له قائلا بمكر:لينا أوضة تلمنا نتكلم وتحكى الا فاتنى
إبتسم عمر وتراجع للخلف فتقدم عدي يقبل يد والدته قائلا بأبتسامة صغيرة:واحشتينى يا ست الكل
إبتلع عمر ريقه بخوفٍ شديد ونظراته على والده من عقاب أخيه ولكنه تفاجئ ببسمة السعادة التى تراقب عدي ...
آية:مش قولتلك بتعرف تضحك عليا صح
دينا بغضب:ما خلاص بقا يا بت هو كان بيلعب ما قالك وراه شغل
رفع رأسه لدينا قائلا بأمتنان:حبيبتي يا خالتو دايما كدا فى صفنا ..
يارا:وأحنا بالخدمة برضو يا سيادة الرائد
إبتسموا جميعاً ثم أستقبال الجميع بالترحاب به ..على عكس أسيل المتخشبة على المقعد تتأمله ببسمة واسعة ...
وقف أمام والده فتطلع له بصمت قرر قطعه بعد مدة:قولتلك عايز أرجع مصر ألقيك
عدي بهدوء:كان غصب عنى يا بابا حضرتك عارف ظروف شغلى
ياسين بشك:لا عارف دماغك كويس
لم يخفى عدي ملامح الأعجاب بوالده على قسمات وجهه فشرع ببسمة بسيطة وأحتضنه...
جلسوا جميعاً بالقاعة يرتشوف العصائر والخوف يتبادل على وجه حازم لعودة الوحش الثائر لقصره ...
جلس الشباب بالأسفل يتبادلون الحديث ...
ياسين بسعادة:القصر نور برجوعك يا وحش
عدي:منور بيكم يا شباب
جاسم ونظراته على حازم: كدا هتشيل عننا حاجات كتيييرة اووي
مروج ونظراتها على معتز ؛أه والله يا جاسم
عمر:هههههههه انتوا ما صدقتوا
داليا:أينعم وأنا أول واحدة عدي حافظ حقوق الغلابه الا ذينا
أسيل بنظرات هائمة:عندك حق يا داليا
أكتفى ببسمة بسيطة قاطعها بستغراب:رائد فين يا عمر ؟
كاد عمر أن يجيبه فوجده يدلف للداخل بوجه محتقن ..
تعجب الجميع من رؤيته هكذا فأسرعت داليا لأخاها قائلة بقلق:مالك يا رائد ؟
لما يجيبها وجلس بجانب جاسم بعين تلمع بشرار مريب .
ياسين:أسيل خدى مليكة وداليا وأطلعوا فوق دلوقتى
كادت الاعتراض ولكن نظراته كانت حازمة ...
صعدت الفتيات وتبقى الشباب بمجلسهم فأقترب عدي منه قائلا بثبات:فى أيه ؟
رفع عيناه المملؤة بشرارة الغضب:فى أن كلامى طلع صح فى أنى دخلت بنى أدمة زبالة حياتى
عمر بهدوء "أهدا بس يا رائد وفهمنا فى أيه
وبالفعل أنصاع له رائد وشرع بقص ما حدث...
بمنزل رانيا
دلفت للداخل ففزع مجدى من رؤيتها هكذا ...أقترب منها بصدمة كبيرة:مين الا عمل فيكى كدا ؟!
تطلعت له بدموع غزت قلبه ليعرف الان من جرء على فعل ذلك ...
بالقصر
معتز بصدمة:مش معقول !
رائد ببركان يصاحبه: ذي ما سمعتم كدا الهانم مش محترمة أنها لسه على ذمتى أنا بقا هوريها الجحيم بعينه
ياسين بهدوء:الموضوع دا فى غلط يا رائد
صاح بغضب:أنت لسه بتدافع عنها دي متستهلش غير الا هعمله فيها هى والكلب دا
وقف عدي وأتجه إليه قائلا بنبرته الساكنة:وليه متحطش فى أفتراضاتك أن البنت دي بنتك
كانت كلماته صادمة للجميع فتطلعوا له بصدمة حتى رائد توقف يراقبه بصمت ثم صاح بأنفعال:لا مستحيل
ياسين:عدي عنده حق لازم تديلها فرصة
توجه للخروج والغضب يفتك منه قائلا بحذم:أبقا غلطان لو سبتها هى والحيوان دا ثانية واحده..
أرتعب جاسم فقال بخفوت:رائد مش هيسكت
زفر عمر بنفاذ صبر:أنا معتش فاهم حاجه
معتز بعصبية:الا نفهمه أنها بنى أدمة زبالة ذي ما قال رائد ممكن حد فيكم يفهمنى ليه مجدي دا لسه فى حياتها ؟
لم يجد أحد الجواب المناسب على سؤاله ..فتراقبوا صمت الوحش بخوف ...
أما عدي فتوجه لغرفته بعدما رفع هاتفه لشخص من أتابعه ليعلم ما السر الخفى وراء رانيا وهذا الاحمق المتحدى لرائد الجارحي ...
مر الليل وسطعت الشمس المذهبة بأشعتها المخيفة لها .فدلفت للداخل بعدما أستجمعت قوتها ...
فتحت لها الباب بملامح غاضبة ثم جذبتها من شعرها بقوة كبيرة فصرخت ألم ...
هناء بسخط:تعالى يا صايعة يالا مقضياها ولا فارق معاكى حد
بكت رحمة وهى تحاول تخليص نفسها من بين يد زوجة عمها القاسية فصاحت بصراخ كثيف كعادتها:ماماااااا
كلما عصف بها الضرب المبرح صاحت بصوت أعلى للأستنجاد بوالدتها التى تنازع للحياة بعدما تلقت ضربة مميته من هذا اللعين ...
هرع قلبها حينما لم تجد منقذتها فشرعت بالبكاء الحارق والتواسلات بأن تتركها ...
هبط هذا اللعين على صوت صرتخها فوجدها تنازع للعيش بين يد أمه ...جلس على المقعد مخرجاً من جيبه علبة من السموم ينفثها براحة وسعادة لعودتها ...
لم تجد ملجئ سوى الركض إليه قائلة بدموع وهى تتمسك بقميصه:مصطفى أرجوك حوشها عنى
كانت كلماتها ذات مغزى مريب وملامستها له جعلته يتلذذ بشكل غريب فوقف قائلا بصوت متقطع:أسمى جميل أوى منك
بكت فوقفت خلفه بفزع لتجدها تجذبها بشدة
حال مصطفى بينهم قائلا بهدوء:خلاص بقا يا ولية هى رجعت خلاص
هناء بسخرية:رجعت بعد ما فضحتنا يا صابع البرومبه وبعدين أش عارفك أنها متلمتيش على الواد الا كان معاها دا
تعالت شعلة الغضب بعيناه ففكره النفسي مريب ومحبوك عليها بخيط غليظ ...
أستغلت رحمة أنشغالهم بالحديث ثم هرولت لشقتهم بالأعلى فصاحت بالطرق المستميت عليه لتفتح لها والدتها وتحفظها من هؤلاء الشياطين ...
ولكن هيهات لم تأتى الدعوة بصدر رحب ...تجمدت محلها حينما رأته يصعد الدرج بعصا غليظة تعرفها جيداً فكم نالت منها ضربات مميتة ..
تراجعت للخلف بخوف شديد قائلة بدموع تغرق وجهها البرئ:أنا معملتش حاجة والله
ناولها ضربات قاسية ولكمات على وجهها فصاحت بصراخ قوى وهى تتوسل له أن يستمع لها ..كم لعنت نفسها بأختيارها المؤلم بكت كثيراً وهى تعلم جيداً أنها لن تستطيع العثور على وحشها الثائر لحمايتها ...
أنهى ضربه قائلا بصوت هادئ مريب بعدما ألقى العصا:أيه دا رحمة بتعيطى ليه ؟
لم تستغرب ما يحدث معه فهى على علم تام بحالته النفسية المريبة ..
جلست أرضاً وهى تبكى بألم محتضنة ذراعيها المنتفخة من أثر الضربات ...
خرج صوتها قائلة بدموع:ماما فين ؟
أتاها صوتٍ تعرفه جيداً:أمك فى المستشفى ياختى
رددت الكلمة بصدمة:مستشفى!
أقترب عمها منها قائلا بغضب شديد:أخرة عمايلكم الوسخة أنتِ وأمك إبنى كان هيروح فيها لو امك كانت ماتت بس الاصابة مموتتهاش ..
تناثرت دموعها بصدمة:أنتوا عملتوا أيه فى أمى ؟
بلل شفاتيه قائلا بنبرة ونظرات مخيفة:يالا ادخلى ارتاحى
بكت قائلة بصراخ: مش هدخل غير لما أشوف أمى
أنهال عليها بالضرب المبرح مرة أخرى حتى فقدت وعيها ..
لم يتمكن من النوم فظل طوال الليل بالشرفة أراد التحكم بضربات قلبه ولكنه فشل بنهاية المطاف ...لم يتمكن للحظة نسيانها فكيف سيتمكن وعشقها متربع على عرش قلبه ...
تأمل سطوع الشمس بنظراته المتحدية لها ..كأنه يخبرها بأن ظلامه لن تستطيع هى ملائه بنورها ...
إنسحب بخطاه للأسفل ثم شلح قميصه لتظهر عضلات جسده المقسمة بحرافية عالية فألقى بنفسه بمياه المسبح الخاصة به وبأخيه ...
حبس أنفاسه تحت المياه ما تمكن من الوقت لنسيانها ولكن هيهات كان يشعر بها لجواره ...قلبه يصرخ بتمزق كأنها تستغيث به ...
أنفض تلك الأفكار عنه ثم صعد لسطح المياه بثقة وكبرياء كأنه يعلن لذاته قوته فى نسيانها ...
تفاجئ بعمر يقف أمامه وبسمته الواسعة تزين وجهها المشابه له ...
خرج من المياه يجفف شعره الغزير قائلا بستغراب:أنت لسه هنا ؟
عمر ببسمة واسعة:أكيد مش همشى غير لما أرزل عليك على الصبح
تطلع له بعدما ازاح المنشفة من على وجهه فجلس على المقعد يجفف شعره قائلا بخبث:يعنى حضرتك معترف أنك رزل ؟
عمر بغرور:الأعتراف بالحق فضيلة
تعالت ضحكات عدي فتسللت الوسامة وجهه بحرافية ثم قال بحذم مصطنع:على شغلك يا عمر أحسنلك
لوى فمه قائلا بتأفف:يعنى طول الليل صاحى ورافض تتكلم معايا وبالنهار على شغلك يا عمر طب مش هنتكلم ولا ايه ؟
لف المنشفة على وسطه بأحكام ثم توجه للصعود قائلا بصوت كالسيف:لما يجيلى مزاجى
عمر:ماشي يا عم المغرور
واكمل عدي طريقه للغرفة ولكنه صاح غاضباً بعمر المتوجه للخروج:أنت قافلت الباب يا زفت؟
ألتفت قائلا بتأكيد:ايوا ليه؟
كانت نظرات عدي له كافية بجعله يردد مسرعاً:أسف أنا متعود على أن الأوضة ليا لوحدي لغيابك المعتاد
عدي بغضب:طب بغبائك دا هدخل أذي يا متخلف
عمر:لف بقا وأدخل من جوا وغادر عمر سريعاً قبل أن يهبط الوحش للأسفل ..
زفر عدي مشدداً على شعره البنى الغزير بغضبٍ جامح ثم إستسلم فى نهاية الأمر .ودلف للقصر من الباب المجاور له ..
دلف بخطى ثابت ثم توجه لغرفته مستخدماً الدرج ...تعجب عدي حينما أستمع لصراخ مليكة وداليا فخرجوا من غرفتهم للأسفل بسرعة كبيرة وقف يتأملهم بملامح تحمل شفقة لطفوليتهم ثم أكمل طريقه ليتفاجئ بأسيل تخرج هى الأخرى وبيدها حذاء ذو كعب عالى تركض خلفهم بغضب وجنون ولكنها تصنمت محلها حينما وجدته يقف أمامها والغضب يشتعل على قسمات وجهه ...
وضعت عيناها أرضاً سريعاً ولكنها تفاجئت بصوته الساخر:طب هما ممكن لسه صغرين بالسن وحضرتك أي نظامك ؟
رفعت عيناها المترقرقة بالدموع فتقابلت بعيناه ليزفر بقوة متحكماً بأعصابه:مش كل ما حد يكلمك تبكى يا أسيل مليكة وداليا أصغر منك وأنتِ المفروض يكون ليكِ مكانتك عموماً أعملى الا يريحك
وتركها عدى وغادر وتبقت هى تتأمله إلى أن أختفى من أمامها بسمة تردد اسمها من على شفتيه كان لهم سحراً خاص ...
دلف عدي لغرفته ثم شرع بتبديل ثيابه لسراول أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق يبرز عضلات جسده ثم أرتدى جاكيت طويل بعض الشيء باللون الأسود مصففاً شعره بحرافية عالية تاركاً رائحته العطرة تلحق به ...
هبط للأسفل فوجد الجميع يعتلى الطاولة أستأذن منهم لتأخره عن العمل بسبب أخيه ...
لاحقته أسيل بنظراتها التى كانت محور أهتمام ياسين الجارحي ...
بالمشفى
وصل عمر المشفى ثم صعد لمكتبه والخوف يغلف قلبه بتمكن فجلس يحسم أموره بالصعود لها أم يتجاهلها حتى تستطيع حسم قرارها ...
دلف آسلام للداخل قائلا بلهفة مريبة:جبت البرفنيوم
عمر بستغراب:طب قول صباح الخير الأول
إبتسم بحرج:صباح الخير يا عم
لم يجيبه عمر وأخرج مفاتيح سيارته ثم ناوله إياهم قائلا بهدوء:فى شنطة العربية
آسلام بستغراب:طب ما كنت جبتها وأنت طالع
عمر بسخرية:أشيل 250 أزازة ؟!
آسلام بسعادة:لا دانت جبت الكرتونة بقا ذي ما قولت
عمر بجدية:المفتاح معاك اعمل الا تحبه وسبنى دلوقتى
لم يجادله وهبط للأسفل بخطى محفورة بالخداع ...
بمنزل رانيا
لم تذق النوم والقلق ينهش قلبها فمجدي لم يعد منذ أمس ...
إستمعت دقات على باب الشقة فتحملت على نفسها لترى من ؟
دلفت هبة قائلة بصدمة:مالك يا رانيا ؟وأيه الا عمل فيكِ كدا ؟
رانيا ببكاء:سبك منى وقوليلي مجدي رجع ؟
هبة بزهول:هو مش عندك ؟!
جلست على المقعد وتعال صوت بكائها لعلمها الآن بأنه وقع بشباك رائد الجارحي ...
هبة بصراخ:فى أيه يا رانيا مااله مجدي هو مش عندك ؟
فاهمينى
بكت وهى تقص لها عن رحلتها مع العناء منذ أربع سنوات وبأعادة الماضى من جديد بعودة زوجها رائد الجارحي ..
بمركز الشرطة
العميد بأعجاب:برافو عليك يا عدي عرفت تلعبها صح ومن غير ما تدخل نفسك فى متاهات ...
أكتفى عدي بأبتسامته الهادئة ثم قال: بفضل تعليمك لينا يا فندم
العميد بشك:لا معتقدش دا ذكائك الا متعودين عليه فى كل مهمة
ثم أكمل بجدية:خلاص بقا أنت أخدت تار صاحبك نرجع بقا لشغلنا والا أيه يا سيادة الرائد
وقف يحيه ثم أستأذن بالأنصراف ..
دلف عدي لمكتبه براحة كبيرة للثائر لرفيقه الذي كان طعم لهم ليحققوا أنتقامهم منه فقلب عليهم الطاولة لينهوا حياة بعضهم البعض بذكائه المعهود...
دلف مازن مسرعاً حينما علم بعودته ...:حمدلله على السلامة يا وحش
إبتسم عدي قائلا بملامح لا تنبت بشيء:الله يسلمك يا مازن طمنى عليك
جلس مازن على المقعد المجاور له بعدم أحنضنه قائلا بلهجة مسرحية:صاحبك أتقحرت من غيرك
بادله بسخرية:والله بشك أنك ظابط شرطة
وضع يديه على المكتب بضيق:يا عم أعمل أيه عشان أثبتلك بس
عدي بتعجب:فين دبلتك ؟
أنكمش بجلسته بحزن شديد بدا على ملامحه فنقل لعدي ما به فقال مسرعاً:فى أيه يا مازن ؟
جاهد لخروج صوته:مفيش أنا وشهد أنفصلنا
قال بصدمة:وقصة الحب الا بينكم !
إبتسم ساخراً:تقصد أستغلال
عدي بحذم:متقول فى أيه ؟
مازن بألم:أنا فعلا حبيتها يا عدي بس مشفتش منها اي حب ديما بشوف أستغلال ليا ولمنصبي كظابط شرطة بحس أنى مارد لتحقيق رغبتها وسيلة ليها عشان تكون مرتاحة فى حياتها بعد كدا عشان كدا فضلت أنهى العلاقة قبل ما تكون جدية بالجواز
عدي بتفهم:ولا يهمك يا مازن أن شاء الله ربنا هيعوض عليك
كاد أن يجيبه ليتعلل كلماته بتلك الحورية الواقفه أمامه كأنها تخبره بأنها التى ستغزو قلبه ...
عدي بصدمة حقيقة:مروج !
تقدمت من المقعد فجلست بدموع ووجه متورد من البكاء ...رفع مازن عيناه ليتقابل مع تلك الفتاة الساحرة لم يدري كم من الوقت تطلع لها أو ظل يتأمل هذا الجمال الرقيق ..
ولكنه حينما وجدها تبكى استأذن للخروج فالأمر عائلي ...خرج وعيناه تتلفت لرؤياها مرة أخرى حتى أغلق باب الغرفة وغادر لمكتبه ..
مروج ببكاء:أنا أسفة يا عدى أنا عارفة أنك محرج علينا كلنا منجيش هنا بس غصب عنى لقيت نفسي جايالك ..
ترك مقعده وجلس أمامها قائلا بقلق:مش مهم الكلام دا قوليلي مالك ؟
رفعت عيناها الممزوجة بدموع معبأة منذ زمان ثم قالت:معتز لسه ذي ما هو يا عدي لو ضحكت معاه او هزرت مش بيقبل منى حاجة أنا هزرت معاه من كام يوم ومن ساعتها وأنا بطلب منه أنه يسامحنى أعتذرت كتير وأنا عارفه أنى مش غلطانه بس عشان يكلمنى حتى النهاردة روحتله المكتب طردنى من هناك ..
قالت كلماتها الاخيرة وبكائها يزداد اضعافاً:عمري ما حسيت منه الحنان على طول بحسه انه بيكره نفسه حتى ...لو عندي مشكله كنت بلجئ لجاسم أو رائد وأحيانا ياسين وعمر رغم أنى ليا أخ بس بالأسم بس ..
خرج عن هدوئه:أحنا كلنا أخواتك يا مروج معتز زودها فعلا ..
نهض عن مقعده ثم كفكف دموعها قائلا بمزح"أما خاليته يسف دموع مبقاش أنا بس برستيجه هيضيع
مروج بتأكيد:فعلا
عدي بمكر:طب ايه رأيك بهدية
صاحت بسعادة:حلوة دي
اكمل بنفس لهجته المرحة:متقولى كدا كنت جبتلك هدية وخلصنا
تعالت ضحكاتها بعدما أحتضنته بسعادة أخوية فخفف عنها آلمها لذا هو القدوة للجميع ..
خرج معها للخارج ثم أوصلها لسيارتها .فغادرت وأتجه هو ليلقن معتز درساً قاسياً لن ينساه أبداً ..
بالقصر وبالأخص بغرفة ياسين
دلف جاسم للداخل ثم أسرع للفراش فأزاح عنه الغطاء قائلا بصراخ:ياااااسين
أنتقض عن الفراش قائلا بفزع:فى أيه على الصبح
جاسم بجنون:كارثة كارثة أيه دي مصيبة هتطبل على دماغنا كلنا
أنكمشت ملامحه بقلق:رائد
جاسم:هو بجنانه خطف مجدي او هو الا جاله برجليه مش عارف أيه الا حصل بالظبط بس المصيبه واحدة أنه تحت بالمخزن والحرس بكل مكان
تجمدت الكلمات فلم تعرف طريق الخروج ...
ردد بخفوت ؛دا أكيد مجنون
جاسم بتأكيد:ومش بعيد نحصله لو حد من أعمامك شم خبر
ياسين بغضب:أحنا لسه هنستانا
وجذب ياسين قميصه وأرتداه مسرعاً ثم ركض للأسفل ...
بالمشفى
كانت تشعر بالضيق بالعادة كان يبدأ يومه بها أولا ولكنها تشعر أنه يتعمد ذلك ...
إبتسمت بسعادة ثم قالت بخفوت:أتاخرت يا دكتور
إبتسم بخفة فأكمل طريقه للداخل قائلا بهدوء:حبيت أسيبك تفكري براحتك
تلون وجهها باللون الأحمر قائلة بخجل:بس أنا فكرت خلاص
أستجمع شجاعته قائلا ببعض الخوف:طب والقرار ؟
أنغمس وجهها باللون الاحمر القاتم فبدءت السعادة تسلل لوجهه حينما قالت:موافقة
لم يتمكن من كبت سعادته فحملها بين ذراعيه ملتفٍ بها بسعادة ثم وضعها وأستعاد عقله قائلا بصوتٍ يملأه السعادة:لازم أكلم بابا
وغادر مسرعاً قبل أن يستمع لها حينما قالت أنها تود انتظار والدتها ولكنه غادر ..
بالمقر
توجهت شروق لمكتب العامل المتخصص بالوظائف لسحب أوراقها وبعض متعلقاتها التى تركتها فتفاجئت بمعتز يعتلى المكتب بدلا منه .
قالت بصدمة:أنت ؟!
لم تنتظر منه الحديث وتوجهت للخروج سريعاً ولكنها تفاجئت به يغلق الباب ..تراجعت للخلف بخوف شديد فأقترب منها وهى تبتلع ريقها بتوتر وأرتباك ..
شروق بصوت متقطع:أنت قفلت الباب ليه ؟
لم يجيبها وظل يقترب منها حتى حاصرها بين الحائط قائلا بصوت فشلت بفك شفراته:منكرش أعجابي بيكِ من أول لحظة شوفتك فيها بس دا مش طبعى ولا دي أخلاقى وعشان أثبتلك كلامى مقابلتى مع باباكى ووعدي ليكى بأنك هتكونى مرأتى
لم تفهم ما يقوله فأبتعد عنها تاركاً الغرفة بأكملها ومازالت كلماته تتردد بداخلها ...
صعد لمكتبه فدلف للداخل ليجد مقعده مخصص لعدي الجارحي ...
فقال وهو مغمض العينان مستسلم بجلسته:أتاخرت
معتز بستغراب:عدي !
ترك المقعد ووقف أمامه بعين ملتهبة بالغضب:مكنتش متوقع أنك هتشوفنى بعد ما أهنت أختك ؟!
إبتلع ريقه بتوتر ثم قال بغضب فشل بكبته:بتتعمد تهنى دايما
قاطعه قائلا بصوت كالسهام:محصلش وانا وأنت عارفين كدا كويس حساسيتك أنها اكبر منك مخالياك عايز تفرض رجولتك الزايده عشان تثبت للكل أنك أكبر منها بتصرفاتك بس للأسف بتصغر نفسك بدون ما تحس
صمت معتز قليلا ليكمل عدي بثقة:محدش فاهمك أدى يا معتز أنا لحد الآن بكلمك بهدوء وبكل أحترام رغم فرق السن الا ممكن أستغله ذي ما حضرتك بتعمل كدا بس لا أنا عندى خطوط حمرة مش بتعداها وهى الأحترام لأنك ببساطة لو محترمتش الا قدامك عمره ما هيحترمك سواء كنت اصغر أو أكبر منه.
صمته جعل هدي يسترسل حديثه قائلا بثقة:كدا كلامى وصلك ياريت أرجع البيت ألقى دا بنفسي
وتركه عدي وغادر بعدما أرتدى نظارته السوداء ...
هبط لسيارته ولكنه توقف وضعاً يديه على صدره بألم شديد يستمع لصوتها الباكي المتردد لصدى صوتها ...عدي ...عدي...عدي..
لاااا لا يتوهم صوتها يخترق مسمعه أهى لجواره ؟
تأمل المكان جيداً فوجده خالى منها أذن ما هذا الألم ؟
من أين يأتى هذا الصوت؟!
بالجامعة
حازم بتأفف:يوووه أنت معتش فى دماغك غير سيرة المذاكرة ..
محمد:يا حازم الأمتحانات بعد أسبوع مش هنلحق نذاكر بأسلوبك دا وبعدين ألا كنت خايف عليه حصل من ساعة ما أتعرفت على الشلة الزبالة دي وأنت أتغيرت
تملكه الغضب قائلا بصوت مرتفع:أنت نسيت نفسك ولا أيه ؟
دانت كلماته بمثابة خنجر له فقال بحزن:لا الا نسى نفسه للأسف هو أنت يا حازم سلام يا صاحبى
وتركه وغادر فزفر بغضب ثم أكمل سيره لمن يجلسون أمامه على السيارات مجموعة من الشباب المشهورة بسوء خلقهم ...رفع هاتفه الصائح بأزعاج له ليجدها رسالة من أخيه على الماسنجر يطمئن عليه فرد عليه الرسالة برسالة أخرى غير واعى لتلك الفتاة التى أصطدم بها ..
تطلعت له قائلة بغضب:مش تفتح يا محترم
رفع وجهه بأبتسامة تلقائية لرؤية هذا الجمال الهادئ قائلا بهدوء:بعتذر منك مخدتش بالى
أشارت له بخفة بتقبل أمره ثم أكملت مسيرتها لرفيقتها المنصدمة ...
نسرين بتعجب: مالك يابت ؟
لم تجيبها رفيقتها غير بصراخ:أنتِ عارفه أنتِ كنتِ بتكلمى مين من شوية
قالت بعدم أهتمام:هيكون مين يعنى
:حازم الجارحي
قالتها رفيقتها بصدمة من عدم معرفتها بالامر ..
اما الاخرى فقالت بعدم أهتمام:وأيه يعنى مطلوب منه يدوس على خلق الله مثلا
نغزتها رفيقتها بغضب ؛أمشى يا نسرين مفيش فايدة فيكِ هتفضلى ذي مأنتِ
وبالفعل انصاعت لها وتوجهت للداخل اما حازم فجلس بجوارهم على السيارة من الخارج فكانوا يحاوطون بالسيارات خلف بعضهم ويجلسون عليها ...
قال احداهما بخبث وهو يشير بعيناه برفيقه:روقتك صح
تطلع له حازم بغضب جامح فقال الأخر:عندك حق انا متوقعتش من حازم الهدوء دا قولت هيخلص عليها عشان الاسلوب الزبالة دا ..
حازم بغضب:أنت بتتكلم كدا اذي.
قال الاخر بمكر:عنده حق يا حازم البنت بهدلتك خالص دي اسلوبها مع الكل افضل من كدا اصلها جديدة هنا وبين كدا متعرفش انت مين ولا أبن مين..
استرسل احداهما:بصراحة محدش هيحترمك بالجامعه بعد كدا
صاح بغضب:ما عاش ولا كان الا يهين حازم الجارحي وهتشوفوا هعمل فى الحيوانة دي ايه
وتركهم وغادر وعلى وجوههم بسمة انتصار بالتشافى من تلك الفتاة المستجدة فلم يستطيع احداً منهم الحصول على كلمة صغيرة منها ...
بمخزن قصر الجارحي
دلف ياسين وجاسم للداخل فصدموا حينما وجدوا مجدي معلق والكدمات تغطى معظم وجه ..
اقترب ياسين منه بصدمة فحل وثاقه بمساعدة جاسم ثم مدده على الفراش المجاور لهم ...
دلف رائد خلفهم بعدما علم من الحرس بأقتحامهم المكان فصاح بهم:أنتوا بتعملوا ايه هنا
وقف ياسين قائلا لجاسم بحذم:أطلب دكتور فوراً يا جاسم
رائد بغضب:متطلبش حاجه الحيوان دا هيموت.
لكمه ياسين بقوة اوقعته ارضاً ثم صاح به قائلا بحذم:نفذ الا بقولك عليه بدون نقاش
وبالفعل اخرج جاسم هاتفه ثم طلب الطبيب ..
أما ياسين فجذبه ليقف امام عيناه قائلا بغضبٍ جامح:غيرتك عميتك عن اخلاقك يا رائد خلاص بقينا سفاحين بنخطف ونستقوى ..
وقف يحسم اموره فغضب من نفسه غضب شديد فلكم الطاولة التى تهشمت بقوة كبيرة من قوته المفرطة ثم صاع بغضب شديد:هى الا عملت فيا كداااا هى الا خانتى ومكتفتش بكدا لا مخالفالي منه وهى لسه على ذمتي
يشعر بجرحه ولكن عليه ان يكون قاسياً فقال بهدوء:اعمل الا يريحك بس بلاش الطريقة دي
وتركه وتوجه للقصر ...بينما ظل جاسم لجوار مجدي حتى اتى الطبيب ولملم جرحه...
كانت ممددة على الارض جثة هامدة فقط عيناها تشدو الدمعات الحارقة على ما حدث بوالدتها لعنت نفسها على ما فعلته تلفظ أسمه بتكرار لعله يشعر بها ويقسم الجبال بحثاً عنها ...
شعرت بقلبها ينبض بقوة فقالت بدموع:عدي ...عدي
على الجانب الأخر
أوقف سيارته بقوة ثم وضع يديه على قلبه صارخاً بقوة:يا الله
ثم بدء بسماع أسمه مجدداً ولكن تلك المرة بوجع أشد ...
عاد معتز للقصر ثم توجه لغرفة شقيقته التى تنظر له بصدمة حقيقة فلاول مرة يدلف لغرفتها ..
أقترب منها قائلا بحزن:جبتلك هدية
القى بها على الفراش زافراً بغضب:بصى انا معرفش انا بعمل كدا اذي بس انا مش عايزك تزعلى
لم تجيبه فكاد فمها الوصول للأرض من الصدمة ...
توجه للخروج قائلا بحزن:يبقا لسه زعلانه
جذبته بقوة تحتضنه بسعادة:لاااااااا زعلانه ايه دانا نفسي ارقص
إبتسم معتز ثم رفع يديه يشدد من احتضانها فسقطت دمعة خائنة منه على معاملة أخته له برغم ما ارتكبه بحقها ..
ترك رائد المخزن وتوجه للقصر لينصدم مثلما صدم ياسين لرؤيتهم رانيا بالداخل ..
كانت عين رعد توحى بالكثير والكثير من الغضب الدافين على إبنه ..
رائد بغضب جامح:أنتِ بتعملى هنا ايه ؟
رعد بحذم بعدما وقف امام إبنه ؛كلمنى انا صحيح الكلام الا هى بتقوله دا
تهرب منه قائلا بضيق:دا حيوان وهى ازبل منه
؛جاوبنى على سؤالي
كانت كلماته تزف بالقصر بأكمله فهبط الجميع للاسفل ...
ووقف عدي وعمر بعدما عادوا من الخارج يستمعوا لما يحدث ..
رائد بغضب بعدما جذبها بقوة من ذراعيها غير عابئ لأحد:أنتِ الا دخلتى هنا برجليكى ومش هتخرجى غير بمزاجى
وجذبها رائد بقوة من شعرها فصرخت الما ...
تدخلت هبة بغضب:انت كمان ليك عين سبها بقولك وقولى جوزي فين ؟
كانت صدمة له فتركها قائلا بسخرية:ايه دا انتِ عارفة بعلاقتهم وبتدافعى عنه كمان
دينا بغضب: أخرجى بره انتِ وهى
آية بهدوء "اصبري بس يا دينا لما نفهم فى ايه ؟
أقتربت رانيا منه قائلة بدموع:مجدي فين يا رائد ؟
رعد بغضب شديد:أنت ساكت ليه انطق
يحيى:مش كدا يا رعد الله جاسم اطلب عمك ياسين فورا
وبالفعل انصاع له ...
أما رانيا فبكت قائلة بألم لم تعد تحتمله:قولى مجدي فين يا عمى وأحنا هنخرج من هنا فوراً
رعد بهدوء:معرفش حاجه من الا ابنى بيعملها من ورايا للاسف
رائد بسخرية ؛ ليكى عين تجى لحد هنا وتطلبي بعشيقك أبو بنتك
كانت صدمة للجميع والصدمة الاكبر صراخها
صرخت بقوة كأنها لم تعد تحتمل الظلم أكثر:مجدي أخويااااا ومريم بنتك أنت
ثم سقطت ارضاً تبكى بأنكسار
عمر بصدمة:أذي ؟
هبة بدموع هى الاخرى وهى تحاول تهدئت رانيا:دي الحقيقة
رائد بسخرية " لا خطة مرضية بصراحه
رفعت عيناه له بدموع غزيرة
فقال عدي بنبرة مأيدة لهم:ممكن تسمع الاول هما عايزين يقولوا ايه
صمت رائد والجميع فأقتربت هبة من عدي وقدمت له شريط من الطراز القديم فأشار للخدام بأحضار ما يناسبه ..
أنصاع الصوت بجميع أرجاء القصر كأنه يعلن انتهاء عذاب تلك المسكينة وبراءة لها مما ينسب إليها وتحطم قلب القاسي الذي طعنها بقوة ...
كان صوت لوالدتها قبل الوفاة فصوتها كان متقطع بصوت ملحوظة
"أنا عارفة يا بنتى أنك حزينة على موتى الشريط دا مش هيوصلك غير وأنا بين أيدي الله عايزكى تعرفى حاجه واحدة بس أنا حبيتك اكتر من نفسي يا حبيبتى
تعالت شهقات رانيا لذاكرها محتواه كذلك المرأة تسجل بصوت متقطع من البكاء..
أنا مش وحشة يا بنتى الفقر هو الا وحش اووى خالنى أبيع ضنايا عشان أقدر أعيش وأصرف عليكى وعلى ابوكى المريض بعت إبنى وأنا بموت ألف مرة فكرت بالأنتحار بس خفت عليكم كنت بين اختيارين انتِ وهو خفت عليكى لان البنت ميعتمدش عليها لكن هو مهما كان راجل ..أنا كنت بشوفه كل يوم ونفسي اروح واقوله انا امك بس خوفى من الناس دي كان اقوى بس شرطى معهم انى بعد موتى بنتى هتطالب بأخوها او بالاقل تعرفه الحقيقة الشرط كان مستمر لوفاتى وانا خلاص يا بنتى بواجهه الموت كل يوم ...أدعيلى بالرحمة وخاليه يسامحنى مع الشريط ورقة بعنوانه حاربي يا رانيا عشان اخوكى وادعيلي يا بنتى.
رسالة مزقت قلوب من بالقصر منهم من بكى ومنهم من تحطم ومنهم من شفق على حالها ومنهم من ود الصراخ من تحمل تلك الفتاة ومنهم من وقف كأنه السهام حطمت اجساده وقلبه هكذا كان حال رائد الذي جلس على المقعد بأهمال وعبارتها تتردد بعقله...
"غرورك الا مناعنى أعرفك طبيعة علاقتى بمجدى لانى كنت عارفه أنها علاقة مؤقته "
رفع عيناه لها بأنكسار صدماته قوية بقدر المستطاع هل تركها تعانى اربع سنوات لاجل ابنته ...هل حرمت ابنته من ابيها ...ما الذي ارتكبه هذا ...ذنباً فاضح لا يغتفر ولكن هل ما سيفعله سينهى عذابها ؟