رواية أحفاد الجارحي الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي عشر
بالمساء
وصلت سيارة اقل ما يقال عليها مركبة فضائية ليهبط منها ياسين الجارحي ورعد وهم بأبهي طالتهم
حمل السائق والحرس الهدايا التى لا تليق سوى بهم للداخل تحت نظرات ذهول من صفاء لتعلم الآن ما يخشاه زوجها فتلك العائلة عريقة للغاية مظاهرها يرعب الأبدان
دلف رعد ويليه ياسين بكبرياء ليتوجه للغرفة التى أشار لها محمد فجلس رعد بجانب محمد وياسين علي المقعد المواجه للباب وضعا قدما فوق الأخري بدون تعمد فهو أعتاد على ذلك ولكن من نظرات رعد أستقام بجلسته حتى لا يفترض محمد التكبر منه.
رعد ببسمة مرحه:أنا جيت في معادي يا عم محمد الشاي جاهز ولا أمشي
ضحك محمد بصوتا مسموع ثم قال:لا أذي جاهز طبعا
فنادى بصوتا مرتفع بعض الشيء:الشاي يا أم آية
جلبت صفاء الشاي للداخل عن تعمد لتلقي نظرة علي الشاب الغامض الذي يريد الزواج من أبنتها فغمق قلبها بسعادة لرؤية هذا الشاب الوسيم القابع أمامها
فخرجت مسرعة بعدما رأت نظرة تحذرية من زوجها.
ياسين ببسمة مصطنعة:كنت سعيد جدا لما رعد قالي أن حضرتك حددت معاد عشان نقعد مع بعض
محمد:أيوا يابني معلش دي عادتنا ممكن تكون قديمة بالنسبالك بس التقليدي أحيانا بيكون سبب الراحة لناس كتير
ياسين بنفي:لا أبدا يا عمي مفيش مشكلة الا يريح حضرتك
بعد قليل دلفت آية بخطوات خجلة للغاية وبيدها الجاتو عيناها مسلطة أرضا بخجل شديد
تناول منها أبيها ما تحمله ثم توجه بها للمقعد المقابل له
محمد لرعد:تعال بقا نشرب الشاي بره فى التراوه.
رعد بستغراب:تراوة أيه دي طب هخلي السواق يجهز العربية حالا
أنفجر محمد ضاحكا حتى آية فشلت بكبت ضحكاتها
محمد:هههههههه الله يجزيك يابني هههههه تعال وأنا هشرحلك ههههه
وجذبه محمد للشرفة الخارجية
تاركا ياسين بدوامة تصارعه بين ملامح معشوقته وبين الخطط التى يتاخذها
قطع الصمت الذي طال لدقائق متعدده قائلا بهدوء:عامله أيه ؟
جاهدت لخروج صوتها وبالنهاية نجحت بذلك فقالت بصوتا منخفض للغاية يتمزق مما تشعر به:الحمد لله بخير
ياسين بلا مبالة:طب كويس
تطلع للغرفة قليلا ثم قال ونظراته مسلطة علي أرجاء الغرفة: أنا وعدت ووفيت قولتلك سيبي باباكي عليا والموضوع منهي
آية بأرتباك:بابا لسه موفقش
ياسين بثقة: هيوافق
تطلعت له بذهول مصحوب بغضبا من هذا المتعجرف فقالت ببعض الحدة:أيه الغرور دا ؟
إبتسم ياسين بهدوء ثم قال:مش غرور ممكن تسميها ثقة بالنفس
آية بنظرات مترددة فهمها ياسين فقال بهدوء لا يناسب سواه:عايزة تقولي أيه أتكلمي
رمقته بنظرات كالسهام بداخلها هفوت من الغضب الدافين ثم عدلت من حجابها كمحاولة لتخفيف توترها الملحوظ ليخرج صوتها أخيرا قائلة بصوتا منخفض:مش عايزاك تأذي بابا بأي شكل من الاشكال حتى لو حصل أيه حاجة من غير قصد.
نظر لها الدنجوان قليلا يتطلع تلك الفتاة الغريبة التى تمزج بين القوة والضعف في آنا واحد ثم أستطرد حديثه قائلا بكبرياء متخفى:ياسين الجارحي مش بيرجع فى أيه كلمة بيقولها أطمني لو كنت حابب أذيهم مش هنتظر أذن حضرتك عشان أعمل دا
لا تعلم لما التمست الصدق بحديثه أو أن رغبتها بذلك هو الدافع القوي لجعلها تلتمس له الصدق فهي كالعصفور أمام الصقر فياسين الجارحي يمتلك النفوذ والقوة لجعله كالسجان لها.
قاطع حديثهم دلوف محمد بعد تركهم المدة المحدده للجلوس معه
رعد بمرح:التراوه دي حلوه أووي
محمد:هههههههه
ياسين ببسمة بسيطة:معلش يا عمي أحيانا بحس البني أدم ده غبي
رعد بغضب مصطنع:لا عندك فوق أنا أبويا موجود مش كدا ولا أيه يا عم محمد
محمد بأبتسامة جميلة "أكيد يابني
ياسين بحزن مصطنع:وأنا مش إبنك ولا أيه ؟
محمد بفرحة لحديث ياسين المرح فهو يتعمد الجدية الزادة للغاية:ربنا يبارك فيكم يارب
ثم وجه حديثه لآية قائلا
:أعملينا عصير يا آية
آية بخجل وهى تنهض من الأريكه وتتخفي من نظراته:حاضر يا بابا
وتوجهت للخروج تحت نظرات ياسين المتفحصه لها بعد خروجها تطلع ياسين لمحمد الجالس بالمقابل له ثم قال بصوتا جادي:أظن كدا تمام يا عم محمد
محمد بعدم فهم:تمام في أيه يا بني ؟!
ياسين:يعنى القبول من عند حضرتك ومنتظر رأي آية
محمد بأعجاب:وأيه الا خلاك تتوقع كدا
ياسين بخبث لا يضاهي أفواه:وجودنا هنا أكبر دليل موافقتك حضرتك منتظر رأي آية
محمد:أديك قولتلها أنا من نحيتي موافق فاضل رأيها
ياسين بأبتسامة ثقة لقرب تنفيذ مخططه:أوك وأنا هنتظر مكالمتك
وأستدار لرعد قائلا بصوتا يكسوه الجفاء:يالا يا رعد.
توجه للباب وقلبه ينبض بشيء مريب شعورا لم يشعره من قبل كأن شيء ما يغزو قلبه فيجعله كبركان من نيران
أتبعه محمد ورعد الذي يخطو خطوات بسيطة علي أمل اللقاء بها ولكن خذلاته تلك المرة
هبط ياسين بخطواته الواثقة للأسفل ليستقبله الحرس بسرعة كبيرة بفتح باب السيارة والصعود علي الفور لسيارتهم بقلم آية محمد .هبط رعد هو الأخر لينضم لياسين بالخلف ونظراته تتوق المبني علي أمل رؤيتها قبل الرحيل
بأيطاليا
بغرفة يحيى
كان يجلس بالشرفة يرتشف القهوة وعقله شارد بما حدث منذ 6أشهر
فلاش بااك
صف سيارته بأهمال ليأتي الحرس وصفها بأنتظام ثم دلف للقصر وهو يقاوم صداع رأسه بعد يوما شاق
تعجب لعدم وجود أحد بالقصر ولكن لم يعنيه فتوجه لغرفته ثم جلس على المقعد بعدما أرتشف حبة للصداع لعلها المنجي له من ألم راسه لا يعلم أنها من قبل أحدا ما يريد الفتك به
سقط أرضا مخشى عليه ولم يشعر بأي شيء أخر سوى الظلام
بعد قليل بدء يحيى فى أستعادة واعيه ليتفاجئ بأنه بغرفة غير غرفته.
وضع يده علي رأسه بألم ثم تجولت عيناه بالغرفة بدهشة تحولت لصدمة عندما وجد أنه بغرفة ياسين فأبتعد عن الفراش بسرعة كبيرة ثم توجه للباب بخطوات متعثرة من ألم رأسه ليفتح عيناه علي مصراعيها عندما يجد روفان ملقاة أرضا وثيابها ممزقة للغاية
تسمر محله لا يعلم ما الذي يحدث هنا كل ما يعرفه أنه من المحال أن يفعل ذلك تراجع للخلف عندما أستمع لصوت ياسين يردد أسمها الصوت يقترب من الغرفة فتراجع هو للخلف ثم أسرع للشرفة لتكون السببل له بالهروب.
أفاق يحيى من شروده على صوت أبيه
أحمد بستغراب:بنادي عليك يابني مش بترد ليه
وقف يحيى قائلا بتوتر:مفيش يا بابا كنت سرحان شوية
جلس علي أقرب أريكة ثم وجه حديثه بالاشارة له بالجلوس هو الأخر:طب أقعد عايزك
وبالفعل جلس يحيى يستمع لوالده ليتنهد أحمد قليلا ليخرج صوته أخيرا قائلا بحزن:أكتشفت أن رضا بيعمل صفقات من ورا جدك ومش عارف أعمل أيه وكالعادة جيت أخد رايك في الا هعمله.
يحيى بصدمة:عمي
أحمد:أيوا يا سيدي أنا اتصدمت لما عرفت وانت عارف انه مش بيطيق الكلام لا مني ولا من حد من ساعة ما سافر امريكا ومراته زرعت الكره في قلبه للكل مراته مش بتحب الخير لحد يابني وأنا خايف لبنتها تكون بنفس طريقتها
يحيى بنفي:لااا ملك مش كدا يا بابا صدقني
احمد بحزن:والله يابني معوت عارف اصدق مين حتى أخوك عايز يتجوز يارا وانت ملك ما تبصوا بره العيلة
يحيى بتعجب:أنت مش حابب يارا كمان طب ليه؟!
تنهد بألم ثم قال:يا حبيبي أنا أبوك وأكتر واحد يحبلك أنت وأخوك الخير ونفسي أشوفكم سعداء بس طبع ياسين ورعد صعب جدا وأكيد أخواتهم ذيهم للأسف ياسين أخد نفس طباع أبوه الله يرحمه كان صعب جدا التعامل معاه
يحيى بهدوء:يا بابا يارا عكس اخوها
أحمد بيأس لمحاولة أقناع أبنه:خلاص يا يحيى خالينا في المهم
يحيى:هحاول أتكلم معاه أنا راجع الشركه من بكرا.
أحمد بصوتا مرتفع يحمل الخوف بأجفانه:ترجع أيه أنت أتجننت
يحيى:يا بابا أنا بقيت كويس وبعدين دي عملية بسيطة مش مستهلة كل دا
قاطع حديثهم دلوف عز قائلا بتعبا شديد:أيه سر التجمع دا
يحيى بمكر:تجمع لقلب نظام الحكم عليك يا خفيف
عز:يا ساتر يارب.
وقف أحمد ثم توجه لغرفته قائلا بصوتا مسموع:مفيش فايدة فيكم هتفضلوا ذي مأنتم
وصعد أحمد لغرفته
عز بأهتمام:هو في ايه ؟
يحبى بضيق هو الاخر:مفيش عن أذنك
وترك يحيى المكان هو الأخر وتبقى عز المنصدم من ردة فعل أبيه وأخيه ولكنه أنفض تلك الأفكار عنه وتوجه للبحث عن معشوقته فوجدها تجلس بالحديقة بالأسفل فتأملها بعشقا جارف لا يعلم انه سيحرم من عشقه المقرب له بعدما سيذق معسول طعمه
بقصر الجارحي وبالاخص بغرفة رعد
كان يتأفف بحزن لعدم رؤياها يتأمل الحديقة بشرود بعيناها السمراء ولم يرى من يقف خلفه بنظراته الصقرية المتفحصة له
ياسين بمهارته المعتاده: حلوه
رعد بشرود: في أحلي منها بس عيونها أسرني حاسس أنها فيها سحر خاص كدا
أقترب منه ياسين أكثر قائلا بهدوء لا يليق سوى به:أممم ودي بقا عرفتها فين.
أفاقه الصوت من أحلام مشيده بخيالا منسوخ علي صوت الأسد فألتفت ليجده ينظر له ببرود فينزع التوتر به قائلا بأرتباك:ياسين
كان يقف بكبرياء وضعا يده في سراوله الرياضي المخصص لرياضة أختارها ليلا ليداوي آلم قلبه المتطفل لها فقال بهدوئه المعتاد:متوقع حد تاني
رعد بزعر:أبدا بس أتفاجئت عشان.
قاطعه ياسين بأشارة من يده قائلا بحذم:مش عايز أعرف حاجة وياريت تركز معيا كويس أوي في الا هقوله
وبالفعل أنصاع له رعد بأهتمام ليتجه الدنجوان للشرفة ورعد يتابعه فأشار له بعيناه تجاه سيارة تقف علي بعد أميال من القصر
رعد بعدم فهم:مش فاهم مالها العربية دي.
أستدار الدنجوان ثم رفع قداماه علي حامل السور يترقبها بغموض وهدوء مميت ليعلم رعد بأن هناك أمرا هام بنظراته المحتقنه
حل الصمت قليلا فقاطعه ياسين بنبرة صوته المميته لحياة شخص ما قائلا:عايزك تقلب التربيزه عليهم
أكتفى رعد بأشارة بسيطة ليرحل ياسين بهدوء ويتبقى رعد يتطلع لها بأهتمام ويعلم ما يريد الدنجوان قوله
بمنزل آية وبالأخص بغرفتها
دينا بذهول:يخربيت كدا هو في جمال من دا لحد دلوقتي أمال بيقولوا أنقرض أذي !
آية بحزن دفين بصوتها:دينا أنا الا في مكفيني
دينا بتعجب:فيكي أيه يابت أه صحيح ياختي لازم حالك يتقلب بعد ما شوفتي المز دا الواد حلو اووي والله العظيم أحلي من ممثلين الهند
آية بجدية:حرام كدا يا دينا بتشيلي ذنوب
دينا: في أيه يا آية أنا بهزر معاكي مش أكتر.
آية بهدوء تحاول التحكم به بخفقات قلبها المنقبض:يعني تخدي سيئات عشان هزار سخيف يا دودو
تمهدت قليلا ثم قالت بجدية:خلاص يا ستي أسفين
ثم استطردت بمكر:هو أنتي خايفة عليا بجد ولا دا غيرة
لم تتمالك أعصابها فحملت الوسادة وركضت خلفها فأسرعت دينا للخارج.
بالخارج
كان محمد يجلس بغرفة الضيوف وإلي جواره كانت تجلس صفاء يتبادلان الحديث بأمور هذا الزفاف ليجدوا دينا تركض للداخل بزعر وآية تلحقها والغضب يكنن بعيناها
دينا بصراخ:الحقني يا بابا بنتك بينها أتجننت
صفاء بشك:بنتي الا جننتك دانتي تجنني مديرية بحالها يابت
تخفت خلف ظهر محمد قائلة بمكر:بنتك ! يعني أنا مش بنتك سامع يا حاج
محمد بضحكة مكبوته من تلك المشاكسه العنيدة:سامع وشايف
آية بغضب:والله ما هسيبك تعالير
دينا بصراخ مزيف حتى يتدخل والدها:لاااا يا بابا الحقني.
وبالفعل أستجاب لها والدها الحنون قائلا بصوتا منخفض بعض الشيء:خلاص يا آية أنتوا مس صغيرين يا حبيبتي
صفاء بغضب:سبها يا محمد البت دي فظيعه بجد
دينا ببكاء مصطنع:شايف يا بابا مراتك ااااااه أهي أهي
محمد لدينا:أهمدي بقا يا بت الله وانتي يا آية البت دي عملت فيكي آيه
تلبكت آية ولم تخرج الكلمات من فمها فألتزمت الصمت القاتل لتكمل دينا بشماته قائلة بسخرية:ما تتكلمي ياختي أيه الا حصل ولا القطه كلت لسانك ابو شبر ونص الوقتى.
رمقتها آية بنظرات كالسهام بينما أكملت صفاء قائلة بستغراب:هو فيه ايه يا بت
دينا بخبث:بنتك بهزر معها وبقولها العربس موز لقيتها ياختي الغيرة كلتها
آية بغضب:كدابه يا ماما
دينا:على بابا
صفاء:عيب يا بت يالا روحى جهزي العشا
دينا:هو كل يوم ما تخليها تروح هي
محمد بجدية:خلاص يا دينا اعملي الا ماما قالتلك عليه عشان عايز أختك في موضوع مهم
دينا ؛حاضر.
وغادرت دينا تاركه آية تجلس علي الاريكه وبانتظار ما سيقوله والدها
صمت محمد قليلا يرتب ما سيقوله لها ولكنه تمكن من ذلك قائلا بصوت يحمل الحنان: بصي يا بنتي أنا واثق في تربيتي فيكي وعارف ان الا بيهمك الأخلاق الفلوس دي اخر خاجه ممكن تفكري فيها عشان كدا انا واثق في اختيارك
آية بأرتباك ونظراتها معلقة ارضا:أنا موافقة عليه يا بابا.
تعجب محمد مما تتفوه به فقال بستغراب:انا مش عايز رايك دلوقتي جاوبني بعدين على الاقل فكري وصلي استخارة
أيه بخجل:عملت صلاة الاستخارة من قبل ما أقعد معاه يا بابا وانا ارتحتله جدا
محمد بشك:يا بنتي اعطي لنفسك فرصة تفكري
قاطعته صفاء بسعادة:ما خلاص يا محمد هي قالتك مرتحله يبقا ترد علي الراجل بكرا وتبلغه موافقتها
محمد بحذم:محدش طلب رايك يا صفاء
صمتت تستمع لهم فالحديث مجددا بعد ما قاله زوجها يعد لها الطريق للهلاك أما آية فحاولت بشتى الطرق اقناع والدها بانها تريد ياسين حتى تنهى ما يريده وترحل بسلام لا تعلم أنه طريق محفور بالمصاعب والاشواك
بغرفة ياسين كان يتابع تدربيته الرياضيه بقسوة لم تعهد عليها أيه صالة رياضيه من قبل كان يلكم الحائط بقوة أنتقام تسرى بعروقه كلما مرءت ذكرياتها بخاطره
أسما يتردد بعقله لم يستطع نسيانه عندما كانت تخبره قبل موتها يحيى مجرد تذكره للاسم كان يجمح قوته ويستزفها فيخرج طاقته بتلك الحجاره لتأتي هى بمخيلاته وتصنع نسجيا خاصا بها فتجعله هادئا للغاية.
أنقضي الليل وساد الصباح بأشعة الشمس الذهبية
بأيطاليا
أستيقظت ملك ثم أبدلت ثيابها وهبطت للأسفل لتجد جدها يجلس علي المائدة وبيده القهوة واليد الأخري يتفحص الجريدة
ملك بصوتا حذر فهي تتحدث مع عتمان الجارحي:صباح الخير يا جدو
عتمان بدون أهتمام وهو يباشر قراته:صباح الخير
ملك:أخبار صحة حضرتك.
عتمان ببرود:أظن مش محتاج رد علي سؤالك ذي مأنتي شايفه
شعرت بحرجا شديد يجتاز أوصراها بقلم .ملكة الابداع آية محمد .فتوجهت للاعلي والحزن يلون وجهها
خرج حكزة من غرفته ليجد ملك أمامه مباشرة فخفت عيناها وتوجهت لغرفة يحيى ولكنه توقفت علي صوته
حمزة:ملك
أستدارت ملك بستغراب ليستطرد حديثه قائلا:معلشي اتعصبت عليكي شويه
تعجبت ملك كثيرا ثم قالت بهدوء:لا عادي.
حمزة بمرح:عادي فين دانا مأثر معاكي اوي لحد النهاردة ثم اكمل بغرور:دانا جامد أووي
ضحكت ملك بشدة ثم قالت محاولة في الكف عن الضحك:لا يا خفيف مزعلتش انا واخده منك علي كدا
حمزة:امال ليه طالعه محمره وشك
ملك بغضب:محمره وشك بيئة دا طبيعي.
حمزة بسخرية:كلكم بتقولوا كدا وفي الاخر بيطلع ألوان
ملك بغيظ:يا ربي مبحرمش وبرجع اكلمك وبترجع تديقني
حمزة بمشاكسه:طب بترودي عليا ليه ياختي مدام بضيقك
ملك بعصبيه:غلطت وأديني هصلحها
حمزة بعدم فهم:تصلحي ايه.
لم تجيبه ملك ودلفت لغرفة يحيى ثم صفقت الباب بقوة جعلت الفزع حليف حمزة ليردد بغضب:ماشي يا أوزعه صبرك عليا بس
يارا بذهول:أنت بتكلم نفسك يا حمزة !
حمزة بغضب:لا بقولك أيه الا فيا مكفيني مش ناقصه شوفي راحه فين
وتركها حمزة وغادر تحت نظرات تعجب شديد منها.
صعد يحيى الدرج باتجاه غرفته ليستمع لحديث حمزة فيقول بتعجب:هو في ايه يا يارا
يارا بندهاش هي الاخري "معرفش يا آبيه أنا لقيت الواد المجنون دا بيكلم نفسه
يحيى بأبتسامة جميله تزيده وسامه وجاذبية: أديكي قولتيها مجنون يعنى متدقييش علي كلامه سبك منه المهم أنتي خارجه
يارا:أيوا هروح لعز الشركة
يحيى بستغراب:ليه ؟!
يارا بخجل:النهارده عيد الحب وحابه أهديه حاجه
إبتسم يحيى ثم قال بمشاكيه:يا عم يا عم أه بقا مهو راحت علينا وجيت لحد عز وعيد حب طب وريني الحاجه دي
يارا بخجل: ها لاااا مش هينفع أنفجر ضاحكا ليسترسل حديثه بمكرا لا يليق سوى به:امم مدام لا يبقا هقرء بأدب
يارا بغضب:أبيه الله.
يحيى بثبات ممزوج بضحكات بسيطة:سكت أهو بس أحسنلك تمشي لان احيانا مش بقدر أسيطر علي نفسي فممكن أخد الشنطه منك وأفتشها مثلا
وما أن أنهى جملته حتى هرولت مسرعة للأسفل تحت نظراته الممزوجه بالفرح ليكمل طريقه لغرفته فيتفاجئ بأنغلاق باب الغرفة
حاول جاهدا بفتحه ولكنه لم يستطع ليستمع بعد قليل لصوتها وصوت المفتاح يتحرر بين قيود الباب بحرية
ملك بغضب:أنت الا أبتديت والبادئ أظلم
وسكبت ملك المياه بوجه حمزة كما كانت تعتقد ففتحت عيناها علي مصراعيها عندما تفاجئت بيحيى يقف أمامها والغضب يتطير من عيناه
بقصر الجارحي
هبط ياسين للأسفل بحلي أسود اللون جعله ملك الوسامة وتاجه رونق بعالم الغنى الفاحش بتالق بشعره البني الغزير ورائحة البرفينوم الخاصه به التى تملأ المكان بخفوت لتتوالي اللحظات بوجوده هو فقط بمكان مخصص يسود به رائحته ووسامته المعهوده
هبط ليجد رعد يجلس وبيده القهوة والحاسوب يعمل عليه بتركيز شديد
ياسين بغضب وهو يجذب منه القهوة:قهوة على غير ريق تانى يا رعد مش قولنا بلاش كدا
رعد:حاولت والله يا ياسين ومعرفتش.
ياسين:هنكمل كلامنا بالعربية يالا
جذب رعد مستلزماته ثم أتابع ياسين للسيارة ليكمل حديث عن العمل وعن شركة إبراهيم المنياوي التي ظهرت بالفترة الأخيرة وتعلن بشكل صريح تحديها لياسين الجارحي نفسه
أعجب ياسين بشجاعة هذا الرجل فهو يرغب بالتنافس مع عدو قوى علي عكس الهش فمرحب به بقائمة حظر ياسين الجارحي
وصلت السيارة أمام المقر الرئيسي فهبط ياسين وأتابعه رعد بطالته الساحره بحلي رمادي يشبه عيناه كثيرا وشعره المصفف بطريقة منتظمه
دلف رعد لمكتبه ليكمل عمله وكذلك ياسين دلف مكتبه ويتابعه الحرس المخصص لحمايته.
بشركات الجارحي بأيطاليا
كانت تعمل باقة الزهور الحمراء وبداخله الهدية التى جلتها يارا له ليست ياقوت ولا ألماس بل ورقة مطوية بداخل الورد الأحمر ورقة كتبتها يارا بحبا لم يعهده عاشق من قبل حب مرء بعذابا وسطرته بصبرا محفور بعشق وحروف أردت أن تخبره بها كم تعشقه منذ الطفوله الي الآن
فتوجهت لمكتبه ثم دلفت لتتصنم محلها بصدمة لم ترى لها مثيل صدمة ألجمتها وجعلتها كالصنم بل أشد من ذلك فسقطت باقة الورد ولكنها ظلت مثلما كانت علي عكس حال يارا فقلبها تمزق لشطائر صغيرة عندما رأته يحتضن فتاة أخري غيرها نعم أنها تتذكرها هي نفسها الفتاة التى راتها من قبل تالين فقالت والدمع يلون عيناها فيجعله كتلة من الدماء:لدرجادي يا عز.
أبتعدت عن احضانه بانتصار بينما تخشب هو بمحله لرؤياها لم يستوعب ما يرأه فقال مسرعا وبخوف لفقدنها: يارا
أقترب منها مسرعا لتوقفه بأشارة من يدها والدمع تهبط كانها شلال من فيضان فقال بصوتا منخفض لعلها تهدء وتسمعه:حبيبتي أسمعيني أنا
قاطعته قائلة بيأس:أنت
أنت أيه أنا كنت عارفه انك على علاقة بيها بس كنت بكدب نفسي انك مستحيل تقبلها تاني بعد ما اعترفتلي بحبك ليا أنا كنت مخدوعه فيك يا عز بحمد ربنا أن لسه مبقتش مراتك والا ندمي كان هيكون اضعاف
وتركته يارا وركضت للخارج.
ركضت كمن يسلب قلبها وهي تفر ليتركه لينبض للحياة
ركضت كمن تفر من الموت بعدما رأته بعين معشوقها كيف له ذلك أيمنحها الحياة وبها زورات من الموت يا له من مخادع كما اطلقت عليه من قبل
كان البكاء حليفها فتوجهت للسيارة وبيدها المفتاح فلم تقوى علي استعماله فسقطت ارضا تبكي بصوت منكسر محطم لا تقوى علي الوقوف فحملت هاتفها من الحقيبة ولمع ذكرياته برأسها وتلك الجملة المحفرة بذكرياتها (مش هتلقى حد يحبك أدي يا يارا )
ليأتيها صوته قائلا بستغراب:الو
شهقت لبكائها جعل قلبه يعود للنبض فاسرع قائلا:يارا
يارا ببكاء:أدهم أنا محتاجلك أوي.
بمكتب ياسين
كان بعمل علي حاسوبه عندما استلم رسالة انتصاره علي عاطف المنياوي فوضع قدما فوق الاخر بثقة لا تخلو منه حتى انه اغمض عيناه وضعا يده خلف رأسه ليصدح هاتفه برقم محمد يعلن له قبول عرض الزفاف فتزيد بسمته الهادئة ليبدء بشرع خطته للسفر لأيطاليا أو بالمعنى الاصح بدء ألانتقام فمن سيكون الجاني والمجني عليه بين العشق والحب المجهول والأنتقام
لكلا منهم سبل للعشق والانتقام كيف ذلك لنرحب بكم بكوكبة مملؤءه بأحداث ليس لها مثيل.