رواية أحببت فاطمة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول
يوم جديد تشرق الشمس لتداعب وجه الفتاه النائمه في فراشها لتفتح عيناها ببطئ وتتململ في فراشها وتنهض هاله قائله: اللهم ارزقني خير هذا اليوم وخير ما فيه وأعوذ بك من شره وشر ما فيه، وتتجه إلي المرحاض لتتوضأ وتصلي صلاه الضحي وما أن انتهت ذهبت لغرفه أخيها الغارق في نومه، فتحت الباب ودلفت الي الداخل واقترب منه قائله بهدوء:
كيمو قوم ياكيمو اصحي يلا بقي كفايه نوم.
فتح عينيه ببطئ وهو يتقلب بكسل ويقول بصوت منخفض يغلب عليه النعاس:
سبيني انام ياهاله الله يخليكي واطلعي بره
هاله بتصميم: لا يلا قوم النهارده الجمعه ولازم نفطر مع بعض قوم بقي
وضع الوسادة علي وجهه وقال بتوسل: حرام عليكي ياهاله النهارده اجازتي سبيني بقي
عبست هاله بوجهها وقالت بحزن: طيب علي راحتك انا كمان مش هفطر وخليك نايم ونهضت لتتجه إلي الخارج.
فتفاجئت بيده ممسكه بها قائلا بمزاح: استني يارخمه ياغلسه ياتاعبه قلبي
ضحكت هاله قائله: ايون كده!
ابتسم كريم وقال: أيون! طب امشي انجري من قدامي
ضحكت وقالت: اوكشن هحضر الفطار تكون أنت صليت وتمام ماشي
أومأ كريم برأسه قائلا: ماشي.
بطلنا كريم ذاك الشاب الأسمر الوسيم طويل القامه قوي البنيه ذو الملامح الرجوليه البحته، حيث العينان البنيه الواسعه الغامضه والبشره القمحيه والشعر الأسمر الكثيف، يمتلك من الوسامة قدر كبير، وأيضاً هو شاب يحمل معاني الرجوله الحقيقيه فهو شخصيه جاده مع الاغلبيه ومرحه مع الاقرب الي قلبه وهما (هاله شقيقته، ووالده ابراهيم)
وفي الطابق العلوي من ذاك المنزل يوجد عمه (حسين) وفتياته الثلاثه، وزوجته.
فتحت جميله نافذه الغرفه لتتسلل أشعه الشمس الي الداخل لتفيق تلك الفتاه التي تشبه الطفله الي حد كبير في ملامحها...
جميله: صحي النوم ياختي انتي وهي قومي منك ليها
نهضت فاطمه عن فراشها قائله بتكاسل: صباح الخير ياجوجو
جميله: صباح النور يابطوطه يلا عشان نحضر الفطار قبل ما أبوكي يصحي وتبقي ليلتنا مش فايته
فاطمه: اه هصلي واحصلك علي المطبخ لحسن نسمع مرشح كل يوم حاجه تقرف.
جميله: طب صحي البت المقتوله دي لحسن غلبت فيها
فاطمه ضاحكة: ماشي ثم توجهت ناحيه شقيقتها وقالت بصوتٍ عالِ بعض الشئ: بت ياساره قومي يابت قومي يلا ابوكي هيبهدلنا، طيب مش هتقومي انا هاخد الفون بتاعك
نهضت ساره عن فراشها مسرعه قائله بتأفف: اووف عايزين مني ايه هو الواحد ميعرفش ينام ف البيت ده ياربي
فاطمه: بطلي لماضه يلا انا هدخل التواليت وانتي ورايا عشان نحضر الفطار
ساره: طيب طيب.
في منزل إبراهيم
أحضرت هاله الطعام لاخيها وابيها فهي المسؤله عنهما بعد وفاه والدتها التي توفت منذ فتره وتركتهم وأوصتها علي اخيها وابيها وان تحل محلها فأخذت هاله بالوصيه وكادت ان تكون الابنه والاخت بل والام ايضا...
جسلوا ثلاثتهم حول مائده الطعام ليقول ابراهيم: كل ده نوم يااستاذ كريم
تحدث كريم وقال وهو يتناول الطعام قائلاً بهدوء: معلش يابابا انت عارف ان ده يوم اجازتي وانا ما بصدق ارتاح فيه.
ابراهيم: ماشي بس مفهاش حاجه تفطر وترجع تنام تاني ولا ايه يا أبو الكرم
كريم بمرح: عندك حق يا حاج حاضر
هاله بمزاح: احم احم ايون كده شطور!
ضحك كريم وقال: طب اطفحي وانتي ساكته ياهاله
ابتسم الاب وقال: النهارده الجمعه وعمك عازمنا علي الغدا ابقي حضر نفسك ماشي؟
تحولت ملامحه إلي الضيق وقال متنهداً: لا مش هطلع يابابا اطلع انت وهاله
إبراهيم بتساؤول: ليه يابني؟
كريم: افتكرت ورايا شويه شغل كده في الشركه.
ابراهيم : احنا مخلصين شغل كله امبارح انت بتتهرب كالعاده!
كريم بنفاذ صبر: انا مليش في جو العزومات ده يا بابا معلش سبني علي راحتي
تنهد ابراهيم وقال: علي راحتك منا عارفك دماغك ناشفه
(يعمل كريم في مجموعه شركات عمه ووالده وهو لا يهتم الا بشغله وشقيقته ووالده فقط وحياته تتلخص فيهما).
أحضرت الفتيات الفطار وقامن بترتيب الطاوله وجلسوا جميعهم وتناولوا الطعام بصمت حتي قطع ذلك الصمت حسين وهو يقول بغضب وحدة: فين البيض؟
ابتلعت جميله ريقها وقالت بخوف: معلش اصل مفيش بيض
نظر لها بغضب وقال: نعم!
فاطمه بجديه وثبات: مفيش بيض ونسينا نجيب المره الجايه نبقي نجيب ان شاء الله
صاح بها قائلا بغضب: اخرسي يابت انتي بالذات بتنرفزيني
نظرت فاطمه بغضب وتناولت طعامها ببرود ولا مبالاة وكأنه لم يتحدث..
بينما انتفضت ساره علي اثر صوته المرعب وقالت بهدوء متوتر: معلش يا بابا اخر مره تحصل
نهض من مقعده قائلا بغضب: كان يوم اسود يوم ما خلفتكوا عار عليا خلفه هم!
بينما ظلت الام صامته وتجاهلته فهو انسان لا يعرف للرحمه طريق و اب ظالم وايضا زوج ظالم...
مر الوقت وتجمعوا حول مائده الطعام مره ثانيه بعد ان جاءت (رجاء) عمتهم وعمت كريم وهاله وابنتها (مني) لاحظت العمه عدم وجود كريم فقالت: اومال فين كريم؟