رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثاني والثلاثون
فى اليوم التالى
فتحت ندى عينها ببطء واجهها الضوء الساطع فعقدت حاجبيها بانزعاج واغلقت عينها مره اخرى ثم فتحتها مجددا ببطء حتى اعتادت على الضوء تطلعت حولها لم يكن هناك احد بالغرفه نهضت ببطء وهى تشعر بدوار بسيط .
جلست تتذكر احداث الامس تذكرت كل شئ واخر ما تتذكره انها كانت تحادث طارق ولم تتذكر شئ بعدها .
اغمضت عينها تتنهد ببطء وهى تتذكر روان بجوار جاسر فحدثت نفسها: انتى ليه بتعملى فى نفسك كده ! ليه بتعذبى قلبك على الفاضى ! هو لا كان ولا هيكون ليكى ... دا نصيبه ونصيبك واكيد نصيبك هيجى ... ليه معلقه قلبك ونفسك بيه ! كفايه يا ندى كفايه لحد كده ... كفايه تلعبى باعصابك وتغرزى السكينه فى نفسك بايديك ... فوقي بقى من مرضك بيه ... لازم تعالجى نفسك ... لازم ترجعى ندى بتاع زمان ... ندى اللى مفيش حاجه بتزعلها دايما تضحك وعايشه ببساطه ... لازم اعمل كنترول على قلبى ومشاعرى ... وجاسر انا هدوس على نفسى وهنساه ومعنتش هتعامل معاه ... وان البت اللى معاه غلطتى فيا تانى لا يمكن هسكت لها ... انا معملتش حاجه غلط علشان ازعل او استخبى ... كفايه كده اوى ...
قطع حبل افكارها طرقات على الباب تلاها دخول اسر وطارق .
طارق: صباح النعناع يا منعنع .
ندى بابتسامه: صباح اللى بتغنى .
اسر:طب ما انتى زى القرده اهه خلتينى مش عارف انام طول الليل وانا مشغول النهارده كان لازم دلع دلوقتى يعنى .
ندى وحاولت تبدو طبيعيه: حد يلاقى الدلع وميدلعش وبعدين انت عندك اغلى منى اصلا .
طارق: اها لمضه افندى وصلت دا احنا مش هنخلص منك النهارده .
ندى: لا يا عم كل واحد بيتك بيتك مش عايزين وش انا عايزه ارتاح اصلا .
اسر: تصدقى انك جزمه اصلا .
اتجه اسر اليها وجلس امامها وبهدوء ادخلها لاحضانه ومسح على ظهرها وشعرها بهدوء لتختفى ابتسامه ندى فور احساسها به وتبدأ عيناها تزرف الدموع دفعه واحده كأنها كانت تنتظر حضنه لتبكى ...
ظل اسر يمسح ببطء وهدوء علي ظهرها واكتفت هى بلف يديها حول خصره لتخرج كل ما بداخله ليشهد قميصه على دموعها ...
ظلا هكذا دون كلام فقط شهقات ندى ودموعها المنهمره وطارق يقف ينظر اليهم باشفاق وعيناه تمتلئ بالدموع .
ابتعدت ندى عن حضن اسر اخيرا ونظرت اليه فمسح دموعها فقالت بخفوت: شكرا .
اسر وهو يقبل جبينها: استقوى بالله ...
وتركها وخرج من الغرفه وطلب من طارق الخروج وتركها بمفردها وبالفعل خرج طارق وظلت ندى شارده فى كلمه اسر نعم هو الله ... هو من يمنحها القوه ... هو من يطيب جرحها ... هو من يوجه قلبها ... نعم هى بحاجه الى الله لا الى مخلوق اخر ... فليس هناك مخلوق على الارض قادر على اسعادها واسعاد قلبها ... فقط الله من يقدر فهو القادر على كل شئ ...
نهضت ندى توضأت وارتدت اسدالها وصلت لله دعته ... بكت ... اشتكت ... اخرجت كل ما بداخلها ... بثت اليه كل ما يجيش بصدرها ... وانهت صلاتها وجلست تقرأ فى كتاب الله ومازالت دموعها تنهمر ... ظلت بعض الوقت حتى هدأت احست براحه تتخللها ... و احست بشعور مطمئن ... فحمدت الله واخذت وعد بينها وبين نفسها انها ستحاول نسيان الوجع ... والقاء الماضى خلف ظهرها ... ولكن هل ستستطيع !.
استيقظ ادم على رنين هاتفه فتح عينه بانزعاج فهو لم يستطع النوم الا الساعه 7 صباحا والساعه الان 9 تأفأف ونظر للهاتف وجده جاسر لا يدرى لما ولكنه شعر ان الامر جاد اعتدل وجلس على الفراش كانت يارا غير موجوده بجواره . فتح الخط و ..
ادم: السلام عليكم
جاسر: وعليكم السلام معلش يا بشمهندس صحيتك من النوم .
ادم: ولا يهمك خير فى حاجه.
جاسر: انا محتاج اتكلم معاك ضرورى جدا لازم اشوفك النهارده .
ادم: خير .
جاسر: هو مش خير بصراحه بس مضطر اعرفك .
ادم: خلاص تحب نتقابل امتى وفين .!
جاسر: بعيد عن الشركه خالص ياريت تشرفنى فى مكتبى .
ادم: تمام ابعتلى العنوان وانا ساعتين بالكتير وهاجى .
جاسر: تمام .
واغلق معه الخط وبالفعل ارسل جاسر رساله لادم بعنوان مكتبه .
خرج ادم وجد يارا جالسه على الاريكه ويبدو على عينها التعب الشديد .
جلس بجوارها وطبع قبله على جبينها وقال: صباح الخير . قاعده ليه كده .!
انتفضت يارا لانها كانت شارده: هااا خضتنى .
ادم: مالك بس سرحانه فى ايه ؟
يارا بحزن: فى ندى وفى اللى بيحصل معاها .
تنهد ادم واعتدل والقى برأسه على قدمها وصمت .
بدأت يارا تعبث بخصلات شعره: حاسه ان حياتنا غريبه لا هى طبيعيه ولا هى خياليه .
ادم: ربنا بيقول " خُلق الانسان فى كبد"
يارا: ونعم بالله . صحيح ايه اللى صحاك بدرى !
ادم: معرفتش انام ولما نمت جالى تليفون صحانى دلوقتى ! انتى جيتى امتى من عند ندى ؟.
يارا: من ساعه كده ومحبتش ادخل عليك الاوضه علشان متقلقش .
ادم: ندى صحيت بالليل ولا حاجه ؟
يارا: لا .
ادم: وانتى نمتى !
يارا: معرفتش انام .
ادم: طيب قومى ريحى شويه وانا هروح الشركه وعندى كذا مشوار بعدها كده .
يارا: طيب ثوانى اجهز الفطار ومفيش اعتراض هتاكل قبل ما تنزل .
نهض ادم وامسك يدها وقبلها: ربنا يخليكى ليا .
ابتسمت له يارا ونهضت لتعد الافطار بينما صعد هو ليحصل على حمامه ويبدل ملابسه .
استعد ادم ونزل للاسفل كانت يارا اعدت الافطار وعندما رأته اطلقت صفيرا تعبر به عن اعجابها ...
يارا: اوه اوه انت عايز البنات تعاكسك ولا ايه !
ابتسم ادم: ليه يعنى دا انا حتى لابس اسود .
كان ادم يرتدى بنطال اسود وقميص اسود يرفع اكمامه لاعلى صفف شعره للخلف ووضع عطره الذى يذهب بأنفاس يارا .
يارا وهى تقترب منه: انت مش عارف انك فى الاسود بتبقى حاجه كده يعنى محصلتش !
ادم بخبث: يا راااجل ببقى حلو يعنى .
يارا بحب: حبيبى حلو عالطول اثلا .
ادم بضحكه: اثلا .
ثم قبل جبينها: متقلقيش انا هبقى كويس ومودى هيتحسن .
يارا وقد ادركت انه فهم انها كانت تحاول اخراجه من حزنه على ندى وكذلك قلقه المستمر عليها ... فابتسمت واحتضنته دافنه وجهها فى صدره تستنشق عطره ... واحاط هو خصرها بيده دافنا وجهه فى عنقها ... فمثل ذلك الحضن يعطى اليهم الراحه والامان ويشعرا ان الحضن كفيل ان يطمئن كل منهما فهو بمثابه حياه بالنسبه اليهم .
تناول ادم افطاره معها ثم نهض وخرج ليذهب للشركه ثم بعدها يذهب لمقابله جاسر ...
فى الشركه يجلس طارق شاردا احيانا فى ندى واحيانا اخرى فى موقف بسمه حتى دلف اليه حازم بغضب: انتو يلا معندكوش دم دا انا عريس يا بأف منك ليه .
ضحك طارق ...
حازم: خلتونى اجى وانا كتب كتابى بعد يومين لييييييييه ! البعده معندهمش دم .
طارق بضحكه: ما انت عارف ان الصفقه الجديده لازم نتناقش فيها وانا قابلت ريناد امبارح علشان تشوف الشروط وكده وقالت هتدرس الموضوع وترد علينا .
حازم: مين ريناد دى .!
طارق: بنت صاحب الشركه المتعاقده معانا وهى المسئوله عن الصفقات دلوقتى .
حازم بغمزه: جميل ... هى حلوه بقى !
طارق بضحكه: هقول لخطيبتك .
حازم: اصلا البنات كلها بقت وحشه ومش محترمه انا معنديش اغلى من مريم حبيبه قلبى .
قهقه طارق .
حازم: بس الحيوان التانى ده برضو مكنش عارف يبعدنى دلوقتى دول يومين يعنى اشوفه بس ومش هرحمه .
ضحك طارق: لو راجل روح قول الكلام ده لادم فى وشه .
جلس حازم وقال بضحكه: انا بقول المسامح كريم .
طارق: الله يرحم الرجاله .
ضحك طارق وشاركه حازم .
حازم: ندى عامله ايه دلوقتى .
طارق: الحمد لله كويسه .
حازم: الحمد لله. عملت ايه مع ريناد دى امبارح وصلتوا لايه يعنى !
صمت طارق ولكن لم يتذكر ريناد ولكن تذكر غضب وغيره وكلام بسمه فارتسمت ابتسامه على شفتيه .
حازم بخبث: المهم مالك كده حاسس انك عايز تقول حاجه .
طارق: هتعملى فيها بتفهم بقى .
حازم: يعنى فى حاجه فعلا .
طارق: فى حاجات ..
حازم: قول يا خويا واشجينى .
حكى طارق لحازم ما حدث من بسمه بالامس وموقفها وكلامها .
ابتسم حازم وقال: يبقى السمكه بدأت تشبك فى الصناره .
طارق بغيظ: انت رايح تصطاد ما تقول كلام عدل .
حازم: يعنى اظاهر ان البطيخه هتطلع حمرا ومسكره .
طارق: لا بقى دا انا فى سوق الخضار قوم امشى يا حازم انا غلطان انى بكلمك اصلا .
حازم بهمس: يا عم الحبيب استنى بس واسمعنى كويس انا هقول ايه ! وتنفذه بالحرف الواحد .
طارق: عارف انت بتفكرنى بمين بمنظرك ده !
بتفكرنى بنصه فى فيلم غبى منه فيه ... عارف انت شكلك فاهم يا نصه .
ضحك حازم وقال: لا بجد كده بسمه بدأت تنجذب ليك بس عمرها ما هتفهم مشاعرها لانك دايما سابق بمشاعرك علشان كده انا عايزك تديها فرصه تفهم احساسها ناحيتك .
طارق بجديه: ازاى بقى !
حازم بمرح: احبك وانت بتفهم كده المهم هتدفع كام .
طارق بغيظ: مصلحجى حقير . عايز ايه !
حازم: تظبطنى اليومين اللى جايين مش عايز رخامه بقى ومش عايز اجى الشغل سبونى اكلم البونيه بتاعتى كلمتين بدل ما انتو قرفينى كده !
طارق: دا انت واطى واطى ... ماشى يا عم انطق بقى .
حازم: الحل يا سيدى انك تنفض لها طنشها يعنى .
طارق وهو يقذف حازم بالقلم امامه: امشى يلا اخرج بره .
حازم بضحكه: يا عم افهم بس ... ثم اضاف بجديه: بص يا طارق بسمه دلوقتى عارفه ومتأكده انك بتحبها ومن زمان وبالتالى حتى هى لو حبتك مش هتحس لانها مطمنه انك بتحبها وبتهتم بيها ولو تاخد بالك انها اول مره تتكلم معاك كده كان بسبب انها شافت انك ممكن تضيع منها وانا اراهنك دلوقتى انها مكنتش فاهمه هى عملت ليه كده ! ولا ليه اتخذت الموقف ده معاك ! علشان كده انا بقولك تديها فرصتها انها تفهم ليه بتعمل كده ! اما تحس انك مش مهتم او مش بتجرى وراها زى الاول ... اما تحس ان حواليك بنات وممكن تسيبها وتخطب غيرها ... اما تحس انك بتفضل حاجات تانيه عليها ...
تبدأ تفهم مشاعرها ! وبعدين خد بالك بسمه طالعه من ماتش جامد واكيد مأثر عليها فهى ممكن تفهم احتياجها لحد جنبها مكان الزفت اللى كانت بتحبه انها بتحبك وبالتالى تبقى بنيتوا علاقه على مجرد وهم هى رسمته ... لكن لما انت تبعد شويه تبدأ هى تفكر فيك كطارق وهل هى محتجاك جنبها علشان بتحبك انت ! ولا علشان محتجالك ! فاهمنى يا طارق ؟
صمت طارق قليلا ثم اومأ وقال: تشكر يا حازم انا فهمتك وهحاول والله بقدر الامكان اتحكم فى مشاعرى معاها .
حازم: اى خدعه اوعى تنسى تظبطنى انت كمان .
طارق بضحكه: متقلقش .
حازم باصرار: انا هعتمد عليك .
طارق: اطلع بره يا حازم زهقتنى .
ضحك حازم وخرج من المكتب وهو يضحك .
هاتف اسر كرم وطلب منه ..
اسر: السلام عليكم ازيك يا كرم .
كرم: اهلا يا عمو .
اسر: انت فى المدرسه كده هعملك مشاكل ولا ايه !
كرم: ابدا انا عندى دلوقتى حصه فاضيه اصلا لو فى مدرس مكنتش هرد ..
اسر: طب تمام ... كرم انا عايز اكلم عمى احمد ممكن تدينى رقم تليفونه .
كرم: اكيد يا عمو ثانيه واحده .. وبعد ثوانى الو .
اسر: ها معاك .
كرم: 010...
اسر: تسلم يا كرم يالا سلام .
اغلق اسر الخط ثم قام بطلب رقم احمد
احمد: السلام عليكم .
اسر: وعليكم السلام ازيك يا عمى .
احمد: اهلا يابنى مين معايا !
اسر: انا اسر يا عمى حضرتك فاكرنى .
صمت احمد ثوانى ليدعى جهله ثم ..
احمد: اه يا بنى عامل ايه !
اسر: انا بخير يا عمى معلش كنت عايز حضرتك فى موضوع كده .
احمد: خير اتفضل .
اسر: لا مش هينفع فى التليفون ممكن اقابل حضرتك انا ممكن اجى لو حضرتك معندكش مانع .
احمد: تشرفنى يابنى .. خلاص انا نازل الشغل كمان ساعتين تحب تيجى دلوقتى ولا بعد ما ارجع .
اسر: لا يا عمى انا هجيلك حالا ان مكنش فيها ازعاج.
احمد: ولا ازعاج ولا حاجه انت تنور .
اسر: ممكن اطلب من حضرتك طلب اخير .
احمد: اكيد اتفضل .
اسر: ممكن ساره متعرفش انى عايز حضرتك عايز الموضوع يفضل بينا .
احمد: طيب اللى يريحك انا فى انتظارك .
واغلق احمد الخط وهو يفكر كيف سيتصرف الان لابد ان اسر سيتناقش معه فى زواجه من ساره كيف يتعامل معه ولكن اتخذ احمد قرار باخبار اسر الحقيقه فى البدايه ويتركه يقرر ...
تنهد احمد و تمتم: استرها يارب .
اما اسر فاغلق الخط وهو عاقد العزم على معرفه سر ذلك الانفصال ! على حل كل الالغاز التى تحيط بساره ! لكى يستطيع المرور من مضمار قلبها وتحطيم الحواجز التى تمنعها عنه .
بعد حوالى ربع ساعه كان احمد يستقبل اسر بحديقه المنزل .
جلسوا سويا وبعد السلام وغيره .
احمد: خير يا اسر فيه ايه !؟
اسر: بص يا عمى انا هقولك كل حاجه من البدايه .
انا مراتى وابنى اتقتلوا قدام عينى بأبشع الطرق لدرجه انى فضلت بعدها اتعالج نفسى من اثر الصدمه دى خصوصا انى كنت بعشق مراتى وكمان كان ابنى اول فرحه ليا ومراتى كانت حامل يعنى فقدت 3 اشخاص من اعز الناس على قلبى ... انا فضلت 5 سنين بحاول اتقدم فى حياتى واكمل وانسى واعيش بس مقدرتش دايما صورتهم وصوتهم وكل حاجه تخصهم كانت قدامى كنت نسيت معنى انى احب لانى الحب كان بالنسبالى ريهام ...
بس لما شفت ساره كل حاجه اتغيرت .. حياتى اتغيرت 180 درجه .. بقيت بضحك من قلبى .. بقت الفرحه باينه فى عينى .. بقيت افكر فيها اكتر ما بفكر فى نفسى .. حسيت باحساس جميل اوى مش هقول انى اول مره احسه بس برضو مع ساره كان له شعور مختلف .. احساس خاص بيها بحسه وانا معاها بس .. قد ايه كانت بتوحشنى لما تغيب عنى .. بحب اكلمها واسمع صوتها .. بس كنت مش فاهم مشاعرى ومفهمتهاش غير لما حسيت انها بتضيع منى وقتها بس عرفت انى بحبها وبحب كل تفاصيلها سواء زعلانه او فرحانه .. عرفت انى مش هقدر اعيش غير وهى جنبى ومعايا دايما .. يومى مبيبقاش ليه طعم غير لما اشوفها ...
ولما فهمت متأخرتش لحظه وعرضت عليها الجواز ...
ثم صمت ثوانى ينتظر رد فعل احمد .
صمت احمد ثوانى يتطلع الى اسر والى كلماته الصادقه التى تخرج من قلبه ليعبر عن حبه لابنته التى تعذبت سنين ... ينظر اليه ليرى اذا كان يتشابه مع تامر ! ولكنه احس ان اسر بالفعل يحبها .. هو يخشى عليها من الم الحب مره اخرى .. ولكن هى من حقها ان تفرح وتعيش حياتها التى استعبدها ذلك القذر ...
اكمل اسر: هو ده بالظبط كان رد فعل ساره لما اتقدمتلها سكتت وبعدين اتهربت .
احمد بعد ان طال صمته: ساره معذوره يا اسر اللى شفته مش شويه واى واحده مكانها اكيد هتخاف تتجوز تانى .
اسر: اهو انا جاى لحضرتك النهارده علشان اعرف ايه اللى شفته ساره !.
: عايز تعرف بجد.
نظر اسر واحمد لساره الواقفه خلفهم عاقده ذراعيها امام صدرها وعينها تفيض منها الدموع .
اقتربت ساره منهم ولم تمسح عينها او تحاول ايقاف دموعها بل تركتها تفيض لعلها تطفئ النار قليلا بداخلها .
وقف اسر ينظر لعينها مباشره وهى ايضا .
اسر: ايوه يا ساره عايز اعرف ايه اللى حصلك !وايه سبب تهربك من الجواز بالشكل ده ؟.
ساره: انا مش عارفه انا المفروض اقولك ولا لا بس انا هقولك عارف ليه علشان يمكن لما تعرف عقدتى تبعد عنى ؟
اسر: سيبى قرارى لبعدين احكيلى يا ساره .
ساره ببكاء: انا اتجوزت الانسان اللى بحبه من وانا فى الجامعه وكان هو كمان بيحبى اوى او باين عليه انه بيحبنى ... استسلمت لمشاعرى ولما اتقدملى وافقت عالطول رغم ان بابا وماما اعترضوا حتى حازم ويارا مكنوش بيحبوه ... بس انا كنت عاميه واستسلمت ليه ... وبعد ما اتولد كرم بفتره جاله شغل بره والمفروض يسافر وطبعا لازم اسافر معاه ... اعترضت ماما كتير بس انا صممت اسافر مع جوزى ... وبالفعل سافرنا عشنا اول شويه فى جنه وجيبنا فاطمه لكن بعد ما فاطمه بقى عندها سنه .. ازداد بكاء ساره واختنق صوتها بشده واكملت: ابتدا يظهر حاجات متعجبنيش فيه ...
يشرب سجاير يجيب رجاله البيت ولازم اطلع اسلم عليهم ... لقيته مره بيشرب سجاير شكلها غريب وريحتها كمان ... وكان كل مره اقف له واعترض يزعقلى جامد ويسبنى ويمشى ويرجع ولا كأن حاجه حصلت ويبقى عايزنى اسلمه نفسى علشان يكمل مزاجه . فضلت كام سنه على الحال ده لحد ما ...
انتفضت ساره من شده البكاء ولكنها لم تتوقف بل اكملت: عرفت انه بيخونى ... كان بيوصلنى صور قذره له مع ستات كتير وبدل الواحده عشره مكنتش مصدقه واقول انا بثق فيه رغم انى شفت منه اللى يثبت انه بيعمل كده فعلا ... ريحه حريمى فى هدومه ... سهر لوش الفجر واحيانا مبيجيش البيت ... بقى بيبعد عنى ويوم ما يقرب منى يعاملنى بوحشيه لحد ما فى يوم قررت اواجهه ...
صمتت ساره تأخذ انفاسها ودموعها تنهمر شلالات وعينها حمراء بشده وجسدها ينتفض .
كان اسر يستمع لكل كلمه ويتمزق قلبه لاجلها هل تلك الفتاه الرقيقه امامه تعانى هكذا ! هل يطلق على هذا الشخص رجلا ؟ هو لا يستحق لقب ذكر حتى يطلق عليه رجل صدقا حزن اسر عليها كثيرا ...
اسر بحزن: خلاص يا ساره كفايه علشان متتعبيش انا مش عايز اعرف حاجه كفايه اللى عرفته .
نظرت اليه ساره وجدت نظره الشفقه فى عينه فقالت بانكسار وبكاء: لا هكمل علشان لما تشفق عليا يبقى عندك اسبابك الكافيه .
نعم اسر يحزن عليها ... يحزن على ايام وشهور وسنين مرت من عمرها فى عذاب ... يحزن على زهره جميله يتجمع اعز الناس عليها لتذبل ...
جاء اسر ليتكلم ولكن ساره اوقفته بيدها واكملت هى ومازالت تبكى ولكن تخلل بكاءها ضحكات متألمه وقالت: قررت اواجهه علشان افهم معقول كل اللى بتكلموا عنه بيكدبوا وانا الوحيده اللى صادق احساسى ... تخيل يعمل ايه لما اواجهه ؟ صمتت ساره ثوانى دون اى تعبير على وجهها فقط دموعها تنهمر ولكن فجأه لفت ذراعيها حول نفسها كأنها تحتضن نفسها لتحميها وقالت وهى تبكى بهستريا: ضربنى ...
بقى يضربنى بايديه ورجليه ويهبدنى فى الحيطه ... بقى يموتنى فى ايده كل مره ... مكنش بيسبنى غير وانا مغمى عليا ... بقى يجيب ستات البيت ويخلينى احبس الولاد فى الاوضه ويجبرنى اتفرج عليه وهو بيغازلها قدامى ... بقى وهو خارج يقولى انا رايح اشوف مزاجى علشان معدش ستات هنا ينفعو ... ووقت ما يرجع سكران كان يفرغ طاقته فيا كأنى بنت ليل وهو اشترها بمزاجه ...
انتفض جسد ساره بعنف فنهض احمد الذى احس بخروج قلبه من مكانه واحتضنها بقوه ...
فتشبثت ساره بملابسه وبكت بحرقه وهى تقول: ضربنى وبهدلنى ولما رفضت استسلم للى هو عايزه منى اغتصبنى يا بابا ... ايوه جوزى بس مكنش محترم ده ... الولاد كانوا بيشوفونى كل يوم بنضرب ويغمى عليا وهما اللى يفوقونى ... استحملت 6 سنين ! 6 سنين ضرب وبهدله واهانه والتعدى على حدود ربنا ... سجاير وخمره ومخدرات وستات لحد ما جبت اخرى ...
مسح احمد على ظهرها وهى تنتفض واكملت: عارف يابابا كان لما يغضب عليا يطفى السجاير فى جسمى ... لو زهق منى يرمى الشاى او القهوه المغليه عليا ... كان بيشد شعرى ومن كتر شده فيه بقى شعرى يطلع فى ايده ... وصلت بيه انه قطع ودانى علشان ياخد الحلق لانه محتاج فلوس ... عمره ما دافع عنى ولا عن ولاده ... عمره ما اخذ باله من احتياجتنا ... عمره ما فكر غير فى راحته وبس ... اما انا كنت هامش فى حياته .!
اشتد احمد على احتضانها بينما هى تبكى كفتاه ضائعه تائهه وتنتفض بقسوه اما اسر فكان فى عالم غير العالم لا يستوعب كيف يمكن لاحد ان يفعل هذا ! كيف يمكن ان يتعامل رجل مع امرأه بتلك الطريقه ! شعر اسر بغضب الدنيا يعتريه لو رأى ذلك الشخص سيدفنه حيا ... نظر لساره ولحالتها تألم قلبه بشده ... شعر بخناجر تغرز به ... كيف لها ان تتحمل كل هذا ! تعهد اسر لنفسه انه لن يتركها ابدا .. سيفعل المستحيل ليفوز بها .. ووقتها فقط سيعلمها ما هو الحب الحقيقى .. سيبدل كل احزانها لافراح .. ويحول دموعها لضحكات رنانه ...
كانت ساره تتذكر كل شئ ... بدأت حياتها السابقه تمر امامها كأنها تعيشها مجددا ... لا تدرى لما اخبرت اسر بتلك الاشياء التى لم تخبر والديها بها حتى ! ولكنها شعرت انها تحتاج للتحدث معه ... نعم هى تحبه ولكن لن تظلمه معها ابدا ... هو يحتاج لامرآه تمنحه الحب والراحه ... لا امرآه تحتاج لمن يساعدها للتخلص من عقده لن تنتهى ابدا ...
تحدث اسر بهدوء: دلوقتى انتى قولتيلى كل حاجه بس انا لسه عند قرارى وكل اللى عايز اعرفه حاجه واحده ... انتى بتحبينى يا ساره وعايزه تكملى حياتك معايا!
رفعت ساره نظرها اليه مندهشه من سؤاله ولم تدرى بما تجيب اتخبره الحقيقه ! وكذلك خوفها ام تكذب وتتهرب منه .!
نظر اليها احمد وقال: قولى الحقيقه يا ساره واديله فرصه ياخد قراره .
صمتت ساره ثوانى ثم نظرت للارض وقالت بخفوت: ايوه بحبك و حاسه معاك احساس محستوش قبل كده حتى مع تامر ... نفسى تبقى جنبى عالطول ومعايا وشايفه فيك اب لولادى ...
كان اسر اسعد الرجال على الارض الان اعتراف ساره جعله يملك كل سعاده العالم لذلك قال بفرحه: يبقى مفيش مشكله نتجوز بقى ونكون عيله انا وانتى والاولاد ...
ساره: لا فى مشكله ... ثم بكت وقالت: فى انى مش هقدر اثق فيك ... كل اما تتاخر بره هفكر انك بتعمل حاسه حرام ... كل اما تقولى رايح الشركه او رايح مشوار مش هصدقك وهتخيل انك رايح لواحده تانيه ... لو شفت بنات حوالينا هفضل باصه ليك علشان اشوف بتبصلهم ولا لا ! ولو مبصتش هقول انك بتعمل كده علشانى ... لو اتكلمت فى الفون بعيد عنى هشك فيك ... مينفعش اتجوز وانا عارفه ان عمرى ما هثق فيك ...كمل حياتك بعيد عنى انا عارفه نفسى انت شخص كويس وتستاهل واحده احسن منى ... اما انا هاخد الولاد وهرجع اسكندريه وهبعد عن هنا خالص ...
صمت اسر قليلا لا يدرى بما يجيب .
نهض اسر واقفا وقال: واضح انك معاكى حق وانا خلاص اخدت قرارى ... انا هستأذن يا عمى .
بكت ساره بشده هى لا تريد فقدانه ولكنها لا تريد عذابه ايضا .
نظر اليها اسر وقال: طيب انتى بتعيطى ليه دلوقتى !
لم تجب ساره بل ظلت تبكى .
اسر: يعنى يرضيك يا عمى ان لما امى تشوفها تلاقيها زعلانه وعينها وارمه كأنها مغصوبه على الجواز !
نظرت اليه ساره بدهشه فضحك اسر ومال عليها قائلا: بذمتك يرضى حد ده ! اضحكى يا شيخه بقى .
ما زالت ساره على صدمتها فقال: مهو بصى انتى لما بتعيطى بتحلوى اكتر وانا ماسك نفسى بالعافيه ...
خجلت ساره منه ولكنها كانت سعيده للغايه فاسر لم يتخلى عنها ولكن هى ستعذبه معها و..
قاطع اسر افكارها: بصى انا مش عايزك تفكرى فى اى حاجه سيبى كل حاجه للوقت وهو كفيل يعرفك ويثبتلك قد ايه انا بحبك .
ابتسمت ساره وقررت ان تستسلم لفرحتها وتوافق عليه .
فرح اسر لانها ابتسمت وقال: ايوه يا شيخه بقى خلى الشمس تطلع اموت انا فى الحلاوه دى ...
حمحم احمد: انا لسه واقف على فكره .
اسر بخجل: لا مؤاخذه يا عمى مأخدتش بالى .
خجلت ساره وضحك احمد .
اسر: انا باذن الله هجيب والدتى وعمى معايا وهنيجى نطلب ساره بكره ونتفق على كل حاجه . واه يا عمى انا عايز اكتب كتابى عالطول .
احمد: بس يا بنى مش تاخدوا وقتكوا .
اسر: عمى انا عارف ساره من مده مش لسه هتعرف عليها وبعدين عايزها تبقى باسمى فى اقرب وقت ممكن وقدام كل الناس وبعدين احنا ناس واعيه ومش لسه مراهقين .
احمد: ايه رأيك يا ساره .
ساره بخجل وبصوت يكاد يسمع: هصلى استخاره الاول .
اسر بفرحه: يبقى على بركه الله .
انا هستأذن بقى .
سلم اسر على احمد وغادر ولكنه توقف قائلا: اه صحيح هى حفله بطه امتى .
ساره: كمان ساعه .
اسر: خلاص هروح واجيلك كمان ساعه ..
احمد: طب ليه المرمطه خليك اقعد معايا واخرجوا كمان ساعه .
اسر: مش عايز اتقل عليكو هروح انا واجيلها كمان شويه .
احمد: يا بنى خليك معايا واهو تسلينى بدل ما انا قاعد لوحدى واهو نتكلم شويه .
نظر اسر لساره: خلاص موافق بس ساره تعملى قهوه بايدها .
خجلت ساره ونهضت وهى تشعر انها اصبحت ابنه العشرين عاما من فرحتها دعت الله ان لا يخيب ظنها هذه المره وان يمنحها واطفالها السعاده ودعته ان كان خير لها فليبارك لها فى حياتها معه ويجعلها سببا لسعادته لا لشقاءه .
فى الجامعه تجلس مرام وفرح .
فرح: يعنى ندى تعبانه ... ازاى متقوليش يا مرام انتى عارفه انى بحبها اوى .!
مرام: انت عبيطه يا بت بقولك انها جات امبارح بالليل وادينى اهو الصبح بحكيلك .
فرح: طيب انا عايزه اجى اشوفها .
مرام: خلاص نبقى نروح سوا بعد الكليه كده كده مراد هيجى يوصلنا .
فرح: وانا هركب مع اخوكى ازاى !
مرام: زى الناس هتقعدى ورا وانا هركب جنبه قدام ...
فرح: لا بلاش النهارده هبقى اجى يوم تانى ...
مرام: عارفه ان دماغك جزمه المهم تبقى تيجى هستناكى .
فرح: ماشى ياختى يالا علشان المحاضره .
مرام: احنا عندنا محاضره لمين دلوقتى !
فرح: احم احم عندنا دكتور ع. ع..
مرام بغضب: اوعى تقوليلى عمر .
حاولت فرح كتم ضحكتها واومأت براسها
مرام بغيظ: مش عايزه احضر .
فرح: لا هنحضر ويالا علشان منتأخرش ...
نهضت مرام على مضض مع فرح واتجهوا للمدرج جلست فرح فى البنش الثانى .
وقفت مرام خلفها عاقده ذراعيها امام صدرها بغضب: قاعده فين حضرتك ناقص تطلعى تقفى معاه على الاستيدج انا هقعد فى اخر بنش ورا .
واتجهت مرام للخلف ولحقت بها فرح وهى تضحك واثناء صعود مرام نظرت لفرح خلفها ولم تنتبه فاصطدمت بشاب وكاد تسقط ولكنه امسك يدها وفى هذه اللحظه دلف عمر ورأى المنظر امامه غلت الدماء فى عروقه .
سحبت مرام يدها بسرعه.
مرام بخجل: متشكره
الشاب بابتسامه: الشكر لله . انتى كويسه !
مرام: اه شكرا .
جاءت لتكمل الصعود لاعلى المدرج ولكن اوقفها صوت عمر الغاضب ..
عمر بغضب: الاتنين الحبيبه يتفضلوا بره المدرج .
لم تلتفت مرام لاعتقادها انه لا يحدثها وصعدت درجه اخرى ولكن هذه المره: الانسه اللى واقفه انا بقول بره المدرج .
مرام وهى تدعو ان يكون ظنها خاطئ استدارت اليه ببطء فوجدت نظره مركز عليها والشرر يتطاير من عينه .
اشار عمر اليها باصبعه وقال: انتى بره .
ثم اشار للشاب الذى ساعدها: وانت كمان . وياريت لما تفكروا تحبوا فى بعض يبقى بره المدرج ... يالا بررررره .
نظرت اليه مرام بذهول وكذلك الشاب ووقفت مكانها عاجزه عن التصرف او الحركه كيف يفكر او يقول كلام هكذا ! هذا الرجل مجنون حتما ... شعرت مرام بحرقه الدموع فى عينها نظرت لفرح التى نظرت اليها بحزن على ما يحدث معها كل مره .
خرجت مرام مسرعه من المدرج بكت بشده لا تدرى لما يفعل معها هكذا ! ماذا فعلت له لكى يعاملها باحتقار ويتعمد اهانتها كل مره ! لم يرها سوى من يومين وفى اليومين اهانها امام الجميع .
بعد حوالى ساعه ونصف خرجت فرح واتجهت لمرام واحتضنتها: خلاص يا مرام بالله عليكى متزعليش ..
كانت مرام قد هدأت فابتعدت عن فرح وقالت بغضب: انا مش هسكتله .
فرح بتوجس: هتعملى ايه يعنى ؟
مرام وهى تخرج هاتفها:دلوقتى تشوفى .
طلبت مرام رقم مراد وبعد قليل اجابها .
مراد: الو ميرو ايه خلصتى !
مرام: مراد فى مشكله وعايزاك تيجى ضرورى .
مراد: فى ايه خير حد ضايقك !.
مرام: اه ومش مره واحده لا مرتين .
مراد: انتى فين ؟
مرام: قاعده فى الحديقه اللى جنب البوابه فى الكليه .
مراد: طيب انا جايلك .
مرام: ماشى .
اغلقت مرام الخط ...
فرح: انتى ناويه تعملى ايه يا مجنونه ؟
مرام: هعمل اللى المفروض يتعمل .
فرح: وافرضى شيلك الماده .
مرام: بناقصها .
جلست مرام ثوانى ثم نهضت وقالت: تصدقى انا مش هستنى لما يجى مراد انا هطلعله بنفسى .
فرح: استنى يا مجنونه تطلعى فين !
مرام: هتيجى معايا ولا اطلع لوحدى ؟
فرح: مرام اسم...
قاطعتها مرام: هتيجى ولا اطلع .
فرح: خلاص خلاص جايه .
صعدت مرام الدرج بغضب وتوجهت لغرفه عمر ودلفت دون طرق الباب متناسيه تماما انه دكتورها ولكن فى الواقع ما اعطاها القوه انها تدرك تماما انه صديق شقيقها ولن يؤذيها .
عمر عندما رآها تبدلت ملامحه الغاضبه لملامح بارده .
دلفت مرام ووقفت امام المكتب الخاص به وقالت بصوت غاضب: انت عايز منى ايه ؟
عمر بدهشه: افندم !
مرام وبدأ صوتها يعلو: كل اما تشوفنى تقول كلام زى السم ... ومبتفكرش فى شكلى قدام زمايلى ... وكل مره تزعق فيا قدام المدرج كله ... ممكن افهم كل ده ليه!
وقف عمر والتف حول المكتب ليقف امامها اضطربت مرام ففرق الطول والجسم يشعرها انها مجرد عقله اصبع بجواره يستطيع سحقها فى ثوانى .
عمر: اولا لما تكلمى الدكتور بتاعك تكلميه باحترام .. ثانيا انتى مين سامحلك تدخلى مكتبى بدون ما تخبطى .!..
ثالثا انتى لما تكونى مستهتره ومش واخده بالك من تصرفاتك وقتها انا ليا الحق افهمك واوجهك .
مرام بغضب: اولا انت لا ابويا ولا اخويا ولا حتى جوزى علشان تعتبر نفسك واصى عليا ... ثانيا انا مش مستهتره علشان انت تفكر توجهنى وبعدين محدش طلب منك نصيحه ... ثالثا بقى لما تبقى تفهم ايه اللى بيحصل تبقى تكلمنى مش كل مره تدخل فيا شمال وتهزقنى قدام المدرج كله .
فى هذا الوقت وصل مراد الى الكليه بحث عنها فى الحديقه لم يجدها هاتفها لم تجب فقرر الصعود لعمر ليقابله ويجلس معه قليلا الا ان تجيب مرام على اتصاله .
وصل مراد للدور الذى يقع مكتب عمر فى اخره وتقدم ليدخل وهو يمسك هاتفه يحاول مهاتفه مرام وفجأه خبط فى فتاه تقف .
كانت فرح تقف فى الممر امام مكتب عمر تنتظر مرام الذى على صوتها وخشت عليها فرح كثيرا وكانت تقطع الممر ذهابا وايابا من شده توترها وفجأه اصطدمت بصدر عريض فارتدت للخلف قليلا .
فرح وهى ترتب ثيابها وتعتدل فى وقفتها: انا اسفه مقصدش .
مراد وهو يلتقط هاتفه دون ان ينظر لها: ولا يهمك ..
اعتدل مراد وجد فرح امامه اتسعت عينه وكذلك هى .
فرح بدهشه: انت تانى !
مراد بصدمه: مش معقول انتى !
تأفأفت فرح: ال يعنى كانت نقصاك .
مراد: بتقولى حاجه !
فرح: لا
مراد ببلاهه: ازيك عامله ايه ؟
نظرت اليه فرح من اعلى لاسفل باحتقار ثم تركته ورحلت .
فرح فى نفسها: هو الواد ده بيطلعلى زى عفريت العلبه ليه كده اوف بقى ! وانا كل شويه اخبطت فيه فوقى بقى مينفعش كده اوووووف انا هنزل استنى مرام تحت ربنا يسترها
مراد فى نفسه: دا انا ربنا بيحبنى ياخربيت حلاوتك يا شيخه يالهووووى ياما انا عايز اتجوز بقى يا سلام على حظك يا واد يا مراد كل شويه تخبط فيها ربنا يكتر الخبطات دى ... استغفر الله العظيم هى المزه هتخلينى اخد ذنوب ولا ايه اما ادخل اشوف عمر على ما الزفته ترد .
اتجه مراد لمكتب عمر وقرب المكتب استمع .
عمر بصوت مرتفع: اول مره تدخلى بعدى واما اكلمك تقولى معايا مكالمه عايزانى ارد اقولك ايه ! اخرجى كمليها واما تخلصى ابقى شرفينا ! ... وتانى مره الاقيكى ماسكه فى ايد واحد ووشك قالب الوان عايزنى استنى ايه ! لما يخدك فى حضنه مثلا .
مرام بعصبيه: خدك ربنا انت مفكر نفسك مين علشان تكلمنى بالاسلوب ده ! انت مجرد دكتور هنا كل وظيفتك انك تدرسلى وتفهمنى منهجى وبس لا انت مسئول عنى ولا عن تصرفاتى وملكش اى حق انك تكلمنى او تتكلم عنى كده ... انا المره اللى فاتت مرضتش اكلم مراد واعمل بينكو خلاف لانى عارفه ومتأكده انه لو عرف الكلام اللى بتقوله على اخته وسط زمايلها فى قلب المدرج مش هيسكت ... فا من هنا ورايح انت ملكش دخل بيا وانا اصلا معنتش هحضر محاضرات ليك تانى ولو عايز تشيلنى الماده انت حر ومش بنت من عيله الشافعى اللى تتهان كرامتها وتسكت سامعنى يا حضره الدكتور المحترم ...
جاء عمر ليرد ولكن دلف مراد وهو منصدم تماما مما سمع .
مراد بدهشه: فى ايه بيحصل هنا !
التف اليه كل من مرام وعمر اتجهت اليه مرام وقالت: الاستاذ الدكتور اللى المفروض صاحبك غلط فيا مرتين فى وسط المدرج وبدون ما انا اغلط كمان سكت مره بس اكيد مش هسكت كل مره .
مراد: فى ايه يا عمر ؟
صمت عمر قليلا ثم نظر لمرام: اول مره دخلت المدرج بعدى ولما اسألها تقولى كنت بتكلم فى الفون .. وتانى مره ادخل الاقى واحد ماسك ايديها .. عايزنى اعمل ايه اتفرج عليها !
مرام وهى ترفع اصبعها فى وجهه: انت ملكش تتكلم عنى كده .
مراد وهو يلتفت اليها صرخ بها: مراااام براحه كده وفهمينى ايه الكلام اللى عمر بيقوله ده !
مرام ببكاء: اول مره انا كنت قدام المدرج وداخله قبله حتى بس انت كلمتنى وقفت ارد عليك هما دقيقتين وبعدين دخلت يروح هو مزعقلى ولما سألنى قولته كنت بتكلم فى الفون اتهمنى انى بتكلم مع واحد وقالى تقعدى تحبى فى التليفون وقال عليا قليله الادب ومستهتره ... والنهارده وانا داخله طالعه على درجات المدرج كنت هقع فا زميلى ساعدنى انا حتى معرفوش ولا شفته قبل كده وانا مش مبسوطه اوى ان هو مسك ايدى والاقى سياده الدكتور يطردنى ويقولى اطلعوا حبوا فى بعض بره .
بكت مرام بينما نظر مراد لعمر الذى ينظر لمرام بصدمه هو لم يكن يعرف ومن الواضح انه يتسرع فى حكمه عليها دائما ...
مراد: عمر ايه اللى مرام بتقوله ده انت ازاى تقولها كده !
عمر: انا مكنتش اعرف ولانها اختك مكنتش حابب حد يشوفها فى الموقف ده ويحكم زى ما انا حكمت ...
مرام ببكاء: كان المفروض تسمعنى قبل ما تحكم ...
مراد: خلاص يا مرام .. بصراحه يا عمر انت غلطان وجامد ولولا انى عارفك كويس انا كان زمانى اتصرفت تصرف تانى معاك .
نظر عمر لمرام: انا اسف يا انسه مرام .
نظرت اليه مرام ولا تدرى لما ولكنها سامحته لم تعد غاضبه ولكن ...
مرام وهى تمسح وجهها: مش ينفعش كده يا دكتور يا محترم ده اسمه قله ادب واستهتار .
ضحك عمر وقال: دا انتى قلبك اسود اوى خلاص يا ستى حقك عليا انا غلطان .
مراد: والله العظيم انتو الاتنين هبل .
مرام: عن اذنكو ... واه صحيح انا كمان يا دكتور بعتذر على اسلوبى انا اتماديت شويه ...
عمر في نفسه: شويه يا بنت المجنونه...
عمر: حصل خير .
خرجت مرام بينما نظر مراد لعمر: ينفع كده يا عمر مكنش العشم .
عمر بضيق: خلاص يا مراد بقى اهو اللى حصل انا معرفش انا ليه اتصرفت كده ! بس لما شفتها دمى فار بصراحه .
مراد: فار ولا قطه ؟
عمر بغيظ: خفه يلا انت عارف اقسم بالله لو مش اختك كنت رزعتها كف علشان صوتها العالى وكلامها اللى زى السم ...
مراد بضحكه: انت هتعرفنى اختى هى لما بتتعصب بتسوق فيها شويه معلش بقى هاتها فيا .
عمر: خلاص ياعم لا فيك ولا فيا انا غلطت وهى غلطت واللى حصل حصل خلاص بقى .
مراد: طيب همشى انا بقى .
عمر: سلام .
غادر مراد بينما بقى عمر يفكر ويفكر لم تضايق عندما رأى ذلك الفتى يمسك يدها ! لم شعر بالغضب ؟ لم تصرف هكذا ؟ كان عمر على وشك شعره من الجنون تلك الفتاه حقا تصيبه بالجنون .
فى مكتب جاسر .
يجلس ادم وجاسر يتحدثون .
ادم: خير يا جاسر .
تنهد جاسر وبدون مقدمات اخبر ادم بالمؤامره التى تحاك ضده من وليد ولكنه لم يخبره بوفاه عمه وزوجته نظرا لانها اوامر عليا .
بعد ان انتهى جاسر من التحدث صمت ادم قليلا توقع جاسر انفعاله او غضبه ولكنه تفاجأ ببروده وخلو وجهه من اى تعابير ظل ادم على وضعه هذا دقائق ثم قال بهدوء: اولا الشريط هيبقى عندك قريب ... ثانيا بقى بالنسبه لموضوع الصفقه انا عندى فكره كده .
جاسر: ايه هى .
ادم: ...
فى منزل احمد استعد اسر وساره وذهب معهم احمد لحضور الحفله .
كان يوما ممتعا وفرح كرم وبطه كثيرا عند معرفتهم بموافقه ساره على اسر قضوا امسيه رائعه جميعا كعائله واحده ...
عاد الجميع لمنزلهم وغطوا فى نوم عميق بانتظار صباح يوم جديد يحمل من المفاجأت الكثير .
فى اليوم التالى
كان ادم بالشركه هاتفته يارا
يارا: حبيبى .
ادم: هاتى من الاخر عايزه ايه !
يارا بضحه: دايما فاهمنى صح .
ادم: ها ..
يارا: هخرج انا والبنات نشترى شويه حاجات وكده علشان الفرح اللى عندنا كمان يومين ده .
ادم: لوحدكوا .
يارا: لوحدنا ايه بس انا وندى وبسمه وسرين ومرام يعنى هنبقى سوا .
ادم: بلاش يا يارا اصبرى اما ارجع .
يارا بضيق: مش هتخطف يا ادم متقلقش الله يخليك انا بقالى فتره كبيره مش بخرج من البيت لحد ما زهقت حرام عليك الخنقه دى .
صمت ادم ولم يجب فضربت يارا رأسها بيدها وقالت: انا اسفه مش قاصده علشان خاطرى سيبنى اخرج انا بجد عايزه اروح معاهم ومتقلقش عليا .
ادم بعد صمت: هتروحى فين ؟
يارا: المول .
ادم: طيب يا يارا متتأخريش .
يارا: لا مش هتأخر انت عارف المول مش بعيد عننا .. انا هلبس ووانا طالعه هرن عليك .
ادم: طيب وخدوا بالكم من نفسكم .
يارا: حاضر يالا سلام .
ادم: يارا خدى بالك من نفسك وطمنينى عليكى كل شويه .
يارا: حاضر يا ادم يالا لا اله الا الله .
ادم: محمد رسول الله .
اغلقوا الخط ولكن ادم كان يشعر بشئ سئ قلبه ينبض بقلق تلك هى المره الاولى التى تخرج فيها بعد تهديد وليد المباشر له .
نهض واتجه لمكتب طارق واصطحبه معه وغادروا للمول .
فى المول وصل ادم وطارق وهاتف يارا
ادم: انتو فين !
يارا: احنا فى الكافتيرا تحت .
ادم: طيب
ذهب ادم اليهم وجلس معهم هو وطارق تحدثوا قليلا وفجأه استمعوا لصوت عالى خلفهم التفوا جميعا للصوت وجدوا رجلين يتشاجران سويا على الطاوله خلفهم والتفت الناس من حولهم
بدأ الرجلين فى التطاول على بعضهم بالايد وازداد التجمع .
ادم: قوموا نمشى من هنا .
نهض الجميع وبمجرد وقوفهم صدع صوت طلقات ناريه تخترق جسد احدهم التف ادم وطارق والفتيات مسرعين للخلف ولكن لم يكن المصاب شخصا ممن كانوا يتشاجرون ولكن كان يتهاوى شخص اخر معهم .
شعر ادم بثقل على ظهره فالتف بفزع وجد يارا تستند عليه وملابسها ملطخه بالدماء اتسعت عيناه بصدمه وصرخ باسمها: يااااااااااارا .
انتبه الجميع اليه و انطلقت صرخات الفتيات حوله بفزع .
بدأ جسد يارا يتهاوى بين ذراعى ادم وعينها تجاهد لتظل مستيقظه سقط ادم بها على الارض وجلست الفتيات حولها ..
ادم بلهفه خوف: يارا ردى عليا ... يارا ... يارا
ندى ببكاء: يارا ياربى يارا فتحى عنيكى متغمضيش .
يارا بضعف شديد: ق.. لل.. ب.. قلب.. قلبى .. بي... و.. جعن... ى
سرين بانهيار: اوعى تغمضى بالله عليكى .
طارق بصدمه: شلها ويلا على المستشفى بسرعه .
حملها ادم مسرعا وكانت يارا استسلمت للالم واغلقت عينها .
وضعها ادم بالخلف وجلس بجوارها وقاد طارق السياره وبجواره ندى ولحقت بهم الفتيات بسياره سرين .
حاول ادم افاقتها وحاول كتم الدم ولكن ملابسها ملطخه بالدماء لا يدرى ان جرحها حتى .. حاول معها بشتى الطرق وقلبه يكاد يخرج من مكانه وقد ثقلت انفاسه واحمرت عيناه بشده .
صرخ ادم: بسرعه يا طااااارق .
وصلوا اخيرا للمشفى صرخ ادم بالاطباء: دكتور هنا بسرعه .
هاتف طارق محمد الذى كان يجلس وسط العائله وبالتالى علم الجميع .
وفى غضون نصف ساعه كان جميع العائله فى المشفى ودلف محمد غرفه العمليات مع الاطباء .
كان الجميع فى حاله انهيار
الفتيات تبكى بشده وسميه انهارت وفقدت وعيها حتى الشباب الجميع متوتر وقلق للغايه الكل يدعو الله ان ينجيها .
اما ادم فكان يقف فى احدى زوايا الممر مشهدها غارقه بدمائها امامه لا يفارقه ... عيناه متسعه .. ملامحه متألمه بشده ... يقبض على يديه الملطخه بدمائها لا يقدر على التفكير حتى ... هو سيموت حتما ستنتهى حياته ان تركته ... كيف تتركه ! كيف يعيش بدونها ! هى من اعطت لحياته معنى .. هى من ساعدته ووقفت بجواره .. هى من تمنحه القوه والامان .. هى سنده .. كيف تتركهم كيف ؟
رفع يده للسماء وبدأ جسده يزحف على الجدار خلفه الا ان سقط على الارض جالسا ودعى الله دعى الله ان يحميها ويعيدها اليه سالمه: يااااارب انا مليش غيرها بعدك .. يارب ترجعهالى .. يارب انا محتاجها جنبى .. هى حياتى كلها .. هاخد بالى منها وهحميها مش هسمح لحد يأذيها تانى .. انا كنت عايش على صوتها متحرمنيش منها يارب ... انا تعبت على ما وصلتلها ... انا محتاجها .. يارب تقومها بالسلامه يارب ...
بدأت دموعه تنساب ونفسه يضطرب وظل يدعو الله لعلها ساعه اجابه .
مرت 3 ساعات كانت كالجحيم على الجميع .
خرج محمد وملامح وجهه لا تنم عن خير ابدا ...
اسرع ادم اليه وكذلك الجميع ...
ادم بلهفه: محمد طمنى يارا هتبقى كويسه صح .
صمت محمد لم يدرى بما يجيب .
ادم وهو يمسكه من قميصه: انطق يا محمد قول انها كويسه وهتقوم .
انفجرت الفتيات بكاءا بينما حاول الشباب ابعاد ادم عن محمد .
طارق: اهدى يا ادم الله يكرمك .. ثم نظر لمحمد: ما تنطق يا محمد .
محمد بأسى: للاسف حاله مدام يارا صعبه جدا هى تلقت رصاصتين رصاصه اخترقت رقبتها ودى لحد دلوقتى مش قادرين يطلعوها والرصاصه التانيه اخترقت القلب للاسف الحاله مش مطمئنه انا اسف .
شهقت الفتيات وسقطت ندى مغشيا عليها بينما ادم لم يستوعب الصدمه حتى الان وقال ببطء وخوف: يعنى ايه !
صمت محمد ولم يدرى بما يجيب .
جلست سميه على الارض وساره بجوارها .
سميه بانهيار: يارب بنتى امانه يارب يارب تحميها يارب انا عايزه بنتى يارب مليش غيرك .
احتضنتها ساره وهى تبكى بشده وتدعو لها هى الاخرى .
صرخت سرين بمحمد وهى تبكى بشده: ايه اللى انت بتقوله ده ! يارا هتبقى كويسه وهتقوم .. متقولش كده .. هى وعدتنى انها هتبقى جنبى لحد ما اتجوز ... وعدتنى انها هتساعدنى اقرب لربنا ... مينفعش تبعد عنى مينفعش تتخلى عنى ... ثم صرخت بألم ودموعها تنهمر: ياااااارب انا ما صدقت لقيتها يارا بقت كل عائلتى يارب متحرمنيش منها يااااارب .
اروى سقطت على الارض بركبتيها غير مستوعبه ما يصير ظل شريط حياتها مع يارا يمر امامها وعينها تتسع ودموعها تنهمر لا تصدق ما تسمعه اذنها وفجأه خرجت منها صرخه هزت ارجاء المشفى بالكامل: يااااااااااارا اااااه .
جلس يوسف بجوارها وخبئها بأحضانه تشبثت اروى به وقالت ببكاء: يارا يا يوسف ... يارا تعبانه و محتجانى جنبها ... انا مش هسيبها تروح منى ... يااااااااارب تقومها بالسلامه يارب .
اما بسمه فكانت كمن ذهب عقله تجلس على الارض لا تبكى حتى ثم نهضت واتجهت للغرفه ووقفت امامها تنظر لبابها بذهول غير مستوعبه الواقع من حولها ثم ذهبت لطارق ووقفت امامه نظرت لعيناه الحمراء وقالت بهدوء: انت عمرك ما كدبت عليا قولى يارا هتقوم وهتبقى كويسه صح !
اغمض طارق عينه ونظر للاسفل وفرت الدموع من عينه ظلت بسمه تنظر لدموعه وبدأت انفاسها تتسارع وعينها تتسع وترمش بسرعه شديده وقالت بتوتر: انت باصص فى الارض ليه ! بصلى وقول ان يارا هتقوم .. وبعدين بتعيط ليه ؟ اه بتعيط ليه ؟ قولى الحقيقه يا طارق قولى الحقيقه .
بدأت دموعها تنساب وسقطت على الكرسى بجوارها واخرجت مصحف صغير من حقيبتها وامسكته بيد مرتجفه ودموع منهمره واخذت تقرأ من كتاب الله بصوت عالى كانت تطمأن نفسها بكلام الله .
مريم كانت متشبثه بحضن جاسر وتبكى بشده وهى تدعو الله ان يحفظ يارا .
ظل ادم بحدق بالجميع وهو ما زال لم يستوعب بينما محمد دلف للغرفه مره اخرى .
مرت 5 ساعات اخرى كان الجميع اجهد فيها ولم يتوقف لسان احدهم عن الدعاء ليارا وفجأه اصبحت الغرفه مفتوحه الاطباء يدخلون ويخرجون بسرعه اصوات اجهزه تتعالى صوت الممرضات يزداد .
انتفض الجميع واقفا وبدأ قلب الجميع ينبض بقلق وادم فى حاله يرثى لها بدات الاصوات تهدا والحركه تستقر انتظر ادم احد الاطباء ليخرج .
مرت ساعه اخرى ليخرج بعدها محمد ومعه الطبيب الاخر وعلى وجههم علامات الحزن الدفين .
الطبيب: انا اسف يا جماعه احنا عملنا اللى علينا بس دى اراده ربنا ربنا يقويكو وتركهم الطبيب ورحل ... وقف الجميع بصمت وترقب كأن على رؤوسهم الطير. ادم برجاء: قول ان يارا كويسه الله يخليك .
امتلئت عين محمد بالدموع ونظر لاسفل .
احمد بضعف: بنتى .. بنتى فين .. طمنى على بنتى .
واخيرا تحدث محمد وليته لم يتحدث فلقد القى عليهم بالصدمه التى قسمت ظهر البعير
محمد بأسف وحزن شديد: حاولنا بكل الطرق لكن اراده ربنا فوق كل شئ ... ثم وضع يده على كتف ادم وضغط عليه وقال: البقاء لله ...
شهقت سميه وسقطت على الارض وبجوارها ساره بينما جحظت عين ندى بشده وصرخت سرين بألم .
اشتد احتضان يوسف على اروى الذى شعر انها اصبحت جثه هامده بين يديه ..
كذلك جاسر الذى انتفضت مريم بين يديه .
اختل توازن احمد وسقط على الكرسى بانهيار ودموعه تنهمر على وجهه.
وكذلك الجميع فقدان يارا لم يكن بالشئ الهين ابدا سواء لصغير او كبير كانت بالنسبه اليهم جميعا اخت وابنه انهمرت دموع الجميع ولم يكن احد يستطع تهدأه الاخر .
اما ادم فدفع يد محمد بعنف شديد وعاد للخلف بصدمه يكاد يستطيع التنفس وتمتم: انت كداب انت كداب يارا مش هتسيبنى يارا وعدتنى تفضل جنبى .
دفع ادم الباب ليدخل اليها حاول محمد منعه ولكن لم يستطع .
دلف ادم وبمجرد رؤيته لملاكه وهى نائمه على الفراش انهمرت دموعه واقترب منها جلس بجوارها على الفراش ودموعه تتساقط على يدها امسك يدها الصغيره بين يديه وقربها لفمه وقبلها ببطء ودفئ شديد ظل يمسح على يدها وباليد الاخرى يمسح على وجهها ثم اقترب منها ودفن وجهه فى عنقها وبدأت شهقاته تتعالى وهو يقول: سبتينى ومشيتى هعيش لوحدى من غيرك طيب بالله عليكى مش هوحشك انتى مكنتيش عايزانى انام فى الشركه لانى وحشتك انتى دلوقتى هتبعدى عنى خالص طيب مش هوحشك !
دفن ادم وجهه فى عنقها اكثر ولف يده حول خصرها واحتضنها بقوه وقال ببكاء: بس انتى هتوحشينى اوى انا اسف مقدرتش احقق احلامك .. مقدرتش اوفى بوعدى واعوضك عن كل لحظه حزن عشتيها بسببى .. مقدرتش احقق حلمك ونجيب بيبى صغير ونربيه على طاعه الله .. انا بحبك اوى يا يارا بحبك اوى ... مين غيرك هيهتم بأكلى ولبسى ! مين هيعاكسنى غيرك ! هضايق مين ! واغيظ مين غيرك ! كنتى بتقوليلى انى حلو وانا بضحك هضحك ازاى دلوقتى وانتى بعيده عنى ! هنام ازاى من غير ما اشم ريحتك ! مين هينيمنى على رجله ويسمعنى وانا بشكى !
مين هيخرج من جوايا ادم الرومانسى الحنين ! مين غيرك هيحلى حياتى !
يارا انا محتاجلك اوى ... ثم صاح بها: فتحى عينك وكلمينى كلمينى يا يارا ... طيب انا عايزك تحضنينى ... معنتش هدهولك شيكولاته والله .. وهسيبك تلبسى هدومى براحتك ... مش هزعقلك ابدا ولا هغضب عليكى ... ارجعيلى بالله عليكى ارجعيلى قلبى وجعنى اوى مش هتحمل بعدك ... علت شهقاته وصرخ بألم: ااااااااااااااااااااااااه ياااااااااااااااااااب انا مش معترض على قدرك بس يارب ارحمنى برحمتك انا محتاجلها جنبى اوى ودلوقتى بعدت عنى اوى يااااااااااااارب ياااااااارب .
ظل ادم محتضنها ويبكى بألم وصوت بكاءه شق جدران المشفى تذكر كل لحظاتهم سويا ... ضحكاتها ... حركاتها الطفوليه ... تعذيبها له عن استيقاظها ... خصلاتها الحريريه ... اللون البنفسجى الذى يعشقه عليها ... دلعها .. مزاحها .. تفكيرها .. تذكر كيف تألمت بسببه من قبل لو كان يعلم لما تخلى عنها او فكر فى ايلامها لحظه واحده ... كلما تذكر مواقفها تتعالى شهقاته المتوجعه لتمزق قلب كل من استمع اليه بالخارج وتألموا لاجله ... وكيف لا ويارا كانت بالنسبه لهم جميعا معنى الحياه!
دلف اليه الاطباء واخرجوا ادم الذى نظر اليها نظره اخيره قبل ان يقوم الطبيب بتغطيه وجهها ...
ارتمى على الارض يبكى بألم وصدمه .
وادرك الان ان برحيلها عنه انتهت حياته فيارا كانت الحياه والنفس بالنسبه اليه وببعدها عنه ادرك ادم انتهائه فعقله وقلبه يرددان كلمه واحده الان ...
... انتهت حياتى ...