رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الثالث
في صباح اليوم التالي استعد ادم وارتدى ملابسه وامسك بمذكرات والدته قائلا: انا عارف انك لو لسه معايا دلوقتي هتزعلي مني جامد علي اللي بفكر اعمله بس زى ما هو حرق قلبك وقلبي هحرق قلبه وقلب بنته هو اللي ابتدى سامحيني .
وخرج ادم وذهب الي الشركه ليقابل احمد هناك وبالفعل تم التوقيع علي عقد البيع واصبحت الارض ملكه ثم صدم احمد بطلبه التالي
ادم: بص بقي يا استاذ احمد انا بصراحه طالب ايد بنتك ايه رايك ؟!
احمد وهو مندهش جدا: افندم ايد بنتي ازاى يعني ! ثم استدرك بغضب: هو انت فاكر علشان ساعدتني تبقي بتلوى دراعي مثلا او تكون اصلا عملت كده علشان اوافق بيك.
ادم: خالص علي فكره انا معجب ببنت حضرتك جدا وبأخلاقها وحتي لو حضرتك مكنتش قبلت مساعدتي انا كنت هاجي اطلبها منك برضو .
احمد: وانت عرفت بنتي منين وشفتها امتي وعرفت منين اخلاقها .
ادم ببرود شديد: كنت شفتها في الجامعه وسألت عليها والكل شكر في اخلاقها .
احمد: اتهيالي انك مخلص جامعتك من فتره طويله ازاى شفتها ؟
ادم لا يعرف عنها اى شئ ولم يرها من قبل ولكن لابد من حنكه لكي لا يكشف: كنت يعني بقابل ناس معرفه هناك وشفتها .
وحاول تغير الموضوع: يا استاذ احمد انا الحمد لله مبسوط في حياتي متخرج من كليه كويسه وبشتغل مع والدى ويعتبر انا اللي بدير الشركه شقتي الخاصه في مطروح وبيت العيله في القاهره وعايش انا ووالدى لوحدنا هنا بعد وفاه والدتي وانا الحمد لله عايش بما يرضي الله وهقدر اعيش بنتك في مستوى محترم ومش هحرمها من حاجه خالص صدقني وانا شايف فيها الزوجه الصالحه ارجوك يا استاذ احمد توافق حتي اجي انا ووالدى و اتقدم رسمي واقعد مع بنت حضرتك يمكن تقتنع بيا وبعدين انا قلت لحضرتك قبل كده ان حضرتك بقيت غالي عليا لانك معرفه حد ان بحبه جدا وواثق ان بنت حضرتك هتبقي خير زوجه ها قولت ايه .
صمت احمد قليلا للتفكير وعلي وجهه ابتسامه خبيثه ثم اخفاها سريعاو قال: خلاص يا بشمهندس تنوروا ونتعرف واللي فيه الخير يقدمه ربنا .
ادم وقد انفرجت شفتيه عن ضحكه بسيطه: اكيد يا بشمهندس هجيلك بإذن الله كمان يومين لوحدى ولو اتفقنا اجيب والدى بعدها عالطول .
احمد: اتفقنا يا بشمهندس .
وغادر ادم وهو سعيدا فقد شارف علي تحقيق انتقامه .
اما احمد فقد كان اكتر سعاده فهو لم يطلب ولكن يتحقق ما يريد يا لا سخريه القدر ...
فى المساء
عاد احمد الي منزله واجتمع بزوجته وابنته حتي يخبرهما ...
قال احمد: يارا يا حبيتي عايزك فى موضوع كده.
يارا بمرح: ايه يا بابا ناوى تجوزنى ولا ايه .
احمد بضحكه: طلعتى شاطره وفهمتيها لوحدك تستحقى تبقى دكتوره بصحيح.
يارا بضحكه: يابابا يا حبيبى خلاص مش كل مره هتضحك عليا كده وتعيشنى الدور وفى الاخر يطلع فشينك.
احمد بابتسامه: بس انا مش بضحك معاكى المرادى المرادى بجد . ثم اردف بجديه: انتي دلوقتي كبرتي وبقيتي عروسه وفي عريس متقدملك وهو كويس جدا ومناسب كمان .
صدمت يارا ولم تستوعب ما قاله والدها وعينيها متسعه علي اخرها وتدلت شفتاها السفلي فارغه فمها ولم تنطق بحرف واحد فهى معتاده على مثل هذا المزاح مع والدها ولكنه الان يتحدث بجديه مطلقه هل يعنى ما يقوله حقا .
اما سميه ففرحت كثيرا وقالت: بجد يا احمد مين ده ؟ وشفته فين ؟ وعارف يارا منين ؟ طب مستواه كويس ؟ تعليم عالي ؟ ويعني
قاطعها احمد ضاحكا: حيلك حيلك اصبرى اما نشوف المصدومه اللي فاتحه بقها دى، بت يا يارا انطقي .
ويارا كما هي ولم تنطق فعادت سميه لتقول: رسيني بس علي الحوار وانا هبقي اسمع منها بعدين .
احمد ابتسم وقال: ياستي هو مهندس متخرج بقاله كام سنه كده عنده شركه هندسه وعنده عربيه وعنده بدل الشقه اتنين وكلو جاهز مش ناقصها غير العروسه وهو شافها في الجامعه وعجبتو وسأل عليها وقالوا انها محترمه وكويسه وجه كلمني النهارده وطلب ايدها وهو الشهاده لله باين عليه متدين ومحترم وساعدني قبل كده بس كده .
سميه: الله اكبر ما شاء الله باينه راجل ملو هدومه ثم وكزت يارا في كتفها: انتي يا بت فوقي كده وانطقي ..
كانت يارا منصدمه تفكر ولاول مره تدرك ان والدها كأي اب مصري اصيل عندما ينوي تزويج ابنته يبحث لها عن صاحب الاموال والسيارات وغيرها يبحث عن حياتها الماديه في المستقبل وعندما تتوفر في شخص ما فتتم الموافقه فورا ولازم وحتما ولابد ان تخضع هي وتقابله ولكن هي تعشق والدها وتعلم انه يحبها بشده وانه لن يرغمها علي شئ هي لا تحبه لذلك حاولت ثنيه علي هذا الامر بطريقه مرحه.. افاقت من تفكيرها علي وكزه والدتها فتداركت يارا نفسها واحمرت وجنتاها خجلا ثم قالت: بابا لسه بدرى انا عايزه اخلص دراستي الاول وحاولت اضافه المرح لكى تتخلص من خجلها: وبعدين يا حبيبى انا مكتفيه بيك فى حياتى ومش عايزه غيرك وانا قاعده على قلبكو لو عايز انت تتجوز طلق ماما او اتجوز عليها .
سميه: نعممم ياختي يت ايه ؟!
انفجر كل من احمد ويارا ضحكا
تمالك احمد نفسه قليلا ثم قال: استني بس يا سميه بصي يا بنتي انا مش هغصبك علي حاجه وقبليه وقررى براحتك هو كويس وشكله ابن حلال .
يارا بمرح: هو ابن الحلال ده بيبقي شكلو ايه يعني ببقي مكتوب عليه صالح للاستخدام ولا بيبقي ضد الكسر ؟!
سميه بعد ان ضربتها علي مؤخره راسها: بطلي لماضه يا بت شكلهم ناس مبسوطين .
يارا بغيظ: طيب يا ماما ربنا يبسطهم كمان وكمان بس يعني هما مبسوطين وبيضحكوا عالطول هعملهم ايه يعني .
سميه: يا بت اتهدى وبلاش مقاوحه .
احمد وهو يحاول تمالك نفسه من الضحك: يارا الولد شكله كويس وانا اديتله معاد بعد يومين استعدى انك تقبليه وبعدين ابقي قررى .
يارا بجديه: بعد يومين يا بابا ! هالحق اصلي استخاره وحضرتك تسأل عنه وتشوف اهله اللي بنتك هتبقي وسطهم يا بابا انا لا يهمني عربيه ولا فلوس ولا حاجات من دى انا مش عايزه غير واحد اخلاقه عاليه يقتدى بالرسول في التعامل ويعيني علي الطاعه ويبقي نفسي عيالي يبقو زيه وانت تقولي يومين علشان هما مبسوطين انا مالي انا مبسوطين ولا لأ .
احمد بحنان: تعالي يا يارا جنبي .
قامت يارا وجلست بجوار والدها فقبل والدها رأسها واراح رأسها علي كتفه ثم قال: يا حبيبتي هو انا اقدر اغصبك علي حاجه دا انتي اللي طلعت بيها من الدنيا بعد ما اختك بقت بعيد عننا وصدقيني لو معجبكيش هنرفضه قبليه مره او مرتين وصلي بعدها تاني واللي انتي عايزاه هعملهولك وصدقينى هو باين عليه محترم وهيراعى ربنا فيكى ولا انت مش بتثقى فى كلام بابا .
يارا وهي تحتضنه: لا يا بابا طبعا بثق فى حضرتك جدا خلاص انا هفكر وربنا يسهل وربنا يخليك ليا يا احلي واحن اب في الدنيا .
سميه وهي تضع يديها في خصرها: الله الله وانا مش هينوبني من الحب جانب، بقي هي بس اللي طلعت بيها من الدنيا يا احمد اخص عليك .
ضحك احمد ويارا وقال احمد: تعالي الناحيه التانيه بس .
ذهبت سميه وجلست بجواره فاحتضنها هي ايضا وهمس لها: دا انتي اللي في الحته الشمال يا سميه دا انا بضحك عليها بس.
يارا ضاحكه: يا خساره يا بابا بتخاف من ماما .
فضحك احمد وقال: اصل بخاف تطردني من الاوضه والعضمه كبرت يا بنتي والكنبه بتتعبني .
فضربته سميه في كتفه وتعالت اصوات ضحكهم سويا دون ان يدروا هل سيكون هذا حالهم في المستقبل ام يريد القدر امرا اخر...
دلفت يارا الي حجرتها وتوضأت وصلت وبكت بين يدى الله وهي تشكره علي فضله عليها ووجود ابيها وامها بحياتها وظلت تدعوه ان يوفقها لما يحب ويرضي وما فيه الخير لها ثم صلت صلاه استخاره ليرشدها الله لما تفعله ثم نامت بعد ذلك .
مر يومان ليس بهما اى جديد سوى محاولات كلا من احمد وسميه واروي لاقناع يارا حتي تقبل المقابله الاولي فقط وبعد ذلك القرار لها حتي رضخت لهم ووافقت ...
في مساء اليوم الثاني كانت يارا غايه في البساطه فكانت تردى فستان اسود طويل فضفاض به من الاسفل وردات ترتفع قليلا لاعلي باللون الاحمر القاني وترتدى حجابها الطويل دليل عفتها من نفس لون الوردات ولم تضبغ وجهها باي شئ وارتدت حذاء باللون الاسود فكانت جميله رغم بساطتها وجلست تدعو الله وتقرأ من كتابه لعلها تهدأ قليلا حتي سمعت صوت جرس الباب فكانت تشعر انه يكاد يغشي عليها من التوتر الذى اصابها .
فتح احمد الباب وقابل ادم بإبتسامه وترحاب شديد ودخلوا الي صالون المنزل .
كان ادم يشعر انه متوتر قليلا لانه لا يعلم اهى جميله ؟ هل هي متبرجه ؟ هل هي كأبيها لا تعرف الحياء والوفاء ومرعاه مشاعر الاخرين ؟ فلقد اتخذ قراره دون تفكير صحيح به وخشي ان تكون العواقب وخميه فاق من شروده علي صوت احمد يقول: قومي يا سميه نادى علي يارا .
دلفت سميه الي حجره يارا: يالا يا يارا الراجل مستني بره يالا قومي .
يارا: ماما انا خايفه قوليله يمشي خلاص مش لاعبه .
سميه ضاحكه: اعقلي يا بت اخلصي اطلعي قدامي .
يارا: احياه عيالك اماما انتي معندكيش ولاد يا شيخه سبيني اغير وانام انا حرانه اوى .
سميه: يا بت يالا ابوكي هينادى علينا انجزى الراجل بره يالا بقي .
ثم اتي احمد: ده كله بتجبيها في ايه ؟! يالا يا يارا تعالي .
يارا: بابا مش عايزه اطلع قوله يجي بكره .
ضحك احمد: يارا انتي مكسوفه يا حبيبتي فين يارا اللمضه اللي مبيهمهاش حد يالا تعالي وانا معاكي اهه.
يارا: طب لبسي ضيق او ملفت او يعني مأفوره فيه .
احمد وسميه في وقت واحد: انتي زى القمر .
ثم قبلها احمد من رأسها وامسك يدها وخرجا وخلفهم سميه
ودلفا الي الصالون وكانت يارا تنظر الي الارض ولم ترفع وجهها حتي لتراه اما هو فكانت عيناه مركزه علي الباب حتي يراها بمجرد ما ان تدلف
وبمجرد ما ان دخلت حدق ادم بها وعيناه متسعه عن اخرها وشفتاه تعجز عن الكلام ولم يصدق انها هي التي امامه فهب وافقا وهتف بصدمه وصوته يملؤه الاندهاش والغضب معا وقال: انتي !
عندما سمعت يارا صوته كذبت اذنيها لا لا غير معقول ان يكون هو فرفعت عنيها سريعا وعندما رأته هتفت بإندهاش مماثل وصوتها يرتجف من الصدمه: مش معقول انت !
ووقف احمد وسميه مصدومين ينقلا بصرهما بينهما ولم يفهما ما يحدث .
شاء القدر ان يلتقيا مره اخرى وهو امامها وهى امامه هو لا يتسطيع ان يقتلها مثلما كان يريد وهى لا تستطيع ان تختبأ مثلما كانت تريد فماذا سيفعل كلا منهما .
ودلفا الي الصالون وكانت يارا تنظر الي الارض ولم ترفع وجهها حتي لتراه اما هو فكانت عيناه مركزه علي الباب حتي يراها بمجرد ما ان تدلف
وبمجرد ما ان دخلت حدق ادم بها وعيناه متسعه عن اخرها وشفتاه تعجز عن الكلام ولم يصدق انها هي التي امامه فهب وافقا وهتف بصدمه وصوته يملؤه الاندهاش والغضب معا وقال: انتي !
عندما سمعت يارا صوته كذبت اذنيها لا لا غير معقول ان يكون هو فرفعت عنيها سريعا وعندما رأته هتفت بإندهاش مماثل وصوتها يرتجف من الصدمه: مش معقول انت !
حدث ادم نفسه بصدمه: مش ممكن هى وبنت احمد الادهم وكمان هى اللى اتجرأت وضربتنى وهى اللى زعقت فى وشى ثم صر اسنانه بغضب: والله لوريكى لو كنت فكرت لثوانى اتراجع عن الجوازه دى فا انا دلوقتى مصمم على انتقامى منك ومن ابوكى وهرد القلم عشره خلاص يا صاحبه البنفسج وقعتى تحت يدى ...
اما يارا فكانت مذهوله بشده وايضا خائفه للغايه فحدثت نفسها قائله: مش ممكن هو يا ربي دا انا ضربته قلم مخدوش حرامى غسيل ودلوقتى جاى يتجوزنى دا عايز ينتقم بقى ثم فكرت بفزع: هيبهدلنى لو وافقت انا اكيد مش هوافق ايوه مش هوافق اكيد مش هسلمه نفسى كده وابقى الله يرحمنى وابقى خلاص وقعت تحت ايده ...
ظلا هكذا مده ليست بقصيره يتطلع كل منهما بصدمه حقيقه وافواههم متسعه واعينهم جاحظه من الذهول ...
ووقف احمد وسميه مصدومين ينقلا بصرهما بينهما ولم يفهما ما يحدث حتي قال احمد:احم احم في ايه انتو اتقابلتو قبل كده ؟
انتبه ادم ولكنه كان في قمه الغيظ لما شافها وحاسس انو نفسو يضربها بس لو يسبوه عليها وكان ايضا في قمه صدمته ان تكون تلك الفتاه هي من سيرتبط بها ولكنه تمالك نفسه وقال: ابدا كان موقف تافه كده حصل بينا .
اما يارا فكانت في قمه الاستغراب ان يكون هو من اختارها لتكمل حياتها معه هو وكذلك في قمه خوفها من ان يكون يفعل ذلك من اجل اذلالها وعزمت في داخلها علي رفض هذا الزواج مطلقا .
فاقت من شرودها علي صوت والدها يقول بسخريه: اهااا واضح من صدمتكم دى ان الموقف كان تافه...
ادم: مفيش حاجه يا عمي هي اكيد مكنتش متوقعه ان انا اللي عايز اتجوزها.
ابتسم كلا من احمد وسميه. ويارا مازالت في صارعها مع نفسها وودت لو تهرب مسرعه من امامه فلاحظ والدها ارتباكها فشد علي يدها وقال: طب نقعد بقي هنفضل واقفين كتير . وسحب يارا وجلس بجوارها حتي يطمئنها قليلا .
وبعد قليل من الوقت قال احمد: نسيبكوا بقي تقعدوا مع بعض شويه .
هربت الدماء من وجه يارا وظهرت علامات الفزع عليها وامسكت يد والدها بقوه حتي لا يتركها .
قام احمد وبصعوبه سحب يده من يدها وخرج هو وسميه وتركاهما وحدهما فهبت واقفه تريد الخروج فأوقفها صوته البارد: خايفه وعايزه تهربي مني !؟
حاولت ان تتمالك نفسها والا تظهر خوفها امامه فاستدارت له بهدوء وقالت: مفيش كلام بينا علشان اقعد والجوازه دى مرفوضه اصلا ومش انا اللي اخاف انا مغلطش اصلا .
فنهض سريعا من مكانه وفي خطوه واحده كان امامها . فزعت من حركته فتراجعت للخلف بخوف شديد ولكنها تحاول اخفاؤه .
وقف امامها وقال بصوت اقرب للهمس: طب ممكن تقعدى نتفاهم طيب دا انا ضيف في بيتكم يعني وعريس وكده بقي ممكن !
يارا ذهلت من هدوءه فقد كانت تعتقد انه سينقض علي عنقها وينهي حياتها
فقالت بهدوء: مفيش حاجه نتكلم فيها يا بشمهندس وانا مضطره اطلع عن اذنك .
وهمت بالمغادره ولكنه امسك معصمها حتى تعود ولكنها سحبت يدها بعنف وصاحت: انت ازاى تعمل كده انت اتجننت .
ادم بابتسامه هادئه: هو انا عملت ايه .
يارا: متلمسنيش تانى لو سمحت كده حرام .
ادم بخبث: بس انتى لمستينى قبل كده ليه دلوقتى مضايقه وبعدين مش كان بمزاجك وقتها .
يارا بغضب: انا غلطانه فعلا انى ضربتك قلم وصمتت قليلا فابتسم ادم بانتصار ولكنها اكملت: كان المفروض يبقو عشره .
بدأ غضب ادم يتصاعد واحمرت عيناه وهم ان ينقض عليها ويقتلع لسانها ويفصل رأسها عن جسدها تلك المستفزه الجميله . ولكنه تمالك نفسه باعجوبه وقال: انا كنت بهزر على فكره بلاش افش خلينا نتفاهم ارجوكى وانا بعتذر عن كلامى وتصرفاتى كمان ممكن بقى تقعدى من فضلك .
فأومات يارا بهدوء فهى تريد سماعه ومع ذلك خائفه منه .
جلس ادم وجلست هى علي مقعد مقابل لمقعده ويبتعد عنه مسافه كبيره
بدأ ادم: تحبي تتكلمي عن نفسك ولا اتكلم انا .
يارا: انا قولت لحضرتك اني هرفض الجوا ...
قاطعها ادم قائلا: بس اتفقنا نتفاهم يمكن ترجعي في رايك .
وبعدين شكلك جميل اوى النهارده ومينفعش اقوم من غير ما اتكلم معاكي ابقي مبفهمش .
وسكت ادم وتوقع ان تجيبه بدلال كباقي النساء التي يعشقن غزل الرجال بهن وسوف تتراجع سريعا عن قرارها وستبقل به فمن هذه التي ترفض ادم الشافعى وهو من التفت كل النساء حوله ستتحول الان الي فتاه راغبه وتبتسم بدلال ولكن صدمه رد فعلها كثيرا فلقد احمرت وجنتاها بشده وازدادت صرامه وتطاير الشر من عينيها ولم يدرى هل احمرارها خجلا ام غضب ام الاثنين معا وقالت: لو سمحت حاسب في كلامك وشوف انت بتقول ايه انا مسمحش انك تكلمني بالشكل ده والقت عليه نظره حارقه وقالت بنبره تحذير: مفهوم !
لم يدرى ادم لم تمني ان يراها هكذا دايما فوجنتها كانت جميله جدا مع حجابها باللون الاحمر فكانت تبدو فاتنه وخجلها كان محبب اليه اما توترها فقد عشقه فهي تبدو رائعه والحقيقي انه حاول الهاء نفسه بملامحها لكي لا ينهض ويقتلها لانها تتحدث بنبره لا يحبها مطلقا وعلي صوتها عليه وهذا لا يحبه مطلقا ايضا ولكن لابد من التماسك والتحكم باعصابه الان .
ادم ببرود: انا مقصدش حاجه خالص .. ندخل في المفيد بقي .
بدأ ادم التكلم عن نفسه ولكنه لم يقل كل ما يخلصه فقد اكتفي بقشور الاشياء وكان بين حنيه واخرى ينظر اليها وهى مطرقه برأسها الي الاسفل وكان يتمني ان تنظر له حتي انتهي فقال: في اى حاجه عايزه تسألي عنها ؟!
قالت يارا سريعا وبدون تفكير: اشمعنا اخترتني انا ؟!
فقال ادم في نفسه: علشان انتقم من ابوكي فيكي وانتي كمان كده وقعتي تحت ايدى ووربي ما هرحمك .
وقال لها: لو قلتلك دلوقتي هتضايقي خليها بعدين .
فاحمرت وجنتها خجلا مره اخرى فطلع اليها وابتسم بسخريه..
فقال: كلميني عن نفسك .
وظلا مده من الزمن يتحدثون وتعمد ادم ان يخجلها بكلامه حتي يرى تلك الحمره التي احبها .
اما يارا فقد احست بالراحه من حديثه وبدأت تعيد التفكير في قرارها فهو يبدو رجلا جيدا فعقدت العزم بداخلها علي ان تستخير ربها مجددا وتترك له الخيار ...
بعد فتره دلف والدها وبعد قليل غادر ادم علي اتفاق ان يكون الرد بعد 3 ايام
واخبرت يارا والدها عن قرارها وانها ستقول القرار النهائى بعد 3 ايام .
على الهاتف تتحدث كلا من اروي ويارا ...
اروي: نااااااااااعم ياختي الواد اللي كان هيخبطك طب ازاى ؟!
يارا: والله زى ما بقولك كده انا اتصدمت صدمه عمرى وقلت جاى يموتني او هيطلب تعويض علي الخبطه اللى في العربيه لقيته جاى يقولي تتجوزينى انها خلاص مش مصدقه حاسه اني كنت في حلم .
اروي: ههههههههههههههه الله الله الشيخ ادم خلاكي هلوستي خلاص . افكرك كنتي بتقولي عنه ايه .
يارا: اخرسي يا بت بقي .
اروي: هههههه استني بس ااااه كنتي بتقولي حليوه كده والشهاده لله كان حلو يعني ولا شعره ولا رياضي ولا ولا فاكره ههههه انا هقوله اما اشوفه علي فكره .
يارا بغيظ: ماشي يا اروا ابقي اعمليها وانا هوريكي النجوم في عز الضهر .
اروى بضحك: خلاص بس متعمليش تقيله بقي ومتنسيش هتردى علي الحليوه بتاعك بكره ها متنسيش.
ولم تسمع اروى رد لان يارا قد اغلقت الخط فضحكت بشده وقالت: ربنا يفرحك يا هبله .
اما يارا فقد تملك الغيظ منها ولكنها تشعر براحه طوال اليومين الماضيين واذا استمر الوضع هكذا ستوافق ويصبح الحليوه راجلها للابد فضحكت من نفسها وقامت لتصلي وتخلد للنوم
في نفس التوقيت
يوسف: نعممممممم يا اخويا البت اللي كنت هتخبطها طب ازاى ؟
ادم: اهو اللي حصل شوفتها وعجبتني فتقدمت وخلاص .
يوسف: ادم هو انت بتكلم عيل اهبل دا انا يوسف يا ادم مش هتعرف تخبي عليا دا انت بتكره البنات تقولى عجبتك .
ادم: خلاص هتعرف في الوقت المناسب انا كنت رايح علشان عارف باباها ولما شوفتها اتصدمت اوي .
يوسف: افكرك بنفسك وانت بتوصفها ها قولي افكرك .
ادم بغيظ: اتلم يلا بقي علشان انت عارف هعمل فيك ايه لو نرفزتني .
يوسف: يا عم اديني فرصتي بقي هقولك كانت جايه من بعيد ولابسه ااااا كان اللون ايه يا يوسف كان ايه يا يوسف متفكرني يا ادم .
ادم باندفاع: بنفسجي يا اخويا .
فضحك يوسف بشده وقال: شوفت شوفت اديك وقعت ولا حدش سمي عليك صح يا ابو الكباتن ؟
ولكنه لم يسمع رد فقد اغلق ادم الخط فضحك يوسف بشده وقال: ربنا يفرحك يا مجنون .
اما ادم فقد شعر بغيظ من اندفاعه وايضا من توتره فغدا سيأخذ الرد منهم فهل ستوافق وتصبح صاحبه البنفسج ملكه فابتسم ثم ما لبث ان عبس مره اخرى فهى وسيله للانتقام للانتقام وفقط فقام توضأ وصلي وهو يشعر بتأنيب الضمير ثم نام بعد ذلك
دخل ادم علي يارا الغرفه وكانت نائمه في فراشها وتتدلي خصلات شعرها علي وجهها وكانت كملاك صغير جميل فجلس ادم بجوارها وازاح خصلاتها وطبع قبله صغيره علي رأسها وبدأ في افاقتها: حبيبي يالا بقي قومي يا كسلانه وظل يداعب انفها وعنقها بأصابعه حتي تململت يارا في فراشها وفتحت عينها بهدوء وما ان راته ابتسمت فاقترب منها فطبعت قبله صغيره علي وجنته وقالت: صباح الورد ..
ادم: صباح ايه يا مفتريه طب شوفي الساعه كام قربنا علي العصر .
يارا: بجد طب خلاص قومت اهه انتي صليت الضهر ؟
ادم: اه صليت في الجامع يالا قومي صلي علشان ناكل سوا .
وقام بشدها لتقوم فوقفت معه فداعب انفها وقال: كسلانه مووت مش كنت اتجوزت واحده حلوه و نشيطه كده هي اللي تصحيني .
فوكزته يارا بقوه في كتفه العريض وقالت: ابقي فكر بس تعملها وانا اقطعك .
ضحك ادم وهو ممسك بكتفه: يا مفتريه رفيعه ازاى بس ايدك جامده ثم قال بخبث وهو يغمز لها بعينيه: خلاص يا ستي ارشيني باى حاجه بقي .. قالها وهو يشير علي خده .
فاقتربت منه وهمست في اذنه: ابقي خلي الحلوه النشيطه ترشيك .
وهمت بالمغادره فامسك معصمها وسحبها اليه فسقطت فوق الفراش وهو بجانبها فقال لها: خلي قلبك ابيض بقي .
فضحكت بدلال وقالت: لا انا سودا اوي من جوه علي فكره .
فنظر لها وقال بتحذير: اخر كلام عندك .
فاومأت برأسها موافقه فاقترب منها وقال: انتي اللي جنيتي علي نفسك وبدأ يدغدغها من عنقها وخصرها وهى تتلوى تحت يديه وتصرخ وتطلب منه ان يتركها الا ان...
وقعت عن السرير وفاقت من حلمها المجنون وقالت بضحكه وصوت عالي: مجنون .
فتح والدها الباب ودلف فجأه ...