رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل السادس
تجوب غرفتها ذهابا وايابا بقلقٍ يتراقص علي اوتار قلبها، اصبحت معلقه بخطاطيف امل باهت مشوش .. اصبحت تعيش تحت رحمة امر مهددا بالزوال وربما زال ولكنها مُصرة ان تتوهم بوجوده لانه شُعاع النور الوحيد في حياة احتلتها عتمة الفراق .. هو النبض الذي يُثبت تواجد قلبها بداخلها .
تتردد في اذانها اخر كلمه قالها عمها
"دخلتك علي بت عمك زي مااتفقنا اخر الشهر .. ومهرها هو راس سليم الهواري .. وإلا معنديش بنات للجواز "
في ذلك الصباح ارتدت وجد ملابسها متأهبة للذهاب للمشفي لاداء عملها ولكنها صُدمت بوجود جلادها علي اعتاب قصرهم
" مااحنا لو نسمع الكلام هنبقوا حلوين قوووي "
اصدر ادهم جملته من خلفها مما جعلها ترتجف قليلا ثم استجمت قواها معانده لتجيبه متأففه
" مااحنا لو كل واحد فينا يخليه في حاله هنبقي احلى والله "
قهقهه بصوتٍ مرتفع ثم اقترب منها هامسا
- صباح الحُب يابت عمى ..
زفرت بضيق مردفه
- صباح الزفت عليك .. !
تحرك ببطء حتى توقف امامها قائلا بهدوء
- مقبوله منك .. المهم حابب نفطر سوا انا وانتى كأي عريس وخطيبته فالجنينه،، هاااا قولتى اييه ؟!
زفرت بقوة وخطت متاهبه بالمغادرة
- قولت اللهم طولك يااروح بدل ماارتكب جنايه علي وش الصبح اكده .
قبض علي معصمها بقوة مما جعلها تتأوهه بصوت مسموعٍ
" لما اكلمك تقفى تكلمينى عدل .. مفهوووم ياوجد "
صرخت في وجهه بحده
- انت اتجننت كيف ماسكنى اكده .. حوش يدك عقولك ...
اعتصر ذراعها اكثر وهو يقربها منه رغم عنها قائلا بنبرة استفزازيه
- ايييه هتعملى فيها خضرة شريفه ! اش حال شايفك بعنى وااا ...
لطمته وجد بكل قوتها علي وجنته قائله بنبره تهديديه
- اخرررررررس .. انا اشرف منك ومن عشرة زيككك وكلمه كمان مش هقولك ممكن اعمل فيك ايه،، بس هسيبك لخيالك ... وبلاش سكتك دي معااي !
غلت الدماء في عروقه والتهبت عينيه بالغضب، شعرت وكإنما روحها خضعت لمصرعها امام يديه ولكنها التزمت ثباتها وقوتها .. جز ادهم علي اسنانه محاولا تمالك اعصاب ولكن طبعه الصعيدي اسبق بأن يقاوم جيوش غضبه بل انقض عليها بقوته ممسكًا بخيوط شعرها المنسدله خلفها مزمجرا
" هي حصلت عتضربينى عشانه "
تأوهت بين يديه فاردفت قائله بصراخ
" ااااه .. واقتل اي حد يغلط فيّ ويجي علي سمعتى ... بقولك سيبببب شعري ... اااااه يااعمى الحقنى "
دفعها بكل قوته لداخل القصر
- محدش هينجيكى منى .. ورحمة ابويا وابوكى لاخليكى تتمنى الموت ..
وضعت كفيها علي شعرها متألمه محاوله استفزازه اكثر
- ااااااه .. انا مش عارفه انت هتفضل واهم نفسك لحد ميته !... فوق من وهمك فووووووق عمرى ماهبقي مرتك يااااادهم عمررري ... ...
ضغط علي شعرها اكثر وألقي بها ارضًا ورفع كفه لأعلي كي يصفعها بكل قوته ولكن اتاه صوتًا جعل حركه كفه تُصاب بشللٍ .
- يددددك ياولد فؤاااااااااااااد ..
ابتعدت وجد عنه زحفًا محاوله تفادى شره وهي تلتقط انفاسها بصعووبه .. اقترب عمه منه ممسكه بياقته
" انت هتعقل ميته وتبقي راجل ... فهمنى؟ "
اجابه بصوت اجش
- واحد وعيربي مرته .. مالكم انتوا ..
حيدر دفعه لبعيد بقوه
" وهى الرجول بقيت بمد اليد .. والله عااااال ! ومن ميته عنضربوا حريم احنا .. شكلك نسيت قوانين العتامنه "
- لما تكون حريمهم ناقصه ربايه ندفنوهم مش نضربوهم وبس ياااعمى ..
صرخت من خلف عمها بقوه
- انا متربية غصبن ( غصب) عن عينك .. وطالما انا وحشه قوى اكده ماسك فيا ليهه ... ماتسيبنى في حالى .. جااي تتشطر علي ولية ياادهم ..!
ركضت امها ( كوثر ) صوبها بلهفه
- حسكم عالي ليه .. مالك يابت جري ايه ؟!
تجاهلت وجود امها وعمها تماما ثم اقتربت منه بعيون متسعه وبنبره تحذيريه فاردفت قائله
- لو هتضرب فيا كل ساعه بردو مش هنساه ياادهم .. بالعكس كل يوم بقرف منك اكتر .. وبعدين روح اتشطر علي اللي عتقف قدامه جبان كيفك كيف الفريسه لما تقف قدام صيادها ...
فوجئت بأمها تجذبها بقوه من شعرها
- تصدقي انك بت عديمه الربايه صووح والقتل حلال فيكى ...
ارتفع صوت صراخها متألمه
- انا اتقتلت من يوم ماابويا مات يامه .. مش هتفرق عاااد ...
اجتمع حشد القصر يترقبون الموقف بذهول وهم يتهامسون بينهم بأبشع اتهامات الهتك والقذف .. ارتفع صوت عمها بقوه ليقول
- نزلى يدددك من عليها ..
لازالت كوثر تضربها بقوه
" سيبنى اربيها ... ابوها جلعها ( دلعها ) قوي وانا اللي عدفع التمن دلوق "
حيدر بصوت اقوى: قولت بعدي يدك يامره...
دفعتها امها وكلاهما يتلقطان انفاسهما بصعوبه .. اقترب حيدر منها بهدوء
" تعالي معاي يا وجد ... يلااااااا امشي قدامى "
هتف ادهم قائلا بنبره توعديه
" ورحمه ابويا وابوكى ما هسيبه يتهنى بيكى يوم واحد ياوجد ... هقتللللله وهتشووووفى "
اصاب جسدها الوهن وسال كُحلها الذي انخرط ممزوجًا بسيول دمعها فوق وجنتيها وهى تتجه نحو غرفه المكتب .. وقفت امام عمها بخوفٍ وقلقٍ ملحوظ .. ربت علي كتفها ثم اردف قائلا
- انت عاوزه سليم الهواري ؟!
وقع السؤال علي صدرها كالصاعقه .. لم تستوعب صدمة السؤال التزمت الصمت وكإنه الطوق الوحيد لنجاتها .. دار عمها وجلس فوق مقعد مكتبه بهيبه ووقار وفجاة رفع نبرة صوته وضرب الارض بعكازه
- انا لما اسأل تنطقي !
ارتجف جسدها اكثر وبللت حلقها الذي جف
- مم .. ااااه ... اصصص ... اااناااا ...
رفع حاجبه مستفهما
- انطقىىىىىى .
انخرطت دمعه من عينيها رغم عنها بجسد مرتعش ثم حركت راسها بالنفى تأمل حيدر ملامح وجهها بعنايه قائلا
- اااااااااااه ردى !
اجابته بصوت مرتجف
- ل .. ااا ... لالا ياعم ..
اعتلى ثغرة ابتسامه ماكرة ثم وثب قائما
- اومال اي الحديت اللي عتقوليه لولد عمك دا !
ابتلعت ريقها مجددا ثم قالت بتردد
- عارفه انه عيكره ولد الهواري قوى .. وانا وانا عحاااول انتقم منه واخد حقي من ادهم بمجرد سيرته .. وبس اكده ...
التوت شفتيه بعدم تصديق ثم اقترب منها وقبل جبهتها بابتسامه مكر
- كنت متوكد من تربيه اخوى زين ...
شعر قلبها بالارتياح قليلا فحاولت ان تغير مجري الحديث
- عمى انا كنت عاوزه انزل الشغل وادهم مانعنى ... لو تسمحلى يعنى ..
رد مقاطعا: دي حاجه في يد جوزك .. انا ماليش ادخل فيها وهو مش راضي ...
اجابته بحنقه وضيق
- لا ... مش جوزى ولا عمره هيكوووون ..
اغمض عينيه بحده واعتلت جمهرة صوته
- خولص ( خلص) الكلام ياوجد ... تقعدى في اوضتك لحد مانوصلوكي لبيت جوزك وبكده مهمتنا انتهت ...
شرعت ان تُجادل في طلب حريتها ولكنه قطع جميع حبال الجدل .. فوجئت به ممسكا بكفها وسحبها خلفه في ساحه القصر الشاسعه مناديا بصوت جمهوري قوى
- ياااااادهم . . ياااااادددهم ..
ات الجميع مرة اخري لمتابعه مستجديات الحديث وكان من بينهم ادهم متأففا
- خير ياعمى .. على الله تكون كسرت دماغها .
رمى حيدر نظرة ساخرة علي وجد ثم اردف قائلا
- دخلتك علي بت عمك زي مااتفقنا اخر الشهر .. ومهرها هو راس سليم الهواري .. وإلا معنديش بنات للجواز ... قولت اييييه يااادهم !
شهقت وجد واختها التى استيقظت من نومها للتو .. شهقة عاليه في آنٍ واحد وعلي حدا ارتسمت ابتسامه واسعه فوق ثغر ادهم وامها وكإنما بينهما اتفاق سابق علي شيء ما لا يدركه سوواهم ..
وضع ادهم كفه فوق صدره بشماته
- اعتبره حصل ...
فكت وجد قبضه كف عمها الحديديه ثم اندفعت نحو غرفتها ساحبه معها سيول ضعفها وعذابها، ثم لحقت بها اختها الصغري علي عجلٍ
في الوقت الحالي
" اهدى اهدى ياوجد "
رددت اختها جملتها بوهنٍ بَين مُشفقه علي حال اختها .
ابتعدت عنها مسرعه
- انا لازم اكلم سليم دلوق ...
لحقت بها اختها مُجلجلة
- ياوجد استنى بس .. هتكلميه تقوليلو ايه ..
اعتلت شهقتها فجاة وارتمت بجسدها بين ذراعى اُختها بجسدٍ مرتجف وصوت نحيبها مكتوم .. ربتت عليها اختها بشفقه تتسائل ما الذنب الذى ارتكبه شقيقتها في حياتها إلا انها احبت، هل اصبح الحب السلطه الوحيده التي يمكن ان تنقلب عليها الراعيه في هذا الزمان ! ..
ثوب فرحتها اصبح فضفاضًا يسع العالم كله .. متغنجه امام مراتها بعودٍ منتصبٍ تضيق جنب جلبابها علي خصرها بفرحه زاهيه .
- اي رايك كده يانورا .. عباية الحنه عاوزه تضيق شويه .. بصي بصي هخلي الخياطه تاخدها قيراطين من اهنه ...
ثم التفت حولها باستغراب
- نووورا ... انتِ مش معايا خاالص !
بللت اختها شفتيها بطرف لسانها بتوتر
- هااا .. ! في حاجه ياماجده ؟!
عقدت اختها حاجبيها بضيق وهي تقترب منها لتجلس بجوارها
- لااا دانتى دماغك في حته تانيه خالص .. اي اللى واخد عقلك ؟!
ابتلعت غصه احزانها محاوله الهروب من سؤال اختها
- لا عااادى .. معاكى، كنتي عتقولى ايه ؟!
نظرت اليها بعيون ضيقه
- اوعى تكونى عتفكري في كلام امك اللي قالته !
غمغمت نورا بكلامٍ غير مفهوم مما ادى الي اتساع حدقة عيني ماجده باهتمام
- انتى عتكلمى نفسك يانورا ؟!
وقفت اختها متأهبه للذهااب
- نازله انا .. يلا شوفي كنتى عتعملى اييييه ؟!
ثم تركتها وغادرت دون ان تنتظر منها ردًا .. وفتحت الباب صُدمت بوجود عماد امامها، تراجعت خطوة للخلف وعلقت عينيها بعيونه الحزينه، كانت كل نظرة من عينيه مُغريه لمعرفة اجابات لاسئله كثيره بين طياتهما .. رمقها هو بنظره حاده كإنه رأي جنية علي صورة بشر ..
- ازيك ياعماد ؟!
خرج السؤال من بين شفتيها بدون تفكير مما جعلها تضع اناملها فوقهما نادمه .
تنحنح بخفوت بعدما دار وجهه للامام متأهبا للمغادرة مُتجاهلًا تماما سؤالها البريء الذي هرب من ثغرها رغم عنها وتركها وغادر حاملا بداخله نيران تحترق فهو رجل بدون حبيبته كإناء فارغ لا يملأه سوى تواجدها بجواره .
تصرفه جعل قلبها ينخلع من موضعه فانهمرت دموعها بغزاره وكف مرتعش فاستدارت بجسدها وعادت الي غرفة اختها تحتبس اصوات بكاؤها بداخلها وتقفل عليه الف باب، حتى باب الغرفه اغلقته ووقفت خلفه تسند قلبها الذي لم يَكف عن الضرب بجدار صدرها .. ركضت نحوها اختها بلهفه
- نوورا ! مااالك ؟ حصل اييييييه !
لم تكف صوت قهقهته التى انفجرت من فمه محاولا تصديق ما سمعه منها
محمد محاولا التوقف عن الضحك
" يعنى امك بنفسها قالت اكده ! والله امك دي لسعت "
نظرت له يسر باستغراب
- انت عتضحك ؟! محمد مش عهزار والله .
انفجر مجددا في ضحكاته العاليه
- بس امك هزارها حلو قوى .. كيفنى الصراحه .
التوت شفتها جنبا وهي تستند بظهرها علي جذع الشجره الكبيره ثم اردفت قائله
- محمااااااااد ... انت مش مقدر حجم المصيبه اللي احنا فيها .. انا مابقتش عارفه اعمل اي واتصرف ازاي ..
دنى منها ببطء ثم ازاح خصيلة شعرها الهاربه من تحت قطعة القماش المُلقاه فوقه خلف اذنها ولمس وجنتها بحب:
- مصيبه اي بس ؟! ولا مصيبه ولا حاجه وهو انتى لما تكونى مرتى امك هتقدر تنطق اصلا! بطلى هبل ورحى اجهزى اكده .. حنتنا الليله ..
ثم اتسعت ابتسامته مما ادى الي ضحكتها بصوتٍ منخفض بين بكاؤها
- ايوه اكده اضحكى ابو امك علي ابو النجع كله .. امك دى ادبت باين ...
في ساحه قصر الهواري الواسعه الذي امتلأ بعمال الانارة والفرش للاستعداد لاجواء الفرح ..
بعض الرجال واقفين علي السلالام الخشبيه ترفع حبال الانارة الملونه حول القصر ... واخرين يفرشون الارضيه بنشارة الخشب الملون .. وغيرهم من يقوم بوضع الستائر الملونه حول القصر .. ضجه علي غير المعتاد تملاه بفرحه وزهوٍ مميزٍ .
تحرك راجح الهواري مستندا علي كعازه بينهما
" يلااا يلااا شهلوا يارجاله "
- الف مبرروك ياراجح بيه .
- الله يبارك فيك ياولد عقبالك وعقبال اخواتك .
ثم استدار برأسه فاردف قائلا للغفير بصيغه امره
- الدبايح جاهزه ياولد ؟!
الغفير: كله تمام .. زي ما امرت اسبوع كامل الناس كلها مش هتاكل غير لحمه جنابك ..
اومأ راسه بفرحه
- زين زين .. فين الوّلِد مش شايف حد منيهم .
- سليم باشا لسه مصحاش .. وعماد بيه في القصر جوه .. والضكتور محمد راح المشتشفي ..
كمل راجح وخلفه ثلاثه من الغفر كى يشرف علي باقي العمال ..
وصل مجدى مكتبه الفخم لشركات الحديد والصلب متأففا وهو يجلس علي مقعده ثم اردف قائلا للسكرتيره بلهجة قاهرويه
- كل اللي صورته الكاميرات يكون علي مكتبي دلووقتى .
ارتبكت سهي السكرتيره
- حضرتك احنا شوفناهم اكتر من مرة .. ومحدش دخل مكتب حضرتك ... اكيد الورق دا متسرقش من الشركه .
رمقها بنظر ارعبتها
- لما اقول كلمه تتفذ .. مش هتعلمينى شغلي !
ارتجف جسدها رجفه ملحوظه مما زاد الشك فيها
- حاضر حاضر .. اللي تأمر بيه حضرتك ..
تركته سُهى السكرتيره بأرجل متثاقله ونبره صوت مرتعشه وهي تناجى ربها في سرها
- استرها يارب ...
ضغط مجدي علي زر الاتصال بالغرفة الخاصه بالامن
- المسئول عن امن الشركه يطلعلي حاالا ...
ثم اتكأ علي مقعده متوعدا
- مش هرحمك لو عرفت انك انتى اللي ورا المصيبه دى ..
في قصر العتامنه
شد حيدر اخر نفس من شيشته قبل ما يرد علي اتصاله التليفونى
- ايوة ياولد ... فينكم دلوق ... مممممم ... عال عال انا جايلكم اهوو خليكم عندكم ..
ادهم جلس بجواره
- خير ياعمى !
مسك عمه طرف جلبابه ثم وقف
- يلا قوووم تعالي معااي .
رفع ادهم حاجبه متسائلا
- هما الرجاله وصلوا ..
تقدم عمه امامه بهيبه ووقار
- ااه .. يلااااه مافيش وقت ...
تحرك كلاهما صوب سيارتهم المصفوفه امام بهو قصرهم .. كانت وجد واختها تترقبهم باهتمام وحزن بالغ.
اردفت ورد قائله
- هما رايحين فين ؟!
وجد بخوف: ليكون رايحين يؤذوا سليم ياورد ..
ضغطت علي كف اختها المستند فوق السور
- اهدى .. هما صبروا سنه كامله مخدوش بالتار .. مش هيجوا ياخدوه دلوق ..
انخرطت دمعه من عينيها بمرارة
- لا ياورد صبرهم دا قالقنى .. اكيد بيخططوا لحاجه اكبر .. هيقتلوه ياورد ... هيقتلووه ..
تشبثت ورد بمعصمها
- خدى هنا رايحه فين ؟!
زاحت كف اختها بقلق يرعد جسدها: هلحقه ياورد قبل مايعملوا فيه حااجه ...
- ربنا يريح قلبك ياختى ...
استيقظ سليم من سبات نومه العميق وهو يتقلب ببطء في فراشه
- كل دا نوم ياسليم .. اومال لو كان بالك خالى كنت هتنام كد ايييه ؟!
نهض من فوق فراشه بكللٍ القى نظرة علي هاتفه
- اوووف حتى انت فصلت ! هي جاات عليك يعنى !
لفح منشفته فوق كتفه متجها نحو المرحاض
جالسه عفاف بين الخدم وهم يعدون اشهي المخبوزات للافرح .. ثم اردفت عفاف قائله
- يلا يابت منك ليها سمعونا زغرووده اكده ... وانتي ياابت علىّ صوت المسجل دا شويه خلينا نفرحوا ..
- عيونى ياام عماد .. الفرحه عندنا اربعه النهارده .. قومى يابت ارقصي منك ليها ...
راقبتهم ثريا بنظرات تحمل نيران الغل والاغتياظ
احدى الخادمات
" مالك ياست ثريا ماتيجي ياختى تخبزي حلو بنات بيدك .. دي فرحتهم الكبيره وليله العمر "
ضربت فخذها بكفها بغل ثم اردفت قائله بتأفف
- مش لما اكون راضيه عليها الجوازه دي !
خفضت الخادمه صوت ضجيج الاغانى سريعا .. للاستمتاع بالنيران التى اوشكت علي الاندلاع، رفعت عفاف عينيها بفظاظه
- وانتى كنتى تحلمى بجوازه زي دي لبناتك ! جري ايه ياثريا ولا علي رأي المثل الانصاص قامت والقوالب نامت"
وثبت ثريا قائمه بقوة
- لا ياعفاف اقفي معوج واتكلمى عدل واعرفي عتتكلمى ع مين الاول .. بنات ناصر الهواري الف مين يتمناهم .. معاهم شهادات من مصر ومتربين وزينة بنات قنا كلها .. فياريت كل واحد يعرف مقامه زين وتعرفي انتى مناسبه مين !"
رمقتها بنظرة ساخرة
- مش هرد عليكى .. عارفه ليه ! لانه جيه اليوم اللي ربنا يظهر فيه الحق وينصرنى عليكى .. وانا واحده فرحانه بوالدها ومش هتسمح لوحده زيك تعكنن عليها .. عليّ ياابت عليّ الاغانى خلينا نفرحووووا "
كانت كلمات عفاف جيشا هجيما مسلحًا بالغضب مما جعل الدماء تغلى بداخلها لانها مدركه تماما لمغزي حديثها عن الماضي الذي دفنوه سويا ..
عادت عفاف لتصفيق والتهليل بفرحه صُبيانها والفرحه الاكبره بالنصره علي عدوتها اللدودة ..
دخل المسئول عن امن شركات 《الهواري جروب》 مكتب ( مجدى الهواري) مطأطأ الراس
- تحت امرك يابيشمهندس ..
نصب ظهره واتكأ بساعديه علي سطح المكتب ثم اسار اليه
- تعالي اتفضل يا عم جمال ..
- يكرم اصلك يابيه .. والله الواحد ماعارف يودى وشه من حض...
قطعه مجدى بحده
- ما علينا بالكلام ده .. المهم سيديهات الكاميرات السريه موجوده معاك .
رفع رأسه بحماس
- طبعا ياباشا وزي ماامرتنى مفتحمهش غير لما تيجى ..
ثم قدم له حوذة سوداء بداخلها اسطوانات كمبيوتر ( CD ) ووضعها فوق المكتب
- اتفضل اتفضل .. شوف بنفسك ..
- تمام اتفضل انت ياعم جمال ...
فتح مجدي السله وافرغ محتواها بحماس ثم دار بمقعده ووضعها بداخل جهاز الحاسوب باهتمام بالغ .. وبعد برهه من الوقت ظهرت امامه صور متحركه لمكتبه من الداخل .. قدم شريط التشغيل فلفت انتباه شيئا ما .. سرعان ما رجع الفيديو للخلف فوجد صورة سكرتيرته الخاصه تتسلل مكتبه فى الخفاء لارتكاب جريمتها .. راقب مجدى تصرفاتها بغضب شديد، قفل جهازه الحاسوب متوعدا
- يابت ال*** ...!
وصل ادهم بصحبة عمه الي مخزنهم السري بحرصٍ شديد .. وجد مجموعه من الرجال في انتظارهم .. القى عليهم ادهم التحيه
- كيفكم ياااارجاله ..
صوت جمهوري قوى
- نورت ياادهم باشا
وقف عمه حيدر بالقرب منهم
- كله تمام ؟!
احدهم اردفت قائلا
- عااااين بنفسك ...
- شووف يااادهم شغلك ...
نكث ادهم علي احد ركبتيه ممسكًا بكيسٍ ابيض، ليتذوقه بانتشاء بَين، وضع اصبعه المنغمس بالمخدر داخل فمه وبعد قليل من الوقت رفع حاجبه مع التواء شفته جنبا تبدو عليه معالم الفرحه والسرور .
اقترب من عمه كالمنتصر فالمعركه هامسا في اذانه
- كله تمام ...
اتسع ثغر عمه مسرورا
- عال عال .. هاتلهم فلوسهم ...
انكمشت ملامح ادهم سريعا
- مش لو (وجد) بت اخوك تطاوعنا وتشتغل معانا الشغلانه دى هناكل الشهد .. ويبقي زيتنا في دقيقنا وقرشنا مايطلعش برا ...
تنحنح عمه بخفوت
- تقلقش هيحصل .. بس كله بآوانه ..
- مش قلقان بس مقهور علي دراستها ٧ سنين وفالاخر مش مستفدين حاجه . ..
- بلاه حديتك العفش ده .. روح هات حق الرجاله يلا ..
ضاقت عينيه متوعدا
- اللي مستنيكى تقيل قوى يااوجد ...
في قصر العتامنه
" سليم ماعيردش ياوورد ومحموله مقفول "
لازالت تجوب غرفتها ذهابا وايابا بحيره وتوتر .
- اهدى بس اكيد فصل شحن ..
تنهدت بضيق
- لالا قلبي مش مستريح واصل .. انا لازم اقابله .
اتسعت حدقه عيني اختها بدهشه
- اقصري الشر ياوجد .. وخافي علي سليم عاد
- هي خلاص خلصت !
- كيف ؟! قصدك ايه ...!
- انا وسليم هنهربوا الليله ..