رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع عشر
في الحقيقة؛ اود ان اعترف لك اننى احمل بجسدى روحين .. أنت تظهر في.. وأنا انت .. نحن نختبئ كل في الآخر كلما اشتقنا انفردنا بذاتنا لنأنس
- " طيب والله كويس انك محضرة شنطك وحاجاتك وفرتى الوقت "
اردف مجدى جملته وهو يدلف من باب شقته ليجد امامه حقيبه صغيرة وأخرى حقيبه يد وصفوة تجلس في منتصف -الصاله- عاقدة ذراعيها واسهم الشر والغضب تنبثق من عينيها .. اقترب منها مجدى بهدوء ليجلس امامها قائلا:
- هاخد شاور علي بال ماتلمى هدومى عشان هننزل مصر دلوقت .
رفعت حاجبها بسخريه قائله
- ودا مين اللي قرر كده !
ارتسم مجدى معالم الجديه قائلا
- انا اللي قررت .. ويلا اتفضلى عشان مش عاوزين نتاخر .. بكرة الصبح لازم اكون في الشغل ..
وقفت امامه معانده
- طبعا مش هيحصل ولا هسافر معاك ولا عاوزه اشوف وشك بعد النهارده .. ولو سمحت طلقنى وكل واحد فينا يروح لحاله !
رمقها مجدى بنظرات معاتبه ثم تأهب للذهاب من خلفها بصمت اشعل بدنها غضبا .. فسارت خلفه قائلا
- وبعدين انت مين عطاك الحق تقفل عليا اصلا ! انا غلطانه انى وافقت علي الهبل والجوازه دى من الاول اكبر غلطه انا عملتها في حياتى ... بص مختصر الكلام كده لو مطلقتنيش هخلعك !
توقف فجاة مستديرا إليها بجسده وثغره متبسم قائلا
- هاتيلى غيار من جوه محتاج اخد (شاور) ضروري !
لاحت إليه بكفها بعشوائيه بوجه مكتظٍ قائله
- انا بتكلم في ايه وانت بتتكلم في ايه ! هو انا الجاريه اللى جابهالك جدك ! سفر مش مسافره! هطلقنى دلوقتى يامجدى بيه ..
شرع مجدى في نزع ثيابه امامها بمكر محاولا الاقتراب منها قائلا
- وانا معنديش اي مانع اطلقك .. بس لما اتجوزك الاول ! قولتى ايه ؟! موافقة !
تراجعت للخلف كالملدوغه محاولة استيعاب جريمته التى ينتوى لارتكابها قائله
- انت مجنون ! لا طبعا مستحيل ولو فكرت تقرب هقتلك ..
قهقهه مجدى ساخرا علي ارجحه عيونها وتصاعد وهبوط انفاسها قائلا بغمز
- وانا مستحيل اطلق .. ويلا من غير مناهده كتير لان كلامى انا اللي هيمشي ياصفوه فاقصري الشر احسنلك !
تحك قدميها ببعضها بغل وغضب مطلقه زفيرا قويا في وجهه لتتركه وتغادر الشقه نهائيا هاربه من اسهم انظاره .. تنهد مجدى بتحدٍ
- طيب ياصفوه شكلك حابه تشوفى الوش تانى !
" المكان عجبك ! "
اردف عماد جملته وهو يجلس فوق مكتبه بشموخ لنورا الغائصه في بحور مكتبته المليئه بكثير من الكتب قائله بانبهار
- اي الجمال .. بجد انا نفسي افضل هنا مخرجش ابدا، انت قاريء كل الكتب دى !
ابتسامه خفيفه اعتلت ثغره قائلا بنبره خافته
- تقدري تقولى انى قاريهم كلهم ..
التفت نحوه بتعجب وعيون متسعه قائله
- ووواااووو بجد يابختككككك ..
تراجع للخلف متقلبا في مقعده بانسيابيه كانه يخفى شيء ما بداخله قائلا
- نيرة الله يرحمها كانت مجنونة كتب وقراءه، كان الشوبينج عندها تنزل تجيب كتب وبس ؛ طول الوقت ماشيه بالكتاب في ايديها واليوم اللي كنت ارجع فيه متاريف من ضغط الشغل كانت تاخدنى من ايديا كده ونقعد انا وهى مع اكتر كتاب قراته وعجبها .. كنت وقتها انسي كل هموم الدنيا .. بحب كل الكتب اللي كانوا سبب في ابتسامتها وضحكتها طول الوقت ..
تركت نورا مابيدها بهدوء ثم اقتربت منه قائله بثغر متبسم وقلب يحترق من نيران الغيره لتجلس امامه ومتكئه علي سطح مكتبه لتردف
- كلامك بيخلينى اندم انى متعرفش علي شخصية زى دى بحياتى !
تبسم بحزن ليقول
- زرعت فيا كل ورود روحها وسابتنى ومشيت !
رفعت نورا عينيها بخجل لتقول
- ودى حاجه مفرحانى جدا .. حاسة انك تشبهها اوى !
تنحنح عماد وهو يتقدم بظهر للامام قائلا
-بيقولوا .. انت مقولتليش انفصلتى ليه عن جوزك ..
شوكة علقت بحلقها محاولة محو ذكريات الماضي قائله بحزن
- لسه كنت بتقول ان نيره زرعت فيك كل الورود وسابتك ... هو كمان زرع فيا بس زرع شوك وصبار ومكنش قدامى حل غير انى اختار حريتى بمقابل كل حاجه املكها !
رفع عماد حاجبيه بفضول قائلا
- مش فاهم !
- هو انا لازم احكى .. ؟
هز كتفيه باستسلام قائلا
- لو دا هيوجعك بلاش منه، مع انى حابب جدا اعرف مين الغبي اللي يسيب شخصيه زيك !
تبسمت ابتسامه زائفه لتقول بعد تنهيده طويله
- كان مدير الصيدليه بتاعتى .. حاول يقرب منى كتير لكن انا مكنتش متقبلاه .. دخل لماما من حتة اننا صيادلة بقي وهنقدر نعمل مشاريع ومصانع يعنى ماديات وكده .. ماما اقتنعت واقنعت بابا واتجبرت انى اوافق .. بعد فترة اكتشفت انه بقي شخص تحكمى عصبي انانى خنيق .. مكنتش استحمل نفسه في البيت ويوم ما طلبت الطلاق ساومنى بين حريتى والصيدليه اللي تعتبر الهديه الوحيده من بابا ... وادى حكايتى ...
رمقها بعيون مشفقه قائلا
- واتجبرتى انك تتجوزينى كمان ! الدنيا جايه عليك اوي مش مديالك مساحه تختاري حياتك !
بلعت غصة كلماته قائله
- بس انا راضيه باختياراتها مهما كان ..
ابتسم عماد قائلا
- انت تستاهلى كل خير فعلا ..
شعرت بالحرج امامه ومن اسهم نظراته التى ترعدها حبًا لتقول بجسد مهزوز
- هقوم بقى اعيش مع الكتب دى !
اومئ عماد ايجابا بينما دار بمقعده ليجري اتصالا هاتفيا قائلا
- ااه ياسمير معاك .. اكتب كده الاسم ورايا .. ( حيدر نصر الله عتمان ) .. _ثم صمت لبرهه تابعتها ايماءه خفيفه_ مممممم وهو كذالك ياباشا .. هستنى تليفونك في اقرب وقت .
" سعت الباشا حمزه بيه معتز ... ليك وحشه والله "
اردف سليم جملته وهو يدلف باب مكتب سياده النقيب( حمزه معتز ) بمركز ابو تشت .. وقف حمزه مرحبا به بامتنان
- سليم بيه الهواري بجلالة قدره في مكتبى المتواضع !
احتضن الرفاق بعضهما بود فاردف حمزه قائلا
- اتفضل اتفضل .. اي ريح طيبة اتت بك الي هنا ياولد الهواري ..
تنهد سليم بكلل وهو يجلس امامه قائلا
- الهوي غلاب ياصاحبي والله ..
ابتسم حمزه قائلا
- لا دا شكل الموضوع كبير .. تشرب ايييه ؟!
- اي حاجه ياحمزه مش هتفرق ..
ضغط حمزه علي الجرس فدخل العسكري ضاربا التحيه العسكريه قائلا
- اوامرك يافندم ..
اجابه حمزه بثغر متبسم
- اتنين لمون يابنى شكل ولد الهواري اعصابه تعبانه ..
انصرف العسكري فتبسم سليم وهو ينظر إلي حمزه قائلا
- طالب مساعدتك ياباشا ..
- انت تأمر امر ياسيدى ..
تحدث سليم اليه باهتمام وحرص، كان حمزه يستمع إليه بتركيز شديد، وبعده عدة دقائق قطعهم دخول العسكري ثم استئنف سليم حديثه الذي اختتمه بجملة
- هااا ياباشا .. معايا ولااا!
اتكىء النقيب حمزه بظهره للخلف قائلا
- معاك .. بس الموضوع في قلق عليك انت ..
- متقلقش عليّ بس .. ربك هيسترها .. انا حبيت اجيلك بنفسي عشان الموضوع مش هينفع في التليفون .. ومافيش غيرك هيساعدنى .
تنحنح حمزه بخوف ليقول
- اتفقنا ياسليم .. اول ما تظبط اللي اتفقنا عليه .. رن وسيب الباقي عليا ...
وقف سليم برسميه وهو يصافح حمزه قائلا بامتنان
- سلامى لحمزه باشا الخياط ..
وقف حمزه ممتنا له قائلا
- حمزه الخياط مابيقبلش سلامات كده .. دا عاوز زياره وتروح تسلم عليه بنفسك انت وحرم سليم الهواري الجديده بقا ...
ضحك سليم راجيا
- ياخى من بؤك لباب السماا .. هستاذن انا بقي ..
" جدى انا عاوزه اطلق .. ومعنديش رجعه في قرارى "
اردفت صفوة جملتها بعاند امام راجح الهواري الذي تلقى طلبها ساخرا ليقول لها
- ليه ياصفوة !
زفرت بضيق
- البيه بيضربنى وانا مستحيل اكون علي ذمته ساعه واحده ..
عقد جدها حاجبيه قائلا
- ضربك ! قولتى ايه يوصل مجدى لحاجه زى دى !
تارجحت عينيها وبدى عليها بوادر الكذب
- ماقولتش هو اللي همجى وانا مستحيل اعيش معاه ولو سمحت ياجدى لو مطلقتنيش هيكون مابينا المحاكم ..
لطخ وجه الجد بدماء الغضب قائلا
- اخذي الشيطان يا صفوة .. واطلعى لجوزك ..
قطعهم مجدى قائلا
- لا جوزها اللي نزلها ياجدى عشان يادوب نطير علي مصر دلوقت الشغل متراكم فوق راسي اد كده ...
- يلا ياصفوة مع جوزك متهملهوش يابتى ..
اوشكت عيونها علي البكاء قائله
- انا مش هطلع من هنا ولا هروح معاه في اي مكان .. والقاهره دى انا مش هعتبها مهما حصل واخر كلام عندى قولته ...
مجدى بهدوء مسك كفها وسحبها خلفه قائلا
- عن اذنك ياهواري بس مش عاوز اوجع راسك هتكلم معاها لحالنا .
اخذها بعيدا عن الانظار ليقفها امامه قائلا
- يعنى قلم امبارح مربكيش !
- لا ياافندى قلم امبارح فوقنى وكشف نوايا سعتك ..
كوره قبض يده محاولا تمالك اعصابه ليردف
- صفوة .. لمى نفسك وقدامى علي العربيه يلا ..
زفرت بضيق
- علي جثتى انزل القاهرة .. انا مش عاوزه اروح الله ! هو بالعافيه !
رفع صوته بحده
- صفووووووة ... معاكى دقيقتين وتكونى قاعده جمبي في العربيه والا مش هيحصل طيب ..
ثم تركها وغادر ليعد شنطه داخل السياره .. ضربت صفوة الارض بساقيها بقلة حيله .. وفجاة التفت لصوت مسدج علي هاتفها من رقم تحفظه جيدا
( صفوة .. انا اسف وسامحينى ارجعيلى ياصفوة انا مش قادر اعيش من غيرك .. فات ٥ سنين علي غيابك وانا مش قادر انساكِ )
زفرت باختناق واوشكت عيناها علي ذرف دموع قلة الحيلة قائله
- اووووف ماهى كانت ناقصاك انت كمان !
فاقت علي صوت احد الخادمات قائله
- ست صفوة مجدى بيه بيستعجلك وبيقولك يلا ..
وقفت حائره كأنها علي شط بحيره مليئة بالتماسيح والبر غدار مليىء بذئاب بشريه تود ان تقضى عليها .. فماذا ستختار !
" شوفتى يا وجدان ! شوفتى عيعملوا ايه في حفيدتك ! هيجوزونى ادهم يإما حلم ابويا ومستقبلى هيضيعوا، وانا مش عارفه اعمل ايه .. قوليلى اعمل ايه حاسه كل حته في جسمى عتحرق فيا وانا معتدش مستحمله والله "
اردفت وجد جملتها لجدتها الراقده بدموع منهمرة فوق وجهها تراقبها تلك العجوز بيعينها الاتى اوشكا علي الانفجار حسرة منذ مفارقة ابناؤها الحياه فلم يتبق لها الا حيدر .. حركت اصابع كفها ببطء وهى تراقب حفيدتها بحزن بالغ، اكملت وجد حديثها
- طيب اتصل بسليم واقوله الحقنى ! كده برميه في النار بيدى من ناحية عيلتى وعيلته ... حاسه حبل طويل بيتلف علي قلبى وبيخنقه ... ادهم لعبها صح هو وفايز ..
سعلت العجوز بوهن شديد وهى تعتصر عينيها علي حال حفيدها الغاليه علي قلبها ... مدت (وجد) انامله لتزيل دموع جدتها قائله بابتسامه خارجه من وسط خزان حزنها
- طيب هونى عليا انا وانت هنبكى كده ؟! ماينفعش .. طب خلاص متبكيش وانا مش هبكى .. ابويا سبق وقالى لابد بقليلٍ من التضحيه كى تستكين القلوب .. وانا سكون قلبي في حياة سليم سالم ومبسوط هعوز ايه تانى ! حتى ولو كان بعيد يكفى انه تحت جلدى ساكن ..
وصلت ورد لاعتاب قصرهم بعدما عقدت اتفاقها مع سليم .. فأصبحت تلتفت حولها حاضنه بين ذراعيها سلة سوداء تحملها بجسد مرتعد حتى ارتطمت بأدهم ففزعت كالملدوغه في بهو القصر قائلة
- ااا .. ااااادد ... اددددهمممم !
رمقها بخبث
- مالك مش علي بعضك ليههه ؟!
بللت حلقها بارتباك وهى تلتقط انفاسها بصعوبه
- هاا ابدا .. اصل ..
- اصل وفصل ايه ؟! وبعدين اي الكيس الاسود اللي معاكى دا ؟!
حضنت السله بين ذراعيها اكثر لتردف قائله وهى تتراجع للخلف
- مالكش دعوة وبكتبي ولا ليك دعوه بيا اصلا .. ووسع اكده من طريقي وشوف وراك ايه !
ركضت ورد من امامه بسرعه دون ان تلتفت نحوه مردده في سرها
- يارب عديها علي خير يارب ..
وصلت ورد لساحه القصر متنهده بارتياح وهى تضع كفها فوق قلبها وتجوب بعينيها يمينا ويسارا بقلق حتى التفتت اذانها لجملة ساميه التى تلقيها على اذان امها
- ادى حس لوجد يا كوثر عشان تااجى ( تيجى) معاي ..
تركت كوثر مابيدها قائله
- تيجى معاكى فين ؟! .. وبعدين ولدك محرج علي طلوعها بره عتبة البيت ..
نتغجت سامية في زيها الضيق لتقول
- دى هتطلع معاى .. ومش ههملها لحالها واصل .
كوثر بفضول
- راسك فيها ايه ياساميه ..
رفعت ساميه الحجاب ( الشفون ) فوق شعرها قائله بتلقائيه
- ياختى وانا هعملها ايه بتك ! هاخدها واوصل بيها لحد المركز اللي بيخلى العرايس بتبرق ده كده خليها تجهز لفرح ولدى والليله الكبيره وكمان اشتريلها كام هدمه عرايسي اكده لاجل ولدى مايتبسط !
اختبئت ورد خلف السلم متجسسه علي محور حديثهم منتظرة نهايته .. اردفت كوثر
- وليه ياختى كل دا .. هى ام سيد بيتجى بتاخد المية جنيه وتظبط البت وتخليها علي سنجة عشره ..
عقدت ساميه حاجبيها
- فشررررررر .. بقي مراة ولدى تظبطها ست ب مية جنيه .. دى لو مكانتش كيفيها كيف نجوم السيما متلزمناش .. ولدى لافف وعارف زين ولازم بتك تملا عينه ياكوثر ..
- اللي تشوفيه ياختى .. هو فينه المركز دا طاب ؟!
- في ضواحى قنا السواق هيودينا وساعتين وهجيبنا تكونى انت فرشتى شقة العرسان ..
ارتفع صوت نداء كوثر علي ابنتها قائله
- يلا ياوجد عشان تروحى مع مراة عمك !
قفلت باب غرفة جدتها بهدوء قائله
- وعلى فين العزم !
كادت ثريا ان نتطق ولكن رمقتها ساميه باشاره كى تلتزم صمتها قائله
- انتِ من هنا ورايح هتبقي مراة ولدى يعنى بتى وكنت عاوزه اشتري كام عبايه اكده لزوم الفرح .. قولتى ايه ..
ابتسمت بسخريه لتقول
- ااه ان شاء الله ..
كوثر: يلا ياوجد روحى مع مراة عمك متزعلهاش عااااد !
ورد من الخلف في سرها
- اااه ياولاد ال**** ... هتعملى ايه ياورد !
" ياحيدر زي ما عقولك .. شكل عمى شاكك فيّ ولو عرف هيطربقها علي راس الكل "
قالت ثريا جملتها بخوف وقلق وهى تجوب غرفتها ..
- تقلى قلبك عاد ياثريا .. وهو هيعرف منين مش انت مظبطه السواق زين، خلاص عادى .
- بردو قلبى مش مطمن ياحيدر ..
- بطلى هوس وقوليلى لسه بناتك معملوش حاجه .
تنهدت بمرارة
- لسه ياخوى .. واحده لسه حابه علي يدها عشان تسافر مع اللي مايتسمى مجدى يمكن تقدر تمضيه علي حاجه، والبنات بحاول معاهم هنا ..
- طب ركزي ياثريا مقدمناش وقت .. لعبتنا لو اتكشفت هنروح كلنا في داهيه ..
- اهو هعمل اللي هقدر عليه وربك يسترها ..
" ايوة ياسليم .. انا وصلت البيت وعملت اللي قولتلى عليه بالظبط "
اردفت ورد جملتها وهى تتاكد من قفل باب الغرفه متحدثة في الهاتف مع سليم الذي اردف بهدوء
- تمام يا ورد .. خلى بالك .. عاوزك تقلبي لى البيت علي الفلاشه اللي ماسكها الزفت دا على وجد .
- متقلقش علىّ .. ان شاء الله اللى اتفقنا عليه هيحصل ..
- وجد فينها وبتعمل ايه ؟!
- اااه فكرتنى كنت هنسي من الخوف والربكه اللي فيها، وجد خرجت من شويه مع سامية مراة عمى ..
اتكأ سليم علي باب سيارته وهو يراقب شغل العمال قائلا
- خرجت !.. ليه طب مع بت المحروق دى !
- بص انا هحكيلك اللي سمعته ...
قصت ورد كل ما سمعته بالاسفل علي اذان سليم الذي انشغل مع حديثها بكل كيانه قائلا بتركيز
- يعنى وجد دلوق في قنا ؟!
- اه راحت عند المركز بتاع العرايس دا ..
سليم باهتمام وهو يصعد سيارته كأنه اقترب من مراده
- اسمه اي المركز دا ياورد !
فكرت لبرهه ثم اردفت بشك
- بص هو انا كنت باخد كورس انجليزي السنه اللى فاتت في مكان (...) واسمع ان كان علي اول الشارع مركز متخصص في الحاجات دى .. اكيد يبقي هو ...
سليم بحماس
- طب اقفلي ياورد دلوق .. واي جديد بلغينى ...
" طيب والله متصوريش وحشتينى اد ايه .. لدرجه انى فكرت استقيل من الشغل "
اردف محمد جملته وهو يحتضن زوجته من الخلف التى تقف في المطبخ لتعد له الطعام .. استدارت بجسدها بين ذراعيه لتعانقه قائله
- وانا من اول ما خرجت كل شويه ابص في الساعه واقول امتى يخلص .. ويرجع لحضنى .
نظر لها بعيون ضيقه قائلا بخبث
- يسر .. هو انا لما كنت بكلمك من الشغل واقولك بتعملى كنتى بتدلعى كده وتقولى لى بعمل حاجات كده وكده وملكش دعوة بيها .. فبتكهربينى مش بتخلينى على بعضي ... طيب ماتقولى انك بتحرقي الاكل بدل اللعب بالاعصاب دا !
انفجرت ضاحكة بين يديه وهو تمرر اصبعها علي وجنته بدلال لتقول
- الله ! منا كان لازم اقول كده عشان تشهل وتيجى .. اومال هقولك مكركبه الشقه وبمسح وبطبخ وريحتى كلها بصل عشان تتقفل منى وتشيل الهم ومتجيش ! تؤ لازم افرشلك الارض ورد وفرشات عشان تيجى علي ملا وشك كده ملهوف زي ما جيت ..
عض محمد علي شفته السفليه بتوعد ونظرات شرانيه يود ان يفترسها حبا للتو .. فاردف قائلا
- اااه يعنى بترمي الطعم للسمكه عشان تصطاديها ..
غمزت بطرف عينيها بميوعه مردفه
- طيب ما انت دماغك حلوة اهو وبتلقطها وهى طايره !
جذبها بكل قوته لتلتصق به قائلا بتوعد
- طيب خليكى فاكرة انك انتِ اللي جبتيه لنفسكك ..
وقفت علي طراطيف اصابعها كى تصل لثغره طابعه قبله خفيفه عليه لتقول بمزاح
- طب خلى بالك من الاكل منا ما اغير لبسي دا ..
ابتعدت عنه سريعا دون ان تنظر رد .. رمقها محمد بنظرات شوق قائلا
- طيب ياست يسر .. صبرك عليا
ثم اقترب من الموقد ليكشف اناءات الطعام، فاستدار ليتناول معلقه يتذوق بها بحماس قائلا
- شكل ليلتنا فل ... !
تذوق اول صنف فرفع حاجبه منبهرا
- ممممم لا طلع اكلنا حلو ياسو وملبستش في خازوق ولا حاجه ..
ردت عليها بصوت عالٍ
- عشان تعرف بس ان ربنا رزقك بجوهره وميزك عن باقيه خلق الله .. اشكره عليا بقي ..
ضحك محمد وشرع في تذوق الصنف الاخر قائلا بخفوت
- دا ناقص ملح .. اما اظبطه بقي واحسبه عليها جِميله ..
التفت كى يبحث عن الملح بين العُلب الصغيره بحيره ثم فتح علبه اخرى باستغراب ليخرج ما فيها .. فوجئ بشريط حبوب منع حمل، نيزك سقط على قلبه من الصدمه محاولا تصديق ما رآه، فاق من شروده علي صوتها المدلل
- محمااا انا جهزت اي رايك ب...
استدار محمد بجسده قائلا بغضب
- حبوب منع حمل بتعمل ايه في البيت يايسر ؟!
وصلت ساميه بصحبة وجد الي المركز التجميلى .. رمقتها وجد بتساؤل
- احنا منزلناش السوق ليه ! ايه اللي جايبنا هنا ؟!
دلفت ساميه صاحبة العود المنتصب والجسد الرشيق المملوء قليلا وهى تقول
- وبعدين ياعروسه .. كل الناس بتيجى هنا عشان ترتاح وتستجم .. اش حال انت عروسه بقي .. تعالى جربي وهتدعيلى وهتقوليلى نيجوا كل اسبوع ..
لازالت وجد في سيارتها تتلقي كلماتها باختناق كجمرات من نار تتقاذ فوقها .. رفعت ساميه نبرة صوتها
- يلا ياوجد عاوزين نعاودوا قبل العشا ..
وجد بحده: انا مش هدخل المكان دا !
تأففت ساميه لتقول
- ليه يادلعادى ! مش بت زي البنات ولا ايييييه .. !
- انا قولت مش نازله يعنى مش نازله .. ولو كنت اعرف كده مكنتش اتحركت من البيت .. امشي ياعم سيد روحنى .
ضربت ساميه علي باب العربيه
- بطلى تنشيف راس وانزلى ياوجد ! دى نضافة ليك ياخايبه هتلاقي حاجات حلوة قوى جوووة اسمعى منى .. ومفيده لجسمك هو انا اللي هقولك ولا ايه ياست الضكتورة ..
برغم من رفض وجد القاطع الا انها كانت تشعر بقوة داخليه تحركها بدون تفكير، اصبحت مُسخره لست امامها اي اختيار سوى التحرك مغيبه، لم تمتلك القوة الكافيه كى تعترض، ترفض، تتمرد اصبحت تتحرك مع الريح كى يلقي بها مكان ما يتوقف .. دلفت رغم عنها متوجهه نحو الصالون التجميلى وشرعت في اجراءات اللازمه التى تقوم بها اي عروس ..
" يارب نفرد بوزنا دا متحسسنيش انى غاصبك علي حاجه يا صافى !"
اردف مجدى جملته وهو يخفض صوت الكاست بداخل سياراه المنطلقة علي الطريق الصحراوي متجهه نحو القاهرة .. تأفف صفوة بنفاذ صبر
- ممكن ملكش دعوة بيا خالص .. واقفل الزفت دا صدعنى من الصبح .
حاول مجدى تلطيف الجو قدر الامكان قائلا
- وانا مابعرفش اقعد مع ناس مكشرة وهى زي القمر كده !
- اووووووووف .. ارميلك نفسي من العربية دلوقت واجيبلك مصيبه !
ضحك مجدى ساخرا وهو يقول
- مانت مش هتعيشي عاصيه جوزك وتموتى كافره كمان ! طب اعملى حاجه تنفعك في اخرتك وبعدين انتحري ياستى ..
اتكأت علي الباب بضيق واختناق
- عاوزة انام .. مسمعش صوتك وتسوق انت وساكت ..
- موعدكيش ! اصل( لولا ) كانت ترغى معايا طول الطريق وعودتنى على الكلام فعشان كده مش هتلاقينى اد كده في الصمت ..
- طييب ياخويا اديك رايحلها ست لولا بتاعتك .. سيبنى اتخمد بقي ...
قالت صفوة جملتها وهو تضع قناع النوم علي عينيها وتعقد ساعديها متخذه وضعية النوم .. القي مجدى عليها بسمة خفيفه ثم عاد ليقود سيارته قائلا بخفوت
- ربنا يهديكى يابت عمى ..
بعد مرور اكثر من ساعه وصل سليم امام صالون التجميل فوجد سيارة ( العتامنه ) تصف امام الصالون فتأكد من وجود ( وجدانته) بالداخل .. فركن سيارته بعيدا ثم فتح الصندوق الجانبي للسياره واخرج سلاحه فدلف منها متجهاً نحو المركز بحرص، بعد عدة دقائق نجح سليم في التسلل مم باب البوابه ووصل لباب الصالون فوجد سيده تنفجر صارخه بوجهه
- انت يابنى ادم .. ازاى دخلت هنا .. انت متعرفش اش الصالون كله ستات !
مسكها سليم من كفها وسحبها بعيدا
- اششششش .. عاوز ادخل لمرتى جوه !
ارتفع صوت السيده
- ماينفعش ياحضرة .. انت مجنون .. !
- انت مين عشان تتكلمى معاي كده من اصله
- انا شغاله هنا .. انت ازاي اصلا دخلت لهنا ومين سمحلك ..
تأفف سليم بنفاذ صبر
- منا هدخل جوه بنفسك الطريقه اللي دخلت بيها بره ..
صرحت السيده بوجهه
- يااامن يااامن ...
كتم سليم انفاسها بكفه وبالكف الاخر اخرج _رزمه_ من الفلوس ووضعها امام عيني السيده .. قائلا بحرص
- هتاخدى دول وقدهم لما اخرج بمرتى من جوه من غير شوشره ... قولتى ايييه ..
تلوت السيده تحت يده محاوله التحدث وهى تراقب الاموال امام عينيها .. فرفع سليم كفه قائلا
- هااا قصري قولتى اييييييه !
ابتعدت عنه السيده لتقول بفرحه وهر تمسك الفلوس منه بلهفه
- مرتك اسمها ايه ..
زفر سليم بضيق
- اسمها وجد سالم .. هى جوه انا متاكد .. وتحاولى تبعديها عن الانظار ... وشوفيلى باب تانى اخش منه .
بللت حلقها بشعور مختلط من الفرح والخوف لتقول
- طب استنى هنا ..
اخرج سليم سلاحه وشد اجزاءه امام عينيها وقال متوعدا
- عظيم يمين تلاته لو شيطانك وزك لحاجه كده ولا كده انت الجانيه علي اللي هيجراك منى ..
مسكت كفه وسحبته خلفها الي جهه اخري من الصالون لتقول بحرص
- متقلقش استنانى هنا بس .. ولو عرفت اتصرف هخرجلك من الباب ده ..
رمقها سليم بآخر نظرات تهديديه وهو يتكا علي جدار الشجرة خلفه .. اتجهت السيده للصالون فنظرت بالكشف المخصص بالاسماء وبالفعل وجدت اسم وجد .. فاتجهت نحو الغرفة التى بها مرتديا منامه باللون الابيض وشعرها منسدل خلفها واحدي العاملات يقومون بوضع ماسكات مختلفه علي ساقيها .. اقتربت منها السيده لتقول للاخري
- خلاص امشي انت وانا هكمل ..
اردفت الاخري بفرح
- والله يا ست امال جيتى في وقتك .. خطيبى من الصبح بيرن وانا مش عارفه ارد عليه ..
- طيب قومى انت وانا هكمل ..
اتجهت نحو وجد قائله بهدوء
- تعالى معايا الاوضة التانيه ..
تأففت وجد الجالسه رغم عنها تعصر علي قلبها شجرة ليمون لتحمل الوضع فاردفت قائله
- اقولك ايه فكك منى وابعدى عنى انا مش عاوزه حاجه .
ابتسمت آمال وهى تمسكها من معصمها
- معلش يابتى هانت انت اصلا خلصتى باقي اخر التاتشات ودى بتكون في الاوضة التانيه تعالى معايا ..
زفرت وجد بقوة واستدارت بجسدها لتلمس اقدامها الارض ملتفه بمنامه قطنيه وشعرها الطويل منسدل خلف ظهرها مع بروز ساقيها الممتلئه قليلا الملطخه باللون الوردي من اسفل تبدو كأميرات العصر العثمان .. انحنت امال علي الاريكه لتقول لها
- هدومك دول !
- ااااه .. يارب نخلص ..
تناولتهم آمال وسارت امامها حتى وصلت للغرفه التى اغلقت بابها جيدا لتقول لها
- نامى هنا .. وهجيب الحاجات اجيلك
قبل ان تنظر منها ردا تركتها وغادرت من الباب الخلفي الموجود بجانب غرفتها .. لملمت شعرها جنبا ثم بسطت وجد جسدها بكلل مردده
- صبرنى يارب على الغُلب دا ..
عربيات من الشرطه صفت امام بيت العتامنه ليهتف النقيب حمزه بصوته القوى
- فتشلى بابنى البيت دا ..
خرج حيدر وادهم واغلب اهل البيت بتعجب .. فهتف حيدر بتساؤل
- في ايه ياحضرة الظابط ..
وضع حمزه كفه علي خصره وهو يتفقد المكان بعيونه الصقريه التى ورثهما عن خاله .. ثم اخرج اذن النيابه قائلا
- معانا اذن بتفتيش البيت ياحيدر بيه .
حيدر باستغراب
- بتهمة ايه ياباشا ..
رفع حمزه عينيه بثقه
- مخدرات .. _ثم رفع صوته وهو يصفق للعساكر_ فتش يابنى يلا خلينا ننجزز ..