رواية أباطرة العشق للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثالث والعشرون
أؤمن بالإشارات التي تأتي بلا سبب، حدسك الذي يجبرك على المُغادرة، احساسك بأنك لست في المكان المُلائم، ثِقل كاهلك وصعوبة شرحك، كل تِلك أنا أؤمن بها .. فعليك ان تتحرر من قيودك امامى انا الشخص الوحيد الذي خلق لأدويك من سقام الحياة .. انا بجانبك فلا تخف ياعزيزي سأتقبلك على اي حال فقط لاننى احببتك بصدق وقلب المُحب مدينة سلام.
" في المساء "
صفت سيارة سليم علي مدخل احدى مراكز محافظة قنا، فارتفع صوت وجد فجاة مردفه
- سلييييم .. بس اقف هنا ..
ركن سليم سيارته جنبا ثم التفت إليها قائلا
- في اي ياوجد .. !
فركت كفيها بارتباك مردفه
- في اننا ماينفعش نواجه ياسليم دلوقت .. احنا ضعاف اوى ..
هز رأسه بعدم تصديق قائلا
- ااايه .. مش فاهم عاوزه توصلى لأيه ياوجد ..
بللت حلقها الجاف ثم مسكت كفه بحنان قائله
- سليم .. لازم نفكر بالعقل كده .
تأفف سليم قائلا
- واى عقل اللي يمنعى عنك .. وجد انتِ قلبك ما التهبش من عذاب البعد ...
تنهدت بمرارة وهى تحتضن كفه اكثر مردفه
- فات الكتيير مابقاش غير القليل ياسليم .. اسمعنى للاخر بس ... احنا حاليا ملناش غير بعض ومش عاوزين غير بعض بس الدنيا كلها مش عاوزانا سوا ... ومنهم عيلتك اللي هتقف ضدك لو عرفوا اللي عملنااه .. الحل اننا نفكر ازاي نهد الحواجز اللي مانعانا عن بعض ..
رمقها بنظرة اهتمام ثم اكملت وجد حديثه مردده.
- يعنى .. ادهم وعمى واقفلنا زى اللقمه في الزور .. يبقي لازم نحط ايدينا في ايدين بعض عشان نسلمهم للعداله ياسليم .. ودى حاجه مش سهله عليا بس بلدنا اهم طبعا عشان هى اللي هتبقي واحنا اللي ماشيين ... وعن ماجدة ياسيدى بكرة تلاقي اللي يحبها، ويعوضها خير وانت واثقه انها طيبه .. واهلك لما يعرفوا انى عملت المستحيل عشان اظهر الحق فأكيد مش هيقفوا في طريقنا .. وساعتها هنعيش مرتاحين ..
اتكىء سليم على مقعده واضعا كفه على مقود السيارة قائلا بضيق
- انتى ليه مش عاوزه تسيبى الملك للمالك .. كل واحد هيتحاسب في محكمه السما، له عاوزه تعدليها انت ياوجد !
- عشان لما اتكافئ تبقى انت جايزتى ياسليم، انام في حضنك وانا حاسه انك كل انتصاراتى اللي كانت تستاهل احارب عشانها، من حق ولادنا يطلعوا في عالم كله أمان وحب .. نتعب دلوقت عشان نرتاح كلنا بعدين ...
- افهم من كلامك هتكملى في شغلك مع ادهم ..
- مضطرة ياسليم ... غصب عنى لازم اكشفهم واعرف اخرتهم ايه، مقداميش حل غير كده .. وانت طبعا هتكون جمبي وحمايتى مش كده ..
اجابها بنبرة غاضبه منفعله
- منا مش هروح ارميكى في النار يااوجد ! بصي انسي .. هاخدك من يدك قصاد البلد كلها واقولهم انك مرتى واللي يقرب منك هسيح دمه ..
- يااااسلااام ! انت دماغك دى مافهاش غير البلطجه ! ماتعرفش ترجها دقيقه واحده بس قبل ماتتكلم ! كنت انت بتخسر وبتخسرنا حبنا ياسليم، هبقي قدام الناس عينى مكسورة هيقولوا هى دى اللي هربت مع عشيقها وجابت العار لناسها .. الناس مابتقدرش الحب والعشق ياسليم، قدرنا نكون في زمان ناكر لوجود القلب ..
- بطلى نشفان راس ياوجد ... انا مش هطاوعك في الهبل دا ؟! وبعدين هتقولى اي لربنا ؟!
- لازم نضحى وربنا اكيد شاهد وعارفه اننا مش قدامنا حل تانى، انت مش قولتلى تعرف ظابط في القسم روحله واتكلم معاه وخليه يكون معانا خطوة بخطوة، وانا لو حسيت بذرة خطر هاجى اترمى في حضنك لانى ماليش غيره ... فكها بقا وسيبها على ربنا ..
فكر سليم لوهلة ثم اردف قائلا
- تمام ياوجد .. انا هكلم النقيب حمزه، واشوف رايه الاول، وانت كمان افتحى صندوق التابلوه هتلاقي محمول بخط خديع عشان تكونى على اتصال معايا دقيقه بدقيقه.
ابتسمت بحب ثم رفعت كفها نحو ثغرها لتطبع عليه قبله حارة هاتفه
- مش بحبك من قليل على فكرة ..
لف ذراعه حول عنقها كى يجذبها إلى صدره طابعا قبله خفيفه على رأسها، قائلا
- ربنا مايحرمنى منك ابدا ياوجد ..
- ولا منك ياروح وجد ..
ثم ابتعدت عنه بحماس قائله
- انا لازم انزل دلوقت عشان اروح المستشفى اظبط الدنيا وبعدها هروح على البيت وربنا يسترها ويعديها سليمه ..
- طب استنى اوصلك ..
نظرت له بعيون ضيقه مردفه
- ماشافهومش وهما بيهربوا ياولد الهواري !
ضحك سليم بخفوت ثم اردف
- هشوفك امتى !
قفلت وجد باب السيارة مره اخرى ثم استدارت نحوه قائله بنيرة تحذيرية
- سليم ياهواري مش عاوزه طيش عيال ! اتقل كده لحد مانرسي كلنا على بره ..
- بتهزري ياوجد ...! هتمنعى راجل من مرته ... اي الجبروت دا !
- سليمممممممم .. اتلم فاهم .
اردف سليم بثقه
- موعدكيش، في الحرام كنت خاربها عاوزانى في الحلال اتلم ! عقلك راح فين ياضكتوررررة !
- قلبى معاك ياباشا .. ويلا بقي امشي وانا هنزل اخد تاكس وعلى اتصال ..
- طيب همشي وراكى لحد ماطنن انك وصلتى ..
زفرت بضيق
- سليم ! متخرجنيش عن اعصابى ؟
- اومال انت تخرجينى واسكت ! يلا انزلى ومتحاوليش منا مش هسيبك دلوق لوحدك ..
- العشا يادوب مأذنه متقلقش ..
- تؤ الحلو دا حتى ولو مشي في عز الضهر هقلق عليه بردو ..
ابتسمت بحب ثم استدارت لتهبط من السيارة ولكنها اراجعت فجاة مردده
- عارف ياسليم لو الشيطان غاواك وفكرت تسلم بس على ماجده .. ممكن اعمل فيك ايه !
تنحنح سليم بثقه وهو ينصب عوده بفخر قائلا
- وايه يعنى ... عدل ربنا ياوجد ولا نسيتى !
رفعت حاجبها باستنكار
- هقتلك ياسليم ..
غمز لها بطرف عينه قائلا
- هتقتلنى قبل مااقتلك حب ! اي الافتري دا ؟!
- لا ياخويا قتلنى انا غيييير، انا حذرتك ..
ابتسم بمكر ثم قبل كفها بعفويه قائلا بثقه
- هو مش ست الضكتوره طلعت ناصحه وحرمتنى منها ! ومش قالت بردو ماينفعش اتلهف لحاجه مدوقتهاش ! وانت رفضتى تدينى حتى حتة شكولاته .. خايفه من ايه عاااد ! ماانت صايعه وامنتى حبك بذكاء !
ارتعد جسدها خجلا من مغزي كلماته فاستدارات بجسدها سريعا هاربه منه مردده
- والله ماشوفت ٥ دقايق على بعضهم تربيه !
ثم جذبها سريعا مرة اخري قائلا
- متخليش دمك حامى .. اصبري بس ..وانت لسه شوفتى حاجه !
- سيبنى ياسليم .. الله ..
ادخل سليم كفه بداخله سترته ثم هتف قائلا وهو يعطيها ورقه مطبقه
- قسيمتك ياوجد ..
بللت حلقها بفرحه لتردف
- انت لحقت تجيبها !
- دانا ماكد على المأذون مايشتغلش غير عليها وجابها الصبح لادارة الفندق ..
ثم اخذتها من يده قائله
- عقبال ما العالم كله يشهد عليها ياحبيبي
" انت لسه هنا ؟! "
اردفت صفوة جملتها وهى تهبط من فوق درجات السلم مردته بنطلون جينز ابيض وفوقه بلوزه قصيره باللون الرمادى، فرفع مجدى انظاره باعجاب نحوها مردفا بلا اهتمام مصطنع
- في كلام تانى نسيتى تقوليه ؟!
تنحنحت بخفوت ثم اكملت السير نحوه مردده
- هتطلقنى امتى !
ترك ما بيده من اوراق رافعا انظاره لها
- قولت انسي الهبل دا ..
جلست بجواره قائله بنفاذ صبر
- انت ليه مش متخيل انى بكره صنف الرجاله ! وانى مش طايقه نفسك معايا في بيت واحد !
- وانا اي علاقتى بكل دا !
شرعت ان تحدف قذائف سُمها ولكنها تراجعت في اخر لحظه مغيره مجري حديثها مع ابتسامه مزيفه
- يعنى انت شايف انك ملكش اي علاقه بالكلام اللى قولته ؟!
- انا جوزك يامدام لو كنتى نسيتى !
- وانا فعلا ناسيه ومش عاوزه افتكر ... مجدى حافظ على ذرة الاحترام والقرابه مابينا وننهى العلاقة دى .. انا مش طيقاك ياخى ..
التزم مجدى صمته معاودا النظر باوراق شغله مما اشعل النيرام بجوفها اكثر مع دمعه منسكبه من طرف عينيها قائله بعد عدة دقائق
- مجددددددى !
اصدر صوت ايماءة خافته
- مممممممم !
فركت كفيها اكثر مردده بخفوت
- انا اسفه ..
اتسعت عيني مجدى مندهشا رافعا احد حاجبيه محاولا استيعاب جملتها الاخيره مكذبا اذانها، الي انها كررت جملتها مبرره
- ااه انا اسفه على كل كلمة قولتها، وكمان على اللي حصل منى الصبح انا كنت متعصبه وانت كمان زودتهم بكلامك اللى زي السم، محستش بنفسي .. وحقيقي ندمانه على كل كلمة قولتها !
صمت مجدى لبرهه بعدما استمع لحديثها باهتمام وباستعجاب رهيب، فاعتدل اكثر في جلسته قائلا
- صفوة هو انتِ ممكن تفتحيلى قلبك، مش عاوزك تفهمى غلط، من باب اننا ولاد عم ومنعرفش اي حاجه عن بعض ...
ظلت ترمقه بعيون متأرجحه طويلا، حتى يأس من الحصول على جواب منها، ثم قامت فجاة من امامه قائله بحزم
- انا هروح انااام .. تصبح على خير ..
فهم ارتباكها وهروبها من سؤاله الذي يبدو عليه حاملا جيوش من الالم يطاردها في كل مكان، فاومئ اليها ايجابا مردفا
- وقت ماتحبى تتكلمى انا موجود وهسمعك ...
" في مستشفى الهواري "
- والنبي يادكتور طمنى ... طمنى حمزه حمزه جوووزى عامل اييييه جوه ..
اردفت (عشق) جملتها وهى تركض بسرعه نحو محمد الخارج من غرفة الكشف، فابتسم محمد بامتنان
- متقلقيش حضرتك .. حضرة الظابط بخير وشويه كده وهيفوق ..
بللت ( عشق) حلقها قائله ببكاء
- لا قلبي مش مطمن، انا عاوزه اشووفه دلوقتى .. ماليش فيه ..
تدخلت وعد مردفة بهدوء
- ياحبيبتى الدكتور طمنك اهو انه بخير اهدى بقي ..
تبسم محمد ابتسامه خفيفه قائلا
- تقدروا تدخلوا تتطمنوا عليه .. مجرد جرح في دماغه بسيط وهيروح ..
حمزه الخياط اردف بشموخ
- هو حصله ايه ياضكتور ؟!
- احم والله اجابه السؤال دا عند سيادة النقيب لما يصحى هنعرف منه ... هستأذن انا وانتوا تقدروا تتدخلوا تطمنوا عليه ..
حمزه ربت علي كتفه
- ربنا يخليك ياولدى ...
وقفت عشق امام محمد لتعيق طريقه
- يعنى هو اكيد كويس ولا حضرتك بتقول كده عشان تطمننا وبس ..
كتم محمد ضحكته وهو ينظر لوالدها قائلا
- باين انها بتحبه اوى .. والله سيادة النقيب صحته زى الفل .. وهتشوفى دا بنفسك ... بعد اذنكم
تراجعت عشق خطوة للخلف لتقف بجوار امها فاردف حمزه
- اتفضل ياولدى ...
" والله لسه بدى ياسليم باشا "
اردف راجح الهواري جملته معاتبا وهو يستند على عكازه ليقف امام سليم الذي تراجع خطوة للخلف مردفا باحترام
- معلش ياهواري .. الظروف حكمت بااكده ...
- ظروف ايه ياسليم اللى تخليك غايب عن البيت تلات ليالى ! كنت فين !
ركضت ماجده بسرعه نحوها لترتمى بين حضنه مهلله
- سلييييم .. كنت هموت من القلق والخوف عليك .. كنت فين ..
شعر بحضنه اصبح مثلجا بقربها، لوح ثلج لم يذوب لم يدفء لم يستشعر بقلبها نبضة حب، فقط جفاف اصاب حلقه، فتنحنح بخفوت وابعدها عن طريقه بهدوء مما لفت انتباه راجح .. فردد سليم قائلا
- انا قدامكم اهو .. وخلص الكلام مش تحقيق هو ..
- كنت في اسكندريه عتعمل ايييه ياسليم !
اردف الجد جملته بحزم شديد مما جعل سليم ينظر له بعيون متسعه قائلا
- اسكندريه !
اقترب راجح منه بثبات قائلا
- ماانت لما تضيق عليك ياما عتروح علي مصر يااسكندريه، طلتك منورة كيف طله البحر يبقي اكيد كنت هناك !
تنحنح سلسم بخفوت كى يخفى معالم الارتباك التى ارتسمت على وجهه
- ااه ياجدى كنت فى اسكندريه عغير جووو ..
ماجده بصدمه: اسكندريه !
اردف راجح
- طيب الاصول عتقول كنت خدت مرتك معاك .. مش اكده ياولد الهواري ..
- احم ... مانت عارف سليم لما يحب يغير جو بيبعد عن الكل ..
صمت تام ساد لبرهه ثم اردف راجح قائلا بمكر
- خدى جوزك واطلعى ياماجده، تلاقيه تعبان من السفر .. وخلى بالك عليه يابتى العقارب عتحوم وراه ..
تبادلوا الانظار لبرهه ثم اقتحمت عفاف مجلسهم لتحتضن ابنها بلهفه
- قلب امك ياولدى .. كده ياسليم تضرع قلبي عليك ياحبيبي ..
ربت على ظهرها بحنان قائلا
- مانا زي القرد قدامك اهو ياعفاف، انت اللي قلبك خفيف ..
- كنت فين ياسليم ! وكيف تختفى اكده من غير حس ولا خبر ..
اردف راجح بحده قائلا
- خبر ايه اومال ياعفاف هو ولدك عيل صغير .. يلا ياماجده خدى جوووزك يابتى تلاقيه متوحش حضن مرته ..
التفت بعيون متسعه نحو جدها قائله بارتباك
- حاضر يا جدى .. اللي تامر بيه ... مش يلا ياسليم !
قبل سليم جبهة امه بحنان قائلا بضيق مكبوت
- تصبحى علي خير ياعفاف ...
ركضت ماجده نحوه كى تتشبث بذراعه قائله بدلال
- اول مرة اعرف اني بحبك اوي كده .. سليم انت وحشتنى بجد ..
سحب سليم ذراعه بخفه دون ان يجيبها واسرع خُطاه كى يهرب من حصارها اللعين فتركها واقفه مكانها ترمق ظهره بنظرات تلتهمه شرا مردفه بتوعد
- مسيرك مش هتكون غير ليا ياسليييييم ..
ثم ابتعدت عن مكانها لتختبئ في مكانٍ بعيدا عن الانظار مهاتفه ادهم الذي رد على اتصالها مهللا
- بت حلال .. لسه كنت هكلمك .
ارتعشت شفتيها وهى تنطق
- سليم رجع ..
قهقهه ادهم بخبث مردفا
- شووف الصدف يارب ووجد كمان رجعت وحاليا في المستشفى ..
شهقت ماجده بصدمه مردده بثقه
- يبقي اكيد كانوا سووا ..
ضحك ادهم بسخريه
- اغبيه ... وهو دا نفسه اللى اتاكدت منه ..
- طيب وانت ناوى تعمل ايه !
- هو مش الجميل عاوز يبعد وجد عن طريق جوزها ! اعتبره حصل ..
- ازاي بقي .. انت وعدتنى انك مش هتمس سليم ..
- طبعااا ! ووعد الحر دين عليه ياست المهندسه .. احنا مصلحتنا واحده ..
- طيب تمام .. الحمد لله انك طمنتى .. انا هقفل واى جديد هبلغك ..
تنحنح ادهم بمكر مردفا
- مع انى ماعحبش شغل التلفونات دا .. بحب الخبر يوصلنى طازه من صاحبه وهو واقف قصادى .. بس معلش همرقها انا عارف الظروف ..
زفرت ماجده باختناق ثم قفلت هاتتفها دون ان تجيبه مردده لنفسها
- ماله دا !
بينما ادهم اكتفى بنفس طويل من سيجارته ضاحكه وهو يقول
- والله القطه جات المصيده برجليها ولازمًا تتدبح على يدك ياولد العتامنه والا تبقي عيبه في حقك تضيع فرسه زى دى منك ..
" ها يابطل صحتك اخبارها اي دلوقت !"
اردف محمد جملته على اذان حمزه النائم فوق الفراش ويحتضن عشق الجالسه بجواره من خصرها قائلا
- عال عال يادكتور .. الحمد لله ..
اقترب منه محمد قائلا
- انا بلغتهم في الاسم وهيجى ظابط ياخد اقوالك ..
حمزه بلا اهتمام: مجرد حادث بس على الطريق الزراعى يادكتور مش مستاهله يعنى ..
- حادثه ازاي ياسيادة النقيب، انت مضروب يادماغك ..
شهقت وعد وابنتها بخوف لجملة محمد مما جعل حمزه يشير له بعينيه قائلا
- خبر اي يادكتور ! ماقولنا حااااادثه ..
ابتسم محمد لانه فهم مغزى حديثه قائلا
- المهم انك بخير وتقدر تخرج النهارده بس على الاقل ترتاح يومين في البيت ..
رفع حمزه الخياط راسه قائلا
- متشكرين يادكتور تعبناااك ..
- احنا تحت امرك .. وحمد لله على سلامة الباشا مرة تانيه ..
تحرك محمد ثم لحقه حمزه الخياط كى يتحدث معه، فنادى عليه بعدما خرج من الغرفه
- فهمنى ياولدى حصل ايه ..
استدار محمد نحوه
- الظاهر ان الباشا له اعداء كتير، وهو مش عاوز يقلقكم ..
زفر حمزه الخياط بضيق قائلا
- مظنش انه حمزه له مندفع للدرجه انه يكون له عداوة مع حد طول عمره شغله بالقانون ..
ابتسم محمد قائلا
- يمكن سيادة النقيب عنده رد تانى !
صفعه قوية سقط على وجنة وجد من امها التى انهالت عليها بالسب والقذف
- عاوزه تفضحينا وتخلي سيرتنا على كل لسان يابت سالم ! تسافري فجاة لحالك وانت فرحك باقى عليه ساعات .. عاوزة تجيبي لنا العار !
انخرطت دموعها بغزارة مردده
- منا قولتلك انى روحت شغل، وغصب عنى يرضيكى اضيع مستقبلى عشان جوازه مجبورة عليها !
تدخلت ورد في الحوار سريعا لتقترب من اختها بشكل ملاسقه متصنعه انها تربت على ظهرها ثم قالت
- مالكيش حق ياااما والله .. اومال لو مكنتش قايلالك الحقيقه
تنهدت كوثر بصعوبه لتجذب الحقيبه الصغيرة العالق بيد وجد قائلا
- ورينىى ! والله لو كنتوا طابخينها سوا يابنات سالم لادفنكم بالحيا ..
ارتجف جسد وجد خشيت ان تجد امها قسيمة زواجها من سليم اثناء تفتيشها بجنون بداخل حقيبتها، ربتت ورد على كتفها بحنان .. فاردفت كوثر بصوت لاهث
- ورينى .. فين محمول اختك !
قبل ان تنهى جملتها كانت ممسكه بهاتف ورد من جوف حقيبتها .. اتسعت عيون وجد بتلقائيه وضعت كفها في جيبها تتحسس هاتف سليم بداخله، فرمقت ورد بنظرة تساؤل مما ادى الي تدخلها في مجري الحديث سريعا
- اهووو اتاكدتى بنفسك ياما ... عشان قولتلك انك ظالمه وجد .
نظرت وجد لأختها بعدم فهم .. فضغطت على كفها وهى تهمس في اذانها
- فوق هفهمكك ...
خرج يستنشق هواء نقي لشرفه غرفته ففوجئ بوجودها بشرفه غرفتها ايضا، رمقها بنظرة خاطفه ثم مد انظاره للامام دون ان يردف اي كلمه، بعد عدة دقائق ارسل نظرة اخرى نحوها فلم يجدها ولكن وجد صوتا اخر يجذب اذانه ويستدير له جسده من خلفه فردده باستغراب
- صفوة !
هزت كتفيها بلا مبالاة
- انا مش عاوزاك تفهمنى غلط ..
- انت مش عاطياتى فرصة افهمك اصلا !
بللت حلقها وعقدت ذراعيها امام صدرها وهى تقترب من سور الشرفه قائله
《 من ٩ سنين كنت داخله الجامعه جديد وكنت وقتها من اوائل الجمهوريه، فكان ليا شو بقي وشهرة وكل الناس حابه تتعرف عليا، وانا اصلا شخصية انطوائيه ماليش في اى حاجه دايما بحب بعدى عن الناس ماليش علاقات مع حد، دايما مصدرة الوش الخشب زي مابيقوله بقيب منبوذة من اغلب الناس .. في سنة تانيه اتعرفت على المعيد بتاعى، غصب عنى لقيتنى بتشد له، لحد مابقي محور حياتى، كنت ساذجه اوى في علااقتى معاه اول ماقلبي دق له روحت زي الهبله واعترفت، عشت معاه اجمل سنتين في عمره كله، وعدنى انى بعد ما رابعه هنتخطب ونتجوز في ساته، كانت وجوده مهم اوي في حياتى، اي وقت فراغ ليا كنت بقضيه معاه، عرف يملكنى زي مابيقولوا، بعد ما خلصت رابعه اكتشفت انه على علاقه بالبنت الوحيده اللى كانت صحبتى من ايام ثانوى، هى مكانتش معانا في الكليه بس كانت. تسيب كليتها وتيجى تقعد معايا ومكنتش اعرف انها بتيجى عشان تشوفه، لحد ما العلاقه اتطورت مابينهم وعرفت انها حامل، وبعدها باسبوعين سمعت انهم كتبوا كتابهم واتجوزوا، هههه وبعدها بشهر واحد اطلقوا .. ومن وقتها وهو بيطاردنى، كان سبب في انى اكره كل الرجاله، تجيلى عقدة من الزواج .. بسببه شلت قلبى وحطيت مكانه كره وغل ووجع 》
اقترب مجدى منها بحنان مردفا
- انت شايفه انه يتساهل انك تعيشي في حصارة وجعه لحد دلوقتى !
- انا مش شايفه غير وجعه، ودا الشعور اللي بيجبرنى انتقم من اى جنس بنى ادم قدامى ..
مسك مجدى كفها بحنو قائلا
- انت شايفه ان صوابع ايدك زي بعض عشان تحكمى ان الرجاله كلهم واحد !
- كلكم غدارين .. كلكم بتدورا على مصلحتكم واللى يبسطكم وبس ..
- صفوة ... هو انا لو طلبت منك فرصة واحده مستعدة تديهانى ..!
رددت بتساؤل وبصوت خافت
- فرصة !
- ااه حياتنا كلها فرص، ولازم ندي على الاقل فرصة لغيرنا نفهمهم وبعدين نقرر اذا كنا هنكمل ولا لا !
- انت شايف كده ؟!
تنحنح مجدى بثغر متبسم محاولا تلطيف الجو
- بس انت اي الجراءه دى ! جايه اوضة عازب برجليكى ومش خايفه ؟!
التفت بجسدها سريعا كى تغادر غرفته بوجه عابث ولكنه وقف امامها عائقا لطريقها
- طالما وافقتى تدينى فرصة يبقي تستحملينى بهزارى وبتريقتى بكل عيوبى .. على الاقل كصحااب ياستى .. هاا !
تارجحت عيونها بتردد ثم اومأت بخفوت مردده
- فرصة ... !
ابتسم مجدى منتصرا ليردف بتلقائيه
- ااه فررررصة ... !
- سليم جيه تحت على فكرة ..
اردفت نورا جملتها وهى تجلس بجوار عماد المنغنس في قراءة الجريده، فردد دون ان ينظر لها
- طيب تمام ...
صمتت لبرهه
- انا زعلتك ؟!
- لا عادى .. محصلش حاجه ..
- بس من الصبح بتحاول تتجنبنى وردك على اد السؤال .. لو كنت قولت حاجه ضايقتك ممكن تقول لى ..
زفر عماد باختناق
- انت ليه مش عاوزه تفهمى ان علاقتنا مؤقته، واننا اتجبرنا على الوضع دا ! وكلها كام يوم وكل واحد فينا يروح لحاله !
نظرت له بعيون موشكه على البكاء
- انا مش فاهمه حاجه !
القي ما بيده من اوراق ووثب قائما متأهبا للذهاب
- انا ماشي .. دى بقيت عيشة تقررررف !
- محمد انت مش هتنام في بيتنا !
القت جملتها على اذانه وهو يصعد لغرفته بتثاقل .. فاردف قائلا
- حسابك تقل يايسر .. اخفى من قدامى ..
فركت كفيها بتوتر
- يوووه انت بتتحول ليه محمد بلاش المعامله دى !
اكمل السير نحو غرفته بلا اهتمام لنداءها فركضت خلفه بسرعه متشبثه بكتفه
- على فكرة مافيش حد في القصر غيرنا .. ومامتك زمانها نامت ..
ابعد كتفه عنها قائلا
- يسر انسي انى اسامحك .
- بس مش هنسى انك بتحبنى .. واللى بيحب بيسامح يامحمد ...
كور قبضته بنفاذ صبر قائلا
- لما انسي اللى هببتيه هسامح .. انا كل مااشوفك بفتكر عملتك المهببه بتجنن ..
- والله ما هكررها تانى .. يلا نروح بيتنا بقي ...
طبع قبل خفيفه على جبهتها متأففا
- يسر انا في حاله ربنا وحده اللي يعلم بيها، وممكن ازعلك منى باكتر من طريقه غصب عنى، عشان كده اتجنبينى الفترة دى ..
- راضيه منك باى عقاب .. بس اكون جمبك.
- وانا مش عاوزك جمبي غير لما اصفى من ناحيتك .. روحى اوضتك يايسر ..
نظرت لها بعيون باكيه
- يعنى بردو هتكسر بخاطري !
- قولتلك انى بحميكى من غضبى ..
اومأت راسها ايجابا ثم قالت
- تمام اللى تشوفه .. تصبح على خيرر
فاقت من غيبوبة حبها التى كانت غارقه فيها بين ذراعيه متنهده بدلال
- اااه ياحيدر لو تعرف انا عحبك كييف ولا اقدر استغنى عنك واصل ..
زفر دخان سيجارته الذي انعقد حول راسها كالسحابه فاردف قائلا
- انت الحب الاول والاخير ياثريا .. والدليل انى متجوزتش لحد دلوق ..
استندت براسها على صدره قائله بحب
- اااااه وانا وعدتك هعوضك .. وهعوض كل ليله نمتها بعيد عنك ..
قهقهه بمكر
- ماهو انت شكلك مش ناويه توفي بوعدك ياثريا .. وشكل بناتك غرقوا في العسل مع جوازاتهم ..
اعتدلت في جلستها بقلق لتقول
- والله خايفه ياحيدر .. البنات غلابه ويغرقوا في شبر ميه ..
اتكئ حيدر بظهره للخلف وهو يجذبها لحضنه قائلا
- اتكلمى على بناتك ياثريا ... اما بت حيدر عتمان هى اللي هتجيب راس الهوارة الارض، لانها مخلوطه بدمى وانا دمى دم تعابين ...
احتضنته بميوعه مردفه
- والله انا بقول ماخلفت غير بت واحده وهى بتك .. عتعرف كيف تاخد حقها من خشم الاسد ... اما التلاته التانين مدهولين ومفرطين في حقهم ومش عارفين مصلحتهم ماهما عيال ناصر يعنى مش هيجيبوه من بره
- بت حيدر عتمان مش اي حد يضحك عليها وهتشوووفى ..