رواية أباطرة العشق الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل السابع عشر
اُصاب بنوبة حنين لذات تاريخ اليوم ولكن منذ عامين سابقين .. احاول ان اتذكرنى ولكن الصورة تبدو مشوشه جدًا .. كل ما اتذكره اننى لم اكن على ما يرام ولكنى كنت افضل من الان .. كنت بعد ثمان عشر يومًا من ذات التاريخ وهو يوم ميلاد قلبى على عيناك اصبحت واحده اخرى كل ما بها يتشكل بك ولك ..
كنت ذكيا للغايه لانك نزعت حزن قلبى من جذوره واغلقت مسامه ببذور شوقٍ تنمو لك وحدك فهى لازالت تتغذى على اوكسجين صوتك وهواء ضحكتك وترتوى بمياه صمتك .. تالله كل ما بى يتذكرك كأنك تركتنى بالامس وتالله برغم جفاف الغياب الا اننى ارتوى بذكريات نسقتها انت ببراعة محب اذابنى بهواه .. لِن لى , نحن لسنا فى ساحة الحرب , عد .. فأن حربنا الوحيده هى تدمير وسطها ... عد فذكرى ميلاد قلوبنا تقترب لنحييها بعوده حميده خاليه من دخان الغياب .. عوده بلا غياب ... - نهال مصطفى ..
ارتسمت معالم الحيره والاندهاش على وجه وجد التى قتلتها بابتسامه هادئه
- تعالى ياماجده اتفضلى ... تعالى محدش موجود وسليم عند مجدى ..
طافت عيون ماجده سريعا فى جوانب البيت .. فدلفت بهدوء وهى لازالت تقف مكانها .. اما وجد فقلت الباب ثم التفت اليها قائله
- تحبى تشربي حاجه ؟!
ردت ماجده على الفور مردفه: مش جايه اضاايف ..
تظاهرت وجد بعدم الاهتمام لجملتها فاردفت بتلقائيه
- انت صاحبة بيت ياماجده .. اتفضلى تعالى ...
تنهدت ماجده بحزن مكبوت ثم اردفت بتردد
- انا اسفه .. ومش عاوزاكى تزعلى من سليم بسببى بس ...
نظرت لها وجد بعيون ضيقه .. محاولة فهم ما ترمى اليه .. فاردفت بتجاهل
- مش فاهمه ! ومين قالك اصلا انى زعلانه من سليم ! انت اكيد فاهمه غلط ..
فكرت ماجده قليلا فلاحظت من حديث وجد انها لم تعلم حقيقه الامر .. فتنحنحت بخفوت ثم غيرت حديثها سريعا وعلى ثغرها ابتسامه كاذبه
- مممممم كنت فكراكم اتخانفتوا بسببي .. بس انا كنت عاوزاه فى موضوع ضرورى وكده ..
اتسعت ابتسامه وجد بطيبه مردفه وهى تفرك كفيها بارتباك
- انت مكبرة الموضوع .. محصلش حاجه لكل ده وبعدين سليم ابن عمك قبل اى حاجه .. اكيد مش هزعل لما تطلبى منه مساعده .. بصي ياماجده مافيش صدفه جمعتنا اننا نتعرف على بعض بس انا متأكده اننا لم نعرف بعض اكتر كل الاسوار اللي مابينا دي هتتهدم وانا واثقه انك هتكونلى زي ورد اختى فى يوم من الايام ... وعلى فكره كمان انا كنت عاوزه اتكلم معاكى ولو مكنتيش جيتى كنت انا هجيلك ...
حاله من الذهول سيطرت على ملامح ماجده محاولة استيعاب اسلوب وجد الذي لم تتخيله يوما .. فاردفت باهتمام
- عاوزه تقولى ايه .. اتفضلى ..
- اكيد مش هنتكلم واحنا واقفين كده .. تعالى اقعدى ..
استسلمت ماجده لطلب وجد فتحركت ببطء لتجلس على اقرب مقعد منتظره حديث وجد اليها .. جلست وجد امامها بثغر لم تفارقه الابتسامه قائله
- تعرفى ان احنا الاتنين وجعنا واحد ! وتعرفى كمان اننا ضحايا ..
رفعت ماجده حاجبها باندهاش منتظره تكملة حديثها .. فواصلت وجد قائله
- انت بتحبى سليم ياماجده ؟! مممم مش عاوزه هروب لو سمحتى جاوبى ...
وقفت ماجده محاوله الهرب من نظرات وجد التى تحرقها وسؤالها الذي كان كصاعق كهربي على قلبها .. احيانا ما تكون بعض الكلمات على قلوبنا كجمرات من نار .. صمتت ماجده قليلا وهى تجوب المكان ببطء حتى التفت اليها قائله
- ولو قولت اااه ... بحبه !
وقفت وجد امامها بهدوء فاجبت: وهو ؟!
ردت ماجده سريعا: مش شايف غيرك ..
اغمضت وجد عيناها لبرهه مردفه: انت لو عرفتى ان فى حد بيحبك دلوقت ومستعد يحارب الدنيا كلها عشانك .. وانت مش شايفه غير سليم .. هتعملى ايه ! هتروحى للشخص التانى اللي بيحبك ولا هتعيشي على اطلال سليم ؟!
- احيانا الذكريات بتكون لنا المُسكن اللي بيخلينا نكمل ونعيش .. حتى ولو كان وجودها وهم !
اقتضبت ملامح وجد مردفه بنفس النبره الهادئه: وانت اى ذكرياتك مع سليم؟ .. انت شايفه ان سليم قدملك كلمه حلوة تستاهل تضيعى الحلو من عمرك عشانها .. انا عارفه مش بايدك وان لكل واحد مننا قلب اتخلق ليه وعشانه ..
- انت لو مكنتيش موجوده كان سليم هيحبنى مكنش هيلاقيى غير قلبي اللي بيخاف عليه فهيحبنى انا متاكده ...
- وانت ليه ترضي بالجبر وبدل للتفقد .. الحب الحقيقي ان يكون قدام عيون سليم مليون بنت احلى واجمل منك وبيحبوه اكتر منك ويختارك انت .. مافيش حاجه اسمها ملقتش اللي يحبنى فحبيت اللي لقيته ! ارحمى نفسك ياماجده ... مش هقولك انسي سليم بس هقولك خافى على قلبك وبلاش تستنى حاجه مش مستنياكى .. كفايه وّهم .. لانه عامل زي الموجه اللي لو الواحد سابلها نفسه هتجري بيه لمكان عمره مااختاره ... اختاري المكان المناسب لقلب ياماجده ...
عقدت ماجده ساعديها محاوله تمالك دمع عيناها قائله بسخريه
- انت بتقوليلى كده ليه ! متحسسنيش انك خايفه عليا ! انت عاوزه تبعدينى عن طريق سليم وخلاص ..
- مش انا اللي هفكر كده ياماجده واكبر دليل انك لسه على ذمة سليم لحد دلوقت .. وحتى ولو كان على ذمته 3 غيرك انا واثقه فيه وواثقه ان قلبه معايا ومفتكرش ان الست تتمنى حاجه اكتر من كده .. يمكن كلامى بيوجعك بس لازم تسمعيه قبل فوات الاوان .. انا خايفه عليك مش عوزاكى تجري ورا سراب ... فى يوم ابويا وابوكى كانوا صحاب اوى واعتبرى كل كلمه بقولها اكرامنا لعلاقتهم ..
صمتت ماجده قليلا ثم اردفت بحزن: هو انا ليه مصدقاكِ .. ليه بسمع كلامك لحد دلوقتى ؟! غريب ان الانسان يسمع ويقتنع من ألد اعدائه ..
- احنا مش اعداء ياماجده ولا هنكون .. ومتمناش نوصل للمرحله دي حتى ولو كانت الحرب على سليم .. عاوزاكى تتأكدى ان لو احتار سليم للحظه بينى وبينك مش هقعد معاه دقيقه بعد كده لانى انا عارفه قيمه نفسي ومش انا اللي اتحط فى مقارنه مع حد بالذات فى الحب .. وع
ثم قطع حديث وجد صوت رنين هاتفها فالتفت سريعا نحوه لتجد المتصل امها .. ثم نظرت لماجده بحيره مردفه
- دي امى ؟!
اومأت ماجده راسها ايجاابا: اسفه عطلتك .. هسيبك وامشي ..
تشبثت وجد بكفها بدون رد مشيره اليها بعيناها ان تبقي وهى تجيب هاتفها قائله
- خير ياما ! مالك ..
كوثر صارخه: انجدينى يااوجد .. الحقي اخوكى بيروووح منى ياوجد !
وجد بلهفه وقلب منخلع: زيييييييييييين !
ماجده بقلق: فى حاجه ياوجد ؟!
رمقتها وجد بنظره خاطفه مواصله حديثها مع امها: انا جيالك دلوقتى ياما متقلقيش ... خير ان شاء الله ..
ماجده بخوف: حصل ايه ياوجد ؟!
تركتها وجد سريعا وهى تتأهب للذهاب بجسد مرتعد
- اخويا ياماجده تعبان .. انا لازم اروح اشوفه ؟
ماجده بتنبيه وهى تحاول ان توقفها: استنى بس هتروحى فين .. متتجننيش ياوجد !
تجاهلت وجد حديثها لتركض نحو الباب سريعا وهى تأكل خطاوي الارض خوفا .. فركضت ماجده ايضا نحو القصر لتتصل بسليم الذي رنت عليه مرارا وتكرارا بدون جدوى ..فاردفت باختناق
- اووووف ياسليم ... مش وقتك رد بقي !
ثم عزمت امرها على الذهاب اليه المشفى .. فركضت نحو الباب سريعا مناديه على احد الخفر
- حد يجيبلى عربيه حالا ..
فى المشفى
سليم بمزاح: اي يارميو البت دى طالعه وواخده فى وشها ليه .. هببت اي يافقري ...
اتكئ مجدي للخلف وهو يفّرد ساقه بتأوه قائلا
- هى اللي خُلقها ضيق ياعم اعملها ايه !
غمز له عماد قائلا: طب ماتوسعه .. خليك ناصح ..
ركله مجدي بمزاح قائلا: والله ياعفاف ماعرفتى تربي عيل فى عيالك دول ..
جلست عفاف بجواره لتربت على كتفه قائله
- خليك انت عاقل واسمع منى وفكك من بت ثريا .. دي نابها سم ياولدى .. روح هاتلنا واحده من بنات مصر كده تخزى العين وتدلعك وتسعدك مش دى وبوزها اللي يقصف العمر ..
رد عماد ممازحا: مش عاوز اصدمك ياعفاف واقولك انها جابت ولدك على جدور رقبته ؟!
ندبت عفاف حظها قائله: يانيله بختك فى ولادك ياعفاف .. ياريتكم بنات كنت عرفت احكم واربي بدل العيشه والغلب اللي شيفاه على يدكم ...
دنى منها سليم ضاحكا ثم قبل رأسها قائلا
- خبر ايه اومال ياعفاف .. دانت حبيبه قديمه .. مش هتحكيلنا عادل الهوارى كان بيعملك ايه ..
اتسعت ابتسامه عفاف واضاءت ملامحها بمجرد سماعها لسيرة زوجها .. فاردفت بارتياح
- وهيييييه وهو فى زي ابوكم .. يلى ما فى واحد فيكم طالع زيه ..
اقتحم محمد عليهم الغرفه بزيه الطبي قائلا
- متجمعين عند النبى .. خيررر ..
مجدي ممازحا: تعالى تعالى اسمع امك هتحكيلنا على غرامياتها مع ابوك ...
قفل محمد الباب سريعا ليقترب منهم والفضول يملأه
- اوبسسسس .. يافوفا ياجامد .. صح انت وقعتى فى ابويا كيف ولا وقعك كيف ! ماتحكى ياعفاف ..
شردت عفاف لبرهه ثم اردفت بهيام
- ابوكم كان راجل تتهز له شنبات وتقفله رجاله ببدل .. كان يتحجج ويجيلى البيت كل يوم بحجة انه يسلم على ابوي.. كان يجيبلى الخير كله فى كل مره يروح فيها مصر .. كانت كل البنات من سنى تطلع تلعب الا انا كان يجي ياخدنى ويقول لى مراة عادل الهوارى ماتلعبش الا معايا .. جيه خطبنى وانا عيله 13 سنه واتجوزت وانا 15 .. كنت بته ونور عينه .. كل مره اولد فيها واحد فيكم كان نفسي تيجى بت فهو مكنش يرضى كان يقول لى انا مش عاوز بت غيرك .. انت بتى وامى واختى وحبيبتى .. كان عليه دلع كل بنات العيله بتحسدنى عليه ...
تنحنح سليم بمزاح قائلا
- دا ابويا طلع دنجوان واحنا مانعرفش ..
اجابه عماد بسخريه: ابن الوز عوام يااهوارى ..
ثم اشار محمد على اخوته قائلا بضحك: واللي خلف مامتش ياعفاف ..
لاول مره تنطلق ضحكه عاليه من قلب عفاف قائله
- ياريته كان موجود دلوق .. كان خفف على قلبي كتير ..
اردف سليم بمزاح: خبر اي يام عماد هو كان حد زعلك ولا ايه داحنا نرميه للسمك ...
اقتضبت ملامح عفاف لتعود لجبروتها قائله
- دانا اللي عاوزه ارميكم للسمك .. -ثم لكزت مجدى- وانت يلا قوم روح بلاها قعدة المستشفيات دي ..
مجدي ضاحكا: لا انا مرتاح هنا ..
ثم اكمل عماد قائلا: شكله عارف مصيره وان ست صفوة هترجعه تانى بس المره دي بعاهه مستديمه ...
اقتحمت ماجده الغرفه وهى تلتقط انفاسها بصعوبه:
- الحق ياسليم وجد ..
ارتعد قلب سليم وهو يدنو منها متلهفا: مالها وجد ياماجده انطقى ..
اجابته بصعوبه محاوله استجماع نبره صوتها
- امها اتصلت بيها وقالتلها اخوكى تعبان وهى راحتلهم .. الحقها ياسليم شكلو فخ ...
اتسعت عيون سليم وهو يضرب على الباب بقبضته القوة ثم غادر الغرفه سريعا
- ليييه كده ياااااااوجد ليه !
صرخت عفاف: الحق اخوك يااعماد .. ماتسبهووش ...
فى قصر العتامنه
دخلت وجد وكل ما بجوفها يحترق .. فوجدت اخيها ملقاه على الاريكه لا حول له ولا قوة وتجلس كوثر على الارض بجواره تندب حظها وتصرخ بأعلى صوت فيها كمن اصابه سقم لا علاج له .. خطت وجد بقلب مرتعد لتدنو منه
- مال اخويا ياما جراله ايه ...
تصرخ كوثر وتضرب على ساقيها ورأسها وجهها وتنوح
- اااه ياوجع قلبي على اخوكى الوحيد ياوجد .. اخوك راح منى ..
صرخت وجد بنفاذ صبر وهى تفحص اخيها برعب
- حصله اي يااما .. زين جراله ايييه انطقى !
فتحت كوثر كفها بتثاقل وهو يرتعش كارتعاش كفها لتقول
- لقيت الكيس ده فى يده يابتى .. اخوكي ماات خلاص ياوجد .. ماااات
لازالت وجد تحت تأثير صدمتها فمدت كفها ببطء لتتناول الكيس وتشمه قائله بصدمه
- بودره !
ثم عادت لتهز جسد اخيها بصراخه وتوسل: يازين قووم عشان خاطري قووم والله كنت جايه اخدك انت وورد عشان تعيشه معايا .. زين قووم انت امانة ابوياا اللى معرفتش احافظ عليها .. هقول ايه لابوك .. ليه كده يازين ليييه .. قووم قووم انا جيتلك اهو مش هسيبك تانى خليك جدع انت كمان وماتسبنيش ...
اقتحمت ساميه صفوف النساء المجتمعين لتردف
- انت ليك عين تخطى عتبة البيت ده ؟!
لازالت وجد تحت سطو انهيارها تقبل كل عضو بأخيها متوسله اليه
- زين سامحنى ياحبيبي انا اسفه معرفتش احميك من شرهم .. انت تمن سكوتى وانا بدفع التمن غيابك ياحبيبي ..
انحنت ساميه لتمسكها من ساعدها بقوه وتجذبها بعنف قائله بجبروت وعيون متسعه يحاصرها كحل الشر
- اطلعى بره .. واياكى تعتبى اهنه تانى .. اخزى الشيطان واطلعى لان ولدى لو شافك مش هيروحك على رجليك .. فاقصري الشر يابت سالم ..
دفعتها وجد بكل قوتها لتنهرها بعنف وبنبره تهديديه
- ولدك ! اااه تاجر البودره ؟! انا هقتل ولدك بيدى لانه هو سبب كل المصايب اللي احنا فيها .. هريح البلد كلها من شره ياساميه بزياده ظلم وغدر ونشر فساد من تحت راسه ..
لطمتها ساميه بقوة صارخه بوجهها: قطع لسانك .. ولدى هو اللي هيقتلك ويغسل عاره منك يافاجره ..
وضعت وجد كفها على خدها بالم لتردف بنيران غضب وهى تتدفعها من امامها
- هتشوفى ! ولدك اللي فرحانه بيه محدش هيقتله غيري ياساميه .. نهايته قربت ...
دفعتها وجد بكل قوتها ثم اتجهت نحو غرفة المكتب باحثه عن سلاح ابيها فى الادراج بدون وعى .. فتحت كل الادراج ولكن دون جدوى
- اوووف .. فينه بس ده كان هنا ؟!
ثم استدارت نحو درج اخر به مفتاحه .. فشدته بدون تفكير لتبحث عن هدفها بين الاوراق حتى فوجئت بوجود ساعه فضيه فى الدرج فتجاهلت وجوده للحظه حتى اقتحم عقلها بعض الذكريات ..
##فلاش
- الله يابابا الساعه دي حلوة اوي ياحج سالم .. جايبها لمين ؟!
دنى منها ابيها ليخطف الساعه قائلا بمزاح
- هى مش واضح انها ساعه رجالى ولا ايه ! يعنى مافيش منها قلق ..
- ابدا ياقلب بتك ... لازم اعرف مين الغالى على قلبك كده عشان تجيبله من مكه ساعه بالجمال ده ؟!
حاوط كتف ابنته بحب قائلا
- وانا هرضي فضولك واجاوبك ياست الدكتوره ... دي جبتها لناصر الهواري ياستى .. صاحب عمرى ومينفعش احج وارجعله فاضي كده .. ولا ايه !
- ممممم اذا كان كده ماشي ياسي بابا .. يلا هسيبك انا بقي ترتاح شويه ..
- لا ارتاح ايه .. لازم اديها لناصر وافرحله بيها ..
- للدرجه دي انتوا صحاب ؟!
- الصاحب ياوجد يابتى عالم زي الضهر .. شخص مافيش مابينكم اي صله ده اتولد من رحم الدنيا وجالك هديه واحنا مش كل يوم هنلاقيه فلازم نسعده ويكون كتفنا بكتفه لاخر نفس ..
##بااااك
فاقت وجد من شرودها ولازالت تحت سطو صدمتها
- الساعه دي اى اللى وصلها لعمى حيدر ... واى علاقه ناصر بحيدر ! هو في ايييه .. اى المتاهه دي بس ياربي ؟!
- ياسياده النائب انا عاوز اذن عشان افتش البيت .. بقولك فى واحده هتروح فى داهيه !
اردف يوسف جملته على اذان النائب العام متوسلا اليه بالحصول على الاذن .. فأردف قائلا برسميه
- بتهمة اى يايوسف .. انا شايف انك بتتخطى حدود وظيفتك بطلبك ده وانا مش هوافقك ولازم اوقفك ..
جلس يوسف على المقعد المجاور للمكتبه بنفاذ صبر
- حضرتك بقولك البنت اهلها سمعوها وهى بتدينى المعلومات ودول ناس مابترحمش .. فى حياة انسانه معرضه للخطر لو انا مااقتحمتش دلوقت ؟!
النائب العام: بتهمه ! انت شكلك نسيت القانون ياسيادة النقيب .. وبدل ماتشغل نفسك بالحاجات دي الافضل تروح تكمل مهمتك اللي انت هنا عشانها ..
اجابه يوسف معارضا: يافندم اس
قطعه النائب العام بحزم: يووووسف قولت الموضوع منتهى !اتفضل شوف شغلك
- انا جهزت الشنط خلاص ياحمزه .. يلا بينا ..
اردفت عشق جملتها وهى تتحرك ببطء نحو حمزه الذي يجلس على مخدعه يتصفح هاتفه .. فاعتدل قائلا بنفاذ صبر
- ياعشق بطلى غلبه واسمعى الكلام مش هينفع تيجى معايا قنا ببطنك دي .. انت داخله ف التاسع ؟!
عشق بنبره طفوليه: انت بترجع فى كلامك ليييه .. وبعدين احنا مش اتفقنا وده شرطى انى اصالحك اصلا ؟!
زفر حمزه باختناق: ابوكى مش هيرضي على الفوضي دي .. وبعدين انا هكون طول اليوم فى الشغل مش هعرف اخد بالى منك .. هى هكون مكمن عليك اكتر ..
عشق باصرار: ياحمزه انا عاوزه اجى معاك وبعدين عاصم والهام سافروا امريكا ومش راجعين دلوقتى وانا مش هقعد هنا لوحدى .. يلا بقي عشان نوصل قبل الليل .. وبعدين الدكتور اصلا قال لى اهم حاجه المشي الكتير والراحه النفسيه وانا نفسيتى مش هترتاح غير وانا جمبك وكمان عاوزه اتمشي معاك كتير زي زمان ..
زفر حمزه بنفاذ صبر ثم دفث راسها فى صدره قائلا بغلب
- يلا يااخره صبري .. يلااااا ربنا يستر من ابوكى ...
وصل ادهم القصر واتسعت ابتسامه عندما رأي وجد خارجه من غرفة غسل اخيها وترمقه بنظرات غاضبه فاردف قائلا
- والله عال مش كنتى تقولى انك هنا ياعروسه كنا فرشنا الارض رمل !
اردفت بغضب يتأكل من ملامحها: لا الرمل ده انا الل هدفنك جوه بيدى ياادهم ..
وقف ادهم امامها لم يفصل بينهما مسافه تذكر قائلا بغل
- العريس سابك يعنى تيجي لحد اهنه .. خبر اي اومال هو زهق حالا اكده ؟!
جزت على اسنانها بنيران وهو تكور يدها بغضب
- متجيبش سيرته على لسانك .. لانك لو وقعت تحت يده ياادهم مش هيرحمك .. لكن ورحمه زين اخوى لاوديكم فى داهيه ..
دخل حيدر انذاك ولم تخل نظراته من الدهشه والذهول وهو يرمق وجد قائلا
- والله عااال .. شوف ياخى بجاحة البنات .. دانت قلبك ميت وجايه برجلك لاهنه ..
اردفت بقوة: ااه جاايه عشان اموتكم بيدى ... واخد تار اخوي منكم ...
ثم اتاهم صوت سليم جاهرا من الخلف فاستكان قلبها فواصلت حديثها
- ورحمه ابوي واخوى لحقهم هيرجع تالت ومتلت ...
فابتعدت عنهم سريعا راكضه نحو الباب لتلقى بجسدها فى حضن سليم باكيه ومنتفضه .. حضنها سليم باستغراب قائلا
- فى ايه ياوجد مالك بتترعشي ليه !
اجابته باكيه ولازالت ترتعد بين ذراعيه: زين اخوى مات بسببى ياسليم .. انا اللي سكت ومبلغتش عنهم .. انا اللي سبت البيت ومشيت وسبته .. منفذتش وصيه ابويا ياسليم ..
ربت سليم على ظهرها بحنان مردفا:لا اله الا الله .. اهدي ياوجد اهدى ياقلبى ..
ابتعدت وجد عنه وهى تجفف دموعها عنوة عنها وتسحب سليم من كفه صوب عماد الواقف من الناحيه الاخرى للسياره قائله بضعف وهى تمد الساعه الفضيه له
- عماد انا لقيت دى فى مكتب عمى ..
سليم بتعجب وهو يتأملها قائلاا: الساعه دي مش غريبه عليا ؟!
اكملت وجد حديثها وهى تتمالك قوتها: بص ياسليم الساعه دي جابها ابويا من 4 سنين لعمك ناصر .. واللي مستغرباه ازاى الساعه دي وصلت لعمى ...
فكر عماد لبرهه فاردف بفطنه: ومن وقت وفاة ابوكي وعمى مظهرش ! يبقي اكيد عمك يعرف حاجه عن غيبه عمى ناصر ! والساعه دي وصلتله ازاي ... اى الحيره دى ..
صوت ضرب نار فى الهواء التفت اليه الجميع فلحقه صوت حيدر جاهرا
- والله رجليكم خدت على المكان ياهوارة ومابقاش حد هاممكم .. خبر ايه اومال احنا سكتناله دخل بحماره ؟!
شرع سليم ان يتحدث فتدخل عماد سريعا: لا ياحيدر بيه احنا ماشيين .. بس اتاكد اننا هنرجع تانى ..
تشبثت وجد بكف سليم: مش هقدر اسيب امى ياسليم بالحاله دي وفى نفس الوقت خايفه منهم .. وكمان ورد آآآآآآآآآآآآآ - ثم صمتت قليلا- هى ورد فين مالهاش اثر من الصبح !
ثم تقدمت بنيرانها نحو ادهم قائله: ورد فين ياادهم ..
هتف ادهم قائلا: وانا هعرف منين .. تلاقيها طفشت ولا اتجوزت كيف مااختها عملت ...
جهر سليم بقوة وهو يندفع اليه قائلا بتهديد
- ما تتلم يازفت وانت ولا شكلك نسيت انت بتكلم مراة سليم الهوارى ...
ثم دار الى وجد قائلا بحده
- يلا ياوجد ...
هزت راسها نفيا وهى تنظر له بعيةن راجيه
- لا ياسليم .. مش هينفع ..
اقترب عماد منهم بهيئته المريبه قائلا بقوة
- يلا احنا ياسليم وسيب مرتك تقف فى عزا اخوها .. ومتخافش مافيش حد عاقل هيفكر يلمس منها شعره ساعتها رجالة الهوارى هيدفنوه حى ... مش اكده ياحيدر بيه..!
جيوش من النظرات المتبادله بينهم التى تحمل بين ثناياها جيوش الغضب .. فاستدرات وجد نحوه برجاء وهى تتشبث فى كفه
- سليم امشي انت والنبى ماينفعش تقعد هنا .. وانا هجيب ورد وامى ونجيوا .. احنا خلاص مابقاش لينا قعده فى البيت ده ؟!
رمقهم سليم بنظراته القويه قائلا بتهديد
- طيب ياوجد تلفونك فى يدك وانا مش هبعد ولا هسيب نجعكم واللي يدوسلك بس على طرف رنى لى .. البقيه فى حياتك ...
تقطن صفوة بداخل غرفتها بالقصر وتجوبها ذهابا وايابا وبداخلها جيوش من نار
- ااااه ياناري ...هو ازاي يرجعنى اصلا من دماغه كده وكان طلقنى ليه من الاصل ! عيلة صغيره انا يضحك عليها بكلمتين ! طيب يامجدى اما خليتك تعد النجوم فى عز الضهر .. هو فاكر نفسه عشان دافع عنى ابقي كده هسامحه وارجع مراته ! عقله المريض فهمه انى هموت عليه ومقدرش اعيش من غيره .. بس دا بيحلم .. انا كنت قادره ادافع عن نفسي على فكره ولا الحاجه له ..
ثم وقفت امام المراه تتأملها هيئتها فانفجرت صاارخه: ااااااااااااااااااااااه هيجننى لييييه ...
وصلت عفاف ومجدي ومحمد القصر فدلفوا جميعهم من السياره .. فتحرك مجدي نحو شقته فنهرته عفاف قائله
- انت رايح فين ! ياواد انت هطير برج من نفوخى !
- رايح اشوف مرتى يااما !
- احنا نقوم تور يقولوا احلبوه ... هتجننونى ياولاد عادل ..
رفع مجدي انظاره لمحمد ضاحكا قائلا
- محمد استلم ...
ضحك محمد وهو يقترب من امه قائلا
- ماتيجى يافوفا تحكيلى باقى مغامراتك انت وعادل الهواري اهو منكم نتعلم بردك ..
بتلقائيه ارتسمت على ثغر عفاف ابتسامه جميله فلاحظها مجدي فبادلها نفس الابتسامه ثم دار متأهبا للذهاب مردفا فى سره
- ااااه ابو الحب وسنينه ياااخى ...
وصل مجدى لشقته ولكنه خاب امله عندما لما يجد صفوة بداخلها .. فدلف الي الشقه يتأملها بارتياح يقف امام كل ركن بها يتذكر وجودها امامه وضحكها .. فتنهد مردفا
- انا اكيد مش موهوم بحبك ياصفوة مش كده ! عملت لى ايه .. عملت اي فى مجدي الهواري ..!
وصل الي غرفة نومها فوجد جهاز اللاب توب ملقى على الارض فانحنى بتثاقل ليرفعه ولم يمنع فضوله من تشغيله قائلا
- نشوف كنت بتفكري فى ايه !
شغل مجدي الجهاز ففوجئ بصورته وحسابه الشخصي اخر شيء كانت تتأمله .. فاتسعت ابتسامته وهو يقف باب الجهاز بايتسامه نصر عجيب مردفا
- اومال البت عامله فيها الشحات مبروك ليه ! واالله ووقعتى فى شباك مجدي الهواري ياصفوة ومحدش سمي عليك !
- بتفكر فى ايه .. مالك ساكت اكده !
اردف سليم جملته وهو يتأمل عماد الذي يقلب الساعه بين انظاره قائلا
- ساعه عمك ناصر اى اللي يوصلها لحيدر !
اتكئ سليم على مقعد سيارته التى تصف بالقرب من قصر العتامنه فاجابه
- طيب نمسكها واحده واحده .. الساعه دي كانت اخر حاجه لابسها عمك قبل مايروح يقابل سالم ومن بعدها سمعنا خبر قتل سالم ومن وقتها عمك اختفى ؟!
اكمل عماد حديثه: يبقي اللي قتل سالم واللي يعرف سر اختفاء عمك هو حيدر !
- بس حيدر ليه يحتفظ بالساعه دي ! مفتكرش انه بالغباء ده ؟!
- المجرم دايما بيسيب وراه اثر .. وافتكر ان ده الاثر ..
- بتفكر فى اي ياعماد ؟
تنهد عماد بأسف: عمك ناصر اتقتل ياسليم وسالم كمان اتقتل واللى عاوزين نوصله دلوق اى السبب اللي يخلى اتنين صحاب يتقتلوا والساعه دي تكون مع حيدر ..
سليم بتفكير: استنى استني ياعماد .. هو لما تقوم تار بين العيلتين ومنهم عيله تقضي على التانيه اللي هتتحبس يبقوا الاتنين راحوا فى داهيه مين الوحيد اللي هيستفيد بكل دا .. انه يستفرد بالثروه كلها لوحده !
ضرب عماد بيده على جبهته: سليم ! انت عارف ليه ثريا وافقت على جوازنا من بنتها .. لانها كانت متفقه معاهم انهم يمضنونا على عقود بيع وشرا وان فى مشتري مستعد ياخد كل دا ويدفع فى وقتها .. انا سمعتها بتقول كده لنورا .. سليم الموضوع بيتعقد ... وفى سر كبير واحنا لازم نعرفه !
صوت طرق على باب غرفة صفوة فهتفت بنفاذ صبر
- قولت مش عاوزه اكل ...
اخذ مجدي القرار وفتح الباب قائلا بمزاح
- وكمان مانعه الاكل ! لا متزعليش عليا للدرجة دي ياصافى انا كويس اهو قدامك !
بعثرت شعرها بنفاذ صبر وهى تزفر بقوه
- انت خرجت امتى !
دخل مجدي ليقفل الباب خلفه قائلا
- وراكى على طول .. مهنش عليا اسيبك لوحدك تانى ...-رمقته بنظره ساخره فى الحال فواصل حديثه قائلا - اااه والله زي مابقولك افرض الزفت ده خرج تانى من السجن مين يلحقك غيرى ..
- ما خلاص عارفه انك لحقتنى وسوبر مان ومعرفش اي .. متشكرين ياسيدى ..
جلس مجدي على فراشها ببطء وهو يتأمل جدرانها قائلا
- ممممممم يعني اوضتك مش اد كده ! افتكرت ذوقك احلى من كده بكتير .. ياشيخه دانا اوضتى احلى ...
استدارت اليه واضعه يديها على خصرها بغضب
- انت جاي هنا لييه !
- اوضة مراتى اييه هتمنعينى !
- لا مش همنعك بس هخلى رجلك التانيه تبقي زي اختها ..
استند مجدى على عكازه فنهض ليقف امامها وهو يقترب شيئا فشيئا
- واهون عليك بعد اللهفه دي كلها .. دانا اتمنيت اجيب ياسر كل يوم عشان يضربنى واشوفك خايفه عليا كده
اجابته ساخره ولازالت عيناها تتعلق بعيناه: وّهمك قاتلك على الاخر ودا خطر على صحتك ياهندسه ...
- والمكابره دي هتدمر صحتك ..
ارتفعت نبرة صوتها وهى تلوح بكفها: انت ازاى تعمل المصيبه دي مين قالك انى عاوزه ابقي مراتك مين سمحلك تردنى !
اجابها ببرود وهى يقترب منها وهى لازالت تبتعد: قلبى ! اي عندك اعتراض ؟!
- وان قولتلك هخلعك ؟!
- المحكمه قدامك ورينى ازاي ..
التصق ظهر صفوة بالحائط وهى ترمقه بعيون متراقصه خائفه ان تضعف امامه قائله
- انت جايب الثقه دي كلها منين !
اجابها بتلقائيه: من اللاب توب بتاعك ..
اتسعت عيونها: اييييييييييييييييييييييييه !
- احم سيبك عاوز اسألك كام حاجه كده .. ممكن !
- اووووف لما نشوف اخرتها ؟!
اقترب مجدى خطوة سلحفيه منها ولكن تلك المره لا يوجد اي تناسب طردى لتبتعد عنه .. فكل خطوه اليها يزيدها اقترابا .. شرع مجدى بالحديث قائلا
- نفسي اعرف اخرة عنادك دا ايه ! صفوة انت عاوزه تقنعينى انك دلوقتى مانفسكيش تترمى فى حضنى .. ان كل نبضه فى قلبك مش ملهوفه عليا .. ان مشاعرك اتعرت قدامى مع اول لمسه .. انت محستيش بنفسك وانت فى حضنى بتعاتبينى على كل دقيقه غياب ازاي ! انت مش شايفه نظرات عينك هتموت على لمسه منى وانت بجبروت بتقاوميها .. انت بتعاقبينى ولا بتعاقبي نفسك .. انت عارفه انى بحبك ومصممه تعملى مش واخده بالك .. صفوة انا عاوزك ليا ومافيش مفر ..
تحركت صفوه لتتخلص وتفر هاربه من حصار نظراته قائله بعناد
- لا طبعا كل ده محصلش .. انت بتوهم نفسك .. ووو
جذبها مجدي بقوة ليعيدها لمكانها مره اخرى قائلا بعدم تصديق
- ااه وبروفايلى وصورى اللي على جهازك دي ايه !
نظرت لها بهلع وقلبٍ يتراقص على اوتار الخوف .. فهى من تخشي ان تقودها مشاعرها مره ثانيه .. هى من اخفتها تحت ستار القوة والعناد .. هى التى انتوت الا تخضع لشبح الحب مره ثانيه ولكنه بنظرة واحده كشفها امامه .. اصبح قلبها عاريا امام عيناه .. اجهشت صفوة بالبكاء مردفه.
- انا بكدب .. كل مره حاولت فيها الهروب منك لقيت كل حاجه جوايا بترمينى ليك .. عاوزه اتخانق معاك اضربك بس مش عاوزاك تبعد .. فجاه لقيت جوايا جيوش من المشاعر كلها عاوزه تخضع لنور عنيك .. كل تلج الجبروت والعناد ذابوا فيك وبلمسه منك .. مالقتش طوق للنجاه منى ومنك غير صورك اللي كنت بنام حضناهم كل ليله .. معاك حق انا كنت بعاند كل حاجه جوايا انها تكونلك بس غصب عنى اتهزمت مع اول لمسه منك .. -اعتلى صوتها باكيا ثم اجهشت بالبكاء وهى تتشبث بملابسه - معرفش ليه بعاقبنى كده بس اللي عاوزاك تعرفه ان اللي جوايا مش سهل يترمم .. انك هتتعب معايا لحد ماتحولنى للشخص اللي حبيته .. م ج د ى آآن ا مم مم بحبك.
لم يكبح حيوش شوقه تلك المره فكانت اقوى من جيوش غضبه السابقه .. فلم يعطى نفسه فرصه للتفكير بل اكتفى بان ينقض عليها بجيوش شوقه ليلتهما عشقا .. فى كل مره كان يقترب منها كانت تتأوهه صارخه ومتألمه الا تلك المره فصوت انينها كان مدججا بالشوق وهى تتشبث بملابسه بقوة كمن يخشي الفراق بعد ما تجرع مرارته .. لم يكف مجدي عن افعاله فهو يريد ان يأسرها بجوفه ليرضي سلطان شوقه .. وقع عكازه من يده فلم يلتفت اليه الان اصبحت هى سنده الحقيقى .. ظل يرتوى منها حتى هزم كل جيوش عنادها الى ان امتدت يداها لتلامس خصرها وتدنوها منه اكثر ففاقت صفوة من سُكر قربه كالملدوغه وهى تتذكر ذلك اليوم المشئوم ف صفعته على وجهه بجسد يرتعد قائله ببكاء يقطم روحها
- لا يامجدى .. لا مش هسامحك .. انت هتطلقنى ...
تجلس يسر فى منتصف مخدعها كالقرفصاء تتذكر بعد تفاصيل امس وهى تركض نحو الشرفه وتتحدث فى الهاتف
- يامحمد الحق فو ضرب نار والدنيا خربانه هنا ..
ثم التفت يسارا فوجدت ماجده تقف ايضا فى الشرفه فانتهت المكالمه سريعا مع محمد ثم نادت عليها
- انت مابتفتحيش ليه !
بدا الارتباك والفوضي على ملامح ماجده .. فكررت يسر سؤالها
- سليم عندك ليه ! وهو فينه .
نفت ماجده اتهامها: سليم ! لا مش موجود
- انت بتكدبي .. عملى اي فى سليم .. ماجده قولت افتحى حالا يلا ..
عادت يسر لتطرق الباب مره ثانيه وبعد اصرار منها فتحت ماجده اخيرا فسقطت عيناها على سليم الخالد فى نومه فانفجرت ماجده باكيه
- بحبه .. بحبه يايسر ومش قادره ابعد عنه اكتر من كده !
فاقت على صوت محمد الذي اقتحم الغرفه قائلا
- البطل سايب شقته وقاعد هنا ليه !
ابتسمت بحب وهى تنهض لتقترب منه وتحضنه قائله بشوق
- كنت مستنياك يادكتور .. اى الغيبه دي كلها ؟!
مرر محمد انامله على ظهرها بشوق قائلا
- احم احنا خفينا خلاص !
لازالت عالقه فى حضنه فضربته برفق: دماغك دي مافهاش غير الشمال ! ياخى اقصد يعني تقعد معايا نرغى سوا وكده !
ضحك محمد بصوت عال قائلا: لالا احنا كرجاله ملناش غير فالشمال .. مش بنحب نضيع وقت يااسووو ..
ابتعدت عنه قليلا: طمنى اخبار الشغل ومجدي وكل المشاكل دى ايه ؟!
قضب محمد حاجبيه قائلا: بقي واحد يكون معاه القمر ده ولوحديهم فى الاوضه الحلوه دي وتالتهم الشيطان وتسالينى على سي مجدى والشغل والمشاكل ! اى النكد ده ! لالالا شكلى هعملها واروح اتجوز واحده تدلعنى ياعم !
كظمت ملامحها سريعا: طيب ورينى هتعملها ازاي .. والله اقتلك انت وهى !
- ياواد ياشرس انت .. خلاص ياعم وهو فى حد عاقل يكررها مرتين .. لا يلدغ المؤمن من نفس الحجر مرتين ياسووو ..
مساءا
تتحرك عشق بتعب فى شقتها لتحضر الريموت كنترول ثم تعود لتجلس مره اخرى على الاريكه بتثاقل ناظره للساعه
- اوووف باقى ساعتين وحمزه يجى !
بعد مرور قليلا من الوقت سمعت صوت جرس الباب فاصيبت بالدهشه
- الله ! مين اللي هيجي لى دلوقت ..
ثم نهضت لتقترب من الباب واقفه خلفه: مين بره !
اتاها صوتا قويا اجش: ياست عشق الحقى حمزه بيه اتصاب فى المهمه وحالته خطر وهو عاوزك حالا فى المستشفى
انخلع قلبها من موضعها ففتحت الباب سريعا لتجد امامها شخصيا يرتدى زي عسكري فهتفت قائله
- انت بتقول ايه .. حمزه محصلوش حاجه مش كده !
- بسرعه ياهانم .. ده بين الحيا والموت . . مافيش وقت ..
تناولت عشق شال سريعا بدون وعى لتركض للخارج مع هذا الشخص الذي غدر بها من الخلف ووضع قماشه مخدرة على انفها فسقطت بين يديه نائمه فى الحال...
- ياحمزه انا هتجنن .. ومش عارف اعملها ايه ومش عارف اوصلها ..
اردف يوسف جملته وهو يشعل سيجارته بغضب .. فرد عليه النقيب حمزه
- اهدى طيب يمكن عشان ظروف اخوها وكده فهى اتشغلت فى العزاء ..
- بقولك سمعتها بتصرخ بودنى يااحمزه اكيد سمعوها !
- يابنى مااكيد كلمتك تستنجد بيك عشان وفاة اخوها .. اهدي بس وان شاء الله خير ..
جلس يوسف وهو يهز فى ساقه بحيره وقلق يقرضه على عجل .. فاردف حمزه قائلا
- كنت عاوز اتنين عساكر يفضلو تحت الشقه عندي عشان عشق لوحدها وكده هكون مطمن عليها اكتر .. ويلا بقي اسيبك انت واروحلها عشان قاعده لوحدها ..
زفر يوسف دخان سيجارته: طيب يااحنين !
فى نفس الوقت رن هاتف حمزه باسم عشق فاتاه صوت الخادمه صارخه
- الحق ياحمزه بيه .. انا كنت فى الحمام وفى شخص جيه خد الست عشق وبصيت عليه من فوق لقيته دخلها فى عربيه ومشي ملحقتوش ... ست عشق اتخطفت ...
فى مجتمع النساء المندسين داخل الرداء الاسود بعد الانتهاء من مراسم دفن الصغير .. تجلس وجد بعيدا على احد درجات السلم لا حول لها ولا قوة تقرأ قرآن بصوت منتفض ودموع تسبق صوتها الذي ينقطع تارة ثم يعود ثارة اخرى بصعوبه بالغه .. اتت الخادمه عنايات
- ست وجد .. فى حاجه ضروريه لازمًا تعرفيها ..
قفلت وجد المصحف ثم نظرت لها بعيون ذابله ضعيفه حتى انها تراها مشوشه
- خير ياعنايات ..
فركت عنايات كفها بارتباك وهى تنظر خلفها
- ست ورد مش فى الدرس .. ست ورد ادهم بيه خطفها بره القصر لانها كانت بتخبر الحكومه عن اخر عمليه ليهم
فزعت وجد من مجلسها قائله: ايييه ! ورد !...