رواية أباطرة العشق الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الحادي والعشرون
تدون اناملة اخر كلمات عالم وهمى خلقته افكارى .. واليوم تنتهى منه بألم يتسلل بهدوء كم هو مرهق .. شيء يشبه الم الفراق والوداع والاحضان الاخيره التى نغسل اكذوبتها بدموع قلوبنا .. اليوم ادركت ان كل البدايات جميله كأباطرة العشق وان النهاياته قاتله .. ياليت كل النهايات كبدايه بلقاء جديد وصدفه جديده وحضن اخر يدمرها للنهايه .. لاول مرة تاسرنى رواية بين كلماتها وحروفها للحد الذى اتأكد انهم اشخاص موجودة حولى وفى عالمى .. يرفض قلبى اى فكرة اخرى " كالوهم " مثلا .. هما بداخل كل منا بذكرياتنا وفى قلوبنا .. هما احلى خدعه احبها قلبى ...
لما كتبت " في مهب الريح: 2015 .. وكانت حوالى 56 فصل .. عشقتها بكل تفاصيلها ولحد
دلوقت ساكنه فيا بكل دقه قلب قولت " انا مستحيل هكتب روايه تاني بنفس قوتها ... ولما
اتوقفت فتره وكتب" عشقتك وحُسم الأمر": خرجت فيها كل حاجه جوابا قولت اني صعب جدا
اكتب روايه بنفس المستوى ده والناس تحبها كده .. ولما كتبت بعدها " لازلت اتنفسك " وحقيقي
انا فخورة بيا في كل سطر كتبته فيها لانها خرجت احلى مما اتوقعت وخايفه اعملها جزء تاني
مايطلعش بقوة الأول .. بعدها على طول كتبت "أباطرة العشق " ودي حكايتها حكايتها حكايه ...
ده
و كنت نايمه وحلمت حلم وصحيت قرب الفجر مش فاهمه في ايه غير اني بمسك الفون وبكتب ..
قومت صليت ورجعت تاني مسكت الموبايل مافوقتش غير على أذان الضهر لقيتني كتب
فصلين .. كل حاجه فيا كانت متخدره تحت تاثيرها في الوقت اللي كنت مفكره اني مش هكتب
روايه بمستوى اللي عدوا فحرفيا انا غرقت في كل كلمه من الرواية عن كل الكتابات اللى عده ..
تاريخ ميلادها كان 2 ابريل 2015 .. والنهاية 15 فبراير 2020 .. 10 شهور كنت عايشه في
مكان وحان الوقت اني اودعه زي كل حاجه بنودعها يومياااا ...
غرفه واحده لاول مره تنغلق لمده ليله كامله على ثريا وعفاف اكثر من 35 سنه .. كل منهما يجلس فى ركن خاص سابحا فى همومه .. والفتيات كذلك فهم يجلسن فى اماكن متفرقه من الغرفه وحاله من الحزن تخيم على جميعهم .. كابوس لعين تمرد واخترق القوانين ليقتحم الاذهان وهى يقظه .. لاول مره تشرق شمس يوم جديد ولا زالت ظلمة ليلهم محتله قلوبهم .. صمت دائم احتل افواههم كطفل نسي ان يتعلم النطق حتى كبر.. رفعت ثريا رأسها المدفونه بين كفها قائله بحزن
- انا مابقتش عاوزه اى حاجه غير انكم تسامحونى !
تنهدت عفاف بكلل وحزن: لله الامر من قبل ومن بعد .. الله يرحمك ياعمى .. زين انك موتت قبل ما تشوف المصيبه دي والا كنت هتموت وقتها ..
مسحت نورا دموعها مردفه بهدوء: يعني انا دلوقت ابويا مات ! او اتقتل وانا طول الوقت ده مستنياه وبكتبله كلام كتير على امل انه يرجع !
فاقت يسر من صدمتها صارخه:
- وهو الزفت ده قتله ليه ؟! انا عاوزه افهم وماتقوليش فلوس وحساب انا ادينى سبب مقنع يخلى اللى اسمه حيدر ده يقتل ابويا ..
انتفض جسد ثريا حتى بدا الارتباك يتقاسم معالم وجهها
- اللى اعرفه قولته ؟!
تحركت ماجده من مجلسها وهى تقترب من ثريا قائله وهى تلوح بيدها مسترجعه كلمات امها
- يعني هو دا السر اللي مخبياه حيدر قتل اخوه بالغلط والقصد كان يقتل ابويا عشان شويه فلوس .. حلو ! هوب يتنشر فى البلد ان ابويا قتل سالم وهرب عشان البيه يطلع منها وفى نفس اللحظه تولع نار التار بين العلتين والدم بقي للركب والبيه ولا على باله .. لا وكمان تقومى معاليك تتجوزيه وتخططوا ازاى تكوشوا على كل حاجه !
ثم صفقت بغل: لا بجد ضربه معلم ! دماغ شغاله مابتلعبش ! انت مرتاحه كده ؟!
انفجرت ثريا باكيه وهى تنهض من موضعها محاوله ان تحتضن ابنتها فدفعتها باستنكار
- لا انت مش امى ولا ينفع تكونى ام اصلا
انفجرت ثريا باكيه: انا عملت كل ده عشانكم ..
يسر بمراره: انت عملت كل ده عشانك انت .. مش عشاننا .. احنا عاوزين حق ابويا اللي اتقتل مش نروح نداري على القاتل ...
" يا ولد الهواري ! يااااسلييييييييييييييييييم ! انت فين ".
صوت فوضوى قوى يحدث من الخارج .. فسرعان ما ركضوا جميعهم نحو النافذة ليروا مصدر الصوت .. فاردفت ماجده بسخريه
- لا ده كمان له عين يجي لحدت اهنه ؟! خليه يتأكد انه حفر قبره بيده ؟!
ارتعدت ثريا وهى تتراجع ببطء للخلف خشيه من انكشاف سرها الذي اندس فى ضباب ظلمته لشهور .. اوشكت شمس الحق ان تشرق فتذوبه ليكون مطرا تزهر به الارض .. فمهما طال ليل الشر لابد من نسمات الفجر ان تهزمه .. ركضت عفاف والفتيات للخارج وهما يهذون بكلمات غير واضحه .. لم تجد ثريا مفرا الا ان تلحق خُطاهم بتردد وخطاوى مهتزه ..
وصلوا جميعهم الي الحديقه فجهرت ماجده لاحد الغفر
- خليه يدخل نشوفه عاوز ايه ؟!
نورا بصدمه وهى تقف امامها: انت اى الجنان اللي بتقوليه دا ؟! يدخل فين ؟!
ماجده بصوت عال: خليه يجى .. اوعى تكون صدقتى الكام كلمه والشويتين اللي عملتهم امك ..
اقتحم حيدر مجلسهم فلاحظت نورا عدم اتزانه وحركته المختله .. فبدا امامها يتمايل يمينا ويسارا كمن فقد عقله .. فاردفت عفاف من الخلف
- والله زمان ياحيدر .. ياخى الدنيا دي صغيره قووي ..
هجر حيدر بصوت مهتز غير واعى بما يهرب من بين شفتيه
- ولدك فين ياعفاف .. هقتله ! لازمًا اخد حقى منه ..
اندلت عفاف درجه واحده من فوق السلم
- ااه انت مستعجل بقضاك عااد ؟! خاف على روحك طاب عشان لو حد من ولادى شم خبر انك اهنه هيقتلك ؟! وساعتها مش هياخد فيك يوم ؟!
تقف ثريا على اعتاب باب القصر ترمقهم بنظرات حانقه .. تراهم خلف سحابه فوضتها الداخليه بمقلتيها الذابلتين .. اقتربت ماجده منه لتشير للخفير
- سيبه وامشي انت فى موضوع عائلى حبتين محتاجين نتكلم فيه ..
اردف الخفير باعتراض: ياست ماجده ماينفعش اصل
اجابت ماجده مقاطعه: قولت امشي انت دلوقت ؟!
طأطا الخفير بطاعه ثم تراجع للخلف: اللي تأمرى بيه جنابك ..
ارسل حيدر اليهم نظرات مستنكره .. محاولا استيعاب حجم خطأه الفادح الذي ارتكبه .. فهو الان يقف فى منتصف بيت الهوارة بمفرده بدون خدمه وحراسه .. اقدامه خطت البيت الذي يتسابق على مصرعه .. اردف حيدر بنبره شر
- ولدك فين ياعفاف ...
صرخت ماجده بوجهه وهى تقف امامه
- قتلت ابويا ليه ؟!
شهقت ثريا من الخلف كشهقه طلوع الروح فرفع حيدر مقلتيه اليها بتساؤل .. فرمقته بنفس النظرة ولكنها اكثر رعبا وهى تهز رأسها نفيا .. فواصلت ماجده حديثها
- انت بتبص على مين ! هى خلاص اعترفت وهتطلع دلوقتى معايا على القسم هتشيلك الليله كلها وتبقى انت الضحيه ياحرام يااااجوز امى ؟!
قهقهه حيدر بصوت هستيري وهو يتحرك بعشوائيه امامه عينهم قائلا
- هى قالتلكم اكده ؟! انى انا قتلت ابوكم ؟!
تدخلت يسر بصوت منتفض لتقف امامه بهئيتها الضئيله قائله بثبات
- ااااه وقتلت سالم اخوك ؟!
فواصلت نورا حديثهم قائله بقوة: يعنى حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتك يعني هيتلف ؟!
رفع حيدر انظاره لثريا مهددا:
- انت قولت اكده ! فهمتيهم انى قتلت ابوهم ؟! وهو انا اللي دفنته حى ياثريا ... لا بقولك اي مش حيدر اللي هيتغدر بيه ويسكت .. وطالما فهمتى بناتك انى ورا كل المصايب دى لوحدى .. يسمعوا منى الحقيقه ..
ركضت ثريا وهى تجهش بالبكاء نحوه حتى فوجئت بعفاف تعوق طريقها بحزم
- انت رايحه فين .. اقفى اهنه وخلى شمس الحق تنور ... لكل ظلم له اخر يابت عمى ..
رمقت ماجده اختها نورا بنظره خاصه ثم واصلت حديثها وهى تعقد ساعديها امام صدرها
- بقي انت سبب كل المصايب دى كلها .. طب ليه ! استفدت ايه ؟!
فواصلت نورا حديثها: عمرك مافكرت ف حبل المشنقه اللي هيتلف على رقبتك ! عاوزه اقولك انك لبست وخسرت كل حاجه .. حتى امى باعتك وهتروح تعترف عليك دلوقت ..
فالتوى ثغر يسر ضاحكه مردفه بسخريه: وابقي خلى كل الفلوس والجشع اللي جريت وراهم ينفعك ...
فاتاهم صوت عفاف الساخر من الخلف: هى امك مقالتلكش ان الكفن مالهوش جيوب ياولد العتامنه !
ثارت جيوش غضب حيدر وهو يدفع ماجده بقوة من امامه ويقترب من ثريا الواقفه بعيدا وجيوس انفاسه تتسابق بداخله .. اصحبت مقلتيه كجمرتان من نار .. فانفجر قائلا
- بعتينى ياثريا ! وغدرتى .. بس لا انا مش هخش السجن لوحدى ولا حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتى لوحدي ؟!
ثم دار بجسده حول البنات مكملا حديثه
- انا هقولكم الحقيقه اللي امكم ضحكت عليكم بيها وفتحوا ودانكم زين ...
اقترب خطوة واحده منهم وهو يشير بسبابته فاجهش غضبا
- واحده فيكم انتوا التلاته بتى ؟! ااه ماتستغربووش وهتعرفوا هى مين بس لما اخلص كلامى ..
صاعق كهربى لُجم به قلوب البنات وهن ينظرن اليه بعيون متسعه وثغر مفتوح .. ندبت عفاف على وجنتيها بذهول ثم استدارت لثريا وترجها بقوة:
- نهارك مطين ؟! اللى عيقوله ده صح ؟!
صرخت ثريا راجيه: اسكتتت سوقت عليك النبى تسكت ...
فتح ذراعيه بلا اهتمام كمن يتحرر من زمام الحياه قائلا
- اسكت ! لا مش هسكت ياثريا .. لازم يعرفوا انك يوم مااتقتل سالم وناصر كنتى فى حضنى ...
#فلاااااااش باكككك
- ياترى مين اللي جايلنا دلوق ياحيدر ..
اردفت ثريا جملتها وهى تترك الطعام من يدها .. فنهض حيدر ليرتدي جلبابه الفضفاض
- ياخبر بفلوووس هروح اشوف مين ؟!
تشبثت بذراعه راجيه
- ما بلاش قلبي متوغوش ..
وضع سلاحه فى سترته فاردف بثقه عارمه
- جرى ايه اومال ! انا معاكى متخافيش من حاجه .. هشوف مين وراجع
مر قليلا من الوقت وهى ترتعد حتى التفت قلبها لصوت تعلمه جيدا .. فركضت على اعتاب باب الغرفه لتردف بذهول
- يامرك ياثريا ؟! ناصر ؟
ارتفع صوت الشجار بين حيدر وناصر الذي اصر على تفتيش منزله وكان الاول يمنعه بكل قوته .. حتى دفعه ناصر بهيئته الضخمه فوقع ارضا واقتحم حرمت بيته جاهرا
- انا متأكد انك هنا .. الخفير بنفسه بيراقبك وقالك انك هنا ...
وصل سالم الذي يركض بسرعه فائقه لاعتاب منزل حيدر وهو يمسك بقلبه مناديا
- ارجع ياناصر ! وبطل جنان ..
يبحث فى غرف البيت كالمجنون وهو يضرب كل ما يقابله .. فاقترب منه حيدر قائلا
- قولتلك مافيش حد .. هتمشي ولا ابلغ ؟!
تقف ثريا خلف باب الغرفه ترتعد حتى جف حلقها وسجنت انفاسها اخرجت رأسها قليلا لتر الوضع فسقط حقيبه يديها العالقه فى مقبض الباب فاصدرت ضجيجا ركض نحوه ناصر كالمجنون ففوجئ بها امام عينيه .. ظل يرمقها بعيون ثابته لوقت طويل حتى ثارت جيوش غضبه فانقض على عنقها بقبضته الحديديه جاهرا
- طول عمرى بشك فيك وبقول ده الشيطان .. طلعت انت الشيطان نفسه ياثريا ..
ثم جذبها بقوة ولازال يحاصر عنقها حتى اختنقت انفاسها
- لازما تموتى واغسل عاري منك .. قصرت معاك فى ايه انا فهمينى ؟!
احتضنه سالم من الخلف متوسلا
- احب على يدك ياناصر .. اعقل متوديش نفسك فى داهيه ؟! سيبها سيبها قولت ..
دفعه ناصر بقوة للخلف بكوعه جاهرا
- لازما تتقتل هى والخاين اللي معاها .. هقتلهم ياسالم .. اللي زيهم حرام يعيشوا لحظه ...
اقترب منه سالم مرة اخرى وهو يتشبث بذراعه القابض به على عنق ثريا فبعد محاولات كثيره استطاع ان يفك قبضته من عليها واقفا امامه
- اهدى ياصاحبى الله يرضي عنك .. بلاش جرس وفضايح وبلاش تضيع بناتك ومستقبلهم .. فكر بعقل ...
زاحه ناصر بقوه بعيدا عنه فسقط فوق الفراش وفى التو انهال ناصر على زوجته باشد انواع الضرب المبرح حتى باتت ان تفقد انفاسها بصعوبه .. اخرج حيدر سلاحه من سترته وشد اجزاءه فلاحظ سالم مايفعله اخيه وفى نفس اللحظه التى تحرك بها ساالم ليمنع اخيه من فعله الدنئ هربت الرصاصه من فوهه سلاح حيدر لتصيب سالم فى بطنه ...
التفت ناصر وهو يخرج سلاحه من سترته فدارت ثريا فى الحال لتضربه بقوه على رأسه بمضفأة السجاير الزجاجيه .. فسقط مغشيا عليه ..
ذهول تام من حيدر وثريا جمدت الدماء فى عروقهم .. بعد قليلا ركض حيدر نحو الباب الموارب لبتأكد من غلقه ثم عاد اليها مره اخري صارخا
- هنعمل ايه ياثرياااا فى المصيبه دى ؟!
تلفظ سالم وهو يتأوهه بتعب: اطلب الاسعاف ياخوى انا بموت ؟!
صرخت ثريا معارضه: لا ياحيدر هنروحوا فى داهيه وهنتحبس ..
اردفت ثريا بعد تفكير: انا هقولك نعمل ايه ؟!
#باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك
واصل حيدر حديثه وهو يتمايل بحركات جنونيه
- عارفين امكم قالت ايه ؟! قالت اننا ندفن ناصرر فى مكان محدش يقدر يوصله ونرمي سالم فى اي مكان بعد ما يكون طلع فى الروح .. ودفنا ناصر وهو بيتنفس قدام اخويا سالم .. فى نفس الاوضه اللي شافنا فيها .. وبعربيتى خدت سالم للمكان اللي بيعقد فيه دايما هو وناصر وسبته ومشيت ...
اختل اتزان عفاف فلم تتحمل ساقيها اكثر فجثت على الارض وهى تندب على رأسها .. تحركت ماجده بتثاقل لتقف امامه مستنده على عكاز فضولها
- مين فينا بنتك ؟!
دار حيدر لثريا ضاحكا بسخريه
- انت كمان ماقولتلهمش دي ؟! طبعا خايفه على صورتك قدام بناتك ؟!
صرخت ماجده بجزع توالى خلفه قنبله موقوته من الدموع انفجرت
- مين فينا بتك ... انطق ..
اقتربت نورا منها بهدوء لتربت على كتفها
- اهدى ياماجده .. اكيد بيقول ايه كلام .. كلنا بنات ناصر الهواري .. انا واثقه ..
مسكت يسر بكم حيدر وهى تديره امامها صارخه.
- اوعى اكون انا ؟! انا لو بتك هقتل نفسي ولا ان الدم اللي فى عروقى ده يكون دمك ؟!
صف من السيارات اقتحم قصر الهواري .. فادلف سليم من سيارته بدون انتظار توقفها جاهرا
- يادى النور يادى النور .. وانا اقول البيت منور ليه ؟! بقي حيدر الهواري عندنا ! يامرحب ياااامرحبببب ..
تابعت وجد خطاوي سليم التى تبدل لون جهها واصبح اكثر شحوبا مناديه عليه
- سليم .. سليم انت هتعمل ايه ؟!
هتف عماد من الخلف جاهرا: هو الواحد مننا كل مايكبر كل ماعقله يخف ؟! حد يجي لقضاه برجليه يااخى ..
نحرت ماجده بنفاذ صبر
- قولتلك مين فينا بتك .. رد ...
ثم دارت برأسها نحو امها: طيب ردى انت .. قولى ان كل كلامه ده مش صح ..
احتل الذهول ملامح الجميع فاردف محمد وهو يقترب منهم: فى ايه مالكم ..
اجابت عفاف بعويل نساء
- تعالى شوف النصيبه التقيله اللي حطت فوق راسنا ياولدى ..
التفتوا جميعم الي حديث عفاف .. فأطرق سليم قائلا
- فى اي ياما .. طيب ردى انت ياماجده الزفت ده عمل ايه ؟!
اقترب محمد من امه الجالسه فوق السلم بفضول: انت قاعده كده ليه ياعفاف ؟!
استندت عفاف على ساعد ابنها بتثاقل حتى نصبت عودها بصعوبه
- عمكم ناصر وابوكى ياوجد .. اتقتلوا على يد عمك اللي واقف جارك ؟!
حاله من الصمت التام خيمت عليهم قليلا مع تبدل ملامح وجههم وشحوبها المفاجئ .. تحركت وجد ببطئ لتقف امام عمها بعيون اضعف من انها تحتبس دموعها
- انا كنت حاسه ! بس ليه ؟! تعمل كده فى اخوك وفيا انا لييه ؟!
فواصلت عفاف حديثها وهى تشير على ثريا الجالسه ارضا والتى فقط كل اسلحه تمردها
- وكمان فى بت من بنات ثريا تبقي بته
تدخل سليم سريعا ليبعد وجد من امامه قائلا باعتراض
- متصدقوش كلامه ده قاصد يوقعنا فى الغلط .. الكلام ده محصلش .. هو بيقول اي حاجه وخلاص عشان يشفى غليله من اللي عملته فيه .. مافيش الجنان ده طبعا ..
يقف حيدر فى المنتصف وهو مغيبٌ عن وعيه تماما وخلفه عماد وورد واقصي شمال صفوة ومجدى .. وعلى يمينه وجد وسليم وماجده .. ونورا ويسر وعفاف يقفن امامه اما عن محمد فاقترب من حماته بعدم تصديق ليردف
- انت ساكته ليه ؟! ماتقومى تنكرى كل كلامه ده .. انت مالك مستسلمه ليه .. قولى ان كل الكلام ده كدب والهوارة راسهم هتفضل طول العمر مرفوعه .. مالك ساكته ليييه ..
جميعهم التفتوا لحديث محمد مع ثريا الذي اجهشت له العيون حزنا وتأكل له القلب الما .. فتراجع حيدر خطوه للخلف بحذر وهو يراقبهم بتمعن فأدخل كفه بسترته واخرج سلاحه وفى نفس اللحظه زاح وجد بكل قوته جنبا وبدون تردد انفجرت رصاصته فى جوف هدفه صارخا
- هاخد حقى منك ياسلييييم ...
فى لمح البصر انقض عليه عماد ليكبل ذراعيه صارخا بقوة: ماجده !
صرخت ثريا بعدم استيعاب وهى تندب على وجنتيها بحركات هستيريه
- قتلت بتك يااااحيدرررررررررر !
وقف من كان جالسا وركضت من كان واقفا وجثى من وصل لمرمي رصاصة حيدر .. حاله من الذهول والدهشه .. كل منهما يلهث يصرخ يبكى ويتجمد غير قادرا على استيعاب ماحدث ..
جثت نورا على ركبيتها فتابعتها يسر صااارخه باسم اختهم: مااااجده ! متهزريش ! قوومى ..
تحركت وجد ومحمد فى آنٍ واحد ليلفتوا حول تلك التى لقيت حدفها بين ذراعي حبيبها الاول والاخيرة ..
دمعه فرت من طرف عينيها حجبت الرؤية عن الجميع الا هو .. رفعت عيناها بتثاقل اليه وعلى ثغرها ابتسامه رضا وهى تسعل بضعف
- بت الزنا ماينفعش تعيش ياسليم ..
زالت وجد "اشراب" رأسها بلهفه لتكتم به منفذ الدم .. فجهر محمد: يلا ناخدوها المستشفى انتوا هتتفرجوا ..
رمقت محمد بنظرة توسل وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ثم عادت النظر بمقلتيها لسليم مع اخر دقيقه تلفظ فيها انفاسها
- امنيتى اتحققت وهموت بين يدك وقصاد عينيك انا مش عاوزه حاجه تانى .. لسه بردو مصدق انى مش عشقاك يابن عمى !
كانت اخر جملة اردفتها ماجده قبل ما تغيب روحها عن عالمهم .. ضربها سليم بكفه الذي لطخ بدمائها ذاهلا فوق وجنتيها
- ماجده ! فوقى ياماجده .. فوقى ماينفعش تموتى .. الرصاصه دى قصدانى انا مش انت !
فزع الجميع على صوت رصاصه طائشه ممزوجه بصرخه قويه نابعه من جوف حيدر ومن الناحيه الاخرى تلقى ثريا السلاح من يدها الذى وجدته فى سيارة سليم لتنفجر ضاحكه
- قتلته ؟! كان لازم يتقتل زى ماقتل بتى .. قتلته وريحت الناس من شره ...
حاله من العجز والذهول خيمت على جميع اهل البيت كل منهما ينظر للاخر بعيون ثابته ودماء متجمده فى العروق .. حاله من كأن الموت ذاته آت اليهم على اقادمه ليقتنص ضحاياه ببراعه .. بدا عليهم الحزن المصحوب بالذهول حتى انفجرت اصوات النساء صارخه ولاول مره يضم سليم ماجده الي صدره قائلا بتوسل
- سامحينى !
ضمه قويه طرقعت فيها عظام جسدها كأنها تود ان تخبره بعتاب " ليتك فعلتها ولو لمرة واحده وانا اقف امام عينيك .. فجميعنا نحيا بلمس حبه وبضمة شوق .. فعلتها بعدما فرت روحى من طيله انتظارك جازعه ! فعلتها وانا بين ذراعيك جثه هامده لاحول لها ولا قوه .. جسدى الهالك بين يديك كان ينتظر لمسه حب منك .. ولكننا جميعا لا نعرف الندم الا بعد ضياع الفرصه .. فلو فعلنا كل شيء بوقته لِمَ لم يكن للندم بيننا ظلٌ ...