رواية أباطرة العشق الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثاني عشر
مكبلة انا باصفاد شخص لم اراه الا ثلاث مرات فقط .. الاولى كانت فى عتمة الليل فلم ارى منه الا نور عينيه التى قد ميزتها منذ النظره الاولى .. المره الثانيه جمعنا فيها القدر بصدفته العجيبه التى القت بى بجوار قلبه تحديدا مع تلاقي عينانا طويلا حتى ارتعدت شوقا .. الثالثه فترك هو اتساع المكان كله ليأت ويصف بجانبى ويحرقنى بنظرات تملأنى حتى الان .. ثلاث مرات كافيه ان اغرق بشخص ! .. ثلاث نظرات كافيه ان تؤسر قلبي بتلك الاستحواذيه! .. تالله حصل وتالله اصبحت متيمه بثلاث نظرات فقط .. - نهال مصطفى
توجه فوهة السلاح على صدره متتابعه بنظراتها ناريه التى تحرق كل ما تقع عليه مواصله حديثها بغضب
- لا .. حتى الشهاده كمان خساره فيك .. اللي زيك يموت ومنترحموش عليه ..
رمقها سليم بنظرات لم تخل من الصدمه .. فهو لا يتوقع ابدا انها تأتى الي هنا وتكون بهذا الجبروت التى يجعلها تطيح بروحه فى الحال .. ابتسم لها بثبات قائلا
- طيب اتفضل اقتيلينى انا قدامك .. فكرك هخاف يعنى !
تحرك اصابعها بخفه وهى تحكم قبضتها على الزيناد قائله
- لو كنت فاكر ان رجاله العتامنه ناموا على عارهم .. فحريمهم بياكلوا الزلط والحال المايل ماعيعجبهمش ..
فرد سليم ذراعيه قائلا بتحدٍ
- وانا قدامك اهووو .. مش همانعك .. يلا
اتسعت عيون كوثر وانتصبت وقفتها اكثر ممسكه بسلاحها بقوة وهو ترسل اليه نظرات حارقه من الحقد فبدالها سليم بنفس ذات النظره ولكنها تحمل جيوشا من التحد .. وما هى الا ثوانى معدودة ضغطت كوثر على الزيناد تتابعته صوت صراخ وجد من الداخل التى وقعت ارضا كقطعه القماش الملقاه ..
- سليم ...
- كنت متأكد انك هتكلمينى .. اصل قلبى عمره ما كدب عليا ..
وضع النقيب يوسف ساقيه فوق المكتب وهو يتحدث بثقه عارمه اثارت غضب ورد مردفه
- بقولك اي اتعدل معايا والا هقفل ومش هتلاقي منى معلومه مفيده ..
ضحك يوسف بمرح قائلا بثقه: بقي النقيب يوسف جيه اللي يقوله اتعدل ومايعرفش يرد عليه ! طيب ياستى عموما خدى راحتك بس لحد المهمه دى ماتخلص .. وبعدها اخلص انا بطريقتى ..
زفرت ورد باختناق: ممكن تسمعنى للاخر وبلاش مقاطعه ..
- احممم دانا سامعك بقلبي والله .. عمرك شوفتى حد بيسمع حد بقلبه .. دانا شكلى هشوف العجب معاك..
- اوووووووووووووووووف .. بعدهالك عاد؟!
- بعدهالى ! هى حصلت ! .. خلاص خلاص سكتت متتعصبيش وتحرقى فى دمك عشانى انا حبيت اطرى المكالمه بس !
- لا ياخويا مش طالبه استظراف واللي بينا شغل وربنا يمرقها على خير الخطه السوده دى .. كان مالى انا بشورتك المهببه دى !
- سوده ! قصدك البدله عاوزاها سوده ! مش كده ..!
قبضت ورد على كفها بنفاذ صبر واتلتزمت صمتها قليلا مما اثار استغرابه مردفا
- انت سكتتى ليه ! اوعى يكون كلامى مش عاجبك
- مستنياك تخلص ظُرف !
- احمم والله انت بتفهمى وعندك نظر .. عموما انا خلصت هاتى اللي عندك بقي !
- اسمعنى .. طلع عندك حق لما قولتلى ان عمى ناوي على عمليه كبيره مع ادهم وكمان مش ناسى ولاد الهواري وهيرجع حقه منهم .. بس هو مركز حاليا فى الشغل كان بيقول ان العيون مداره من عليه دلوق وحديت كده كتير .. المهم انه متفق على 40 طن بودره هيدخلوا عن طريق اسوان ..
- اووووووووووبس ! ماقالش امتى ياورد !
- لا ماقالش بس انا هفضل وراه لحد مااعرف ماتقلقش .. انا حبيت اقولك بس عشان تعمل حسابك هتبدأ منين !
- ياباشا كل حاجه معمول حسابها ومدروس انت بس هاتيلنا طرف الخيط وهتلاقينى جبت البوكس وجيت كريت عمك وكل الجيش اللي وراه .. ادينى بس طرف الخيط يااحلى ورده شافتها عينيا ..
زفرت ورد باختناق وسرعان ما اغلقت الخط بدون استئذان مردفه باقتضاب
- ماله دا .. هو رمى جتت وخلاص !
##فلاش باك ..
- ما قولنا جايين نعاين الله! .. بلاش مقاطعه ..
اردف يوسف جملته ردا على ساميه ام ادهم التى تدخلت سريعا اثر احتشاد رجال الشرطه .. ثم اعطى الامر لرجاله
- فتش يابنى !
ورد معارضه: يفتش اى وبأى حق يفتش اصلا .. انت معاك اذن نيابه !
رمقها يوسف بنظره حانقه ثم ارسل نظره اخرى لساميه مردفا
- ممكن كوبايه ميه ياخالتى !
نظرت له ساميه بسخط وانستكار على طريقه كلامه مغادره من امامه: خاالتك !
طافت عينى يوسف فى المنزل سريعا قائلا لورد بسرعه
- فين اوضة وجد ..
اشارت له ورد بنفاذ صبر لاعلى: اهو عندك فوق اتفضل ..
- لا ماانت هتتفضلى معايا ..
زفرت باختناق حتى سبقت خطاه لغرفه وجد .. ففوجئت به يمسكها من ساعدها يدفعها للداخل كاتما بيده صوت صراخها وفى نفس الحال اخرج الكارنيه لديه امام عينيها المتسعتين بذهول وانفاسها التى يكتمها بيده قائلا بحذر
- النقيب يوسف هلال من قسم مكافحه المخدرات .. اهدى انا جاي هنا عشانك وعاوزك تساعدينى ..
اصدرت ورد انينا مكتوما وهى تحاول التخلص من انقاضه المفاجئ عليها قائلا بحذر وهى يمد انظاره للخارج
- اسمعينى هما كلمتين .. اختك واهلك كلهم فى خطر وعمك وابن عمك مش ناويه على خير انا عاوزك تساعدينى وخصوصا لو عرفتى ان دا له علاقه بمعرفة قاتل ابوكى الحقيقي بدل مااحنا بنجرى ورا خيط ملهوش اثر ..
ارتفعت انفاسها وهى تستمع له بخوف وقلق احتل عينياها فدنى منها يوسف خطوه هامسا لها
- ورد .. انت الوحيده اللي هتقدرى تنقذي اخواتك وامك من شر حيدر واللى وراه ..
#بااااااااااااااك
تنهدت ورد بكلل وخوف: يارب عديها على خير .. انت عارف ماليش غيرك .
نفس عميق اخده سليم وهو يسحب السلاح من يد كوثر الذي انقض عليها محمد من الخلف وخيب هدفها حيث مرت الرصاصه بجوار سليم حتى استقرت فى الحائط خلفه .. فاردف سليم بتوعد
- وانا اقول بتك طالع قلبها قوي لمين !
اطمئن قلب وجد الذي انخلع من مكانه عندما سمعت صوته لازال بقوته فى الخارج .. ارتدى عبائتها سريعا ثم خرجت وعلامات الذهول تملاها قائله بفزع
- امى ! انت هنا ؟!
جحظت لها كوثر بكره: ايوه يابت بطنى .. كوثر اللى ما عرفتش تربي ! وجايه تقطم رقبتك ..
اقتربت وجد منها ودموع وجعها تسيل بحرقه:
- لييه وانا كنت عملت ايه .. فين الحرام اللي يغضب ربنا اللي عملته ؟!
- تسلمى نفسك لكلب زي دا وتقولى اي ذنبى .. ورحمة ابوكى ياوجد ماههنيكى بيه .. وهقتلك وهقتله حتى لو هاخد اعدام فيكم ..
حضن سليم وجد قاصدا ان يثير غضبها فاردف بتوعد
- دى مرتى واللي يرشها بالميه هرشه بالنار .. حتى لو كنت انت احسنلك ترضي بالمقسوم وتفرحيلها والا عظيم يمين تلاته مااخلى فيكم واحد عايش ياعتامنه لو دوستوا لمرتى على طرف ..
ثم ربت على كتف وجد التى ترتعش فى حضنه وترتعد اشتياقا لامها التى تحمل سلاحا تريد قتلها .. واصل سليم كلامه
- بعد اللي عملتيه انا المفروض ماطلعكيش منه اهنه .. بس اكراما لبتك هطلع متربي معاكى وهسيبك تمشي .. ولو حابه تقعدى مع بتك كمان على راسي .. بس لو زعلتيها ودينى ماهرحمك ..
ظلت كوثر ترمقهم بنظرات تحمل شظايا الغضب حتى زفرت باختناق قائله
- ميشرفنيش اقعد فى بيت كله قتالين قتله وخطافين نسوان .. انا جايه احذرك ياسليم انى انا اللي هرجع شرف العتامنه من اللي جابتلنا العار وخلت سيرتنا على كل لسان !
ثم استدارت لتدفع محمد بعيدا وهى تقول بصوت عال وهى تخترق صفوف الخفر الذين احتشدوا اثر ضرب النار:
- ياويلكم منى ياهواره .. لسه التقيل جاي !
ضم سليم وجد التى انهارت فى حضنه اكثر فلم تكف عن صراخها بل ابتعدت عنه تهذى بكلمات غير مفهومه ممزوجه بدموع قلبها قائله وهى تلهث
- ليييه ليييه ياسليم مش مكتوبلنا نفرح .. ليه ربنا ياخد منى ابويا وسندى فى الدنيا .. ليه امى تعاملنى بالقسوة دي .. ليييه الدنيا مش عاوزانا سوا .. ليييييه ليييه ياسليم انا عملت ايه قووول لى..
قرب منها سليم ليحتضنها ويبث الامان بجوفها ولكنها دفعته بعيدا وارتفع صوت صراخها اكثر
- انا متمنتش غيرك من الدنيا .. هي بتعمل فيا كده ليييه .. واقفه فى طريق فرحتى ليه .. انا عاوزه ابوياا ياسليم .. ابويا وحشنى قووى .. هو سابنى فى الدنيا ومشي وساب وجد من غير سند .. مكنش ينفع يمشي ويسيبنى دلوقت .. انا عاوزه ابويااا ياسليم ..
ثم تشبثت فى ذراعه وهى تلتقط انفاسها بصعوبه وتجهش بالبكاء
- هو كان مفهمنى انى اتعب واعافر هوصل لكن مقاليش انى هدفع التمن غالى قوى وهو قلبى ووجعه بطول العمر .. انا مكنتش عاوزه حاجه غير حبك ياسليم .. والله كنت عاوزه حاجه غيرك .. ابويا قبل مايموت كلمك وقالك تخلى بالك على وجد ياسليم .. بس وجد مابقيتش عاوزه الدنيا ياسليم يلاونمشي منها ونسيبهالهم .. انا كرهتها كلها طمع ودم وانانيه .. انا خلاص مش قادره اتحمل تانى .. س لي م ..
ظلت تثرثر امامه بكلمات نابعه من جوف الحزن حتى تقطعت حروفها وانخفضت انفاسها تتدريجا حتى سقطت مغشي عليها فى حضنه .. صرخ سليم فى محمد الذي يراقبها بذهول ووجع يقرضه قائلا
- الحقنى يااامحمد ..
ركض محمد نحوها ليتحسس نبضها قائلا بلهفه:
- هروح اجيبلها حقنه مهدئه بسرعه .. وديها جوه بس ..
حملها سليم وبجوفه الآلم لم تنته ولم تكف عن الاحتراق بداخله .. استجمع شتات قواه بعناء وهو يحملها ويتجه بها صوب غرفته يتأمل جسدها الذي ينتفض كالطير الذبيح الذي يغوص فى بحر دماء بحلاوة روح .. وضعها فوق السرير بلطف جالسا بجوارها واخذها الي صدرها بحنان ام ويربت على كتفها جاهرا
- اهدى ياوجد .. انا جمبك .. اهدى والنبى عشان خاطر سليم .. اهدى .
ركضت نورا وعماد وصفوة لاسفل فالتقوا جميعا فنادى عماد على احد الخفر
- حد فيكم ضرب نار .. صوت ضرب النار دا جاي منين !
ركضت عفاف وثرثا على عماد بلهف: حصل ايه ياولدى وضرب النار دا لييه ..
الخفير قائلا: دي الست ام وجد جات وقالتلنا عاوزه اشوف بتى وكانت عتبكى فدخلناها واتفاجئنا انها معاها سلاح وضربت على سي سلييم ..
ندبت عفاف بصراخ: ولددددى .. بت العتامنه هتجيب اجله ..
اما عن ماجده التى تراقبهم من اعلى انخلع قلبها من جوفها على سليم .. فالفتت باهتمام لسؤال عماد
- وسليم جراله حاااجه .. انطق !
الخفير: لا ما لولا الدكتور محمد ربنا بعته فى الوقت المناسب كان هيجراله .. بس ست وجد عيانه قوى ..
سمعا نورا وصفوة لجمله الخفير الاخيره ثم نظرا لبعضهم سريعا فجذبت نورا اختها وركضت نحو بيت سليم .. اردفت عفاف بلا اهتمام
- هى فى داهيه المهم ولدى .. ولدى تحصلوش حاجه .. اااه يامرك ياعفاف .. سبتنى لحالى لييه ياعادل !
اما عن ثريا فأكتفت ان ترضي فضولها ثم رمقتهم بنظره اخيره
- يلا .. ولسه هتشووفوا دم من ورا العتامنه ياهوارة .. مش جبتوا راس الحيه لحد بيتنا ..
نظرت لها ماجده من اعلى بسخط واضح فاردفت لنفسها بسخريه: شوف مين بيتكلم !
ركضت عفاف وعماد صوب منزل سليم الذي يقطن به .. اما عن نورا وصفوة اخترقوا منزله فوجدوها فى حاله لا تسر لهم .. ترتعد وترتجف فى حضن سليم الذي لم يتحمل ان يراها فى تلك الحاله .. جلست صفوة محاوله اخذها منه كى تفحصها
- سليم سيبها طيب انا هشوف مالها ..
لازال يحتضنها بكل ما اوتي من حب مع دمعه خدعته وفرت من طرف عينه قائلا بخوف
- صفوة .. هى هتبقي كويسه !
ساعدت نورا صفوة التى تستخدم ذراعا واحدا فى اعتدال وجد فاخيرا تخلى عنها سليم وبسطها على الفراش بلطف .. شرعت صفوه فى فحصها ثم دخل محمد الذي يأخذ انفاسه بصعوبه اثر ركضه قائلا
- جبتلها حقنه مهدئه ياصفوة ...
جذبت صفوة الحقنه من محمد مشيره لنورا
- ارفعى الكم ..
اعطت صفوة الحقنه لوجد التى اثرها هدأ كل ما بوجد تدريجيا حتى قبضتها القويه على كف سليم ضعفت تتدريجا فغاصت فى سبات عميق ودموعها لازالت تفر هاربه من بين جفنيها .. التفت سليم لصفوة بلهفه
- هتبقى كويسه مش كده !
اومأت صفوة ايجابا بخفوت وهى تمد الحقنه الفارغه لنورا: ااه ياسليم خليك جمبها ساعتين تلاته وهتفوق .. انهيار عصبي مستحملتوش فاغمى عليها ..
وقفت عفاف بجواره وبداخلها مزيج من الغضب الخوف: سلليم عاوزاك .. قوم معاي ..
كان سليم يمد الغطاء برفق فوق وجد ف رد على امه بلا اهميه
- بعدين ياما .. مش هسيب مرتى ..
شرعت عفاف ان تتحدث ولكن تدخل محمد ريعا يضغط على كفها قائلا بهمس
- خلاص ياما .. تعالى نسيب سليم دلوق .. خلي مرته ترتاح ..
تصمرت مكانها وهى تشيعه بنظرات حانقه فجذبها محمد برفق قائلا
- يلا يااما .. -ثم جهر بصوته قليلا - اي حاجه رنلى ياسليم ..
تسللوا جميعهم واحد تلو الاخر ببطء فلم يستشعر سليم وجودهم لانه كان مغيبا تحت ستار خوفه وقلقه عليها .. تحرك ليقفل انوار الغرفه بلطف ويتأكد من قفل باب المنزل ثم عاد اليها ليبسط جسده بجوارها برفق ممسكا بكفها فطبع قبله رقيقه قائلا
- انا جمبك متخافيش .. عمري ما هسيبك .. يلا عاد قومى كملى خناقك معايا زى ما كنت بتقولى !
- انت مالك يابت حالك متشقلب اكده لييه ! حابسه نفسك فى الاوضه وماشاء الله تبارك الله السجاده والمصحف مش مفارقين ايدك ..
اردفت ثريا جملته وهى تقتحم غرفة ابنتها الجالسه فوق سجاده الصلاه تناجى ربها وترتل بعض الايات القرانيه بخشوع .. فتجاهلت كلمات ثريا قليلا حتى انتهت من قراءه صفحه القران ثم قفل المصحف ووضعته على المنضده برفق قائله بتأفف
- ودى حاجه مزعلاكى فى ايه يااما ! ما تطلعينلى من راسك وهرتاح كلنا ..
قبضت ثريا على ذراعها وهى ترجها بقوة بعدما دنت لمستواها قائله
- مضيتى سليم يابت !
دفعت ماجده ذراع امها بقوة لتجيبها
- مش همضي حد .. ووث سليم خد بشقاه وتعبه وهو اللي طفح المر مع جدي .. ولو جينا نفكروا بالعقل احنا ملناش غير التلت فى ورث جدنا اللي هو عيال عمنا مشاركينا فيه ! يبقي باى حق عاوزانا ناخد حاجه مش ملكنا .. اسف ياما انا مش هطاوعك فى حاجه !
تبدلت ملامح ثريا ليركض بها الغضب: انت ضربتى فى نفوخك ولا اي يابت انت .. فوقى وشوفى بت العتامنه عامله زي الحيه عتلف على جوزك كيف ! وانت ياخايبه هتطلعى من المولد بلا حمص ..
وثبت ماجده قائمه محاوله تمالك جيوش غضبها .. فاردفت بيأس
- سيق وقولتلك خلى كل واحد فى حاله يااما ..
ثم سكتت قليلا وهو تجلس فوق الفراش وتعقد ساقيها بخفه
- الا هو انت كنت فين امبارح صح ! الغريب انك مافكرتيش تروحى تبصى على يسر ! خير هى يسر مش اختنا ولا ايه !
وقفت ثريا بتثاقل وهى تستند على المنضده محاوله استيعاب صاعق كلماتها الذى ارعدها
- ان ت .. انت قصدك اي يابت انت ومالك عتتلونى كيف الحييه اكده ! ماتتكلمى عدل !
- احم انت اللي مال وشك اتغير كده ليه .. انا عفكرك بس تسالى على يسر مش اكتر... والنبى ياما خدى الباب فى يدك واقفلى النور عاوزه اريح راسي شويه ..
شيعتها ثريا ببعض النظرات المدججه بالغضب وانفاس مختنقه مردفه بقلق مكتوم
- طيب يابت بطنى ! طيب .. ابقي ماتجيش بكره تبكيلى ..
اردفت جملتها ثم غادرت هاربه من نظرات ابنتها التى تحرقها .. ثنت ماجده ساقيها لتستند عليهم بذقنها قائله بألم
- لازم اعرف مين اللي متجوزاها ! واي اللي يخليكى متجوزه والا كانت متأكده من موت ابويا !
نادى عماد على صفوة التى تسير امامهم متجهه نحو شقتها قائلا
- صفوة .. عاوز اتكلم معاكى !
توقفت صفوة باستغراب حتى اقتربت منها نورا وعماد
- خير ياعماد فى حاجه !
اطرق عماد قائلا بضيق: مجدى طلقك ..
ضحكه ساخره ارتسمت على وجهها عكس ما يخفيه جوفها .. فعقدت ساعديها بكبرياء
- ااااه طلع عاقل وخاف على نفسه احسن يتحبس ..
عماد بعدم تصديق: لا مستحيل مجدى يعمل كده عشان خايف يتحبس .. انت اكيد فاهمه غلط ..
ارتسمت ضحكه ماكره على ثغرها مردفه
- ااهو خاف عندك اي كلمه .. اى اوامر تانيه !
نورا باستغراب: انت بتتكلمى كده ليه ! ماتتكلم عدل !
تجاهلت صفوة تحذيرات اختها فوجهت حديثها لعماد
- بكره نروح المحكمه نخلص موضوع الدعوى اللي رفعتها امى .. عشان نخلص وافوق لشغلى وحياتى اللي اتعطلوا بسبب البيه .. بعد اذنكم ..
استدارت صفوه امامهم خافيه نيرانها المكبوته فخشت ان تنكشف اشعه حزنها وشوقها له امام اعينهم .. فالعشاق لديهم القدرة ان يقرأوا عيون غيرهم ببراعه .. بادل عماد نورا بنظره تعجب مردفا.
- 6 سنين وكيل نيابه ومن خبرتى اختك مش ناويه تعديها .. وشكل موضوع الطلاق ده واجعها قوى ..
نورا بعدم تصديق: هاااهاا لالا يبقي ماتعرفش صفوة .. وقعت منك دي يامعالى المستشار ..
غمز لها بطرف عينه: هتشووووفى ..
دخل محمد شقته وبداخله جيوش من الغضب محاولا تمالكها وهو يشعل نور الغرفه التى تنام بها يسر
- قوليلي كلتى اي امبارح يايسر ..
نهضت من فراشها بتكاسل وصوت كله نوم: فى اي يامحمد ! مالك ..
القى التحليل على الفراش بقوة مردفا
- قوليلي كلتى ايه الصبح قبل ما يحصل اللي حصل
هزت كتفيها بتلقائيه مردفه: شربت لبن .. امى جابتلى لبن ! لييه
ضحك محمد ساخرا وهو يضرب كف على الاخر: ااااه امكككك .. قولتيلى !
نظرت له بقلق: فى اي يامحمد مالك !
جلس على طرف الفراش وهو يضرب كف على الاخر ثم ارتسم ابتسامه ساخره
- ابدا .. امك بس قتلت ابننا يايسر ..
يسر بصدمه: مستحيل طبعا !
وقف محمد بجيوش غضبه قائلا
- مش هعديهالها .. وهنزل اطرق البيت فوق راسها .. هى حصلت تقتل ابنى ..
فزعت يسر خلفه كالهائم على وجهه بدون مقصد حتى ثنيت ساقها فاتخل توازنها فسقطت ارضا صراخه بالم: الحقنى يامحمد ..
ركض محمد عليها متلهفاا وهو يرفعها من الارض
- مش قادره يامحمد .. ضهرى هيموتنى .. عاوزه اروح مستشفى
- هااا ياادهم ناوى على ايه !
نفث ادهم دخان سيجارته وهو يستند على سيارته
- هبدا اللعب مع الكبار ..
حسن بتركيز: ايوه اللي همما ميين ؟!
شد نفس اخر من السيجاره ثم نفث دخانها حتى انعقد كالسحابه فوق قائلا
- بيت الهوارى .. وبيت الخياط حق ولد عمى فايز لازما يرجع .. والعتامنه حيدر بيه عتمان .. عاوزين خطه متخرش الميه نوقعهم فى بعض .. فكر معاي اكده !
حسن بمكر تعالب: يبقي تسمع ابو على هيقولك ايه ..
- اشجينى !
شد حسن السيجاره من يده لياخذ منها نفس اخر قائلا
- انت ترمى لكل كلب فيهم عضمه تلهيه لحد ماتضربهم كلهم على قفاااهم عشان ماتتعبش ومحدش فيهم تقوملهم قومه بعد اكده !
ادهم باهتمام: ازاى !
حسن بمكر: هع هقولك على اول ضربه ...
مر على غيابها عدة ساعات سرقها النوم منه .. ظل جالسا بجوارها يتأملها ويتوسل لها ان تفيق فقلبه اصبح هرمًا بغيابها .. يكره ساعات غيابها كما تكره الاسماك تكدر مياؤها .. يجلس معها فى ظلام دامس يفيض بوجع قلبه بكلمات وذكريات تضاجع قلبه حتى انجبت حديثا يخلقه مع روحها التى تملأه قائلا بحزن بالغ:
- من 5 سنين لما طلعتى الاولى على الدفعه ساعتها كنتى بتنططى قدام عيونى زي المجنونه .. روحنا المكان اللي كان بيشهد على كل لحظه عشانها سوا .. لقيتك جريتى عليا وحضنتنى حضن لسه ريحته فى قلبى لحد دلوق .. كان له طعم مش قادر انساه .. كل اول حاجه منك ليها بصمه مش مفارقه قلبى .. ساعتها اتعلقتى برقبتى زي الطفله اللي ماصدقت لقيت امها .. ممنعتش نفسي انى اضمك واتمسك بيك زي ماانت متبته بالظبط والف بيكى فى المكان كله .. وقتها كل حاجه جوايا شدتنى ليك حتى عيونك كانوا مغرين قوى انى احضنهم بطريقتى ..
فاكره وقتها عملتى ايه .. هااها انا هقولك معلش بحب كلامى عنك وياريته كل كلامى .. بعدتى عنى وقوليلى انك لازم تروحى .. وجريت معرفتش اوقفك واختفيتى لحد ما كنت هتجنن عليك .. اكتر من شهر ونص مش عارف اوصلك .. لحد ما لقيتنى واقف قدام عربيه ابوكى اللي كان بيدينى فوق دماغى .. قولتلو عمى عاوز اتكلم معاك
وقتها كان مشغول وبيتكلم فى التليفون اللي اتعمد يخلصه بسرعه ويبصلى ويقول لى هو انت تانى .. يابنى هو انا مش قولتلك معنديش بنات للجواز !
عاندت قدامه وقولتله: لا عندك واسمها وجد كمان وانا مش هتجوز غيرها .. انت مش عاوز تجوزهانى ليه .. اكمنها دكتوره وانا مش دكتور زيها ! بس الاستاذ سالم قدوتنا عمره ما يفكر فى الفروق دي ..
اتحرك عشان يفتح باب عربيته لقيتنى وقفت قدامه زي عيل صغير متشعبط فى لعبه وهياخدهاا يعنى هياخدها .. لقيته بص لى كده وقال لى وانت عتحب وجد
قولتلو من غير تفكير: انا مش عتنفس غير وجد ..
قالى: وهى ! رايداك !
ساعتها سكتت مكنتش عارف اقوله ايه .. بس اللي فهمته انه عملى اختبار سريع من بتوعه ومستنينى هنجح فيه ولا لا .. رديت عليه بسرعه وقولتله هو مش كفايه انى حاببها ورايدها وهشيلها فى عيني ! يبقي اكيد هى كمان لما تعرفنى هتحبنى.
بص لى كده وكنت متأكد انه كاشفنى وبحور عليه ف راح قال لى كلمتين مش ناسيهم
- اتجدعن واثبت نفسك بعيد عن فلوس جدك وابوك واثبتلى انك راجل رايد بتى صوح وساعتها مش همانع اديك حته من قلبي ... سليييييم مش عاوز حبك لوجد يأثر على مستقبلك وشغلك ..
وقتها كنت طاير من الفرحه عاوز اشق الارض والجبل واحفر فيهم عشان اثبتله انا بحبك قد ايه .. وقتها رديت عليه رد كان هياكلنى فيها بس لحقت نفسي واختفيت من قدامه بسرعه البرق
- تأثر على مستقبلى وشغلى ايه بس ياعمى .. دى مأثره عليا انا شخصياا !
ثم فاق سليم من شروده وعلى ثغره ابتسامه باهته ليطبع قبله رقيقه على جبهتها قائلا
- تعرفى ان ابوكى كلمنى قبل وفاته ب 3 ايام وطلب يقابلنى ساعتها كنا اتكشفنا قدامه خلاص .. وقتها قعد وعزمنى على احلى كوبايه قهوة شربتها فى حياتى وقال لى انا جايبك هنا عشان نقرا انا وانت فاتحتك على وجد ... كانت قهوة بنكهة حب حاربت عشانه سنين ولسه بحارب ..
بسط جسده بقربها وهو يتوسل لها
- يلا عااد ياوجد كفاياكى نوم وقومى .. اومال كيف قولتيلى انك جيشي اللي هحارب بيه عمرى كله ! مش قد كلامك عتقوليه لييه ..
طرقت صفوة الباب بهدوء فنهض سليم بتكاسل ليفتح لها الباب فسألته بقلق
- هى عامله اى دلوقت !
سليم بيأس: مفاقتش ياصفوة .. اروح اوديها مستشفى طيب !
صفوة بسرعه وهى تدلف الغرفه: ان شاء الله مش مستاهله ياسليم !
شرعت صفوة فى فحصها تحت انظار سليم التى تتأجح فوق اوتار القلق قائلا
- هاا نبضها كويس..!
ابتسمت صفوه لتطمئنه: ماتقلقش دى نايمه بس .. وساعه بالكتير وهتلاقيها فاقت .. هقوم انا هخلى حد من البنات فى القصر يجيبلها اكل .. وانت متسبهاش .
سليم بامتنان: تعبتك ياصفوة وانت فى الحاله دي !
- ماتقولش كده ياسليم احنا اهل واخوات بردو .. الف سلامه عليها .. اول ماتفوق حاول تخرجها من كل حاجه ممكن تزعلها .. ماشيه انا بقا هى احسن دلوقت ..
خرجت صفوة من منزل سليم وهى تحترق من جوفها قلقا على مجدي حتى اُرسلت لها رساله اخرى
- خليكى كده متجاهله رسايلى.. عموما البيه بتاعك اللي راح يدور عليا فى مصر انا لسه فى قنا ومحاصرك زي ضلك ياصفوة.
بث الرعب فى جوفها مما جعلها تلتفت يمينا ويسارا بفزع حتى ركضت الي القصر الكبير لتختبىء به وتقضي ليلتها التى تلاحقها اشباحها بدون شفقه ..
شرعت وجد ان تستفيق بتكاسل وببطء شديد كأن فوق جفنيها جبلان لا يريدان ان ينفصلا .. اتسعت ابتسامه سليم متلهفا
- وجد انا جمبك ياقلبى .. احسن دلوقت ..
حاولت استيعاب ما مرت به صباحا ولكن دون جدوى فالتفت اليه قائله
- هو حصل ايه ياسليم وانا نايمه كده ليه ..
ابتسم سليم ممازحا وهو يحمد ربه على سلامتها قائلا بمزاح
- بركات القميص الفيروزى ياستى ! عشان نتلم بعد كده .
ابتسمت بخفوت محاوله تذكر ما يحكى عنه الا ان مقتطفات من الصباح تلحق ذاكرتها قائله
- سليم هى امى جات هنا صح .. ولا انا كنت بحلم ..
قبل اناملها بشوق قائلا: ينفع تنسي كل حاجه وماتفتكريش غيري .. انا زى القرد قدامك اهو !
ابتسمت بهدوء ثم اردفت بصوت كله نوم قائله
- حلمت حلم حلو اوى على فكره ..
- احم اييه كنا بنكمل الموضوع اياها اللي مكملش بتاع الحمام ولا قصدك الموضوع التانى بتاع القميص الفيروزى ؟!
اتسعت ابتسامتها اثر مزاحه اللا متناهى قائله بحزن مكبوت
- حلمت انك قاعد ما ابويا وبتقروا فاتحتى ؟!
اقتضبت ملامح سليم قائلا بمزاح:
- ودى حاجه حلوة انى قاعد مع ابوكي ياوجد ! مبسوطه انت يعنى .. وهقرا كمان فاتحتى على مراتى ! انت مجنونه .. دانا كنت اروح فيكم فى داهيه .. خلاص يانجم انت اتكلبشت ومابقاش فى مفر منى .. وبذمتك حد يحلم بقرايه الفاتحه وانا اللي دماغى راحت لحته تالته خالص ..
ابتسمت بتعب مصدره صوت ضاحك قائلا: والله انت مشكله ..
داعب وجنتها بحنان قائلا: قلقتينى عليكى جدا .. جالك قلب تعملى فى سليم كده يامفتريه !
- وانا عملت ايه ..
- ولا ايه حاجه كنت حابه تعرفى غلاوتك عندى .. يلا قومى عاد ليكى كتير نايمه وبصراحه وحشتينى جدا .. مممممم قوي يعنى ...
استندت علي ذراعه كى تنهض بتعب وتكاسل شديد فشعرت بدوران فى راسها متذكره شيئا ما
- سليم هى امى كانت عاوزه تقتلك صح ؟!
زفر سليم بغضب مكتوم محاولا اخفائه فاردف: انسي ياوجد .. كأنه محصلش حاجه وامك معذورة بردو .. انا لو عندى بنت زي القمر كده زيك واتجوزت من ورايا هدفنها .. ولا ايه ..
ثم ضمها الي صدره بحب بالغ قائلا
- ربنا يقوينى واعوضك عن كل حاجه خسرتيها عشانى ياوجد ...
مر يوم طويل على الجميع كل منهم يحترق بنار اخرى بجوفه ..حتى ازحت الشمس ستائر الليل لتشرق اشعتها حامله بين ثناياها احداثا اخرى ..
تقف صفوة امام المراة بعدما انتهت من ارتداء ملابسها .. رنت على عماد لتخبره بأنها جاهزه للذهاب معه الي المحكمه ..
اما عن وجد التى قضت ليلها فى حضن سليم الذى ظل يداعبها بحديثه طوال الليل الى ان خلدت على صدره فى سبات نومها حيث ملجاها ومامنها الوحيد والاوحد..
وصل عماد بصحبة رجاله الى مكتب العميد فؤاد ابو الحمد والد ياسر قائلا بنبرته القويه للسكرتيره
- اللى مشغلك موجود جوه !
ارتعدت الموظفه من فوق مكتبها عندما رات احتشاد من رجال اقوياء البنيه خلف مجدى ونبرة صوته التى تحمل جيوش مدججه بالغضب قائله برعب
- هديله خبر ..
رمقها مجد بنظره غاضبه
- لا ارتاحى انت .. هديله انا الخبر بنفسى
هجم مجدى ورجاله على مكتب العميد فؤاد الذي اصابه الرعب فى مقتل قائلا بثرثره وهو يمسك بيده الهاتف ليطلب الامن
- انتو مين سمحلكم تتدخلوا ..
مجدى بتحد وهو يتحرك من بين رجاله ليجلس امامه قائلا ببرود
- من غير ما حد يسمح .. احم انا اللي سمحت لنفسي .. ولدك فيين ..!
ترك العميد الهاتف من يده بصدمه مردفا
- ولدى ؟! ياسر .. انت عاوز منه ايه
مجدى بقوه وحزم: ابدا .. تصفيه حساااب ..
يقف ادهم امام وكيل النيابه قائلا بشر مكتوم
- انا عاوز اشهد فى قضيه حيدر عتمان ..
وكيل النيابه باهتمام: جاي تشهد على عمك ! دي شكلها هتحلو اووي !
اومئ ادهم ايجابا: لا انا جاي اقول شهادتى من غير ما عمى يعرف .. اعتبرونى فاعل خير فى القضيه دي ..
وكيل النيابه: وخير ايه اللي عندك يا فاعل الخير !
اخذ ادهم نفسا عميقا ثم اردف بحقد
- عمى هو اللي خطف وجد من جوزها وكان بيعذبها .. وانا ضميري مش مطاوعنى اسكت كل دا .. ولازما حق بت عمى يرجع ..
وكيل النيابه باستغراب: يعنى هى متجوزتش من وراكم وعمك مكنش يعرف انها متجوزه !
- كيف ياابيه اذا كان هو بنفسه اللي بعتى اقف مع خالها وهو بيشهد على العقد .. عمى غلط ولازمًا ياخد جزاته ..ولو سالت خدم القصر كلهم هيأكدوا كلامى .. اهم حاجه انا مش عاوز عمى يعرف انى جيت اهنه واعترفت بأقوالى
على ناحيه اخرى تجلس صفوة امام وكيل النائب العام الذي يستجوبها قائلا بعدما تاكد من هويتها
- هاا يادكتورة صفوة ايه رايك فى البلاغ اللي قدمته المدعيه ثريا الهواري على جوزك البيشمهندس مجدى الهوارى ..
هزت رأسها نفيا بعد تردد مردفه: حصل .. وانا مستعده للطب الشرعى يثبت كلامى ..
ذهل عماد الجالس امامها كالذي انصب عليه اناء ثلج قائلا
- صفوووة !
اشار له وكيل النيابه بكف قائلا: لو سمحت
واصلت صفوة حديثها وشظايا الشر تنبعث من عينيها
- حصل .. اتجوزته غصب عنى .. ودا ممنعهوش كل يوم اهانه وضرب وووووو واخرهم اغتصاب .. انا عاوزه حقى يرجع !
عماد بضجر فزمجرت رياح غضبه للكاتب: استنى يابنى انت بتكتب اييه .. صفوووة انت اتجننتى ..
النائب العام بحزم: استاذ عماد خلينا نشوف شغلنا والا هضطر اخرجك برا التحقيق !
- مالك يامحمد ياولدى .. داخل بسّمك ونارك اكده ليييه !
فزعت عفاف من مجلسها اثر دخول محمد الذى ركل الباب بكل قوته وهو ينادى على ثريا بصوت جمهورى قووووي ..
محمد هتف: يااثريا ... تعالى انزلي جييه الوقت اللى تنكشفى فيه قصاد الكل وتبان حقيقتك ..
دلفت ثريا مختاله وهى تتمايل يمينا ويسارا فوقفت فى منتصف السلم
- مالك طايح فى الكل اكده ! ماتهدا على نفسك مالك .. ؟!
قطع محمد خطاوي الارض غضبا وهو يصعد اليها جاهرا
- بتك من امبارح محجوزه فى المستشفي بتموت بسبب اللى انتى هببتيه !
تقاسم الغضب معالم وجهها محاوله اخفاء قلقها الذي بلغ ذروته
- بتى مالها يامحمد ! عملت فيها اي ؟!
محمد باستنكار: لا انا معملتش انت اللى عملتى لما سقطيها .. وشوفى بقي حطيتى لها ايه فى اللبن قبل ماتشربه ... انت قتلتى ولدى قبل ما يجى ياثريا ..
ندبت عفاف على وجنتيها اثر حديث محمد المدجج بنيران الذهول الذى احتشد الجميع عليه .. زاحت ثريا محمد من امامها صارخه
- اى الجنان دا ! وسع كده .. انت اكيد بتخرف .. انا سخنت اللبن اللى بعتته امك وهحط اي لبتى انت اتخبلت ...
واصلت عفاف حديثها بذهول عندما رمقها محمد بتساؤل
- حطيتى ايه فى اللبن يااما ..
بدا على وجهها الارتباك وهى تردف
- هحطلها ايه ياولدى .. انا كنت جايباه وجايه قابلت وجد طالعه لصفوة وصممت تاخده منى عشان رجلى وجعانى .. وبس دا كل اللى حصل ..
قهقهت ثريا بمكر لان مخططاها اكتمل كما تريد قائله وهى تضرب كف على الاخر
- روح شوف مين اللى سقط مرتك .. مين الحيه اللى دخلت علينا وعاوزه تبخ سمها فى وش الكل .. مين اللى زايحها عمها عليكم ياهوارة لحد ماهتجيب راسكم فى الطين ...
التهبت عيون محمد بنيران الغضب وهو يكور قبضته بغل
- وجد !
تتابع ماجده الحديث من اعلى ففرت دمعه هاربه من طرف عينيها قائله بذهول
- وكمان سقطتى يسر ! وبتجبيها فوجد ؟!
صوت منخفض اشبه بالهمس تصحى على الحانه
- احنا هنقضيها نوم ولا ايه ياوجد مش كفايه يلا ..
تنفست بارتياح وهى تحضنه اكثر قائله
- يابنى ما تسيبنى نايمه .. انت عاوز تصحينى ليه !
- احمم عيونك وحشونى .. حرام يعنى .
رفعت عيناها اليه مستنده بذقنها على حواجز صدره قائله بحب
- صباح الخير ياحبيبي !
- وهو في خير اكتر من انى اصحى على العيون دي .. وبعدين سيبك انت هو الانهيار العصبي بيخلى الواحد قمر كده !
ابتسمت له بحزن مكتوم: تعبتك معايا امبارح .. مش كده ؟!
- وهو انا عايش غير عشان اتعبالك .. انت تعبك ليا راحتى ياوجد ..
ثم انحنى على اذنها هامسا
- يلا قوومى عاد عشان نعوض امبارح اللي اضرب دا .. عشان عاملك مفاجاه حلوة اووى ..
- ايه هى بقي .. قول لى !
سليم وهو يبتسلمها بحب قائلا: قومى بس وسليم هيعيشك يومين بره الدنيا يلا ..
صوت طرق شديد على الباب فزعت له وجد التى اصبح لديها فوبيا من اي طارق قائله بخوف
- سليم .. مين اللي جايلنا ؟!
نهضت سليم كى يرتدى ال تى شيرت سريعا: دى اكيد صفوة جايه تطمن عليك .. او حد من البنات جايب فطور .. مش هتأخر عليك ..
ذهب سليم كى يفتح الباب وتركها ترتعد من القلق الذى هجم على قلبها فجأه وكانت الصدمه هنا بمجرد ما فتح الباب وجد احتشاد كبير من العساكر
- خير .. عاوزين اى ؟!
اردف الظابط قائلا: الدكتورة وجد متقدم فيها بلاغ من النقابه ومطلوب القبض عليها لتحقيق معاها
سليم بفزع: ايييييييييييه !