حكاية أم للكاتبة لولو الصياد كاملة
فى منزل متوسط منزل الدكتور مصطفى السيد
كانت ابنته تتبعه كظله فتاه صغيره تدعى تقى فى الخامسه من عمرها
تقى: بابا خلص لازم نروح لتيته
الاب حاضر يا تقى عارف انا جدتك اغلى حاجه عندك
تقى: طبعا دى حبيبتى
الاب: عارفه يا تقى جدتك دى اتعذبت كتير اوى بينى انا واخواتى
تقى: ازاى
الاب: عاوزه عاوزه تعرفى حكايه امى
تقى: طبعا
الاب: طيب يله بينا واحكيلك فى الطريق
وبالفعل نزل الدكتور مصطفى طبيب النساء المعروف ورجل ليس بالجميل ولكن رجل بمعنى الكلمه بار بوالدته يعشقها وهاهو اليوم فى طريقه اليها بمناسبه عيد الام رغم وفاه زوجته الى ان امه لم تتركه وكانت دائما معه تساعده فى تربيه طفلته حتى كانت هى العشق لابنته وحين تذهب الى منزل احد اخواته تغضب وتشتاق لها كما الان
تقى: تيته هترجع معانا صح
مصطفى: اكيد
تقى: طيب احكى بئه حكايه تيته
مصطفى: هحكى بس بشرط
تقى..اتفضل
مصطفى: ممنوع المقاطعه نهائيا
تقى: حاضر قول بئه
مصطفى: حاضر هههههههههه
مرت الايام وكانت الام تصرف من الاموال التى معاها حتى نفذت
وراها مصطفى وهى بغرفتها من وراء الباب وهى تفتح دولاب ملابسها
وتخرج علبه دهب صغيره وتفتح ما بها وتبكى حينها علم انها شبكه والدته من والده كانت دائما ما تخرجها وتريها اليهم وهى سعيده وتقول انها اغلى شىء حصلت عليه فى حياتها ولن تفرط فيها ابدا
لم يستطع مصطفى الصمود اكثر وفتح الباب ودخل
حين شعرت به امه مسحت دموعها سريعا والتفت له
شرين: مصطفى حبيبى تعالى
اقترب منها مصطفى بحزن ونظر للعلبه بيدها
مصطفى: انتى مطلعه شبكت بابا ليه
شرين بحزن وهى تمشط شعره بيدها بحنان
شرين..انت عارف ان الفلوس خلصت ولازم نجيب حاجات للبيت وكمان طلبات اخواتك فمفيش قدامى غير ان ابيعها
مصطفى: بس دى غاليه عندك اوى
شرين: انتم اغلى من اى حاجه
مصطفى بوعد: اوعدك لما اكبر هلبسك دهب كتير
شرين: وهى تقبل خده: ان شاء الله
مرت الشهور وحال على ماهو عليه من نقص المال ولكن على الصعيد الاخر كان مصطفى يدرس بقوه ومتميز للغايه وحين يعود من المدرسه يدرس لاخواته حتى جعلهم متميزين مثله ولكن حين يرى الحزن بعيون والدته يتالم ويتالم ليس بيده شىء
ولكن بتلك اللحظه رن الباب
الام: افتح يا مصطفى
وبالفعل اقترب مصطفى وفتح الباب وجد صاحب العماره التى يعيشون بها ويدعى عم محمد
محمد: ازيك يا مصطفى
مصطفى: بادب: الحمد لله اتفضل يا عمو
دخل الرجل بينما اقترب شرين وتحدثت له
شرين: اهلا يا حج محمد
محمد..بخبث: اهلا بسكت الكل
كانت والدة مصطفى لا تطيق هذا الرجل ولا نظراته كانت تكره نظراته اللزجه وحديثه الذى يحمل اكثر من معنى
شرين..بقرف: خير يا حج
محمد: ولا حاجه بصراحه كده انا جاى طالب القرب
شرين: قرب ايه مش فاهمه
محمد..طالبك فى الحلال
شرين: حج محمد انا بحترمك زى ابويا وركز فى ابويا دى وكمان انا بعد جوزى الله يرحمه فرغت حياتى لولادى وبس غير كده مفيش فى دماغى حاجه وياريت تفهم كلامى واظن ردى واضح
محمد بتوتر: اه اه طيب استئذن انا
كان مصطفى يتابع الموقف ونار بداخله من ذلك الحقير
خرج محمد من الشقه وحينها وجد مصطفى والدته تنهار ارضا وتبكى بقوه
اقترب منها مصطفى سريعا واخده بحضنه وبكى معها
مصطفى: متعيطيش يا ماما
شرين: وهى تضمه: مبيعيطش يا حبيبى ربنا يخليكم ليا
مرت الايام وكانت شرين تحاول ان تجد المساعده من اشقاء زوجها ولكن كالعاده الجميع وقت الجد يهرب من المسؤليه لم تكن تعلم ماذا تفعل ضاق الحال وضاق بهم
كانت شرين دائما تبحث عن العمل ولكن الجميع يريدون خبره حتى لاحظ مصطفى ان والدته اصبحت تخرج كل يوم من الصبح حتى اذان العصر وترجع مريضه وبشده ولكن كانت دائما تدارى تعبها وراء ابتسامه حانيه منها لاطفالها تريدهم ان يكونوا سعداء فقط ولكن مصطفى كان يلاحظ ويلاحظ وخصوصا انها هزلت بشكل ملحوظ وفقدت من وزنها الكثير ولكن لا يعلم ماذا تفعل...حتى دخل اليها غرفتها
دخل مصطفى الى والدته وجدها تجلس حزينه
مصطفى: ماما انا ممكن اسالك سؤال
الام: اتفضل يا حبيبى
مصطفى: انتى بتروحى فين كل يوم
الام..بص يا مصطفى انا مش هخبى عليم لانك راجل
علشان كده لازم تعرف ان ماما عمرها ما تعمل الغلط انا صحيح تعبت من الحال ده بس ربنا كريم وربنا بيحبنى علشان كده ابتلانى بس ملقتش قدامى غير خدمه البيوت
مصطفى بصدمه: خدامه
الام بحنيه: ايوه خدامه يا مصطفى شغله شريفه علشانكم مش بعمل حاجه غلط وكله يهون علشانكم وبكره تكبروا وتعوضونى كل ده صح
مصطفى بدموع: اوعدك
مرت الايام والشهور والسنين وكانت حياتهم تتغير كبر الاطفال واصبحوا متفوقين للغايه وخصوصا مصطفى الذى رفض ان يحمل والدته مصاريف زياده فمنع الدروس الخصوصى نهائيا وكان هو مين يدرس لاخوته ويتابعهم فى دراسته كان كل منهم بمرحله مختلفه ولكن دائمين التفوق والتميز والاوائل على المدرسه مرت عشر سنوات ووالدته تخدم بالبيوت صحتها ضعفت وبشده حتى جاء اليوم الذى تغير به
كان مصطفى لديه طبيب بالكليه لديه مستشفى خاص وكان يعشق مصطفى وبشده
دخل مصطفى مكتبه وهو يشعر بالاحراج الكبير
مصطفى: صباح الخير يا دكتور كاظم
كاظم: صباح النور اتفضل يا مصطفى خير
مصطفى بتوتر: بصراحه يا دكتور انا كان ليا طلب عندك وياريت توافق تكون ساعدتنى جدا
كاظم: اتفضل
مصطفى: كنت عاوز حضرتك تقبل تشغلنى فى المستشفى من تدريت ومنه اساعد والدتى لانها تعبانه
كاظم: طبعا ده شرف ليا وانت هتكون دكتور شاطر جدا ومكسب لاى مستشفى خاص
مصطفى بسعاده متشكر جدا
وبالفعل امتنعت شرين عن العمل حيث كان مرتب مصطفى كبير يكفيهم وبقوه
وومرت الايام جميله جدا عليهم وشرين لا يشغلها سوى اطفالها تحافظ عليهم مثل عيونها
دخل مصطفى كليه الطب واخيه كريم اصبح فى كليه الهندسه وسلمى اصبحت فى كليه الصيدله واحمد دخل كليه التجاره بينما تقى التى اطلق عليها اسم ابنته تشبهت به ودخلت كليه الطب فهو قدوتها
واخيرا بعد شقاء السنين اصبحت الام هى ملكه اولادها وكل حياتهم لا تطلب شىء الا ويكون لها تعيش برفايه وتحمد ربها ليل ونهار انها لم تخذل زوجها وانها ادت رسالتها على اكمل وجه
باااااااك...
مصطفى: وهى دى حكايه جدتك يا تقى
تقى بطفوله بريئه: ياااه يا بابا دى تيته اتعذبت اوى
مصطفى بفخر: بس كانت قويه وبميت راجل هى دى الست اللى اى راجل يفتخر انها مراته
تقى: بابا
مصطفى: ايوه حبيبتى
تقى: هى ماما كانت زى تيته
مصطفى: الله يرحمها كانت ونعمه الست لما اتجوزتها رفضت اجيب شبكه كبيره لظروفى وساعدتنى كتير بس ربنا خدها بدرى بس صدقينى كانت ست نسخه من جدتك
تقى: الله يرحمها
نظر امامه ونظر لابنته
مصطفى: خلاص وصلنا عند تيته
تقى بفرحه: واوووو اخيرا
وبالفعل وصل مصطفى الى منزل اخيه احمد ودق الباب
فتح له اخيه
وكانت من احترتم احمد لاخيه ان يقبل يده وكانه ابيه الذى فقده
وفعل باقى اخواته نفس الشى حتى اقترب من امه العشق ولكن كانت طفلته
الصغيره ارتمت فى حضنها وتقبلها بحب
تقى: وحشتينى اوى مش هسيبك تانى
الجده: بحب: حبيبتى وانا مش هسيبك
اقترب مصطفى من والدته ونزل الى مستواها وقبل يدها
مصطفى: اخبارك ايه يا ست الكل
الام..الحمد لله
تقى: اه جالك الحيله
مصطفى: بس يا شقيه ههههههه كلنا عندها واحد
الام بضحك: قولها يا ابنى
ضحك الجميع واخرج كل منهم هديه عيد الام وفرحت الام بها كثيرا ولكن مصطفى لم يخرج حتى نظرت له والدته بتساؤل
الام: وانت فين يا مصطفى
بيقول انه ناسى ودى هديتى تقى.
نظرت له امه بحزن حينها لم يستطع التمثيل اكثر فاقترب منها سريعا ونزل الى مستواها وقبل يديها بحب
مصطفى: تفتكرى انا ممكن انساكى
الام بحب وهى تضع يدها على خده
الام: مستحيل انت ابنى وعارفاك
اخرج مصطفى تذاكر سفر وجوازها هو وهى
مصطفى: انا وانتى مسافرين نعمل عمره كمان كام يوم استعدى
الام بفرحه كبيره: ربنا يفرحك زى ما فرحتنى دى احلى هديه عندى، اقترب منها جميع اولادها وجلسوا امامها
كريم: انتى الاغلى يا ماما انتى مفيش حاجه تغلى عليكى
انتى مفيش ام زيك انت اغلى حاجه لنا تقى..
احمد: حياتى من غيرك متسواس لولاكى كنا اتدمرنا
سلمى وهى تقبل يدها: انتى مش امى بس انتى امى وابويا وكل حاجه
مصطفى: شفتى مش قلتلك ان ربنا
هيعوضك ربنا يخليكى ليا يا امى وميحرمناش منك ويرزق كل واحد بام زيك
الام: انتم كنزى الثمين وربنا كرمنى بيكم يا احلى حاجه ليا.