الجريمة الكاملة: جريمة داخل مكوك الفضاء
يمكننا القول ان حياة ديف باترسون ذلك الشاب الامريكي الوسيم ذو الخمسة والثلاثون عاما تنحدر للجحيم...حياته الزوجية تحديدا... فهو اب لطفلة شقراء جميلة في الخامسة من عمرها ويحظي بزوجة حسناء شقراء فاتنة لعوب طلبت منه الطلاق قبل يومين...
قبل يومين فقط من رحيله في ماكوك الفضاء نوتن.. حيث يعمل مع ناسا وكالة الفضاء الامريكية كرائد فضاء.. كانت ماتيلدا زوجته تصرخ بجنون: ديف.. لابد ان تطلقني... اكرهك..
اشعل سيجارا وقال لها ببرود: هناك اخر بالطبع في حياتك؟ وغد زنيم...سيحظي بك..
لدهشته ردت هي بكل وقاحة: نعم. واحبه...
هل اعرفه؟ سال بصوت كسير فقالت بحدة: لايهم...يكفي انني احبه...قطب حاجبيه في ضيق واشعل سيجاره الثاني
-طلق هذه الافعي الساقطة واكسب راحة نفسك..غمغم بها زميله كريس انجل وهو يرتشف كوب بيرة في مقهي ناسا حيث جلسا...
كان كريس وسيما ذو عينان زرقاوتين..صديقه الحميم منذ عملا في الوكالة..
رمقه ديف مفكرا وقال:هل تعتقك ذلك؟..
- اجل ياصديقي قالها كريس وهو يسترخي..
نهض ديف وقال: ساذهب للمنزل لأنال قسطا من الراحة فمواعيد انطلاق المكوك اقتربت..
تبقى لنا سبعة ساعات..
هز كريس راسه وجرع كوبه ورسم من خلف ظهر ديف ابتسامة ساخرة...غامضة
لم تكن ماتيلدا بالمنزل عندما عاد ديف.. اتته فكرة ان يفتش مقتنياتها الخاصة.. كانت تكتب مذكراتها في دفتر صغير تضعه بالدرج.. المفاتيح معها بالطبع.. بخبرته فتح ديف الدرج بمطواة.. وجد الدفتر.. استخرجه بيد مرتجفه وفتحه.. كانت مذكراتها الشخصية.. اتسعت عيناه في هلع وذهول وهو يقراء اسم عشيقها السري... وصورته معها حفظ الاسم واغلق الدفتر والدرج وغادر المنزل حاملا مطواته الصغيرة توجه صوب عمله.
انطلق المكوك بسلاسة في الفضاء حاملا في جوفه ديف وصديقه كريس...انطلق للفضاء السرمدي يحمله ذلك الصاروخ الضخم بينما كانت الارض تبتعد سريعا ظهرت النجوم والظلام...استوي المكوك في مداره وخلع كريس زيه الفضائي الضخم واسترخي..كان ديف مايزال مرتديا زيه ويبتسم في شراسة محدقا بكريس.. اقترب من باب المكوك الخارجي قائلا ببرود لكريس المسترخي في مقعده: كريس...!
استدار الاخير بتساؤل فاردف ديف قائلا: ماذا يحدث ان فتحت باب المكوك فجاءة؟
غمغم كريس مبتسما: سنموت ياعزيزي.. بفعل فارق الضغط!
ابتسم ديف وقال: وان كان احدنا مرتديا زيه والاخر لايرتديه؟
غمغم كريس بتوتر: سيموت الاخر بالطبع.. ماذا تعني بسؤالك هذا؟
كان وجهه يتصبب عرقا وهلعا...لقد ادرك افكار ديف الشريرة فجاءة.. نهض ليرتدي زيه الفضائي فقال ديف بصرامة: اجلس والافتحت الباب...كان التهديد خطرا زاد من هلع كريس...فجلس مرغما
-اقمت علاقة مع زوجتي...لقد شاهدت اسمك في مذكراتها ايها الوغد...والصور الفاضحة
كان خطأ لن اكرره...صرخ كريس.. بهلع كان اعترافه واضحا ومايريده ديف... بكل قسوته جذب باب الكوة فصرخ كريس برعب: لا لا... وانفجر جسده بفعل الضغط وتناثر جسده منفجرا...خارج المركبة
اغلق ديف باب المركبة اخيرا وارسل تقريره لناسا: كريس انجل مفقود في الفضاء... انفجار في حجرة الضغط... وابتسم مسترخيا كانت جريمته كاملة.