قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والتسعون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والتسعون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والتسعون

كما قُلت الحلقة الماضية أنه قد تم مرور شهرُ كامل على جميع ابطال روايتنا...
وفي صباح يوم جديد في مصر ملئ بالكثير من الأحداث، وبالتحديد في مدينة الغردقة...

كانت ياسمين الكيلاني تعمل بچِد في المشروع الذي كانت تقيمه شركات الآدم هناك...

نظرت ياسمين في المخطط أمامها بإبتسامة جذابة فهي جميلة للغاية بتلك العيون الخضراء مثل أخيها النمر ألم تشتاقون إليه؟ وشعرها القصير الذي لا يتخطي حاجز رقبتها...
ابتسمت ياسمين وهي تري أن آدم الكيلاني قام بتغيّر جزء من المخطط على شكل معين وبطريقة ذكية معمارية ممتازة مثل عقل النمر غير جزء من الفندق ليصبح على شكل حرف (R) في اللغة الانجليزية وهو أول حرف من إسم روان، ف على ماذا ينوي هذا النمر يا تري؟

وضعت ياسمين المخطط جانباً، وانطلقت في صباح هذا اليوم إلى واجهتها الرئيسية وهو العمل أو كما يسمي ( مكان المشروع )...

ابتسمت بشرود وهي تري أمامها جاسر الذي بمجرد أن رآها غمز غادة لتبدأ الضحك وهي تضربه في كتفيه بمرح مُمثل وكأنها تستفز ياسمين وكذلك جاسر الذي كان يضحك معها...

نظرت ياسمين إليهم بإبتسامة ساخرة وهي تود أن تضحك بداخلها على هذا التمثيل المتقن من كليهما...

اتجهت ياسمين هي الأخري بإستفزاز إلى شخص ما يقف وهو مهندس معهم في المكان...
ازيك يا بشمهندس احمد عامل إية.؟
قالتها ياسمين بإستفزاز وهي تنظر ب طرف عيونها إلى جاسر وغادة...
احمد بإنتباه وابتسامة جذابة...
الحمد لله بخير يا بشمهندسة ياسمين، طمنيني عليكي عاملة إية؟

بدأت ياسمين التحدث مع احمد في أمور عادية للغاية تخص العمل ولكنها كانت تحرص على الإبتسامة له من حين إلى آخر والقاء نظرات ناعسةٍ وهي تلعب بشعرها وتعيده خلف أذنيها في حركات اثارت إستفزاز جاسر بشدة، لتبرز عروقة في رقبته ويديه من الغضب...

فكر جاسر أن يتجه إليها وإليه ليعلمه درساً لن ينساه أبداً ولكن غادة أوقفته بسرعة...

غادة بهدوء...
إهدي يا عبيط متتدلقش...
جاسر بغضب...
مش شايفة عمايلها؟
ولو؟ برضة إهدي متتدلقش كدا وكمل تمثيل وأقولك على حاجه، مش شرط تمثيلك يبقي معايا لوحدي...

جاسر بإستغراب...
يعني اية؟
غادة بتفكير...
يعني ممكن تستعبط وتمثل برضة مع واحدة تانية وبعدين دا انت دنجنوان يعني ااا...
جاسر بمقاطعة...
كان زمان يا غادة، كل دا كان زمان، أنا مستحيل اخون ياسمين تاني، أنا اخترتك عشان انتي اختي ولما هي تسامحني او أحس أنها لسه بتحبني وعايزة ترجعلي ساعتها هقولها على كل حاجه وأنك اختي، أنا مش عايز اخون ياسمين حتى في خيالي...

غادة بهدوء وابتسامة...
ماشي يا عم الرومانسي، اتفضل يلا أهدي على نفسك وكمل شغلك...
نظر جاسر إلى ياسمين ليجدها ابتعدت عن احمد، نظر لها مطولاً وهي تمشي تبتعد عنهم نظرات تحمل في طياتها الكثير من الحُب والخذلان من الفراق الذي طال للغاية حتى صار بعيداً، متي ستعودين حتى اخبرك كم أحبك؟

وعلى الناحية الأخري في القاهرة في قصر باسل الملك...
بكاء ونحيب وأهوال وصل بها الأمر إلى حدّ الموت من كثرة البكاء...
كانت هدي تبكي طيلة الليل في انتظار أي خبر يوصلها بأختها الشقيقة يارا والتي تم إختطافها بالأمس على يد مجهول...

نظرت هدي إلى من دلف للتو إلى غرفتها لتجده باسل الملك، نظرت له بعيون باكية بإنتظار أن يخبرها أنه قد وجد اختها أو مكان أختها، ولكن باسل نظر لها بحزن، وأخفض رأسه ارضاً وهذا يعني أنه لم يجد مكان أختها...

بكت هدي بشدة مجدداً، ليتجه إليها باسل بحزن ويجلس بجانبها في محاولة لمواسيتها...

إهدي يا هدي بالله عليكي، والله بدور وهعمل اللي عليا ومش هسكت لحد ما اعرف مكان اختك فين...
قالها باسل بشفقة وحزن...
هدي ببكاء...
يا ريتني ما خليتها تشتغل، يا ريتني ما خليتها تطلع من البيت...
باسل بهدوء وشرود...

لو كان كذا ما كان كذا ولكن قدر الله ما شاء فعل، نفس اللي انتي فيه دا انا كنت فيه زمان، بس ارجوكي تماسكي عشان أقدر افكر وأشوف هي ممكن تبقي فين، أنا بلغت الشرطة بس برضة مش هسكت إلا لما الاقيها أن شاء الله أنا ومراد مش مبطلين تدوير عليها، بس مراد، بس مراد ااا...

نظرت له هدي بعيونها الدامية بإستغراب...
ماله مراد؟
باسل بحزن على أخيه...
مراد من كتر الحزن عليها ومن كتر ما بيدور عليها طول الليل امبارح تعب تاني، هو مريض بالقلب ودا كله اثر فيه وفي صحته...

هدي بتفاجئ...
أنا أول مرة اعرف الكلام دا؟
باسل بحزن وهدوء...
دا عشان مراد طلب مني مقولش لحد وانا بصراحة كنت شايف صحته بقت كويسة الفترة الأخيرة بس انهاردة اتدهورت بسبب اللي حصل ل يارا...

هدي بإستغراب أكبر...
طب ليه.؟ قصدي يعني هو ميعرفش يارا قد كدا عشان يزعل عليها و...
مراد بيحب يارا يا هدي، مراد بيحبها وكان واضح عليه...
هدي بصدمة...
معقول؟
قطع حديثهم طرقات على الغرفة، ليأمر باسل بالدخول...
دلفت الخادمة لتخبر باسل وهدي أن مراد قد جاء بالأسفل مع بعض الضباط وهم بإنتظاره...

أومأ باسل وأمر هدي الا تخرج من الغرفة وهو سيأتي إليها قريباً...
خرج باسل ونزل إلى الأسفل ليجد مراد والذي إن رأيته ستقول أن عمره قد كبر عن الأمس بسبب الهالات التي تحيط بعيونه الحمراء كالدم من كثرة البكاء، وذقنه النابت وشعره المشعث دون الاهتمام به أو بنفسه...

كان مراد يقف مع بعض الضباط الذين جهزوا أنفسهم للبحث عن يارا وإيجادها...
باسل بخوف على أخيه...
مراد انت شكلك عامل كدا ليه؟ لو سمحت ممكن تهدي عشان صحتك؟
مراد بعيون دامية دامعة وصوت أليم...
أهدي ازاي وانا السبب في اللي حصلها، يا رب الزمن يرجع بيا وانا كنت همنعها تمشي من المرسم، يا ريتني أنا اللي اتاخدت مش هي، ربنا يستر ومتكونش اتخطفت أعضاء أو اي حاجه من دي...

الضابط بتهدئة...
إهدي يا استاذ مراد، احنا هنعمل أقصي ما عندنا عشان نرجعها بالسلامة، احنا بدأنا نتتبع كاميرات المراقبة على المحلات في الطريق وفي كل مكان راحت ليه استاذة يارا عشان نعرف هي فين وراحت فين بعدها سواء اتخطفت أو لا إن شاء الله هنلاقيها...

مراد ببكاء وندم...
يا رب تلاقوها، يا رب.
ماذا سيحدث لهم أو ل يارا يا تري؟

‏ كالبحيرة انتي، انعكاسها جميل والأهوال في أعماقها
فتحت تلك الجميلة صاحبة عيون القهوة عيونها في صباح يوم جديد، نظرت حولها بتململ وحزن فاليوم هو آخر يوم لهم في جزيرة قلب الآدم التي امتلكتها هي، حزنت روان بشدة منذ الأمس لأن آدم مضطر للعودة إلى عمله ومشاريعه ولهذا سيعودون إلى مصر اليوم...

نظرت روان أمامها لتري آدم الكيلاني يخرج من المرحاض وهو يلف حول خصره منشفة...
نظرت له روان بإعجاب ومراقبة تكاد تأكله بعيونها، فقد كان هذا النمر وسيماً للغاية بجسده الطويل المنحوت كتماثيل الإغريق، وعيونه الخضراء وشعره الجذاب مروراً بذقنه وأنفه الوسيم...

نظر لها النمر بإبتسامة خبيثة ليردف بضحك...
انتي هتاكليني بعنيكي يا روان. طالما بتحبيني اوي كدا ازاي كنتي بتفكري تتطلقي مني وتبعدي عني...

روان بغضب من غروره هذا...
هاكلك بعيوني ليه كنت إسلام برجر؟ يخربيت ام الغرور يا اخي...
آدم بإستغراب...
مين اسلام برجر دا؟
روان بضحك...
مفيش دا ترند كدا واحد اسمه اسلام عزم واحدة على برجر وهو كان متجوز عليها...
آدم بغضب...
انتي تافهة والله انتي وترنداتك الهبلة دي...
روان بمرح...
استني هقولك حاجة تانية من ترنداتي التافهة، تنمري عليك طازة عايزك تثق فيا وتقول طاسة...

آدم بضحك...
أية دا بقي!
روان بمرح...
قول طاسة...
آدم بضحك...
أمك رقاصة يا بنت الهبلة...
روان بشرود وحزن بعض الشئ...
آدم، هو احنا لازم نرجع مصر يعني؟ قصدي ما نقعد شوية كمان بصراحة الواحد حاسس أنه في المالديفز ومش عايزة امشي من هنا.

آدم بإبتسامة وسيمة حنونة وهو يتجه إليها ليجلس أمامها على قدمية وينظر في عيونها...
أنا لو عليا عايز اقعد معاكي هنا العمر كله متحركش من جنبك ولا عمري همّل أو أشبع منك، لكن للأسف يا حبيبتي انا ورايا مشروع مهم لازم يخلص في الغردقة، وبعدين المشروع دا في مفاجأة كبيرة جداً مخبيها ليكي فيه...

روان بتفاجئ.
ليا أنا؟ انا مالي بمشاريعك يا عم؟
آدم بضحكة خفيفة.
لا المشروع دا بالذات هو مفاجأة كبيرة وأن شاء الله هتعجبك اووي كمان هو أكبر مفاجأة هعملها ليكي في الحياة، اصبري لما يخلص وهتشوفي، ودلوقتي يا قلبي لازم نلبس عشان هنرجع مصر...

روان بإيماء وهي تقوم من مكانها...
ماشي يلا...
وبالفعل إستعد كلاهما للعوده إلى مصر مجدداً في طائرة الآدم المخصصة...
وعلى الناحية الأخري في مصر وبالتحديد في قصر الكيلاني باشا...

إستعدت ندي للذهاب إلى الجامعة بإبتسامة جميلة وسعيدة لأن اليوم هو يوم محاضرتها مع الدكتور إسلام السيوفي، أو بمعني أصح صديقها الجديد الذي أصبح في الفترة الأخيرة من أكثر الأشخاص الذين تثق بهم، لا تسألني كيف عزيزي القارئ فهذا هو القلب بغبائه عندما يدق أو يثق بأحد لا يتردد في أن يتابع ثقته به حتى لو كان خاطفه ومعذبه مثلما فعل إسلام السيوفي معها من قبل، ولكنها وثقت به مجدداً لأنها تأكدت أنه ندم على أفعاله وأنها كانت فقط وسيلة انتقام من أخيها على ما فعله ولكنه لم يؤذيها ( يبقي سو وات؟ )...

ندي بمرح وهي ترتدي ملابسها...
أنا عايزة افهم الشتا مجاش لحد دلوقتي ليه؟ هو الصيف ناوي يحضر معانا الكريسماس ولا إية؟ انا مش لاقيه شتا البس فيه الهدوم اللي أنا عمالة اجيبها دي؟

نزلت إلى الأسفل وتناولت الإفطار مع أخيها الشارد الحزين وأمها في جو عائلي بسيط ومرح بالنسبة إليها والي أمها، ثواني ورحلت ندي خارج القصر في إستعداد للرحيل إلى الجامعة...

وعلى الناحية الأخري في القصر...
الام وهي تنظر إلى ادهم الشارد بألم...
يا ابني حرام عليك طالما انت بتحبها ليه متروحش تصالحها أو تعترفلها بكل اللي فيك دا.؟

ادهم بحزن وشرود...
ارجوكي كفاية متتكلميش معايا في الموضوع دا تاني، انا بجد تعبت انا معدش فيا حيل أخسر حد تاني او أحب تاني عشان أنا تعبت، أنا أهونلي اكون وحيد على كل اللي أنا فيه دا...

الأم بغضب...
غبي وهتفضل غبي، لما تستسلم للحياة كدا تبقي غبي، الدنيا مش عايزة اللي يستسلم ليها كدا ويضيع فرصة يبكي عليها سنين من عمره، حتى لو هتموت نفسك عشان تسامحك لازم تعمل كدا عشان على الأقل تبقي مطمن انك عملت اللي عليك، انت بجد أثبتلي انك غبي رغم انك دكتور!

أدهم وهو يقوم من مكانه بهدوء...
أنا رايح الشغل، سلام...
اخذ ادهم أدواته وحقيبته ورحل خارج القصر إلى عمله...
نظرت له والدته بحزن، ثواني واردفت وهي تهز رأسها بيأس منه...
ربنا يهديك يا ابني، ربنا يهديك...
وصلت ندي أخيراً إلى الجامعة، نزلت من السيارة واتجهت إلى داخل الحرم الجامعي...

ثواني ولمحت من بعيد صديقتها حبيبة صديقة روان وصديقتها هي أيضاً...
ندي بنداء...
حبيباااعععععععع...
نظرت حبيبة خلفها بفزع لتري ندي،
ضحكت واتجهت إليها لتردف بمرح...
يخربيت شكلك انتي وروان المهزأة عليا...
ندي بضحك...
لا روان بالذات ينطبق عليها الفيديو بتاع إية دا كرامة مين اللي واقعة على الأرض دي أنا لسه ماسحة ، يلا ربنا يهنيها احنا مش بنحسد احنا بنقر بس...

حبيبة بضحك...
لا لا دا على اساس إنك عندك كرامة انتي كمان، دا انتي راحة تحبيلي اللي خطفك يا ست ندي...

ندي بغضب وخجل وقد إحمر وجهها...
أحبه إيه بس، قولتلك إحنا مجرد صوحاب سوحاب وبس...
حبيبة بغضب...
حتي لو صحاب هو في حد يصاحب حد كان عايز ينتقم من اخوه؟ انتي عبيطة يا بنتي ما هو اكيد لسه عايز ينتقم من اخوكي برضة هو بالساهل كدا يلا نتصاحب تصاحبيه وأخوكي لسه ضاربه بالنار؟ فين المنطق في دماغك؟

ندي بغضب ودفاع عنه...
علفكرة يا حبيبة هو نسي الموضوع أصلا لأني دافعت عنه هو فتحلي قلبه واتصاحبنا مشاكله هو واخويا بعيده عني خلاص...

حبيبة بغضب من عقلها...
لا لا انتي معملولك غسيل مخ خالص والله يا ندي، ازاي قدر يقنعك بكدا مش فاهمة، بقولك إية انا ورايا محاضرة مش ناقصة فقعة المرارة منك انتي وروان، سلام...

رحلت حبيبة، تاركة ندي تنظر لها بضحك، ثواني وإتجهت ندي هي الأخري إلى داخل الكلية الخاصة بها والي داخل محاضرتها مع دكتور اسلام السيوفي...

جلست ندي في مقدمة الصفوف تنظر له بشرود وإبتسامة بلهاء وهو يشرح ببراعة وينظر لها هو الآخر بضحكة وسيمة من حين إلى آخر...

انتهت المحاضرة لتتجه ندي إلى الباب خارج المدرج بإنتظاره...
ثواني ورأت فتيات يلتفون حوله وهو على المكان المخصص للشرح أمام عيونها...
غضبت ندي بشدة وهي تري الفتيات من دُفعتها كما يقال يسألونه في اشياء في الدراسة ويلتفون حوله ومنهم من تضحك وتبتسم بلا سبب...

ندي بغضب وهي ترفع كُم قميصها...
إستعنا على الشقا بالله، من أولها كدا بيخوني إبن ال...
اتجهت ندي إليه داخل المدرج مجدداً وأبعدت الفتيات رغماً عنهم حتى شتمتها فتاة كانت تقف، ولكن ندي لم تهتم ووقفت أمامه لتردف بغضب...
ضاااكتووور اصلااام، بعد إزنك هات مفتاح المكتب بتاعك قبل ما افتح دماغك ااا قصدي عشان أستني حضرتك فيه لأني عندي اسألة في المنهج عايزة اسألها لحضرتك سؤال سؤال...

اسلام بضحك وهو يخرج لها المفتاح...
تحت امرك يا استاذة ندي، اتفضلي.
سحبت ندي المفتاح من يديه بقوة وهي تنظر له بغضب تفهمه هو ليضحك في سرّه عليها وعلى طريقتها، رحلت ندي من أمامه بغضب وهي تتوعد له وذهبت إلى مكتبه...

فتحت ندي باب المكتب وجلست تنتظره به، ملت ندي من الجلوس بمفردها، نظرت حولها لتجد اللاب توب الخاص به والذي فتحته من قبل عندما كانت في أميركا...

اتجهت ندي لتجلس على المكتب الخاص به وفتحت اللاب توب أمامها بنفس كلمة السر التي حفظتها من قبل من تلك الورقة، ليُفتح أمامها...

ندي بضحك وهي تبحث في ملفاته...
اية كل الافلام دي يا اسلام دا انت لؤطة الواحد يقعد يتسلي على ما تخلص مع المايصين اللي بتشرحلهم دول...

فتحت ندي فيلماً أمامها وجلست تشاهده...
أما اسلام انتهي من الشرح للفتيات واتجه إلى مكتبه وعلى وجهه ابتسامة سعيدة لأنها تغار عليه، لم يعد اسلام حرفياً يفكر في الإنتقام وبالتحديد في الفترة الأخيرة، لا يدري لماذا ولكنه هو الآخر أحب صُحبتها ورفقتها أحب تواجدها معه وأحب أن يراها بدون تفكير في أي شيئ آخر ينوي عليه...

إسلام بإبتسامة في طريقه إلى المكتب...
زمانها قاعدة بتغلي دلوقتي على اللي حصل، أنا مش عارف والله يا ندي انا ازاي بقيت كدا معاكي رغم إني المفروض انتقم منك بس انتي اللي انتقمتي مني مش انا...

فكر إسلام قليلاً مع نفسه وهو يسير إلى مكتبه، ألم يحن الوقت لإنهاء هذا الإنتقام مع ندي؟

إسلام بهدوء وابتسامة.
ندي ملهاش ذنب رغم أنها كانت بتخطط للهروب مني إلا أنها ملهاش ذنب ومش هي اللي ضربت الرصاصة عليا، وعشان كدا لو عايز انتقم من حد يبقي آدم نفسه مش ندي، انا خلاص هنهي أي تفكير في انتقامي معاكي يا ندي، حتي، حتى لو الفترة دي لحد ما اشوف هعمل اي...

وعلى الناحية الأخري في المكتب، كانت ندي جالسة تشاهد الفيلم بملل وانتظار ل إسلام السيوفي...

ثواني وجاء على لائحة اشعارات اللاب توب إشعار ما على ما يسمي G mail
فتحت ندي بفضول الرسالة لتراها باللغة الإنجليزية، ولكن قبل أن تقرأ ندي الرسالة أو تترجمها في المترجم الآلي، دلف إسلام السيوفي إلى مكتبه ليراها جالسة على اللاب توب أمامه وعلى مكتبه الخاص...

صُدم اسلام بشدة أنها استطاعت فتح اللاب توب الخاص به، ثواني وجري إليها ليردف بسرعة وخوف...
انتي. انتي ازاي فتحتي اللاب توب؟ وإزاي تفتحي اصلا حاجة مش بتاعتك؟

ندي بغضب وهي تنظر له.
انت بتلغوش عشان متخانقش معاك أو أنكد عليك صح؟
اخذ إسلام أنفاسه وقد ارتاح أنها لم تري أي شئ من اللذي كان يرسله أو يستقبله من الخارج...

نظرت له ندي بغضب بإنتظار أن يتحدث...
ولكن اسلام ابتسم لها ليردف بخبث.
وانتي مالك بقي زعلانة من إية؟
ندي بغضب...
يعني مش عارف؟
إسلام بنفي وهو على نفس الوتيرة من الهدوء والخبث...
تؤ تؤ مش عارف، وعايز اعرف اية اللي مزعلك؟ اااه عشان كنت واقف مع البنات يعني.؟

ندي وهي تحاول السيطرة على نفسها...
لا أقف براحتك أنا مش مراتك أنا بس اللي مزعلني انك نسيت أن بكرة عيد ميلادي...

إسلام بضحك...
انتي عبيطة يا بنتي؟ هو أنا مش محتفل بعيد ميلادك دا من شهرين تلاته لما كنا في كندا؟ الا صحيح فين السلسة اللي اديتهالك؟

ندي بتوتر...
ما هو أنا اتولدت في يوم واتكتبت في يوم تاني وعشان كدا بحتفل بيه مرتين في السنه وعشان كدا هتجبلي هدية تانية بصفتك صديقي وكدا...

إسلام بخبث...
صديقك ها؟
ندي بإيماء وتوتر فهي لا تريده أن يري أنها تغار عليه بداخلها...
أيوة بصفتك صديقي وبس...
إسلام بهدوء وخبث...
حاضر وانا عيوني ليكي هجبلك هديه وهتتفاجئ المرادي، بس انا عندي بقي تحدي صغير كدا ليكي.

ندي بإستغراب...
تحدي اية؟
اليوم إلى هديكي فيه الهدية هيكون هو نفس اليوم اللي صداقتنا فيه هتنتهي...
قالها اسلام بثقة تامة وابتسامة جذابة...
صُدمت ندي بشدة مما قاله لتردف بغضب...
يعني اية؟ يعني مش هنتصاحب تاني؟
إسلام بإيماء وهو على نفس المنوال من النظره...
أيوة، بالظبط كدا.
ندي بغضب...

لو انت شايف أننا ننهي صداقتنا يبقي دلوقتي أحسن، أنا مش فاهمة انت بتقول كدا ليه بس شكلك لقيت حد أحسن مني تحبه ااا قصدي تصاحبه أو تصاحبها وعشان كدا الأحسن لصداقتنا تنتهي دلوقتي...

اسلام بضحكة خفيفة ولكنها تحمل الكثير في طياتها...
طب مش تستني لما تشوفي الهدية أو المفاجأة الأول؟
ندي بنفي وحزن...
مش عايزة حاجة، كفاية الكلام اللي زي السم اللي سمعته منك دلوقتي...
إسلام بضحك.
معلش تشوفي الهدية الأول مش هتخسري حاجة...
ندي بإيماء وإستغراب من نظراته تلك...
ماشي مع إني مش مطمنة...
ابتسم اسلام في داخله وهو يخطط لشئ ما سيفاجئها به غداً لتكون فعلا تلك نهاية الصداقة وبداية لشئ جديد.

فماذا سيحدث يا تري؟
وجاء صباح يوم جديد على جميع ابطال روايتنا...
وأخيراً وصل آدم وروان إلى الأراضي المصرية...
نزل آدم من الطيارة معه ملكة النمر كما أطلق عليها وطفليه الرضيعين، ثواني وانطلقا بالسيارة في طريقهم إلى قصر آدم الكيلاني مجدداً...

وصلا أخيراً إلى القصر ليستقبلها عائلة آدم بترحاب كبير وخصوصاً ندي التي كانت سعيدة للغاية بعودتهما سوياً...

ندي بمرح وهي تسلم على روان...
عارفة لو كنتي اتأخرتي دقيقة انك ترجعيله أنا كنت خطفته منك...
روان بضحك...
شوفي القدر الحمد لله أنه اخوكي والا كان زماني طارداكي من القصر دلوقتي...
ندي بخبث وضحك...
وانتي إيش ضمنك مش يمكن اطلع مش أخته زي رواية أحببت أخي، وبعدين خلي بالك على جوزك يا روان وربي عيالك عشان السكرتيرة بتاعة آدم الجديدة وتكه بصراحة وممكن تغديه في الشغل وتهتم بيه وتخطف قلبه...

روان بمرح...
بتتكلمي جد؟ لا كدا أنا لازم اجي الشركة أدوق أكلها بنفسي وبعدين وماله يا اختي لما تغديه يا ريت السكرتيرة تعشيه كمان بالمره...

ندي بضحك...
يلا يا بت البسي عشان انتي وراكي محاضرات، يلا عشان نروح سوا...
نظر آدم إلى روان بغضب من حديثها مع ندي وأنها تمرح بطريقة لا تغار عليه بها، بل والأسوء من هذا بالنسبة إليه هو أن روان ستحضر الجامعة مجدداً، وهذا يعني أنها ستخرج من القصر وتختلط بأحد غيره وهو رغم أنه تغيّر الا أنه ما زال يغار عليها بشدة ولا يريدها ان تخرج أبداً...

أردف آدم بهدوء وتفكير...
هو انتي هتروحي الجامعة انهاردة يا روان؟
روان بإيماء...
أيوة اية المشكلة؟ وبعد الجامعة هاجي الشركة عشان اتدرب وبعدها هروح اسلم على ماما عشان وحشتني واحتمال ابات معاها انهاردة...

آدم بغضب...
وحياة امك؟ اختاريلي قرن من القرون المتعلقة على الحيطة دي عشان اعلقهم في دماغي يا روان، وأقسم بالله لولا ندي واقفة أنا كنت ربيتك عشان انتي شكلك نسيتي قوانيني وبدأتي تمشي على مزاجك...

روان بضحك وخبث...
طب اية رأيك عشان البوقين الحلوين دول هبات عند أمي يومين وابقي اعترض بقي عشان اخليها تتصدرلك...

ندي بضحك...
مسيطرة يا روان مشيه مسطرة يا بت...
آدم وهو ينظر لها بغيظ وخبث وتفكير بعض الشئ...
بس يا روان انتي نسيتي حاجة مهمة...
روان بإستغراب...
إية هي؟
آدم بهدوء...
أن المفروض أنا وانتي نسافر الغردقة عشان انتي مكانك في الشغل دلوقتي أنك مترجمة ليا وللفريق بتاعي في الغردقة صح ولا غلط؟

روان بإستغراب...
هو انت مش المفروض كنت عامل الخطة دي عشان تخليني اسامحك تقريباً؟
آدم بنفي وخبث...
لا في فرق بين الشغل وبين انك تسامحيني وترجعيلي، الشغل شغل يا روان وبصفتي مدير شغلك أنا بأمرك تجهزي نفسك عشان هنسافر الغردقة وهاخدلك أجازة من الجامعة ويبقي حد فيهم يعترض...

ندي بضحك وقد كانت واقفة تتابع الحوار...
اخويا لو شاور العصفورة تقفله، حلاوتك يا دومي انت وبدلك الحلوة دي يوغتي يوغتي قمر، بقولك صحيح يا آدم ما تاخدلي أجازة أنا كمان من الجامعة دا انت لو قولت للعميد ازيك هيقولك اتفضل شهادة التخرج بتاعة ندي أهي...

آدم بضحك...
بس يا فاشلة روحي استعدي يلا عشان جامعتك والحياة اللي مستنياكي بعد الدراسة يا بشمذيعة ولا نسيتي حلمك؟

ندي بضحك...
لا متقلقش أنا ناوية اطلع مكان لميس الحديدي قريب...
اتجهت ندي خارج الغرفة تستعد للجامعة، وتستعد أيضاً لمفاجئة اسلام لها هذا اليوم الذي من المفترض أنه يوم ميلادها للمرة الثانية...

أما آدم بمجرد خروج ندي من الغرفة اتجه إلى روان بخبث ووقف أمامها لتنظر هي له بغضب...

روان بغضب...
انت بتعمل كل دا عشان مروحش الجامعة علفكرة، انت متغيرتش يا آدم...
آدم بإبتسامة وهو متجاهلها تماماً...
ومش هتغير يا روان ولا هقل من غيرتي عليكي ولو دقيقة، بس دا ميمنعش اني اتغيرت والا كان زمانك محبوسة في القصر دلوقتي ولا خروج ولا غردقة ولا شغل صح؟

روان بغضب...
بس انا عايزة اروح الجامعة واقابل حبيبة صاحبتي عشان وحشتني...
آدم وهو يرفع إحدي حاجبية بخبث ونظره وسيمة...
بس كدا.؟ عشر دقايق وحبيبة تكون عندك قبل ما نسافر...
اخرج آدم هاتفه وقام بالرن على السائق الخاص به ليرسله إلى الحرم الجامعي ليأتي بفتاة تدعي حبيبة وقد املته روان اسمها بالكامل...

روان بمرح وضحك...

مش عارفة ليه كل شوية في كل حاجه تتصل بالسواق أو الحارس الخاص بيك يا آدم يعرفلك كل حاجه او يجيبلك أي حاجه يكش حتى لبن العصفور كل شوية الو خمس دقايق ويكون كذا قدامي الو عشر دقائق وتعرفلي معلومات عن كذا عارف لو الرجالة دي هنتكلم معاك هتقولك اية، هتقولك يلهوي على القرف اللي أنا فيه، انت بجد يا آدم والله انسان مستفز لكل الكرة الأرضية مش بس انا، عارف انت شبه مين انت شبه جوز منة عرفة اللي سابو بعض لما قالها أنا راجل صعيدي وشرقي وهو مقضيها اصلاً انت بقي نفس ليفل الاستفزاز والله...

اقترب منها آدم بخبث بعد كلامها هذا ليردف بضحك...
خلي بالك أنا مش عايز أعاقبك دلوقتي عشان احنا على وشك نسافر الغردقة دلوقتي عشان المشروع، بس وأقسم بالله يا روان أنا مستحلفلك لما نسافر مش هسيبك الا وانتي حامل في تؤام تاني بس بنات بقي...

روان بضحك...
طب ما انا حامل يا آدم بس ان شاء الله اجيب ولد تاني عشان اسميه بسبوس وافضل اغنيله بسبوس عاشق بسه ويدلعها بسبوسة...

آدم بضحك...
طب يلا يا هبلة روحي حضري نفسك عشان هنتحرك كمان شوية...
بالفعل اتجهت روان لتجهيز نفسها والولدين للسفر مرة أخري إلى الغردقة والعمل هناك على مشروع آدم الكيلاني الجديد والذي لا تدري بالتحديد ما هي مفاجئته لها في هذا المشروع ولا تدري أي شئ مما يخطط له آدم...

أما آدم اتجه إلى شركته في القاهرة لينهي بعض الأمور بسرعة تاركاً روان مع صديقتها وكذلك امها التي أتت لزيارتها وتوبيخها على مسامحته بهذة السهولة ولكن الأم في النهاية تفهمت الأمر وتمنت لها التوفيق وان تكون تلك اخر مشكلة لهم...

وبالفعل اتجه آدم وروان للسفر معاً إلى الغردقة مجدداً لمتابعة العمل وقد سمح آدم ل روان بالعمل معه وتحت أنظاره، فماذا سيحدث يا تري؟ وما هي مفاجئة الآدم لها؟

وعلى الناحية الأخري في قصر باسل الملك ...
ليلتان لم تنم بها هدي أو باسل أو مراد قلقاً وخوفاً على يارا بإنتظار اي معلومة أو مكالمة من الشرطة طيلة الليل تبكي هدي بحسرة على اختها التي لا تدري أين هي...

وأخيراً دق جرس الباب بعد فترة ليدخل الضابط إلى الداخل...
مراد وهو يجري إليه بعيون دامية باكية...
ها يا حضرة الظابط لقيتوها؟
الضابط بحزن...

للأسف، المعلومات اللي حضرتك ادتهالنا عن الشخص اللي طلب منك اللوحة هي نفسها معلومات عن شخص مطلوب دولياً من الانتربول بيهرب اللوحات الأصلية من كل مكان وبيحط مكانها لوحات مزيفة طبق الأصل من اللوحة الأصلية وبيكسب ملايين الدولارات من التجارة دي، والشخص دا اسمة ملك الظلام ومحدش عارف لحد دلوقتي لا شكله ولا إسمه والحكومة المصرية بتحاول تدور عليها بقالها سنين بس هو علطول بيهرب برة مصر، وللأسف، ااا...

هدي بصدمة وبكاء...
للأسف اية؟ للأسف اية يا حضرة الظابط؟
للأسف هو خطف يارا وهرب برة مصر ومش عارفين لحد دلوقتي مكانه فين...
هدي بصراخ وبكاء...
لااا يااارااا لااا...
سمع الجميع صوت جسد ارتطم أرضاً، نظرت هدي وباسل أمامهم ليروا مراد قد وقع أرضاً من هول الصدمة مما سمع وقد انقطع تنفسه أثر أزمة قلبية...

باسل بخوف شديد وهو يجري تجاه أخيه...
مراااد، مراااد، الاسعاااف بسررررررعة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة