قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والسبعون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والسبعون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التاسع والسبعون

ولو هتروحي عني في يوم اشوفك في البكا واللوم
محمد سعيد
طبعا زي ما قولتلكم قبل كدا في نهاية كل بطلين في الرواية ملهاش علاقة بباقي أحداث الرواية يعني من الحلقة الجاية هنكمل مكان ما كنا واقفين، ( ).

كان في منزله شارداً بالتحديد في تلك الشقة التي يقطن بها في الإسكندرية...
نظر أمامه في غرفته وهو شارد يفكر فيما حدث بالأمس عندما كان عِند صديقه شهاب...

بالأمس...
عمار بصدمة...
هي مين دي اللي ابوها وأمها أجبروها على الجواز يا شهاب؟
شهاب بحزن على طالبته...
طالبة عندي في الجامعة في كلية هندسة وبتشتغل معايا هنا اسمها ليلي انت مش هتعرفها يا عمار بس...

عمار بصدمة كبيرة...
معقول؟ ليلي؟
التفت نظر شهاب له بعدم فهم لماذا هو مصدوم هكذا...
انت تعرفها؟
ها؟ لا، لا معرفهاش بس اتفاجئت بس ان في أب وأم ممكن يجبرو عيالهم على حاجه، بس انت يعني ايش ضمنك أنها متكونش عايزة اصلا العريس وبتستعبط.؟

عاوزة اية يا ابني انت عبيط؟ دي كانت بتعيط وغايبة عن الشغل والجامعة من كتر ما هي مش لاقية حل تقنع بيه باباها بس انا خليتها تقنعه...

خليتها تقنعه ازاي؟ سأل عمار بتوتر وفضول...
ابتسم شهاب بخبث ليردف بضحك...
وانت مالك مهتم كدا لية؟
عمار بتوتر...
ولا مهتم ولا حاجه بس فضولي اعرف قولتلها أية؟
قولتلها تقوله أنها تقول لباباها أنها تخلص ماجيستير الأول عشان يبقي ذهنها فاضي أنها ترد عليه وتقوله رأيها، وتقدر تتعرف على العريس زي ما هو عاوز...

طب، طب وباباها اقتنع؟
والله معرفش يا عمار أنا لسه مسألتهاش عملت اية؟ وبعدين برضه أنا مش فاهم انت اول مرة تهتم كدا بحد مش مجرد فضول لا اكيد دا حب...

قالها شهاب بمرح وهو يقلد فيلم سمير وشهير وبهير بضحكة رنانة...
ضحك عمار أيضاً، ولكن بداخلة ألم رهيب، هو يكره أن يعترف بهاء بداخله ولكنه حقاً يشعر بالحزن أن وافقت ليلي على الزواج من هذا الشخص الذي فرضه عليها والدها...

عودة إلى غرفة عمار...
كان ينظر إلى الهاتف في يديه بإبتسامة حزينة، لم يمحو بعد زكرياتهم سوياً على الرغم من اعترافه داخلياً أنه قد محاها من ذاكرته إلا أنه لم يمحو صورهم سوياً وزكرياتهم التي عاشوها...

نظر إلى تلك الصورة في الهاتف عندما كانت في التراس أو البلكون عندما صورته ليلي عندما كانت سمينة وهي تضحك من بلكونتها وهو على الناحية الأخري في بلكونته يخرج لسانه بضحك للكاميرا وعيونه الزرقاء تلتقي مع موج البحر أمام عمارتهم والذي ظهر في الصورة...

نظر في الصورة وعيونه مليئه بالدموع والحزن، اشتاق اليها بشدة، اجل هو يعترف أنه اشتاق اليها وأنه بالأمس عندما رآها وابتعد دون كلام بكي بشدة في تلك الليلة حتى اغرق الوسادة من كثرة البكاء والاشتياق لها، يؤلمه قلبه ويا ليت ألم القلب عند الفراق هيناً معظمنا إن لم يكن جميعنا جربنا هذا الألم...

مسح دموعه المشتاقة لها بعد فترة، ارتدي ملابسه واتجه ليخرج من المنزل، فهو اليوم سيذهب لزيارة أخيه عمر المتزوج...

رن على عمر ليرد الطرف الآخر بمرح...
عمااار والله وليك وحشه يا اخويا...
عمار بإبتسامة...
إنت كمان وحشتني يا عمر، عامل إية؟
الحمد لله كويس، اية انت فينك الغدا جاهز من بدري مستنيك أنا والست أوزعة لمار...

ضحك عمار ليتابع.
كلها نص ساعة واكون عندكم والله انت اهبل وهي هبلة اكتر منك...
بالفعل اتجه عمار إلى سيارته ليقودها نحو منزل أخيه فهو قد عزمه على الغداء اليوم...

وعلى الناحية الأخري في منزل تلك الجميلة صاحبة العيون الرمادية والخصر المنحوت من التمارين الرياضية التي تحرص على ممارستها دائماً...

كانت ليلي تضع السماعات في أذنيها وتتمشي على ما يسمي مشاية كهربائية ...
كانت تغني وبداخل قلبها حزن باقٍ تتمني نسيانه ولكن كيف؟
كيف تنسي شخصاً أحبته من قلبها وعلمها معني الحياه والحب؟

كانت قبله تحب او تظن أنها تحب جاسر مديرها في العمل ولكنها اكتشفت أن جاسر هو مجرد حب مراهقة وإعجاب ليس إلا، هي لم تحب من قلبها سوي من أحبها وبادلها الحب من الداخل والخارج احب قلبها وشكلها وجعلها تحب نفسها معه، ولكن كان هذا بالماضي قبل أن يكسرها بمعتقداته الخاطئه عنها وأنها تخونه، هل هو احمق حتى يظن هذا؟

أنهت ليلي ما تفعله واتجهت لتأخذ حماماً بارداً تريح به أعصابها...
خرجت بعد فترة واتجهت للخارج حتى تذهب إلى العمل مجدداً، فاليوم لا يوجد لديها جامعة ولكن يوجد لديها عمل في هذا المكتب...

بالفعل وصلت ليلي بعد فترة في الإزدحام المروري إلى المكتب الذي تعمل به...
نزلت من السيارة وصعدت إلى المكتب وبدأت العمل في المخططات أمامها...
بعد فترة دخل شهاب إلى المكتب ليردف بأمر...

انهاردة في تنفيذ للمشروع يا مهندسين، هنروح الموقع انهاردة تتعلمو وتنفذو المشروع بعد ما ترجعو ليا في كل خطوة هناك، استعدو عشان كلها نص ساعة وهنتحرك اللي معاه عربية المشروع هيبقي في واللي مش معاه هيركب معايا في العربية احنا كدا كدا مش كتير، يلا استعدو...

قالها وخرج لتخرج ليلي على الفور فهي بالاصل معها سيارة وهي مستعدة...
خرجت لتلتقي ب شهاب يقف عند الباب بإنتظارهم، ولكنه تفاجئ بها تخرج أولاً.

ابتسم شهاب لها...
ازيك يا ليلي عاملة اية؟
ليلي بهدوء.
الحمد لله وحضرتك؟
الحمد لله، مقولتليش عملتي اية مع ابوكي؟
قولتله اللي حضرتك قولتلي عليه وهو وافق بس بمجرد ما اناقش رساله الماجستير الشهر الجاي هرجع أميريكا علطول...

شهاب بحزن...
ربنا ييسر لكِ اللي فيه الخير يا رب انتي تستاهلي كل خير ومتجبريش نفسك على الجواز من حد حتى لو حساب موتك عشان الجواز بالذات مفيهوش تسرع وإجبار...

ليلي وهي تغلق عيونها بألم...
ربنا يستر يا دكتور، شكرا لحضرتك مرة تانية أنا هسبقكم على الموقع...
أومأ شهاب لها، لتتجه ليلي خارج المكتب إلى سيارتها تركبها وتذهب إلى العنوان الذي وصفه شهاب لها...

وعلى الناحية الأخري في منزل عمر اخو عمار...
( بزمتك يا أختي انتي وهي موحشكيش عمر؟ )
فتح عمر الباب لأخيه وسلم عليه بإشتياق شديد فأخيراً قابله بعد فترة...
عمر بضحك وهو يحتضن عمار.
اهلا بحضرة القبطان اللي المفروض اننا تؤام بس هو أكبر مني بدقيقة...
عمار بضحك ومرح...
واللي اكبر منك بدقيقة.؟
عمر بضحك...

يعرف عنك بسنة، والله وحشني هزارنا دا اتفضل يا عم دا بيت اخوك خش بالجزمه براحتك انت اللي هتضرب في الآخر مش انا...

عووومااار، انت يا زززززفت...
كان هذا صوت اشتقنا إليه جميعاً من فتاة قصيرة ذات شعر مجعد تُدعي ( لمار )...
عمر بضحك...
طب أطلقها دي بس يا ربي ولا أعمل إية فضحاني في كل مكان كدا...
عمار بضحك...
روح شوفها يا عم انت اهبل منها أصلاً، سبحان الله ما جمع الا ما وفق...
اتجه عمر إلى حبيبته ( لمار ) والتي كانت تتحرك بصعوبة أثر بطنها المنتفخ من الحمل، أجل فلقد اصبحت لمار حاملاً لطفل في بطنها...

أخذ عمر بيديها وهو يناغشها بمرح أمام أخيه الذي كان يبتسم لهما وهو يتمني أن يعيش مع من دق لها قلبه لحظه كهذة...

لمار بإبتسامة...
ازيك يا عمار عامل إية نورت الدُنيا...
عمار بإبتسامة.
أنا بخير يا لمار، الف مبروك على الحمل هو ولد ولا بنت؟
بنت أن شاء الله...
لا ولد...
قالها عمر بإستفزاز.
ولد وهيبقي زي أبوه عشان احنا عيلتنا مبتخلفش نِتي هيههيههيهي...
ضحك عمار بشدة وقد فهم مقصده فهو يقلد فيديو على الانترنت...
بينما لمار كانت تنظر لكليهما بغضب وسخرية...

صبررررني يا ربي، اهو أنا يا عمار اصلا كنت مستنياك تيجي عشان اشتكيلك من عمايل اخوك اللي أنا مش فاهماها دي تقوم انت تضحك زيه؟

عمر بضحك...
اقعدي انتي يا نادية انتي مش فاهمة حاجة روحي خديلك كورس في الميمز يا ساقطة ميمز...

عمار بضحك هو الآخر...
والله يا عمر يا ابني المفروض كنت تسأل عليها قبل ما تتجوزها عشان متطلعش من البنات اللي بتقول ( ألو ) في الشات...

لمار بغضب وهي تتجه ناحية المطبخ...
أنا راحة أحط الأكل يا رب صبررررني عليك انت واخوك يا عمر يا ابن نيروز...
جلس عمار على الأريكة مع أخيه عمر وهما يضحكان ويتذكران زكرياتهم سوياً...
عمار بإبتسامة...
مقولتليش صحيح، مراتك حامل في ولد ولا بنت؟
والله يا عمر هي لسه في الرابع منعرفش ولد ولا بنت بس كل اللي يجيبه ربنا خير...

ربنا يكرمك يا رب يا اخويا بالذرية الصالحة...
قالها عمار وهو شارد النظر قليلاً...
نظر له عمر ليردف بإستغراب...
عمار؟ انت كويس؟
عمار بإبتسامة باهتة...
أيوة الحمد لله...
لا انت مش كويس، انا حاسس انك مختلف خالص عن اخويا بتاع زمان...
مفيش يا عمر كل الموضوع اني متضايق شوية...

طب وساكت، إحكي بسرعة قبل ما ست يمنة تدخل علينا وهي الفضول واخد وعاطي معاها اليومين دول تقريبا حامل في حد فضولي وشكاك من اسبوعين اتهمتني اني بخونها وانا اصلاً كنت قاعد معاها اليومين اللي قبلها...

ضحك عمار ليردف بمرح...
ربنا هيرزقك باللي يطلع فيه اللي انت كنت بتعمله في الناس يا عم عمر...
المهم بس سيبك مني، احكي مالك في اية؟
تنهد عمار واخذ نفساً عميقاً ليردف بهدوء...
أنا كنت بحب واحدة اسمها ليلي و...
( حكي له عمار كل شيئ بداية من معرفته بها وحتى خيانتها له من وجهه نظره ).
عمر بغضب من أخيه...
انت يا ابني مبتحرمش؟ وأقسم بالله انت عايز قلمين على نافوخك اقولك على حاجه.؟ أهم القلمين...

ضربه عمر بيديه على رأسه مرتين متتاليتين...
عمار بغضب...
طب وإية لزمته الهزار البايخ دا يا عمر؟
دا ولا هزار ولا حاجه دا عشان تفوق لنفسك يا اخويا، انت مكفكش مرة واحدة لا بتكرر غلطتك تاني عادي وتخسر حد بتحبه تاني عادي؟

مرتين أية وبتاع أية أنا مش فاهم حاجه! ء قالها عمار بإستغراب وعدم فهم...

ايوة مرتين أنا مبحبش افتكر الموضوع دا خلي بالك بس مرتين، مرة لما أنا زمان خليتك تشك في لمار مراتي وفعلا انت صدقت اللي حصل واللي انت بس شوفته بعينك في حين أنها كانت بريئة والمرة التانية اديك بتكررها اهو...

تقصد انها ممكن تكون بريئة؟ قالها عمار بصدمة وعدم تصديق...
عمر بسخرية: مش ممكن دا اكيد، وبعدين يا اغبي خلق الله هو ازاي هتخونك في نفس اليوم اللي انت اعترفتلها فيه بحبك وهي كمان اعترفتلك؟ ازاي بقي، أنا عايز حضرتك تكنعني ازاي؟

طب ما يمكن هي بتقول كدا وخلاص لكن هي على علاقة بحد تاني يا عمر...
للدرجاتي مش واثق فيها؟
لا واثق بس، بس أتأكد ازاي؟

عمر بغضب منه: روح لمدير الماركة اللي كانت بتشتغل فيها ليلي وإسأله عن اللي حصل واتأكد بنفسك من كاميرات المراقبة، بس انا رأيي لو للدرجاتي مش واثق فيها يا عمار يبقي ملوش لازمة أصلاً أنك ترجعلها تاني لأنك بتأذي مشاعر إنسانة ملهاش ذنب، سوري يعني بس مش من الرجولة تحب واحدة وتيجي دلوقتي تقولي ما يمكن بتقولي كدا وخلاص وهي على علاقة بحد تاني، انت طالما اعترفتلها بحبك يبقي المفروض انت قايلاها بحبك وانت واثق فيها مية في المية...

صمت عمار لبرهة من الوقت يفكر بحزن في كلام أخيه، كلام عمر صحيح وهو يعلم هذا ولكنه أيضاً يريد التأكد من كل شيئ بنفسه حتى يطمئن قلبه...

وبالفعل أنهي عمار غدائه مع أخيه عمر وزوجته لمار، اتجه إلى سيارته وقادها مباشرة إلى تلك القاعة التي كانت تتدرب بها لمار في الماضي على عروض الأزياء التابعة لشركة mango العالمية...

نزل عمار من السيارة واتجه ليدخل القاعة وصعد إلى مكتب المدير ( يحيي ) مدير فرع مصر لهذة الشركة،
دق عمار على الباب ليأذن له المدير...
دلف ليجد يحيي متواجد بالمكتب...
يحيي بإبتسامة وقد عرفه.
أهلا أهلا استاذ عمار...
سلم عمار عليه بإستغراب...
هو حضرتك تعرفني؟
ابتسم يحيي بإيماء...

أيوة طبعاً حضرتك اللي فهمت موضوع ليلي اللي كانت عارضة عندي غلط، أنا مش فاهم اصلا اية اللي حصل خلاك تفهم غلط أنا كنت فرحان أنا وليلي في الوقت دا عشان ليلي كسبت وهتبقي واجهه الفريق دا غير المجلات اللي كتبت عنها وكنت بوريها إنجازاتها وهي من فرحتها وفرحتي برضه حضنتها غصبن عني من الفرحة من نجاحنا انت بقي فهمت غلط خالص...

عمار بصدمة شديدة...
ثواني، طب هو اليوم دا كان حفلة اية اللي خلاك تنادي ليها لوحدكم في المكتب؟

نظر له يحيي بغضب من شكه المبالغ فيه...
حضرتك انا مرتبط دا أولاً، ثانياً أنا نديت عليها عشان اعرفها الخبر اللي فرحني وفرحها وهي أن العرض نجح ونزل في المجلات وهتاخد عليه جوايز دا غير أنها بقت انفلونسر ( مؤثرة ) في بنات كتير كانو نفس جسمها لاني سمعت دلوقتي عنها انها خست خالص بنت عمتها سيرين قالتلي ان ليلي اتغيرت...

بنت عمتها سيرين! بنت عمتها سيرين...
رجع عمار بالذاكرة إلى الخلف ليتذكر أنه قبل أن يترك ليلي ويتجه إلى المكتب عند يحيي كانت بالأساس من أخبرته أن ليلي متواجدة في المكتب وأنها تخونه ولا تحبه هي سيرين ابنه عمة ليلي والتي أخبرته بكل هذا...

نظر عمار إلى يحيي وقد فهم الآن كل شيئ، فهم أنه وحده المذنب، وحده المسئول عن كل هذا، تركها من أجل شيئ لم تفعله تلك المسكينه، كسر قلبها وفي اليوم الذي اعترف لها في نفس اليوم الذي اعترف لها فيه بحبه، كيف يمكن أن يكون بهذة القسوة؟ هو المخطئ وليس أي أحد غيره بسبب كلمة قالتها ثعبانة خبيثة ك ( سيرين ) صدقها على الفور دون وعي أن ليلي هي أنقي من ذلك وكما قال أخيه له أنه فعلا يكرر نفس الخطئ مرتين، وهذا بالطبع اكبر خطئ قد يفعله إنسان...

حزن بشدة واتجه خارج المكتب وهو مكتئب وحزين يشعر بالألم الشديد، يشعر أنه ظلمها حقاً، يا إلهي ماذا سأفعل الآن وهل ستسامحني ليلي يا تري أم ماذا؟

نزل عمار إلى سيارته تجاه منزله وهو ينوي شيئاً ما، يرجو من الله اولاً أن يوفقه في هذه الخطوة، سأعيدك يا ليلي، سأجعلك تسامحيني مهما كان الثمن...
علي ماذا ينوي القبطان يا تري؟
وصل إلى شقته بعد ساعة وجلس على الأريكة يفكر فيما يجب أن يقوله ويفعله، بداخله الآن ألم كبير لا يستطيع تحمله لولا فقط أنه يريد إصلاح ما فعله بسرعة لكان الآن قلبه منفطر من الألم والندم على ما فعله...

عمار في نفسه بغضب وحسرة...
غبي، غبي، يا ريتني كنتي صبرت فهمت منها إيه اللي حصل، يا ريتني مكنش فيا صفة الشك دا، أنا بجد اكبر غبي اني ضيعتك من ايدي يا ليلي...

امسك عمار هاتفه ورن على شهاب صديقه...
ليرد شهاب بعد فترة على الطرف الآخر في الموقع الذي يعمل به...
الو، ازيك يا عمار عامل إيه؟
بخير الحمد لله يا بشمهندس، بقولك كنت عاوزك في موضوع كدا، قالها عمار بتوتر...

شهاب بإستعجال...
طب بص معلش عشان بس والله في أيدي شغل عاوز اخلصه أنا والفريق بتاعي، لما اروح هرن عليك نتكلم براحتنا تمام؟

تمام، سلام...
قالها عمار وأغلق الخط وجلس ينتظر قرابة الأربع ساعات لا يفعل شيئاً سوي التقليب في صورهم وزكرياتهم، وتخيلها عندما تعود إليه أو حتى تسامحه...

ولكن مهلاً ليس بهذة السهولة يا عمار، هل ستسامحه ليلي يا تري؟ ام للقدر رأي آخر.؟

وبالفعل وبعد مدة وبعدما جاء المساء في مصر...
رن هاتف عمار ليرد بسرعة عليه بعدما رآي أن المتصل هو صديقه شهاب...
عمار بسرعة...
آلو. ازيك يا شهاب عامل إية؟
شهاب على الناحية الأخري بهدوء...
الحمد لله بخير، اية يا عم مبسمعش صوتك إلا لما يكون في حاجه.
عمار وهو يأخذ نفساً عميقاً...
بص، عاوز احكيلك على حاجه وعاوزك تساعدني عشان محدش غيريك هيساعدني...
احكي يا عمار في اية؟
قالها شهاب بقلق وعدم فهم لما يحدث...

حكي له عمار قصته مع ليلي وحبه لها وأنه ما زال يعشقها إلى اليوم وأنه تفاجئ من معرفته خبر أنها مجبره على الزواج، حكي له كيف أنها كانت جارته السمينه في الماضي وكانت بالنسبة له اجمل فتاه على وجهه الأرض، حكي له كل شيئ حتى سوء الفهم الذي حدث حكاه له فلا أحد غيره قد يساعده في هذه المِحنة...

شهاب بصدمة بعد معرفته كل هذا...
معقول؟ كل دا يطلع منك انت يا عمار؟ طب يا اخي أتأكد قبل ما تتهم البنت بالباطل، هي حتى لو غلط أنها تحضن حد أيوة وهو اكيد غلط، بس متنساش أنها اتربت في أميريكا وهناك كأصدقاء عادي يعملو كدا، هل برضه ليها عذرها وانت المفروض تبقي فاهم كدا ازاي يعني هتخونك وانت لسه معترفلها بحبك وهي كمان اعترفتلك بحبها...

عمار بحزن...
اهو اللي حصل يا شهاب، وانا كنت عايز مساعدتك اني اقدر أرجعها ليا، عاوزها تسامحني بأي شكل، أنا مش عارف اعمل إية...

شهاب بغضب...
لا اسمحلي بقي اقولك انك لو عاوزني اروح اقولها سامحيه يا ليلي واتدخل في موضوع ميخصنيش تبقي غلطان يا عمار، انت غلطت فإنت لوحدك استحمل نتيجة غلطك وحاول تصلح اللي بينكم بسرعة...

عمار بإستغراب...
نعم؟ اشمعنا يعني؟
شهاب بغضب...
عشان ليلي لسه ليها شهر وهتناقش الماجيستير وتسافر برة عند ابوها وأمها لأن ابوها مستحلف ليها الشهر دا بس عشان دراستها في مصر وبمجرد ما هتخلص دراستها في مصر انت مش هتشوفها تاني...

صدمة، صمت، عدم استيعاب، ذهول...
هذه كانت مشاعر عمار عندما سمع هذا من صديقه...
عمار بصدمة شديدة...
انت بتقول أية؟ معقول خلاص شهر واحد بس؟
شهاب بغضب.
أيوة وأقل من شهر كمان يا غبي الماستر ( الماجيستير) بتاعها هيتناقش كمان تلات اسابيع...

صُدم عمار بشدة، بل زاد ألم قلبه أنه إن لم يتحرك ويأخذ موقفاً من اليوم لن يراها مجدداً...

عمار بصدمة...
طب، طب اعمل اية، أعمل اية بس يا ربي؟
شهاب بحزن على صديقه رغم غضبه منه...
أنا هساعدك وأمري لله، بس مساعدتي مش هتبقي كل حاجه لازم انت تاخد الخطوة الأولى...

يعني أعمل إية.؟ قالها عمار بحزن وشعور باليأس...
يعني لازم حضرتك تيجي الشغل بكرة تروحلها المكتب لازم تحاول تراضيها تعمل أي حاجه تخليها تسامحك وانا هحاول معاك...

عمار بتفكير بعض الشيئ...
بقولك اية انتو طالبين عمال الفترة دي؟
شهاب بضحك...
اه طالبين عمال نظافة...
عمار بدون تردد...
وانا موافق، هشتغل عامل نظافة...
شهاب بصدمة شديدة...
استني بس انت عندك شركة من أكبر شركات اسكندرية للإستيراد والتصدير دا غير انك قبطان على السفن اللي بتطلع من عندك، عايز تيجي تشتغل عندنا عامل نظافة؟

عمار بسخرية منه...
وأية المشكلة يعني هم عمال النظافة دول أقل مني في شيئ؟ وبعدين كلنا بشر مفيش حد أقل من حد اني أسخر من شغلته أو ارفض اني اشتغل شغلته وبعدين اي حاجه تهون مقابل أنها تسامحني، أنا لو هشتغل تمرجي في الشركة عندكم عشان أعرف ادخل وأخرج ليها هعمل كدا بدون تردد...

شهاب بضحك على صديقه...
والله يا عمار انت أهبل وعبيط وشكاك صحيح، بس حقيقي أنا بحترم الرجالة اللي شكلك وبحترم وجهه نظرك ويا رب البت توافق ترجعلك عشان افرح بيك أنا وحضرة الظابط حمزة...

عمار بهدوء...
إن شاء الله، يا رب يا ليلي تسامحيني...
اغلق كلاهما الخط بهدوء بعدما اتفقوا على ما سيفعلونه مع ليلي...
أما ليلي على الناحية الأخري في منزلها...
كانت جالسة أمام هاتفها تقرأ في رواية إلكترونية، تتابع الأحداث بشغف وابتسامة وهي تتخيل نفسها بطلة تلك الرواية...

أغلقت الهاتف بعد فترة وجلست في البلكون الخاص بها والمطل على البحر بأضواءه الخافته واضواء المدينه والليل والبحر لا يوجد شعور اجمل منهم...

جلست تفكر فيما ستفعله الفترة القادمة بعدما ترحل من مصر، وعند ذِكر سيرة الرحيل، جال في خاطرها سيرته هو، سيرة من كسر قلبها وحطمه، لماذا ليس معها، لماذا تركها، من أجل ماذا، من أجل شيئ لم تفعله؟ هل من المنطق أن يجعلها في نظره خائنه ويرحل بعيداً؟

ليلي في نفسها بحزن وهي تمسح دموعها...
إظاهر كدا أن الدنيا مش ناوية تضحك للي زيي يعني يوم ما حبيته هو تقريبا رجع في كلامه فإخترع أي حاجه عشان يسبني وقال عليا خاينه، يلا ربنا يوفقه هقول اية بس، ربنا يجبر قلبي اللي اتكسر دا...

وجاء الصباح على الجميع بعد عناء طويل لكليهما...
استيقظت ليلي وارتدت ملابسها والمكونة من بنطال من الجينز الداكن اللون مع بلوزه سوداء سادة جميلة للغاية أبرزت تفاصيل جسدها المنحوت والذي أصبح أكثر من رائع أثر التمارين الرياضية، (عقبال ما نبطل كسل ونعملها ).

فردت شعرها الذي ازداد طوله بشكل ملحوظ ليصبح أكثر من رائع...
اتجهت ليلي إلى خارج شقتها إلى الأسفل حيث سيارتها المركونة، اتجهت بها إلى الجامعة ولا يشغل بالها شيئ سوي إنهاء محاضراتها وانهاء هذا اليوم...

وعلى الناحية الأخري...
اغلق عمار الخط مع الذي كان يتحدث معه ليبتسم بشدة...
يلا الخطة بدأت، قالها عمار بحماس وقام من مكانه مسرعاً إلى الخارج ليبدأ العمل في شركته على الفور ففي الصباح سيعمل في الشركة وبعد العصر سيأتي عمر أخيه والذي كان يتحدث معه منذ قليل ليأتي ويستلم إدارة الشركات مكانه في هذا الوقت بعدما شرح له ما حدث وما ينوي عليه...

وبالفعل وصلت ليلي إلى الجامعه ودخلتها لتأخذ كمية لا بأس بها من المغازلات والمُعاكسات من الشُبان لأنها ملفته للنظر بشكل كبير...

نظرت ليلي لهم بإشمئزاز، واتجهت لتدخل إلى كلية الهندسة حتى تتابع دراستها ومحاضراتها...

أنهت ليلي المُحاضرات واتجهت لتخرج ولكن أوقفها دكتور شهاب...
التفتت ليلي إليه بإستغراب.
خير يا دكتور؟
دكتور شهاب بإبتسامة...
ازيك يا مهندسة ليلي، كنت عاوزك في موضوع...
ليلي بعدم فهم.
موضوع اية؟
احم، بصراحة يا ليلي أنا عاوز اقولك حاجة...
أنا ليا واحد صاحبي تعبان جداً بقاله فترة طويلة، ولما كشفنا عليه اكتشفنا أنه مريض وكل دا عشان حبيبته سابته...

ليلي بإستغراب...
ربنا يشفيه يا رب، بس، بس أنا اقدر اساعد بإية؟
شهاب في داخله بغضب...
منك لله يا عمار.
رفع صوته ليتابع بجدية...
هو بصراحة جاي يشتغل في المكتب عندنا انهاردة رغم إنه عنده شركة استيراد وتصدير إلا أنه جاي يشتغل عامل نظافة عشان بس يشوف البنت اللي هو بيحبها قبل، قبل ما يموت...

ليلي بصدمة...
يا حرااام. ربنا يشفيه يا رب، تمام قولي بس يا دكتور مين البنت اللي هو بيحبها وانا هساعده يرجعلها...

شهاب بإبتسامة...
بجد يا ليلي هتعملي كدا؟
طبعاً يا دكتور، كفاية أنه اشتغل عامل نظافة عشان بس يشوفها، دا انا لو مكان البنت دي هرجعله بدون تردد لأنه اكيد بيحبني طالما بيحاول يرجعلي بكل الطرق كدا...

ابتسم شهاب ابتسامة واسعة وهو يأخذ نفساّ عميقاً براحة بعدما شعر بطيبة قلبها وأنها من النوع الذي يسامح بسرعة، ولكن هل ستسامحه ليلي فعلا بسرعة؟

شهاب بإبتسامة.
خلاص لما يجي تشوفيه الأول وبعد كدا قرري هتساعديه ولا لأ؟
اومأت ليلي بإبتسامة جميلة، واتجهت مجدداً إلى سيارتها تقودها نحو المكتب الذي تعمل به...

نزلت ليلي من السيارة واتجهت لتصعد إلى الأعلي، ثواني وصُدمت بل تسمرت في مكانها من الصدمة عندما رأت عمار يرتدي زِيّ عاملي النظافة ويمسح الأرض أمام المكتب الذي تعمل به ليلي...

الآن ادركت ليلي ما يقصده شهاب ، الآن فهمت لماذا سألها هي ولماذا استجوبها هي بالطبع هي الفتاة المقصوده...

غضبت ليلي بشدة واتجهت ناحية المكتب دون أن تعيره اي اهتمام فبداخلها اقسمت بالأمس على نسيانه، اقسمت على نفسها أن تنساه نهائياً ولا تفكر به مجدداً...

عمار بصدمة عندما رأي أنها اتجهت إلى المكتب دون أن تعيره اهتمام...
بقي كدا؟ ماشي يا ليلي وانا بقي بالي طويل وهستحمل عنادك دا لحد ما ترجعيلي...

جاء شهاب بعد فترة إلى المكتب، ليضحك بشدة على صديقه عمار الذي يرتدي هذا الزي ويمسح الأرض...

شهاب بضحك...
عشت وشوفتك بتمسح ارضيات يلا يا عمار، استني هصورك وابعت الصورة لحمزة صاحبنا في القسم يجيي يضحك عليك ويحبسك دلوقتي...

عمار بغضب...
مش ناقصاك هي يا عم شهاب، حِل عني دلوقتي خليني اشوف هتصرف ازاي...
شهاب بخبث.
خلاص تمام أبعد أنا بقي وأسيبك من غير ما اقولك ليلي قالتلي اية انهاردة عليك...

عمار بسرعة...
لا لا استني بالله عليك، احكي قالت اية؟
شهاب بإبتسامة...
قالت اللي يعمل كدا عشان حبيبته يستاهل أنها ترجعله دا انا لو مكانها هرجعله واديله فرصة عشان هو حاول عشاني...

عمار بصدمة وابتسامة أمل ارتفعت على فمه...
بجد يا شهاب قالتلك كدا؟
أيوة، واظن انك تحاول مرة واتنين وعشرة عشانها مش عيب ولا إية؟
عمار بإيماء.
واحاول عشانها العمر كله بس هي تسامحني وترجعلي بس...
تركه شهاب بمفرده يراقبها من أمام المكتب وهو ينظف الأرض، بينما ليلي لم تعره اي اهتمام أو انتباه فبداخلها يؤلمها بشدة وهي تتذكر كيف عاملها هذا اليوم وكيف رفض أن يستمع إليها والي ما حدث...

خرج شهاب من مكتبه بعد فترة ليردف بأمر للجميع...
يلا يا مهندسين عشان نروح الموقع بس في شوية تغير حصل في إتنين هيقعدو هنا في المكتب عشان يراجعو التصميمات قبل ما تطلع والباقي هيجي معايا الموقع نشتغل هناك...

أشار شهاب بيديه إلى ليلي وشخص آخر...
بشمهندسة ليلي وبشمهندس أحمد هيقعدو هنا عشان هم من اكفئ المهندسين في المكتب وهم اللي هيقدرو يراجعو التصميمات صح قبل ما توصلي، الباقين معايا، يلا...

وبالفعل خرج الجميع تاركين ليلي وأحمد في المكتب بمجرد خروج شهاب حتى نظر له عمار بغيظ لأنه ترك مع ليلي رجل وليس انثي بينما شهاب نظر إلى عمار بخبث وابتسامة لئيمة، فهو يدرك جيداً ما يفعله، على عمار أن يتربي حتى لا يفعل بها ما فعل في الماضي مجدداً...

دخل عمار إلى المكتب بمجرد خروج الجميع ليردف بخبث وهو ينظر إلى ليلي.
انا جاي انضف هنا...
ليلي بغضب ولم تعره إهتمام...
والله ماحدش اتكلم فينا، تقدر تعمل اللي انت عاوزه...
بالفعل بدأ عمار العمل وهو يراقب جيداً كل تصرفاتها وتصرفات هذا المسمي ( أحمد ) والذي كان معها في المكتب...

أحمد وهو يتحدث مع ليلي.
بقولك إية يا بشمهندسة ليلي هو تقريبا في غلطة في الزاوية دي، بصي كدا؟

اتجه احمد ليقف بجانب ليلي والتي كانت تنظر في الأوراق إلى في يديه وهي تقف بجانبه غير منتبهةً لهذا الذي يخرج ناراً من رأسه على ما حدث...

اتجه عمار ليمثل أنه ينظف المكان بجانب ليلي ولكنه في الحقيقة يراقب ما يحدث عن قرب...

احمد بضحك بعدما تحدث عما في يديه من الأخطاء...
تصدقي يا مهندسة، انتي بجد اشطر واجمل مهندسة جت المكتب دا من ساعة ما اشتغلت فيه، أنا دائماً مؤمن ان الراجل المهندس اشطر من الست بس غيرت وجهه نظري لما شوفتك...

ليلي بإبتسامة هادئة غير مهتمه به هو الآخر...
شكرا لحضرتك...
بالطبع كان هناك من يشتعل من الغيظ، رغماً عنه امسك الدلو الذي به مياه ورماه على قميص احمد وبنطاله...
ليصرخ احمد بغضب...
مش تحاااسب...
عمار بهدوء وخبث.
معلش مخدتش بالي كان قصدي انضف الارض بس جه عليك...
اتجه احمد بغضب وسرعة إلى خارج المكتب يطلب المساعدة لتجفيف ملابسه أو تغيرها تاركاً ليلي وعمار بمفردهم...

عمار بخبث وهو يتجه ليقف أمام ليلي والتي كانت تنظر إليه بغضب شديد مما حدث للتو...

ازيك يا ليلو...
ليلي بغضب شديد...
اسمي البشمهندسة ليلي لو سمحت دا اولاً، ثانياً اية اللي انت عملته دا في بشمهندس احمد؟ وأية اللي جابك هنا؟

عمار بإبتسامة واسعة وهو يراقب ملامحها التي ازدادت جمالاً عن كثب وقرب...
جيت عشان، عشان اعتذر منك يا ليلي، أنا آسف ليكي على كل شيئ...
ليلي بغضب...
يا سلام وانا المفروض عليا اقولك تمام مسامحاك؟ حضرتك مدرك انت عملت فيا إية؟ طب انت فاهم أني اتكسرت فاهم أني خلاص كدا مش قادرة اثق في حد تاني واحب حد تاني؟ انت فاهم كدا ولا مش فاهم؟

عمار وهو يتمالك نفسه...
أنا، انا اسف يا ليلي، أنا كمان والله مكسور من اليوم دا بسبب غبائي وتصديقي انك خاينة أنا آسف ليكي اووي انا بجد بعتذرلك من قلبي...

ليلي بغضب...
واسفك مش مقبول يا حضرة القبطان، وانا اللي آسفة بس ورايا شغل وحضرتك معطلني، اتفضل يا تكمل شغلك يا تمشي مع اني شايفة أن الاحسن انك تمشي لأن اللي بتعمله دا مفيش منه جدوي...

عمار بحزن...
أنا مش همشي من هنا يا ليلي، أنا لو اطول هفوتلك بلاد عشان تسامحيني ومش كدا وبس يا ليلي...

ليلي بإستغراب...
اومال اية؟
ابتسم عمار ليتابع بحزن وأمل بعض الشيئ...
تسامحيني وترجعيلي يا ليلي...
ليلي بغضب...
لااا بقي حضرتك لو قاصد تشلني مش هتقول كدا، دا انت لو قاصد تكرهني فيك مش هتقولي الكلمة دي طب سامحيني كانت بسيطة شوية إنما سامحيني وترجعيلي؟ الإتنين مع بعض؟

أيوة يا ليلي وانا مش همشي من هنا ومش هسيبك الا وانتي مسامحاني وبرضه مش هسيبك تكوني لحد غيري، أنا اكبر غلطان في الدنيا عشان شكيت فيكي بالشكل دا، لكن برضه مش هيأس لحظة انك ترجعيلي وتسامحيني...

ليلي بغضب...
إحلم براحتك، كلها اسبوعين تلاتة ومش هتشوفني تاني وعشان كدا إحلم براحتك أنا مش عديمة كرامة والله عشان ارجعلك تاني او ارجع لحد قالي انتي خاينة وانا كرهتك وكلام جارح كتير عمري ما هنساه ابدا في حياتي اتقالي منك انت يا عمار، كلام كان السبب اني اتغير التغيير اللي انت شايفه دا...

عمار بغضب...
أنا كنت أغبي حد في الدنيا عشان شكيت فيكي، بس برضة يا ليلي أنا مطلبتش ابداً تتغيري كدا أو مصدرش مني كلمة في حق شكلك أو وزنك عشان تتغيري كدا، بالعكس انا حبيتك وانتي مليانة وحبك على اي شكل هتكوني عليه...

ليلي بغضب...
وأنا بقي ميهمنيش وجهه نظرك فيا إية، أنا بقيت شايفة نفسي اولاً ووجهه نظري في نفسي اولاً وميهمنيش أي حد تاني، وحضرتك اعتذارك مش مقبول، أنا مش قادرة اسامح حد جرحني بالشكل دا، مش قادرة اسامحك يا عمار، لو سمحت تتفضل تمشي عشان مش قادرة حتى ابص في وشك تاني...

عمار بحزن: انتي شايفة كدا.؟
ليلي بإيماء وتأكيد...
ايوة شايفة كدا، وشايفة أن كل عمايلك دي على الفاضي يا عمار...
عمار بتصميم...
وانا مش ماشي خطوة إلا لما احقق هدفي يا ليلي وهدفي هو انتي يا ليلي ومش حد غيريك.

نظرت له ليلي مطولاً بحزن وألم.
ثواني وجرت خارج المكتب لم تستطع كبح دموعها وبكائها أو حتى البقاء في المكتب لبقية اليوم...

خرجت تبكي إلى السيارة لم تستطع الصمود لبقية اليوم لذلك ركبت سيارتها واتجهت بها إلى منزلها مجدداً بعدما طلبت إجازة من مدير الشركة عن طريق الهاتف المحمول...

وعلى الناحية الأخري في المكتب الذي تعمل به ليلي...
ابتسم عمار ابتسامة حزينة، كم كان غبياً حين فعل هذا بها، ولكنه أيضاً سيصلح هذا الخطئ بأي شكل كان حتى لو سيكلفه حياته...

اتجه عمار ليغير ملابسه هو الآخر واتجه خارج الشركة، ركب سيارته واتجه بها إلى مكان ما وهو يبتسم بشدة ويقسم بداخله الا يمر هذا الشهر الا وهو فاعل المستحيل لتعود ليلي له وتسامحه...

عادت ليلي إلى شقتها وهي تبكي بشدة من كثرة بكائها لم تتحمل العمل لبقية اليوم، تذكرت كل شيئ، تذكرت شكه بها، تذكرت كيف نظر لها نظرة قتلتها في هذا اليوم، تذكرت ليلي كل شيئ...

اتجهت ليلي لتفتح البلكون وتجلس فيه تشم الهواء علها تهدأ قليلاً من نوبة البكاء تلك...

ثواني وسمعت صوتاً تعرفه جيداً يأتي من الناحية الأخري في البلكون...
الجو تحفففه انهاردة صح يا مهندسة ليلي، ولا اقولك يا ليلو؟
شهقت ليلي بصدمة وهي تري عمار يقف بالتراس أو البلكون المجاور لها كما كان في الماضي...

ليلي بغضب شديد.
انت اية اللي جابك هنا؟
عمار بخبث وعشق وهو يضع يديه على الجدار...
أنا قولتلك مش هسيبك إلا وانتي مراتي وعلى إسمي يا ليلي، وأقسم بالله لو اضطريت أخطفك هخطفك عشان تسامحيني أنا مبرجعش في كلمتي يا، يا حبيبتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة