قصص و روايات - قصص بوليسية :

قصة جريمة في وادي النيل ف5

قصة جريمة في وادي النيل ف5

قصة جريمة في وادي النيل ف5

مقتل لينيت
كان بوارو يمسح الصابون عن وجهه بعد ان حلق ذقنه في صباح اليوم التالي عندما دخل عليه
الكولونيل ريسي من دون أن ينتظر الإذن وأقفل الباب من ورائه ليقول له:
- قتلت لينيت دويل اخترق الرصاص رأسها الليلة الماضية...
ووجم بوارو لحظة فقد تدكر ان جاكلين قالت له في حديقة أسوان:.

( كم أتمنى ان أغرس مسدسي الصغير هذا في رأسها ثم اضغط على الزناد وينتهي كل شيء )
واستطرد ريسي يقول:
- وقد عهد الي بالتحقيق، ان الباخرة ستقلع بعد نصف ساعة ومع هذا فانها لن تقلع حتى أصدر الأمر بذلك شخصيا فهناك احتمال كبير ان يكون القاتل قد تسلل من الشاطىء واني على كل حال افوض اليك الأمر فأنت فارس هذا المضمار وقد تركت الدكتور بسنر يفحص الجثة.

وقبل بوارو المهمة الخطيرة بغير تردد. وكانت في الباخرة اربع قمرات ملحق بكل منها حمام وكان
يحتل القمرتين اللتين في جهة المرسى الدكتور بسنر ومستر بننجتون ومن الجهة الأخرى قمرة العانس فان شويلر ثم قمرة لينيت دويل وتليها حجرة ملابس زوجها
وتوجه بوارو والكولونيل الى مخدع القتيل حيث كان الدكتور بسنر يفحص الجثة وقد قال لهما بعد
ان فرغ من فحص الجثة:.

- لقد أطلق الرصاص من مسافة قريبة جدا فوق الأذن مباشرة والرصاصة صغيرة الحجم بعيار 22
وقد اخترق الجلد حول موضع الإصابة لأن فوهة المسدس كانت ملاصقة له وكانت القتيل نائمة فلم تحدث مقاومة.
وشرع بوارو يفحص الجثة بنفسه، فلاحظ فوق بياض الجدار الناصع حرف ج وقد كتب بمادة حمراء
اللون فانحنى فوق القتيل وتناول يدها اليمنى فوجد اصبعا من أصابعها مخضبا بالدم والمفروض ان.

هذه الأصبع هي التي كتبت ذلك الحرف على الجدار فصاح بسنر عندما لاحظ ذلك:
- هذا مستحيل هذا تظليل، فان المسكينة قد ماتت في الحال فلا يمكن ان تكون قد فعلت ذلك
- هذه حيلة طبعا المقصود بها الإبهام بأن القتيل قد تعرفت على شخصية القاتل فكتبت الحرف الأول
من اسمه بعد ان خضبت اصبعها بالدم النازف منها
فقال الكولونيل ريسي:
- ومن الذي يبدأ اسمه بحرف الجيم؟

- جاكلين دي بلفور خطيبة دويل السابقة وكانت قد أطلعتني في أسوان على مسدس صغير
زعمت انها تريد ان تضعه لصق رأس لينيت دويل ثم تضغط على زناده
- أليس هذا ما حدث فعلا؟
- قد يكون ولكن خبرني يا دكتور بسنر متى تقدر أن الوفاة قد حدثت؟
- الساعة الآن الثامنة صباحا وقد حدثت الجريمة منذ ثماني ساعات أو ست ساعات على أقل تقدير
- أي بين نصف الليل والثانية صباحا
- أجل..
- وأين زوجها...؟ أظنه ينام في القمرة المجاورة؟

فتولى الدكتور بسنر الجواب قائلا:
- انه في هذه اللحظة نائم في قمرتي أنا
ولما رأى دهشة الرجلين لم يجد بدا من ان يقص عليهما ما حدث بالأمس من اطلاق جاكلين الرصاص على ساق سيمون وأصابته بكسر في العظام يحتاج الى الكشف بالأشعة بمجرد العودة الى أسوان كما ذكر لهما ان جاكلين ظلت تحت حراسة الآنسة بويرز طول الليل
وانتقل الرجال الثلاثة بعد ذلك الى قاعة التذخين حيث أمر الكولونيل ريسي ربان الباخرة بأن.

يخصصها للتحقيق الذي سيقوم به المسيو بوارو
وسأل بوارو عن الشخص الذي اكتشف الجريمة فعلم انها الخادمة الفرنسية الخاصة بلينيت
واسمها لويز بورجيه فقد دخلت لتوقظها كما هي العادة كل صباح فوجدتها على تلك الصورة
فأسرعت باخطار الربان فقرر بوارو بعد ذلك أن يبدأ بتحقيق حادث اطلاق الرصاص على سيمون
وان يستجوب كورنيليا أولا فدكرت الحوادث بترتيبها واجتهد بوارو ان يعرف أزمنة الحوادث على وجه.

الدقة، فتبين ان لينيت دخلت قمرتها في الحادية عشرة والثلث وان بننجتون قد انصرف الى
مخدعه بعد ذلك بثلاث دقائق أو أربع أما وقت اطلاق الرصاص على سيمون فقد حدده فانثورب.

اذا كان قد نظر في ساعته قبيل ذلك عندما غادر الصالون بأنه كان بعد منتصف الليل بربع الساعة وكان واضحا ان أحدا من الأشخاص الأربعة الذين كانوا في الصالون لم يغادره منذ أوت لينيت الى الفراش وتأكد بوارو أيضا انه بعد اطلاق الرصاص لم تترك جاكلين وحدها لحظة واحدة وهذا يخرجها من.

جريمة القتل وكان بوارو حريصا على معرفة جميع التفاصيل ولاسيما طريقة اطلاق الرصاص ثم سقوط المسدس والإتجاه الذي رفسته اليه الفتاة في ثورة أعصابها
وبذل عناية كبيرة في معرفة المدة التي انقضت بين خرزج فانثورب وكورنيليا للمضي بجاكلين الى مخدعها وبين عودة فانثورب مصطحبا الدكتور بسنر للعناية بسيمون فثبتان تلك المدة تصل الى عشر دقائق.

ثم ثبت ان المدة التى انقضت بين نقل سيمون الى قمرة الطبيب وعودة فانثورب للبحث عن المسدس تزيد عن خمس دقائق وفي هذه الدقائق أخد شخص مجهول المسدس من تحت المقعد
وكان من المستحيل ان يكون ذلك الشخص جاكلين لأنها كانت محقونة بالمورفين في مخدعها تحت ملاحظة الآنسة بويرز فمن هو ذلك الشخص؟

ان لهذا السؤال أهميته الكبرى فمن المحتمل ان يكون ذلك الشخص هو قالتل لينيت دويل لأن هذا الوقت يتفق مع الوقت الذي قدره الطبيب لوقوع الجريمة كما انه من المرجح ان ذلك الشخص شهد بطريقة ما الذي حدث في الصالون قبل ذلك بحيث كان يعلم مكان المسدس لأن المسدس لم يكن ظاهرا بل تحت المقعد، فلم يكن من الممكن ان يعثر عليه بمحض المصادفة ولكن فانثورب أكد لم ير أحدا حول الصالون وان الأبواب كلها كانت مقفلة.

وبعد ذلك استجوب بوارو فانثورب عن تصرفاته بعد عجزه عن العثور على المسدس فقرر انه توجه
الى قمرته في الساعة الثانية عشرة والنصف وهي القمرة رقم22 في الجانب البعيد عن المرسى وهي أقرب القمرات الى الصالون كما قرر انه لم يسمع شيئا وهو في قمرته سوى صوت أشبه ما يكون بوقوع شيء في الماء ولكنه لايستطيع الجزم بذلك لأنه كان قد بدأ يستسلم للنعاس وقد حدد الوقت على وجه التقريب بالساعة الواحدة.

أما كورنيليا فقررت انها توجهت بعد المساعدة في تضميد جراح سيمون الى قمرتها الخاصة رقم 43
من جهة المرسى وهي قمرة الملاصقة لقمرة جاكلين دي بلفور وقررت انها لم تسمع شيئا بعد ان ذهبت الى مخدعها
وأما الآنسة بويرز فقد طابقت أقوالها كورنيليا وفانثورب ونفت ان جاكلين تفوهت في نوبتها بأي
بتهديد للينيت وأكدت لها انها لم تفارق حجرة جاكليبن طول الليل.

ولما انصرفت الممرضة، تبادل بوارو والكولونيل ريسي نظرات الحيرة فقد انتفت كل شبهة عن عدوة القتيلة اللذوذ جاكلين اذن فمن الذي قتل لينيت دويل؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة