قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية توأم الروح للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

كادت فرح أن تنزل من السيارة لتتوقف يدها على المقبض وتعتدل لتجلس مجددا وهى تنظر بوجل الى تلك الفيلا التى غادرتها مكسورة الفؤاد، نظرت اليها أمانى قائلة:
منزلتيش ليه يافرح؟
التفتت اليها فرح قائلة بقلق:
مش عارفة ياامانى خفت فجأة وكل مشاعر القلق رجعتلى.
قالت امانى فى قلق بدورها:
والله أنا كمان قلقانة يافرح من ساعة ما صابعى انجرح النهاردة ومعرفتش ألبس دبلتى، وانا قلبى فجأة انقبض مش عارفة ليه؟

نظرت اليها فرح قائلة:
متقلقيش ياأمانى، يمكن عشان اول مرة تقلعيها من يوم ما اتجوزتى، بس انتى زى ما تكونى لابساها بالظبط، مش شايلاها فى السلسلة بتاعتك؟
وضعت امانى يدها على صدرها لتتلمس الدبلة المستترة داخل ملابسها قائلة وهى تحاول أن تطمئن نفسها:
طبعا شايلاها، الدبلة دى لو فارقتنى هحس ان بيجاد هو اللى فارقنى، تعرفى، يوم ما لبسهالى قاللى.

《أنا مش بحط دبلتى فى ايدك ياأمانى، أنا بحط قلبى وحياتى كلها فى ايديكى، وطول ما انا شايفها فى ايدك هعرف انى انا لسة فى قلبك 》.
لتربت على الدبلة مجددا قائلة وقد بدأت الدموع تترقرق بعينيها:
هو مش بس لسة فى قلبى ده بيجرى فى دمى يافرح.
قالت فرح فى حنان وهى تربت على كتفها:
طول ما انا شايفة حبك لبيجاد واخلاصك ليه هيفضل عندى ايمان بان الحب لسة موجود فى الزمن ده ياامانى.
ربتت امانى على يد فرح قائلة:.

الحب الحقيقى هيفضل موجود، طول ما الدنيا موجودة يافرح.
لتعتدل قائلة:
المهم، بصى بقى، انا عايزة حبك يكون قوى، ولما ندخل الحفلة تفتكرى ان انتى مبقيتيش فرح اللى كان يعرفها بدر من شهر فات، صحيح لسة جواكى فرح الطيوبة المرحة ام دم خفيف بس كمان بقيتى فرح الجميلة أوى من برة، الواثقة فى نفسها واللى تقدر تخرج وتعبر عن كل حاجة حلوة جواها، اتفقنا؟

أومأت فرح برأسها وهى تبتسم لتشير اليها امانى باصبعها محذرة وهى تقول:
بس مش عايزاكى تضعفى مع أول كلمة حلوة هيقولهالك، وافتكرى دايما أنه قبل كدة كره ضعفك وقلة حيلتك فبينيله قوتك، بس فى نفس الوقت متزوديهاش عشان شخصية زى بدر هتكون عنيدة وممكن يغلب كبرياؤه على قلبه، تمام؟
ابتسمت فرح وهى ترفع يدها بالتحية العسكرية قائلة:
تمام يافندم.
ابتسمت أمانى قائلة:
طب أدامى يالمضة.

لتسبقها فرح بالنزول من السيارة وتنتظرها حتى أغلقتها ليدلفا سويا الى الحفل.

من أول لحظة دلوفهما الى الحفل لفتا الأنظار اليهما، لم يكن جمالهما وحده هو السبب فالحفل ملئ بالجميلات ولكنها كانت جاذبيتهم الساحرة وطلتهم الراقية هى من جعلت العيون تتعلق بهما وتتابع تقدمهما باتجاه تلك السيدة التى ما ان رأتهما حتى استقرت عيناها على فرح لتتسع عيناها فى صدمة لم تلبث أن تحولت الى سعادة غمرت ملامحها وهى تمسك يد فرح قائلة بلهفة:
فرح انتى هنا بجد؟أنا مش مصدقة عيونى، ايه الجمال ده كله؟

احتضنتها فرح قائلة:
وحشتينى ياماما.
قالت فريدة فى حنان:
انتى اكتر يابنتى.
لتخرج من محيط ذراعبها وهى تقول بعتاب:
كدة يافرح، كدة المدة اللى فاتت دى تختفى ومحدش يعرف عنك حاجة؟ده احنا قلبنا الدنيا عليكى، واطمنا شوية لما عرفنا ان انتى كويسة من الفلوس اللى صرفتيها انبارح.
تبادلت كل من فرح وأمانى النظرات لتعود فرح بنظراتها الى حماتها قائلة:.

انتى عارفة ياماما أنا مشيت ليه، زى ما انتى عارفة ان كان مستحيل أقعد بعد الكلام اللى سمعته، عموما ملوش لازمة الكلام فى اللى فات، احنا ولاد النهاردة
نظرت الى أمانى قائلة:
لما امانى قالتلى على حفلة النهاردة مكنتش هاجى الصراحة.
لتعود وتنظر اليها قائلة:
لولا حسيت أد ايه انتى واحشانى.
انتبهت فريدة لأول مرة الى تلك الفتاة التى تصاحب كنتها لتتأمل ملامحها الجميلة وابتسامتها الرقيقة وهى تقول باعتذار:.

أنا آسفة يابنتى، فرحتى برجوع فرح مخليتنيش اعرف أرحب بيكى.
اتسعت ابتسامة أمانى امام كلمات فريدة الطيبة لتقول:
ولا يهمك يامدام فريدة، انا اتشرفت بمعرفة حضرتك.
قالت فرح:
امانى بتشتغل فى العلاقات العامة فى شركة المنياوى ياماما.
ابتسمت فريدة قائلة:
نورتينا يابنتى.

لتلمع فى رأسها فكرة، ربما تساعد تلك الفتاة جاد فى تخطى محنته وتلك التجربة المريرة بحياته، فأمانى تبدو طيبة، رقيقة ومن عائلة، عاقلة وملائمة جدا لولدها، فقط لو خلقت فرصة لاجتماعهما فربما وفقط ربما يتخلى ولدها عن عزوفه الدائم عن الزواج مجددا، ليستقر حينها فى الاسكندرية بجوارها ويتخلى عن سفره الدائم الى فرنسا والذى يبدو كمهرب له من الذكريات، فقط لو.
التفتت الى فرح قائلة بلهفة:.

ايه رأيك يافروحة لو تخلى صاحبتك تيجى تقضى معانا يومين فى البلد، نسافر بكرة كلنا وأهو يبقى تغيير جو لطيف.
قالت فرح بابتسامة:
مش هينفع ياماما لانى مش جاية أقعد انا جاية اشوفك بس وامشى تانى.
اتسعت عينا فريدة فى صدمة لتقول بعدها بخيبة أمل:
طب ليه بس كدة يافرح؟ده احنا ماصدقنا انك رجعتى.
قالت فرح بنبرة رغما عنها ظهرت المرارة بها:.

انتوا مين ياماما؟قصدك انتى، عموما متقلقيش، كل ما هتوحشينى هاجى وأشوفك وهبقى اقولك على عنوان أمانى عشان تزورينا.
قالت أمانى باابتسامة:
تشرفينا يامدام فريدة.

نقلت فريدة نظراتها بينهما وكادت ان تعترض ولكن شيئا ما جعلها تصمت وهى تدرك ان الحل الوحيد لرجوع زوجة ابنها الى المنزل بات فى يد بدر، بينما أملها فى أن يرجع جاد لطبيعته بات فى يد أمانى وتدرك أيضا أن الأمل مازال قائما، فقط عليها توفير كل السبل لتحقيق أحلامها وستحصل على كل أحلامها آجلا كان أو عاجلا..

كان بدر يقف مع صديقه هادى حين وجده ينظر الى نقطة ما خلفه وهو يقول باعجاب:
بص ياابنى ع البنات دول، دول صواريخ والله.
قال بدر بملل:
انت مش هتبطل طريقة كلامك دى يا هادى، وبعدين ايه يعنى، ما الحفلة مليانة بنات حلوين.
قال هادى وعينيه مازالتا على تلك الفتاتين تتابعانهما:.

صحيح الحفلة مليانة بنات حلوين بس دول حاجة تانية، ضحكة البنت اللى لابسة ازرق دى تجنن يالهوى على الجمال، ولا اللى لابسة اسود ياربى ع الرقة، تحسهم بنات ناس بصحيح مش زى الأشكال اللى نعرفها.
ابتسم بدر قائلا:
قصدك الأشكال اللى انت تعرفها.
نظر اليه هادى فى استنكار قائلا:
لا ياشيخ، طب ونفين دى تبقى ايه ان شاء الله؟
هز بدر كتفيه بلا مبالاة قائلا:.

لزقة ومش راضية تسيبنى فى حالى وأظن انك ملاحظ انى منفضلها ومش عاطيها وش، خليهالك ياسيدى، اشبع بيها.
نظر هادى باتجاه الفتاتين مجددا وهو يقول:
لا يااخويا مش عايزها، هى عنيها عليك انت، انا عايز حاجة زى دول، ايه ده، استنى كدة، دول واقفين مع مامتك وبيتكلموا ويضحكوا كمان.

التفت بدر على كلمات صديقه ليرى ان كان يعرفهما بدوره ليرى فتاتين بالفعل تقفان مع والدته، احداهما تلبس فستانا أسود برقبة يضم جسدها برقة حتى ركبتيها وعليه جاكت أبيض ضيق حتى خصرها، تبدو جميلة وأنيقة للغاية، مهلا انه يعرفها، انها الفتاة التى تعمل بالعلاقات العامة بشركته ليبتسم بداخله وهو يدرك ضياع فرصة صديقه مع تلك الفتاة فهى سيدة متزوجة وجادة جدا، نظر الى الفتاة الأخرى لتلفت انتباهه على الفور وتبدو مألوفة الى حد ما ترتدى فستانا أزرقا دون أكتاف مطعم بالفصوص الفضية يصل حتى ركبتيها ليكشف عن ساقين جميلتين تنتهى بحذاء فضى أنيق يلائم تلك الحقيبة الفضية الصغيرة والتى تمسكها فى يدها برقة، ابتسم حين هزت برأسها تنفى شيئا ما ليهتز شعرها الجميل يمنة ويسارا، تتناثر خصلاته الحريرية، التفتت تخاطب صديقتها ليشعر بالصدمة تهز كيانه، فتلك الفتاة تشبه، لا لا، لا يمكن أن تكون هى، بل انها هى، زوجته الهاربة، ولكن مهلا، مالذى حدث لها، هل فقدت وزنا؟لقد تغيرت تماما، بل انها صارت أجمل بكثير مما كانت عليه بالسابق، ترى ما الذى غيرها بتلك الصورة، من بدلها الى تلك الفاتنة التى خلبت لبه؟تسارعت أنفاسه حين ابتسمت برقة لتظهر غمازتيها الجميلتين وطار عقله مع تلك اللمعة بعينيها، تساءل فى حيرة، اين كانت تلك اللمعة بعينيها حين كانت معه بل أين كانت تلك الأنثى الفاتنة حين كانت معه؟ أفاق على صوت هادى يقول بوله:.

يالهوى على دى غمازات، أنا رايحلها خلاااص.
جذبه بدر من ذراعه قائلا فى غضب:
رايح فين بس تعالى هنا واخرس خالص، انت عارف انت بتتكلم على مين؟
قال هادى فى دهشة من نبرات صديقه الغاضبة:
هكون بتكلم على مين يعنى؟
قال بدر هادرا:
على مراتى ياسى زفت، اخفى بقى من أدامى دلوقتى.
ثم تركه ليتجه الى والدته بخطوات سريعة غاضبة وسط دهشة هادى الذى عاد بنظراته الى فرح قائلا:.

المزة دى تبقى مراتك؟اومال كنت بتقولى فلاحة ومش طايقها، تلاقيك كنت خايف عليها من الحسد يااخويا، يلا بقى اصل الدنيا حظوظ وانت طلعت محظوظ ابن محظوظة ياسى بدر.

كانت فرح تتحدث مع فريدة حين تجمدت تماما وهى تستمع الى صوت بدر الغاضب وهو يقول:
والله عال ياست هانم، جاية الحفلة زى ما تكونى معملمتيش حاجة، ولا كأنك هربتى وخليتينا نلف البلد كلها عليكى، ياترى ممكن اعرف الهانم كانت فين وبتعمل ايه؟

ابتسمت امانى داخليا فرد فعله الغاضب يدل على ان فرح لفتت انتباهه وبقوة بينما اغمضت فرح عينيها بألم فلم تتوقع ردة فعله تلك ابدا، تتعجب من نبرة الغضب التى ملأت صوته، لقد كانت تتوقع منه لا مبالاة او اعجابا ولكن غضبا، هذا ما لم تتوقعه على الاطلاق، لتفتح عيونها على صوت فريدة وهى تقول:
اهدى بس يابدر وافهم الاول...
قاطعتها فرح قائلة بهدوء:
استنى انتى ياماما.

ثم التفتت اليه تطالعه بكل برود، لا تظهر ملامحها تلك المشاعر التى تجتاحها، فقلبها يشتعل شوقا اليه، الى ملامحه التى تعشقها، وكيانها كله يحثها على أن ترتمى بين ذراعيه تبثه شوقها اليه، ولكنها تماسكت، تتذكر تحذيرات أمانى لها، يجب أن لا يراها سهلة، يجب.
شعرت بملامحه تلين وهو يتأملها باعجاب دون أن يدرى لتزداد ثقة بنفسها وهى تقترب منه قائلة فى برود جليدى:.

الهانم اللى هربت كان ليها اسبابها، ولا نسيت كلامك يابدر بيه، تحب افكرك؟
أحست بصدمته التى حاول ان يحتويها بسرعة قائلا:
حتى لو سمعتى كلامى فده مش مبرر ليكى عشان تسيبى البيت وتهربى.
ثم اشار لكامل مظهرها مستطردا:
والله اعلم كنتى فين وبتعملى ايه؟
اشارت اليه باصبعها تحذره قائلة:
الزم حدودك، أنا مش هسمحلك بأى كلمة اهانة بعد كدة، مفهوم؟عن اذنكم.
امسك يدها بغضب قائلا:
رايحة فين؟

ازالت يده ببرود وهى تنظر الى عمق عينيه قائلة:
رايحة أشرب حاجة سخنة اصل الجو هنا بقى بارد اوى.
تركته مغادرة المكان لينظر فى اثرها مصدوما ثم عاد بنظره الى والدته قائلا:
فرح اتجننت ياماما.
قال فريدة بابتسامة مكتومة:
روح ورا مراتك يابدر ورجعها وبلاش شغل العيال ده.
عقد حاجبيه وهو يتركهما ويتبعها لتتسع ابتسامة امانى وتنظر اليها فريدة فى تلك اللحظة لتبتسم بدورها قائلة:
انتى اللى غيرتيها بالشكل ده، صح؟

قالت امانى بابتسامة:
الحب هو اللى غيرها، أنا بس كنت الوسيلة.
اتسعت ابتسامة فريدة وهى تقول:
انا شكلى هحبك اوى ياأمانى.
ابتسمت امانى وكادت ان تقول شيئا لولا ذلك الشعور الغريب الذى غمر قلبها فى تلك اللحظة لتعقد حاجبيها فى حيرة وهى ترى ملامح فريدة تنبسط بشدة وهى تنظر الى نقطة ما خلف أمانى قائلة بحنان:
وآدى كمان ابنى الكبير جه، تعالى ياجاد عشان اعرفك على أمانى.

التفتت امانى لتنظر الى جاد، ليشحب وجهها بشدة وتتسع عينيها بصدمة فعلى بعد خطوات صغيرة منها، كان يقف عاقدا حاجبيه بعدائية ذلك الذى اشتاقت لرؤيته كثيرا، حبيبها وزوجها الراحل بيجاد لتقع مغشيا عليها على الفور ويلفها السواد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة