نوفيلا حبيبتي طفلة للكاتبة حنان قواريق الفصل الثاني
أيقنت يا حبيبي بأن القدر قد وضعك أمامي لأكون
عوض الله لك فلا تبالي
كانت تجلس على مقعد خشبي يطل على البحر لتستنشق الهواء العذب بعد أن شعرت بالاختناق بالداخل، خلعت حذائها ذو الكعب العالي تضعه بجانبها لتتابع سير المياه الساحرة
هنا اتجه ابن عمها يهتف لها بسخريه:
- قاعدة لوحدك هنا ليه يا دكتورة؟
زفرت بغضب مجيبه:
- مالكش دعوة، أمشي من هنا أحسنلك.
اقترب منها أكثر حتى كاد أن يلامس كتفها بيده القذره لتسرع تلتقط حذائها تهوي به على وجهه ليصرخ بألم، هتفت بتشفي:
- ما عاش إلي هيلمسني وهو مالوش حق يا سعد!
ابتعد عنها مسرعا حتى لا يشاهده أحد وهو يتوعد لها بالرد القاسي..
بينما كانت هناك عيون قوية تتابع الموقف عن قرب!
بدورها عادت تطالع موجات المياه التي تتراطم أمامها بقوة بهدوء وكأن شيئا لم يكن، لحظات قليلة وسمعت أحدهم يهتف من خلفها بصوت رجولي صارم:.
- إلي يشوف وشك الملائكي ميقولش أنك شرسه كده!
أدارت وجهها ناحية الصوت بعد أن تأهبت بشراسه
ليظهر أمامها رجل يرتدي بذله سوداء أنيقه، طوله يجاري طولها مرتين! عريض الكتفين كأنه بطل من أبطال الملاكمه، يمتلك بشرة حنطيه وعينين سوداء كسواد الليل، شعره أسود تتخلله بعض الخيوط البيضاء بشكل جعل منه مغري بشكل جميل!
طالعته بغضب بعض الشيء لتهتف:
- أنت مين؟
أبتسم بهدوء على شكلها الغاضب ذلك، يقسم بأنه يرى طفله بريئه أمامه تضع قناع الشراسه حتى تحمي نفسها من الخطر، وضع يديه بجيوب بنطاله يهتف:
- أنا واحد جيت الفرح مع أخويا واتخنقت وقولت أخرج برا أشم شوية هواء!
هتفت بتلقائية:
- وأنا كمان جيت مع ماما وبابا غصب عني واتخنقت وخرجت هنا
أقترب منها قليلا يهتف بجديه:.
- ياريت متعتبريش كلامي ده تحرش بيكي يا أنسة بس انتي ما شاء الله زي القمر ومينفعش تقعدي هنا لوحدك بالليل، شوفت الشاب إلي كان عندك من شوية وكنت هدخل بس شوفتك عملتي فيه ايه!
لا تدري لما شعرت بوجنتيها تشتعلان بحرارة قوية فجاءة، هتفت وهي تعود لطبيعتها الخجولة:
- شكرا لحضرتك بس أنا قد نفسي واقدر أحمي نفسي كويس من الناس دي، وعلى فكرة إلي كان هنا ده ابن عمي
طالعها بصدمه يهتف:
- ابن عمك؟!
ابتسمت بهدوء لتظهر حفرتيها بوضوح أكبر بشكل جعله يسرح بجمال هذه اللوحة الفنية الساحرة أمامه، هتفت بعد أن شعرت بنظراته تلك:
- دي قصة كبيرة لو جمعتنا الصدفه تاني هقولهالك
اومأ لها بهدوء يهتف:
- على فكرة أنا أسمي مصطفى!
هتفت بخجل:
- تشرفت ليك يا أستاذ مصطفى، أنا وكرمل!
صدحت ضحكاته عاليا الأمر الذي جعلها تزم شفتيها كالأطفال بغضب كبير، ارتدت حذائها بسرعة بعد أن شعرت بأنها على وشك البكاء لا تدري لماذا، أوشكت على المغادرة ليهتف لها وهو يكتم ضحكاته قائلا:
- أنا آسف بجد إني ضحكت
منحته نظرة جانبيه مجيبه:
- دي قلة ذوق أنك تضحك على أسمي يا أستاذ!
ضحك مجددا يهتف:
- والله مضحكتش على اسمك، ضحكت علشان قولتيلي أستاذ..
طالعته بغرابة تهتف:
- وليه يعني؟
ارتدى قناع الجديه مجددا ليهتف:.
- علشان أنا كبير المفروض تقوليلي يا عمو!
ضحكت بطفوليه مجيبه:
- بس أنت مش باين عليك كبير، عمرك كام بقى؟
هتف بمرح:
- 38 سنة!
رفعت حاجبيها لتهتف:
- قولتلك مش كبير يعني، الفرق بيني وبينك 15 سنة بس!
أبتسم بهدوء على براءة هذه الفتاة الجميلة التي تقف أمامه الأن وكأنها ملاك أرسله الله لتكون سبب سعادته الليلة، هتف لها:
- امممممم يعني انتي 23 سنة؟ طفلة!
شعرت بغضب شديد يجتاحها مجددا لتهتف وهي تبتعد عنه تسرع ناحية الداخل:
- أنسان قليل الذووووووووووق
ضحك مجددا وكأنه لم يضحك من قلبه هكذا منذ سنين مضت!
بقي يتبع أثرها حتى أختفت من أمامه ليتنهد بهدوء قائلا لنفسه:
- الظاهر طفله زيها قدرت تضحكني من تاني!
هنا سمع شقيقه سيف يهتف من خلفه وهو يغمز له بخبث:
- مين المزه إلي كانت بتكلمك من شوية يا مصطفى
هتف الأخير وهو يسير يتجه ناحية الداخل:
- دي طفله صغيرة متخدش بالك!
طالعه شقيقه بغرابه ليلحقه للداخل وهو لم يفهم شيئا!
بينما أسرعت كرمل بأتجاه والديها تهتف لهما بهدوء:
- خلينا نمشي بقى بكرا ورايا شغل يا بابا
اومأ لها والدها بهدوء بينما طالعتها والدتها بندم لتهمس لها:
- حبيبتي متقوليش لباباكي ب إلي أنا عملته
ابتسمت لها تهتف:
- متشغليش بالك يا ماما
اتجهو لتوديع العروسه ومن ثم غادرو المكان تحت نظرات ابن عمها ( سعد ) الذي أقسم أن يأخذ حقه منها مهما كلفه الأمر..
بينما كان هناك هو يقف يطالعها وهي تسير برفقة والديها بنظرات قوية لا يدري لماذا!
تلك الفتاة حركت بداخله شيء بتلك المقابلة القصيرة، طفله بجسد فتاة بالغة، بريئه للحد الذي لا حد له، جمالها الداخلي الساحر الذي لاحظه من خلال حديثه القليل معها!
هتف لنفسه مجداا:
- يا ترى هشوفك مرة تانيه يا كرمل؟
هتف شقيقه الذي يتابع نظراته للفتاة:
- شكلك وقعت بالطفلة بتاعتك دي يا مصطفى!
أمسك بيد شقيقه يخرجون قائلا:.
- هنتأخر على الحجه يا سيف..!
في منزل عاصم شقيق عصام والد كرمل كانت هناك حاله من الغضب الشديد من الوالد على أبنه سعد!
بينما كانت الأم تحاول تهدئة الأمور بينهما وهي تهتف:
- بنت أخوك دي وحدة قليلة الأدب يا عاصم!
منحه زوجها نظرة ناريه يهتف:
- انتي تسكتي خالص يا مدام، ابنك إلي قليل التربية وتعرض لبنت عمه إلي هي لحمه ودمه وشرفه، يستاهل الخريطة إلي عملتهالو بوشه دي!
جزت زوجته على اسنانها تهتف:
- هدفعها التمن غالي اوووي.
كان زوجها على وشك ضربها ولكن سعد وقف بينهما يهتف:
- خلاص يا بابا حقك عليا وحق كرمل كمان، بكرا هروح اعتذر منها ومن عمي!
منحه والده نظرة غضب ليهتف:
- خلاص يا سعد أنسى البنت، دي مش من نصيبك ولا بتحبك
كانت زوجته على وشك الرد عندما وجدت ابنها يغمزه لها بالسكوت، هتف بخبث:
- حاضر يا بابا خلاص هنساها
أجابه والده وهو يبتعد عنه:
- أتمنى تكون صادق يا سعد
هنا هتفت والدته بغضب عندما ابتعد زوجها عنها:.
- كمان هتعتذر منها؟ مش كفايه أنها رفضتك وضربتك كمان!
جلس يهتف بخبث وتوعد:
- صدقيني يا ماما هخليها تعيط دم وتيجي تبوس رجلي علشان اتجوزها! انتي بس اسمعي كلامي وخليكي معايا!
اومأت والدته وهي تتوعد لها أيضا!
ترى ماذا ستخبئ الأيام الماضية لتلك الجميلة ( كرمل )...!
كانت قد أنهت صلاة العشاء ومن ثم اتجهت ناحية سريرها لتنعم بقسط من الراحه بعد أن شعرت بنعاس شديد يداعب جفونها، أغمضت عينيها لتقفز صورته الجميله تلك أمام ناظريها فجاءة!
فتحت عينيها من جديد تهتف لنفسها بتأنيب:
- انتي قاعدة تحلمي ليه ليه يا كرمل؟ ده أنسان قليل الذوق قال عليكي طفلة! وفوق كل ده عجوز كبير وبشع!
حدثت نفسها ثانيه وكأن مس من الجنون أصابها تهتف:.
- لا لا مش بشع هو حلو اوووي وفيه حاجة تشد كده!
أنبت نفسها من جديد لتجبر عينيها على النوم بعد أن أقنعت نفسها بأنه رجل كبير ولن تراه ثانية بعد اليوم...!
ولكن هل هذا ما سيحدث؟ أم ان القدر له كلمة أخرى؟