قصة هوس العشق للكاتبة منة هشام
الفصل الثالث بعنوان: حيرة
تشعر باصابع علي كتفيها تجعلها غير قادره علي الحراك لكنها قررت ان توجه هذا وتلتفت عدت الي ثلاثه ثم التفتت مره واحده
لحظه صمت..
-حازم.. هتفت بصوتها الخافت المرتعش
ابتسم علي حالتها تلك وهو يقول
-يبدو كأنني قد افزعتك
لتتمتم بتوتر وهي تحاول تجنب النظر في عينيه المبتسمه
-لا لم تفعل
-نعم.. نعم اعرف فهاذا واضح اجابها بسخريه وهو يبتسم ابتسامه الجانبيه المعتاده... مما جعلها تعبر بوجه ساخر في هذه اللحظه عندما رن هاتفه ونظر اليه
-هل تعتقدين.. انني لم اراكي.. قالها وهو ينظر لهاتفه بكل ثقه
لتجيبه بتوتر مدعيه الغباء وهي موجها اصقابها الي الارض
-تراني وانا افعل ماذا
-لاشئ لم تفعلي شئ...تخرج منه هذه الكلمات ..بتلك الابتسامه التي لا يستطيع ازاحتها من علي وجهه منذ ان رائها
لتعدل من موقع الحقيبه...التي وضعتها علي كتفها ...وتلتفت وهي تقول
-حسنا ..اعتقد انني سأذهب الان..
اسرع بالامسك بكتفها...ولفتها بقوه اشعرتها بالدوار ..ليجعلها قريبه منه ..بجسدها متمتم.
-وهل انا خيال مأته
اخذت خطوه متوتره الي الخلف وهي تتسأل
-خيال مأته؟
ليقترب منها مره اخري وبكل شموخ واضعا كلتا يديه في جيب بنطاله
-نعم خيال مأته
اصبحت متوتره وبدء جسدها بالتعرق... لكنها نظرت الي عينيه البنيتين الواسعتين ولم تنطق بكلمه واحده كانه قد سحرها بهما
-ماذا هل اكل القط لسانك ...افاقها صوته الساخر
-حسنا ماذا تريد.. قالتها باستسلام فقد فاض امرها ولا تستطيع مجابته بجسدها او بالحديث... فاشخص في قوته وثقته بنفسه وشموخه المغتز لن يقدر اي احد علي مجابهته
ليبدء بالحديث بتلك النبره الواثقه مره اخري
-لقد التفتي واستعديتي للمغادره...وكأنني لست هنا
-اه ...انا اسفه حسنا وداعا..
قالتها لتلتفت مره اخر ..وقد سارت في صمت ليسرع هو ويوقفها مجددا ...وهو يهتف
-لقد فعلتي هذا مره اخري
نظرت اليه للحظات في صمت قبل ان تبدء الحديث.
-فعلت ماذا
ليجيبها باعتزاز
-لقد غادرتي ..وكأنني لست واقف
ابتسمت متمتمه
-لا لم افعل لقد قلت لك ..وداعا
-وداعا حقا...قالها بسخريه ..لتكتف يدها حول صدرها وهي تقول
-وماذا تريد غير ذالك
وضع يده علي ذقنه ...قائلا
-وماذا اريد غير ذالك دعيني افكر قليلا...اممممممم
ابتسمت لتقول
-وهل ستظل تفكر طوال الليل ...هيا اسرع فالجو ..شديد البروده.
عم الصمت حوالي دقيقه وهي تنظر اليه باستغراب قبل ان
تهتف بحده
-هيا ماذا تريد
-توقفي يا بلهاء بالطبع سأوصلك ...اجابها بسخريه ...لتنظر اليه متسأله
-ولماذا لم تقل ذالك من البدايه
ليتمتم ...متغزلا اياها
-كنت اتأمل جمال وجهك الخارق للطبيعه
-حسنا انا لا اريد توصيله ...فاانا استطيع الذهاب بمفري..اجابته بلا مبالاه ..ليتمتم هو بثقه
-لا فانتي كما تعرفين ..انني رجل غيور ولان اسمح لكي بالسير في هذا الوقت المتاخر بمفردك
لوت شفتها ...ورفعت حاجبها باستنكار قائله
-اولا توقف عن الحديث ...هكذا انا لست زوجتك او خطيبتك او حتي حبيبتك،ثانيا انا لست فتاه صغيره انا استطيع الذهاب بمفردي ...ثالثا والاهم الوقت ليس متأخر لذا دعني وأني
اعتدل في وقفته..مملسا علي شعره ...ليضع يديه في جيبه قائلا بكل ثقه وشموخ
-لقد استمعت جيدا ..دون ان اقاطعك الان حان دوري لاتحدث ..واتمني الا اسمع كلمه واحده الا بعد ان انتهي
-اولا انتي لستي زوجتي او خطيبتي او حتي حبيبتي ..ولكن ستصبحين في المستقبل القريب
-ماذا ...هتفت ليوفقها عن الحديث واضعا يده علي شفتيها قائلا
-لا اعتراض اسمعيني الي النهايه ...ثم يكمل حديثه ..لتضع يدها في خسرها ولا تبالي.
- ثانيا انتي لستي فتاه صغير ..وتلك هي المشكله ...لا يمكن لانسه في مثل عمرك ان تسير بمفردها في الشوارع والازقه المظلمه ...المليئه بالمجرمين و المتحرشين
ثالثا والاهم ..الوقت متأخر فالقد اقتربنا من الحاديه عشر ولا يمكنك السير بمفرك لذا توقفي عن مجادلتي
لحظه صمت ...لتهتف بثقه
-لا لم نقترب من الحاديه عشر ...بينما ابتسم هو ..ليفكر ..بداخله
-لقد تركت كل هذا الحديث ولم يفرق معاها غير الساعه ..ثم نظر اليها مشيرا بعيناه الي الساعه ..التي تحيط يدها اليسره فتنظرت..الي الساعه لتتفاجئ...بانها العاشره..فطالعته بصدمه وهي تقول
-ان تعرف انك توقفني هنا منذ ساعه انتا سببب تأخري
وضع يده حول كتفها ..وسار معاها ببطء متمتم
-اذن من واجبي ان اعتذر واوصلك ليشير لها الي سيارته ..المسطفه ..في نهايه الطريق
ليسيران الي السياره ...واخذ يظهر لباقته عندما فتح لها الباب واشار لها بالدخول...كما تعودت هي ان ترا في الافلام القديمه
بينما كان يقود السياره ويخيم الصمت علي المكان زلت تنظر اليه بستغراب ...وتسأل نفسها
-حقا انا لم اقابل رجل في مثل ثقته وغروره الا منتهي
فهي تعلم جيدا انه قد اثرها برجولته ولكنها حاولت الكذب علي نفسها فاهناك شعور يقف ضدها وضد ميولها الي اي رجل او حتي عاطفه عابره لتعود الي رشدها وتلفت وجهه الي الامام لينظر اليه هو معا ابتسامته الجانبيه الرائعه قائلا
-ماذا هل انتهيتي من التدقيق في ملامح وجهي
ابتلعت ..ريقها وهي تحاول ان تظهر بعض الثقه بالنفس حتي ولو قليلا
-لا لم اكن انظر اليك
-نعم اعرف ...اجابها بابتسامته الساخره المعتاده
عندها انتبهت للطريق وادرقت ان هذا ليس طريق المنزل فاهذا الطريق ليس له حتي ولو صله قريبه بالمنزل اوقف السياره وخرج منها وتوجه الي الباب المقعد التي تجلس عليه وفتحه رافعا يده في الهواء ليشير اليها اليها للخروج وهو يقول.
-هيا لقد وصلنا
نظرت حولها لخطات لتترجل من السياره وبتوتر خفيف
تتفقد المكان بعينيها قائله
-اين وصلنا...ان لم تخونني عيني فاهذا المكان ..ليس المنزل
حمل هاتفه ليعبث به قليلا وهو يقول
-وهل قلت انا انه المنزل.
-لا ..لكن لقد اخبرتني انك ستوصلني ..اجابته بستغراب لينظر اليها بثقه وقد وضع هاتفه في جيبه ...ليقول
-نعم بالظبط لقد قلت انني سأوصلك ..لكنني لم اقل ابدا الي المنزل
زفرت ...لتخرج بعض الهواء من صدرها متمته بهدوء
-حسنا واين نحن الان
ليشير بيده الي المقهي الصغير الذي يتوقفون بقربه قائلا
-هنا،فكرت بما اننا في الخارج لم لا اريكي المكان المفضل لدي...فاانا اعشق القهوه التي يقدمونها ..كما انهم يعدون فطائر لزيزه للغايه
فكرت قليل قبل ان ترد عليه.
-حسنا ولما لم تخبرني اننا سنأتي الي هنا
تحدث بثقته المعتاده
-ولما اخبرك انا ..ظاعتقد ان الزوجه تتبع زوجها في كل مكان ..حتي الزوج وهو من يقرر اسلوب حياتهم ...فاكوني زوجه مطيعه .واطيعيني
تلك الكلمات افقدتها صوابها لتنفجر غضبا وهي تقول
-ماذا انا لست زوجتك
قاطعها بتجاهل قبل ان تكمل حديثها وهو ينظر الي ساعته متمتم بهدوء ممزوج بشئ..من البرود
-هيا فانا لا اريد ان نتأخر اكثر من ذالك
ثم توجه الي الداخل وتركها واقفه في الخارج بغيظها تكاد ان تنفجر من الغضب
بعد لحظات من دخوله وقفت ... قليلا لعبيث بشعرها وتبتسم لتحدث نفسها
-هذا الرجل مجنون ...للغايه
ثم تبعته للداخل