قصة أم تحت التهديد للكاتب عبد الرحمن أحمد كاملة
اقتربت من طفلها الذى ملئ المنزل بصراخه وحملته بحب ، اخذت تبتسم فى وجهه وتحركه بخفة لكى يهدأ وبعد وقت قصير هدأ الطفل واخذت والدته تداعبه وبعد ان كان يبكى اصبح يضحك ببراءة شديدة ودلفت اخته الكبرى واقتربت من والدتها واخذت تداعب اخاها الصغير ، وضعت الام يدها على رأس ابنتها بحب ثم رفعت يدها للسماء داعية من الله ان يحفظ أبنائها وان يهدى زوجها الذى اصبح يقيم داخل السجن بسبب سرقته لمحل مجوهرات ...
مرت الأيام والشهور والسنوات
رفع الابن مسدسه فى وجه والدته قائلاً :
- دلوقتى انا هخلص نفسى واخلص كل سنين الفقر اللى عشتها ، لية عيشتينى فى فقر ؟ ليه كل ما اعرف حد يكون احسن منى وانا اللى زبالة وعايش فى منطقة شعبية ومعنديش غير طقم واحد
صاحت شقيقته بغضب وصوت مرتفع :
- ده كله مش مبرر انك ترفع السلاح فى وش امك اللى شقيت وتعبت علشان تبقى واقف دلوقتى الوقفة دى
صرخ ياسين فى وجه شقيقته بغضب :
- اخرسى انتى خالص
ثم عاود النظر إلى والدته قائلاً :
- فعلا ده مش مبرر بس انا قابلت واحد وعرض عليا عرض وانا الصراحة قبلته .. قالى اقتل ماضيك وانت مستقبلك هيبقى زى ما انت عايز وهتبقى غنى وهيتحققلك كل حاجة
نظرت الام إليه بعينان دامعتان :
- عايز تقتل امك يا ياسين علشان عايش فى فقر ؟ مفكرتش امك دى كانت عايشة ازاى طول ما ابوك كان فى السجن .. مفكرتش امك دى شقيت اد اية واشتغلت واتمسح بيها البلاط طول الفترة اللى ربيتك فيها ، مين اللى عرض عليك العرض ده يا ياسين ؟
حرك رأسه بالرفض وعاد خطوتين للخلف :
- مش هتصدقى، جالى فى اوضتى وكلمنى زى ما بكلمك كدا وقالى غمض عينك واتخيل اللى انت عايزه وانا هحققهولك بس لازم فيه شرط هتعمله وانا وافقت واتخيلت اللى عايزه وبعدها قالى الشرط وهو انى اقتلك يا اما الصفقة هتبقى ملغية وساعتها هموت انا
نظرت الاخت الى والدتها بعدم تصديق مشيرة برأسها بأن اخاها فقد عقله فنظرت الام الى ولدها مرة اخرى قائلة :
- مفكرتش ده ممكن يكون مين يا ياسين ؟
ابتسم ياسين وهو يحرك رأسه بالإجاب :
- ابليس .. للأسف انا اللى حضرته علشان يحققلى طلبى ، اتعلمت طقوس التحضير وحضرته
اقتربت الام منه اكثر واكثر ونطقت بعتاب :
- لية يا ياسين ؟ لية تبيع نفسك للشيطان ، كل اللى انت فيه ده رزق من ربنا واللى عملته ده عصيان لربنا
حرك ياسين راسه بالرفض قائلا :
- لا ، انا معملتش حاجة غلط .. انا عايز اعيش زى ما كل الناس عايشة فى نعيم ، زهقت من الفقر اللى انا عايش فيه ، ذنبى اية انى اتولد فى عيلة فقيرة ، اب مسجون ومات فى السجن وام مش بتملك حاجة غير الحنية ، اعمل اية بالحنية ؟ لا انا اخترت خلاص
شد ياسين اجزاء سلاحه فصرخت اخته قائلة :
- هتعمل اية يا مجنون !!
لم تستطيع إكمال كلمتها ، اطلق ياسين رصاصة على والدته فسقطت على الارض ...
ألقى ياسين بسلاحه وصاح بصوت عالٍ :
- انا عملت اللى طلبته منى ، فين اللى وعدتنى بيه ؟ ، انا نفذت الشرط .. كمل الصفقة بقى
ظل ياسين يتحدث ولا يوجد رد ، صرخات اخته هى التى يسمعها فقط ، حينها أدرك ياسين ان هناك شئ خطأ .. قتل والدته ولم يتحقق شئ
نظر ياسين الى والدته فوجدها على الارض امامه والدماء اصبحت تلامس قدمه وشقيقته تحملها على قدمها وتبكى فأسرع ياسين الى والدته ورفع رأسها على يديه قائلاً :
- ماما انا عملت اية ، ماما ردى عليا .. ماما بالله عليكى قومى انا مقصدش ، لا لا انا اقصد .. اقصد بس مش عارف ازاى قلبى طاوعنى .. ماما انا بجد قتلتك !! لا لا
ماما انا عارف انك شقيتى وتعبتى علشان تربينى .. كل المشكلة انى فكرت فى نفسى مش اكتر ، ماما ردى عليا بالله عليكى ، مين هيدعيلى الصبح وانا رايح الشغل ...شغل اية !! انا لازم اتعدم ، اتعدم الف مرة بس مش هسيبك غير لما تقولى انا مسمحاك ... سامحينى يا ماما بالله عليكى ، ماما ردى عليا ، ماااماااا
ماااامااااااا.