رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل العاشر
ظهرت فتاة من العدم أمامها وعليها وجهها وشاحا يغطي وجهها، ارتبعت رنا، ضغط مكابح السيارة فجأة لكي لا تصدمها و نزلت من السيارة قائله انتي كويسه... ازلت الحجاب عن وجهها و قالت اهاا عايزة اتكلم معاكي...
-انتي مين؟
-انا ندى بنت عمتك صفيه، اصدمت رنا و قال ندى طب ازاي...؟
-انا هفهمك كل حاجه بس عايزكي تساعدني انا معرفتش اوصل لحد غير ليكي، ركبت معها السيارة و انطلقت رنا بداخلها مئات الاسئلة التي تتدور في عقلها، فهي لم ترى ندى غير مره واحده و لم تتحدث معها و لا مره في حياتها...
ظل سليم يفعل لها الكدمات الباردة و يستمع إلى الكلمات التي تتفوه بها فهي ذكرت الكثير من الأحداث التي مرت بها، تحسس جبنها و شعر أن الحرارة انخفضت قليلا، انحني على شفتيها و قبلها... "متخافيش يا حبيبتي"...،استيقظت نور و قالت بخفوت و وهن مازن... شعر بالغضب فلما تذكر اسمه و لكن تحكم في غضبه فهي الان ليست تسمح لها بمواجهه غضبه، و قام من مكانه فقد شعر بالاختناق، فتحت نور عينها ببط و قالت سليم... جلس مره أخرى و قال تعبانة؟
-اممم... رتب على يدها قائلا لو تقدري تقومي تاخدي شاور يبقى احسن...
-مش قادره اتحرك اصلا...، تحسس جبنها مره أخرى قائلا الحرارة مش راضيه تنزل... اوصدت عينها بتعب "مش مهم، روح انت نام انا كويسه"، نظر لها و اتجه إليها و وضع يده أسفل ركبتيها و حملها، فتحت عينها بضيق "لوسمحت سيبني"، دلف إلى المرحاض و وضعها على طرف البانيو لتجلس، وفتح صنبور المياه... كانت نور تشعر بخمول جسدها و ثقل عينها و قالت بوهن انا مش عايزة... والله انا تعبانة سيبني ونبي... جث امامها و قال مش هعملك حاجه متخافيش بس لسه حرارة جسمك تنزل عشان غلط...
هزت رأسها بوهن و قالت طيب، ممكن تخرج...تنهد سليم و قال طيب يا نور بس لو تعبتي نادي عليا..، خرج سليم لينظرها بالخارج، خلعت نور ملابسها و نزلت في البانيو، شعرت بثقل عينها... و الصداع الذي اتحج رأسها بالكامل...
قلق سليم عليها فهي ظلت بالداخل ما يقارب النصف ساعه و دخل إليها و اصدم عندما رآها سقطت أسفل المياه، تنهد يضيق فهي من أثرت على ذلك، و حملها و وضعها على الفراش برفق و جلب منشفه لكي يجفف جسدها، و وضع عليها الغطاء و قام ليحضر لها ثياب و البسها اياها، و وضع قبله خفيفة على شفتيها و نام بجانبها...
وصلت رنا إلى احدي الفنادق و قام بحجز الغرفه و صعدت إليها هي و ندى لكي يستطيعوا التحدث...
-انا عارفه انك مستغربه، بس انا قتلت معتز و هربت... اتسعت ملقتيها بدهشه قتلتي معتز ازاي... بدأت ندى تبكي بحرقه و تذكرت ما حدث معها، و قالت هما خطفوني و انا رايحه الكلية و اللي اسمه معتز دا اعتدى عليا و ضربني...
كانت ندى جالسه و هي كبلت الأيدي و دموعها تغرق وجهها دلف معتز إليها و جث على ركبتيه لكي يصبح أمامها مباشره و قال مكنتش اعرف انك حلوه كدا الصراحه... بصقت ندى عليه و قالت بازدراء مش عيب لما تخطف بنت..
مد نور يده ليتحسس جسدها و قال اممم فعلا عيب اوي...، قام ليوصد باب الغرفة و وضع تلك الكاميرا إمام الفراش... و جيبها من شعرها لتقف، شعرت بألم شديد و دفعها على الفراش و قام باغتصابها، و بعد أن انتهى فك يدها و تركها و غادر ظلت تبكي بحزن على انتهاك شرفها بتلك الطريقة البشعة و قامت لتململ أشلائها الممزقة...
تعاطفت رنا معها بحزن و تساقطت الدموع من عينها و قالت طب و بعد كدا عملتي ايه؟
-عدي يومين بظبط و كانت الفضيحة انتشرت في البلد و انا عرفت لما فتحت تليفوني و طبعا عرفت ان كدا اهلي خلاص اتخلوا عني، فضلت افكر كتير و قولت لازم اخد حقي من معتز، و خدت سكينه من المطبخ و فضلت منتظرة دخوله، و اول ما لاقيت الباب بتفتح فدخلت الاوضه و وقفت ورا الباب، طبعا هو كان داخل و متوقع اني نايمه و اول ما دخل الاوضه و ضهره بقى ليا و حطيت السكينة على رقبته و دبحته، لما شوفته بيطلع في الروح و بيفرفر قدامي كنت فرحانه اوي حسيت اني لو اقدر اقتله بدل المرة عشره كنت عملتها و بعد كدا خدت شنطتي و السكينة و مشيت، حجزت تذكرة القطر و لما وصلت القاهرة سألت عن اسم الشركة و جيت ليكي...
-طب انا هقدر اساعدك ازاي؟
-مش معتز بس هو الجاني انا لازم اخدي حقي منهم و من اهلي اللي اتخلوا عن و رموني للكلاب، و كل اللي همهم سمعتهم و شرفهم... تنهدت رنا و قالت ناويه تعملي ايه؟
-هنتقم من سليم و سيف البنهاوي و كل واحد لي دور، و انا هقولك هتساعديني ازاي، المهم انتي معايا و لا،... شعرت رنا بنشوة الانتقام فهي تريد سحق تلك العائلة التي قتلت والدها و أخذت منها صديقتها نور... و قالت معاكي يا ندى...
ابتسمت ندى بانتصار فالان هي على أعتاب استرداد حقها و قالت انا عايزة انام و بكرا هنتفق على كل حاجه...تركتها رنا و غادرت لكي تذهب إلى منزلها...
استيقظت نور و وجدت سليم ينام بجانبها، قامت و تذكرت ما حدث و انه ظل بجانبها طوال الليل.. لم يكن سي كثيرا فأحيانا تشعر بتغير معاملته معها بين الحين و الآخر و كأنها شخصا آخر غير الذي يغضب و يثور دائما... عندما شعرت انه على وشك الاستيقاظ اوصدت عينها و تظاهرت بالنوم، نظر إليها فهي مازالت نائمة و قال نور...
تحسس جبنها، و ابتسم و انحني ببطء ليقبل شفتيها و لكنه أتفاجأ عندما فتحت عينها، عقدت ذراعها حول عنقه... نظر لها سليم بغيظ فهي كانت مستيقظة و قال انا كنت بشوفك صاحية ولا...؟
ابتسمت نور و قالت هو انا قولت حاجه...بس انت كنت بتعمل ايه؟..
-مش بعمل؟، لم يستطيع القيام لأنها كانت تلف ذراعها حوله و قالت شكرا...
-على ايه؟
-على امبارح و أنك فضلت جنبي...
-عادي زي اختي، ضحكت نور لتظهر غمازاتها و قالت مراتك مش اختك...، وجه نظره على شفتيها التي عشق تذوقها و اذبه سحرها، توترت نور و ارخت قبضتها، التهم هو شفتيها في قبله جامحة اوصدت عينها لتستمتع بقبلته و تبادله اياها فهي اصحبت تريد ذلك لم تعلم لما و لكنها ظنت أن ذلك مشاعر عابرة و لكن لكل عابر سيجد واجته في وقت ما... لم تنتبه إلى تنفسها الذي ضاق و لكنها كانت تريد بعض الوقت... ابتعد سليم عنها ونظر لها و كأنه يعاتبها على شئيا ما آو بالأحرى يعنف نفسه و يعاتب و خرج من الغرفه، تعجبت نور من تصرفاته فهو ليس مراهق على فعل ذلك تارة يبقى معها و تارة يتركها، ذهبت نور إليه و فتحت باب الغرفه و قالت سليم انا عايزة اتكلم معاك؟، تنهد سليم فهو يكره الحديث معها و قال انسى ايه حاجه حصلت دلوقتي
-انا مش فاهمه انت بتعمل كدا ليه؟
-نور أظن أنك عارفه كويسه وضع جوازنا و عارفه ان احنا مش هننفع لبعض فملهاش لازمه و عارفه ان و لا انتي هتحبني و لا انا هحبك ... نظرت له و قالت لازم حب؟
-على الأقل هيبقى سبب اننا نتقلب حياتنا مع بعض، شعرت نور بغصة في قلبها فهي لم تستطيع أن تحبه و هو مثلها و قالت فعلا كلامك صح بس بلاش تقرب مني كتير بقا و خليك قد كلامك تمام...
-على فكرة انتي مراتي و دي حاجه بمزاجي... قالت باقتضاب و على فكره انت اللي لسه قايل مش انا و لو قربت مني تأني هتشوف تصرف مش هيعجبك خالص و يا ريت نتعامل علي اننا اخوات... لوى شفتيه بسخرية اخوات و بعدين تصرف ايه اللي انتي هتعملي؟، تقريبا نور اكتر حد بتقدر تخرج سليم عن شعوره، وضعها يدها على وسطها و قالت لما تبقى تجرب بقا؟ اقترب منها و قالت لا انا عايز اعرف دلوقتي؟، رمشت بعينها و ارتبكت قائله بتوتر ازاي؟
-عايز اشوف التصرف الشرير بتاعك...؟ نظرت له يعينها الخضراء اللامعة و قالت سخيف... لفها إليه محاوطا خصرها "قولتي ايه؟" حاولت الابتعاد عنه و قالت ابعد لو سمحت عشان هزعلك، انعقد حاجبيه بدهشه و قال بجد؟
هزت رأسها له و لكنها تفاجأت عندما قبل شفتيها الكرزية الناعمة، و ابتعد و همس لها قائلا بلاش تحبني عشان لو وقعتي في حبي هتتكسري...نظرت له حتى شعرت بتجمع الدموع في مقلتيها و قالت لا متخافش مستحيل اعمل كدا...
-هنسافر البلد انهاردة تمام...
-تمام... خرجت نور و تركته و وجدت هاتفها يرن و إجابتها عليها و أخبرته رنا بكل شي دفعه واحدة جعلتها تندهش و لكن المصيبة سوف تتمكن في تسترهم على ندى و لكن فهي مظلومة و ما فعلته كان الصواب، أخبرتها رنا تذهب إلى الفندق..، و بالفعل بعد سليم ذهب ارتديت نور ملابسها و ذهبت إلى الفندق... و صعدت إلى الغرفة و فتحت لها رنا
دلفت نور و نظرت إلى ندى بتعجب و قالت انتي مش خايفه؟
-محدش هيجيب سيرتي اصلا متقلقيش يا نور، بصوا بقا الخطة بتقول اننا هنخلص من سليم و سيف تمام... نظرت لهم نور باستفسار قائله ازاي...؟، شبكت ندى اصابعها و وضعت قدم على الاخر و قالت انا مش هسيب حقي و اظن ان انتي كمان متجوزها غصبن عنك والله اعلم ناوي ليكي على ايه، مش بعيد يعمل فيكي حاجه دا معندوش مبدأ اصلا و هو و لا عيلته و بالنسبة لعيلنا الكريمة بقا عايزة اجيب أجلهم...نور مصدومة من اللي بتسمعه فهي لم تتخيل أنها ستكون مجرد مجرمة و قالت يعني انا هعمل ايه و بعدين حتى أهلنا...
ضحكت ندى بسخرية أهلنا...؟ اللي سبوني و لا اللي سابوكي... بصي يا بنتي انتي دلوقتي مراته يعني في ايدك كل حاجه، انا هخلص من سليم و سيف و بعدين هندخل على باقي العيلة عشان نقضي عليهم، اما بالنسبة لعيلنا فهما ماتوا بالنسبالي، و زي ما قتلت معتز هقتل سليم و اخوه و زي ما اتعمل فيا هعمله في اخته أو مراته...
-انا اللي مراته... ابتسمت ندي بسخرية لا يا نور انتي مش هتفرقي معها في حاجه هو خاطب بنت عمه و اكيد هيتجوزها، و سيف متجوز... شعرت نور بضيق لم تعلم سببه و قالت انا المفروض أعمل إيه؟ و الخطة هتبدي ازاي و ايه نهايتها؟ ابتسمت ندى و رنا فبذلك تجمع الثلاثة لنيل حقهم...
سألت نور بتردد قائله طب لو حد عرف ممكن يحصل فينا ايه؟، إجابتها ندى قائله و لا حاجه يا نور مفيش أسوا من اللي حصلنا يعني و كل واحده فيكم دفعت التمن مقدما، انتي اتجوزتي و بالطريقة و دي و انا شرفي ضاع و رنا ابوها مات و مهددة من سيف و اللي اسمه عازم دا، المهم انتي تنفذي الكلام مظبوط و خلال شهور هتكون قضينا عليهم و مش عايزة حد يعرف اني موجودة مفهوم...
نظرت لها رنا و قالت بس لازم نشوفك مكان تقعدي فيه الأول...
-عايزة مكان استخبي فيه يا رنا اكون بعيد عن كلاب البنهاوي
نزلت نور من عندهم و استقلت تاكسي و ظلت تفكر في أن كانت تستطيع تنفيذ ذلك أم لا، و طلبت من السائق أن يوصلها إلى عنوان منزلها فقد اشتاقت إلى رؤيه والدتها، اعطته الأجرة و نزلت... طرقت الباب و فتحت لها الخدامة و بعد ذلك دخلت و وجدت والدتها تجلس في المنزل و قد تبدل حالها كثيرا اصحبت حزينة... ماما..
انبهت إليها نيرة و قامت من مكانها و قد ترقرت الدموع بعينها و أخذها بحضنها و ظلت تبكي و قالت كنتي فين يا نور؟
ابتعدت نور عنها و مسحت دموعها هي الأخرى و قالت انا كويسه يا ماما متخافيش...
سالتها منيره بلهفة قائلة حد عملك حاجه، ازاي تسيبي البيت كدا، تعرفي ايه اللي حصل لباباكي؟
هزت نور رأسها و قالت اهاا عارفه يا ماما و انا السبب في كل دا؟، و أكملت ببكاء بابا شافني عند سليم...
نظرت لها منيرة و تركت يدها التي كانت تتضعها على ذراعها و قالت شافك عند سليم ازاي يا نور، يعني انتي فعلا كنتي على علاقه به، انطقي؟
ابتعلت نور ريقها و قالت وسط دموعها انا اتجوزت سليم... نظرت لها بحده و قامت بصفعها بقوة قائلة بعصبيه اتجوزتي اللي بهدل ابوكي و اللي قتل جوز عمتك... اخرجي برا...
نظرت لها نور بصدمه و زادت بكائها و قالت انا معرفتش اعمل حاجه و كنت خايفه بابا يقتلني بجد، بلاش تقوليلي كدا يا ماما ارجوك بلاش تظلمني انتي كمان...، لم تصدقها منيرة و قالت انا بنتي ماتت كان عندي ابوكي يقتلك و لا اشوفك مرات الحيوان دا؟ نظرت لها بعيونها الدامعة كانت نور تريد أن تجد أحد يدعمها يقف بجانبها، ولكن فشل توقعها... كانت تريد أن تأخذها بين احضانها و ترتب عليها فقط، ابتعدت نور عنها و قالت ماشي يا ماما هخرج و مش هرجع تاني بس محدش يلومني على حاجه بعد كدا... خرجت نور من المنزل و هي منهارة بالبكاء و لكنها وجدت مازن أمامها أوقفها قائلا نور... وقفت نور و قالت خير يا مازن في حاجه؟
تعجب من طريقتها فهي مين اختفت و قال علي فكره انا بكلمك...
نظرت نور له و قالت انا اتجوزت سليم يا مازن و امي طردتني من البيت و بابا اللي حصله دا بسببي عايز تسمع حاجه تاني
لم يعلم مازن ما الذي تتحدث عنه و قال اتجوزتي ازاي و ليه؟ و ايه علاقه دا باللي حصل لخالي...
-شافني نايمه مع سليم... اتسعت عينها بدهشه و غلت الدماء بعروقه، ارتفعت يده لتصفعها على وجنتها بعنف و قبض على شعرها. قائلا انتي اتجننتي ايه اللي بتقولي دا؟
تألمت نور بشده و قالت اللي سمعته يا مازن و بعدين انت مالك؟
صمت مازن و تركها و قال لازم يطلقك انا مش هسيبك... ضحكت نور بشده وسط بكائها، كانت تتضحك بصوت عالي و كأنها فقدت عقلها و قالت بجد مش هتسيبني ليه عشان انا اختك الصغيرة... شكرا انا مش عايزة حاجه...و غادرت من أمامه و لكن امسك يدها و قال قولتلك مش هتمشي يا نور...فاهمه...
تخلصت نور من قبضته و قالت اتجوزته خلاص يا مازن يعني انت متقدرش تعمل حاجه
-اتجوزتي ليه؟ ليه تعملي في نفسك كدا؟
-مش بمزاجي...
نظر لها بحزن و قال ليه مقولتيش كل دا؟
تنهدت نور فهي كانت امامه و اعترفت له بحبها و هو من رفض متحججا بأنها صغيرة و مثل رنا و قالت كنت خايفه عليك، خوفت يحصلك حاجه ...
ضمها مازن إليه و قال انا مش هسيبك و لازم تتطلقي منه...و ابتعد عنها و حاوط وجنتها بين يده و قال بحبك...
اندهشت نور و شعرت ببعض السخرية من داخلها فلماذا يعترف لها بحبه الأن، لأنه شعر انها لم تضع له... لما نشعر بقيمه الأشياء بعض فقدها لم تشعر بسعادة الان يمكن لو كان تعجل و أخبرها من قبل كان سوف يختلف الأمر كثيرا، حتى الشعور فهي الان على ذمة رجل آخر غير الذي أحبته و تمنت أن تكون له...انعقد لسانها فهي الأن ليس من حقها قول شي له و قالت انا همشي...
انحني مازن عليها ليقبلها و لكن وضعت يدها حاجزا بينهم و قالت لوسمحت يا مازن...
قال بنبرة يشبوها الكثير من الغيرة.. حصل بينكم حاجه؟... هزت رأسها نافيه
-ماشي يا نور تمشي بس كلمني و انا هتصرف و هخلي يطلقك غصبن عنه...، عقدت ذراعها حول عنقه و أسندت رأسها على كتفه وقالت انا خايفه يا مازن...
-متخافيش يا نور انا مش هسيبك...، شعرت نور ببعض الأمان الذي فقدته فهو دائما كان معها و يشاركها كل شي...
ابتعدت عنه و قالت انا همشي عشان اتاخرت و خايفه يرجع قبلي...
ذهبت ندى و رنا إلى البحث عن شقه لكي تمكث بها ندى و قامت رنا بشراء بعض الأغراض لها، و عثروا على شقه في اهدي المناطق الهادئة و أنهت رنا عقد الإيجار و بعد ذلك صعدت هي و ندى إلى الشقه...
-الشقة حلوه، هتعملي ايه بقا؟
جلست ندى إلى الاريكه و قالت ولا حاجه هنخلي عازم يقضي علي سيف... استغربت رنا و قالت ازاي؟
-انا هقولك... و المهم بلاش حد يعرف حاجه عني...
-تمام...بس برضو الموضوع مش سهل...
ذهبت نور إلى المنزل و عندما دخلت وجدت سليم بداخل، شعرت بالارتباك فهي لم تخبره...
-ادخلي حضري نفسك عشان هنسافر...
دلف نور إلى الغرفة و لم تنطق بشي و تذكرت ما حدث مع مازن الان شعرت بأن ذلك خيانة له و لكن هو من أجبرها على ذلك الجواز و هو من كان السبب في كل شي حدث معها...
وضعت ثيابها في الحقيبة و خرجت قائله انا خلصت...
-ماشي، احنا هنسافر طيران عشان نوصل أسرع بدل العربيه...
هزت رأسها فهي لا يهمها شي من ذلك...
وصلوا إلى المطار و صعدوا إلى طائرته الخاصة، كانت نور صامته لا تقول شي و كانت تشعر بالخوف لما ينتظرها هناك... جلست في المقعد بمفردها و وضعت سماعتها لكي تستمع إلى الموسيقى الهادئة، كانت تبحث عن السلام بداخلها، تريده أن يحررها و تذهب إلى مازن و تنهي ذلك فهي لم تهتم بالتار و لا بايه شي و عندما تحقق حلمها بأن مازن يعترف لها بحبه تكون تزوجت ذلك... و الأدهى اتفاقها مع رنا و ندى ...
لاحظ سليم صمتها و عدم تعلقها على شي و ذلك غير عادتها... و لكنه تظاهر بعدم الاهتمام...
و بعد مرور ساعات وصلوا إلى قنا و كان ياسر ينظره بالسيارة و أخذ شنطة الملابس فابتسمت نور له...
جلست نور بجانب عمار بالخلف و الذي كان مشغول بهاتفه... نظرت نور له و قالت بخفوت لكي لا ينتبه لها سليم أو ياسر "انا نور و انت"
رفع نظره من على شاشته الالكترونية و قال بس انا مش عارف العب...
عقدت حاجبها بدهشه و قالت هات أنا العب و لو كسبت هنبقي صحاب...
كان سليم يراقبها من المرأة و لم يكن وحده فياسر الاخر أعجب بها كثيرا...
أخذت منه الهاتف و لعبت تلك اللعبة و كسبتها بسهوله و قالت اديني كسبت اهو...
ابتسم عمار لها و قال بسعادة شاطرة يا نور... ضحكت نور و قالت مش هتقوليلي اسمك بقا...
اندمج عمار في اللعب مره أخرى و قال عمار...
وصلوا إلى المنزل، كانت نور تشعر بأنها طفله تذهب المدرسة لأول مره بحياتها و تركتها امها... كانت تريد أن تبكي أو تترجيها أن يجعلها تذهب و يتركها لحالها، ترجلت من السيارة و كانت قدمها تسير ببطء... سبقهم ياسر و عمار...
-نور... انتبهت نور له و قالت بخوف نعم؟
-يلا...ذهبت نور خلفه، دلفوا إلى المنزل... كانت عبله جالسه و بجانبها يسرا التي رمقت نور بغيظ و كره شديد، كانت نور تنظر إلى المنزل بخوف و تتجول بنظرها، خرجت توحيده من المطبخ و جمدت ملامحها عندما راتها و قالت بضيق و تهكم حمد الله على السلامة...اتجه سليم إليها و قبل يدها فهو يعلم أن والدته مستحيل ان تتقبل نور و قال الله يسلمك يا أمي...
ظلت نور واقفه مكانها فهي شعرت بالغربة و الخوف... و لكنها انتبهت إلى عمار الذي يشد فستانها و قال نور انتي واقفه ليه؟، تدخلت يسرا بضيق و قالت سيبي طنط يا عمار عيب كدا...
نظرت لها نور بابتسامه و قالت مفيش حاجه...، قامت عبله و طلبت من توحيده أن تذهب إلى المطبخ و طلبت منهم أن يصعدوا خلفها، كانت نور تشعر بتوتر من تلك المرأة التي تبدو ذات هيبة و وقار، اوصد سليم الباب و أشارت لهم على الاريكه التي تتوسط الغرفة و قالت منورة بيت جوزك يا بنتي...، ابتسمت نور لها... نظرت عبله الي سليم قائلة دخلت على مراتك و لا لسه؟، شعرت نور بالأحراج الشديد و اشتعلت وجنتها...
تحمم سليم بحرج و قال لا لسه؟، غضبت عبله فهي تعلم أن ذلك تعليمات شقيقها و قالت هنعمل فرحك اهني و لازم تتدخل على مراتك يا طلقها... ابتلع سليم تلك الكلمات و كذلك نور التي لم تجد أجابه و أكملت عبله و بالنسبة لبنت عمك رغدة عايز تتجوزها اجوزها، تذمرت نور أكثر فتلك الحديث لم يروق لها و لاحظت عبله ذلك و لكنها لم تعقب و أكملت قائلة و انتي يا نور بعد فرحكم هخدك عند الحكيمة عشان نشوف موضوع الحمل...
انفرجت شفتيها بصدمه حمل؟، قبض سليم على يدها ليجعلها تصمت و قال تمام يا عمتي في حاجه تاني؟
-لا يا ولدي خد مراتك و امشوا، اخذ سليم نور و غادر الغرفة، تنهدت عبله بحزن قائلة ياريت كنت موجود يابا...
دخلوا إلى الغرفة، كان سليم لا يوافق على شي مما قالته، نظرت له نور بغيظ و قالت هتعمل ايه؟
-قصدك هنعمل؟، عقدت ساعديها و قالت انا مش موافقه على حاجه اتقالت علي فكرة و حاول تخليها تغلي فكرة الفرح دي و قوليها اي حاجه...، زفر بحنق قائلا و عمتي عبيطة هتصدق بصي هي مش هتسكت غير ما دا يحصل و انا عارف ليه؟
-و دا مستحيل يحصل يا سليم تمام...
-اني مستحيل فيهم؟، نظرت له قائلة كله و على فكره انا مش هفضل على ذمتك لو اتجوزت، انعقد حاجبيه قائلا يعني انتي سايبه كل حاجه و بتفكري في دي؟
-لا روح اتجوز عليا و ماله؟، نظر لها و قال مش لما اتجوزتك انتي الأول...، شعرت بالحرج و قالت انا عندي فكرة انت هتقول ان يعني... و ان عندي القلب و مش هعرف اخلف اشطا...قبطت ملامحه قائلا و طبعا انتي حاسه انك بتمثلي فيلم؟، و لما تأخدك لدكتور مثلا...
-خلاص انا ممكن اروح لدكتورة و هي تتصرف...
-متجوزه سوسن انتي، بصي اسكتي ونبي عشان هتشل...، قامت نور و وضعت ملابسها في الخزانة و ظل سليم يفكر في حل يقنع به عمته فهو يعمل انها تريد ذلك لكي تمنع حسن من فعل شي، دخلت نور إلى المرحاض و ابدلت ملابسها إلى شورت جينز و تشيرت نصف كم وردي قصير و خرجت، انتبه سليم لها و قال علي فكرة لبسك دا مش هينفع يا نور؟
-ليه؟
-عشان جسمك كله مكشوف تقريبا و انا مبحبش كدا، نظرت له و قالت على أساس اني فارقة معاك بقا و كدا؟
-لا على أساس أن اسمك مراتي و مش لازم كله يشوف جسمك اللي انتي معريها..، شعرت نور بالتوتر و قالت طيب عايز حاجه تاني؟
-هو لو مفيش غير أننا ننفذ كلامها هيبقي ايه الحل؟، نظرت له نور فهو يفكر و يجاهد لكي يمنع ذلك و تأكدت بأنه يريد تنفذ كلام والده و الذي سمعته عن طريق حديثه مع سيف عندما كان عندهم في المنزل و قالت اعمل اللي انت عايزه يا سليم و اظن انك بتقدر تتصرف في كل حاجه؟
-و انتي مش معايا في الحوار دا؟، نظرت له و قالت لا مش معاك شوف الحل و نفذه و بعدين انت خدت رأيي من امتى يعني؟، نظر لها و تعجب من لهجتها و قال افهم من كدا انك موافقة؟
-سليم انت لو عايز دا كنت عملته من غير رايي زي ما اتجوزتني كدا، لكن انت اتجوزتني لسبب تاني و انا بقولك شوف انت عايز تعمل و انا تحت امرك لاني زهقت بجد و عايزة أطلق...و تمددت على الفراش لكي تنام... اتجه سليم ليتمدد بجانبها و عندما شعرت بذلك و قامت و لكنه قبض على يدها قائلة رايحه فين؟
-هنام على الكنبة... سحبها لتنام على الفراش نظرت له باقتضاب و أدارت ظهرها له، اقترب منه و لف ذراعه حول خصرها و الصق ظهرها بصدره، حاولت نور الابتعاد و لكنها فشلت... "مالك؟"...
زفرت نور بضيق، فهو بالكاد مجنون و قالت حط نفسك مكاني و شوف نفسك هتتضايق و لا؟ و لم تجد منه اجابه لم تشعر سوى بدقات قلبه التي لم تفهم لما تشعر بها و قالت سليم ما تطلقني و تخلص...
-مش عارف و اكمل بخفوت انا هنام و ابقى صحيني...
كانت يسرا تشتعل غضبا من صعوده معها... اجتمع الجميع على السفرة و كل فردا كان لديه مشاعره الخاصة من الضيق و الغضب و الكره...، جلست عبله و قالت بحزم مش عايزة كلام يفتح تمام و بكرا فرح سليم و نور و أهل البلد ملهم هيعرفَوا، زمجر حسن و قال مستحيل...
-الكلام انتهي يا حسن...
نظرت لها رغدة بحزن وقالت و انا؟
-هتقبلي تبجي (تبقي) زوجه تانية بكيفك... و أكملت حضر كل حاجه يا سالم و الفرح هيبجي (هيبقى) على الضيق عشان وفاة معتز مع أنه لو كان عايش كنت أن اللي جتلته...
زفرت منيرة بحنق و تركت طعامها و غادرت...
-الفرح بكرا و انا حجزت القاعه انهاردة... لم يعجب بأي أحد بحديثها و لكن ما عليهم سوى تنفيذ ذلك... و كان موقف رغدة الأصعب فهي سوف تحضر زفاف خطيبها...
في الصباح طلبت عبله من ياسر أن يوصل نور إلى الفندق التي قامت بحجز القاعه به ... و طبعا سليم رفض و قال إنه هو اللي هيوصلها و أخذ تقي لتبقى معها... تذمرت نور في البداية و لكنها لم تجد شي اخر
جلست نور في الغرفة و معها تقي و تحدثت تقي قائلة هو انتي اتجوزتي سليم ليه؟
-والله اخوكي اتجوزني بالعافية...
-بس انهاردة فرحكم و... قطعتها نور بحده انا لو عليا همشي بس مش هقدر...
تنهدت تقي في لديها حق علي كل حال، و أتيت خبيرة التجميل لهم، كانت نور تشعر بالضيق و الاختناق فهي اليوم سوف تبقى عروسة مزيفة كالعاده...ارتديت فستانها و انسدل شعرها ليداري ظهرها بالكامل، و ذلك التاج الذي أعطاها مظهر ملكي، خرجت تقي من الغرفة و تركتها...، أمسكت نور هاتفها و طلبت رقم مازن و قالت مازن...
-بتصل بيكي من امبارح؟
-التليفون كان مقفول انا كنت عايزة اقولك على حاجه...؟
-قولي...؟ و بعدين انتي فين اصلا؟
-انا في قنا مع سليم...
اتنرفز مازن قائلا بلاش تنطقي اسمه تمام و بتعملي ايه هناك...؟
-انهاردة فرحنا، عمته صممت على كدا و... صاح بها بحده فرح ايه و هبل ايه دا؟
-مفيش حاجه اعملها و بعدين انت بتزعقلي ليه؟
زفر مازن بحنق فهو يعلم بأنها ليس لديها ذنب في ذلك و قال تمام يا نور بس حافظي على نفسك لحد ما انا اتصرف في المصيبة دي و اخلصك منه
قالت بيأس هتعرف؟
-هعرف حتى لو هتقتله...، طرق سليم الغرفه و قفلت نور مع مازن، و أمسكت بفستانها و فتحت الباب...
نظر لها سليم بإعجاب فهي تبهر في كل مره يراها و قال بصي عدي الليلة على خير؟...
-حاضر... ننزل بقا عشان نخلص...
و قبل أن يخرجوا كانت صعدت عبله لهم و قالت الف مبروك...؟ ابتسمت نور و كذلك سليم، و أكملت عبله قائلة انا حجزت ليكم هنا انهاردة عشان تبجوا (تبقوا) على راحتكم...
نزلوا إلى القاعة و طبعا لم تحضر رغدة و هاجر و والدتهم ذلك الفرح و ظلوا بالمنزل... كانت توحيده و يسرا ينظرون لها بغضب و حقد و كذلك حسن الذي شعر بالهزيمة، كان الفرح يضم الناس المهمة و أفراد العائلة فقط... و بعد الصحافة
كان يراقصان الاثنان معا و زفرت نور بحنق و قالت على فكرة اللي عمتك بتقوله دا مش هيحصل تمام؟!، قبض سليم خلي خصرها أكثر و قرب وجه من وجهها و كان يحتفظ بابتسامته و قال مش بمزاجك على فكرة...؟
-لا بمزاجي و انا مش عايزك...انحني ليقبل شفتيها... اتسعت عينها بدهشه...
كانت يسرا تشعر باختراقها و أردت تخريب ذلك الفرح و لكن لم تستطيع...
انتهى الفرح و صعدوا إلى عرفتهم بعد توصيات عبلة... جلست نور على الفراش و قالت بضيق خليك قد كلامك... كان يبدو على سليم الضيق و تغيرت ملامح وجه، ارتبعت نور بداخلها و لكنها اخفت ذلك...
خلع سترته و قال بقى انتي بتستغفليني؟
نظرت له نور بخوف و لم تفهم ما يقصده بتلك الكلمات و قالت بقلق قصدك ايه؟...