رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل السادس والأربعون
نجحت حبيبة في الابتدائية بتفوق، فرح والدها بشدة، أخذها وذهب ليشترى لها هدية ذهبية، اختارت خاتما جميلا، وهنا أقترح والدها أن يقوم بتغيير ما معها بآخر بعد أن ضاق عليها، أخبره الصائغ انه ليس من الذهب، لم يتفاجئ عبد الرحمن، فقد أصبح يتوقع من سميرة أى شئ، وما أن علمت أمه حتى ثارت غاضبة: حتى حاجة بنتها بتغش فيها، نفسى أعرف دى معجونة من إيه، دى غلبت الشياطين.
عبد الرحمن: الله يسهل لها، أنا زعلان بس إن الموقف كان قدام البنت، ما كانش نفسى تنصدم في أمها.
الأمم: أولادك مش صغيرين، وعارفين كل حاجة.
عبد الرحمن: عائشة بطلت تسأل عليها؟
الأم: بطلت شوية، بس ساعات تسأل، بكرة تنسى دى عيلة.
عبد الرحمن: مسكينة اتيتمت من أمها بدرى.
الأم: ربنا...
عبد الرحمن مقاطعا: خلاص يا أمى، بالله عليكى خلى بالك منها.
الأم: انت هتوصينى عليها؟ أولادك في عينى يا ضنايا، ربنا يدينى الصحة لهم.
عبد الرحمن: لو تحبى أرجع الست اللى كانت بتساعدك.
الأم: لا يا حبيبى، أجرتها غالية وانت حملك تقيل، وبعدين هو أنا بأعمل إيه الا شوية الأكل، وحبيبة ربنا يصلح حالها بتساعدنى.
عبد الرحمن: علميها يا أمى، مش عايزها تطلع خايبة.
الأم: قصدك زى أمها؟ وإلا أما أسكت انت بتزعل.
نجاح عزة في التجربة الجديدة دفع صديقاتها إلى التفكير في استثمار هذا النجاح.
منى: انتى لازم تعملى صفحة على الفيس بوك تعملى عليها دعاية لنفسك.
عزة: أنا فاضية للكلام ده.
منى: السوشيال ميديا دلوقتى بقت مهمة جدا لأى نشاط، وبعدين الموضوع مش صعب، انتى هتعملى الصفحة وأما تعملى أى حاجة في الفرن صوريها ونزليها على الصفحة، تعملى أكل في فرح أو سبوع صوريه ونزليه.
عزة: إزاى وأنا موبايلى بزراير؟
سلوى: بالذمة مش مكسوفة من نفسك؟ سيدة أعمال ولسة ماشية لموبايل بزراير.
عزة بعناد: ومش هأغيره، ربنا يبعدني عن أبو كاميرا والبلاوى اللى بتيجى من وراه.
مديحة: لازم تجيبى موبايل بكاميرا يا عزة، ده مش رفاهية، ده أكل عيش، وبعدين انتى عاقلة ومش صغيرة.
منى: نبقى نشوف موضوع الموبايل ده بعدين، خلى بنت من البنات اللى شغالة معاكى تعمل الحساب والصفحة من عندها، وخليها تصور وتنزل على الصفحة، أكيد في واحدة معاها موبايل حلو.
بالفعل قامت عزة بعمل حساب وصفحة من هاتف ابنتها، ساهمت بشكل كبير في انتشارها، كانت عزة قد اشترت هاتفا بكاميرا لابنتها الكبرى لوجى نظرا لإلحاحها الشديد في طلبه، وحتى تحدث والدها عليه نظرا لانشغاله كثيرا عن رؤية بناته في الفترة الأخيرة.
الغريب أن حساب عمر كان يأتى لها في اقتراحات الصداقة، نظرا لوجود رقمه على هاتف ابنتها، دفعها فضولها مرة واحدة لدخول الحساب وليتها لم تفعلها، وجدته عبارة عن تدوين ليومياته مع سميرة، كل ساعة تقريبا ينزل بوست إما يتغزل فيها أو يصف سعادته معها، وفي نهاية كل بوست ينصح الشباب بضرورة الزواج عن حب، ويقسم انه لو تزوج الجميع عم حب لما وجدت حالة طلاق واحدة ولخلت المحاكم من القضايا، خرجت عزة من حسابه ولم تكررها خصوصا بعد أن علمت بحمل سميرة.