قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل الخامس والخمسون

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل الخامس والخمسون

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل الخامس والخمسون

أعدت عزة ومساعداتها الطلبيات الخاصة باليوم، وعندما همت منى بأخراجها أمام الباب نظرت لها عزة وقالت: سيبى الحاجة يا مايسة وتعالى انتى ارفعى صور الأكل على الصفحة عشان أنا مش قادرة أفتح عينى، وخلى زينب هي اللى تخرجها، وانتى يا مريم شوفى الطلبيات اللى على الخاص.
مايسة ومريم معا: حاضر.

عزة: قومى يا زينب خرجي الأكياس، كل كيس عليه اسم أصحابه وعنوانهم، زى ما قولت قبل كدة التسليم من على الباب، وانتى راجعة هتجيبى الطلبات اللى مكتوبة في الورقة دى، وهتروحى السوق تجيبى لنا لحمة وخضار، معلش لو فيها تقاله هتروحى تجيبى لوجى من الدرس بعد ما تخلصى، هي هتخلص الساعة 6، ممكن تستنوها شوية.
زينب: بس إحنا لسة بدرى قوى وكل الشغل ده مش هياخد ساعتين، هتستنى ده كله؟

عزة: معلش، مش هأمن على البنت ترجع لوحدها، ومش عايزة تيجى وترجع تخرجى.
زينب: ولا يهمك.

استمرت عزة في تنفيذ مخططها في التقريب بين زينب وجلال، فتكرر خروجهما معا حتى حدث ما أرادت، وجاءها جلال مهللا.

جلال: أنا اخترت المرة دى صح وجاى أستئذنك تيجى معايا أخطبها باعتبار إنك أختى الكبيرة في المقام، الصغيرة في السن، ضحكت عزة وقالت: إيه نويت تتجوز؟
جلال: أيوه.
كانت زينب تحكى لعزة ما يحدث بينهما أولا بأول، لكنها تظاهرت أنها لا تعرف وقالت: اخترت مين؟ يارب تكون مناسبة المرة دى وتكون بنت حلال ومحترمة.
جلال: من ناحية مناسبة هي مناسبة جدا، ومن ناحية بنت حلال ومحترمة انتى عارفاها.
عزة: عروستى؟
جلال: زينب.

عزة بسعادة بالغة: ألف مبروك، أيوه كدة، مش أنت تروح تتجوز واحدة أكبر منك وهي تتجوز واحد أكبر منها وتفضلوا تندموا طول العمر.
جلال: شوفى الميعاد اللى يناسبك وقولى لزينب عليه، وأنا جاهز في أي وقت.

حددت عزة الميعاد وذهبت مع جلال وهي محملة بالهدايا التي اشترتها بمالها، وافقت على كل شروط أسرة زينب رغم اعتراض جلال على بعضها، وتم قراءة الفاتحة وتحديد العيد الصغير للزواج، اشترى جلال شبكة متواضعة لزينب، اختارت أشياءا بسيطة ذات وزن خفيف، في حين أهدتها عزة إسورتين قيمتين وخاتما ثمينا، مما أدخل البهجة في نفسها.
جاءت هند إلى عزة، التي كانت تدردش معهن بعد تناول الغداء.

هند: شكل الباب انفتح ومش هيبقى عندنا عروسة واحدة.
عزة: يسمع منك ربنا، انتى كمان جاى لك عريس وإلا أيه؟
هند: أيوه، وعايزاكى أنتى اللى تقابليه.
عزة: أبقى موجودة لكن مش لوحدى، لازم والدك يكون موجود.
هند: وهو أبويا يعرف إيه عنى؟
عزة: معلش لازم في دى بالذات يكون موجود، عشان أهل جوزك بعد كدة ما يقولوش دى مالهاش كبير.
هند: خلاص هاقول له بس العريس هيجى هنا مش عايزاه يروح عند أبويا ومراته.

عزة: في دى كمان أنا مش موافقاكى، لازم كل الاتفاقات تتم في بيت أبوكى، وتخرجى من بيت أبوكى، بعد كدة بيتى مفتوح لك في أى وقت.
هند: موافقة لو إنى ما كنتش عايزاه يفرح الفرحة دى.
عزة: ليه كدة؟ ده مهما كان أبوكى.
هند: اللى ما شالش همى ولا سأل عنى ما يستالهش أكبره وأعمل له قيمة، ما يستاهلش يفرح.
عزة: معلش ربنا يعوضك.
هند: ما فيش حد بيعوض مكان الأب، ياريته كان ميت، أهو ساعتها أبقى يتيمة بصحيح.

عزة: اوعى تقولى كدة، كفاية حسه في الدنيا.
هند: عملت إيه بحسه؟ تصدقى إنه من يوم ما اتجوز ما جابليش جلابية ألبسها، ما تعبتش مرة وكشف عليا، مرة تعبت وعملت عملية الزايدة في مستشفى حكومة، ما رضيش يجى يزورنى ليجيب لى علبة عصير وهو جاى، الجيران اللى كانت بتجى لى وتجيب لى أكل، لو حكيت لك على قساوته ومواقف الغباوة اللى عملها معايا مش هتصدقى.

عزة: معلش ربنا ما يحوجك له، بس برضو لازم يحضر، واوعى الكلام ده تقوليه لجوزك مهما كنتى بتحبه ومهما كان كويس معاكى؛ لازم يفهم إن أبوكى أحسن أب في الدنيا، ما حدش عارف بكرة فيه إيه، ممكن بعد كدة يعايرك.
هند: حاضر، أخليه يجى إمتى؟
عزة: أى ميعاد يناسبه نفضى نفسنا، انتى عارفة إننا ماعندناش يوم اجازة، والشغل ما بيخلصش.

هند: بالنسبة له أى وقت هاختاره هيجى، لازم أشوف أبويا، ربنا يستر ويوافق يقعد مع الناس ما يعملش زى كل مرة، أصله كان بيخاف يقابل الناس ليلتزم بحاجة يشتريها في الجهاز.
عزة: قولى له يوافق بس يقعد مع الناس ومالوش دعوة بجهازك، أى حاجة تحتاجيها أنا هأجيبها.
هند وهي تقبل عزة: ربنا ما يحرمنى منك، ويفرحك ببناتك يارب زى ما بتفرحينا.

عزة: خدى كمان الفلوس دى اشترى لبس حلو لكى ولو والدك لبسه مش مناسب خليه هو كمان يجيب حاجة محترمة.
هند وهي تنظر إلى المبلغ الذي لا تعرف عدده لكن يبدو أنه كبير: بس ده كتير قوى.
عزة: هاتى بالباقى جاتوه وحاجة ساقعة.
هند: والله ما عارفة أقول لك إيه؟ ربنا يفرح قلبك فرح يتعجب له أهل السماء والأرض، ويجبر خاطرك.
عزة: كفاية يا بت، انتى بتشتغلى إيه بعد الضهر؟
هند: مساعد لأحلى وأطيب وأحن شيف في الدنيا.

انصرفت هند إلى عملها بالمطبخ وتذكرت عزة عمر،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة