قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع والستون

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع والستون

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع والستون

دخل عمر المنزل الذي به عزة، أدركت سميرة أن هنا تسكن طليقته، هي تعرف منازل أشقائه ومعظم أقاربه، لجأت إلى حيلة لتعرف إن كانت هي عزة أم لا، سألت مالك أحد المحلات بالشارع.
سميرة: من فضلك في ست هنا بتعمل أكل جاهز، اسمها تقريبا عزة، أنا متابعاها على النت وعايزاها في شغل.
الرجل: قصدك على الست عزة؟ دى في الدور التالت.
سميرة: شكرا.
صعدت سميرة مسرعة، طرقت الباب بعنف، فتحت لها منى.

دخلت يسبقها صوتها المرتفع: هو فين؟
تعجب الجميع من أمرها، خرجت عزة من المطبخ مفزوعة، وخرج عمر من حجرة بنتيه، صعق عندما رآها وقبل أن ينطق بكلمة انهالت سميرة عليه بالسباب.
سميرة: حلو قوى الشغل الإضافى ده، ولما أنت رجعت للهانم ما بتقوليش ليه؟ عشان أجى أبارك وأجيب هدية، وإلا استني لما تخلفوا؟
عمر: انتي إيه اللى جابك هنا؟
سميرة: جاية أشوف خيانتك، صحيح القديمة تحلى حتى لو كانت وحلة.

عزة: اخرسى قطع لسانك، جاى يزور بناته، ما أظنش إنك شرطتى عليه كمان يتخلى عن بناته، وبعدين أنا خارجة قدامك من المطبخ.
عمر: من فضلك يا سميرة روحى، لنا بيت نتكلم فيه.
سميرة: مش هامشى إلا لما أعرف رجعت لها والا لا؟
عزة: اطمنى أنا مش خرابة بيوت، واللى باعنى عمرى ما أشتريه.
اتجهت عزة لعمر وقالت: من فضلك خد مراتك وامشى وأما تحب تشوف بناتك ابقى قابلهم برة.
عمر: أنا آسف يا عزة.
عزة بحدة: من فضلك كفاية كدة.

انصرف عمر وسميرة، ودخلت عزة حجرتها وأغلقتها عليها، حاولت البنات العاملات معها التهوين عليها وإخراجها من الحجرة، لكن هذه عادتها عندما تتعرض لموقف صعب، تغلق حجرتها، تبكى وحدها، تبكى وتبكى حتى ترتاح، ثم تمسح دموعها وتخرج قوية وكأن شيئا لم يكن.

خرج عمر مع سميرة وكأنه لصا ضبط متلبسا بجريمته، تعجب من أمره، كيف تقبل ما حدث، كيف سمح لسميرة أن تهين عزة بهذه الطريقة؟ والأهم كيف سمح لها أن تهينه أمام بنتيه وأمهما وهي التي ظلت تحترمه حتى وهو يذبحها، لماذا لم يثر؟ هل تقبل ما حدث بسبب حبه لسميرة حبا يغفر لها كل خطاياها؟ أم لأنه خاف أن يدخل معها معركة خاسرة، فقد تتفوه أمام بنتيه بما يهز صورته أمامهما، تلك الصورة التي حافظت عليها عزة قبله، والتي اهتزت بسبب بعده، واستطاع بعد مجهود أن يعيدها كما كانت، لعن ضعفه أمامها، وما أن دخلا الشقة حتى ثار عليها.

عمر: ممكن أفهم إيه اللى عملتيه ده؟
سميرة: خبيت عليا ليه يا عمر؟
عمر: هو لازم أستأذن منك قبل ما أشوف بناتى؟
سميرة: وفيها إيه لما تقول أنا رايح لهم؟ وبعدين مش معنى بتقابلهم في البيت؟ ما الدنيا واسعة.
عمر: دول بنات وعايزين يبقوا معايا على راحتهم، ما ينفعش أقابلهم في الشارع، أو في أى مكان، وبعدين أنا ما أشتريتش شقة من وراكى.
سميرة: واحدة بواحدة يعنى؟

عمر: سميها زى ما تسميها، دول بناتى ومش هاتخلى عنهم، أنا مش زيك، استغلت سميرة هذه الكلمة لصالحها، سكبت دموع التماسيح وقالت بصوت ناعم: كدة يا عمر؟ بتعايرنى عشان بعت الدنيا كلها عشانك؟ بتعايرنى عشان حبيتك أكتر من ولادى؟ عشان أستغنيت بيك عن العالم، قول أكتر من كدة يا عمر، هافضل أحبك برضو حتى وأنت بتجرحنى.
عمر وهو يقبل رأسها: حقك عليا يا سميرة، ما أعرفش أنا قلت كدة إزاى.

سميرة: أنا اللى آسفة، بس أنا باتجنن لما بأحس إن حد ممكن ياخدك منى.
عمر: ولا ستات العالم يا حبيبتى يشغلونى لحظة عنك.
سميرة: باحبك قوى يا عمر.
عمر: عارف يا حبيبتي، و ده اللى بيخلينى أستحمل أى موقف غباوة منك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة