قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع والأربعون

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع والأربعون

رواية مقبرة الحب الأول للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع والأربعون

كانت عزة تحرص على ألا تأخر البنات العاملات معها في الشتاء عن السادسة مساءا، وفي الصيف عن الثامنة، هذا بخلاف الأفراح كن يبقين معها حتى ينتهى الفرح وتوصل كل واحدة حتى باب منزلها، وكثيرا ما كانت تسهر هي تكمل بعض الطلبيات لعملائها بمساعدة هند التي أصبحت لا تفارقها، وفي أحد الأيام وأثناء انصراف البنات اقتربت منها مريم وقالت بتردد: وزة، (هذا الاسم الذي كن يدللنها به وأحيانا زوزو) ينفع أبات معاكى أنا كمان؟

عزة: خير؟ متخانقة انتى كمان مع جوز أمك؟
مريم: لا، هو في حاله وأنا في حالى، أنا واخدة شقة صغيرة إيجار لوحدى في القرية بتاعتنا، هي صحيح إيجارها بسيط بس أهى فلوس بادفعها كل شهر.
عزة: وفين بيت والدك؟
مريم: شقة بابا الله يرحمه مقفولة.
عزة: وليه ما عشتيش فيها؟

مريم: لأن أعمامى التلاتة كل واحد عايز يعمل وصى عليا، كل واحد يدى أوامر لكن يشوف مصاريفى لا، وبابا الله يرحمه كان ارزقي وما كانش مأمن على نفسه ومالوش معاش.
عزة: يعنى ما حدش منهم كان بيصرف عليكى؟

مريم: أول ما بابا مات كانوا بيصرفوا عليا بس بالذل وعلى قد الضروريات، ولما كبرت شوية وبقى لى طلبات زى البنات رفضوا، واللى كان موافق يدفع كان عايز يجوزنى لابنه الساقط، وعايز يتحكم في حياتى، مش عايزنى اكمل تعليمى، ولا عايز يدينى دروس، أضطريت أشتغل وأصرف على نفسى.
عزة: لا حول ولا قوة إلا بالله، اليتيم لطيم صحيح، بعد الأم والأب مافيش حد أسالينى أنا عن حال اليتيم.

مريم: قولتى إيه؟ أنا ممكن أدفع مصاريف أكلى، وأنام في أى مكان حتى في الصالة، بس أوفر الإيجار من ناحية ووقت وفلوس المواصلات من ناحية تانية، وأبقى قريبة من جامعتى والأهم أحس إنى ليا أهل.

عزة: إيه يا بت عشرة بيتكلموا معاكى؟ مش لاحقة أرد عليكي، هما بيعلموكى في كلية الحقوق الرغى؟ عيب عليكى لما تقولى أدفع مصاريف أكلى، من أمتى وعزة بتدفع حد تمن لقمة أكلها في طبقها؟ العين دى زاد والعين دى زواد، أنا اللى أنام على الأرض يا حبيبتى، أمرى لله بكرة نروح نشترى سريرين نحط واحد في أوضتى وواحد في أوضة البنات.
مريم وهي تشيز لحجرة عمر: ما الأوضة دي فاضية.
عزة: لا الأوضة دي ما حدش له دعوة بيها.

مريم وهي تقبل عزة: ربنا يخليكي لنا يا وزة يا سند الولايا، ويفضل بيتك مفتوح بحسك للخير.
عزة وهي تنطر لزينب ومايسة: مش عايزين تباتوا هنا انتوا كمان؟ ما هو ملجأ، ما أنتوا هتفضلوا ورايا لحد ما أنام على السلم.
ضحك الجميع.
مايسة: لا أنا هافضل وري ستي لأقتلها لتقتلني.
عزة: يا بت عيب، ستك خايفة عليكي.

ترقي عمر في عمله وتم تعينه مديرا للإدارة التي يعمل بها، نسب عمر الفضل في هذه الترقية لسميرة.
عاد عمر من الخارج وكالعادة أحتضن سميرة ثم قال: باركي لي يا أحلى سميرة في الدنيا، وشك حلو عليا، انا اترقيت ومرتبي زاد.
سميرة: ده رزق عمر اللي جاي.
عمر: الحمد لله الترقية دي جات في وقتها، كدة اتأكدت إن ربنا راضي عني، كنت خايف أكون ظلمت...

وقبل أن يكمل كلامه قاطعته سميرة قائلة: إحنا ما ظلمناش حد يا عمر، ربنا اللي خلق حبنا في قلوبنا، وهيحاسبنا لو فضلنا غيرنا علينا، الإنسان لازم يدور على راحته وسعادته قبل ما يدور على سعادة غيره، وإلا إزاي هتسعد اللي حواليك وانت مش سعيد؟
عمر: برضو كنت خايف خصوصا بعد اللي حصل لعزة.
سميرة: ده نصيبها، هو انت كنت موتت أختها؟ وإلا حرقتها؟
عمر: عموما الحمد لله.
سميرة: يعني كنت حامل همها وحاسس بالذنب من ناحيتها؟

عمر: مش أم بناتي وعمرها ما أسأت لي في حاجة.
سميرة: طب خد بالك من كلامك عشان دي آخر مرة هأسمح لك تجيب سيرتها هنا، وإلا تكونش بتفكر ترجعها؟
عمر: هو بعدك في مكان في قلبي لحد؟ وإلا اللي يعرفك يقدر يعرف غيرك، يا حبيبتي أنا ما بقيتش أعرف إبص في وش واحدة ست غيرك.
سميرة: أنا كمان يا عمر مش بأشوف غيرك، اوعي تسيبني يا غمر مهما كان السبب، لو سيبتني هاموت.
عمر: هو أنا مجنون؟ حد يقدر يبعد عن روحه؟

أجرت عزة عمليه التجميل وجاءت النتيجة.

عزة: الله يسامحك يا مديحة، بسهولة كدة؟ طب هو طلق واتجوز عشان ماحبنيش، أنا هاشيل رجل وأحط راجل في قلبى بسهولة كدة؟ بسهولة كدة أنسى حب وعشرة عشر سنين وأكتر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة